رواية امنيات وان تحققت الفصل السادس 6 بقلم ليله عادل
'''~_* رواية أمنيات وإن تحققت
بقلمي_ليلة عادل*_~'''_~
الفصل السادس
منة وهى تضع يدها على جبينها بتعب:
_ مش عارفة، حاسة إن الدنيا بتلف بيا.
خالد بحنان:
_طب تعالي معايا، اقعدي في عربيتى في التكييف، أكيد ضغطك واطي من الحر.
منة سحبت يدها بانزعاج:
انا واخدة على كده، متهتمش من فضلك، أنا قولت لك كويسة.
لكن أختل توزانها مرة أخرى ومسكها من يدها وقال معلقاً بحسم ببحه رجوليه محببه.
خالد:
_ أنتِي شكلك عندية، من فضلك يلا معايا.
تنهدت منة، فهي غير قادرة على التحدث أو الرفض الآن، فتوجهت معه دون تحدث حتى سيارته وصعدتها، جلست على المقعد الأمامي، فتح لها خالد التكييف وأغلق الباب وتحرك بعيدًا، بعد قليل جاء وهو يحمل بين يديه كيس بيه عصائر وشكولاته وبسكوت وشبيسى، فور فتحه باب السيارة وجد منة قد غفت، وكان وجهها مبللًا بشدة من العرق، برغم أنه فتح لها تكييف السيارة.
ضيق عينه ونظر باستغراب وجلس على مقعد السائق وقام بالنداء عليها.
خالد بحياء بنبرة لطيفة:
_باشمهندسة منة.. أستاذه منة.. اقترب منة بحياء أكثر: أستاذة منة..
مد يده بتردد شديد لكي يضعها على خدها وهو ينظر لها بارتباك، وحين وضع يده على وجهها وجد حرارتها مرتفعة جدًا وغائبة عن وعيها، اتسعت عينيه بدهشة، اخذ يقوم بخبط ع وجهها بلطف لكي يحاول ايقظها وهو يقوم بنداء عليها، لكنها لا تجيبه، عدل من جلسته وشغل محرك سيارته وقادها مسرعًا حتى أقرب مشفى.
فور وصوله خرج مسرعًا وطلب منهم ترولي، وبالفعل حملوها وأخذوها للطوارئ، كان يقف خالد في الخارج بانتظار خروج الطبيب، اقترب منه خالد.
خالد بقلق:
_ خير يا دكتور؟
الطبيب بانزعاج:
_عندها ضرب شمس وحرارتها عالية جدًا، شكلها تعبانة من امبارح، انتوا ازاي سكتوا عليها كده؟
خالد بتوضيح:
_ أنا مش عارف بصراحة، هي مهندسة عندي وتعبت في الموقع، وأنا لما لقيتها تعبانة كده جبتها على المستشفى على طول، المهم هي بخير؟
الطبيب:
_ إن شاء الله هتكون بخير، علقنا لها محاليل وأديتها مسكن وخافض الحرارة، وبعد ساعة هتبدأ تستعيد وعيها، هي من الحرارة طبعُا غابت عن الوعي.
خالد:
_ هو في حاجة مطلوبة ممكن اعملها؟
الطبيب:
_لا، مفيش.
خالد:
_طب يا دكتور هي المفروض تخرج امتى؟
الطبيب:
_ مش قبل بكرة الصبح، ألف سلامة عن إذنك.
رحل الطبيب، وبعد دقائق جاء محمد مسرعًا بعد اتصال خالد به، لأنه لا يعرف كيف يصل لأحد أقاربها.
محمد هو يتوقف أمام خالد بقلق:
_ في ايه يا خالد خضتني؟ مالها منة؟
خالد بتوضيح:
_ جت لها ضربة شمس وأغمى عليها في الموقع، وأنا جبتها هنا على طول، أنا معرفش اتواصل مع حد من أهلها، عشان كده كلمتك.
محمد بقلق:
_طب هي كويسة دلوقتي؟
خالد :
_ اه الحمد لله، هما أدوها أدوية وعلقوا لها محاليل، بس هي نايمة بسبب السخونية، والدكتور قال مش هتخرج قبل بكرة.
محمد:
_الحمد لله إنك لحقتها.
خالد:
_ احنا لازم نعرف أهلها.
نظر محمد إلى خالد لثواني بارتباك، فهو يعلم جيدًا سوء العلاقة التي بين منة وعائلتها، لكنه لا يريد أن يفصح عن تلك الأسرار لخالد.
نظر محمد له وقال بمراوغة:
_ لا مش هينفع نكلم أهلها، باباها راجل كبير وأمها كمان، ولو عرفوا إن هي تعبانة ممكن يفهموا الموضوع غلط خالص ويزعلوا، فأنا وأنا جاي في السكة كلمتهم وقلت لهم إن هي في مكان مفهوش شبكة، ومش عارفة تتواصل معاهم واضطرت إن هي تبات عشان في شغل مهم.
خالد باعتراض:
_ بس ده مش صح يا محمد، ايه الهبل ده، بنتهم تعبانة، لازم يكونوا معاها، وبعدين مين هيقعد معاها دلوقت، هتخرج بكرة؟
محمد وهو يخرج شفته السفلية بعدم معرفة:
_مش عارف، أنا مش هينفع اقعد معاها، إيمي تعبانة وأنا جايلك بالعافية مش هينفع أسيبها كتير، وصدقني لو كان ينفع أعرف أهلها بأي حاجة أكيد، كنت قلت لهم، أصل مش فاهم هما قد ايه بيخافوا عليها.
خالد:
_طب خلاص روح أنت لمراتك وأنا هقعد معاها.
نظر له محمد باستغراب:
_تقعد معاها ازاي يعني؟! أنا هوصي عليها أي ممرضة.
خالد برفض:
_ لا، مينفعش، هي واقفة معانا طول الفترة اللي فاتت دي وسابت كل شغلها، دي ما كانتش بتاخد أي إجازات بسببي، وأكيد اللي حصل لها ده حصل لها بسبب ضغط الشغل وفي الآخر أسيبها!!! هقعد معاها مفيش مشكلة، وكده كده ماوريش حاجة، مفيش حد يعني مستنيني في البيت.
محمد:
_ أنت لسه مش عايز تتجوز؟
خالد:
_والله عايز، بس أديك شايف كل ما دماغ الواحد تفضى عشان يركز في خياتة، يلاقي نفسه في مصيبة، وأنت عارف أنا حابب لما ارتبط بواحدة أكون حققت أحلامي العملية وطموحي الاول، عشان أقدر أديها وقتي، لكن لو أنا كنت اتجوزت زمان، كان يحصل بينا مشاكل كثير، اديك كنت شايف أنا كنت مركز في شغلي قد ايه.
محمد:
_ أنت بعد ما تخلص حوار المصنع الجديد ده، لازم تتجوز، أنا هشوفلك عروسة.
ضحك خالد:
_ ايه اشتغلت خاطبة من امتى؟
محمد:
_ عشانك ممكن اشتغل خاطبة عادي، مفيش مشكلة.
ضحكا معًا، ثم أكمل محمد بجدية: طب أنت مش عايز حاجة؟
خالد:
_ شكرًا.
محمد:
_ أنا هعدي على الحسابات ادفع لها كل حاجة.
خالد:
_ كل حاجة اتدفعت، روح أنت لمراتك وألف سلامة عليها، بلغها سلامي.
محمد:
_ لا، ابقى تعالى أنت سلم عليها، أنت بقالك كتير ما جيتش.
خالد:
_ إن شاء الله.
محمد:
_ لو حصل أي حاجة كلمني على طول، حتى لو الساعة 4:00 الفجر.
هز خالد رأسه بإيجاب، ورحل محمد.
وظل خالد يجلس مع منة طول الليل على أريكة بانتظار استيقاظها، لكنها كانت في سبات عميق، والمثير للانتباه لم يتصل أحد بها طول اليوم من عائلتها...
وفي الصباح، كان النوم قد غلب خالد وذهب في سبات عميق على الأريكة وهو جالس، بدأت منة تحرك عينيها وبدأت أن تفتح وتغمض عينيها تحاول أن تعتاد على إضاءة الغرفة، نهضت قليلًا وتمددت في جلستها وهي تنظر من حولها فيبدو أنها حتى الآن لا تعرف ما أصابها، لكنها وجدت نفسها في مكان لا تعرفه، ثم وقعت عينيها على خالد النائم أمامها على الأريكة، نظرت له لثواني باستغراب وهي تضيق عينيها، ثم قامت بالنداء بنبرة متعبة قليلًا.
منة بتعجب:
_ أستاذ خالد، أستاذ خالد.. خالد.
استمع لها خالد، فنهض بنعاس واقترب منها.
خالد بقلق:
_ منة حمد الله على سلامتكها أنتِيى احسن دلوقت؟
نظرت منة له وهى تهز رأسها بإيجاب:
_ أنا كويسة، هو احنا فين؟ وايه اللي حصل؟
مسح خالد على وجهه بكفيه، ثم قام بجلب المقعد ووضعه بجانب الفراش وجلس عليه وتحدث.
خالد بتفسير:
_ مفيش، امبارح تعبتي شويه واغمى عليكي لما كنتِ في العربية، وجبتك هنا.
منة وهي تضع يديها على جبينها تحاول أن تتذكر أي شيء، قالت منة بنبرة متعبة إلى حد ما:
_ أنا مش فاكرة أي حاجة،غير إن أنت قلت لي تعالي ارتاحي في العربية في التكييف، بعد كده مش فاكرة.
خالد:
_ مافيش ركبتي العربية، مسافه مارحت اشتريت لك شويه عصاير وشيبسي وكده، لقيتك مغم عليكي، وحرارتك عاليا فجبتك هنا، الدكتور قال لي إن كان عندك ضربة شمس وأهملتي فيها، أنتِي ازاي تعملي في نفسك كده؟
منة باستغراب:
_ضربة شمس!!
عادت بذاكرتها للخلف قليلًا، وتذكرت أنها في اليوم السابق كانت تشعر بالتعب وبالحرارة، وكانت ستأخذ إجازة لترتاح، لكن بسبب مشكلتها مع والدتها، فقررت أن تذهب للعمل، وألا تأخذ إجازة لترتاح لكي تبتعد عن والدتها، ولا تحدث أي مشكلة مرة أخرى.
عادت من ذكرياتها وهي تنظر له وقالت بمراوغة.
منة:
_ أصل أنا مكنتش تعبانة اوي، يعني جالي شويه صداع كده، بس ماسخنتش، هي نظارتي فين؟
خالد:
_ جنبك في الدرج.
قامت منة بجلبها وارتدتها.
أكمل خالد حديثه بعقلانية:
_ ماتعمليش في نفسك كده يا منة، آسف يا باشمهندسة منة، صحتك أهم من أي شيء، صحتك هي اللي بتخليك تشتغلي، لو أهملتي فيها هتقعدي في البيت، وقتها مش هتلاقي حد جنبك ولا هتلاقي حتى فلوس تقدري تجيبي بيها علاج، فنعمل ايه !!!؟ نبقى أذكياء، ونشتغل بس مانجيش على صحتنا.
منة وهي تهز رأسها بإيجاب:
_ أنت عندك حق، عمومًا ميرسي جدًا على وجودك جنبي طول الليل، شكلك ما سبتنيش خالص.
خالد:
_ يا ستي عادي، ده أقل حاجة الواحد ممكن يقدمها لك بعد كل اللي عملتيه معايا، أنتِي أنقذتي تعب سنين.
منةبجدية:
_ أولًا ده شغلي، ثانيًا ازاي بس حاجة بسيطة؟ حضرتك سبت بيتك وقعدت معايا، يعني محدش ممكن يعمل كده، كان ممكن توصى الممرضات، كمان ممكن تكون امدام اتضايقت.
ضيق خالد عينه:
_ مدام! مدام مين؟
منة:
_مدام حضرتك، مراتك يعني.
خالد تبسم وهو يطلعها على يده:
_ لا أنا مش متجوز، أنا سنجل.
منة:
_ فعلًا، أنا ما كنتش عارفة.
خالد:
_ ولا يهمك، أنا ماوريش أي حاجة، ويا ستي حتى لو ورايا ومتجوز عادي، أنتِي أخت عزيزة وقعت في محنة ومكنش ينفع اسيبك أبدًا، وبالمناسبة محمد كان موجود وقعد شويه، بس إيمي تعبانة عشان حملها، أكيد أنتِي عارفة إن هي في حملها بتتعب جدًا، فمقدرش إن هو يفضل موجود.
منة:
_ربنا يشفيها يا رب، طب كده ايه المفروض امشي ولا ايه؟ صمتت لثواني وقالت: ثانية واحدة، هو أنتم قلتوا لماما وبابا ايه؟
خالد بتوضيح:
_ هو المفروض تمشي النهارده، بس طبعًا هروح أبلغ الدكتور إنك فوقتي، بالنسبة لوالدك ووالدتك محمد فهمهم إنك كنتى في موقع عشان شغل مهم بس مفيش شبكة واضطريتى إنك تباتي وهترجعي النهارده بإذن الله.
منة:
_ تمام.
خالد نهض وهو يقول:
_ هروح أبلغ الدكتور إنك فوقتي، حمد الله على السلامة.
منة:
_ الله يسلمك.
وبالفعل جاء الطبيب وقام بالفحص منة والاطمئنان عليها وكتبلها على خروج.
بعد وقت
_ نشاهد منة وخالد وهما يخرجان من المصعد كان ما زال يظهر على ملامح منة التعب توقفت ونظرت لخالد.
منة بتساؤل:
_ هي الحسابات منين؟
نظر لها خالد باستغراب:
_ ليه؟
منة بمزاح لطيف:
_ أكيد مش هننصب على المستشفى ونمشي.
تبسم خالد وقال:
_ أكيد مش هننصب، بس خلاص الحساب مدفوع أنا دفعته.
منة:
_كانوا كام؟
خالد بتعجب وهو يعقد بين حاجبيه:
_ ليه؟
منة:
_ عشان تاخد فلوسك.
خالد:
_ فلوس ايه يا بشمهندسة؟ عيب.
عدلت منة من وقفتها ونظرت فى وجهه بجدية وحسم:
_ هو ايه اللي عيب! من فضلك قولي الحساب كام.
خالد بتعجب:
_ هو أنتِي فاكرة إني ممكن أخد الفلوس منك؟
منة بجدية نظرت له بقوه وثقة:
_ لا هو أنا مش فاكره، أنت هتاخد الفلوس اللي أنت دفعتها.
