اخر الروايات

رواية جنة الانسانية الفصل السادس 6 بقلم فاطمة رافت

رواية جنة الانسانية الفصل السادس 6 بقلم فاطمة رافت


<<جنة الإنسانية>>♥
الباب السادس:-
......................
شعرت فرح أنها تريد خلع رأسها عن جسدها بعدما صفعتها هكذا آمام الفتيات! ،بينما أسرعت سهير بخطواتها بعدما صاحت باسم أفنان...(المتمردة أفنان) على أسيادها!
ثم توجهت سريعاً الى فرح لتمسكها...بينما فرح مازالت موجهه رأسها للأرض بإحراجٍ كبير..وهى واضعة يدها اليسرى على إحدى وجنتيها مكان الصفعة.
سهير بغضبٍ شديد: دي آخرتها!...
ثم آدارت وجهها الى أفنان..لتترك فرح من يدها، ثم رفعت يدها لتصفع أفنان على وجهها بعنفٍ شديد!، وهى تكمل بغضب: بترفعي ايدك على اسيادك يا خدامة!!
لتلقى أفنان على الأرض..على أثر الصفعة بعنفٍ شديد...بينما شهقوا الفتيات الواقفن ينظرن اليهن بصدمة مما حدث آمامها، أما عن خديجة التي أغمضت عينيها بقوة وهى مازالت واقفة في مكانها..فهى لا تحتمل أن ترى هذا الظلم آمامها، لتفتح عينيها بحزنٍ شديد
أما عن أفنان الجالسة على ركبتيها وهى معطياهن جانبها الأيمن، ثم رفعت وجهها قليلاً وهى ناظرة آمامها..بخصيلات شعرها التي بعثرت على وجهها الناعم..بقسوة شديدة، وأنفها الذي أخرج نزيف بسيطُُ من الدماء.
ثم رفعت سهير إصبعها السبابة كإشارة جسدية بالتحذير ناحية أفنان وهى تقول...
سهير بنبرة تحذير بعدما رفعت حاجبيها أيضاً: قومي اعتذري وبوسي ايديها عشان تسامحك.
ثم رفعت فرح رأسها بغرور..بإبتسامة إنتصار!
كي تهزم كبرياء أفنان آمامهن...بعدما جرحت كبريائها، فلنقول أنها...هى من ستنتصر!
جلست أفنان في مكانها...لتدير وجهها لناحية أخرى وعلى ملامحها الغضبُ المكتوم..والتمرد في عينيها أيضاً!
بينما إبتسمت سهير بسخريةٍ بجوار شفتيها عندما أرجعت ظهرها للخلف وهى تقول: بقا كدة!...
الآن علمت أنها ترفض الإعتذار لتلك الشمطاء، وأن كبريائها خطُُ أحمر!...فلمَ تتحمل تلك الإهانة آمام..الجميع؟
لتكمل سهير بحزم: خديجة؟
جائت اليها خديجة سريعاً لتقف بجوارها وهى تقول مسرعة: تحت امرك.
أخذت سهير نفساً عميقا، لتخرجه بتنهيدة استسلامٍ مصطنع!، وهى تقول: خليهم يخدوها على الأوضة اللي في وش البادروم...
إختفت ملامح خديجة للدهشة...بينما إزدادت همسات الفتيات بينهن وبين بعضهن، ثم أكملت سهير عندما تقدمت خطوة وهى ناظرة لأفنان بتحدي: وانتِ عارفة دي لا فيها اكل ولا نوم!...لتاني مرة بقولك قومي وخدي السماح منها يا إما انتِ حرة.
آدارت أفنان وجهها..بملامح وجهها المليئة بالغضب تجاه فرح وهى لم تتحركُ انشاً!، لترى ذلك التكبر والغرور في عينيها
ثم عاودت النظر للآمام من جديد..كإشارة جسدية بالإعتراض عن تلك المسامحةُ الرذيلة!
سهير بنبرة جافة: تمام!، خليهم يخدوها ومش هتبعتولها اكل غير وجبة واحدة بس في اليوم..وكمان آخر الليل، واذ كان على الماية..
ثم إبتسمت بسخرية وهى ناظرة لأفنان بتوعد..لتكمل: فهى عارفة هتشرب ازاي كويس، والنوم ممنوع هناك طبعاً!..
ثم تغيرت ملامح وجهها للحزم والقوة...بينما فرح إبتسمت بسعادة..وهى لا تستطيع أن تخفي سعادتها أكثر بعدما شعرت بالإنتقام رداً على تلك الصفعة التي وجهتها اليها، بينما أكملت سهير بحزم: خليها تتربى وتتعلم ازاي ترفع ايديها على حد من اسيادها.
ثم جائت اليها فتاتين...بعدما أشارت لهن خديجة قهراً عنها، وكادوا أن يمسكوا بها من ذراعيها ولكنها ابعدتهم عنها بطريقة بها عنف!...لتنهض من مكانها وهى ناظرة لفرح بغضب عارم بصدرها الذي يعلو ويهبط...لتتركهم وتتوجه للداخل، بينما الفتيات يسيرون خلفها.
ثم أدارت سهير وجهها لفرح...بوقار وهى ثابتة في مكانها لتقول...
سهير بحزم: حقك هيرجع.
بينما إبتسمت فرح بإصطناع...لتدير وجهها ناحيةِ أفنان التي غابت عن الأنظار لتقول بضيق: وانا واثقة في دة..عشان هى قليلة الأدب، ومحتاجة تتأدب من أول وجديد.
ثم آدارت وجهها لسهير بإبتسامة هادئة..ولكنها تحملُ الإنتصار..قليلاً!
.........................
في الملهى الليلي:
امتلأت عينيه بالصدمة عندما فرغ شفتيه قليلاً..أيعقل انها هى؟!
مختار بصدمة: زمرد!
آدار داوود وجهه سريعاً لمختار الواقف أعلى درچات السلم بملامح وجهه المليئة بالصدمة..وهو يوزع نظراته بينها وبين..داوود الواقف لا يعرف ماذا سيفعل الآن؟، لقد كُشف امره!!!!!
