اخر الروايات

رواية جنة الانسانية الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة رافت

رواية جنة الانسانية الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة رافت


<<جنة الإنسانية>>♥
الباب الخامس:
..................
ليلى بتعجب: سمر!
ليدير خالد وجهه بتعجب وهو يرى سمر واقفة امامهم عند باب الغرفة بعدما قامت بفتحه وهم لم يشعروا بذلك!!
رأوها واقفة وخصيلات شعرها آمام وجهها لتخفي وجهها المليء بالجمود وهى ناظرة للأسفل...ورافعة ذلك السلاح في زاوية وجه..خالد!!
ليلى مسرعة بدهشة: سمر استني انتِ هتعملي ايه؟!...
اخذ صدرها يعلو ويهبط خوفاً مما ستفعله من جنون وتهور الآن...أتريد قتل خالد؟
لتكمل ليلى مسرعة بخوف: سمر ...سمر لا استني ،بلاش جنان..استني.....
قاطع حديثها صوت اطلاق النار ،ليخرج صوت صريخ ليلى وهى واضعة ذراعيها على اذنيها بخوف
ولكن اين؟ ...اين صوت جسد خالد وهو يلقى ارضاً بعد تلك الطلقة؟! ،فتحت ليلى عينيها بخوف شديد..بصدرها الذي يعلو ويهبط بقوة
ثم ادارت وجهها لناحية خالد الجالس بجوارها مغمضاً عينيه وهو ثابتاً في تلك الجلسة
لقد اغلق عينيه خوفاً!
اما عن سمر فهى ناظرة لخالد ويدها في اتجاه النافذة ،اذا فقد اطلقت النيران من النافذة وليس به هو!!..فلِما؟
سمر بجمود: الموضوع بسيط...
ثم اقتربت منه بعدما هو فتح عينيه وهو يشعر بقلبه الذي توقف عن دقاته من الرعب ،ليراها واقفة امامه مباشرةً وقد عكست موضع المسدس الى ناحيته ومكان اطلاق النار ناحيتها!
لتكمل وهى ناظرة لعينيه التي ترتجف من الداخل
:طلقة واحدة بس تدهالي والموضوع هيخلص.
انزلت ليلى يديها من على اذنيها وهى توزع نظراتها بين سمر وخالد باضطراب..خوف!..قلق شديد!!
بينما ظل خالد ناظراً لعينيها بعدما تحولت نظراته للغضب للشديد المكتوم بالداخل من ذلك التهور الذي حدث آمامه!
ليلى بغضب: لا!..انتِ اتجننتي.
ثم نهضت من مكانها سريعاً بعدما انهت كلماتها بغضب عارم لتمسك بسمر من الخلف وهى تزيحها الى ناحبة بعيدة عن خالد بعدما اخذت منها السلاح والقته ارضاً بإهمال.
سمر وهى تتحرك من بين يدي ليلى بإنفعال وحزن شديد: سبيني يا ليلى انتِ مش فاهمة حاجة ،سبيني!!
كانت تتحدث ودموعها تنهمر بتلقائية..الان مشاعرها قد خرجت الى العلن.
بينما خالد مازال جالساً في مكانه ثم نظر لذلك السلاح الملقى ارضاً ،لينحني ويأخذه بكل..هدوء! وهو ناظراً له...ثم نهض من مكانه ببطء ليتوجه اليها بخطواته الثابتة وهو يقول..
خالد بضيق: سبيها يا ليلى....
توقفوا هن الاثنين عن الحركة..وسمر ناظرة له بعينيها الممتلئة بالدموع ..وعلى وجنتيها الوردية ،فهى كانت تتحرك بهيستيرية بين يديها وهى لا تريد لن تسجنها حول ذراعيها كي تهدئها
ليكمل خالد عندما رفع السلاح قليلاً امام سمر وهو يقول بجدية: دة اللي انتِ عايزاه مش كدة؟...
ليلى مقاطعة بسرعة بتعجب: خالد!!
ولكنه لم يعبأ بحديث ليلى ليكمل بعدما رفع حاجبيه الاثنين بدهشة وهو يكمل: اني اخلصِك؟!!
اعتدلت سمر في وقفتها..لترفع رأسها للأعلى..وهى كاتمة بكائها ومشاعر الحزن داخلها، ثم اغمضت عينيها وفتحتهما من جديد لتنهمر دموعها بصمت.
ابتسم خالد بسخرية بجوار شفتيه..ليخرج تلك الرصاصات التي بالمسدس ثم وضعها في جيبه ،وهو ناظراً لها بضيق وهو يقول: غبية! ،سبتيهم كلهم وجيالي انا عشان اعمل فيكي كدة!!
نظرت ليلى لما يفعله..بينما تقدمت سمر خطوة وهى ناظرة لعينيه البنية وهى تقول بهدوء: انت الوحيد اللي هتقدر.
ابتسم خالد ابتسامة ساخرة ثم اختفت سريعا وهو ناظراً لعينيها فأنىٰ له ان يفعل ذلك بها؟!!
خالد بجدية: مش معنى اننا ضد بعض دايماً..يبقى أقتلك!