خالد:
_ يا بنتى في ايه مبلغ بسيط، عادي احنا واحد متكبريهاش كده.
منة بشدة:
_هو ايه مكبرهاش!! واحنا مش واحد، أنت مجرد عميل وأنا مهندسة شغالة مع حضرتك، ويستحيل اسمح بشيء زي ده مهما حصل، تدفع لي ليه؟ أنا معايا الحمد لله، لو سمحت بلاش تعدي حدودك.
خالد بتعجب:
_ حدود ايه؟! أنتِي صعبة أوي وأنا أعند منك ومش هاخدهم.
زفرت منة باختناق ونظرت من حولها وجدت موظف أوقفته.
منة:
_ لو سمحت فين الحسابات؟
الموظف وهو يشير بيده:
_ من الاتجاه ده.
منة:
_ ميرسي.
كادت أن تتحرك أوقفها خالد قائلًا:
_ استنى بس، رايحة فين، هما ٣ آلاف ٤٢٥ جنيه.
منة:
كويس، كنت لسه قابضة، طيب.
أمسكت حقيبتها وأخرجت المبلغ وأعطته له، أخذهم منها وقام بالعد، ثم نظر لها.
خالد وهو ينظر لها بطرف عينه قال بمزاح:
_ ناقص ٢٥ جنيه.
منة:
_ اه، لحظة.
أخرجت ٥٠ وأعطتها له.
خالد:
_ معيش فكة.
منة:
_ خليها معاك.
خالد بمزاح:
_ لا، أحنا نروح لكشك نفك وكل واحد ياخد حقه.
منة:
_ماشي.
ضحك خالد ضحكة زادت من وسامته وقال معلقًا:
_ أنتِي غريبة، في ايه بجد ايه؟ اللي بتعمليه ده عيب، أنتِي معرفتيش ناس جدعة في حياتك قبل كده؟
منة بجدية:
_ لا عرفت، بس عيب لو خليت راجل غريب يدفع لى، خصوصًا مفيش أي علاقة بتربطنا، بص أنت طلعت إنسان محترم وودتنى مستشفى وبت معايا، برغم إن جدعنتك افورت منك، بس مش مهم، لكن لو أنا كمان قبلت إنك تدفع لي، وسكتت وقبلت، يبقى أنا وقتها بنت مش محترمة.
خالد بتعجب اتسعت عينه:
_ هى وصلت لكده! ما دام الموضوع وصل لكده أنا هاخدهم خلاص اهدى براحه اسفلك يا ستي.
ادخل الممبلغ في جيبه وقال وهو يشير بيده: اتفضلي.
في الخارج، وقف خالد ومنة أمام باب المشفى.
منة بتساؤل:
_ عربيتي فين؟
خالد:
_هناك في الموقع.
منة هزت رأسها بإيجاب:
_طيب.
خالد وهو يشير بيده نحو سيارته:
_ اتفضلى أوصلك.
منة وهي تضيق عينيها:
_ توصل مين؟
خالد باستغراب:
_ هي دي كمان فيها حاجه؟
منة:
_ اه فيها، اهتمامك الزيادة ده مش عجبني.
خالد :
_ اهتمام ايه يا فندم؟ حضرتك تعبانة وبتشتغلي معايا، ايه المشكلة لما اوصلك، بطلي عند بقى،انتي عنيدة اوي.
منة ضيقت عينيها ونظرت له برخامه:
_ مش هرد عليك.
خالد:
_مفيش تاكسى هنا، والدكتور قال غلط تقفي في الشمس هتتعبي، بطلي عند ويلا.
منة بحسم:
_قلت لك لا، توصلنى بتاع ايه؟ أنا هكلم أوبر.
خالد بمزاح:
_ بيخطف البنات.
منة:
_ خليك في حالك.
أخرجت هاتفها وجدته فصل شحن، قالت وهي تنظر لخالد:
_ تليفونى فاصل، ممكن أطلب من عندك.
هز خالد رأسه بنفي:
_ تؤ معنديش.
منة بعند:
_هستنى تاكسي.
خالد:
_ مفيش تاكسي بيجى هنا، اسمعي الكلام.
منة بعند أكبر:
_ قولت لك لا.
خالد :
_ براحتك، استني، عن إذنك وألف سلامة.
توجه إلى سيارته متعجباً من تلك الشخصية الغريبة العنيدة، لكنه ظل بانتظارها فهو على أتم تأكيد أنها لن تجد تاكسي في ذلك المكان وذلك الوقت، بعد دقائق اقتربت منة نحو سيارته.
طرقت منة على نافذة السيارة.. فتح لها.
منة بخجل:
_ ممكن توصلني؟ مش لاقية تاكسي وحسيت إنى هيغم عليَّا، بس هتاخد حق الرحلة هعتبرك أوبر.
خالد بمزاح محبب:
_ ههههههه، والله لو هتعتبريني عربية ميكروباص مفيش مشكلة، اتفضلي.
التفت وجلست على المقعد بجانبه، ضحك خالد ضحكة مكتومة على طريقتها.
خالد:
_ ساكنه فين؟
منة :
_ السلام.
خالد:
_ جارة يعني.
منة بتعجب:
_ ساكن في السلام!
خالد:
_لا، المعادي، بس جنبك بنا كوبري.
منة ضحكت بصمت.
حرك خالد مشغل السيارة وتحرك، وأثناء قيادته السيارة.
خالد سأل بتعجب:
_ كان ايه بقى لازمتها، كل اللي عملتيه ده؟ أنا لحد اللحظة دي مش قادر أفهمك، طب الفلوس ممكن اتفهمها، إنك حساسة بزيادة، عشان احنا ما نعرفش بعض، بس كمان عند وتنشيف دماغ في توصيلك وأنتِي تعبانة.
منة بتوضيح:
_ أستاذ خالد أنا مابحبش أعدي حدودي في علاقتي بالعملاء، لأن مينفعش، معلش أنا كنت أقدر أركب تاكسي لازم اجرب، لكن لو معرفتش زي ما حصل تمام، لكن أول ما تقولى تعالي أوصلك أوافق بسهولة كده! أكيد مينفعش.
خالد:
_ طريقه تفكيرك وتحترم، عموما حصل خير.
أمنيات وإن تحققت بقلمي (◠‿・)— ليلة عادل
_سيارة خالد٣م
_نشاهد منة وهي تجلس في سيارة خالد بجانبه وهو يقودها.. توقف أمام منزلها، نظرت له بامتنان.
منة بامتنان:
_ شكرًا جدًا يا مستر خالد، تعبتك معايا والله.
خالد وهو ينظر لها:
_مكنش ينفع اسيبك، وأنتِي تعبانة كده، أنا كنت واثق إنك مش هتلاقي تاكسي، عشان كده استنيتك.
نظرت له منة وهى تعقد حاجبيها باستغراب:
_ ليه يعني؟ عادي، ايه الاهتمام اللي مالهوش داعي ده؟
خالد:
_يعني أنتِي تعبانة، مكنش ينفع اسيبك لوحدك، وبعدين يا بنتي أنتِي مكبرة الموضوع، والله حاجة بسيطة خالص.
منة بامتنان:
_مش مكبراه، بس الأصول أصول، يعني مكنش له داعي تبات معايا، وتدفع لي حساب المستشفى، وتستنى تطمن هركب ولا لا، مش قادرة أقول لك غير حقيقي شكرًا جدًا تعبتك معايا.
خالد تبسم بتهذيب:
_مفيش اي تعب، أنا هكلم حد يبعتك العربية وخديلك بقى بكره وبعده إجازة واسمعي كلام الدكتور متتعبيش نفسك.
نظرت منة له لثواني شعرت أن هناك اهتمام زائد قالت بجدية:
_ لا شكرًا ماتتعبش نفسك، أنا هعرف أكلم الناس يجبولي العربية لحد عندي، لو سمحت كفاية لحد كده مش فاهمة، أنت بتعمل كده ليه؟
خالد بتعجب:
_ والله أنا اللي مش عارف ارد عليكي اقولك ايه؟ أنتِ حمقية قوي يا منة، مفيهاش حاجة لما اجبلك العربية.
منة بشدة:
_ لا فيها ونص، تجبها ليه؟
خالد:
_عادي.
منة بشدة:
_ لا مش عادي، لو أنت واخد من ستات تانية إن عادي تدفع لهم فلوس وتوصلهم وتجيب عربيتهم، أنا لا، فاهم؟
خالد باستغراب ممزوج بضيق:
_ايه اللي حضرتك بتقوليه ده؟ عمومًا أنا آسف لو ضايقتك، ومش هجيب لك العربية، واعملي اللي أنتِ عايزاه وألف سلامة عليكي.
منة:
_الله يسلمك مستر خالد، وشكرًا مرة ثانية على تعبك معايا.
هز رأسه بإيجاب وهو يبتسم، خرجت منة من السيارة، قادة خالد سيارته ويبتسم على طريقتها.
صعدت منة درج منزلها.
حرك خالد السيارة وهو يفكر في تلك الشخصية.
منزل منة٣م
_دخلت منة من باب منزلها وهي تشعر بالتعب قليلًا، كان يجلس والدتها ووالدها في الصالة، وفور أن رأتها والدتها نظرت لها بتهكم وقالت لها:
مفيده:
_ حمد لله على سلامتك يا أختي، أخيرًا جيتي، وصلت كمان إنك تباتي بره؟ هقول لك ايه ما هو اللي سامح لك تسافري وتصيعي بالثلاث ليالي والأسبوع بره يخليكِ تباتي في الشغل بره.
نظرت لها منة وهي تقلب عينيها بملل، ثم قالت:
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا الحمد لله بخير وكويسة، شكرًا على سؤالك يا ماما.
مفيدة:
_الله يسلمك يا أختي، اكلت بقى ولا محتاجة الخدامين يأكلوكي.
منة:
_الحمد لله، أكلت يا ماما.
نظر لها محمود وقال بتساؤل:
_ منة ايه اللي حصل يخليكي تباتي بره كده، أنا والله يا حبيبتي ما عرفت إلا الصبح انا كنت بايت في الشغل، أمك ما قالتليش، ولو كنت عارف كنت اتصلت بيكي واطمنا، بس أنا كلمتك الصبح بس تليفونك كان مقفول قلت يمكن الشبكة لسه واقعة.
منة:
_والله يا بابا...
مفيدة قاطعتها:
_ استنى أنت بس يا محمود، تعالي بقى ما تاخدنيش في دوكه كده، وأنا بنشر الغسيل شفتك نازلة من عربية واحد، مين ده بقى إن شاء الله؟ فين عربيتك ومن امتى اصحابك الرجالة بيوصلوكي؟ ايه احنا هنخيب ولا ايه على كبر؟
منة باستهجان:
_ ماما ما ترحميني شويه، هو في ايه؟
مفيدة بحدة:
_ارحمك من ايه يا اختي، عشان بسألك مين اللي كان بيوصلك ده؟ أنتِي عايزة الناس تاكل وشنا ولا ايه لما يشفوكي نازلة من عربية راجل غريب، ولا عشان فاكرة نفسك كبرتي وبقيتي 35 سنة ومهندسة هنسيبك تتسرمحي براحتك؟
نظرت منة لها وقد فاض بها الكيل فقالت بتهكم:
_ لا يا حبيبتي مش هتسرمح براحتي، الحمد لله متربية كويس والراجل اللي قاعد جنبك ده عرف يربيني ويخليني أوقف كل واحد عند حده، الراجل اللي بتتكلمي عليه ده مديري في الشغل اللي أنا كنت ماسكاه الفترة اللي كنت بتأخر بسببها، وامبارح تعبت وأنا في الشغل وحرارتي عليت وأخذت ضربة شمس، أغمى عليَّا في الموقع، وداني المستشفى وفضل قاعد جنبي، في الوقت اللي حضرتك مافكرتيش تتصلي تسألي أنا عاملة ايه؟ او ايه اللي حصل يخليني أبات بره! وموقع ايه ده اللي ما فيهوش شبكة؟ دي ما حصلتش يعني من ساعة ما اشتغلت من اكتر من ١٠ سنين.
مفيدة:
_وأنا مالي يا أختي؟ أنا لقيت واحد بيكلمني ويقولي بنتك في مكان مافيهوش شبكة، كنتِ عايزاني انزل الف عليكي في الشوارع؟
منة:
_ لا ماما، ما تنزليش تلفي عليَّا في الشوارع، بس على الأقل لما تلاقيني داخلة استني ارتاح واساليني بالراحة قوليلي بتي بره ليه؟ وايه اللي حصل؟ دي أول مرة، ومين ده اللي وصلك، فين عربيتك، هو أنتِي ما فكرتيش اللي ممكن يكون حصلي حاجة، مفكرتيش غير في الحاجات الوحشة اللي تسيء لسمعتي، أنا مش فاهمة بصراحة، على فكرة اللي أنتِي بتعمليه ده عيب في حقك أنتِي، وبحق تربيتك فيا لأني لو بعمل حاجة غلط يبقى بسبب تربيتك، بس أنا الحمد لله متربية كويس.
مفيدة:
_والله، أنا كده، عاجباكي وتلا ولا، أقولك روحي غيريني يا حبيبتي في سوق الجمعة.
محمود:
_خلاص يا مفيدة، أنتِي، عاملة ايه دلوقتي يا منة كويسة؟
منة:
_الحمد لله يا بابا، أنا كويسة وبكرة هاخد إجازة ارتاح، أنا هروح أنام بقى شويه، عشان تعبانة اوي.
وبالفعل توجهت منة إلى غرفتها ونامت.
محمود وهو يعاتب مفيدة:
_ارحمي البنت، كفاية يا شيخة، أنا زهقت أنتِي ما بتزهقيش ولا بتتغيري كل ما بتكبري بتتجنني اكثر.
مفيدة بتهكم:
_ أنا مش فاهمة السلبية اللي أنت فيها دي! بنتك نازلة من عربية راجل غريب وساكت، بدل ما تاخدها جوزين أقلام.
