رواية امنيات وان تحققت الفصل الخامس 5 بقلم ليله عادل
'~_* رواية أمنيات وإن تحققت
بقلمي_ليلةعادل *_~'''_~
الفصل الخامس
شركة رسلان للمقاولات٢م
مكتب محمد
_نشاهد محمد يجلس خلف مكتبه ويقوم بالإمضاء على بعض الأوراق، بعد قليل طرق الباب دخلت أصالة السكرتيرة.
أصالة بتهذيب:
_ باشمهندس محمد في واحد اسمه خالد زين الحسيني عايز يقابل حضرتك بس مكنش واخد ميعاد.
نظر لها محمد بتركيز بابتسامة عريضة:
_دخليه بسرعة يا أصالة.
خرجت أصالة ولم يمر سوى ثواني ودخل شاب وسيم الملامح، أنيق، حسن المظهر يرتدي بدله، طويل القامة بجسد رياضي وشعر ثقيل طويل لحد ما، بعيون عسلية.
خالد زين الحسيني، رجل أعمال في بداية مشواره، صديق محمد يبلغ من العمر ٣٧ عامًا.
خالد بمرح:
_حموش عامل ايه؟
توقف محمد لاستقباله بحرارة وهو يقول:
_ خالود ايه المفاجأة دي؟
تحرك محمد نحوه حتى توقف أمامه مباشرة وصافحه بعناقه.
محمد وهو يعانقه:
_عامل ايه، مفيش ولا حس ولا خبر من آخر مرة شوفتك، تعالى نقعد.
كل هذا كانت تقف أصالة بجانب الباب باحترام، جلسا على المقاعد الأمامية للمكتب أمام بعضهما.
خالد بتفسير:
_ والله كنت داخل في مشروع كده اخد كل وقتي وفلوسي.
محمد:
_ تشرب ايه الأول؟
خالد:
_ممكن إسبرسو.
محمد:
_ أصالة اتنين إسبرسو، ومدخليش حد علينا خالص.
أصالة بتهذيب وهي تهز رأسها بنعم:
_ تحت أمرك يا فندم.
خرجت أصالة بعد غلق الباب خلفها.
محمد باهتمام:
_ ها قولي أخبار مشروعك الجديد ايه؟ كله تمام؟
خالد بانهزام:
_ والله مش تمام، عشان كده جتلك.
نظر له محمد بقلق وهو يضيق عينه:
_خير.
خالد بتوضيح ممزوج بأسف:
_ مفيش، أنت عارف إني كنت بفتح فرع تاني للمصنع، في العاشر من رمضان، وقعت في مهندس معندوش ضمير، غش في الخامات وسرق منها، وللأسف الشديد في جزء وقع بعد ما استلمت.
محمد:
_ يا خبر أبيض، طب يا ابني ما أنت عارف إننا من أكبر شركات المقاولات وعندنا أفضل مهندسين وأفضل الخامات، تطلع بره ليه، كنت هقدم لك كل التسهيلات ليك مخصوص.
خالد تنهد بتعب:
_ جت كده بقى، مش عارف أعمل ايه، جبت أكتر من مهندس بصوا على المبنى وقالو لازم ينهد، وأنا مستحيل أهده، أنا دافع فيه كل فلوسي، وخلاص المكن التحط، والافتتاح كان هيكون أول الشهر الجاي.
محمد:
_ مشكلة فعلًا، أنت طبعًا قلقان على المكن.
خالد:
_المكن بملايين، وواخد قروض كتير، المشكلة إن المهندس قالى لو حاولت تخرج المكن ممكن المبنى ينهد عليكم.
محمد:
_ ده غير لو الموضوع مخلصش بسرعة هتتعرض لمسائلة قانونية.
خالد بتأييد وهو يهز رأسه وهو يزم شفتيه بحزن:
_ بالظبط، هتسجن، عندك حل ميخلنيش أخسر المكن ولا أرواح العمال وفي نفس الوقت متحبسش.
محمد تبسم:
_ الوحيدة اللى هتقدر تحل لك الموضوع ده بشمهندسة منة، هي الوحيدة اللي بنلجأ لها في الأوقات اللي زي دي.
خالد:
_ الحقني بيها.
______بقلمي_ليلة عادل_______
_مكتب منة
_كانت منة تجلس خلف مكتبها مع أحد المهندسين وهي تنناقش معه عن أمور العمل، كان ملامح منة تغيرت، لكن ليس بالشكل الكبير، ويبدو أنها فقدت القليل من وزنها كانت ترتدي طقم فورمال في منتهى الشياكة عليها.
منة بجدية:
_ باشمهندس علي لو سمحت هم شوية، التصاميم لازم تكون جاهزة على أول الشهر، لازم تاخد بالك التصاميم دي هتكون بمثابة نقلة مهمة في كاريرك الهندسي، المناقصة دي مهمة، مش بس ليك وكمان للشركة، ومدحت بيه هيثق فيك جدًا لو اخدناها.
المهندس:
_ إن شاء الله ما تقلقيش.
أثناء حديثهما طرق الباب دخل محمد ومعه خالد.
محمد:
_منوش فاضية؟
رفعت منة عينيها له بابتسامة:
_محمد، تعالى، طبعًا فاضية اتفضل.
اقترب محمد وخالد وجلسا على المقاعد الأمامية للمكتب أمام بعضهما ونهض المهندس وهو يقول:
_حاجة تاني يا باشمهندسة.
منة بعملية:
_ لا، بس يا ريت متنساش اللى اتفقنا عليه.
المهندس:
_ متقلقيش بعد إذنكم.
خرج للخارج.
محمد:
_ منة إحنا محتاجينك في موضوع مهم جدًا، مستر خالد يبقى من أعز أصدقائي بمثابة أخويا الكبير ليا.
هزت منة رأسها بإيجاب بابتسامة مهذبة تبادل معها خالد الابتسامة باحترام، أكمل محمد:
_ وقع في مشكلة ومفيش غيرك اللي هيحلها.
عادت منة بظهرها على ظهر المقعد وهي تنظر لهم بتركيز.
منة:
_ خير.
خالد:
_ أنا بنيت مصنع جديد وبعد ما استلمته وجبت المعدات والمكن للأسف الشديد في جزء وقع.
منة بذكاء:
_امممم والمطلوب إننا نشوف حل عشان منزلش كل المبنى وتخسر فلوسك اللي دفعتها وعشان متتحبسش.
.
خالد وهو يهز رأسه بتوضيح:
_ مش هي دي المشكلة بس، في مشكله أكبر، المعدات والمكن بملايين؛ لأنهم لأول مرة ينزل منهم في مصر، ولما جبت مهندسين عاينوا قالوا ممكن تواجه مشكلة كبيرة أثناء إخراجك للمكن والمعدات ممكن المبنى كله يقع وينهار على العمال.
زمت منة شفتيها وهى تحرك أصابع يدها السبابة والوسطى على المكتب بتفكير لثواني، ثم قالت:
_ اممممم، هو أنا ما اقدرش أخد أي قرار غير لما بنفسي أعاين المبنى، وبعدين ناخد قرار، بس ما تقلقش في حلول كتير.
خالد بتعجب عقد حاجبيه :
_ حلول كتير ازاي بس؟! يا فندم ده كل اللي عاين وسمع اللي حصل وشاف المبنى قالى مفيش أمل.
منة بعملية وثقة تعكس قوة شخصيتها:
_ ازاي دي بعد ما أعاين بنفسي المبنى، عشان ما بحبش أتكلم في حاجة وأنا لسه ما حطيتش ايدي وعيني عليها، تحب من امتى نبدأ؟
خالد:
_ يعني لو ينفع من دلوقتي مش هقول لك لا.
محمد بتنبيه:
منة زي ما قلتلك خالد أخ ليا معلش محتاج منك تهتمي شويه بموضوعه، يعني لو في أي حاجه وراكي ممكن تديهاني وأنا هشتغل عليها وخليكي مع خالد.
منة وهي تهز رأسها بإيجاب بعملية:
_مفيش مشكلة، خلاص لو حضرتك فاضي ممكن توديني دلوقتي المصنع أبص عليه، ويا ريت لو حضرتك معاك الرسومات والماكيت، أي حاجة تخص البناء محتاجة أشوفها.
خالد:
_ اه معايا، نروح الأول على المصنع القديم ناخد الحاجة اللي محتاجينها، وبعدين نطلع المصنع الجديد.
منة:
_مفيش أي مشكلة.
_أمام الشركة من الخارج ٣م
_نشاهد منة تقف أمام الشركة مع خالد.
خالد وهو يشير نحو عربته برقي:
_ بشمهندسة منة اتفضلي معايا.
منة برفض:
_ لا، معايا عربيتي، ممكن حضرتك تطلع وأنا وراك.
خالد بتهذيب:
_ اوكيه زى ما تحبي.
وبالفعل صعد كل منهم لسيارته واتجها أولًا إلى مصنع خالد وجلبا التصاميم، ثم ذهبا إلى المصنع الجديد ارتدت منة الخوذة وطلبت من خالد أن ينتظرها في سيارته وأخذت تقوم بمعاينة المبنى الجزء الهالك والجزء المتبقي، وبعد الانتهاء اقتربت منة من سيارته، فور أن رآها هبط من السيارة وتوجه نحوها.
خالد بلهفة:
_خير يا باش مهندسة؟
منة وهي تخلع الخوذة:
_المبنى فعلًا كله محتاج يتهد؛ لأن لو حصل تفتيش وشافوا اللي شوفته حضرتك هتتحبس.
خالد بلطف:
_ طب احنا أكيد مش هنتكلم هنا، تعالى نتكلم في أي مكان.
منة بجدية:
_ أنا أفضل نكمل في شركة.
خالد:
_مفيش مشكلة، زي ما تحبي.
روايه أمنيات وإن تحققت بقلمي_ليلةعادل
(. ❛ ᴗ ❛.)
_شركة رسلان للمقاولات ٥م
_غرفة الاجتماعات
_نشاهد منة ومحمد وخالد يجلسون في غرفة الاجتماعات كان محمد وخالد يجلسان بجانب بعضهما ومنة على الجهة الأخرى وكان يوجد على طاولة أوراق ورسومات هندسية، كانت منة تدقق النظر بهم بتركيز.
منة وهي تنظر في الأوراق باستغراب قالت مستخفة:
_ أنا مش فاهمة أنت كنت جايب مهندس خريج فني صنايع ده ولا خريج تجارة واشتغل مهندس بالغلط،
رفعت عينيها ونظرت له:
_ بعدين واضح أن الخامات اتسرقت بشكل كبير جدًا، واتلعب فيها، يعني اللي دخل كميات أكبر بكتير من الكميات اللي استخدمت للبناء، وده كان باين جدًا من آثار الردم اللي أنا شفته، بص يا مستر خالد..
عدلت من جلستها واقتربت بجسدها العلوي للطاولة ونظرت في وجهه بتركيز وتحدثت بعملية شديدة:
_ المبنى ده كله لازم ينهد وينزل على الأرض، وأنا ههدهولك بمعرفتي برجالتي وما تقلقش المكن بتاعك مش هيحصل فيه خدش، ولو حصل خدش واحد تعالى حاسبني أنا.
خالد:
_بس يا باشمهندسة ده في خطورة كبيرة على العمال اللى هينقلوا المكن، أنا اه مش عايز أخسر فلوس ولا عايز أتسجن، بس في نفس الوقت أنا مش جاحد وما عنديش قلب عشان خاطر أعرض حياة العمال للموت والخطر، أنا مرضاش بكده أبدًا.
تبسمت منة:
_ ومين قالك إن أنا ممكن كمان أخاطر برجالتي، بص يا مستر خالد، احنا هنمشي بخطوات متتابعة.