ثم عقد حاجبيه بتعجب شديد من اسلوب تفكيرها البائس! ليكمل: نسيتي اننا متربين مع بعض احنا الـ٤ !!؟
سمر بضيق شديد: خلاص يبقا زمرد هتعرف انك بتخونها مع ليلى.
لتنهي كلماتها وتستمع الى صوت ضحكات ليلى الساخر!..لتدير رأسها اليها وهى تراها تضحك وتقول..
ليلى بسخرية كبرى: سمر انتِ بجد عقلك راح منك! ،بتهدديه عشان يقتلك!!...
ثم تغيرت ملامحها للجدية والقوة لتكمل عندما رفعت احدى حاجبيها وهى تكمل : المفروض تحمدي ربنا على اللي انتِ فيه! ،عايشة وبتاكلي وتشربي مش مرمية في الشارع وفوق كل دة!!..
ثم وقفت في دلال لتربع ساعديها امام صدرها لتبتسم باستفزاز: هشام اللي صاحب المكان كله عايز يتجوزك رسمي اودام الكل.
ادارت سمر وجهها ناحية ليلى بعدما انهت حديثها..فقد شعرت سمر الان انها لا تفهم سوى تلك الماديات..لا تفهم شعورها مطلقاً!!
سمر بهدوء: وايه فايدة كل دة وانا مش مرتاحة؟ ،ايه فايدته؟!...
ثم وضعت يدها على ذراع خالد وهى تقول بحزن شديد: خالد انا مش عارفة انام!!....
لتحبس دموعها في عينيها التي تشبه عينين الغزال لتكمل وهى تشعر بالدوار ولكنها مازالت متماسكة : بقالي ٩ سنين مش عارفة انام!، عشان خاطري ليه مش عايز..ليه مش عايز ...تريحني؟!
انهت كلماتها بعينيها المتعبة لتلقى من وقفتها الثابتة...ولكنه امسكها سريعاً قبل ان تقع ارضاً
بينما اسرعت ليلى لتمسك جسدها.
خالد وهو ناظراً لليلى سريعاً بضيق: ليلى شوفي الدكتور بسرعة.
اومأت برأسها سريعاً..لتخرج من غرفته فحتى إن كانت قامت بتهديدهم بإفشاء سرهم فهى في النهاية تلك الفتاة التي عاشت معهم منذ الطفولة،
ثم خارجت ليلى من ااغرفة لترى هشام واقفاً آمامها، ثم إنتفضت من الفزع من وقوفه هكذا بثبات!
هشام بجمود: سمعت كل حاجة....
ابتلعت ليلى ريقها بشدة وهى ناظرة له بتوتر..فهو الآن يعلم خيانتهما الدنيئة، ليكمل عندما تقدم خطوة وهو ناظراً لها بثبات: انا ههتم بيها وخالد هيجيب الدكتور..عندي ليكي مهمة تانية.
أنهى' حديثه...لتنظر لعينيه بترقب وخوف مما سيطلبه منها، بينما هو رفع رأسه وهو ناظراً لعينيها التي ترتجف.
...............................
وفي غرفة زمرد:
بعدما مر ٥ دقائق من إعتدائه عليها ضرباً بذلك (الخرطوش)، أخرج تنهيداته المتعبة ليبتعد عنها قليلاً للخلف، ليمسح وجهه بيده اليسرى..وترك مابيده أرضاً بتعب
لقد أخرج طاقته..غضبه!..إنتقامه!...بها هى!!
بدون أي إنسانة أو حتى الشعور بالذنب ،وكأنها ليست ابنته المفترض أن يقوم بالدفاع عنها
لا بل هى عدوته اللدودة!!.. فـلِما؟! ،ما هو الذنب الذي إقترفته كي يفعل بها هذا؟
رجع للخلف خطوتين..بملامح وجهه التي بها التردد!...هل ما فعله هذا كان هو أم إنه وحشاً بداخله؟!
ثم توجه للخارج بخطواتٍ مترددة، وأغلق الباب خلفه
أما عنها فهى ملقاه على السرير..على جانبها الأيسر، تشعر بأن جسدها لا يستطيع الحركة تماماً..وفستانها المقطع كأجزاءِ خطوط ناحية البطن والصدر والظهر..من أعلى بالإضافة الى قدميها،
كل أنشٍ في جسدها قد تشوه وبه الدماء الكثيرة!
وعينيها التي لا تستطيع أن ترى بها بوضوح من تلك الدماء التي على رموشها الرقيقة وهى ممتلئة بالدموع.
...........................
Flach back:
طفلة صغيرة(زمرد) في عمر الـ١٠ سنوات واقفة على القارب الذي في منتصف نهر النيل..حول عينيها من اللون الوردي ووجنتيها كذلك من الواضح أنها كانت تبكي منذ قليل..مرتدية فستانها القصير الأنيق وشعرها المصفف كضفيرتين من الأسفل ،وآمامها والدها (هشام)...مُنحني على قدميها وهو يربط قدميها برباطٍ من حديد!
متصلاً بشيء أثقل بجوارها
فهو يعزم على....قتلها غرقاً؟!!
لينتهي من عقد ذلك الرباط جيداً في قدميها ،ثم رفع وجهه اليها بصمتٍ مُميت!...وكأن لا توجد رحمه تسري في عينيه!!