ولكن مهلاً!..لم يعبأ مختار لوجوده!!، لينزل على الدرچ مسرعاً ناحية زمرد ليمسكها وهى غائبة عن الوعي، ليعقد حاجبيه بصدمة..دهشة! ،فما الذي حدث لتلك المسكينة؟
داوود بإستفهام: انت بتعمل ايه هنا يا مختار؟
مختار مسرعاً: بشتغل هنا، انت ايه اللي بتعمله هنا؟ ومع بنت مدير المكان!
إنحنىٰ داوود على ركبتيه وهو ناظراً لمختار بتعجبٍ شديد!...أتلك التي كان معها ليلةُ أمس هى ابنته!!، أنىٰ هذا؟...وقد تركها والدها له هكذا بكل تلك السهولة؟!
داوود بتعجبٍ شديد: بنت المدير؟!
ثم نظر لها داوود وهو يرى جبهتها التي تنزف الدماء!، شعر بأن قوةً كبيرةً داخله..تدفعه الى أخذها من هنا..والان!
ببنما رفع مختار وجهه لداوود...بعدما آدار وجهه هنا وهناك خشية من أن يراهما أحدُُ ما...أو ربما هشام!
مختار مسرعاً وهو يلتفت حوله: لازم تمشي من هنا يا داوود، هشام لو شافك جنب بنته مش هيسكت.
داوود وهو ناظراً لها بجمود: انا لازم اخدها وامشي.
إقترب مختار منه مسرعاً وهو يقول بغضب: انت بتقول ايه ، انت اتجننت؟..عايز هشام....
أدار داوود وجهه لمختار بثبات..بملامحه الخشنة الرجولية وهو يقول..
داوود مقاطعاً بحزم: هاخدها وهمشي.
تغيرت ملامح مختار للدهشة وهو ناظراً لداوود ليشعر بأنه لا يقدر على التحدث بعد قراره الذي تشبث به!
مختار بجدية: ولو جيه هشام؟
إنحنى داوود قليلاً وحملها بين ذراعيه لينهض من مكانه بملامحه التي بها الجمود..بدون أن يعبأ بما يقوله مختار...مطلقاً!
داوود بجمود: عندك حل نخرج من هنا من غير ماحد يشوفنا ولالا؟
نهض مختار من مكانه وهو ناظراً لداوود بدهشة!..صدمة!..زهول!، لا يستطيع أن يستوعب تلك الثقة الكبرى!..والحزم في قراره بعدما أخبره بهشام...ألا يعلم هشام الظالم أبداً؟
ثم إبتعد عنه مختار ليمسك يديه الإثنتين بوجهه وهو يقول بدهشة: انا مش قادر استوعب!..
ثم إستدار لداوود لينزل يديه اإاثنتين وهو يقترب منه ليكمل مسرعاً: بقولك هشام عارف يعني مين هشام؟
داوود بجمود: وانا من امتى بيهمني حد؟
رفع مختار يده ليفردها بجوار كتفه وهو يقول...
مختار بتنهيدة: إستسلمت...حقيقي إستسلمت.
ثم أنزل يده بتراخي وهو ناظراً لداوود بتأفف.
داوود بجدية: خلصت ؟...هتخرجنا ازاي.
تحرك مختار بإستسلام وتراخي وهو يتوجه لأعلى ليقول بتنهيدة: تعالى ورايا.
ليصعد آمامهم على طبقات الدرچ...بينما نظر داوود لزمرد النائمة بين ذراعيه وكأنها ملاك بملامحها البريئة...ولكنه ملاكُُ مقتول!!
ثم رفع وجهه للآمام ببشرته القمحاوية..وجسده العريض الرياضي المتناسق..ليبدأ في الصعود للأعلى كي يرحلوا من هنا.
..............................
في منزل عصام:
في غرفة الإستقبال:
بلع ريقه وهو ناظراً لعينيها..ليشعر بدقاتِ قلبه القوية مما إستمع اليه....فشخصيته الضعيفة تلك لا تستطيع أن تقف آمام نهلة!..مطلقاً!!
ثم إستجمع شجاعتهِ قليلاً ليعقد حاجبيه بتعجب وهو يقول...
عصام بهدوء: بقا كدة يانهلة؟
إبتعدت عنه لتعطيه ظهرها وهى تسير بخطواتها الغاضبة..بتلك العبائة الملتصقة بجسدها..والقصيرة قليلاً التي تصل لأسفل الركبة، وهى تقول بضيق: آه بقت كدة..طالما بتقلل مني، وانت عارف ماحدش يستجرىٰ يعمل كدة.
فرك أصابعه في يده اليمنى بإرتباك..ليدير وجهه للناحيةِ الأخرى ليخرج تنهيدة إستسلام وهدوء...بنظراتِ عينيه الحزينة!، ألا يُصمتها؟..أيتركها هكذا تقوم بتهديده وإستصاغره في نظرها ويصمت؟..أين ردة فعله اللعينة !
عصام بهدوء: تمام يا نهلة.
تغيرت ملامحها للتعجب..لتدير وجهها اليه وهى لا ترى رد فعل منه سوى الإستسلام لها!
نهلة مسرعة: لالا بقولك ايه!....
ثم جائت اليه بخطوانها وهى عاقدة حاجبيها بتعجب...بينما هو آدار وجهه الناحية الأخرى وهو لا يريد رؤيتها، لتكمل هى ببرائة شديدة: ماتسكتش كدة وتقولي تمام!..ونظراتك دي...
ثم أكملت وهى تحرك يديها بإشارة جسدية...لتنظر لنواحي أخرى وهى تكمل: بتقطع قلبي كدة!
ثم أخرجت تنهيدة لتضع ؤدها فوق يدها الأخرى آمام صدرها وهى تقول بإبتسامة ود: خلاص انسى اللي انا قولته..ورجع مراتك هنا.
آدار وجهه اليها وهو يشعر بالضعفِ الشديد وإنعدام رجولته!..آمام شخصيتها المتمردة، وهو يقول بنظراتٍ هادئة: وبالنسبة لتهديدك ليا؟
حركت يديها الإثنتين وهى تقول مسرعة...
نهلة مسرعة بصوتٍ مرتفع قليلاً: يقطعني لو اقول كدة تاني.....
ثم أخرجت تنهيدة لتقترب قليلاً وهى تقول بدلال: بس اعمل ايه! ماانت اللي بتوصلني لكدة.....
ثم إبتسمت بسعادة بملامحها الفاتنة وهى ناظرة لعينيه لتكمل: بس خلاص رجع مراتك وخليها تعيس هنا وانا معاكوا....