محمد بثقة:
_ أنا لو عملت كده في بنتي هبقى راجل ناقص ومش محترم؛ لأن أنا كده بشك في سمعة بنتي، بشك في تربيتي، لكن أنا عارف بنتي آخرها ايه وأولها ايه، أنا بنتي لو بتعمل حاجة غلط مش هتجيب واحد غريب ينزلها قصاد بيتها وهي متأكدة إن في ألف عين ممكن تشوفها، لو ما كنش أبوها ولا أمها ولا حد من أخواتها ولا جوازات اخواتها، هيبقى الناس والجيران، اتقي الله في بنتك.
مفيدة:
_ أنا مش هيهدالي بال غير لما اشوفها متجوزة، شكلي مش هشوفه أبدًا اليوم ده.
محمود:
_ ادعي لها.
مفيدة:
_ بقى لي سنين بدعي لها، وبقى لنا خمس سنين ما حدش خبط بيتنا، حتى العرسان اللي كانوا بيجوا لنا من حبايبنا بطلوا، كأن بنتك دي ما بقتش موجودة على الخريطة أصلًا، اصل العريس اللي هيجي لها ده هيعمل بيها ايه وهي 35 سنة، الراجل من دول يا حبيبي هيتجوز واحدة 25 ولا 27 بالكتير تدلعه كده، تنسيه التعب وسنين العمر اللي جرت بيه، وبنتك حالفة 100 يمين ولا تاخد واحد عنده عيال ولا واحد مطلق، يوم ما تنازلت قالت لي أنا ممكن اخذ واحد مطلق بس فرداني.
محمود:
_ومين قال لك إن أنا هقبل إن بنتي تتجوز واحد أرمل بعياله أو واحد مطلق بعياله أو زوجة ثانية، تصدقي وتؤمني بالله أنا عايز لها واحد نقاوة ما يكونش دخل دنيا زيها، بس لو جه راجل محترم خلوق صالح يعرف ربنا مطلق ولا أرمل أجوزها له، بس لو ما جاش واحد على مزاجي ومزاج بنتي، والله ما أوافق وخليها قاعدة جنب مني كده ملكة، أنا اللي ما يصونش بنتي ويحطها تاج فوق راسه ما لوش لازمة عندي.
مفيدة تنظر له بغضب وهي تقلب شفتيها يمينًا ويسارًا وقالت باستخفاف:
_ اهي قاعدة عانس حطها في المتحف المصري وأنت نازل الشغل بكرة، أما حكم، ما تعيشوا عيشة أهلكم بقى، وعيشوا على أرض الواقع، الشاب الحليوة اللي شبه أحمد عز ومحمد حماقي هيتجوز بنتك على ايه، بلا نيلة، أنا هدخل أصلي العصر واكلم أختي أفضفض معاها شويه.
نهضت مفيدة، نظر لها محمود بتعب وهو يقول:
_ ربنا يهديكي، يا رب اهديها يا رب، عشان مابقتش اتحمل، أنا كبرت والبنت كبرت مبقناش قادرين عليها، لا إله إلا الله.
_منزل منة٨م
_غرفة النوم
_نشاهد منة تجلس مع شروق تتبادلان الأحاديث على الفراش.
شروق:
_ يا بنتي سيبك من أمك مش هتتغير، المهم خالد ده قمور؟
منة:
_ اه، شبه تيم حسن وهو صغير كده.
شروق:
_ مز يعني؟
منة:
_اها، بس وأنا مالي ده مجرد عميل عندنا.
شروق وهى تغمز لها بمزاح:
_ طب ايه يا هندسة؟
منة بتعجب:
_ايه أنتِي؟
شروق باستهجان:
_لا أنا مش سيبه ابنى وبنتى ومقعدة عمرو بيهم عشان تعملي نفسك من بنها، يعني الود بات معاكي ووصلك لحد هنا ايه بقى؟
منة:
_مش فهماكي بجد.
شروق:
_يعنى حاولي تظبطي معاه.
منة ضحكت باستنكار:
_اظبط معاه!! يا بنتى بطلي جنان، ده مجرد عميل مهم، زي ما قلت لك صديق محمد، هو أنا بشتغل ولا بشقط، أنتِي كل ما احكيلك على حد مبقاش في دماغك غير الكلام ده، بطلي تقعدي مع أمي كتير.
شروق:
_ بس مفيش ولا واحد من اللي اشتغلتى معاهم عمل عشانك كل ده.
منة باستنكار:
_هو عمل ايه؟ هو معملش حاجة، راجل محترم لقى البنت اللي شغالة معاه، مغمى عليها ودها المستشفى كون إنه بات هي غريبة حقيقي، بس محمد قالي إنه شخص جدع جدًا ومحترم ده طبعه، مش عمل كده مخصوص عشان حاجة، يا بنتى أنا مشفتهوش غير كام مرة، بس، وكل كلامنا شغل وبس، بطلي بقى جنان.
شروق:
_ طيب بصي، عمرو عنده عريس خريج تربية، هو مدرس إعدادي بيدى مواد اجتماعية، شغال في مدرسة خاصة وعايش على الدروس، عايز عروسة.
منة:
_ بصراحه أنا قفلت من الموضوع ده.
شروق:
_ ليه بس؟ اقعدي معاه طيب.
منة:
_ لا، بصي احنا نتقابل بره وكأني معرفش واكدي على عمرو إني معرفش ورفضت أقابله، أنتِب بقى هتقولي لعمرو احنا نخرج ونجبها منقولهاش إنه موجود ولا هو العريس، أنت شاور له عليها من بعيد لو عجبته تمام، لا خلاص كأني معرفش وأنا كمان بردو اشوفه يمكن ميعجبنيش.
شروق:
_ لا شكله حلو، أصغر من سنه، ما أنا شفته الأول وعاينته عجبني، والله كانت في دماغي الفكرة دي، بس كنت خليها في البيت عندي.
منة:
_ كام سنة؟
شروق:
_٤١ بس أرمل معندوش عيال، عنده شقة تمليك في العبور، أبوه وأمه ماتوا، له أخ واحد متجوز.
منة تنهدت:
_ طيب بقولك أنا أول ما أخد إجازة هطلع طابا، جاية ولا؟
شروق:
_اسكتي أنا عندي سنة رابعة السنة دي، اسكتى أنا عايزة انتحر.
منة وهى تضحك:
_انتحري.
شروق:
_بس حاولى مع خالد ده مادام سنجل، افهمى منة ليه متجوزش وكده يمكن تحصل.
تبسمت منه نصف ابتسامة حزينة وقالت:
_واللي زي خالد ده بعد كل سنين دي وتأجيل، ممكن واحدة زي تلفت نظره؟ ما أنا شغالة في شركة من ١٠ سنين قابلت أشكال وألوان زي خالد وأحسن ومفيش حد قالى السلام عليكم.. أكملت بعقلانية وهدوء.. عارفة أنا بدأت اسستم نفسي إني هبقى لوحدي بدأت أعود نفسى على حاجات كتير، صدقينى فكرة الجواز مابقتش بتأثر عليَّا زي الأول، من كتر الجوازات الفاشلة اللى حواليا، أنا مش عايزة أتجوز عشان أبقى مدام وخلاص، عشان مبقاش في نظر المجتمع عانس وخلاص، لا أنا عايزة أتجوز واحد يكون شريك حياة ونس وسند وضحكة حلوة نرمم بعض من التشوهات اللي سابت علامات فينا من مصاعب الدنيا، أنا جالى على يدك ناس يمكن مش كتير وكلهم وقيع، كأن الطماطم البايظه مجتش غير على حظى توزعها، مع ذلك رفضت، برغم إن أمى وإخواتى وستات اللي كانوا بيجبوهم يقولوا وافقي يا بت كبرتي، لو كنت مسروعة كنت أتجوزت، بس لا رفضت وصمدت، لأني عارفة إن الجواز مسؤولية كبيرة؛ لازم اختار صح عشان بعدين نفسيتى متدمرش ولا أعذب ولادي ويدعو عليَّا إني اخترت أب كده، عشان أخرس الناس والمجتمع المتنمر.
شروق وهى تربت على يدها:
_ أنتِي صح الجواز حياة تانية خلاص، لازم تختاري صح، وصدقيني نصيبك هتاخديه وأنا قلبي بيقولي نصيبك هيبقى أحلى من الخيال.
منة وهى ترفع عينيها لأعلى:
_ يا رب .
شروق وهى تمرر عينيها عليها:
_ بس خسيتي.
منة:
_ اه ٥ كيلو، أنا حيلي انهد ولسه فاضل شهرين.
شروق:
_ حلو استغلي الفرصة.
منة:
_طبعًا.
بقلمي_ليلة عادل (◔‿◔)
بعد وقت ذهبت شروق إلى بيتها، وجلست منة في غرفتها التي تشعر وهي بها إنها في عالمها الخاص، فهذه الغرفة كل ما تمتلك منة، جلست وهي تشاهد أحد الأفلام على التلفاز الذي في غرفتها، وبعد وقت رن هاتفها كان مدون مستر خالد الحسيني.
نظرت للاسم باستغراب، خفضت صوت التلفاز وأجابته.
منة:
_ ألو، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خالد:
_ وعليكم السلام.
منة:
_ خير في حاجه يا مستر خالد؟
خالد بتهذيب:
_ لا، بس كنت بطمن عليكي.
منة:
_ أنا الحمد لله بخير.
خالد:
_ إن شاء الله دايمًا، آسف لو أزعجتك.
منة:
_ مفيش إزعاج.
خالد:
_ سلام.
منة:
_سلام.
نظرت باستغراب وهي تعقد حاجبيها، لكنها لم تهتم بالأمر كثيرًا، رفعت صوت التلفاز وأكملت مشاهدة الفيلم.
وخلال يومين لم تذهب منة إلى العمل كما طلب منها الطبيب.
_في الموقع الإنشائي الخاص بمصنع خالد ٣م
_نشاهد منة تقف وهي تتابع سير العمل وتقوم بفرز المعدات والخامات، وبعد قليل جاء خالد وهو يحمل بين يديه كيس به عصائر وشوكولاته وشبيسى وبسكوت.
خالد وهو يقترب:
_ مساء الخير يا باشمهندسة.
التفتت منة له وهي تعقد حاجبيها باستغراب، فهي لم تفهم سبب مجيئه:
_ أهلًا مستر خالد.
خالد:
_ أتمنى تكوني النهار ده أحسن، برافو إنك سمعتي كلام الدكتور وما نزلتيش.
منة:
_الله يسلمك، في حاجة؟
خالد وهو يهز رأسه بلا ممزوجة بتوضيح:
_ مفيش، بس حبيت أطمن، كمان جبت لك دول، اتفضلي.
نظرت له لثواني باستغراب عن طريقة تحدثه معها وذلك الاهتمام الغريب، نظرت إلى الكيس الذي بين يديه ويقدموا لها، ثم رفعت عينيها ونظرت له.
منة معلقة:
_ ايه ده؟
خالد:
_ يعني أنا فهمت إنك من نوعية البنات اللي بتتعب وبيغمى عليها بسبب الحرارة فجبتلك شوية حاجات كده، أنتِي بتفكريني بأختي نادين زيك بالظبط.
منة بعملية:
_ ميرسي جدًا مستر خالد على اهتمامك، بس أنا مش هاخده.
خالد باستغراب:
_ ليه يعني؟ ايه المشكلة؟! هي دي كمان فيها مشكلة؟ طب التوصيل والفلوس يعني أنا هحاول استوعبهم، لكن ما اعتقدش إن في أي مشكلة أني أجيب للباشمهندسة اللي شغالة عندي عصير؟
منة بجدية وملامح ثابتة:
_ من وجهة نظر حضرتك إن مفيش مشكلة، لكن من وجهة نظري في، اهتمام حضرتك مبالغ فيه ومش عاجبني، أنا مجرد مهندسة ماسكة شغل حضرتك وبس، فإنك تجيب لي حاجة مخصوصة زي كده ما يعجبنيش، لو كنت مثلًا جبت لكل العمال وكل المهندسين كنت تفهمت وقبلتها زي ما قبلتها قبل كده، لكن تخصصني وتيجي مخصوص عشان تجيب لي عصير، بالنسبالي حاجة غير مقبولة، وأتمنى ما تعديش حدودك تاني، حدود عميل ومهندسة شغالة على مشروع، عن إذنك عندي شغل.
نظر لها خالد باستغراب شديد، فهو لم يفهم لماذا ترفض بتلك الطريقة التي فيها نوع من الهجوم، فهو شعر أنها تسيء الظن به بما يريد منها، تحرك وعاد إلى سيارته وقادها، وأثناء قيادته قام بعمل مكالمة لمحمد.
فى أحد الكافيهات ٦م
نشاهد محمد وخالد يجلسان على إحدى الطاولات ويحتسيان العصير ويتبادلان الحديث.
خالد بضيق:
بس هو ده كل اللي حصل، مش فاهم هو أنا عملت حاجة غلط؟؟ أنا حاسس إن هي ممكن تكون فهمتني غلط وفاكرة إن أنا ممكن أكون بشاغلها.
ارتسمت على شفتي محمد ابتسامة وهو يحتسي العصير، وضع الكوب على الطاولة ونظر له وتحدث
بتوضيح:
_ كل الحكاية إن منة كده، ده الطبيعي بتاعها هي دايمًا بتحط حدود في طريقتها وتعاملها مع الآخرين.
خالد بتأييد:
_ ما قلناش حاجة، ده طبيعي، وبرافو عليها إن هي عاملة ده خصوصًا إن نوعية الشغل بتاعها بتتعامل مع نسبة كبيرة جدًا من الرجالة مختلفة الأعمار والثقافات؛ فطبيعي لازم يكون لها شخصية قوية ورجولية عشان تعرف تتعامل، كل الحكاية إني شايف إني معملتش حاجة تخليها تكلمني بالأسلوب، ده أنا عمري ما عديت حدودي معاها، وكنت مهذب جدًا معاها ونيتي كانت صافيه جدًا، كل الحكاية إني حاسس بالذنب من ناحيتها، إن ممكن أكون السبب في تعبها، فحبيت أقدم لها لو حاجة بسيطة.