زمرد بحزن: بابا!
لم يعطي لكلمتها له إهتماماً..لتشعر بجسدها الذي القىٰ في البحر وهناك شيئاً ثقيلاً يجذبها للأسفل أكثر وأكثر!!
.............................
لنعود للوقت الحالي:
نزلت من على السرير بصعوبة وجسدها مازال في وضع النوم...لتصبح جالسة على الأرض على ركبتيها..ورأسها مستندة بالجانب على حافة السرير ،لتنهمر دموعها بصمتٍ مميت! ،والدها منذ ٩ سنوات كان يعزم على قتلها..ولكنه تراجع ليقتلها كل يوم! طوال الـ٩ سنوات!!
ندماً بأنه لم يقتلها في ذلك الحين! ،
ثم وضعت يدها على السرير..لتحاول أن تنهض بجسدها بصعوبة وهى تئن بصوتٍ خافض بألم...لتستطيع الوقوف بصعوبة!، ثم توجهت الى باب غرفتها..وهى تسند يدها على أي شيء يجوارها، ولكي تذهب الى سمر التي حتماً ستساعدها
حتى بعد نقاشهما الحاد!...فهى ليس لها أحد سواها.
.........................................
في دار الأيتام:
في غرفة مكتب سهير:
واقفة وهى مرتدية زيها الرسمي للخدمة من اللون الاسود، تاركة خصيلات شعرها التي تصل لمنتصف رقبتها..بعينيها الزرقاء كلون البحر...تتأفف بإختناق وهى تحرك إحدى قدميها بملل بذلك الكعب العالي، وهى تستمع لتلك الإهانات الصادرة من...سهير!
سهير وهى تسير ذهاباً اياباً بغضبٍ شديد: والله عال!، واحدة زيك انتِ تبص لابني؟
لتستدير بجسدها اليها كي تعطيها أفنان ردها، ثم أشارت لها ياسمين بإشارت جسدية تخبرها بأن هذا ليس حقيقي، لتبتسم سهير بسخرية كبرىٰ وهى متوجهة ناحية مقعدها الرئيسي الخاص بالمكتب وهى تحرك يدها وهى تقول...
سهير بضيق: ماتقوليش انها صدفة، مرتين معاه في نفس المكان...
ثم جلست على المقعد...بينما إبتعدت أفنان قليلاً بخطواتها لتصبح واقفة آمام مكتبها مباشرةً وهى عاقدة بيديها الإثنتين آمام خصرها وهى ناظرة لها بهدوء ،فبالطبع لا تستطيع أن تظهر لها ملامح الإختناق في وجهها هكذا!
خوفاً منها...بينما أكملت سهير بضيق عندما ضربت بيدها على سطح المكتب وهى تقول بصوتٍ قوي: اياكي المحك قدامه تاني!، ولما تشوفيه تمشي...سامعة؟
اومأت أفنان برأسها سريعاً بإيجاب وهى ناظرة للأرض...كإشارة جسدية بالطاعة وأن لسهير سيطرة قوية عليها، ثم أشارت لها سهير ناحية الباب بيدها كإشارة جسدية للمغادرة...لتتوجه أفنان ناحية الباب وقامت بفتحه..وكادت أن تخرج، ولكن أوقفها صوت سهير.
سهير بثقة: آه نسيت!....
ثم أدارت أفنان وجهها اليها كي تكمل..بدون أن تتحرك أنشاً ، ثم إقتربت سهير بنصف جسدها العلوي قليلاً ناحية المكتب...لتسند كوع ذراعها على سطح المكتب وهى ممسكة به سجارتها، لترفع رأسها للأعلى بملامح وجهها القوية وهى تكمل: السلالم من أول المبنى لحد آخرن، مالمحش فيه (ترابة) واحدة.....
ثم أخذت أفنان نفساً عميقاً...لتوجه وجهها للآمام وهى ناظرة للأرض من تلك التوجيهات المبالغ فيها
لتكمل سهير بثقة: المخزن عايز يترتب من أول وجديد...رتبيه....
ثم أخذت شهقة مسرعة بإصطناع الدهشة وهى تقول: الجنينة اللي حوالين الدار مااشوفش ورقة على الأرض..نضفيها، وطبعاً هتسهري على دة طول الليل ياحبيبتي.
أغمضت أفنان عينيها بإختناق من ذلك الضغط الكبير...ثم أخرجت تنهيدة بها حزن، لتخرج من تلك الغرفة وأغلقت الباب خلفها...بينما إبتسمت سهير بإنتصار لتأخذ رشفة من تلك السيجارة وهى ناظرة آمامها ورافعة رأسها بتكبر...لتخرج ذلك الدخان من فمها.
............................
وفي الحي الشعبي:
في منزل ما في الشرفة:
واقفاً بفنلة حمالات من اللون الوردي...بصدره العريض وعضلاته البارزة...وبشرته القمحاوية..بعينيه البندقية..وملامحه الوسيمة، ممسكاً بيده سيجارة حارقة...واليد الأخرى ممسكاً بالهاتف...وهو يتحدث به.