صمت عصام قليلاً بتفكير...فكيف سيعيدها ونهلة هنا!، بالطبع سترفض حتى الرجوع بعدما حدث!!..ام أن نهلة تخطط لشيءٍ ما؟
عصام مقاطعاً بضيق: ماينفعش..سيرين مش هترجع بسهولة!
إبتعدت عنه خطوتين وهى تتمايل بدلال بإبتسامتها السعيدة البلهاء وهى تقول: والله دي شغلتك بقا اتصرف....
ثم رفعت إصبعها السبابة لأعلى..بملامحها التي تحولت للصرامة والقوة وهى تكمل: بس على شرط..تعاملنا بالمثل انا مراتك وهى مراتك.
ضغط عصام على أسنانه خلف شفتيه..فهو لا يستطيع الرد خوفاً من تنفيذ تهديدها!، ليقول بجمود: تمام يا نهلة اللي تعوزيه.
رفعت يدها اليسرى وهى تشترط كإشارة جسدية على حديثه..فهى لا تريدُ أن تقيم حرباً بينهم، بل تريدُ أن تفوز به هو في النهاية!
نهلة مسرعة: لا!..دة انت اللي تعوزه يحصل، انا مش عايزة افرق العشاق عن بعض...
ثم إبتسمت إبتسامة مصطنعة وهى مقتربة منه...لتضع يديها على صدره وهى تشعر بأنفاسه التي تفوح وجهها...بملامح وجهه الضعيفة المستسلمة لها!، لتحرك يدها قليلاً بإغراء على صدره وهى ناظرة لعينيه البنية.
نهلة بسعادة مصطنعة: شوفت بقا يا عصومي انا قلبي طيب وضعيف ازاي...
رفع وجهه للأعلى وهو مازال يضغط على يده متحملاً سيطرتها عليه! ،ثم تركته وإبتعدت عنه بخطواتها التي بها الدلال الكامل!، متوجهه ناحية غرفة النوم الثانية ( الخاصة بالضيوف مسبقاً) وهى تكمل بدلال: هروح اشوف ابننا ليكون محتاج حاجة....
ثم وقفت عند باب الغرفة لتخرج نصفها العلوي للخارح وهى تكمل بإبتسامة مصطنعة: ومراتك تبقا هنا الصبح يا عصومي.
ثم دخلت الغرفة وأغلقت الباب، بينما هو شعر بالإختناق الذي يسيري به...ليدير وجهه الناحية الأخرى ويرى تلك المزهرية ليلقيها بيده بعنف وتهور!...لتلقى أرضاً
فكيف له أم يكون بذلك الضعفِ آمامها!
كأنها تحركه بخيوطها، بينما هى في غرفتها استمعت لذلك الصوت لتبتسم وهى واقفة خلف الباب...ساندة ظهرها عليه وهى تقول بتوعد: كان لازم تفكر الف مرة انك تاخد واحدة في قلبك غيري يا عصومي!....
ثم آدارت وجهها للناحية الأخرى وهى تقول بتوعد كبير : استحمل اللي هيجرالها بقا.
تحولت ملامح وجهها للغضب المكتوم وهى ناظرة آمامها.. تعلن عن بداية حربها على تلك السيدة التي تحتل قلبه هو!، بالطبع بعدما تأكدت انه يحب زوجته الاولى..تهاونت معه وعادت عن قرار طلاقهما!..لتعطيها تلك الحرب القاسية من...أسفل!
..............................
آمام مشفى ما:
توقفت سيارة تاكسي آمام المشفى لينزل منها داوود الذي كان جالساً بجوار السائق ليعطيه أجرته، ثم أغلق الباب وتوجه الى الخلف ليحملها بين ذراعيه جيداً...ثم توجه الى المشفى بخطواته المسرعة كي يطمئن على حالتها..المزرية!
وفي الأعلى بعد نصف ساعة:
واقفاً في الطرقة يسير ذهاباً وإياباً....أقلقاً عليها؟، ولكنه ليس فرداً من عائلتها كي يقلق هكذا..أو حتى زوجها! ،ولكن لا!...لا يفهم ما هذا أم إنه ضميره الإنساني مايدفعه لذلك الشعور؟!
أم إنها قد لفتت إنتباهه عندما رآه أول مرة..شعور داخله قوي بأنه يجب أن يستحوذ...عليها!
استيقظ من شروده ومن تلك المتاهة الكبرى!...عندما أصدر هاتفه رنين يعلن عن مكالمة آتية.
تأفف داوود بإختناق ليخرج هاتفه من إحدى جيوب بنطاله..لينظر للهاتف ويرى مختار هو من يقوم بالإتصال به، ثم فتح المكالمة ووضع الهاتف على أذنه وهو يقول بجمود: عايز ايه يا مختار؟
مختار مسرعاً: سيبتك تاخدها وتمشي، لكن هشام لما يعرف هيفتح عليك ابواب جهنم.
تغيرت ملامح داوود للضيق الشديد من ذلك التهديد..ولكنه لم يكن تهديداً من مختار بل..تحذيرُُ فقط!
داوود بضيق: يعمل اللي يعمله، ماتدخلش انت.
مختار بتعجب: وانت تاخدها ليه وتحط نفسك في مشاكل ؟ ،البنت دي كل يوم بتتعرض لكدة واكتر!
نظر داوود آمامه بشرود وهو يفكر..أتتعرض كل يوم لهذا العذاب؟...أم إنه عذابُُ نفسي وجسدي ايضاً؟!، كيف لوالدها أن يفعل بإبنته كل هذا!!، شعر بشيءٍ كبير يوجهه ناحية ان يأخذها ويخفيها عن البشرِ أجمعين!...أتلك الملاك تستحق هذا؟
هذا ما أخبره به عقله..لينزل الهاتف من على أذنه ويغلقه وهو ناظراً ناحية باب الغرفة التي هى نائمة هناك.
.........................
بينما على الطريق:
مختار مسرعاً: داوود!..داوود؟
لينزل الهاتف من على أُذنه لينظر اليه..ورأى ان المكالمة إنتهت، تأفف بإختناق ليعتدل في وقفته..عندما وضع الهاتف في جيب بنطاله.
مختار بإختناق: هتتحرق من هشام.