وهي تستخدم إصبع يدها بعمليه وذكاء قالت:
_ أول خطوة هنشد العمدان والخرسانات بالمعدات بتاعتنا لحد ما نطلع المكن ونخزنهولك في مكان تاني، ويكون آمن، لو حضرتك مش عندك مخازن احنا عندنا مخازن نستأذن من مدحت بيه واعتقد إن هو مش هيقول أي حاجة.
محمد بتأكيد:
_ ده أكيد.
أكملت منة بعملية:
_ وبكده نكون حلينا أول خطوة، إن احنا رفعنا المكن بطرق آمنة سواء ليا أو للعمال، ندخل بالخطوة الثانية، بأننا لازم نهد المبنى بشكل كامل يجي على الأرض، ننظف كويس ونبتدي من الصفر، نصمم تصميم مختلف، واحنا هنا عندنا أفضل مهندسين عمارة ومصممين، بعدين ابدأ بشغلي، ابدأ فى بناء حجر الأساس بحصيرة قوية بأعمدة متينة، ما تقلقش كل ده هيحصل بسرعة، عشان ما تتعرضش لأي مسائلة قانونية، وأنا هعرف اظبطها لك لو حد جه سال عن سبب هدم المصنع.
خالد بأسف:
_ بس ده هياخد فلوس كتير جدًا وأنا معنديش سيولة في الوقت الحالي، أنا دفعت كل ما أملك في المصنع ده وفي المكن الجديد، أنا عندي قروض كثير جدًا، مش عارف أسدها ازاي، وطبعًا المصنع عشان يتبني من أول وجديد محتاج فلوس ومفيش أي بنك هيقبل إنه يدينى قروض، وبكده رجعنا لنقطة الصفر اللي أنا جاي عشانها.
نظرت له منة وهي تعود بظهرها على ظهر المقعد قالت بعملية:
_ بص يا مستر خالد أنا فكرت في فكرة كده، أتمنى إنها تعجبك، حضرتك هتداين مننا إحنا والتسديد هيكون على أربع دفعات، بس لازم أول دفعة تكون مدفوعة عشان نبدأ شغل، إنما الدفعتين التانيين حضرتك هتدفعهم براحتك، الدفعة الرابعة حضرتك مش هتدفع فيها أي حاجة، اللى هيدفعها شركات تانية، هتكون عن طريق الشركات الراعية، هنعمل بروباجندا جامدة، وإعلانات ضخمة، حضرتك قولت لي إن المكن اللي أنت جايبه مكن حديث ولأول مرة ينزل مصر، فاحنا هنستغل النقطة دي هنعمل حفلة كبيرة وهنعزم ناس كثير؛ صحافة، والتلفزيون، وكل الشركات اللي بتهتم بصناعة الأقمشة، وأنا أعرف حد هيظبطنا جدًا في الموضوع ده، والكل هيبقى عايز يتفرج ويشوف المكن العالمي الخيالي اللي مفيش زيه في مصر ولا في الشرق الأوسط، أكيد مشاهدة مش هتكون ببلاش، ووقتها هيجيبلك فلوس كثير جدًا، وهتلم أكبر كمان من حجم الدفعة الرابعة لدرجة إن ممكن يتبقى لحضرتك مبلغ، وممكن كمان تأجر مكان مننا وتشغل فيه جزء من المكن بدل ما يفضل واقف طول الفترة اللي هنبني فيها، وأنا هحاول إن أخلصك بسرعة، ممكن ٦ شهور من بعد نقل المكن ايه رأيك.
كان يستمع لها خالد باندهاش باتساع عينيه وبصمت رهيب فهي حلت له المشكلة في غمضة عين، فهو غير مصدق أنها حلتها بتلك السهولة وبتلك الصورة، فهو كان فاقد الأمل ومحبط، لكنها حلتها له من عدم.
خالد بانبهار بعدم تصديق وسعادة:
_ أنا الحقيقة مش عارف أقولك ايه، أنتِي مبهرة، أنتِي ازاي كده؟ أنتِي متتصوريش أنتِي عملتي فيا ايه، أنا دماغي كانت مشتتة وصداع مسكني من أول ما حصلت المصيبة دي، لكن بعد كلامك حاسس إن أنا ارتحت، بس أرجع وأقولك الدفعة الأولانيه اللي حضرتك طلبتيها صدقيني صعب إني أمنها.
نظر محمد لمنة وقال:
منة مفيش دفعة أولى، خالد مننا، احنا هنشتغل عادي جدًا، ولما المصنع يشتغل يبدأ يكسب أرباحه يسدد على مهله، إن شاء الله بعد 20 سنة، مفيش أي مشكلة، وأنا هتكلم مع بابا في الموضوع ده، أجور العمال والمهندسين والخامات والمعدات هتكون مننا، ما تطلبيش من خالد أي حاجة، خالد جاب أرض فاضية وأداها لنا نشتغل فيها مش مطلوب منه أي حاجة تاني، تمام، ويا ريت يا منة بنفسك تشرفي على المصنع، وتحاولي تخلصي في أقرب وقت ممكن، حتى لو هتشغلي ثلاث ورديات في اليوم مفيش مشكلة.
منة:
_ إذا كان كده خلاص، احنا في خدمة مستر خالد إن شاء الله بكرة الصبح هنبدأ شغل، نشد المبنى عشان نخرج المكن، وكمان اجتمع بكل المهندسين المعماريين عشان يصمموا تصميم يكون مختلف مبهر ومميز.
خالد:
_ومساعد للبيئة.
منة تبسمت بتأكيد:
_ ومساعد للبيئة.
وبالفعل من اليوم التالي بدأت منة بالعمل، حيث قامت بالاجتماع بالمهندسين المعماريين لكي يقوموا بتصميم مبنى للمصنع يكون مختلف ومساعد للبيئة كما أراد خالد، وفي نفس الوقت قامت بترميم مبنى المصنع بالشكل الذي يستطيعون به إخراج المكن والمعدات دون أن تحدث مشكلة للعمال أو للمكن، ثم تم نقل المكن في أحد المخازن الخاصة بمدحت رسلان والد محمد، دون أن تحدث مشكلة للمكن أو للعمال، ثم قامت منة باعطاء أوامرها بهدم المصنع بشكل كامل، ثم بدأوا في بناءه من جديد.
بينما قام خالد في نفس الوقت بتنفيذ فكرة منة بتشغيل جزء من المكن، لكي لا يقف العمل خلال فترة بناء المصنع من جديد.
كانت منة تتابع العمل بشكل يومي من الصباح حتى المساء بنفسها، وكان خالد يتابع معها الأمر من حين لآخر، كانت علاقة منة وخالد عادية جدًا وعملية بشكل قوي.. ولم يريا بعضهما إلا مرات قليلة جدًا.
....…..............................
_عند موقع الإنشاء الخاص بمصنع خالد٤م
_نشاهد منه ترتدي الملابس الخاصه بالهندسه وتمسك بين يديها لوحه، وهي تتحدث مع احد العمال وتقوم بالاشاره بيديها، كان يتوقف خالد أمام سيارته يشاهدها بابتسامة جميلة وهو يرتدي طقم كاجوال كان فى منتهي الجاذبيه اقتربت منه نحوه .
منه:
_طبعاً زهقت مش واخد على الجو ده قاعد في مكتبك في تكيف على طول.
خالد تبسم:
يعني، بس الشغل ممتع الصراحه، مشكلته بس ان الجو حر اوى.
منه وهي تشير بيدها:
_ اممم ممكن تقعد في الكرفان.
خالد:
_ لا تعالى نقعد في عربيتي.
نظرت له منه بتعجب قالت بحده خفيفه:
_نقعد في عربيتك ليه؟
نظر خالد خلفها الى العامل الذي يمسك بين يديه صينيه بها كوبايتين شاي وقال:
_ عشان نشرب كوبايتين الشاي دول ونتكلم في المبني وفي اللي جاي.
رفعت منه عينيها خلفها، كان قد اقترب العامل وقدم لهم الصينيه، اخذه منه الشاى، وهزت منه راسها بالموافقه، فتح لها خالد باب السياره وهو يقول.
خالد بوقار وهو يشير بيده:
_اتفضلي.
صعدت منه السياره والتف خالد في الاتجاه الاخر وصعد السياره محل القيادة وشغل المكيف.
خالد:
_ تحبي تسمعي اغاني؟
منه:
_ عادي.
هز خالد رأسه بإيجاب وقام بتشغيل الاغاني المتنوعه.
خالد:
_ ها ايه الاخبار، التسليم هيكون بعد ست شهور اكيد، ولا هيبقى اكتر.
منه:
_لا بعد ست شهور ماتقلقش.
خالد:
_ انا مش قلقانه حتى لو اكتر من كده مش مهم، المهم ان الموضوع نفسه اتحل.
هزت منه رأسها وقالت:
التسليم هيكون بعد ست شهور زي ما اتفقنا.
رنه هاتف منه:
_ معلش البيت لازم ارد.
خالد:
_براحتك اتفضلي.
فتحت منه المكالمه على والدتها وقامت بخفض الصوت.
منه:
_ الو ايه يا ماما.
اتاها صوت مفيده من الاتجاه الاخر، كان يبدو عليها الضيق.
مفيده:
_ انتي فين ياختى كل ده.
ابتعلت منه ريقها بتوتر قليلا حاولت الثبات من اجل ان لا يشعر خالد بها.
منه بثبات:
_انا لسه في الشغل يا ماما قدامي ساعتين كده.
مفيده بصراخ:
_ يعني ايه ساعتين وانتي مش عارفه ان خالتك جايه، تعالى دلوقتي، انا مش قادره اعملها اكل.
منه رفعت عينيها نحو خالد لكي تتأكد هل يستمع لصوت والدتها ام لا ثم قالت:
_ طب اعمل ايه؟ ما انا قولتلك ان عندي شغل مهم.
مفيده بتهكم:
_شغل ايه يا ام شغل هو كل حاجه شغل شغل.
كان الصوت مسموعاً لخالد لكنه غير مفسر للكلام، شعر انها متوتره ولا تستطيع التحدث بارياحيه نظر لها وقال:
_ هعمل مكالمه.
اخذ هاتفه وخرج من السيارة، وتوقف بعيدا لكي يجعلها تتحدث باريحيه.
منه بضيق:
_ في ايه يا ماما انتي بتزعقيلي كده ليه، انا قولتلك انا عندي شغل مهم الفتره دي، ده انا مش عارفه اخد اجازه ارتاح، تقومي تعزمي خالتي وغصب عني اجي اعمل اكل، انا مابصدق ارجع ارتاح وانام تقوليلي اطبخي هو للدرجه دي يا ماما مافيش رحمه.
مفيده:
_ وانا مين يرحمني يا اختي.
منه:
_ إللي بيرحم العباد ربنا يا ماما، انا مش هاجي اعمل حاجه، وريحي نفسك، وبعد كده ماتعزميش حد طول ما انا عندي شغل، انا عايزه ارجع ارتاح وانام، واديني بقولك اهو لو رجعت من الشغل ولقيت خالتي هدخل انام مش هقعد مع حد عشان ماتفضليش تزعقي.
مفيده:
_ محدش عايز يشوف خلقتك العكره دي يا اختي، غوري في داهيه.
اغلقت الهاتف وزفرت منه بتعب، وخرجت من السياره وتوقفت بجانب خالد.
منه:
_ميرسي يا مستر خالد انا خدت بالي انك خرجت من العربيه عشان تسيبني اتكلم براحتي.
خالد تبسم:
_الصوت كان عالى شويه.
منه:
_ دي ماما بس هي عصبيه شويه.
خالد :
_معلش كل الامهات كده ماتزعليش.
منه:
_لا مش زعلانه.
خالد:
_ طيب انا همشي لو احتاجتي اي حاجه كلميني.
منه:
_ان شاءالله سلام.