الشرطي بجدية: حصل؟
داوود بجمود: حصل ، روحت هناك زي ماقولتلي وشكوكي طلعت صح!...عشان تسمع كلامي ياباشا.
الشرطي بإستفهام: جدع يا داوود..كدة وصلتنا إننا نطب عليهم في الوقت دة ونمسكهم متلبسين.
أخذ داوود رشفة من تلك السيجارة ليخرج الدخان من فمه وهو يقول بإبتسامة ثقة: الساعة ٢ بالدقيقة...بتبدأ الوردية بتاعتهم...في أول دور الاوض بتتقلب دعا*رة!
الشرطي بسعادة: المهم حد شك فيك؟
إستدار داوود ليعطي ظهره للجدار الخاص بالشرفة...ليرفع رأسه بثقة وهو يقول: عيب عليك ياباشا، دخلت كإني واحد منهم ومعايا الفلوس...وطلعوا بيتاجروا هناك بالبنات فعلاً.
الشرطي بمزاح: هو دة داوود اللي أنا اعرفه...
ثم أكمل بجدية: يبقا بكره ان شاء الله الساعة ٢ بالدقيقة هكون هناك ومعايا الأمن...هشمع المكان دة كله، ويبقا هشام يفلت مني المرة دي بقا!
داوود بثقة: تحت أمرك في أي وقت ياباشا.
ثم أغلق المكالمة وأنزل الهانف من على اذنه...لينظر آمامه بجمود، ليتذكر تلك الفتاة الصغيرة...لا ينكر أنها قد لفتت إنتباهه وأُعجب بها!...ولكن لالا هز رأسه كي يفيق من هذا..ويقتنع بأنها صغيرة جداً!
ليتأفف بإختناق وهو ناظراً آمامه بتفكير...ولكن مهلاً!، إن جاء الشرطة ليلة غد ويمسكون بهم...بالطبع ستذهب هى الى السجن..ولكن إن كانت هى منهم...وتفعل الفواحش، فلِما رفضت قربه منها؟
لالا مستحيل أن تكون معهم...ومع ذلك إنها مازالت صغيرة على أن يكون مستقبلها في المخفر!!
هذا ما أخبره به عقله..فأين ضميره إن القاها هكذا في السجن، لما لا يأخذها من هناك ويقوم بتحريرها؟
ثم خرج من الشرفة وهو يفكر ،أيذهب اليها وينقذها أم يتركها؟...ولكن إستقر على الذهاب اليها...لينقذها!
...................................
ومرت ساعة :
في الملهى الليلي:
في غرفة سمر :
نائمة على السرير بفستانها الأنيق وخصيلات شعرها الموضوعة على الوسادة...وهشام جالساً بجوارها...بعينيه الحزينة عليها!، ليضع ظهر يده بحنان على إحدى وجنتيها وهو يحركه بلطف...ولكن ملامحه مازالت ثابتة.
هشام بحزن: سمر...ليه عملتي كدة؟، ليه عايزة تسيبيني؟!!
لينزل نظراته إلى يدها الموضوعة على السرير شعر بأن أصابعها تحركت وكأنها تحلم بكابوس يراودها؟! أم أن كلماته هى كابوس بالنسبة لها!!
ليعقد حاجبيه قليلاً بتعجب وهو يقول : سمر؟
الرؤية آمامها مشوشة وسريعة...جريمة القتل التي حدثت في طفولتها مازالت كالكابوس لها..ذلك الرجل الدنيء واقفاً آمامها بإبتسامة غامضة وهو يقول: سمر.
ترى الآن صورة مشوشة..مهزوزة لشقيقتها الكبرى وعينيها مفتوحتين وتلك الدماء حولها.
لتراها مجدداً وهى جالسة على المقعد ناظرة لها بنظراتٍ غامضة...مليئة بالعتاب ،والدماء تخرج من جميع أجزاء جسدها!! حتى عينيها وأنفها وفمها وأُذنيها..كل شيء!!
وكأنها تقول لها بأنها هى السبب في قتلها؟!، بينما نظر هشام لوجهها الذي إمتلـئ بالعرق!..وهو لايفهم ما الذي يحدث معها!!
..................................
في الطرقة:
تسير بخطواتها الصعبة..الثقيلة!، وهى ساندة يدها على الجدار..تحاول الوصول لنهاية الطرقة كي تصل لغرفة سمر...لتراها ليلى وهى تسير بخطواتها وعلى وجهها الضيق الشديد، ثم أتت اليها حتى وقفت آمامها مباشرةً.
ليلى بضيق: استريحتي؟
عجباً!..الا ترى حالتها المزرية تلك!!، ألا تقدم لها المساعدةُ الآن!!، ولكن لا لن تساعدها، ثم رفعت زمرد نظراتِ عينيها لليلى وهى تقول...
زمرد بتنهيدة تعب: فين سمر يا ليلى؟
أمسكت ليلى كوع زمرد بخشونة وهى ناظرة لها بضيقٍ شديد في عينيها...عندما جذبتها اليها، فبداخلها غلٍ تريد إيقافه!
ليلى بضيقٍ شديد: ماتكلمنيش على الزفتة دي!، وقوليلي هو دة اللي انتٍ عايزاه مش كدة؟ ضربك من هشام....