ثم آشار بيده لتاكسي ما كي يقف...ليركب بجوار السائق ويغلق الباب وهو يقول: اطلع.
بينما بدأ السائق في القيادة بملامحه الجادة.
..........................
وفي المشفى:
خرجت الطبيبة من الغرفة لتغلق الباب خلفها..بملامحها التي يبدو عليها الضيق، بينما توجه اليها داوود بملامحه الخشنة الرجولية...ووسامته.
الطبيبة بضيق: مين اللي عمل فيها كدة؟
اعتدل داوود في وقفته وهو يحرك يده اليسرى قليلاً بإشارة جسدية ليقول...
داوود بجمود: كل اللي اعرفه انها وقعت من على السلم.
تقدمت الطبيبة خطوتين وهى تعلم جيداً أن هذا ليس مجرد القائها من على السلم..بل إنه فعل متوحش من شخصٍ ظالم!
الطبيبة مسرعة بتعجب: وقوعها من على السلم نتيجته جرح في راسها، لكن التعذيب اللي هى عاشته دة؟!!..من مين؟
عقد داوود حاجبيه بتعجب قليلاً..عندما آدار وجهه للناحيةِ الأخرى قليلاً وهو ناظراً لها كإشارة بإكمال حديثها وهو يقول بجدية: هى في وضع خطر؟
الطبيبة بجدية: لا ماتقلقش دي كلها اثار جروح وكدمات...لكن انا بتكلم عن اللي عمل فيها كدة!....
ثم نظرت لنواحي أخرى وهى تحاول أن تصف ما بداخلها لتكمل بهدوء: دة كإنها عبدة بتتعاقب..من كتر التعدي عليها بالضرب الفستان متشقق مكان الاداة اللي كان بيضرب بيها!...عشان كدة انا لازم اعمل محضر والبوليس هيشوف يعمل ايه.
داوود بجدية : هتفوق امتى؟
اخرجت الطبيبة تنهيدة وهى ناظرة لناحيةٍ اخرى...لتعاود النظر له من جديد وهى تقول بجدية: الصبح ان شاء الله تكون فاقت .
داوود بجمود: تمام..متشكر.
ابتسمت الطبيبة بهدوء لتتركه وترحل، بينما توجه داوود الى غرفتها بعدما تأكد أنها رحلت..ليفتح الباب ويغلق الباب خلفه.
وفي داخل الغرفة:
توحه اليها ليراها نائمة على السرير مغيبة عن الوعي تماماً...وذلك المحلول متصل بيدها، ثم إقترب منها بخطواته الجادة...شعر أنه دخل على ملاكٍ نائم وليست من البشر!....أفتنته كلياً وأخذت عقله!؟..وجعلته ينقذها رغم علمه بحقيقتها المشينة؟
ولكن مهلاً إن كانت حقيقتها سيئة هكذا فلما لم تجعله يقترب منها؟..لالا بالطبع هى ليست منهم..أم إنه يقنع نفسه بذلك؟
ثم وضع يده على خصيلات شعرها ليرجعها خلف أذنها وهو يقول...
داوود بحمود: مش هسيبك هنا..هتيحي معايا.
أنهى كلماته...بتوعده الذي يحمل التملك!!
ثم أزال ذلك المصل من يدها...وحملها بين ذراعيه ليخرج من الغرفة بعدما تأكد بأن لا يوجد أحدُُ قد رآه!
................................
في الملهى الليلي:
في غرفة سمر:
نهضت سريعاً من نومها وهى تأخذُ أنفاسها بصعوبة...ليمسك بها هشام وهو يحاول تهدئتها.
هشام مسرعاً : اهدي..اهدي.
ثم أمسك وجهها وهو ناظراً لها...بينما هى هدأت لتشعر بصدرها الذي يعلو ويهبط ،لترجع للخلف قليلاً...ليمسك يديها برفق وحنان وهو ناظراً لها.
هشام بجدية: انتِ كويسة ؟
أزالت يديها من يديه ،لترجع خصيلات شعرها للخلف وهى تقول بهدوء: بخير.
اعتدلت في جلستها لتنهض من على السرير سريعاً..وتوجهت ناحية المائدة المرتفعة لتأخذ منها كوباً وتسكب لنفسها عصير تفاح!!
اذاً كانت تظن أن عطشها سيهدأ حينما تشرب مايخدأ حالتها النفسية وليس أن يهدأ عطش جسدها من... الماء!
الآن قد فهم هشام حالتها..ليدير وجهه للناحية الأخرى بإختناق ،ثم نهض من مكانه وأخذ كوباً من الماء بعدما إستمع الى صوتها وهى (تكح) العصير الذي إرتشفته في غمضة عين!...ليتوجه اليها هشام وهو حاملاً بيده كوب الماء.
ثم وقف بجوارها أاعطاها إياه وهو ناظراً لها ببرائة!
هشام بهدوء: سمر..اشربي.
شعرت بصدرها الذي يعلو ويهبط لتدير وجهها اليه ،ثم أنزلت نظراتها الى الكوب الذي بيده بهدوء لتمسكه وتأخذ منه رشفة.
بينما هو وضع يده بحنان في خصرها ليجذبها اليه برفق.
هشام بنبرة هادئة: هى جاتلك تاني؟
تركت سمر الكوب الذي بيدها جانباً بملل..ثم فركت بيدها في رقبتها بتوتر يعتصر جسدها..وهى مغمضة عينيها ،ثم أرجعت خصيلات شعرها للخلف..لترفع نظراتها اليه بعدما فتحت عينيها بإكتئاب.
سمر بصوتٍ شاحب: كويس انك عارف.
ثم أبعدت يده عن خصرها بضيق وقسوة لتتوجه الى ستائر غرفتها لتفتحهما..وظهر أمامها النافذة المفتوحة التي تدخل ضوء القمر ،لتأخذ نفساً عميقاً كي يدخل جوفها ويهيء روحها من جديد ،وهى واضعة يدها على جبهتها تفركها برفق.
هشام بضيق: هو دة ردك!
أغمضت عينيها بتعب من مشاكله الدائمة معها وهى لا تطيق أن ترى وجهه.
سمر بضيق: هشام...انا مش قادرة اتخانق ولا اتكلم خالص النهاردة.