خالد:
_ باي.
__________بقلمي ليلة عادل。◕‿◕。
_منزل خالد ٤م
_نشاهد شقه واسعه بأثاث مودرن حديث في منتهى الجمال، كان يجلس خالد وامامه اللاب توب بتركيز بعد قليل طلبت منه شقيقته الصغيره نادين وهي تحمل بين يديها عصير، جلست بجانبه وقدمت له الكوب...
هي فتاه جميله الوجه بشعر طويل ناعم وجسد رشيق للغايه تبلغ من العمر ٢٧ عام.
نادين بدلع:
_خالودي عملتك عصير برتقال بالجزر.
نظر لها خالد بابتسامة جميله وهو يأخذ منها العصير قال:
_تسلم ايدك يا حبيبتي.
نظرت نادين الي ما يفعله قالت معلقه:
_بتعمل ايه؟
خالد:
_ بتابع اخر التطورات فى مجال الاقمشه.
نادين:
_ قربت تخلص مصنعك؟
خالد؛
_ امممم ان شاء الله.
نادين:
_ ربنا معاك ياحبيبي.
خالد:
_ فكرتي في موضوع العريس؟
نادين زمت شفتيها باسف:
_اممم ورفضت، مش هقدر اسيبكم واسافر مع واحد ماعرفوش، حتى لو اتخطبنا شويه، مش شرط نفهم بعض، ازاي اول سنة جواز، اللي بتبقى اصعب سنه، وبتكتشف فيها شريك حياتك، وبتفهموا بعض، ابعد فيها عن اهلي وسافر بره بلدي، افرض حصل مشكله هعمل ايه وقتها؟ اصل اكيد هتحصل ده الطبيعي، لان اول سنه جواز يبقى فيها مشاكل كتير، وانتم هتكونوا بعاد عني، ازاي اسافر مع واحد ما اعرفوش خايفه اوي من الفكره دي.
تنهد خالد بعقلانية قال:
_بصراحه انا معاكي في الفكره دي، حتى لو فضلتو فتره مخطوبين وعرفناه كويس، الراجل والست بعد الجواز بيختلفوا، لان ساعتها كل الاقنعه بتتشال، حتى لو كنتم صادقين في فتره الخطوبه، بس بتعيشي بقى مع الشخص ده، وبتكتشفي سلوكياته، وبالنسبه كبيرة هتبقى مختلفه عن سلوكياتك، وساعتها بيحصل بقى الصدمات والمشاكل، انا اتكلمت مع بابا في الموضوع ده، قولتله بلاش، عارفه لو فضلتو هنا فتره سنه سنتين بعدين سافرتو، مافيش مشكلة، لأن وقتها هتبقى اكتشفتي حاجات كتير فيه، مش هيبقى عندك نفس الخوف، خلاص اتعودتي على طبعه وسلوكياته وطريقته، اكتشفتيه بشكل كبير، بس يتجوزك ويسافر على طول... لا، لكن في الاول وفي الاخر القرار قرارك.
نادين:
_ خالد هو ده اللي انا فكرت فيه بالظبط انا خايفه خصوصاً انه جواز صالونات، بصراحه اكتر... انا مش عايزه اتجوز دلوقتي، انا مش قد المسؤوليه دي دلوقتي، حاسه ان هي اكبر مني، يمكن انا كبرت بقى عندي 27 سنه، بس لحد اللحظه دي حاسه برده انها مسؤوليه اكبر مني، واني مش قدها، فكرة إني اعيش مع واحد معرفوش، وأسس معاه حياه مش عارفه، الفكره نفسها لسه مش قادره اتقبلها.
اغلق خالد اللاب توب وضعه بجانبه عدل من جلسته في زاويتها وامسك يديها وقال بعقليه:
_اسمعيني كويس يا نادين، الجواز مسؤوليه وحياه انتي اللي بتبنيها بايديك، لازم تختاري صح عشان حرام تظلمي نفسك وتظلمي شخص تاني وتظلمي كمان اولادكم في المستقبل، لازم تراعي النقط دي، وبعدين الحمدلله ماما وبابا مش بيضايقوكي في الموضوع ده ولا بيغصبوا عليكي، عكس بنات كتير اهاليهم يكون ضغطين عليهم، فانتي في نعمه، اتجوزي وقت ماتحسي أن انتي مستعده نفسيا، وجسديا، وعقليا، وكليا، انك تاخدي خطوه الجواز دي، لكن تتجوزي عشان تبقي زي اصحابك ! تؤ، تفكير سطحي جدا وظالم ليكي وللطرف التاني، بس ده مش معناه ان اي حد يجيلك كده ترفضيه، لازم تديله فرصه، تعرفيه ويعرفك مادام في راحه نفسيه، ولا كل اللي جم مفيش اي راحه نفسيه؟
نادين بضيق:
_ لا اكيد فيه منهم كنت مرتاحة، بس موضوع ان انا اتخطبت مرتين ده مأثر عليا شويه مش عايزه اتخطب للمره الثالثه وبرده افركش عشان كده عايزه اهدى شويه.
خالد:
_حتى لو اتخطبتي 10 مرات ايه المشكله؟ انتي مابتعمليش حاجه غلط، انا بشوف انك تتخطبي ويبقى قدام عينينا احسن ماتتعرفي على واحد من بره تخسري احترامك لنفسك، وثقتنا فيكي، وتشيلي ذنب، بس هقولك ايه! مجتمعنا الفاسد الظالم بيحرم الحلال، يعني ممكن تكون بنت بتكلم ولاد كتير ومتعددة العلاقات من ورا اهلها، ومادام الناس متعرفش انها بتعمل كدة عادي، لكن لو اتخطبت في الحلال اكثر من مره وماكملتيش عشان عدم التفاهم، لانه لا يصلح، يقولوا لا غلط ، مادام موضوع عدا المرتين يبقى انتي اللي عندك المشكله والراجل ملاك.
نادين:
_ هو ده اللي مخليني خايفه اوافق على اي عريس، اوقات بكون حاسه بالراحه، بس بقول اوفق دلوقتي، بس ممكن بعدين مانتفاهمش مع بعض، ونفركش ويتحسب عليا خطوبه ثالثه زي الاتنين اللي قبل كده.
خالد:
_ اوعي تفكري بالطريقه دي انتي يهمك الناس في ايه ؟ اهم حاجه عندك احنا شايفينك ازاي، وعارفينك ازاي، انتي مابتعمليش حاجه غلط، ولا بتعملي حاجه حرام تغضب ربنا، لو قعدتي تفكري في رضاء المجتمع هتتعبي جدا.
تنهدت نادين بتعب:
_ ماشي بس العريس اللي جالي الاخير ده مش هينفع، انا مش هينفع اسافر.
خالد:
_ سيبك بقى من اللي فات ده، انا بتكلم في اللي جاي، لسه النصيب ماجاش.
نادين:
_ سيبك مني... ها هافرح بيك امتى؟ نفسي اشيلّك بيبى، العب بيه كده واقوله قولي يا عمتو واقعد اتحاربئ على مراتك.
خالد تضحك:
_ تتحربئ على مراتي ليه طيب يا مفتريه؟
نادين:
_ افرض زعلتك افرض عملت حاجه ضايقتك اسكتلها.. اقسم بالله ما هيحصل.
خالد:
_ تصدقي انا بفكر قبل ماخد الخطوه دي 1000 مره بسببك، انا خايف عليها منك، انتي يا بنتي لو مراتي واتجوزت عليكي مش هتعاملي كدا.
نادين:
_يا حبيبي انا لو مراتك مش هتقدر تتجوزي عليا.
خالد:
_عاجبني ثقتك.
نادين وهي تضحك:
امال.. المهم المهندسه اللى معاك دي كويسه يعني؟
خالد:
_اه ما شاء الله عليها شاطره جدا.
نادين:
_ ممكن بعد ماتخلص الموضوع بتاعك ده تجيبلها هديه بسيطه كده مع بوكيه ورد وكلمة شكر.
خالد:
_ ده اللي انا بفكر فيه بس ساعتها هسيبلك انتي طلعة الهديه دي عشان انتي عارفه انا ماليش في هدايا البنات.
نادين:
_ تمام انا هقوم بقى عشان عندي شغل عايزه اخلصه اسيبك تكمل اللي انت بتعمله.
وضعت قبله على خده ونهضت.
وبعد مرور أكثر من شهر.
_____بقلمي_ليلةعادل______
_عند موقع الإنشائي الخاص بمصنع خالد ١م
_نشاهد منة وهي ترتدي الملابس الخاصة بالهندسة في أحد أدوار المبنى الانشائي، وهى تمسك لوحة وتتحدث مع أحد العمال والمهندسين بتركيز، وبعد دقائق أغلقت التصميم وقالت:
_ يلا ربنا معاكم.
وأثناء هبوطها من على السقالات قالت وهى تنظر إلى العمال:
_الهمة يا رجالة، عايزين نسلم في الميعاد.
وفي نفس اللحظة جاء خالد ومعه رجلين يحملان كراتين عصير وماء وضعاهما على الأرض ورحلا.
اقتربت منة.
منة:
_مساء الخير يا مستر خالد.
خالد:
_ مساء النور، حمولة الرمل وصلتك؟
منة:
_من الصبح، والرجالة شغالين.
نظرت بعينيها إلى الكراتين باستغراب وقالت:
_ ايه ده؟
خالد بتوضيح ووقار:
_ قلت الجو حر، أجيب للعمال مياه وعصير، يعني أرطب عليهم شوية، حرام تعبوا ومفيش إجازات طول الفترة اللي فاتت.
تبسمت منة وقالت بمزاح مقلدة لحديثه السابق:
_ حد قالك اني جاحدة ومعنديش قلب؟ هههه ومعطشاهم.
نظر لها خالد وارتسمت على شفتيه ابتسامة جميلة، فهو فهم مقصدها، أكملت منة بلطف:
_ متقلقش، أنا بدلع رجالتى، ومتستغربش من المصطلح ده، هما فعلًا رجالتى وأخواتي بعتمد عليهم في كل شغل، مش بغيرهم وبجبلهم أكل وشرب وشاي، مروقة عليهم.
خالد بتهذيب:
_ مفيش مشكلة، بردو حاجة بسيطة، ممكن تنادي عليهم يجوا ياخدوا حاجتهم؟
منة:
_ اوي.
وضعت يدها في فمها وقامت بالتصفير وقالت بصوت عال:
_ يا أسطوات مستر خالد جبلكم عصير ومياه، يلا كل واحد ياخد علبة عصير وازازة، وارتاحوا ١٠ دقائق عشان خاطر مستر خالد.
بدء العمال والمهندسين بالاقتراب وأخذ العصير والمياه وهم يشكرون خالد.
منة بمزاح محبب:
_اوعى تكون جايب عدد أقل، دول أطفال، والله ممكن يتخانقوا سوا.
خالد وهو يضحك:
_ متقلقيش، عرفت العدد من محمد وجبت لهم بالعدد، لدرجة جبت لهم طعم واحد، عندي نفس العينة، ههههه .
تحرك حتى الكراتين وجلب عصير ومياه وقدمهم لها بتهذيب.
خالد:
_اتفضلي.
منة وهى تأخذهم برقة:
_ حتى أنا؟!
خالد بتهذيب:
_ طبعًا، ده أنتِي الكبيرة، أنا حقيقي بشكرك إنك وافقتي تساعديني، أصلك متعرفيش ده تعب سنين وتحويشة العمر وحلم عمري، حقيقي كان ممكن يجرالي حاجة لو راح في غمضة عين كده، حضرتك أكيد مقدرة.