محمد:
_ صدقني منة كده مع كل الناس، حتى أنا، هي مكنتش كده زمان، كانت أكثر مرونة، اه مكنتش بتعدي حدودها وتحسها راجل كده، بس كانت لطيفة في الموضوع إن زميل يجيب لها حاجة، مش بتضايق أو تكشم كده، طب عارف هحكيلك حكاية، أنا عارف إنها بتحب النسكافيه، في مرة قعدت في المكتب لحد بالليل، لما سألت عليها عرفت إن هي لسه موجودة وبقى لها ثلاث ساعات ما خرجتش، رحت باعت لها كوباية نسكافيه عشان تساعدها على التركيز وتهديها شوية، يا نهار أبيض على اللي عملته، كلمتني في التليفون وازاي تبعته أنا أكيد لو عايزة هطلب، ما تعملش كده تاني يا محمد، أفهمها إن أنا بعت لها عشان خاطر بقلها كتير شغالة، تقول لي أنا لو محتاجة أنا هبعت، ما تعملش كده تاني، اهتمامك الزايد ده مش عاجبني.
أنا في الأول كنت زيك كده، بقعد أقول هو أنا عملت حاجة؟ هو أنا عديت حدودي تطاولت لدرجة إنها أساءت فهمي، وفاكرة إن أنا ممكن أكون معجب أو بحاول أشاغلها، بس بعد كده بدأت أكبر دماغي وأتعامل معها بالطريقة اللي عاجباها.
خالد:
_ دي عندها تروما من الاهتمام ولا ايه؟
محمد وهو يرفع كتفه بعدم معرفة:
_ مش عارف.
خالد بتعجب ممزوج بإعجاب:
_ شخصية غريبة، بس حد محترم، أنت تعرفها من زمان على كده؟
محمد:
_اه صاحبتي من الجامعة، من أعز أصدقائي، بص هو أنا اللي استشفيته بعد فترة تفكير عميق إن هي مابقتش عايزة اهتمام حد أو تتعود على اهتمام أو وجود أشخاص في حياتها، منة زمان كانت دايمًا قريبه من صحابها اوي لدرجة إن هي كانت بتوقف حياتها عشان خاطرهم، بس مع الوقت بدأت تتعود تبقى لنفسها، وتحب نفسها، تعمل كل حاجة لوحدها، وماتستناش من حد أبدًا يجيب لها حاجة؛ فاعتقد إن هي بقى عندها تروما بسبب الموضوع ده، إن هي خايفة تضعف ترجع ثاني تستنى اهتمام حد، حد يسألها عاملة ايه، يجيب لها حاجة لما تتعب، ينزل معاها وهي بتشتري حاجة، عايزه تتعود تفضل لوحدها.
خالد:
بس دي حاجه صعبه اوي، احنا عايشين وسط مجتمع، وسط ناس، طبيعي تحتاج للآخرين.
محمد:
لا هي كانت شوية مش طبيعية في احتياجها للآخرين، كانت موقفة حياتها حرفيًا.
خالد:
_بس برافو عليها إنها قدرت تغير من نفسها، عمومًا برده بالله عليك يا محمد تكلمها وتفهمها إن خالد ماكانش قصده أي حاجة وحشة، وإن أنا فعلا جبت لها الحاجة دي عشان خاطر إنها زي أختي نادين، مفيش أي فكرة غلط في دماغي ناحيتها.
محمد:
_ما تقلقش، خلاص كلها أقل من شهر وتستلم المصنع بتاعك.
خالد تنهد:
_ إن شاء الله.
بقلمي_ليلة عادل。◕‿◕。
ومرت الأيام والأسابيع وانتهت منة من بناء المصنع بشكل كامل، وتم تسليمه لخالد، كان يشعر خالد بسعادة كبيرة بسبب إتمام الأمر بهذه السرعة، وأنها قامت بالتسليم في الموعد المتفق عليه.
_شركة رسلان ١٢م
_شركة رسلان ١٢م
_مكتب منه
نشاهد منه تجلس خلف مكتبها وكان خالد يجلس على المقعد الأمامي للمكتب وهما يتحدثان، وكان يبدو على ملامح خالد السعاده لانه انتهى من بناء المصنع.
خالد وهو يحتسي القهوه:
_انا مش قادر اقولك انا قد ايه سعيد، مش قادره اوصف سعادتي وفرحه قلبي، نفسي اعبر عن سعادتي بس مش عارف ازاي.
منه بابتسامه جميله:
_مش محتاج تقول ولا محتاج تعبر، ملامحك موضحه كل شيء، انا سعيده ان انا كنت سبب في سعادتك، أعظم شيء ممكن تقدمه لي إنسان أنك تكون سبب في إبتسامته
خالد:
_وانا حقيقي مديونلك بساعدتي وكمال مشوار نجاحي انا مش عارف اشكرك ازاي.
تبسمت منه وقالت:
_اشكرني بإنك تشتغل كويس، وأنك تحاول تكبر مصنعك لحد ما يبقى مصنع كبير.
خالد:
_ده أكيد.
اخرج خالد من جيب جاكيت البدله ورقه وقدمها لمنه، اخذتها وهي تنظر لها بإستغراب، فتحتها وهنا يظهر انه شيك بمبلغ، رفعت عينيها نحوه وقالت.
منه بتعجب وهي تعقد بين حاجبيها:
_ايه ده؟
خالد:
_ يعني كومِشَن، شكر، هدية، اعتبري اي حاجه عن وقوفك معايا وتعبك طول الفتره اللي فاتت، ده مبلغ بسيط جدا انا عارف انتي تستاهلي اكتر من كده بكتير.
منه بجدية:
_أستاذ خالد قولتلك انا بعمل شغلي، وشغلي ده كنت بقبض عليه فلوس، مابعملش حاجه يعني ببلاش، مدت يدها بالشيك وقالت: اتفضل انا مش هينفع اخد المبلغ ده ولو سمحت اوعى تصر او تكلمني في الموضوع ده، لانه بالنسبالي منتهي، عشان مابدأش اتضايق.
خالد:
_ انا هسميكي من الحِمَقيه للعنيده.
منه:
_ هي الاصول بتزعل ليه؟
خالد بتعجب:
اصول ايه ؟ انتي عملتي شغلك، وانا بقدملك تقدير على مجهودك، اعتقد حاجه زي دي عاديه جدا وارده في شغلك.
منه:
_ هي طبعا وارده والطبيعيه في شغلي، بس من المدير، من مدحت بيه، مش من عميل انت اخرك تقولي شكراً وان شاء الله مش هيكون اخر تعامل ما بنا.
تنهد خالد بتعب واخذ الشيك:
_ماشي يا منه زي ما تحبي، ها هتيجي بكره الحفله ولا دي كمان فيها كلام.
منه:
_لا ما فيهاش كلام هاجي.
خالد:
_ ماشي (توقف وقال بتهذب) ومره تانيه شكراً.
منه توقفت:
_ مافيش اي شكر والف مبروك.
هز خالد رأسه بإيجاب وبابتسامة ورحل....
(يوم الحفلة)
منزل منة، ٥م
غرفة النوم.
تقف أمام خزانة الملابس وهي تقوم بالبحث عن شيء لترتديه في تلك الحفلة الضخمة، أخذت تقوم بإخراج الفساتين والملابس الفورمال، وهي تشعر بالحيرة والضيق، ثم قالت:
_ مفيش ولا حاجة حلوة ولا حاجة مناسبة.
أخرجت أحد الفساتين وقالت وهي تتطلع عليه:
_ ألبس الفستان ده؟ لا مش حلو، وبعدين لبسته قبل كده مرتين.
ألقت به على الفراش أخرجت طقم فورمال، ثم قالت:
_طب البس الطقم الفورمال ده، لا مش هيبقى حلو. طب البس ايه؟ أنا محتارة.
نفخت، ثم قامت بالاتصال بشروق فيديو.
منة:
_ شوشو، عاملة ايه يا روح قلبي؟
أتاها صوت وصورة شروق من اتجاه آخر.
شروق:
_منوشه حبيبتي، عاملة ايه اخبارك ايه؟ ايه يا بنتي لسه ما جهزتيش! مش عندك حفلة؟
منة بحيرة جلست على الفراش:
_ أنا محتارة مش عارفة البس ايه؟ ولسه شويه على الحفلة.
شروق:
_البسي الطقم البيج الفورمال بيخليكِ قمر.
نظرت منة لها باستغراب:
_ الطقم الفورمال للبيج؟! ده بيخليني عجلة.
شروق باستنكار:
_ أقسم بالله أنتِي مابتفهمي، وحياة ربنا بيخليكي قمر، يا بنتي أنتِي طويلة ما شاء الله عليكي، اللبس الفورمال بيكون عليكِي جامد وبعدين أنا بعشقك أصلًا بالطقم ده، بيفتحك وبينورك، أنتِي ما لبستهوش غير مرة واحدة من وقت ما جبتيه، ده غالي حرام يتركن، البسي البسي والله تحفة.
منة باعتراض:
_لا يا ستي مش هلبسه، ما بحبنيش فيه.
شروق:
_طب ريحيني نفسيًا جربي البسيه، وريهوني عليكي، وبعدين اقلعيه، خلاص نجرب بس، يلا انا هقفل البسي وكلميني.
أغلقت شروق المكالمة وقامت منة بإخراج طقم فورمال عبارة عن بنطال باللون البيج وقميص سكري وجاكيت بيج وهو طقم في منتهى الجمال والشياكة، قامت بارتدائه وفعلًا كان في منتهى الشياكة عليها، جعلها تشبه سيدات المجتمع الأثرياء.
ثم قامت بالاتصال بشروق مرة أخرى.
منة وهى تطلعها على ما ترتدي:
_ اهو يا ستي.
نظرت شروق بانبهار وصفرت:
_ والله العظيم تحفة. دققت النظر بها: بت يا منة أنتِي خسيتي، بتعملي رجيم من ورايا ولا ايه؟
نظرت منة إلى جسدها، ثم نظرت لها قائلة بسخرية: بعمل رجيم!! ايوه بأمارة لسه ضاربة واحد شاورما قبل ما أكلمك.
ضحكت شروق وقالت:
_ بس شكلك خاسس والله.
منة:
_ أنا برده حاسة نفسي اني خسيت شويه، الطقم ده كان أضيق من كده عليَّا، المهم ايه حلو بجد في وزير النهار ده هيحضر، وناس جامدة ومصورين وفنانين، ركزي بليز.
شروق:
_ والله تحفة، بعدين فين منة ثقة؟ أنا مسمياكي منة الثقة في النفس، أنا بقول لك جامد، صدقيني.
منة:
_ خلاص أنا هلبس الطرحة واحط ميك اب، ها ألبس هيلز عالي ولا ايه؟
شروق:
_ ايوه طبعا البسي هيلز عالي، ولف الطرحه سبانيتش وحطي ميك اب بني بس يكون هادي كده لطيف .
منة :
_خلاص انا هخلص واكلمك باي .
الفعل بدات منة بوضع المكياج وارتداء الطرحه والنظارة ثم خرجت الى الخارج .
على اتجاه آخر عند خالد .
منزل خالد.
_غرفة النوم
نشاهد خالد وهو يقف في غرفة ملابسه وهو يقوم باختيار بدلته، كان يقف محتارًا لا يعرف ماذا يرتدي!! وبعد دقائق من التفكير أخرج إحدى البدل باللون البيج وقام بارتدائها؛ فكانت بنفس اللون الذي ترتديه منة، وضع العطر الخاص به وراتدى ساعته، ثم توجه إلى سيارته حيث الحفلة.
الحفلة ٨م
نشاهد حركة دخول وخروج من الحاضرين، مع الاستماع لموسيقى هادئة، ثم نشاهد خالد ومحمد ووالده وبعض الموظفين يقفون مع بعضهم ويتبادلون الأحاديث.
وبعد دقائق دخلت منة وهي ترتدي تلك البدلة الأنيقة بابتسامة جميلة، كانت تشبه أكبر سيدات الأعمال بذلك الزي الأنيق، كان في منتهى الجمال، وكان انخفاض وزنها واضحًا عليها بشدة، هو ليس بالشكل الكبير فقط بعض الكيلو جرامات، لكنها كانت واضحة.
أخذت تمرر عينيها على الجميع، ثم بدأت بالتحرك، انتبه لها خالد فاقترب منها بابتسامة جذابة.
خالد:
باشمهندسة منة، أهلًا وسهلًا، كنت خايف ما تجيش بصراحة.
منة بتعجب:
_ أنا وعدتك امبارح إني هاجي، أنا مش عارفة أنت ليه كنت فاكر إن أنا ممكن ما اجيش، طبيعي أحضر لأنه شغلي أولًا، وفكرتي ثانيًا.
خالد:
_ يعني، بعد اللي حصل آخر مرة حسيتك مش طيقاني.
منة بخجل:
_ محمد كلمني في الموضوع ده، أنا يمكن أكون أتصرفت بشكل قاسي أو اديت الموقف أكبر من حجمه، بس أتمنى تحترم طريقتي في التفكير ومتكونش أسأت الفهم.
خالد برقي وعقلانية:
_ لا طبعًا، أنا اللي خايف تكوني أنتِي اللي أساتي فهمي وقتها، حقيقي أنا تعاملت مع الموقف بشكل ممكن نقول عليه بطبيعتي بعفوية، ماحطيتش في دماغي إنك ممكن تفهميني غلط أو تضايقي، لأن عندي أختي زي حضرتك كده بتتعب لما بتقف في الشمس كتير، ودايمًا كيس العصير والشيكولاته والبسكوت موجود في عربيتي، وأنا كنت وقتها قريب جدًا من الموقع قلت عادي أسلم عليكي، أطمن وأشوف وصلتوا فين وبالمرة أديك الحاجة البسيطة دي، من أخ مش هقول لك صديق؛ لأن فهمت إنك ما لكيش في صداقات الرجالة.
منة:
_عمومًا حصل خير.
خالد وهو يشير إلى الداخل:
_ اتفضلي.
تحركت منة معه للداخل.
انتبه لهما محمد اقترب منهما.
محمد بمزاح:
_هالو منوش، كويس إنك جيتي، خالد كان خايف متجيش، برغم إني قلت له ده جزء من شغلك، لازم تيجي.
خالد:
_لازم أخاف، يعني حضرتك صاحبة الفضل بعد ربنا، فلازم تكوني موجودة، أنتِي جزء مهم وأساسي من النجاح ده.
منة تبسمت برقة:
ميرسي.
نظر لها خالد بابتسامة جميلة.
دقق محمد النظر فيما يرتديان من أعلى لأسفل لأنهما يرتديان نفس اللون، ضيق عينيه وقال معلقًا بمزاح:
_ ايه ده بقى!! أنتم متفقين مع بعض على اللبس، وعملنلي متخاصمين.
فور نطقه تلك الكلمة اتسعت عينا منة وقالت...