أخرج هشام تنهيدة نفاذ صبر منها ومن أُسلوبها السيء معه وهو مدير وجهه الناحيةُ الأخرى ،ثم عاود النظر لها من جديد..ليتوجه اليها بخطواته وعلى وجهه الهدوء
فهى لن تأتي بذلك الأُسلوب الخشن ابداً ،ثم جذبها من يدها برفق لتقف آمامه من جديد وعلى ملامحها المللِ الشديد!
هشام بهدوء: سمر انا مش عايز اتخانق..لكن انتِ عارفة اني بحبك!
وضعت يديها على ذراعيه بإختناق مما يفعله...لتشعر بيده التي امسكت بخصرها وكأنه يتملكها لتحاول الإبتعاد وهى تقول...
سمر بنفاذ صبر: هشام...
ولكنه أخذ يقترب منها وهى تحاول الإبتعاد بإختناق...لتشعر بأنفاسه التي تحاوطها من جميع الإتجاهات!
الآن يتملكها أكثر...لتشعر بيديه التي تحاوك خصرها بنعومة.
هشام مقاطعاً بهدوء: سمر انا بحبك..ليه مش قادرة تبادليني المشاعر!
حاولت إبعاد أنفاسها عنه وهى مغمضة الأعين بضعف وتأثر من أنفاسه الحارة..ولكن أننفاسه أحاطت إنفاسها من جميعِ الإتجاهات...لتشعر بسخونة أنفاسه أكثر..ونبضات قلبه المرتفعة وبإقترابه أكثر وأكثر!....
حتى طبع على شفتيها قبلة شاغفة..ليبتعد قليلاً عنها وهى مغمضة عينيها تحت تأثر أنفاسه وقبلته..ليقترب مرة أخرى وهو يطبق قبلاته على شفتيها بفن!...وكأنه يتفنن في عشقها ليدخل معها الى عالمٍ آخر بينهم هم فقط..ليتقدم بخطواتها وهى تحولت الى الضعيفة المنهزمة!، وهى ترجع بخطواتها للخلف...لتبدأ..ليلتهم!
...........................
في الحي الشعبي:
في منزل داوود:
دخل المنزل وهو حاملاً إياها بين ذراعيه..وهى فاردة يديها بإستسلام وخصيلات شعرها الغجرية منسدلة في الهواء بإستسلام...بينما هو دخل غرفة نومة ليضعها على السرير برفق، وكاد أن يعتدل ولكن تقابلت أنفاسهم بحرارة معاً!..شعر بدفء أنفاسها ليصبح كالتمثال وهو منحنياً عليها هكذا...لينظر لعينيها المغلقتين...بشفتيها الكرزية ووجنتيها الوردية، وتلك المفاتن من أعلى ظاهرة قليلاً من فستانها لتزدادها فتنة في عينيه!
بلع ريقه كي يقاوم تلك الفتنة...حقاً فقد جاء بتلك الفاتنة الى هنا كي..تفتنه!!
لينظر آمامه محاولاً مقاومة تلك الأنفاس التي تجذبه اليها، ثم إبتعد عنها قليلاً ووضع ذلك الغطاء عليها...ليعتدل في وقفته، ثم توجه الى الخارج ليغلق باب الغرفة خلفه...ثم جلس على الأريكة ليخرج سيجارته ووضعها بين شفتيه..ليقوم بإشعالها وهو يرتشف منها ذلك الدخان الضار
ثم خلع قميصه ليصبح بتلك الفنلة التي بحمالات من اللون الرمادي...لتظهر قوة جسده..وعضلاته الظاهرة! ، وصدره المنحوت..لينام على الأريكة وهو ناظراً للسقف وبيده السيجارة يفكر بها وبفتنتها التي أخذته الى عالمٍ اخر
فهو لم يرى مسبقاً بهذا الجمال والشجاعة التي كانت في عينيها وذلك التمرد في وجهه!
ثم أطفأ السيجارة في المطفأة الخاصة بها على المائدة التي بجواره...ليبدأ في النوم.
........................
في دار الأيتام :
في غرفة ما:
أزاحتها إحدى الفتيات لتلقى على الأرض السفلية قليلاً بدرجة واحدة من سطح الأرض الطبيعي للطرقة، لترى أنها بين الماء الذي وصل الى منتصف بطنها وهى جالسة أرضاً بإهمال...لتستمع الى صوت إغلاق الباب ، ثم إعتدلت في جلستها لترى الظلام الهالك!..مُميت! يسري حولها
شعرت بالماء المثلج الذي بالطبع لن تعرف كيف ستنام منه؟...لتبتعد للخلف حتى شعرت بالحائط الذي التصق بظهرها، أخرجت تنفاستها عبر فمها وهى تشعر بالرعب الذي يسري بها في ذلك المكان المظلم.
..............................
وفي صباح اليوم التالي:
في الحي الشعبي:
في غرفة نوم داوود:
نائمة على السرير بفستانها الذي يظهر مفاتنها قليلاً من الأعلى...بخصيلات شعرها الغجرية على الوسادة بنعومة، فتحت عينيها ببطءٍ شديد عندما إستمعت الى تلك الأصوات القادمة من النافذة!
أخرجت أنين يعلن عن إستيقاظها..ولكنه ممزوج بألم من جسدها...آدارت وجهها الناحية الأخرى لتشعر بضوء الشمس المنتشر في أرجاء الغرفة.
زمرد بتأفف: سمر اقفلي الستارة...
ولكنها لم تستمع لشيء لتفتح عينيها وهى تنظر حولها لتكمل بتعجبٍ شديد: سمر؟!
نهضت من مكانها سريعاً..لتصبح جالسة على السرير...لترى آمامها شرفة عريضة واقفن بها ٣ سيدات وأطفالهن وهن ينظرن اليها ويتمتمن بصوتٍ منخفض!!
شعرت بدقات قلبها المرتفعة..التي جعلت صدرها يعلو ويهبط من الخوف الشديد.
احدى السيدات: ودي مين دي اللي عند داوود؟
لترد عليها السيدة الواقعة بجوارها : علمي علمك!
نظرت لهم بخوف وهى تبلع ريقها من أشكالهم الغريبة...لتنهض من مكانها سريعاً..وتوجهت الى الصالة لترى آمامها والدة داوود!