ثم إبتسمت بسخرية بجوار شفتيها...بينما حاولت زمرد الإبتعاد عنها ببطء وهى عاقدة حاجبيها بحزن وبرائة...بينما أكملت ليلى بإبتسامة مستفزة: لازم يحصل كل مرة عشان تحسي إن ليكي وجود، مش كدة؟
لم تقدر على الإستماع الى تلك الإهانة أكثر من هذا!..لتزيحها بقوة وهى تقول بغضب: ليلى احترمي نفسك معايا.
رفعت ليلى حاجبيها بإصطناع الدهشة وهى تقول..عندما إقتربت منها قليلاً بخطواتها: ياه!..دي القطة بقا ليها لسان وبقت تزعق كمان!
ضغطت زمرد على أسنانها خلف شفتيها المغلقتين، من ذلك الإستفزاز المُميت من ليلى، ثم إبتعدت عنها لترحل وهى تقول...
زمرد بضيق: ابعدي عني يا ليلى.
وكادت أن ترحل وتتركها...ولكن وقفت ليلى آمامها مجدداً كي تمنعها من الذهاب هكذا!، وكأنها تريد أن يحدث شجار بينهما..والآن!
ليلى بحزم: انا جاية عشان السلسلة..هشام قالي آجي اخدها.
لتعقد زمرد حاجبيها بتعجبٍ شديد..فلماذا يريد هذه الآن بالتحديد!
زمرد بضيق: وجاي ياخدها دلوقتي!...قوليله انها مش هترجع.
ليلى بنبرة بها سخرية: لا والله!...
ثم إقتربت خطوة مجدداً وهى ناظرة لعينيها بقوة..بملامح وجهها المليئة بالخبث، بينما نظرت لها زمرد بضيقٍ شديد من إستفزازها هكذا، لتكمل ليلى بجدية: شايفة انها تستاهل اللي جرالك مع هشام؟، طول ماانتِ بعندك دة هشام مش هيرحمك.
لتبتعد عنها زمرد وكادت أن ترحل مجدداً..كتعبيراً جسدياً عن عدم رغبتها في إستماع حديثها أكثر..والذي يشعرها بالإختناق وهى تقول: كفاية. بينما وقفت ليلى آمامها...مجدداً!
ليلى بملامح بها التقزز: انتِ تستاهلي كل اللي هيجرالك، عشان انتِ بنتها...بنت ال*** دي .
تغيرت ملامحها سريعاً فور إستماعها لتلك الإهانة تجاه والدتها المتوفاه، لتحاول أن تتهجم عليها ضرباً..فقد فاض بها الكيل وهى تقول بغضبٍ عارم: قولتلك كفاية!!
بينما أبعدتها ليلى سريعاً..لتجذب تلك القلادة وهى تقول بغضب: اديني السلسلة دي.
ليحدث بينهم ذلك الإشتباك...ولكن لا أحد هنا!.. يراهن!!، ثم أزاحتها ليلى بقوة على الدرچ وهى تقول بغضب: قولتلك ادهالي.
لتنقطع القلادة في يد ليلى عندما جذبتها!...بينما إرتمت زمرد على طبقات الدرچ بعنفٍ شديد!!
لتفرغ ليلى شفتيها وهى ترى جسد زمرد يلقى على الدرچ...حتى إستقر جسدها أرضاً آمام البوابة السُفلية الخاصة بالمخزن!، ثم وضعت ليلى يديها على فمها سريعاً...وعينيها بها الصدمة الكبرى..ليتحول لون بشرتها الى...الأصفر!
لالا هى لم ترد ذلك...لم ترد أن تفعل بها هذا!، لتضع يديها على وجنتيها وهى تضربهم بخفة شديدة كي لا يستمع اليها أحد...ثم أدارت وجهها سريعاً للناحية اليمنى واليسرى كي تتأكد أن لم يراها أحد، لتبلع ريقها...ثم وضعت تلك القلادة في جييها ورحلت بخطواتها المسرعة بخوفٍ شديد...بقدميها التي أصبحت ترتطم ببعضها البعض برعشة وهى تنظر حولها!..كتلك التي ارتكبت...جريمة!
...............................
في منزل عصام:
في غرفة المعيشة:
واقفة وهى مرتدية عبائة ملتصقة بجسدها الحوري..ظاهراً من أعلى جزئاً من مفاتنها..تاركة خصيلات شعرها السوداء على ظهرها وهى واضعة أحمر الشفاه الفاتن الذي يزين شفتيها...لتسند ظهرها على جدار الغرفة وهى تراه جالساً على الأريكة ناظراً... للباب!
نهلة بضيق: هتفضل قاعد مستنيها كدة كتير، ماتقلقش مش هترجع...
لتخرج تنيهدة بملل من جلوسه هكذا في إنتظار حبيبته الأولى...والوحيدة!، وهى زوجته الأولى.
لتكمل وهى متوجهة اليه بخطواتها الأنثوية وهى تتمايل: احنا البنات كدة كرامتنا رقم واحد عندنا.
تأفف بإختناق من كلماتها البغيضة...لينهض من مكانه بغضبٍ عارم وهو يقول....