استووووووب الى اللقاء في الحلقه القادمه من رواية أمنيات وإن تحققت
بقلمي_ليلة عادل*_~'''_~
الفصل السادس
منة وهى تضع يدها على جبينها بتعب:
_ مش عارفة، حاسة إن الدنيا بتلف بيا.
خالد بحنان:
_طب تعالي معايا، اقعدي في عربيتى في التكييف، أكيد ضغطك واطي من الحر.
منة سحبت يدها بانزعاج:
انا واخدة على كده، متهتمش من فضلك، أنا قولت لك كويسة.
لكن أختل توزانها مرة أخرى ومسكها من يدها وقال معلقاً بحسم ببحه رجوليه محببه.
خالد:
_ أنتِي شكلك عندية، من فضلك يلا معايا.
تنهدت منة، فهي غير قادرة على التحدث أو الرفض الآن، فتوجهت معه دون تحدث حتى سيارته وصعدتها، جلست على المقعد الأمامي، فتح لها خالد التكييف وأغلق الباب وتحرك بعيدًا، بعد قليل جاء وهو يحمل بين يديه كيس بيه عصائر وشكولاته وبسكوت وشبيسى، فور فتحه باب السيارة وجد منة قد غفت، وكان وجهها مبللًا بشدة من العرق، برغم أنه فتح لها تكييف السيارة.
ضيق عينه ونظر باستغراب وجلس على مقعد السائق وقام بالنداء عليها.
خالد بحياء بنبرة لطيفة:
_باشمهندسة منة.. أستاذه منة.. اقترب منة بحياء أكثر: أستاذة منة..
مد يده بتردد شديد لكي يضعها على خدها وهو ينظر لها بارتباك، وحين وضع يده على وجهها وجد حرارتها مرتفعة جدًا وغائبة عن وعيها، اتسعت عينيه بدهشة، اخذ يقوم بخبط ع وجهها بلطف لكي يحاول ايقظها وهو يقوم بنداء عليها، لكنها لا تجيبه، عدل من جلسته وشغل محرك سيارته وقادها مسرعًا حتى أقرب مشفى.
فور وصوله خرج مسرعًا وطلب منهم ترولي، وبالفعل حملوها وأخذوها للطوارئ، كان يقف خالد في الخارج بانتظار خروج الطبيب، اقترب منه خالد.
خالد بقلق:
_ خير يا دكتور؟
الطبيب بانزعاج:
_عندها ضرب شمس وحرارتها عالية جدًا، شكلها تعبانة من امبارح، انتوا ازاي سكتوا عليها كده؟
خالد بتوضيح:
_ أنا مش عارف بصراحة، هي مهندسة عندي وتعبت في الموقع، وأنا لما لقيتها تعبانة كده جبتها على المستشفى على طول، المهم هي بخير؟
الطبيب:
_ إن شاء الله هتكون بخير، علقنا لها محاليل وأديتها مسكن وخافض الحرارة، وبعد ساعة هتبدأ تستعيد وعيها، هي من الحرارة طبعُا غابت عن الوعي.
خالد:
_ هو في حاجة مطلوبة ممكن اعملها؟
الطبيب:
_لا، مفيش.
خالد:
_طب يا دكتور هي المفروض تخرج امتى؟
الطبيب:
_ مش قبل بكرة الصبح، ألف سلامة عن إذنك.
رحل الطبيب، وبعد دقائق جاء محمد مسرعًا بعد اتصال خالد به، لأنه لا يعرف كيف يصل لأحد أقاربها.
محمد هو يتوقف أمام خالد بقلق:
_ في ايه يا خالد خضتني؟ مالها منة؟
خالد بتوضيح:
_ جت لها ضربة شمس وأغمى عليها في الموقع، وأنا جبتها هنا على طول، أنا معرفش اتواصل مع حد من أهلها، عشان كده كلمتك.
محمد بقلق:
_طب هي كويسة دلوقتي؟
خالد :
_ اه الحمد لله، هما أدوها أدوية وعلقوا لها محاليل، بس هي نايمة بسبب السخونية، والدكتور قال مش هتخرج قبل بكرة.
محمد:
_الحمد لله إنك لحقتها.
خالد:
_ احنا لازم نعرف أهلها.
نظر محمد إلى خالد لثواني بارتباك، فهو يعلم جيدًا سوء العلاقة التي بين منة وعائلتها، لكنه لا يريد أن يفصح عن تلك الأسرار لخالد.
نظر محمد له وقال بمراوغة:
_ لا مش هينفع نكلم أهلها، باباها راجل كبير وأمها كمان، ولو عرفوا إن هي تعبانة ممكن يفهموا الموضوع غلط خالص ويزعلوا، فأنا وأنا جاي في السكة كلمتهم وقلت لهم إن هي في مكان مفهوش شبكة، ومش عارفة تتواصل معاهم واضطرت إن هي تبات عشان في شغل مهم.
خالد باعتراض:
_ بس ده مش صح يا محمد، ايه الهبل ده، بنتهم تعبانة، لازم يكونوا معاها، وبعدين مين هيقعد معاها دلوقت، هتخرج بكرة؟
محمد وهو يخرج شفته السفلية بعدم معرفة:
_مش عارف، أنا مش هينفع اقعد معاها، إيمي تعبانة وأنا جايلك بالعافية مش هينفع أسيبها كتير، وصدقني لو كان ينفع أعرف أهلها بأي حاجة أكيد، كنت قلت لهم، أصل مش فاهم هما قد ايه بيخافوا عليها.
خالد:
_طب خلاص روح أنت لمراتك وأنا هقعد معاها.
نظر له محمد باستغراب:
_تقعد معاها ازاي يعني؟! أنا هوصي عليها أي ممرضة.
خالد برفض:
_ لا، مينفعش، هي واقفة معانا طول الفترة اللي فاتت دي وسابت كل شغلها، دي ما كانتش بتاخد أي إجازات بسببي، وأكيد اللي حصل لها ده حصل لها بسبب ضغط الشغل وفي الآخر أسيبها!!! هقعد معاها مفيش مشكلة، وكده كده ماوريش حاجة، مفيش حد يعني مستنيني في البيت.
محمد:
_ أنت لسه مش عايز تتجوز؟
خالد:
_والله عايز، بس أديك شايف كل ما دماغ الواحد تفضى عشان يركز في خياتة، يلاقي نفسه في مصيبة، وأنت عارف أنا حابب لما ارتبط بواحدة أكون حققت أحلامي العملية وطموحي الاول، عشان أقدر أديها وقتي، لكن لو أنا كنت اتجوزت زمان، كان يحصل بينا مشاكل كثير، اديك كنت شايف أنا كنت مركز في شغلي قد ايه.
محمد:
_ أنت بعد ما تخلص حوار المصنع الجديد ده، لازم تتجوز، أنا هشوفلك عروسة.
ضحك خالد:
_ ايه اشتغلت خاطبة من امتى؟
محمد:
_ عشانك ممكن اشتغل خاطبة عادي، مفيش مشكلة.
ضحكا معًا، ثم أكمل محمد بجدية: طب أنت مش عايز حاجة؟
خالد:
_ شكرًا.
محمد:
_ أنا هعدي على الحسابات ادفع لها كل حاجة.
خالد:
_ كل حاجة اتدفعت، روح أنت لمراتك وألف سلامة عليها، بلغها سلامي.
محمد:
_ لا، ابقى تعالى أنت سلم عليها، أنت بقالك كتير ما جيتش.
خالد:
_ إن شاء الله.
محمد:
_ لو حصل أي حاجة كلمني على طول، حتى لو الساعة 4:00 الفجر.
هز خالد رأسه بإيجاب، ورحل محمد.
وظل خالد يجلس مع منة طول الليل على أريكة بانتظار استيقاظها، لكنها كانت في سبات عميق، والمثير للانتباه لم يتصل أحد بها طول اليوم من عائلتها...
وفي الصباح، كان النوم قد غلب خالد وذهب في سبات عميق على الأريكة وهو جالس، بدأت منة تحرك عينيها وبدأت أن تفتح وتغمض عينيها تحاول أن تعتاد على إضاءة الغرفة، نهضت قليلًا وتمددت في جلستها وهي تنظر من حولها فيبدو أنها حتى الآن لا تعرف ما أصابها، لكنها وجدت نفسها في مكان لا تعرفه، ثم وقعت عينيها على خالد النائم أمامها على الأريكة، نظرت له لثواني باستغراب وهي تضيق عينيها، ثم قامت بالنداء بنبرة متعبة قليلًا.
منة بتعجب:
_ أستاذ خالد، أستاذ خالد.. خالد.
استمع لها خالد، فنهض بنعاس واقترب منها.
خالد بقلق:
_ منة حمد الله على سلامتكها أنتِيى احسن دلوقت؟
نظرت منة له وهى تهز رأسها بإيجاب:
_ أنا كويسة، هو احنا فين؟ وايه اللي حصل؟
مسح خالد على وجهه بكفيه، ثم قام بجلب المقعد ووضعه بجانب الفراش وجلس عليه وتحدث.
خالد بتفسير:
_ مفيش، امبارح تعبتي شويه واغمى عليكي لما كنتِ في العربية، وجبتك هنا.
منة وهي تضع يديها على جبينها تحاول أن تتذكر أي شيء، قالت منة بنبرة متعبة إلى حد ما:
_ أنا مش فاكرة أي حاجة،غير إن أنت قلت لي تعالي ارتاحي في العربية في التكييف، بعد كده مش فاكرة.
خالد:
_ مافيش ركبتي العربية، مسافه مارحت اشتريت لك شويه عصاير وشيبسي وكده، لقيتك مغم عليكي، وحرارتك عاليا فجبتك هنا، الدكتور قال لي إن كان عندك ضربة شمس وأهملتي فيها، أنتِي ازاي تعملي في نفسك كده؟
منة باستغراب:
_ضربة شمس!!
عادت بذاكرتها للخلف قليلًا، وتذكرت أنها في اليوم السابق كانت تشعر بالتعب وبالحرارة، وكانت ستأخذ إجازة لترتاح، لكن بسبب مشكلتها مع والدتها، فقررت أن تذهب للعمل، وألا تأخذ إجازة لترتاح لكي تبتعد عن والدتها، ولا تحدث أي مشكلة مرة أخرى.
عادت من ذكرياتها وهي تنظر له وقالت بمراوغة.
منة:
_ أصل أنا مكنتش تعبانة اوي، يعني جالي شويه صداع كده، بس ماسخنتش، هي نظارتي فين؟
خالد:
_ جنبك في الدرج.
قامت منة بجلبها وارتدتها.
أكمل خالد حديثه بعقلانية:
_ ماتعمليش في نفسك كده يا منة، آسف يا باشمهندسة منة، صحتك أهم من أي شيء، صحتك هي اللي بتخليك تشتغلي، لو أهملتي فيها هتقعدي في البيت، وقتها مش هتلاقي حد جنبك ولا هتلاقي حتى فلوس تقدري تجيبي بيها علاج، فنعمل ايه !!!؟ نبقى أذكياء، ونشتغل بس مانجيش على صحتنا.
منة وهي تهز رأسها بإيجاب:
_ أنت عندك حق، عمومًا ميرسي جدًا على وجودك جنبي طول الليل، شكلك ما سبتنيش خالص.
خالد:
_ يا ستي عادي، ده أقل حاجة الواحد ممكن يقدمها لك بعد كل اللي عملتيه معايا، أنتِي أنقذتي تعب سنين.
منةبجدية:
_ أولًا ده شغلي، ثانيًا ازاي بس حاجة بسيطة؟ حضرتك سبت بيتك وقعدت معايا، يعني محدش ممكن يعمل كده، كان ممكن توصى الممرضات، كمان ممكن تكون امدام اتضايقت.
ضيق خالد عينه:
_ مدام! مدام مين؟
منة:
_مدام حضرتك، مراتك يعني.
خالد تبسم وهو يطلعها على يده:
_ لا أنا مش متجوز، أنا سنجل.
منة:
_ فعلًا، أنا ما كنتش عارفة.
خالد:
_ ولا يهمك، أنا ماوريش أي حاجة، ويا ستي حتى لو ورايا ومتجوز عادي، أنتِي أخت عزيزة وقعت في محنة ومكنش ينفع اسيبك أبدًا، وبالمناسبة محمد كان موجود وقعد شويه، بس إيمي تعبانة عشان حملها، أكيد أنتِي عارفة إن هي في حملها بتتعب جدًا، فمقدرش إن هو يفضل موجود.
منة:
_ربنا يشفيها يا رب، طب كده ايه المفروض امشي ولا ايه؟ صمتت لثواني وقالت: ثانية واحدة، هو أنتم قلتوا لماما وبابا ايه؟
خالد بتوضيح:
_ هو المفروض تمشي النهارده، بس طبعًا هروح أبلغ الدكتور إنك فوقتي، بالنسبة لوالدك ووالدتك محمد فهمهم إنك كنتى في موقع عشان شغل مهم بس مفيش شبكة واضطريتى إنك تباتي وهترجعي النهارده بإذن الله.
منة:
_ تمام.
خالد نهض وهو يقول:
_ هروح أبلغ الدكتور إنك فوقتي، حمد الله على السلامة.
منة:
_ الله يسلمك.
وبالفعل جاء الطبيب وقام بالفحص منة والاطمئنان عليها وكتبلها على خروج.
بعد وقت
_ نشاهد منة وخالد وهما يخرجان من المصعد كان ما زال يظهر على ملامح منة التعب توقفت ونظرت لخالد.
منة بتساؤل:
_ هي الحسابات منين؟
نظر لها خالد باستغراب:
_ ليه؟
منة بمزاح لطيف:
_ أكيد مش هننصب على المستشفى ونمشي.
تبسم خالد وقال:
_ أكيد مش هننصب، بس خلاص الحساب مدفوع أنا دفعته.
منة:
_كانوا كام؟
خالد بتعجب وهو يعقد بين حاجبيه:
_ ليه؟
منة:
_ عشان تاخد فلوسك.
خالد:
_ فلوس ايه يا بشمهندسة؟ عيب.
عدلت منة من وقفتها ونظرت فى وجهه بجدية وحسم:
_ هو ايه اللي عيب! من فضلك قولي الحساب كام.
خالد بتعجب:
_ هو أنتِي فاكرة إني ممكن أخد الفلوس منك؟
منة بجدية نظرت له بقوه وثقة:
_ لا هو أنا مش فاكره، أنت هتاخد الفلوس اللي أنت دفعتها.