منة بعقلانية تحدثت بلطف:
_ أولًا ده شغلي مفيش شكر، ثانيًا اللي خلاني حقيقي اتمسك إني أساعدك هو وشك وطريقتك يوم ما جيت بدور على حل، كنت شبه الغريق اللي متعلق بقشايه، قلت مستحيل أخذله، وهو جاي وجواه كل العشم ده إننا نلاقي حل، بعد غلطة واحد غشاش، مستحيل أسمح إن حلمه وتعبه يضيع، أنا حقيقي بحزن جدًا لما بشوف إنسان تعب وأشتغل على نفسه وعلى شغله ويجي واحد بلا ضمير يضيع أحلامه، فكان لازم أساعدك، بس ارجع وأقولك أنا بعمل اللي على قد وقتي ومجهودي مش أكتر.
خالد بامتنان:
_ وأنا حقيقي بشكرك على تقديرك ليا واحساسك الجميل ده، وآسف لو مش قادر أكون متواجد معاكي باستمرار هنا، بس المصنع القديم بحاول أعلي الشغل فيه، عشان أعوض الخسارة وأدفع القروض وكمان بتابع الكام مكنة اللي شغلتهم، حقيقي فرقوا، كانت فكرة حلوة منك.
منة:
_ ولا يهمك، ده مش مطلوب منك أساسًا إنك تيجي وتشوف، أنت مطلوب منك يوم التسليم تيجي وتمضي على موافقه الاستلام وبس، عندي فكرة استغل الكام مكنة دول، صورهم كم صورة مع القماش اللي بيخرج منهم، وكام فيديو ونزلهم على بيدج وخلي العيال دول بتوع الفيس يكتبوا لك كلام الاوفر ده اللي بيخلي الناس تركز وتشير، أنا مليش فيه بصراحة، بس بيفرق، يا ما نجح منتجات ملهاش لازمة.
خالد:
_ أنا فاهمك، أنا بردو مش بفهم فيه، بس أعرف كام حد هكلمهم، بس أنا بتقي الله، مش بحب أكذب، يعني اللي بعمله هقوله عشان ربنا يبارك.
منة:
_ مطلبتش تكذب، بس هما ليهم طرق بتاعتهم في الجذب، بس أنت نبه عليهم إنك مش عايز أي غش.
هز خالد رأسه بإيجاب، ثم قال:
_ معلش مضطر امشي، عندي اجتماع، لو في حاجة كلمينى وكام يوم كده وهاجي تاني.
منة:
_ تنور يا مستر خالد.
تبسم خالد ورحل .
ومرت بضع أسابيع أخرى، وما زالت منة تعمل كملكة النحل بمجهود فوق طاقتها، كانت تعمل في مشروع خالد غير عملها في الشركة، كان هذا الشيء يتعبها بشدة ويجعلها تعود للمنزل منهكة وتنام.
_شركة رسلان ١٠ص
_غرفة الاجتماعات
_نشاهد منة ومحمد ووالده مدحت ومجموعة من المهندسين والموظفين في الشركة يجلسون على طاولة الاجتماعات، يتحدثون بشكل عملي، كان يبدو على ملامح منة التعب والإرهاق، كانت تسند يديها على جبينها فهي غير متزنة وغير منتبهة لما يقوله مدحت والمهندسون والموظفون.
نظر إليها مدحت وقال:
_ طب ايه رأيك يا باشمهندسة منة، أنتِي شايفة إن احنا هنقدر نخلص بسرعة وناخد المناقصة دي ولا بلاش نجازف؟
لكن منة غير منتبهة له، تضع يديها على جبينها بتعب.
مدحت:
_ بشمهندسه منة.. منة.
نكزتها إحدى صديقاتها في كتفها بطرف إصبعها.
انتبهت منة ورفعت رأسها ونظرت له محاولة التركيز:
_ أنا آسفة جدًا يا مدحت بيه، معلش ما كنتش مركزة.
مدحت بتعقيب:
_ أنتِي مش عاجباني خالص اليومين دول، أنتِي شكلك تعبانة.
محمد بضيق:
_ هي فعلًا تعبانة ولازم تتعب، الصبح لازم تيجي هنا تخلص شغلها، وبعدين تطلع على الموقع وتشوف شغل خالد، وفي نفس الوقت بتروح تطمن على المشروع بتاعنا الجديد.
منة:
_ ده شغلي.
مدحت:
_ لا مش شغلك يا منة، محمد لما جه وقال لي على موضوع خالد أنا قلت خلاص منة هتبقى مع خالد، خالد ابن صديق عزيز وهو كمان زي ابني، مستحيل يلجأ لي ما اقفش معاه، عشان كده رحبت جدًا بفكرة إنك تبقي معاه على طول، بس ده مش معناه إنك تتعبي نفسك في شغل تاني، (بتنبيه) منة أنتِي ممنوعة إنك تشتغلي في أي مشروع يخص الشركة لحد ما تخلصي شغل خالد، وغير كده مش هسمح، وخدي لك إجازه يومين ثلاثة كده وباشمهندس يوسف يبقى مكانك لحد ما ترجعي، خلاص يا يوسف؟
يوسف:
_ تمام يا مدحت بيه.
منة:
_ تمام يا فندم، طب حضرتك كنت بتسألني عن ايه؟
مدحت :
_ مش ضروري، عمومًا بلاش ندخل نفسنا في شغل جديد خلينا مركزين في اللي معانا ونخلصه، احنا كده خلصنا، لو في أي حاجة محمد موجود، أنا مسافر أسبوع.
هز الجميع رؤوسهم وبدأوا بالتحرك.
أثناء خروجهم
أوقف محمد منة وقال لها:
_ايه يا بنتي؟ مش هتبطلي تبقي شمعة تحترق من أجل الآخرين؟ حرام عليكِ نفسك.
منة:
_والله العظيم أنا كويسة، كل الحكاية بس شويه إرهاق.
محمد:
_طب اسمعي الكلام وخدي لك إجازه يومين.
منة:
_ حاضر.
وبالفعل أخذت منة إجازة وذهبت إلى البيت وهى تشعر بتعب شديد، لكن والدتها لم تتركها كالعادة، افتعلت مشكلة معها بسبب تأخر زوجها، وأنه لم يأتى خلال السنوات الماضية أحد لخطبتها، وليس هذا فقط كان جميع أشقائها وأزواجهم وأولادهم موجودون، فكان البيت معبأ بالضجيج، فهي لم تستطع الراحة أو النوم.
_منزل منة ٧م
_غرفة النوم
_نشاهد منة وهي على الفراش تحاول أن تنام، لكن كان في الخارج أصوات عالية بشدة،
مهما حاولت أن تنام أو تضع الوسادة على أذنها لكي تهدئ الصوت لا ينفع؛ نهضت بضجر للخارج.
منة بضجر:
_ يا جماعة الصوت شوية، تعبانة، محتاجة أنام.
ماهيتاب:
_تعالي اقعدي معانا، احنا بقلنا كتير مقعدناش سوا.
رد زوجها معلقًا:
_ هي منة كده طول عمرها، قاعدة في أوضتها، محدش بيشوفها، أنا أحيانًا بنسى شكلها! ولا هي مش بتحب قاعدتنا؟!
منة:
_لا والله، بس أنا تعبانة، حتى روحت بدري من التعب. ليقاطعها صراخ أحد الأطفال.. نظرت لمروة وقالت: مروة سكتي زين اللى كل شويه يصوت ده زي الملسوع.
مروة:
_ طيب.
منة:
_عن إذنكم.
دخلت غرفتها ودخلت خلفها مفيدة وأغلقت الباب خلفها.
مفيدة بشدة، لكن بنبرة منخفضة:
_ أنتِ عايزة تزعلي بناتي مني؟
التفتت منة لها بتعجب:
_ أنا؟!
مفيدة:
_ اه، مش قادرة تتحمليهم شويه.
منة:
_ أنا قولتك امبارح متبعتيش تجبيهم أنا تعبانة، بس أنتِي مفيش، ولا فارق معاكي تعبي، حتى شوفتينى الصبح راجعة بدري ولا سألتي، وهما صوتهم عالي وعيالهم بيصوتوا، مش قادرة أرتاح.
مفيدة بتهكم:
_ والله ده المعاد الوحيد اللي فاضيين فيه، والعيال كلها كده، بس هتعرفي ازاي وأنتِي ولا عيل ولا جوز بكرة لو اتجوزتي لو يعني، هتعرفي قيمة التجميعة دي.
نظرت لها منة بتعب من حديثها الذي لا يتغير، مسحت وجهها وتمددت على الفراش بصمت، خرجت مفيدة وقالت منة في نفسها "والله نار الشغل ولا جنة البيت، أنا هروح بكرة".
موقع الإنشائي الخاص بمصنع خالد ١م .
نشاهد منة وهي تقوم بمتابعة العمل، كان جميع العمال يعملون كخلية النحل في موقع العمل، لكي يسلموا المصنع في الميعاد المتفق عليه، كان يبدو على منة الإرهاق بشكل كبير، فهي لم تأخذ إجازة منذ شهور، بعد دقائق اقترب منها خالد.
خالد برقي:
_ مساء الخير.
التفتت له منة بتهذيب:
_أهلًا مستر خالد، حضرتك عامل ايه؟
خالد:
_ الحمد لله وحضرتك؟
منة بتعب قليلًا:
_ الحمد لله.
مرر خالد عينه على المبنى الذي اقترب على الانتهاء وقال معلقًا.
خالد بانبهار:
_ما شاء الله يا بشمهندسة منة، أنتِي قربتي تخلصي.
منة:
_ أنا قلت لك ست شهور وتستلم مني المبنى جاهز بشكل كامل، وفاضل لسه شهرين، ما تقلقش أنا مواعيدي بالميزان.
خالد:
_ بالعكس، أنا مش قلقان، أنا حاسس إنك هتسلمي كمان قبل كده، (أكمل بامتنان) أنا حقيقي بشكرك جدًا، حضرتك تعبتي معايا طول الفترة اللي فاتت، أنتِي تقريبًا سبتي كل حاجة وركزتي بس في المصنع بتاعي.
منة وهي تضع يديها على جبينها ويبدو أنها تشعر بالتعب بنبرة متعبة قليلًا بعملية:
_ ده شغلي يا مستر خالد، أنا ما بعملش أكتر من شغلي صدقني، بعدين أنا بحاول أعوض خسارة حضرتك، يعني أنا عارفة إن أكيد الفترة دي، أنت خسرت حاجات كثير، مش عايزة أخسرك أكثر.
ركز خالد النظر في ملامحها:
_ أنتِ شكلك تعبان، ما ترتاحي شويه؟
منة:
_ لا، أنا كويسة الحمد لله.
خالد باعتراض:
_ لا مش باين، وشك مخطوف تعالي ارتاحي في العربيه شويه.
منة:
_مش هينفع أصلي محتاجة ألف شويه وأتأكد من الخامات المستخدمة وأراجع عليهم.
خالد بتساؤل:
_ هو أنتِي كل يوم بتعدي كل حاجه كده؟
منة:
_ مش كل يوم، كل أسبوع، أنا واثقة في الناس اللي شغالة معايا، لأنهم معايا من زمان، عارف لما كنت لسه في بداياتي كنت لو أطول أوزن بالكيلو ما كنتش تأخرت.
وضعت يدها على جبينها وشعرت بدوار وأختل توزنها قليلًا، لكن انتبه لها خالد وامسكها من يدها.
خالد:
_ أنتِي كويسة؟!
منة وهى تضع يدها على جبينها بتعب:
_ مش عارفة، حاسة إن الدنيا بتلف بيا.
خالد بحنان:
_طب تعالي معايا، اقعدي في عربيتى في التكييف، أكيد ضغطك واطي من الحر.
منة سحبت يدها بانزعاج:
_ أنا واخدة على كده، متهتمش من فضلك، أنا قلت لك كويسة.