والدة داوود بدهشة: انتِ بتعملي ايه هنا في اوضة ابني؟
تحدثت وعلى وجهها الصدمة الكبرى..وهى محركة يديها الإثنتين بجوارها..كإشارة جسدية بعلامة الإستفهام!، بطولها المتوسط وعينيها البنية..ببشرتها البيضاء..مرتدية حجابها الظاهر منه خصيلات شعرها البنية..بملامح وجهها التي مازالت فاتنة، بينما زمرد لم تعطيها رد لتسرع ناحية الباب بخوف مما يحدث حولها..اين هى وما الذي جاء بها الى هنا؟!
ثم فتحت الباب وكادت أن ترحل ولكن وجدت امامها فتاة في سن ال ٢٦ عاماً مرتدية بنطال چنس وفوقه بلوزة..بعينيها السوداء وبشرتها البيضاء...وخصيلات شعرها السوداء المنسدلة على كتفيها بنعومة.
نوال بصدمة: انتِ بتعملي ايه هنا يا (بت) انتِ؟!
تركتها زمرد لتنزل على الدرچ مسرعة لأسفل تحاول الهرب من ذلك الكابوس لتصبح...في الشارع!
وقفت في مكانها لتفرغ شفتيها قليلاً وهى ناظرة لذلك العالم الذي حولها...من حي شعبي بسيط، الأطفال يسرعون خلف بعضهم بلعب ومرح..وبعض السيدات تبيع الخضراوات في الشارع، اما عن الرجال الجالسين آمام المقهى...لأول مرة ان ترى هذا!..وتلك المحلات المتعددة والملتصقة ببععضها البعض،
بالطبع إن كان هشام قد سجنها ٩ سنوات بين ٤ حوائط لا يجب أن تخرج عنهم...ومنع عنها التلفاز والهاتف، فكيف سترى هذا المكان من قبل!
حتى تلك ال١٠ سنوات التي كانت في منزل والدتها ووالدها هشام...كانت في مكان أرقى بكثير من...هذا!
زمرد وهى عاقدة حاجبيها ببرائة شديد: انا فين!
ليلقى عليها طفل ما وهو يمرح مع اصدقائه...ثم إبتعدت بخطواتها للخلف على أثر تلك الإزاحة...ليرتطم ظهرها بجسد رجل ما، آدارت وجهها اليه وهى تقول...
زمرد بتردد: انا اسفة..انا.....
لم تستطع أن تكمل حديثها...لتراه طويل القامة وواضعاً على إحدى عينيه شيىء ما يخفي عينه اليسرى...وتلك( آثار الجرح على وجهه بشكلٍ مرعب ناتجة من سكينٍ متين)
شعرت بالخوف الشديد..لترجع للخلف قليلاً بخطواتها..بصدرها الذي يعلو ويهبط برعب من هيئته الغريبة.
لتستمع الى صوت رجل ما وهو ممسكاً بيد شاب صغير وهو يقول بنبرة خشونة: على فين!!
ليضع تلك الأداة الحادة على يده! وقد قام بـ...قطعها!!
انتفضت من مكانها عندما رأت ذلك المشهد امامها..لتصدر صرخة رعب، ابتعدت للخلف أكثر وهى تبلع ريقها لتقول...
زمرد بخوفٍ شديد: قطع..قطع ايده!، ايده!..قطعها!!
أخرجت تنهيداتها المتوترة..بيديها المرتعشة،
لتشعر بضيق التنفس...الذي حاوطها!
لتستدير وهى ترى الجميع!..الجميع ينظرون اليها بتوجس!...وكأن نظراتهم تفسر ملامحها..انشاً..انشاً!!
ليس ملامحها فحسب بل...جسدها! المخبأ خلف فستانها..ولكن ذراعخا وكتفيها ظاهراً وجزئاً من مفاتنها العلوية، بحمالات فستانها المنسدلة على ذراعها بنعومة.
...............................
وفي منزل ما:
صعد على طبقاتِ الدرچ وهو مرتدي بنطال چينس من اللون الإسود وفوقه قميص وفوق ذلك القميص ( بلوڤر) بدون أكمام بحمالات عريضة فقط!...مع أننا في فصل الصيف!، شعر بالتردد الكبير في أن يريها وجهه بعد الذي حدث!...ولكنه شعر بالاشتياق الكبير الى رؤيتها، ثم حسم الأمر..ليضع يده على زر رنين الجرس وهو يضغط بهدوء، لتفتح الباب سيدة تبلغ من العمر ٥٠ عاماً.
والدة سيرين بإبتسامة مشرقة: عصام..اهلا اهلا، اتفضل.
اعتدل في وقفته بإبتسامته الهادئة: حضرتك عاملة ايه، سيرين صاحية؟
اومأت برأسها سريعاً وهى مازالت ممسكاً بسُمك الباب وهى تقول بسعادة: الحمد لله، موجودة..اتفضل.
ثم تركت الباب بيدها اليمنى وهى تشير له بالترحيب كي يدخل الى الداخل، بينما هو أومأ بهدوء وتردد..ليدخل
فلقد علم أن سيرين بالطبع لم تحدثها في شيء ولن تدخلها في أمور شخصية بينهم لذلك رحبت به والدتها بدون أن تعلم ما حدث.
ثم خلع حذائه ليدخل بخطواته الهادئة..متوجهاً ناحية غرفة سيرين، بينما سارت خلفه والدتها وهى تقول بإبتسامة: اعملك حاجة تشربها؟
إستدار اليها بهدوء وهو يقول بإبتسامة لطيفة: لأ مافيش داعي، شكراً.
ثم تركها وطرق الباب ليدخل الى الداخل...بينما توجهت والدتها الى المطبخ كي تحضر لهم شيئا يشربونه، فهى تعلم أن رده كان مجاملة ليس الا!
وفي داخل الغرفة:
واقفة في مكانها وهى ناظرة له بضيق بعدما دخل.. مرتدية بچامة من اللون الفضي من الستان وهى تهز قدمها اليسرى بإختناقٍ شديد، و عاقدة ساعديها آمام صدرها...لتنزلهما وهى تقول...
سيرين بضيق: انتَ ايه اللي جابك؟
جاء اليها وهو عاقداً حاجبيه ببرائة شديدة...فهو لين مع عشيقته الوحيدة أكثر.
عصام مسرعاً ببرائة: سيرين!