خالد:
_ يا بنتى في ايه مبلغ بسيط، عادي احنا واحد متكبريهاش كده.
منة بشدة:
_هو ايه مكبرهاش!! واحنا مش واحد، أنت مجرد عميل وأنا مهندسة شغالة مع حضرتك، ويستحيل اسمح بشيء زي ده مهما حصل، تدفع لي ليه؟ أنا معايا الحمد لله، لو سمحت بلاش تعدي حدودك.
خالد بتعجب:
_ حدود ايه؟! أنتِي صعبة أوي وأنا أعند منك ومش هاخدهم.
زفرت منة باختناق ونظرت من حولها وجدت موظف أوقفته.
منة:
_ لو سمحت فين الحسابات؟
الموظف وهو يشير بيده:
_ من الاتجاه ده.
منة:
_ ميرسي.
كادت أن تتحرك أوقفها خالد قائلًا:
_ استنى بس، رايحة فين، هما ٣ آلاف ٤٢٥ جنيه.
منة:
كويس، كنت لسه قابضة، طيب.
أمسكت حقيبتها وأخرجت المبلغ وأعطته له، أخذهم منها وقام بالعد، ثم نظر لها.
خالد وهو ينظر لها بطرف عينه قال بمزاح:
_ ناقص ٢٥ جنيه.
منة:
_ اه، لحظة.
أخرجت ٥٠ وأعطتها له.
خالد:
_ معيش فكة.
منة:
_ خليها معاك.
خالد بمزاح:
_ لا، أحنا نروح لكشك نفك وكل واحد ياخد حقه.
منة:
_ماشي.
ضحك خالد ضحكة زادت من وسامته وقال معلقًا:
_ أنتِي غريبة، في ايه بجد ايه؟ اللي بتعمليه ده عيب، أنتِي معرفتيش ناس جدعة في حياتك قبل كده؟
منة بجدية:
_ لا عرفت، بس عيب لو خليت راجل غريب يدفع لى، خصوصًا مفيش أي علاقة بتربطنا، بص أنت طلعت إنسان محترم وودتنى مستشفى وبت معايا، برغم إن جدعنتك افورت منك، بس مش مهم، لكن لو أنا كمان قبلت إنك تدفع لي، وسكتت وقبلت، يبقى أنا وقتها بنت مش محترمة.
خالد بتعجب اتسعت عينه:
_ هى وصلت لكده! ما دام الموضوع وصل لكده أنا هاخدهم خلاص اهدى براحه اسفلك يا ستي.
ادخل الممبلغ في جيبه وقال وهو يشير بيده: اتفضلي.
في الخارج، وقف خالد ومنة أمام باب المشفى.
منة بتساؤل:
_ عربيتي فين؟
خالد:
_هناك في الموقع.
منة هزت رأسها بإيجاب:
_طيب.
خالد وهو يشير بيده نحو سيارته:
_ اتفضلى أوصلك.
منة وهي تضيق عينيها:
_ توصل مين؟
خالد باستغراب:
_ هي دي كمان فيها حاجه؟
منة:
_ اه فيها، اهتمامك الزيادة ده مش عجبني.
خالد :
_ اهتمام ايه يا فندم؟ حضرتك تعبانة وبتشتغلي معايا، ايه المشكلة لما اوصلك، بطلي عند بقى،انتي عنيدة اوي.
منة ضيقت عينيها ونظرت له برخامه:
_ مش هرد عليك.
خالد:
_مفيش تاكسى هنا، والدكتور قال غلط تقفي في الشمس هتتعبي، بطلي عند ويلا.
منة بحسم:
_قلت لك لا، توصلنى بتاع ايه؟ أنا هكلم أوبر.
خالد بمزاح:
_ بيخطف البنات.
منة:
_ خليك في حالك.
أخرجت هاتفها وجدته فصل شحن، قالت وهي تنظر لخالد:
_ تليفونى فاصل، ممكن أطلب من عندك.
هز خالد رأسه بنفي:
_ تؤ معنديش.
منة بعند:
_هستنى تاكسي.
خالد:
_ مفيش تاكسي بيجى هنا، اسمعي الكلام.
منة بعند أكبر:
_ قولت لك لا.
خالد :
_ براحتك، استني، عن إذنك وألف سلامة.
توجه إلى سيارته متعجباً من تلك الشخصية الغريبة العنيدة، لكنه ظل بانتظارها فهو على أتم تأكيد أنها لن تجد تاكسي في ذلك المكان وذلك الوقت، بعد دقائق اقتربت منة نحو سيارته.
طرقت منة على نافذة السيارة.. فتح لها.
منة بخجل:
_ ممكن توصلني؟ مش لاقية تاكسي وحسيت إنى هيغم عليَّا، بس هتاخد حق الرحلة هعتبرك أوبر.
خالد بمزاح محبب:
_ ههههههه، والله لو هتعتبريني عربية ميكروباص مفيش مشكلة، اتفضلي.
التفت وجلست على المقعد بجانبه، ضحك خالد ضحكة مكتومة على طريقتها.
خالد:
_ ساكنه فين؟
منة :
_ السلام.
خالد:
_ جارة يعني.
منة بتعجب:
_ ساكن في السلام!
خالد:
_لا، المعادي، بس جنبك بنا كوبري.
منة ضحكت بصمت.
حرك خالد مشغل السيارة وتحرك، وأثناء قيادته السيارة.
خالد سأل بتعجب:
_ كان ايه بقى لازمتها، كل اللي عملتيه ده؟ أنا لحد اللحظة دي مش قادر أفهمك، طب الفلوس ممكن اتفهمها، إنك حساسة بزيادة، عشان احنا ما نعرفش بعض، بس كمان عند وتنشيف دماغ في توصيلك وأنتِي تعبانة.
منة بتوضيح:
_ أستاذ خالد أنا مابحبش أعدي حدودي في علاقتي بالعملاء، لأن مينفعش، معلش أنا كنت أقدر أركب تاكسي لازم اجرب، لكن لو معرفتش زي ما حصل تمام، لكن أول ما تقولى تعالي أوصلك أوافق بسهولة كده! أكيد مينفعش.
خالد:
_ طريقه تفكيرك وتحترم، عموما حصل خير.
أمنيات وإن تحققت بقلمي (◠‿・)— ليلة عادل
_سيارة خالد٣م
_نشاهد منة وهي تجلس في سيارة خالد بجانبه وهو يقودها.. توقف أمام منزلها، نظرت له بامتنان.
منة بامتنان:
_ شكرًا جدًا يا مستر خالد، تعبتك معايا والله.
خالد وهو ينظر لها:
_مكنش ينفع اسيبك، وأنتِي تعبانة كده، أنا كنت واثق إنك مش هتلاقي تاكسي، عشان كده استنيتك.
نظرت له منة وهى تعقد حاجبيها باستغراب:
_ ليه يعني؟ عادي، ايه الاهتمام اللي مالهوش داعي ده؟
خالد:
_يعني أنتِي تعبانة، مكنش ينفع اسيبك لوحدك، وبعدين يا بنتي أنتِي مكبرة الموضوع، والله حاجة بسيطة خالص.
منة بامتنان:
_مش مكبراه، بس الأصول أصول، يعني مكنش له داعي تبات معايا، وتدفع لي حساب المستشفى، وتستنى تطمن هركب ولا لا، مش قادرة أقول لك غير حقيقي شكرًا جدًا تعبتك معايا.
خالد تبسم بتهذيب:
_مفيش اي تعب، أنا هكلم حد يبعتك العربية وخديلك بقى بكره وبعده إجازة واسمعي كلام الدكتور متتعبيش نفسك.
نظرت منة له لثواني شعرت أن هناك اهتمام زائد قالت بجدية:
_ لا شكرًا ماتتعبش نفسك، أنا هعرف أكلم الناس يجبولي العربية لحد عندي، لو سمحت كفاية لحد كده مش فاهمة، أنت بتعمل كده ليه؟
خالد بتعجب:
_ والله أنا اللي مش عارف ارد عليكي اقولك ايه؟ أنتِ حمقية قوي يا منة، مفيهاش حاجة لما اجبلك العربية.
منة بشدة:
_ لا فيها ونص، تجبها ليه؟
خالد:
_عادي.
منة بشدة:
_ لا مش عادي، لو أنت واخد من ستات تانية إن عادي تدفع لهم فلوس وتوصلهم وتجيب عربيتهم، أنا لا، فاهم؟
خالد باستغراب ممزوج بضيق:
_ايه اللي حضرتك بتقوليه ده؟ عمومًا أنا آسف لو ضايقتك، ومش هجيب لك العربية، واعملي اللي أنتِ عايزاه وألف سلامة عليكي.
منة:
_الله يسلمك مستر خالد، وشكرًا مرة ثانية على تعبك معايا.
هز رأسه بإيجاب وهو يبتسم، خرجت منة من السيارة، قادة خالد سيارته ويبتسم على طريقتها.
صعدت منة درج منزلها.
حرك خالد السيارة وهو يفكر في تلك الشخصية.
منزل منة٣م
_دخلت منة من باب منزلها وهي تشعر بالتعب قليلًا، كان يجلس والدتها ووالدها في الصالة، وفور أن رأتها والدتها نظرت لها بتهكم وقالت لها:
مفيده:
_ حمد لله على سلامتك يا أختي، أخيرًا جيتي، وصلت كمان إنك تباتي بره؟ هقول لك ايه ما هو اللي سامح لك تسافري وتصيعي بالثلاث ليالي والأسبوع بره يخليكِ تباتي في الشغل بره.
نظرت لها منة وهي تقلب عينيها بملل، ثم قالت:
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا الحمد لله بخير وكويسة، شكرًا على سؤالك يا ماما.
مفيدة:
_الله يسلمك يا أختي، اكلت بقى ولا محتاجة الخدامين يأكلوكي.
منة:
_الحمد لله، أكلت يا ماما.
نظر لها محمود وقال بتساؤل:
_ منة ايه اللي حصل يخليكي تباتي بره كده، أنا والله يا حبيبتي ما عرفت إلا الصبح انا كنت بايت في الشغل، أمك ما قالتليش، ولو كنت عارف كنت اتصلت بيكي واطمنا، بس أنا كلمتك الصبح بس تليفونك كان مقفول قلت يمكن الشبكة لسه واقعة.
منة:
_والله يا بابا...
مفيدة قاطعتها:
_ استنى أنت بس يا محمود، تعالي بقى ما تاخدنيش في دوكه كده، وأنا بنشر الغسيل شفتك نازلة من عربية واحد، مين ده بقى إن شاء الله؟ فين عربيتك ومن امتى اصحابك الرجالة بيوصلوكي؟ ايه احنا هنخيب ولا ايه على كبر؟
منة باستهجان:
_ ماما ما ترحميني شويه، هو في ايه؟
مفيدة بحدة:
_ارحمك من ايه يا اختي، عشان بسألك مين اللي كان بيوصلك ده؟ أنتِي عايزة الناس تاكل وشنا ولا ايه لما يشفوكي نازلة من عربية راجل غريب، ولا عشان فاكرة نفسك كبرتي وبقيتي 35 سنة ومهندسة هنسيبك تتسرمحي براحتك؟
نظرت منة لها وقد فاض بها الكيل فقالت بتهكم:
_ لا يا حبيبتي مش هتسرمح براحتي، الحمد لله متربية كويس والراجل اللي قاعد جنبك ده عرف يربيني ويخليني أوقف كل واحد عند حده، الراجل اللي بتتكلمي عليه ده مديري في الشغل اللي أنا كنت ماسكاه الفترة اللي كنت بتأخر بسببها، وامبارح تعبت وأنا في الشغل وحرارتي عليت وأخذت ضربة شمس، أغمى عليَّا في الموقع، وداني المستشفى وفضل قاعد جنبي، في الوقت اللي حضرتك مافكرتيش تتصلي تسألي أنا عاملة ايه؟ او ايه اللي حصل يخليني أبات بره! وموقع ايه ده اللي ما فيهوش شبكة؟ دي ما حصلتش يعني من ساعة ما اشتغلت من اكتر من ١٠ سنين.
مفيدة:
_وأنا مالي يا أختي؟ أنا لقيت واحد بيكلمني ويقولي بنتك في مكان مافيهوش شبكة، كنتِ عايزاني انزل الف عليكي في الشوارع؟
منة:
_ لا ماما، ما تنزليش تلفي عليَّا في الشوارع، بس على الأقل لما تلاقيني داخلة استني ارتاح واساليني بالراحة قوليلي بتي بره ليه؟ وايه اللي حصل؟ دي أول مرة، ومين ده اللي وصلك، فين عربيتك، هو أنتِي ما فكرتيش اللي ممكن يكون حصلي حاجة، مفكرتيش غير في الحاجات الوحشة اللي تسيء لسمعتي، أنا مش فاهمة بصراحة، على فكرة اللي أنتِي بتعمليه ده عيب في حقك أنتِي، وبحق تربيتك فيا لأني لو بعمل حاجة غلط يبقى بسبب تربيتك، بس أنا الحمد لله متربية كويس.
مفيدة:
_والله، أنا كده، عاجباكي وتلا ولا، أقولك روحي غيريني يا حبيبتي في سوق الجمعة.
محمود:
_خلاص يا مفيدة، أنتِي، عاملة ايه دلوقتي يا منة كويسة؟
منة:
_الحمد لله يا بابا، أنا كويسة وبكرة هاخد إجازة ارتاح، أنا هروح أنام بقى شويه، عشان تعبانة اوي.
وبالفعل توجهت منة إلى غرفتها ونامت.
محمود وهو يعاتب مفيدة:
_ارحمي البنت، كفاية يا شيخة، أنا زهقت أنتِي ما بتزهقيش ولا بتتغيري كل ما بتكبري بتتجنني اكثر.
مفيدة بتهكم:
_ أنا مش فاهمة السلبية اللي أنت فيها دي! بنتك نازلة من عربية راجل غريب وساكت، بدل ما تاخدها جوزين أقلام.
محمد بثقة:
_ أنا لو عملت كده في بنتي هبقى راجل ناقص ومش محترم؛ لأن أنا كده بشك في سمعة بنتي، بشك في تربيتي، لكن أنا عارف بنتي آخرها ايه وأولها ايه، أنا بنتي لو بتعمل حاجة غلط مش هتجيب واحد غريب ينزلها قصاد بيتها وهي متأكدة إن في ألف عين ممكن تشوفها، لو ما كنش أبوها ولا أمها ولا حد من أخواتها ولا جوازات اخواتها، هيبقى الناس والجيران، اتقي الله في بنتك.