لكن أختل توزنها مرة أخرى و
استووووووب
الى اللقاء في الحلقه القادمه من رواية أمنيات وإن تحققت
بقلمي_ليلةعادل *_~'''_~
الفصل الخامس
شركة رسلان للمقاولات٢م
مكتب محمد
_نشاهد محمد يجلس خلف مكتبه ويقوم بالإمضاء على بعض الأوراق، بعد قليل طرق الباب دخلت أصالة السكرتيرة.
أصالة بتهذيب:
_ باشمهندس محمد في واحد اسمه خالد زين الحسيني عايز يقابل حضرتك بس مكنش واخد ميعاد.
نظر لها محمد بتركيز بابتسامة عريضة:
_دخليه بسرعة يا أصالة.
خرجت أصالة ولم يمر سوى ثواني ودخل شاب وسيم الملامح، أنيق، حسن المظهر يرتدي بدله، طويل القامة بجسد رياضي وشعر ثقيل طويل لحد ما، بعيون عسلية.
خالد زين الحسيني، رجل أعمال في بداية مشواره، صديق محمد يبلغ من العمر ٣٧ عامًا.
خالد بمرح:
_حموش عامل ايه؟
توقف محمد لاستقباله بحرارة وهو يقول:
_ خالود ايه المفاجأة دي؟
تحرك محمد نحوه حتى توقف أمامه مباشرة وصافحه بعناقه.
محمد وهو يعانقه:
_عامل ايه، مفيش ولا حس ولا خبر من آخر مرة شوفتك، تعالى نقعد.
كل هذا كانت تقف أصالة بجانب الباب باحترام، جلسا على المقاعد الأمامية للمكتب أمام بعضهما.
خالد بتفسير:
_ والله كنت داخل في مشروع كده اخد كل وقتي وفلوسي.
محمد:
_ تشرب ايه الأول؟
خالد:
_ممكن إسبرسو.
محمد:
_ أصالة اتنين إسبرسو، ومدخليش حد علينا خالص.
أصالة بتهذيب وهي تهز رأسها بنعم:
_ تحت أمرك يا فندم.
خرجت أصالة بعد غلق الباب خلفها.
محمد باهتمام:
_ ها قولي أخبار مشروعك الجديد ايه؟ كله تمام؟
خالد بانهزام:
_ والله مش تمام، عشان كده جتلك.
نظر له محمد بقلق وهو يضيق عينه:
_خير.
خالد بتوضيح ممزوج بأسف:
_ مفيش، أنت عارف إني كنت بفتح فرع تاني للمصنع، في العاشر من رمضان، وقعت في مهندس معندوش ضمير، غش في الخامات وسرق منها، وللأسف الشديد في جزء وقع بعد ما استلمت.
محمد:
_ يا خبر أبيض، طب يا ابني ما أنت عارف إننا من أكبر شركات المقاولات وعندنا أفضل مهندسين وأفضل الخامات، تطلع بره ليه، كنت هقدم لك كل التسهيلات ليك مخصوص.
خالد تنهد بتعب:
_ جت كده بقى، مش عارف أعمل ايه، جبت أكتر من مهندس بصوا على المبنى وقالو لازم ينهد، وأنا مستحيل أهده، أنا دافع فيه كل فلوسي، وخلاص المكن التحط، والافتتاح كان هيكون أول الشهر الجاي.
محمد:
_ مشكلة فعلًا، أنت طبعًا قلقان على المكن.
خالد:
_المكن بملايين، وواخد قروض كتير، المشكلة إن المهندس قالى لو حاولت تخرج المكن ممكن المبنى ينهد عليكم.
محمد:
_ ده غير لو الموضوع مخلصش بسرعة هتتعرض لمسائلة قانونية.
خالد بتأييد وهو يهز رأسه وهو يزم شفتيه بحزن:
_ بالظبط، هتسجن، عندك حل ميخلنيش أخسر المكن ولا أرواح العمال وفي نفس الوقت متحبسش.
محمد تبسم:
_ الوحيدة اللى هتقدر تحل لك الموضوع ده بشمهندسة منة، هي الوحيدة اللي بنلجأ لها في الأوقات اللي زي دي.
خالد:
_ الحقني بيها.
______بقلمي_ليلة عادل_______
_مكتب منة
_كانت منة تجلس خلف مكتبها مع أحد المهندسين وهي تنناقش معه عن أمور العمل، كان ملامح منة تغيرت، لكن ليس بالشكل الكبير، ويبدو أنها فقدت القليل من وزنها كانت ترتدي طقم فورمال في منتهى الشياكة عليها.
منة بجدية:
_ باشمهندس علي لو سمحت هم شوية، التصاميم لازم تكون جاهزة على أول الشهر، لازم تاخد بالك التصاميم دي هتكون بمثابة نقلة مهمة في كاريرك الهندسي، المناقصة دي مهمة، مش بس ليك وكمان للشركة، ومدحت بيه هيثق فيك جدًا لو اخدناها.
المهندس:
_ إن شاء الله ما تقلقيش.
أثناء حديثهما طرق الباب دخل محمد ومعه خالد.
محمد:
_منوش فاضية؟
رفعت منة عينيها له بابتسامة:
_محمد، تعالى، طبعًا فاضية اتفضل.
اقترب محمد وخالد وجلسا على المقاعد الأمامية للمكتب أمام بعضهما ونهض المهندس وهو يقول:
_حاجة تاني يا باشمهندسة.
منة بعملية:
_ لا، بس يا ريت متنساش اللى اتفقنا عليه.
المهندس:
_ متقلقيش بعد إذنكم.
خرج للخارج.
محمد:
_ منة إحنا محتاجينك في موضوع مهم جدًا، مستر خالد يبقى من أعز أصدقائي بمثابة أخويا الكبير ليا.
هزت منة رأسها بإيجاب بابتسامة مهذبة تبادل معها خالد الابتسامة باحترام، أكمل محمد:
_ وقع في مشكلة ومفيش غيرك اللي هيحلها.
عادت منة بظهرها على ظهر المقعد وهي تنظر لهم بتركيز.
منة:
_ خير.
خالد:
_ أنا بنيت مصنع جديد وبعد ما استلمته وجبت المعدات والمكن للأسف الشديد في جزء وقع.
منة بذكاء:
_امممم والمطلوب إننا نشوف حل عشان منزلش كل المبنى وتخسر فلوسك اللي دفعتها وعشان متتحبسش.
.
خالد وهو يهز رأسه بتوضيح:
_ مش هي دي المشكلة بس، في مشكله أكبر، المعدات والمكن بملايين؛ لأنهم لأول مرة ينزل منهم في مصر، ولما جبت مهندسين عاينوا قالوا ممكن تواجه مشكلة كبيرة أثناء إخراجك للمكن والمعدات ممكن المبنى كله يقع وينهار على العمال.
زمت منة شفتيها وهى تحرك أصابع يدها السبابة والوسطى على المكتب بتفكير لثواني، ثم قالت:
_ اممممم، هو أنا ما اقدرش أخد أي قرار غير لما بنفسي أعاين المبنى، وبعدين ناخد قرار، بس ما تقلقش في حلول كتير.
خالد بتعجب عقد حاجبيه :
_ حلول كتير ازاي بس؟! يا فندم ده كل اللي عاين وسمع اللي حصل وشاف المبنى قالى مفيش أمل.
منة بعملية وثقة تعكس قوة شخصيتها:
_ ازاي دي بعد ما أعاين بنفسي المبنى، عشان ما بحبش أتكلم في حاجة وأنا لسه ما حطيتش ايدي وعيني عليها، تحب من امتى نبدأ؟
خالد:
_ يعني لو ينفع من دلوقتي مش هقول لك لا.
محمد بتنبيه:
منة زي ما قلتلك خالد أخ ليا معلش محتاج منك تهتمي شويه بموضوعه، يعني لو في أي حاجه وراكي ممكن تديهاني وأنا هشتغل عليها وخليكي مع خالد.
منة وهي تهز رأسها بإيجاب بعملية:
_مفيش مشكلة، خلاص لو حضرتك فاضي ممكن توديني دلوقتي المصنع أبص عليه، ويا ريت لو حضرتك معاك الرسومات والماكيت، أي حاجة تخص البناء محتاجة أشوفها.
خالد:
_ اه معايا، نروح الأول على المصنع القديم ناخد الحاجة اللي محتاجينها، وبعدين نطلع المصنع الجديد.
منة:
_مفيش أي مشكلة.
_أمام الشركة من الخارج ٣م
_نشاهد منة تقف أمام الشركة مع خالد.
خالد وهو يشير نحو عربته برقي:
_ بشمهندسة منة اتفضلي معايا.
منة برفض:
_ لا، معايا عربيتي، ممكن حضرتك تطلع وأنا وراك.
خالد بتهذيب:
_ اوكيه زى ما تحبي.
وبالفعل صعد كل منهم لسيارته واتجها أولًا إلى مصنع خالد وجلبا التصاميم، ثم ذهبا إلى المصنع الجديد ارتدت منة الخوذة وطلبت من خالد أن ينتظرها في سيارته وأخذت تقوم بمعاينة المبنى الجزء الهالك والجزء المتبقي، وبعد الانتهاء اقتربت منة من سيارته، فور أن رآها هبط من السيارة وتوجه نحوها.
خالد بلهفة:
_خير يا باش مهندسة؟
منة وهي تخلع الخوذة:
_المبنى فعلًا كله محتاج يتهد؛ لأن لو حصل تفتيش وشافوا اللي شوفته حضرتك هتتحبس.
خالد بلطف:
_ طب احنا أكيد مش هنتكلم هنا، تعالى نتكلم في أي مكان.
منة بجدية:
_ أنا أفضل نكمل في شركة.
خالد:
_مفيش مشكلة، زي ما تحبي.
روايه أمنيات وإن تحققت بقلمي_ليلةعادل
(. ❛ ᴗ ❛.)
_شركة رسلان للمقاولات ٥م
_غرفة الاجتماعات
_نشاهد منة ومحمد وخالد يجلسون في غرفة الاجتماعات كان محمد وخالد يجلسان بجانب بعضهما ومنة على الجهة الأخرى وكان يوجد على طاولة أوراق ورسومات هندسية، كانت منة تدقق النظر بهم بتركيز.
منة وهي تنظر في الأوراق باستغراب قالت مستخفة:
_ أنا مش فاهمة أنت كنت جايب مهندس خريج فني صنايع ده ولا خريج تجارة واشتغل مهندس بالغلط،
رفعت عينيها ونظرت له:
_ بعدين واضح أن الخامات اتسرقت بشكل كبير جدًا، واتلعب فيها، يعني اللي دخل كميات أكبر بكتير من الكميات اللي استخدمت للبناء، وده كان باين جدًا من آثار الردم اللي أنا شفته، بص يا مستر خالد..
عدلت من جلستها واقتربت بجسدها العلوي للطاولة ونظرت في وجهه بتركيز وتحدثت بعملية شديدة:
_ المبنى ده كله لازم ينهد وينزل على الأرض، وأنا ههدهولك بمعرفتي برجالتي وما تقلقش المكن بتاعك مش هيحصل فيه خدش، ولو حصل خدش واحد تعالى حاسبني أنا.
خالد:
_بس يا باشمهندسة ده في خطورة كبيرة على العمال اللى هينقلوا المكن، أنا اه مش عايز أخسر فلوس ولا عايز أتسجن، بس في نفس الوقت أنا مش جاحد وما عنديش قلب عشان خاطر أعرض حياة العمال للموت والخطر، أنا مرضاش بكده أبدًا.
تبسمت منة:
_ ومين قالك إن أنا ممكن كمان أخاطر برجالتي، بص يا مستر خالد، احنا هنمشي بخطوات متتابعة.