عصام بغضب: اهي مشيت!..فاقت ومشيت وسابتني، ارتحتي كدة..هو دة اللي انتِ عايزاه!!
نظرت الى إنفعاله الكبير هذا..فهى بالنسبة له سيدة قطعت طريقه عن حبيبته...لتنحني وتضع المج الذي بيدها على المائدة الخشبية لتعتدل في وقفتها وهى ناظرة له بغضبٍ كبير لتقول...
نهلة مسرعة بإنفعال: لا بقولك ايه!!، انا مراتك وليا فيك زي ما هى ليها فيك، وبعدين كنت مستني منها ايه..لما تشوف دُرتها في وشها.
كور يديه وهو ناظراً لها وكأنه يأكل نفسه من الداخل..قطمة قطمة!، وهو ضاغطاً على أسنانه خلف شفتيه كي لا يتهور عليها...فهو ليس من الرجال الذين يعنفون المرأة، ولكن ربما يفعل الآن!
عصام بضيقٍ مكتوم: تمام! ،خدي ابني وارجعي مكان ما كنتِ يانهلة.
رفعت إحدى حاجبيها بقوة..كإشارة جسدية تعبيراً عن إعتراضها على حديثه...لتتحرك وهى تقول بسخرية: لا والله!!..
بينما هو شعر بالإستفزاز الصادر منها أكثر...ومن تلك الثقة الكبرى التي في عينيها...بينما هى أكملت وهى تحرك يديها بالإشارة بصوتها المنفعل: ليه ياعصومي!...وهو انت فاكر انك جايبني من الشارع؟ ،ولا مديني حتة ورقة عرفي مالهاش لازمة، لا ياعصومي (اخص عليك!).....
ثم أكملت بصوتٍ قوي وهى رافعة إحدى حاجبيها..لتضع يدها في خصرها واليد الأخرى تحركها وهى تكمل: لا انا واحدة بنت ناس....
ثم وضعت إصبعها السبابة على صدره، لتكمل بنبرة تحذير: وانت عارف كويس جداً لو روحت وخبطت على اي باب من بيوت أهلي، وعرفوا انك زعلتني بس هيعملوا فيك ايه!، وخصوصا اخويا داوود..انت عارفه كويس.
نظر لها بغضبٍ كبير مكتوم داخله...يريد إحراقها بالكامل، ليأخذ نفساً عميقاً كي يهدأ عندما أدار وجهه الناحية الأخرى...ثم أعاد النظر لها من جديد وهو يقول...
عصام بحزم: خلصت يانهلة، مادام وصلنا للاسلوب دة ينا يبقا خلصت.
تحولت ملامحها للدهشة...زهول!، فماذا يعني انتهى؟!
نهلة بدهشة: كل دة عشان مراتك الاولى مشيت!، لكن انا!...امشي عادي، مش كدة؟!
تركها ليتوجه الى غرفته وهو يقول بجدية: ايوة كدة، شكلك نسيتي اني بحبها وهى اللي في قلبي.
شعرت بنيران الغيرة تقتلها فور إستماعها لكلماته التي جرحت كبريائها..ولكن لا! هى لن تستسلم هكذا، ثم إستدارت اليه وبعينيها الدموع المحتجزة وهى تقول...
نهلة مسرعة : لو ماكنِتش معيوبة!...ماكُنتش اتجوزتني.
توقف في مكانه...ليعود اليها سريعاً، ثم جذبها من كوع ذراعها وهو ناظراً لها بغضبٍ عارم...فقد تخطت الحدود كثيراً.
عصام بصوتٍ مرتفع: اول واخر مرة تقولي عنها معيوبة، احنا متجوزين عشان بنا اتفاق أخلف منك وبس.
ثم أزاحها سريعاً بقوة وعنف!!، لترجع للخلف حتى إرتطم ظهرها بالحائط...ثم نظرت لعينيه الإثنتين كي تسجن دموعها بالداخل..لا تريد أن تضعف آمامه، كي لايكسر كبريائها أكثر.
نهلة والدموع في عينيها: بقا كدة؟، لأ!....
ثم جائت اليه سريعاً...لتتحول ملامحها للقوة وهى تكمل بصوتٍ حازم: انا مافيش واحدة في الدنيا تعلىٰ عليا، انا اللي فوق كل واحدة....فمش هتيجي واحدة زي دي معيوبة مابتخلفش تعليها عليا ياعصام.
نظر لعينيها بغضبٍ عارم...فهو يريد الآن أن يخلع رأسها عن جسدها..والآن!
عصام بغضبٍ مكتوم: بقا كدة!
رفعت إحدى حاجبيها بعندٍ كبير بعدما جرح قلبها الأُنثوي، هى ليست سيئة...بل هى تريده ولا تريد امرأة أخرى تشاركها به....حتى إن كانت أفعالها خاطئة!..عنيدة!..قاسية! ،فهى...تعشقه!!
نهلة مسرعة بصدرها الذي يعلو ويهبط من إنفعالها: اه كدة ياعصام، وماتنساش ....
ثم إقتربت منه حتى أصبحت أنفاسهم تعانق أنفاس الآخر لتكمل بتهديد: صباعك تحت درسي، جريمتك اللي انا متسترة عليك فيها...في اي لحظة غدر منك..هتطلع للحكومة.