مفيدة:
_ أنا مش هيهدالي بال غير لما اشوفها متجوزة، شكلي مش هشوفه أبدًا اليوم ده.
محمود:
_ ادعي لها.
مفيدة:
_ بقى لي سنين بدعي لها، وبقى لنا خمس سنين ما حدش خبط بيتنا، حتى العرسان اللي كانوا بيجوا لنا من حبايبنا بطلوا، كأن بنتك دي ما بقتش موجودة على الخريطة أصلًا، اصل العريس اللي هيجي لها ده هيعمل بيها ايه وهي 35 سنة، الراجل من دول يا حبيبي هيتجوز واحدة 25 ولا 27 بالكتير تدلعه كده، تنسيه التعب وسنين العمر اللي جرت بيه، وبنتك حالفة 100 يمين ولا تاخد واحد عنده عيال ولا واحد مطلق، يوم ما تنازلت قالت لي أنا ممكن اخذ واحد مطلق بس فرداني.
محمود:
_ومين قال لك إن أنا هقبل إن بنتي تتجوز واحد أرمل بعياله أو واحد مطلق بعياله أو زوجة ثانية، تصدقي وتؤمني بالله أنا عايز لها واحد نقاوة ما يكونش دخل دنيا زيها، بس لو جه راجل محترم خلوق صالح يعرف ربنا مطلق ولا أرمل أجوزها له، بس لو ما جاش واحد على مزاجي ومزاج بنتي، والله ما أوافق وخليها قاعدة جنب مني كده ملكة، أنا اللي ما يصونش بنتي ويحطها تاج فوق راسه ما لوش لازمة عندي.
مفيدة تنظر له بغضب وهي تقلب شفتيها يمينًا ويسارًا وقالت باستخفاف:
_ اهي قاعدة عانس حطها في المتحف المصري وأنت نازل الشغل بكرة، أما حكم، ما تعيشوا عيشة أهلكم بقى، وعيشوا على أرض الواقع، الشاب الحليوة اللي شبه أحمد عز ومحمد حماقي هيتجوز بنتك على ايه، بلا نيلة، أنا هدخل أصلي العصر واكلم أختي أفضفض معاها شويه.
نهضت مفيدة، نظر لها محمود بتعب وهو يقول:
_ ربنا يهديكي، يا رب اهديها يا رب، عشان مابقتش اتحمل، أنا كبرت والبنت كبرت مبقناش قادرين عليها، لا إله إلا الله.
_منزل منة٨م
_غرفة النوم
_نشاهد منة تجلس مع شروق تتبادلان الأحاديث على الفراش.
شروق:
_ يا بنتي سيبك من أمك مش هتتغير، المهم خالد ده قمور؟
منة:
_ اه، شبه تيم حسن وهو صغير كده.
شروق:
_ مز يعني؟
منة:
_اها، بس وأنا مالي ده مجرد عميل عندنا.
شروق وهى تغمز لها بمزاح:
_ طب ايه يا هندسة؟
منة بتعجب:
_ايه أنتِي؟
شروق باستهجان:
_لا أنا مش سيبه ابنى وبنتى ومقعدة عمرو بيهم عشان تعملي نفسك من بنها، يعني الود بات معاكي ووصلك لحد هنا ايه بقى؟
منة:
_مش فهماكي بجد.
شروق:
_يعنى حاولي تظبطي معاه.
منة ضحكت باستنكار:
_اظبط معاه!! يا بنتى بطلي جنان، ده مجرد عميل مهم، زي ما قلت لك صديق محمد، هو أنا بشتغل ولا بشقط، أنتِي كل ما احكيلك على حد مبقاش في دماغك غير الكلام ده، بطلي تقعدي مع أمي كتير.
شروق:
_ بس مفيش ولا واحد من اللي اشتغلتى معاهم عمل عشانك كل ده.
منة باستنكار:
_هو عمل ايه؟ هو معملش حاجة، راجل محترم لقى البنت اللي شغالة معاه، مغمى عليها ودها المستشفى كون إنه بات هي غريبة حقيقي، بس محمد قالي إنه شخص جدع جدًا ومحترم ده طبعه، مش عمل كده مخصوص عشان حاجة، يا بنتى أنا مشفتهوش غير كام مرة، بس، وكل كلامنا شغل وبس، بطلي بقى جنان.
شروق:
_ طيب بصي، عمرو عنده عريس خريج تربية، هو مدرس إعدادي بيدى مواد اجتماعية، شغال في مدرسة خاصة وعايش على الدروس، عايز عروسة.
منة:
_ بصراحه أنا قفلت من الموضوع ده.
شروق:
_ ليه بس؟ اقعدي معاه طيب.
منة:
_ لا، بصي احنا نتقابل بره وكأني معرفش واكدي على عمرو إني معرفش ورفضت أقابله، أنتِب بقى هتقولي لعمرو احنا نخرج ونجبها منقولهاش إنه موجود ولا هو العريس، أنت شاور له عليها من بعيد لو عجبته تمام، لا خلاص كأني معرفش وأنا كمان بردو اشوفه يمكن ميعجبنيش.
شروق:
_ لا شكله حلو، أصغر من سنه، ما أنا شفته الأول وعاينته عجبني، والله كانت في دماغي الفكرة دي، بس كنت خليها في البيت عندي.
منة:
_ كام سنة؟
شروق:
_٤١ بس أرمل معندوش عيال، عنده شقة تمليك في العبور، أبوه وأمه ماتوا، له أخ واحد متجوز.
منة تنهدت:
_ طيب بقولك أنا أول ما أخد إجازة هطلع طابا، جاية ولا؟
شروق:
_اسكتي أنا عندي سنة رابعة السنة دي، اسكتى أنا عايزة انتحر.
منة وهى تضحك:
_انتحري.
شروق:
_بس حاولى مع خالد ده مادام سنجل، افهمى منة ليه متجوزش وكده يمكن تحصل.
تبسمت منه نصف ابتسامة حزينة وقالت:
_واللي زي خالد ده بعد كل سنين دي وتأجيل، ممكن واحدة زي تلفت نظره؟ ما أنا شغالة في شركة من ١٠ سنين قابلت أشكال وألوان زي خالد وأحسن ومفيش حد قالى السلام عليكم.. أكملت بعقلانية وهدوء.. عارفة أنا بدأت اسستم نفسي إني هبقى لوحدي بدأت أعود نفسى على حاجات كتير، صدقينى فكرة الجواز مابقتش بتأثر عليَّا زي الأول، من كتر الجوازات الفاشلة اللى حواليا، أنا مش عايزة أتجوز عشان أبقى مدام وخلاص، عشان مبقاش في نظر المجتمع عانس وخلاص، لا أنا عايزة أتجوز واحد يكون شريك حياة ونس وسند وضحكة حلوة نرمم بعض من التشوهات اللي سابت علامات فينا من مصاعب الدنيا، أنا جالى على يدك ناس يمكن مش كتير وكلهم وقيع، كأن الطماطم البايظه مجتش غير على حظى توزعها، مع ذلك رفضت، برغم إن أمى وإخواتى وستات اللي كانوا بيجبوهم يقولوا وافقي يا بت كبرتي، لو كنت مسروعة كنت أتجوزت، بس لا رفضت وصمدت، لأني عارفة إن الجواز مسؤولية كبيرة؛ لازم اختار صح عشان بعدين نفسيتى متدمرش ولا أعذب ولادي ويدعو عليَّا إني اخترت أب كده، عشان أخرس الناس والمجتمع المتنمر.
شروق وهى تربت على يدها:
_ أنتِي صح الجواز حياة تانية خلاص، لازم تختاري صح، وصدقيني نصيبك هتاخديه وأنا قلبي بيقولي نصيبك هيبقى أحلى من الخيال.
منة وهى ترفع عينيها لأعلى:
_ يا رب .
شروق وهى تمرر عينيها عليها:
_ بس خسيتي.
منة:
_ اه ٥ كيلو، أنا حيلي انهد ولسه فاضل شهرين.
شروق:
_ حلو استغلي الفرصة.
منة:
_طبعًا.
بقلمي_ليلة عادل (◔‿◔)
بعد وقت ذهبت شروق إلى بيتها، وجلست منة في غرفتها التي تشعر وهي بها إنها في عالمها الخاص، فهذه الغرفة كل ما تمتلك منة، جلست وهي تشاهد أحد الأفلام على التلفاز الذي في غرفتها، وبعد وقت رن هاتفها كان مدون مستر خالد الحسيني.
نظرت للاسم باستغراب، خفضت صوت التلفاز وأجابته.
منة:
_ ألو، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خالد:
_ وعليكم السلام.
منة:
_ خير في حاجه يا مستر خالد؟
خالد بتهذيب:
_ لا، بس كنت بطمن عليكي.
منة:
_ أنا الحمد لله بخير.
خالد:
_ إن شاء الله دايمًا، آسف لو أزعجتك.
منة:
_ مفيش إزعاج.
خالد:
_ سلام.
منة:
_سلام.
نظرت باستغراب وهي تعقد حاجبيها، لكنها لم تهتم بالأمر كثيرًا، رفعت صوت التلفاز وأكملت مشاهدة الفيلم.
وخلال يومين لم تذهب منة إلى العمل كما طلب منها الطبيب.
_في الموقع الإنشائي الخاص بمصنع خالد ٣م
_نشاهد منة تقف وهي تتابع سير العمل وتقوم بفرز المعدات والخامات، وبعد قليل جاء خالد وهو يحمل بين يديه كيس به عصائر وشوكولاته وشبيسى وبسكوت.
خالد وهو يقترب:
_ مساء الخير يا باشمهندسة.
التفتت منة له وهي تعقد حاجبيها باستغراب، فهي لم تفهم سبب مجيئه:
_ أهلًا مستر خالد.
خالد:
_ أتمنى تكوني النهار ده أحسن، برافو إنك سمعتي كلام الدكتور وما نزلتيش.
منة:
_الله يسلمك، في حاجة؟
خالد وهو يهز رأسه بلا ممزوجة بتوضيح:
_ مفيش، بس حبيت أطمن، كمان جبت لك دول، اتفضلي.
نظرت له لثواني باستغراب عن طريقة تحدثه معها وذلك الاهتمام الغريب، نظرت إلى الكيس الذي بين يديه ويقدموا لها، ثم رفعت عينيها ونظرت له.
منة معلقة:
_ ايه ده؟
خالد:
_ يعني أنا فهمت إنك من نوعية البنات اللي بتتعب وبيغمى عليها بسبب الحرارة فجبتلك شوية حاجات كده، أنتِي بتفكريني بأختي نادين زيك بالظبط.
منة بعملية:
_ ميرسي جدًا مستر خالد على اهتمامك، بس أنا مش هاخده.
خالد باستغراب:
_ ليه يعني؟ ايه المشكلة؟! هي دي كمان فيها مشكلة؟ طب التوصيل والفلوس يعني أنا هحاول استوعبهم، لكن ما اعتقدش إن في أي مشكلة أني أجيب للباشمهندسة اللي شغالة عندي عصير؟
منة بجدية وملامح ثابتة:
_ من وجهة نظر حضرتك إن مفيش مشكلة، لكن من وجهة نظري في، اهتمام حضرتك مبالغ فيه ومش عاجبني، أنا مجرد مهندسة ماسكة شغل حضرتك وبس، فإنك تجيب لي حاجة مخصوصة زي كده ما يعجبنيش، لو كنت مثلًا جبت لكل العمال وكل المهندسين كنت تفهمت وقبلتها زي ما قبلتها قبل كده، لكن تخصصني وتيجي مخصوص عشان تجيب لي عصير، بالنسبالي حاجة غير مقبولة، وأتمنى ما تعديش حدودك تاني، حدود عميل ومهندسة شغالة على مشروع، عن إذنك عندي شغل.
نظر لها خالد باستغراب شديد، فهو لم يفهم لماذا ترفض بتلك الطريقة التي فيها نوع من الهجوم، فهو شعر أنها تسيء الظن به بما يريد منها، تحرك وعاد إلى سيارته وقادها، وأثناء قيادته قام بعمل مكالمة لمحمد.
فى أحد الكافيهات ٦م
نشاهد محمد وخالد يجلسان على إحدى الطاولات ويحتسيان العصير ويتبادلان الحديث.
خالد بضيق:
بس هو ده كل اللي حصل، مش فاهم هو أنا عملت حاجة غلط؟؟ أنا حاسس إن هي ممكن تكون فهمتني غلط وفاكرة إن أنا ممكن أكون بشاغلها.
ارتسمت على شفتي محمد ابتسامة وهو يحتسي العصير، وضع الكوب على الطاولة ونظر له وتحدث
بتوضيح:
_ كل الحكاية إن منة كده، ده الطبيعي بتاعها هي دايمًا بتحط حدود في طريقتها وتعاملها مع الآخرين.
خالد بتأييد:
_ ما قلناش حاجة، ده طبيعي، وبرافو عليها إن هي عاملة ده خصوصًا إن نوعية الشغل بتاعها بتتعامل مع نسبة كبيرة جدًا من الرجالة مختلفة الأعمار والثقافات؛ فطبيعي لازم يكون لها شخصية قوية ورجولية عشان تعرف تتعامل، كل الحكاية إني شايف إني معملتش حاجة تخليها تكلمني بالأسلوب، ده أنا عمري ما عديت حدودي معاها، وكنت مهذب جدًا معاها ونيتي كانت صافيه جدًا، كل الحكاية إني حاسس بالذنب من ناحيتها، إن ممكن أكون السبب في تعبها، فحبيت أقدم لها لو حاجة بسيطة.
محمد:
_ صدقني منة كده مع كل الناس، حتى أنا، هي مكنتش كده زمان، كانت أكثر مرونة، اه مكنتش بتعدي حدودها وتحسها راجل كده، بس كانت لطيفة في الموضوع إن زميل يجيب لها حاجة، مش بتضايق أو تكشم كده، طب عارف هحكيلك حكاية، أنا عارف إنها بتحب النسكافيه، في مرة قعدت في المكتب لحد بالليل، لما سألت عليها عرفت إن هي لسه موجودة وبقى لها ثلاث ساعات ما خرجتش، رحت باعت لها كوباية نسكافيه عشان تساعدها على التركيز وتهديها شوية، يا نهار أبيض على اللي عملته، كلمتني في التليفون وازاي تبعته أنا أكيد لو عايزة هطلب، ما تعملش كده تاني يا محمد، أفهمها إن أنا بعت لها عشان خاطر بقلها كتير شغالة، تقول لي أنا لو محتاجة أنا هبعت، ما تعملش كده تاني، اهتمامك الزايد ده مش عاجبني.