وهي تستخدم إصبع يدها بعمليه وذكاء قالت:
_ أول خطوة هنشد العمدان والخرسانات بالمعدات بتاعتنا لحد ما نطلع المكن ونخزنهولك في مكان تاني، ويكون آمن، لو حضرتك مش عندك مخازن احنا عندنا مخازن نستأذن من مدحت بيه واعتقد إن هو مش هيقول أي حاجة.
محمد بتأكيد:
_ ده أكيد.
أكملت منة بعملية:
_ وبكده نكون حلينا أول خطوة، إن احنا رفعنا المكن بطرق آمنة سواء ليا أو للعمال، ندخل بالخطوة الثانية، بأننا لازم نهد المبنى بشكل كامل يجي على الأرض، ننظف كويس ونبتدي من الصفر، نصمم تصميم مختلف، واحنا هنا عندنا أفضل مهندسين عمارة ومصممين، بعدين ابدأ بشغلي، ابدأ فى بناء حجر الأساس بحصيرة قوية بأعمدة متينة، ما تقلقش كل ده هيحصل بسرعة، عشان ما تتعرضش لأي مسائلة قانونية، وأنا هعرف اظبطها لك لو حد جه سال عن سبب هدم المصنع.
خالد بأسف:
_ بس ده هياخد فلوس كتير جدًا وأنا معنديش سيولة في الوقت الحالي، أنا دفعت كل ما أملك في المصنع ده وفي المكن الجديد، أنا عندي قروض كثير جدًا، مش عارف أسدها ازاي، وطبعًا المصنع عشان يتبني من أول وجديد محتاج فلوس ومفيش أي بنك هيقبل إنه يدينى قروض، وبكده رجعنا لنقطة الصفر اللي أنا جاي عشانها.
نظرت له منة وهي تعود بظهرها على ظهر المقعد قالت بعملية:
_ بص يا مستر خالد أنا فكرت في فكرة كده، أتمنى إنها تعجبك، حضرتك هتداين مننا إحنا والتسديد هيكون على أربع دفعات، بس لازم أول دفعة تكون مدفوعة عشان نبدأ شغل، إنما الدفعتين التانيين حضرتك هتدفعهم براحتك، الدفعة الرابعة حضرتك مش هتدفع فيها أي حاجة، اللى هيدفعها شركات تانية، هتكون عن طريق الشركات الراعية، هنعمل بروباجندا جامدة، وإعلانات ضخمة، حضرتك قولت لي إن المكن اللي أنت جايبه مكن حديث ولأول مرة ينزل مصر، فاحنا هنستغل النقطة دي هنعمل حفلة كبيرة وهنعزم ناس كثير؛ صحافة، والتلفزيون، وكل الشركات اللي بتهتم بصناعة الأقمشة، وأنا أعرف حد هيظبطنا جدًا في الموضوع ده، والكل هيبقى عايز يتفرج ويشوف المكن العالمي الخيالي اللي مفيش زيه في مصر ولا في الشرق الأوسط، أكيد مشاهدة مش هتكون ببلاش، ووقتها هيجيبلك فلوس كثير جدًا، وهتلم أكبر كمان من حجم الدفعة الرابعة لدرجة إن ممكن يتبقى لحضرتك مبلغ، وممكن كمان تأجر مكان مننا وتشغل فيه جزء من المكن بدل ما يفضل واقف طول الفترة اللي هنبني فيها، وأنا هحاول إن أخلصك بسرعة، ممكن ٦ شهور من بعد نقل المكن ايه رأيك.
كان يستمع لها خالد باندهاش باتساع عينيه وبصمت رهيب فهي حلت له المشكلة في غمضة عين، فهو غير مصدق أنها حلتها بتلك السهولة وبتلك الصورة، فهو كان فاقد الأمل ومحبط، لكنها حلتها له من عدم.
خالد بانبهار بعدم تصديق وسعادة:
_ أنا الحقيقة مش عارف أقولك ايه، أنتِي مبهرة، أنتِي ازاي كده؟ أنتِي متتصوريش أنتِي عملتي فيا ايه، أنا دماغي كانت مشتتة وصداع مسكني من أول ما حصلت المصيبة دي، لكن بعد كلامك حاسس إن أنا ارتحت، بس أرجع وأقولك الدفعة الأولانيه اللي حضرتك طلبتيها صدقيني صعب إني أمنها.
نظر محمد لمنة وقال:
منة مفيش دفعة أولى، خالد مننا، احنا هنشتغل عادي جدًا، ولما المصنع يشتغل يبدأ يكسب أرباحه يسدد على مهله، إن شاء الله بعد 20 سنة، مفيش أي مشكلة، وأنا هتكلم مع بابا في الموضوع ده، أجور العمال والمهندسين والخامات والمعدات هتكون مننا، ما تطلبيش من خالد أي حاجة، خالد جاب أرض فاضية وأداها لنا نشتغل فيها مش مطلوب منه أي حاجة تاني، تمام، ويا ريت يا منة بنفسك تشرفي على المصنع، وتحاولي تخلصي في أقرب وقت ممكن، حتى لو هتشغلي ثلاث ورديات في اليوم مفيش مشكلة.
منة:
_ إذا كان كده خلاص، احنا في خدمة مستر خالد إن شاء الله بكرة الصبح هنبدأ شغل، نشد المبنى عشان نخرج المكن، وكمان اجتمع بكل المهندسين المعماريين عشان يصمموا تصميم يكون مختلف مبهر ومميز.
خالد:
_ومساعد للبيئة.
منة تبسمت بتأكيد:
_ ومساعد للبيئة.
وبالفعل من اليوم التالي بدأت منة بالعمل، حيث قامت بالاجتماع بالمهندسين المعماريين لكي يقوموا بتصميم مبنى للمصنع يكون مختلف ومساعد للبيئة كما أراد خالد، وفي نفس الوقت قامت بترميم مبنى المصنع بالشكل الذي يستطيعون به إخراج المكن والمعدات دون أن تحدث مشكلة للعمال أو للمكن، ثم تم نقل المكن في أحد المخازن الخاصة بمدحت رسلان والد محمد، دون أن تحدث مشكلة للمكن أو للعمال، ثم قامت منة باعطاء أوامرها بهدم المصنع بشكل كامل، ثم بدأوا في بناءه من جديد.
بينما قام خالد في نفس الوقت بتنفيذ فكرة منة بتشغيل جزء من المكن، لكي لا يقف العمل خلال فترة بناء المصنع من جديد.
كانت منة تتابع العمل بشكل يومي من الصباح حتى المساء بنفسها، وكان خالد يتابع معها الأمر من حين لآخر، كانت علاقة منة وخالد عادية جدًا وعملية بشكل قوي.. ولم يريا بعضهما إلا مرات قليلة جدًا.
....…..............................
_عند موقع الإنشاء الخاص بمصنع خالد٤م
_نشاهد منه ترتدي الملابس الخاصه بالهندسه وتمسك بين يديها لوحه، وهي تتحدث مع احد العمال وتقوم بالاشاره بيديها، كان يتوقف خالد أمام سيارته يشاهدها بابتسامة جميلة وهو يرتدي طقم كاجوال كان فى منتهي الجاذبيه اقتربت منه نحوه .
منه:
_طبعاً زهقت مش واخد على الجو ده قاعد في مكتبك في تكيف على طول.
خالد تبسم:
يعني، بس الشغل ممتع الصراحه، مشكلته بس ان الجو حر اوى.
منه وهي تشير بيدها:
_ اممم ممكن تقعد في الكرفان.
خالد:
_ لا تعالى نقعد في عربيتي.
نظرت له منه بتعجب قالت بحده خفيفه:
_نقعد في عربيتك ليه؟
نظر خالد خلفها الى العامل الذي يمسك بين يديه صينيه بها كوبايتين شاي وقال:
_ عشان نشرب كوبايتين الشاي دول ونتكلم في المبني وفي اللي جاي.
رفعت منه عينيها خلفها، كان قد اقترب العامل وقدم لهم الصينيه، اخذه منه الشاى، وهزت منه راسها بالموافقه، فتح لها خالد باب السياره وهو يقول.
خالد بوقار وهو يشير بيده:
_اتفضلي.
صعدت منه السياره والتف خالد في الاتجاه الاخر وصعد السياره محل القيادة وشغل المكيف.
خالد:
_ تحبي تسمعي اغاني؟
منه:
_ عادي.
هز خالد رأسه بإيجاب وقام بتشغيل الاغاني المتنوعه.
خالد:
_ ها ايه الاخبار، التسليم هيكون بعد ست شهور اكيد، ولا هيبقى اكتر.
منه:
_لا بعد ست شهور ماتقلقش.
خالد:
_ انا مش قلقانه حتى لو اكتر من كده مش مهم، المهم ان الموضوع نفسه اتحل.
هزت منه رأسها وقالت:
التسليم هيكون بعد ست شهور زي ما اتفقنا.
رنه هاتف منه:
_ معلش البيت لازم ارد.
خالد:
_براحتك اتفضلي.
فتحت منه المكالمه على والدتها وقامت بخفض الصوت.
منه:
_ الو ايه يا ماما.
اتاها صوت مفيده من الاتجاه الاخر، كان يبدو عليها الضيق.
مفيده:
_ انتي فين ياختى كل ده.
ابتعلت منه ريقها بتوتر قليلا حاولت الثبات من اجل ان لا يشعر خالد بها.
منه بثبات:
_انا لسه في الشغل يا ماما قدامي ساعتين كده.
مفيده بصراخ:
_ يعني ايه ساعتين وانتي مش عارفه ان خالتك جايه، تعالى دلوقتي، انا مش قادره اعملها اكل.
منه رفعت عينيها نحو خالد لكي تتأكد هل يستمع لصوت والدتها ام لا ثم قالت:
_ طب اعمل ايه؟ ما انا قولتلك ان عندي شغل مهم.
مفيده بتهكم:
_شغل ايه يا ام شغل هو كل حاجه شغل شغل.
كان الصوت مسموعاً لخالد لكنه غير مفسر للكلام، شعر انها متوتره ولا تستطيع التحدث بارياحيه نظر لها وقال:
_ هعمل مكالمه.
اخذ هاتفه وخرج من السيارة، وتوقف بعيدا لكي يجعلها تتحدث باريحيه.
منه بضيق:
_ في ايه يا ماما انتي بتزعقيلي كده ليه، انا قولتلك انا عندي شغل مهم الفتره دي، ده انا مش عارفه اخد اجازه ارتاح، تقومي تعزمي خالتي وغصب عني اجي اعمل اكل، انا مابصدق ارجع ارتاح وانام تقوليلي اطبخي هو للدرجه دي يا ماما مافيش رحمه.
مفيده:
_ وانا مين يرحمني يا اختي.
منه:
_ إللي بيرحم العباد ربنا يا ماما، انا مش هاجي اعمل حاجه، وريحي نفسك، وبعد كده ماتعزميش حد طول ما انا عندي شغل، انا عايزه ارجع ارتاح وانام، واديني بقولك اهو لو رجعت من الشغل ولقيت خالتي هدخل انام مش هقعد مع حد عشان ماتفضليش تزعقي.
مفيده:
_ محدش عايز يشوف خلقتك العكره دي يا اختي، غوري في داهيه.
اغلقت الهاتف وزفرت منه بتعب، وخرجت من السياره وتوقفت بجانب خالد.
منه:
_ميرسي يا مستر خالد انا خدت بالي انك خرجت من العربيه عشان تسيبني اتكلم براحتي.
خالد تبسم:
_الصوت كان عالى شويه.
منه:
_ دي ماما بس هي عصبيه شويه.
خالد :
_معلش كل الامهات كده ماتزعليش.
منه:
_لا مش زعلانه.
خالد:
_ طيب انا همشي لو احتاجتي اي حاجه كلميني.
منه:
_ان شاءالله سلام.
خالد:
_ باي.