أعطته ظهرها سريعاً وهى عاقدة ساعديها آمام صدرها وعلى وجهها الضيق الشديد منه!...فهى غاضبة من وجود سيدة أخرى قد لمسها غيرها.
سيرين مسرعة بضيق: وليك عين تيجي بعد اللي عملته؟
نظر للأرض بأسى قليلاً ثم رفع رأسه اليها..ليضع يديه بحنان على ذراعيها وهو يقول بهدوء: اللي حصل دة غصب عني.
استدارت اليه وهى تشعر بالإستفزاز من حديثه...لتترك يديها وهى تقول بضيق : والله!، جوازك منها كان غصب عنك؟ انك تخبي عليا دة كان غصب عنك!!؟
عصام بتردد: سيرين انا....
ابتعدت عنه بخطواتها الغاضبة..وهى لم تترك له مجالاً ليتحدث لتقول وهى فاردة يديها الإثنتين بعلامة إستفهام وهى تقول بتعجبٍ شديد: وبعدين احنا بنتكلم في ايه؟!....
ثم إستدارت اليه وهى ناظرة له بحزنٍ شديد..مكتوم داخلها...بنظرات عينيها التي تحولت للألم وهى تكمل: ماانت يحقلك تتجوز واحدة تانية عشان انا الغلط عندي ومابخلفش.
أسرع اليها ليضع يده على كتفها بحنان..لتشعر بلمسته الحنونة عليها، ولكن مهلاً لقد إشتاقت الى لمساته ناحيتها!...فهى واقعة في غرامه مثلما هو واقعُُ أيضاً.
عصام مسرعاً: اوعى تقولي كدة تاني...
نظر لعينيها ببرائة عندما أنزل يده ووضعها في خصرها...ليكمل بهدوء: انا بحبك ياسيرين، انا مش عايزها هى..انا عايزك انتِ .
ازالت يده..عندما تحولت ملامحها للغضب الكبير وهى ناظرة لعينيه وهى تقول بسخرية: لا يا عصام...دة دوري اني امشي، لان وجودي مالوش اي لازمة ،انما انت....
ثم إبتسمت بجوار شفتيها بحزن..فهى تعلم انه لم يخطيء قط حتى بعد زواجه لانه من حقه أن ينجب...ولكن!، هى مازالت تريده لها فقط!
ثم اكملت بجدية: روح لمراتك..ام ابنك.
هز رأسه بنفي وهو يقول : لالا سيرين...
ثم إقترب لتصبح أنفاسهم متلاصقة معاً وهم مغمضين الأعين...لتلصق أنفهم معاً وهو يقول بنبرة بها الضعف: انا بحبك انتِ...اسمعيني.
حاولت الإبتعاد عنه كي لا تضعف...ثم إبتعدت عنه بإختناق وعينيها التي بها البرائة والحزن لتجلس على السرير وهى تقول: مش عايزة اسمع.
ثم وضعت يديها على رأسها وهى ناظرة للأرض، بينما هو نزل على ركبتيها ليمسك يديها وينزلهما وهو ناظراً لعينيها...بعدما رفعت هى رأسها له عندما امتلأت عينيها بالدموع.
عصام بحزن: عشان خاطري ياسيرين..ارجعي معايا، صدقيني...
ثم نظر لنواحي أخرى ليعود للنظر اليها وهو عاقداً حاجبيه ببرائة ليكمل: صدقيني جوازنا كان مجرد اتفاق كنتِ زعلانة وماكنتش عارف اسعدك ازاي..اتجوزتها واتفقنا اول ماتخلف هاخد الولد وهديها مبلغ، وانتِ اللي هتربيه، لكن اللي عملته دة ماكنتش عامل حسابه!
إبتسمت بسخرية وهى ناظرة له لتنهمر دمعة من عينيها وهى تقول...
سيرين بتعجب شديد: وانت فاكر ان في ام هتبيع ابنها!!؟
نظر للأرض...لشعوره فقط انها سترحل وتتركه!، فكيف يتحمل هجران حبيبته؟
عصام بحزنٍ شديد: عشان خاطري ياسيرين ارجعي معايا، انا ماليش حد غيرك اساسا.
ثم رفع وجهه اليها بنظراته البريئة كالأطفال تماما آمامها!...لترى دموع عينيه المحتجزة بالداخل وهى ناظرة له.
سيرين بهدوء حزين: وبعد ماارجع؟
عصام مسرعاً: تفهميها انك انتِ اللي ست البيت مش هى! ، مش معقول هتسيبيها كدة!!
التهمت شفتيها وهى ناظرة لنواحي أخرى بتفكير...بينما هو ضغط على يديها بتملك وهو ناظراً لعينيها بضعفٍ كبير ليكمل: ارجعي معايا، وهحكيلك هى بتهددني بايه...انتِ اللي هتعرفي تنقذيني من دة، عشان خاطري ياسيرين.
نظرت لعينيه بضعف...فهو يضعفها بنظراته ونبرة صوته المليئة بصدق مشاعره تلك...لتضع يدها اليسرى على إحدى وجنتيه وهى تقول: تمام...
بينما هو إقترب لتلصق أنفهم ببعضها...وأنفاسهم التي تتعانق بتناغم وهى تكمل: تمام.
شعر بإشتياقه لها وهم مازالوا مغمضين الأعين ليطبع قبلة رقيقة جدا على شفتيها...ثم إبتعد وهم مازالوا مغمضين الاعين، شعرت بصدق مشاعره لها التي تحاوطها بحنان..ليضع يده على احدى ذراعيها وهو يحركها بحنان على ذراعها، لتشعر بإشتياقها له من تلك المشاعر الكبيرة في نظرها، فبالطبع ان كان يحبها هكذا...فلِما سينظر لغيرها؟
.............................
في منزل عصام:
واقفة آمام المرآة وهى تنظم هيئتها..وهى مرتدية عبائتها السوداء الأنيقة..وحجابها الذي يظهر خصيلات شعرها الناعمة المنسدلة على ظهرها! ، وهى واضعة مساحيق التجميل الهادئة التي تظهر ملامح وجهها أكثر..وهى واضعة أحمر الشفاه، ثم توجهت الى باب المنزل لتفتحه..وترى سيرين! آمامها.
لتضع نهلة يدها على سُمك الباب وهى منحنية بدلال..بتلك الإبتسامة المنتصرة على وجهها!