أنا في الأول كنت زيك كده، بقعد أقول هو أنا عملت حاجة؟ هو أنا عديت حدودي تطاولت لدرجة إنها أساءت فهمي، وفاكرة إن أنا ممكن أكون معجب أو بحاول أشاغلها، بس بعد كده بدأت أكبر دماغي وأتعامل معها بالطريقة اللي عاجباها.
خالد:
_ دي عندها تروما من الاهتمام ولا ايه؟
محمد وهو يرفع كتفه بعدم معرفة:
_ مش عارف.
خالد بتعجب ممزوج بإعجاب:
_ شخصية غريبة، بس حد محترم، أنت تعرفها من زمان على كده؟
محمد:
_اه صاحبتي من الجامعة، من أعز أصدقائي، بص هو أنا اللي استشفيته بعد فترة تفكير عميق إن هي مابقتش عايزة اهتمام حد أو تتعود على اهتمام أو وجود أشخاص في حياتها، منة زمان كانت دايمًا قريبه من صحابها اوي لدرجة إن هي كانت بتوقف حياتها عشان خاطرهم، بس مع الوقت بدأت تتعود تبقى لنفسها، وتحب نفسها، تعمل كل حاجة لوحدها، وماتستناش من حد أبدًا يجيب لها حاجة؛ فاعتقد إن هي بقى عندها تروما بسبب الموضوع ده، إن هي خايفة تضعف ترجع ثاني تستنى اهتمام حد، حد يسألها عاملة ايه، يجيب لها حاجة لما تتعب، ينزل معاها وهي بتشتري حاجة، عايزه تتعود تفضل لوحدها.
خالد:
بس دي حاجه صعبه اوي، احنا عايشين وسط مجتمع، وسط ناس، طبيعي تحتاج للآخرين.
محمد:
لا هي كانت شوية مش طبيعية في احتياجها للآخرين، كانت موقفة حياتها حرفيًا.
خالد:
_بس برافو عليها إنها قدرت تغير من نفسها، عمومًا برده بالله عليك يا محمد تكلمها وتفهمها إن خالد ماكانش قصده أي حاجة وحشة، وإن أنا فعلا جبت لها الحاجة دي عشان خاطر إنها زي أختي نادين، مفيش أي فكرة غلط في دماغي ناحيتها.
محمد:
_ما تقلقش، خلاص كلها أقل من شهر وتستلم المصنع بتاعك.
خالد تنهد:
_ إن شاء الله.
بقلمي_ليلة عادل。◕‿◕。
ومرت الأيام والأسابيع وانتهت منة من بناء المصنع بشكل كامل، وتم تسليمه لخالد، كان يشعر خالد بسعادة كبيرة بسبب إتمام الأمر بهذه السرعة، وأنها قامت بالتسليم في الموعد المتفق عليه.
_شركة رسلان ١٢م
_شركة رسلان ١٢م
_مكتب منه
نشاهد منه تجلس خلف مكتبها وكان خالد يجلس على المقعد الأمامي للمكتب وهما يتحدثان، وكان يبدو على ملامح خالد السعاده لانه انتهى من بناء المصنع.
خالد وهو يحتسي القهوه:
_انا مش قادر اقولك انا قد ايه سعيد، مش قادره اوصف سعادتي وفرحه قلبي، نفسي اعبر عن سعادتي بس مش عارف ازاي.
منه بابتسامه جميله:
_مش محتاج تقول ولا محتاج تعبر، ملامحك موضحه كل شيء، انا سعيده ان انا كنت سبب في سعادتك، أعظم شيء ممكن تقدمه لي إنسان أنك تكون سبب في إبتسامته
خالد:
_وانا حقيقي مديونلك بساعدتي وكمال مشوار نجاحي انا مش عارف اشكرك ازاي.
تبسمت منه وقالت:
_اشكرني بإنك تشتغل كويس، وأنك تحاول تكبر مصنعك لحد ما يبقى مصنع كبير.
خالد:
_ده أكيد.
اخرج خالد من جيب جاكيت البدله ورقه وقدمها لمنه، اخذتها وهي تنظر لها بإستغراب، فتحتها وهنا يظهر انه شيك بمبلغ، رفعت عينيها نحوه وقالت.
منه بتعجب وهي تعقد بين حاجبيها:
_ايه ده؟
خالد:
_ يعني كومِشَن، شكر، هدية، اعتبري اي حاجه عن وقوفك معايا وتعبك طول الفتره اللي فاتت، ده مبلغ بسيط جدا انا عارف انتي تستاهلي اكتر من كده بكتير.
منه بجدية:
_أستاذ خالد قولتلك انا بعمل شغلي، وشغلي ده كنت بقبض عليه فلوس، مابعملش حاجه يعني ببلاش، مدت يدها بالشيك وقالت: اتفضل انا مش هينفع اخد المبلغ ده ولو سمحت اوعى تصر او تكلمني في الموضوع ده، لانه بالنسبالي منتهي، عشان مابدأش اتضايق.
خالد:
_ انا هسميكي من الحِمَقيه للعنيده.
منه:
_ هي الاصول بتزعل ليه؟
خالد بتعجب:
اصول ايه ؟ انتي عملتي شغلك، وانا بقدملك تقدير على مجهودك، اعتقد حاجه زي دي عاديه جدا وارده في شغلك.
منه:
_ هي طبعا وارده والطبيعيه في شغلي، بس من المدير، من مدحت بيه، مش من عميل انت اخرك تقولي شكراً وان شاء الله مش هيكون اخر تعامل ما بنا.
تنهد خالد بتعب واخذ الشيك:
_ماشي يا منه زي ما تحبي، ها هتيجي بكره الحفله ولا دي كمان فيها كلام.
منه:
_لا ما فيهاش كلام هاجي.
خالد:
_ ماشي (توقف وقال بتهذب) ومره تانيه شكراً.
منه توقفت:
_ مافيش اي شكر والف مبروك.
هز خالد رأسه بإيجاب وبابتسامة ورحل....
(يوم الحفلة)
منزل منة، ٥م
غرفة النوم.
تقف أمام خزانة الملابس وهي تقوم بالبحث عن شيء لترتديه في تلك الحفلة الضخمة، أخذت تقوم بإخراج الفساتين والملابس الفورمال، وهي تشعر بالحيرة والضيق، ثم قالت:
_ مفيش ولا حاجة حلوة ولا حاجة مناسبة.
أخرجت أحد الفساتين وقالت وهي تتطلع عليه:
_ ألبس الفستان ده؟ لا مش حلو، وبعدين لبسته قبل كده مرتين.
ألقت به على الفراش أخرجت طقم فورمال، ثم قالت:
_طب البس الطقم الفورمال ده، لا مش هيبقى حلو. طب البس ايه؟ أنا محتارة.
نفخت، ثم قامت بالاتصال بشروق فيديو.
منة:
_ شوشو، عاملة ايه يا روح قلبي؟
أتاها صوت وصورة شروق من اتجاه آخر.
شروق:
_منوشه حبيبتي، عاملة ايه اخبارك ايه؟ ايه يا بنتي لسه ما جهزتيش! مش عندك حفلة؟
منة بحيرة جلست على الفراش:
_ أنا محتارة مش عارفة البس ايه؟ ولسه شويه على الحفلة.
شروق:
_البسي الطقم البيج الفورمال بيخليكِ قمر.
نظرت منة لها باستغراب:
_ الطقم الفورمال للبيج؟! ده بيخليني عجلة.
شروق باستنكار:
_ أقسم بالله أنتِي مابتفهمي، وحياة ربنا بيخليكي قمر، يا بنتي أنتِي طويلة ما شاء الله عليكي، اللبس الفورمال بيكون عليكِي جامد وبعدين أنا بعشقك أصلًا بالطقم ده، بيفتحك وبينورك، أنتِي ما لبستهوش غير مرة واحدة من وقت ما جبتيه، ده غالي حرام يتركن، البسي البسي والله تحفة.
منة باعتراض:
_لا يا ستي مش هلبسه، ما بحبنيش فيه.
شروق:
_طب ريحيني نفسيًا جربي البسيه، وريهوني عليكي، وبعدين اقلعيه، خلاص نجرب بس، يلا انا هقفل البسي وكلميني.
أغلقت شروق المكالمة وقامت منة بإخراج طقم فورمال عبارة عن بنطال باللون البيج وقميص سكري وجاكيت بيج وهو طقم في منتهى الجمال والشياكة، قامت بارتدائه وفعلًا كان في منتهى الشياكة عليها، جعلها تشبه سيدات المجتمع الأثرياء.
ثم قامت بالاتصال بشروق مرة أخرى.
منة وهى تطلعها على ما ترتدي:
_ اهو يا ستي.
نظرت شروق بانبهار وصفرت:
_ والله العظيم تحفة. دققت النظر بها: بت يا منة أنتِي خسيتي، بتعملي رجيم من ورايا ولا ايه؟
نظرت منة إلى جسدها، ثم نظرت لها قائلة بسخرية: بعمل رجيم!! ايوه بأمارة لسه ضاربة واحد شاورما قبل ما أكلمك.
ضحكت شروق وقالت:
_ بس شكلك خاسس والله.
منة:
_ أنا برده حاسة نفسي اني خسيت شويه، الطقم ده كان أضيق من كده عليَّا، المهم ايه حلو بجد في وزير النهار ده هيحضر، وناس جامدة ومصورين وفنانين، ركزي بليز.
شروق:
_ والله تحفة، بعدين فين منة ثقة؟ أنا مسمياكي منة الثقة في النفس، أنا بقول لك جامد، صدقيني.
منة:
_ خلاص أنا هلبس الطرحة واحط ميك اب، ها ألبس هيلز عالي ولا ايه؟
شروق:
_ ايوه طبعا البسي هيلز عالي، ولف الطرحه سبانيتش وحطي ميك اب بني بس يكون هادي كده لطيف .
منة :
_خلاص انا هخلص واكلمك باي .
الفعل بدات منة بوضع المكياج وارتداء الطرحه والنظارة ثم خرجت الى الخارج .
على اتجاه آخر عند خالد .
منزل خالد.
_غرفة النوم
نشاهد خالد وهو يقف في غرفة ملابسه وهو يقوم باختيار بدلته، كان يقف محتارًا لا يعرف ماذا يرتدي!! وبعد دقائق من التفكير أخرج إحدى البدل باللون البيج وقام بارتدائها؛ فكانت بنفس اللون الذي ترتديه منة، وضع العطر الخاص به وراتدى ساعته، ثم توجه إلى سيارته حيث الحفلة.
الحفلة ٨م
نشاهد حركة دخول وخروج من الحاضرين، مع الاستماع لموسيقى هادئة، ثم نشاهد خالد ومحمد ووالده وبعض الموظفين يقفون مع بعضهم ويتبادلون الأحاديث.
وبعد دقائق دخلت منة وهي ترتدي تلك البدلة الأنيقة بابتسامة جميلة، كانت تشبه أكبر سيدات الأعمال بذلك الزي الأنيق، كان في منتهى الجمال، وكان انخفاض وزنها واضحًا عليها بشدة، هو ليس بالشكل الكبير فقط بعض الكيلو جرامات، لكنها كانت واضحة.
أخذت تمرر عينيها على الجميع، ثم بدأت بالتحرك، انتبه لها خالد فاقترب منها بابتسامة جذابة.
خالد:
باشمهندسة منة، أهلًا وسهلًا، كنت خايف ما تجيش بصراحة.
منة بتعجب:
_ أنا وعدتك امبارح إني هاجي، أنا مش عارفة أنت ليه كنت فاكر إن أنا ممكن ما اجيش، طبيعي أحضر لأنه شغلي أولًا، وفكرتي ثانيًا.
خالد:
_ يعني، بعد اللي حصل آخر مرة حسيتك مش طيقاني.
منة بخجل:
_ محمد كلمني في الموضوع ده، أنا يمكن أكون أتصرفت بشكل قاسي أو اديت الموقف أكبر من حجمه، بس أتمنى تحترم طريقتي في التفكير ومتكونش أسأت الفهم.
خالد برقي وعقلانية:
_ لا طبعًا، أنا اللي خايف تكوني أنتِي اللي أساتي فهمي وقتها، حقيقي أنا تعاملت مع الموقف بشكل ممكن نقول عليه بطبيعتي بعفوية، ماحطيتش في دماغي إنك ممكن تفهميني غلط أو تضايقي، لأن عندي أختي زي حضرتك كده بتتعب لما بتقف في الشمس كتير، ودايمًا كيس العصير والشيكولاته والبسكوت موجود في عربيتي، وأنا كنت وقتها قريب جدًا من الموقع قلت عادي أسلم عليكي، أطمن وأشوف وصلتوا فين وبالمرة أديك الحاجة البسيطة دي، من أخ مش هقول لك صديق؛ لأن فهمت إنك ما لكيش في صداقات الرجالة.
منة:
_عمومًا حصل خير.
خالد وهو يشير إلى الداخل:
_ اتفضلي.
تحركت منة معه للداخل.
انتبه لهما محمد اقترب منهما.
محمد بمزاح:
_هالو منوش، كويس إنك جيتي، خالد كان خايف متجيش، برغم إني قلت له ده جزء من شغلك، لازم تيجي.
خالد:
_لازم أخاف، يعني حضرتك صاحبة الفضل بعد ربنا، فلازم تكوني موجودة، أنتِي جزء مهم وأساسي من النجاح ده.
منة تبسمت برقة:
ميرسي.
نظر لها خالد بابتسامة جميلة.
دقق محمد النظر فيما يرتديان من أعلى لأسفل لأنهما يرتديان نفس اللون، ضيق عينيه وقال معلقًا بمزاح:
_ ايه ده بقى!! أنتم متفقين مع بعض على اللبس، وعملنلي متخاصمين.
فور نطقه تلك الكلمة اتسعت عينا منة وقالت...
استووووووب الى اللقاء في الحلقه القادمه من رواية أمنيات وإن تحققت