__________بقلمي ليلة عادل。◕‿◕。
_منزل خالد ٤م
_نشاهد شقه واسعه بأثاث مودرن حديث في منتهى الجمال، كان يجلس خالد وامامه اللاب توب بتركيز بعد قليل طلبت منه شقيقته الصغيره نادين وهي تحمل بين يديها عصير، جلست بجانبه وقدمت له الكوب...
هي فتاه جميله الوجه بشعر طويل ناعم وجسد رشيق للغايه تبلغ من العمر ٢٧ عام.
نادين بدلع:
_خالودي عملتك عصير برتقال بالجزر.
نظر لها خالد بابتسامة جميله وهو يأخذ منها العصير قال:
_تسلم ايدك يا حبيبتي.
نظرت نادين الي ما يفعله قالت معلقه:
_بتعمل ايه؟
خالد:
_ بتابع اخر التطورات فى مجال الاقمشه.
نادين:
_ قربت تخلص مصنعك؟
خالد؛
_ امممم ان شاء الله.
نادين:
_ ربنا معاك ياحبيبي.
خالد:
_ فكرتي في موضوع العريس؟
نادين زمت شفتيها باسف:
_اممم ورفضت، مش هقدر اسيبكم واسافر مع واحد ماعرفوش، حتى لو اتخطبنا شويه، مش شرط نفهم بعض، ازاي اول سنة جواز، اللي بتبقى اصعب سنه، وبتكتشف فيها شريك حياتك، وبتفهموا بعض، ابعد فيها عن اهلي وسافر بره بلدي، افرض حصل مشكله هعمل ايه وقتها؟ اصل اكيد هتحصل ده الطبيعي، لان اول سنه جواز يبقى فيها مشاكل كتير، وانتم هتكونوا بعاد عني، ازاي اسافر مع واحد ما اعرفوش خايفه اوي من الفكره دي.
تنهد خالد بعقلانية قال:
_بصراحه انا معاكي في الفكره دي، حتى لو فضلتو فتره مخطوبين وعرفناه كويس، الراجل والست بعد الجواز بيختلفوا، لان ساعتها كل الاقنعه بتتشال، حتى لو كنتم صادقين في فتره الخطوبه، بس بتعيشي بقى مع الشخص ده، وبتكتشفي سلوكياته، وبالنسبه كبيرة هتبقى مختلفه عن سلوكياتك، وساعتها بيحصل بقى الصدمات والمشاكل، انا اتكلمت مع بابا في الموضوع ده، قولتله بلاش، عارفه لو فضلتو هنا فتره سنه سنتين بعدين سافرتو، مافيش مشكلة، لأن وقتها هتبقى اكتشفتي حاجات كتير فيه، مش هيبقى عندك نفس الخوف، خلاص اتعودتي على طبعه وسلوكياته وطريقته، اكتشفتيه بشكل كبير، بس يتجوزك ويسافر على طول... لا، لكن في الاول وفي الاخر القرار قرارك.
نادين:
_ خالد هو ده اللي انا فكرت فيه بالظبط انا خايفه خصوصاً انه جواز صالونات، بصراحه اكتر... انا مش عايزه اتجوز دلوقتي، انا مش قد المسؤوليه دي دلوقتي، حاسه ان هي اكبر مني، يمكن انا كبرت بقى عندي 27 سنه، بس لحد اللحظه دي حاسه برده انها مسؤوليه اكبر مني، واني مش قدها، فكرة إني اعيش مع واحد معرفوش، وأسس معاه حياه مش عارفه، الفكره نفسها لسه مش قادره اتقبلها.
اغلق خالد اللاب توب وضعه بجانبه عدل من جلسته في زاويتها وامسك يديها وقال بعقليه:
_اسمعيني كويس يا نادين، الجواز مسؤوليه وحياه انتي اللي بتبنيها بايديك، لازم تختاري صح عشان حرام تظلمي نفسك وتظلمي شخص تاني وتظلمي كمان اولادكم في المستقبل، لازم تراعي النقط دي، وبعدين الحمدلله ماما وبابا مش بيضايقوكي في الموضوع ده ولا بيغصبوا عليكي، عكس بنات كتير اهاليهم يكون ضغطين عليهم، فانتي في نعمه، اتجوزي وقت ماتحسي أن انتي مستعده نفسيا، وجسديا، وعقليا، وكليا، انك تاخدي خطوه الجواز دي، لكن تتجوزي عشان تبقي زي اصحابك ! تؤ، تفكير سطحي جدا وظالم ليكي وللطرف التاني، بس ده مش معناه ان اي حد يجيلك كده ترفضيه، لازم تديله فرصه، تعرفيه ويعرفك مادام في راحه نفسيه، ولا كل اللي جم مفيش اي راحه نفسيه؟
نادين بضيق:
_ لا اكيد فيه منهم كنت مرتاحة، بس موضوع ان انا اتخطبت مرتين ده مأثر عليا شويه مش عايزه اتخطب للمره الثالثه وبرده افركش عشان كده عايزه اهدى شويه.
خالد:
_حتى لو اتخطبتي 10 مرات ايه المشكله؟ انتي مابتعمليش حاجه غلط، انا بشوف انك تتخطبي ويبقى قدام عينينا احسن ماتتعرفي على واحد من بره تخسري احترامك لنفسك، وثقتنا فيكي، وتشيلي ذنب، بس هقولك ايه! مجتمعنا الفاسد الظالم بيحرم الحلال، يعني ممكن تكون بنت بتكلم ولاد كتير ومتعددة العلاقات من ورا اهلها، ومادام الناس متعرفش انها بتعمل كدة عادي، لكن لو اتخطبت في الحلال اكثر من مره وماكملتيش عشان عدم التفاهم، لانه لا يصلح، يقولوا لا غلط ، مادام موضوع عدا المرتين يبقى انتي اللي عندك المشكله والراجل ملاك.
نادين:
_ هو ده اللي مخليني خايفه اوافق على اي عريس، اوقات بكون حاسه بالراحه، بس بقول اوفق دلوقتي، بس ممكن بعدين مانتفاهمش مع بعض، ونفركش ويتحسب عليا خطوبه ثالثه زي الاتنين اللي قبل كده.
خالد:
_ اوعي تفكري بالطريقه دي انتي يهمك الناس في ايه ؟ اهم حاجه عندك احنا شايفينك ازاي، وعارفينك ازاي، انتي مابتعمليش حاجه غلط، ولا بتعملي حاجه حرام تغضب ربنا، لو قعدتي تفكري في رضاء المجتمع هتتعبي جدا.
تنهدت نادين بتعب:
_ ماشي بس العريس اللي جالي الاخير ده مش هينفع، انا مش هينفع اسافر.
خالد:
_ سيبك بقى من اللي فات ده، انا بتكلم في اللي جاي، لسه النصيب ماجاش.
نادين:
_ سيبك مني... ها هافرح بيك امتى؟ نفسي اشيلّك بيبى، العب بيه كده واقوله قولي يا عمتو واقعد اتحاربئ على مراتك.
خالد تضحك:
_ تتحربئ على مراتي ليه طيب يا مفتريه؟
نادين:
_ افرض زعلتك افرض عملت حاجه ضايقتك اسكتلها.. اقسم بالله ما هيحصل.
خالد:
_ تصدقي انا بفكر قبل ماخد الخطوه دي 1000 مره بسببك، انا خايف عليها منك، انتي يا بنتي لو مراتي واتجوزت عليكي مش هتعاملي كدا.
نادين:
_يا حبيبي انا لو مراتك مش هتقدر تتجوزي عليا.
خالد:
_عاجبني ثقتك.
نادين وهي تضحك:
امال.. المهم المهندسه اللى معاك دي كويسه يعني؟
خالد:
_اه ما شاء الله عليها شاطره جدا.
نادين:
_ ممكن بعد ماتخلص الموضوع بتاعك ده تجيبلها هديه بسيطه كده مع بوكيه ورد وكلمة شكر.
خالد:
_ ده اللي انا بفكر فيه بس ساعتها هسيبلك انتي طلعة الهديه دي عشان انتي عارفه انا ماليش في هدايا البنات.
نادين:
_ تمام انا هقوم بقى عشان عندي شغل عايزه اخلصه اسيبك تكمل اللي انت بتعمله.
وضعت قبله على خده ونهضت.
وبعد مرور أكثر من شهر.
_____بقلمي_ليلةعادل______
_عند موقع الإنشائي الخاص بمصنع خالد ١م
_نشاهد منة وهي ترتدي الملابس الخاصة بالهندسة في أحد أدوار المبنى الانشائي، وهى تمسك لوحة وتتحدث مع أحد العمال والمهندسين بتركيز، وبعد دقائق أغلقت التصميم وقالت:
_ يلا ربنا معاكم.
وأثناء هبوطها من على السقالات قالت وهى تنظر إلى العمال:
_الهمة يا رجالة، عايزين نسلم في الميعاد.
وفي نفس اللحظة جاء خالد ومعه رجلين يحملان كراتين عصير وماء وضعاهما على الأرض ورحلا.
اقتربت منة.
منة:
_مساء الخير يا مستر خالد.
خالد:
_ مساء النور، حمولة الرمل وصلتك؟
منة:
_من الصبح، والرجالة شغالين.
نظرت بعينيها إلى الكراتين باستغراب وقالت:
_ ايه ده؟
خالد بتوضيح ووقار:
_ قلت الجو حر، أجيب للعمال مياه وعصير، يعني أرطب عليهم شوية، حرام تعبوا ومفيش إجازات طول الفترة اللي فاتت.
تبسمت منة وقالت بمزاح مقلدة لحديثه السابق:
_ حد قالك اني جاحدة ومعنديش قلب؟ هههه ومعطشاهم.
نظر لها خالد وارتسمت على شفتيه ابتسامة جميلة، فهو فهم مقصدها، أكملت منة بلطف:
_ متقلقش، أنا بدلع رجالتى، ومتستغربش من المصطلح ده، هما فعلًا رجالتى وأخواتي بعتمد عليهم في كل شغل، مش بغيرهم وبجبلهم أكل وشرب وشاي، مروقة عليهم.
خالد بتهذيب:
_ مفيش مشكلة، بردو حاجة بسيطة، ممكن تنادي عليهم يجوا ياخدوا حاجتهم؟
منة:
_ اوي.
وضعت يدها في فمها وقامت بالتصفير وقالت بصوت عال:
_ يا أسطوات مستر خالد جبلكم عصير ومياه، يلا كل واحد ياخد علبة عصير وازازة، وارتاحوا ١٠ دقائق عشان خاطر مستر خالد.
بدء العمال والمهندسين بالاقتراب وأخذ العصير والمياه وهم يشكرون خالد.
منة بمزاح محبب:
_اوعى تكون جايب عدد أقل، دول أطفال، والله ممكن يتخانقوا سوا.
خالد وهو يضحك:
_ متقلقيش، عرفت العدد من محمد وجبت لهم بالعدد، لدرجة جبت لهم طعم واحد، عندي نفس العينة، ههههه .
تحرك حتى الكراتين وجلب عصير ومياه وقدمهم لها بتهذيب.
خالد:
_اتفضلي.
منة وهى تأخذهم برقة:
_ حتى أنا؟!
خالد بتهذيب:
_ طبعًا، ده أنتِي الكبيرة، أنا حقيقي بشكرك إنك وافقتي تساعديني، أصلك متعرفيش ده تعب سنين وتحويشة العمر وحلم عمري، حقيقي كان ممكن يجرالي حاجة لو راح في غمضة عين كده، حضرتك أكيد مقدرة.