فرغ شفتيه وهو ناظراً لها بتعجبٍ شديد من تهديدها هذا ليقول...
عصام بتعجب: عايزة ايه يانهلة؟...جاية عايزة ايه؟!
نهلة بنبرة بها القوة والعند: تطلقها ومن بكره الصبح!!!!!!!
............................
آمام الملهى الليلي:
توقفت سيارة (taxi) آمام ذلك المبنى..لينزل منه داوود وهو مرتدي بنطال چنس وفوقه تيشيرت وفوق ذلك التيشيرت قميص مفتوح الأزرار بالكامل...ليتوجه بخطواته بهدوء ناحية المبنى.
وفي الداخل:
دخل ذلك المكان..البغيض!، ليراهم وهم في تلك الغفلة..البعضُ منهم يرقصون والبعض الآخر يتشاركون شرب المشروب المحرم، آما البعض الآخر فيتهامسون مع الفتيات بكلماتٍ مخلة تثير ضحكاتهم...يشعر انه نقطة بيضاء في بحرٍ أسود!
مهلاً لقد نسي حقاً ما قد جاء لأجله!...لينظر حوله ليبحث عن الفتاة الصغيرة ذات التسعة عشر عاماً..بملامحها البريئة، والذي يجزم أنها ليست منهم!..ليست مثلهم!
انه يؤمن بذلك حقاً، ثم توجه بخطوات الحذرة وهو يراهم منشغلين في أفعالهم الدنيئة...ليصعد على الدرچ وهو يحاول البحث عنها.
والآن أصبح في الطابق العلوي..لينظر حوله ولكن بدون فائدة ليست هنا، ثم سار بخطواته قليلاً ليسمع صوت هشام آتياً...ثم إستدار سريعاً كي لا يراه ، وأخفى جسده خلف ذلك الجدار عندما نزل على الدرچ المؤدي للمخزن..ولكن مهلاً! هنا زمرد فاقدة الوعي
ولكنه...لايراها!
بينما سار هشام للأسفل بغضب وهو يقول: فين الدكتور اللي كان مع سمر؟...يعني ايه مشي!!
ثم توجه للأسفل على طبقات الدرچ بتأففٍ شديد، بينما وضع داوود يده على الجدار ليرفع وجهه قليلاً كي يتأكد من ذهاب هشام
ثم أخرج تنهيدة راحة...وكاد أن يصعد على الدرچ كي يكمل طريقه ولكن إستمع لصوتِ...أنين!
يأتي من أسفل درجة في الدرچ!
زمرد بصوتٍ منخفض: بابا!
إستدار بوجهه سريعاً ناحية ذلك الصوت ليضيء النور من ذلك الزرار الذي في الجدار...ثم إعتلت على وجهه الدهشة!....ليراها ملقاً ارضاً على بطنها، وظهرها به الكدمات العريضة المكشوفة اسفل تقطعات الفستان...ورأسها التي تنزف الدماء حولها!!!، امتلأت عينيه بالصدمة عندما فرغ شفتيه قليلاً
مختار بصدمة: زمرد!
ادار داوود وجهه سريعاً لمختار الواقف أعلى درجات السلم بملامح وجهه المليئة بالصدمة..وهو يوزع نظراته بينها وبين..داوود الواقف لا يعرف ماذا سيفعل الان! لقد كشف امره!!!!!
............................
وآمام دار الأيتام:
في السيارة:
جالسة في الخلف وهى مرتدية فستان طويل بأكمام..من اللون الفيروزي الأنيق وفوقه حجابها الذي لا تعلم عنه شيئ!...لا تعلم ماذا يعني حجاب...وهى تقيم علاقة غير شرعية مع عشيقها بدون أي تأنيب ضمير تجاه زوجها!، ثم اخرجت هاتفها..لتفتح تلك الصورة التي التقطتها تلك الفتاة...التي استأجرتها فرح لمراقبة زوجها...ثم رأت في تلك الصورة افنان وتميم وهو منحني امامها ناظراً لعينيها اما هى مقاربة منه وهى ناظرة لعينيه بشغف..ودفيء!
لتغلق فرح هاتفها باختناق شديد، لتلقيه بجوارها وهى تشعر بتلك النيران التي تحترق داخلها...ولكن ليست مشاعر غيرة!..فهى لا تحبه ولكن ماذا يمكن ان يكون؟
اخذت نفساً عميقاً كي تهدأ ولا تنفعل ابداً آمامها..بصدرها الذي يعلو ويهبط.
فرح وهى تحاول تهدئة نفسها: انا هوريكي يا خدامة.
انهت كلماتها بنظرات التقزز وهى ناظرة آمامها...ثم أدارت وجهها ناحية النافذة الخاصة بسيارتها وهى تقول..
فرح بجدية: خليك هنا..نص ساعة وراجعة.
ثم أخذت حقيبتها لتنزل من السيارة..لتغلق الباب خلفها...ثم قامت بالدخول الى الحديقة، لترى الخادمات البعض منهن يقفن وهن يتحدثن ويقومن بالضحك بينهن، ثم أدارت وجهها وهى تبحث عن أفنان...لتراها منحنية هناك وهى تجمع تلك الأوراق من على الأرض وهى تضعها في ذلك الصندوق الذي بيدها، لتقف فرح في ثبات...ثم ابتسمت بإنتصار لترفع رأسها بغرور وهى تقول....
فرح بثقة: خديجة؟
جائت اليها خديجة سريعاً فور إستماعها لصوت فرح...لتأتي اليها مهرولة وهى تقول: ايوة يا فرح هانم.
بينما إعتدلت أفنان في وقفتها...لتنظر لفرح وهى عاقدة حاجبيها بتعجبٍ شديد...فمن تلك؟، وما الذي جاء بها الى هنا؟!...هذا ما طرحه عليها عقلها من أسئلة...بينما توقفن الفتيات عن الحديث بينهن...لينظرن الى فرح.
احدى الفتيات بسعادة: فرح هانم يابنات.
لتبتسم فرح ويزداد الغرور داخلها أكثر، ثم أدارت وجهها لخديجة وهى تقول بثقة: انتِ عارفة ياخديجة كل مرة باجي وفي ايدي حاجة للبنات...وكالعادة جيت و ايدي مش فاضية.
إبتسمت خديجة بقوة وسعادة وهى ناظرة لفرح، لأن فرح كل حينٍ وآخر تأتي لتوزع هدايا على أطفال الدار والخادمات أيضاً..كي تقوي العلاقة الودية بينهما، لتزداد سعادة الفتيات أكثر وهن ينظرن اليها...منتظرين ماجائت به اليهن!
خديجة مسرعة بسعادة: طبعاً يا فرح هانم، دة خيرك مغرقنا، كفاية انك تيجي لحد هنا بس.
ثم أخرجت فرح ظرف من حقيبتها ممتليء بالأموال!، ثم أعطته لخديجة وهى تقول...
فرح بثقة ونظرات الغرور وهى ناظرة لأفنان: وزعي دول عليهم...خليهم يجيبوا اللي هما عايزينه.
لتتعالى أصوات الخادمات بسعادة وهن يقفزن من أماكنهن كالأطفال، بينما أومأت خديجة برأسها...بسعادة كبرى،
ثم توجهت الى الفتيات...بينما إنحنت أفنان مجدداً كي تكمل عملها.. التي تقسم سهير إن لم تفعل ما قالته ستقسو عليها، لتعقد فرح حاجبيها بتعجب من تلك اللامبلاه الصادرة من أفنان!...ثم توجهت اليها بخطواتها الواثقة لتنظر لها بتعالي وهى تقول...
فرح بثقة: شكلك ماسمعتيش اللي قولته!....
ثم أكملت كي تحاول إستفزازها بحديثها..عندما عقدت حاجبيها بإستغهام مصطنع: ولا انتِ مابتسمعيش كمان؟!
تأففت أفنان بإختناق من ذلك الإستفزاز...ثم إعتدلت في وقفتها وتركت مابيدها، لتستدير اليها وعلى وجهها الصمت المُميت!..فهى لا تستطيع أن تريها حقيقة مشاعرها الباغضة لها...بينما التفتن الفتيات اليهن وهن يرن هذا المشهد آمامهن بتوجس!
بينما عقدت أفنان يديها آمام خصرها....لتخرج فرح بعض الورقات النقدية الكثيرة في يدها لتمد يدها الى أفنان وهى تقول: مش ناوية تاخديهم؟
لتأخذ أفنان نفساً عميقاً وهى ناظرة لها بجمود من إهانتها تلك..فهى لا تهين نفسها ولا تأخذ أموالاً بدون..عمل!
لتتغير ملامح فرح بضيق كلما تذكرت تلك الصورة آمامها...وأن تلك الفتاة الفاتنة ستأخذ منها مكانتها، وستجعل تميم حتماٌ يتركها...وإذ تركها تميم...إذاً ستتركها الأموال!!
فرح وهى تجز على أسنانها خلف شفتيها: ولا عينك على اللي اعلى منك ياخدامة.
أنهت حديثها لتلقي تلك الأموال في وجهها...لتتبعثر الأوراق النقدية على أفنان وعلى الأرض، والفتيات ينظرن اليهن بزهول!... مما يحدث آمامهن، ثم أكملت فرح بنظرات الإستحقار!...تقزز! من مكانتها: اللي زيك مناخيره تبقى في الأرض، ماتعلاش فوق عشان هتتكسر...عارفة ليه؟ ،عشان انتِ ارخص من ان جوزي يبصلك...والله اعلم سهير هانم وخداكي من انهي شارع.....
قاطع حديثها صوت تلك الصفعة!!..مهلاً؟، لقد صفعتها أفنان بقوة على وجهها رداً على تلك الإهانة...بينما تفاجئت الفتيات من تلك الفعلة...لتضع إحداهن يديها على فمها بصدمة...أما عن الباقي ففارغن شفتاهن بصدمة..دهشة!...زهول!
لتخرج سهير..للحديقة وهى ناظرة لأفنان بنظرات القسوة وهى تقول بصوتٍ مرتفع: أفــنــــــان!!!!!
و......................
.....................................



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close