منة بعقلانية تحدثت بلطف:
_ أولًا ده شغلي مفيش شكر، ثانيًا اللي خلاني حقيقي اتمسك إني أساعدك هو وشك وطريقتك يوم ما جيت بدور على حل، كنت شبه الغريق اللي متعلق بقشايه، قلت مستحيل أخذله، وهو جاي وجواه كل العشم ده إننا نلاقي حل، بعد غلطة واحد غشاش، مستحيل أسمح إن حلمه وتعبه يضيع، أنا حقيقي بحزن جدًا لما بشوف إنسان تعب وأشتغل على نفسه وعلى شغله ويجي واحد بلا ضمير يضيع أحلامه، فكان لازم أساعدك، بس ارجع وأقولك أنا بعمل اللي على قد وقتي ومجهودي مش أكتر.
خالد بامتنان:
_ وأنا حقيقي بشكرك على تقديرك ليا واحساسك الجميل ده، وآسف لو مش قادر أكون متواجد معاكي باستمرار هنا، بس المصنع القديم بحاول أعلي الشغل فيه، عشان أعوض الخسارة وأدفع القروض وكمان بتابع الكام مكنة اللي شغلتهم، حقيقي فرقوا، كانت فكرة حلوة منك.
منة:
_ ولا يهمك، ده مش مطلوب منك أساسًا إنك تيجي وتشوف، أنت مطلوب منك يوم التسليم تيجي وتمضي على موافقه الاستلام وبس، عندي فكرة استغل الكام مكنة دول، صورهم كم صورة مع القماش اللي بيخرج منهم، وكام فيديو ونزلهم على بيدج وخلي العيال دول بتوع الفيس يكتبوا لك كلام الاوفر ده اللي بيخلي الناس تركز وتشير، أنا مليش فيه بصراحة، بس بيفرق، يا ما نجح منتجات ملهاش لازمة.
خالد:
_ أنا فاهمك، أنا بردو مش بفهم فيه، بس أعرف كام حد هكلمهم، بس أنا بتقي الله، مش بحب أكذب، يعني اللي بعمله هقوله عشان ربنا يبارك.
منة:
_ مطلبتش تكذب، بس هما ليهم طرق بتاعتهم في الجذب، بس أنت نبه عليهم إنك مش عايز أي غش.
هز خالد رأسه بإيجاب، ثم قال:
_ معلش مضطر امشي، عندي اجتماع، لو في حاجة كلمينى وكام يوم كده وهاجي تاني.
منة:
_ تنور يا مستر خالد.
تبسم خالد ورحل .
ومرت بضع أسابيع أخرى، وما زالت منة تعمل كملكة النحل بمجهود فوق طاقتها، كانت تعمل في مشروع خالد غير عملها في الشركة، كان هذا الشيء يتعبها بشدة ويجعلها تعود للمنزل منهكة وتنام.
_شركة رسلان ١٠ص
_غرفة الاجتماعات
_نشاهد منة ومحمد ووالده مدحت ومجموعة من المهندسين والموظفين في الشركة يجلسون على طاولة الاجتماعات، يتحدثون بشكل عملي، كان يبدو على ملامح منة التعب والإرهاق، كانت تسند يديها على جبينها فهي غير متزنة وغير منتبهة لما يقوله مدحت والمهندسون والموظفون.
نظر إليها مدحت وقال:
_ طب ايه رأيك يا باشمهندسة منة، أنتِي شايفة إن احنا هنقدر نخلص بسرعة وناخد المناقصة دي ولا بلاش نجازف؟
لكن منة غير منتبهة له، تضع يديها على جبينها بتعب.
مدحت:
_ بشمهندسه منة.. منة.
نكزتها إحدى صديقاتها في كتفها بطرف إصبعها.
انتبهت منة ورفعت رأسها ونظرت له محاولة التركيز:
_ أنا آسفة جدًا يا مدحت بيه، معلش ما كنتش مركزة.
مدحت بتعقيب:
_ أنتِي مش عاجباني خالص اليومين دول، أنتِي شكلك تعبانة.
محمد بضيق:
_ هي فعلًا تعبانة ولازم تتعب، الصبح لازم تيجي هنا تخلص شغلها، وبعدين تطلع على الموقع وتشوف شغل خالد، وفي نفس الوقت بتروح تطمن على المشروع بتاعنا الجديد.
منة:
_ ده شغلي.
مدحت:
_ لا مش شغلك يا منة، محمد لما جه وقال لي على موضوع خالد أنا قلت خلاص منة هتبقى مع خالد، خالد ابن صديق عزيز وهو كمان زي ابني، مستحيل يلجأ لي ما اقفش معاه، عشان كده رحبت جدًا بفكرة إنك تبقي معاه على طول، بس ده مش معناه إنك تتعبي نفسك في شغل تاني، (بتنبيه) منة أنتِي ممنوعة إنك تشتغلي في أي مشروع يخص الشركة لحد ما تخلصي شغل خالد، وغير كده مش هسمح، وخدي لك إجازه يومين ثلاثة كده وباشمهندس يوسف يبقى مكانك لحد ما ترجعي، خلاص يا يوسف؟
يوسف:
_ تمام يا مدحت بيه.
منة:
_ تمام يا فندم، طب حضرتك كنت بتسألني عن ايه؟
مدحت :
_ مش ضروري، عمومًا بلاش ندخل نفسنا في شغل جديد خلينا مركزين في اللي معانا ونخلصه، احنا كده خلصنا، لو في أي حاجة محمد موجود، أنا مسافر أسبوع.
هز الجميع رؤوسهم وبدأوا بالتحرك.
أثناء خروجهم
أوقف محمد منة وقال لها:
_ايه يا بنتي؟ مش هتبطلي تبقي شمعة تحترق من أجل الآخرين؟ حرام عليكِ نفسك.
منة:
_والله العظيم أنا كويسة، كل الحكاية بس شويه إرهاق.
محمد:
_طب اسمعي الكلام وخدي لك إجازه يومين.
منة:
_ حاضر.
وبالفعل أخذت منة إجازة وذهبت إلى البيت وهى تشعر بتعب شديد، لكن والدتها لم تتركها كالعادة، افتعلت مشكلة معها بسبب تأخر زوجها، وأنه لم يأتى خلال السنوات الماضية أحد لخطبتها، وليس هذا فقط كان جميع أشقائها وأزواجهم وأولادهم موجودون، فكان البيت معبأ بالضجيج، فهي لم تستطع الراحة أو النوم.
_منزل منة ٧م
_غرفة النوم
_نشاهد منة وهي على الفراش تحاول أن تنام، لكن كان في الخارج أصوات عالية بشدة،
مهما حاولت أن تنام أو تضع الوسادة على أذنها لكي تهدئ الصوت لا ينفع؛ نهضت بضجر للخارج.
منة بضجر:
_ يا جماعة الصوت شوية، تعبانة، محتاجة أنام.
ماهيتاب:
_تعالي اقعدي معانا، احنا بقلنا كتير مقعدناش سوا.
رد زوجها معلقًا:
_ هي منة كده طول عمرها، قاعدة في أوضتها، محدش بيشوفها، أنا أحيانًا بنسى شكلها! ولا هي مش بتحب قاعدتنا؟!
منة:
_لا والله، بس أنا تعبانة، حتى روحت بدري من التعب. ليقاطعها صراخ أحد الأطفال.. نظرت لمروة وقالت: مروة سكتي زين اللى كل شويه يصوت ده زي الملسوع.
مروة:
_ طيب.
منة:
_عن إذنكم.
دخلت غرفتها ودخلت خلفها مفيدة وأغلقت الباب خلفها.
مفيدة بشدة، لكن بنبرة منخفضة:
_ أنتِ عايزة تزعلي بناتي مني؟
التفتت منة لها بتعجب:
_ أنا؟!
مفيدة:
_ اه، مش قادرة تتحمليهم شويه.
منة:
_ أنا قولتك امبارح متبعتيش تجبيهم أنا تعبانة، بس أنتِي مفيش، ولا فارق معاكي تعبي، حتى شوفتينى الصبح راجعة بدري ولا سألتي، وهما صوتهم عالي وعيالهم بيصوتوا، مش قادرة أرتاح.
مفيدة بتهكم:
_ والله ده المعاد الوحيد اللي فاضيين فيه، والعيال كلها كده، بس هتعرفي ازاي وأنتِي ولا عيل ولا جوز بكرة لو اتجوزتي لو يعني، هتعرفي قيمة التجميعة دي.
نظرت لها منة بتعب من حديثها الذي لا يتغير، مسحت وجهها وتمددت على الفراش بصمت، خرجت مفيدة وقالت منة في نفسها "والله نار الشغل ولا جنة البيت، أنا هروح بكرة".
موقع الإنشائي الخاص بمصنع خالد ١م .
نشاهد منة وهي تقوم بمتابعة العمل، كان جميع العمال يعملون كخلية النحل في موقع العمل، لكي يسلموا المصنع في الميعاد المتفق عليه، كان يبدو على منة الإرهاق بشكل كبير، فهي لم تأخذ إجازة منذ شهور، بعد دقائق اقترب منها خالد.
خالد برقي:
_ مساء الخير.
التفتت له منة بتهذيب:
_أهلًا مستر خالد، حضرتك عامل ايه؟
خالد:
_ الحمد لله وحضرتك؟
منة بتعب قليلًا:
_ الحمد لله.
مرر خالد عينه على المبنى الذي اقترب على الانتهاء وقال معلقًا.
خالد بانبهار:
_ما شاء الله يا بشمهندسة منة، أنتِي قربتي تخلصي.
منة:
_ أنا قلت لك ست شهور وتستلم مني المبنى جاهز بشكل كامل، وفاضل لسه شهرين، ما تقلقش أنا مواعيدي بالميزان.
خالد:
_ بالعكس، أنا مش قلقان، أنا حاسس إنك هتسلمي كمان قبل كده، (أكمل بامتنان) أنا حقيقي بشكرك جدًا، حضرتك تعبتي معايا طول الفترة اللي فاتت، أنتِي تقريبًا سبتي كل حاجة وركزتي بس في المصنع بتاعي.
منة وهي تضع يديها على جبينها ويبدو أنها تشعر بالتعب بنبرة متعبة قليلًا بعملية:
_ ده شغلي يا مستر خالد، أنا ما بعملش أكتر من شغلي صدقني، بعدين أنا بحاول أعوض خسارة حضرتك، يعني أنا عارفة إن أكيد الفترة دي، أنت خسرت حاجات كثير، مش عايزة أخسرك أكثر.
ركز خالد النظر في ملامحها:
_ أنتِ شكلك تعبان، ما ترتاحي شويه؟
منة:
_ لا، أنا كويسة الحمد لله.
خالد باعتراض:
_ لا مش باين، وشك مخطوف تعالي ارتاحي في العربيه شويه.
منة:
_مش هينفع أصلي محتاجة ألف شويه وأتأكد من الخامات المستخدمة وأراجع عليهم.
خالد بتساؤل:
_ هو أنتِي كل يوم بتعدي كل حاجه كده؟
منة:
_ مش كل يوم، كل أسبوع، أنا واثقة في الناس اللي شغالة معايا، لأنهم معايا من زمان، عارف لما كنت لسه في بداياتي كنت لو أطول أوزن بالكيلو ما كنتش تأخرت.
وضعت يدها على جبينها وشعرت بدوار وأختل توزنها قليلًا، لكن انتبه لها خالد وامسكها من يدها.
خالد:
_ أنتِي كويسة؟!
منة وهى تضع يدها على جبينها بتعب:
_ مش عارفة، حاسة إن الدنيا بتلف بيا.
خالد بحنان:
_طب تعالي معايا، اقعدي في عربيتى في التكييف، أكيد ضغطك واطي من الحر.
منة سحبت يدها بانزعاج:
_ أنا واخدة على كده، متهتمش من فضلك، أنا قلت لك كويسة.
لكن أختل توزنها مرة أخرى و
استووووووب
الى اللقاء في الحلقه القادمه من رواية أمنيات وإن تحققت