نهلة بإبتسامة: انا قولت برضو انك راجعة...البيت مشتاق لصاحبته.
أخذت نهلة نفساً عميقاً لتخرطه عبر أنفها وهى كاتمة غضبها داخلها...بملامحها الغضب عليها..والصرامة!، وهى عاقدة ساعديها آمام صدرها..لتتقدم خطوتين وهى ناظرة لنهلة.
سيرين بضيق: كويس انك عارفة مين هنا صاحبة الببت.
اختفت ابتسامة نهلة...فهى تعلم انها تقوم بإستفزازها، ثم إبتسمت بخبث..كي تخفي أنها قد هزمتها!
نهلة بإبتسامة خبيثة: وماله!....
ثم أخرجت تنهيدة لتعتدل في وققتها وهى تعزم الخروج..لتحرك يديها الإثنتين وهى تكمل بنبرة بها السعادة: انا هسيبك بقا هروح ازور اهلي...
ثم توجهت للخارج بخطوانها التي بها الدلال...كي تحاول إستفزاز سيرين، بينما ظلت سيرين واقفة في مكانها لم تتحرك انشاً!
يينما اكملت نهلة بنبرة بها المرح: وهسيبلك ابني خلي بالك منه، يالا مش (هعوأ).
ثم توجهت الى الأسانسير بخطواتها لتضغط على الزر...بينما عقدت سيرين حاحبيها بتعجب! لتقول...
سيرين بتعجب: اعوأ!....
ثم نظرت لناحية اخرى وهى تتأفف لتكمل: بيئة.
ثم تركتها ودخلت المنزل بعدما رمقتها بنظرات التقزز!..والإستحقار، بينما إبتسمت نهلة بتوعد وهى ناظرة آمامها...لترفع رأسها عندما توقف الأسانسير آمامها، ثم دخلت به وأغلقت الباب خلفها.
...........................
في دار الأيتام:
في تلك الغرفة:
فتحت عينيها ببطءٍ شديد بعدما إستمعت لصوت فتح الباب من الخارج..لترى ذلك الضوء آمامهما بعدما قضت طوال الليل في ظلامٍ هالك!
رفعت رأسها قليلاً...بجسدها الذي يرتعش ويديها التي قد جعلتها مغلقة في باطن يدها الاخرى من تلك الحرارة المنخفضة هنا بسبب الماء، وهى لا تستطيع الرؤية لترى فتاة واقفة وهى مرتدية فستانها من اللون الأسود والأبيض وهى عاقدة خصيلات شعرها لأعلى لتقول...
الفتاة بجدية: تميم بيه طالبك.
عقدت حاجبيها قليلاً وهى لا تستطيع التحرك و..............
......................
وفي الحي الشعبي:
توقفت سيارة تاكسي في ذلك الحي..لتنزل منه نهلة وهى مرتدية عبائتها السوداء المغلقة وفوقها حجابها الأسود...بخطواتها المائلة الأنثوية وهى ممسكة بيدها حامل النقود الصغير، وفور رؤيتها لشقيقها الأكبر وضعت يدها فوق فمها لتخرج ما يسمى ب( زغروطة)!
بينما هو واقفاً في مكانه آمام ورشته..ليبتسم فور رؤيته لها...بملابسه التي بها الشحم، يراها آتية اليه وهى مستمرة في تلك( الزغروطة)، حتى وقفت آمامه مباشرةً وهى تقول عندما فردت يديها قليلاً بإستسلام وتمايل...
نهلة بسعادة: اللي مشرفنا مع الحكومة.
ثم إنحنت على يده لتقبلها....كتعبيراً عن إحترامها له، لتقف آمامها بينما هو امسك رأسها ليقبلها في جبهتها...كتبادل حبه لها.
نهلة بسعادة: واحشني.
داوود بجدية: من سعة ما ولدتي ومابنشوفكيش يانهلة!..دة حتى مافيش سلام؟
تغيرت ملامحها للدهشة من حديثه..الا يعلم معزته في قلبها؟
نهلة مسرعة: انا؟
بينما هو اكمل عندما وضع يديه في جيوب بنطاله بثقة : ولا ناوية تقطعي الحبل اللي بنا؟
وضعت يديها على صدرها بعدما شهقت بصدمة وهى تقول...
نهلة مسرعة: يقطعني!..لو قولت كدة حتى ولا ييجي على بالي، انا اقطع معاك انت ياداوود!
داوود بجمود: شوفي انتِ بقا.
ابتسمت لتعتدل في وقفتها..عندما وضعت يد فوق الاخرى امام خصرها وهى تقول بإبتسامة هادئة: دة انت ضهري اللي بسند عليه، هعيش من غير ضهر ازاي بقا؟!
اخذ داوود نفساً عميقاً فهو يعلم حديثها الذي يغلبه دائماً، ثم اخرجه بتنهيدة وهو مازال واقفاً في مكانه ليقول...
داوود بجدية: ماشي يانهلة، كل مرة بتعرفي (تثبتيني) كدة....
اتسعت ابتسامتها بسعادة لتنظر الى الحي الذي اشتاقت اليه بينما هو اكمل بتعجب قليلا: امال ماجبتيش ابنك وانتِ جاية ليه.
ادارت وجهها لناحية اخرى وهى شاردة..لتبتسم بسعادة وهى تنظم حجابها: سبته مع مرات ابوه
عقد داوود حاجبيه بتعجبٍ شديد وهو يقول: مرات ابوه!
انتبهت لما تقوله..لتستيقظ من شرودها..ثم تحركت بتوتر، فهى تعلم انها تتحدث دون ان تدرك ماتقوله !
نهلة بإبتسامة توتر: يوه هو انت ماتعرفش...
ثم اكملت بابتسامة بلهاء وهى تحرك يديها: مش عصام طلع متجوز وانا التانية!
تغيرت ملامحه للغضب الشديد..فهو لا يعلم ان شقيقته اصبحت الزوجة الثانية..وايضاً برضاها!!، ثم جذبها من كوع ذراعها بعنف وهو يقول...
داوود بغضب: مراته التانية ازاي؟!...وانتِ موافقة على الكلام دة؟
اخرجت تنهيدات توتر وهى تنظر لنواحي اخرى...لتحاول ان تبتسم بتردد وهى تقول: ماهو..ماهو....
كرم مسرعاً: الحق يا كبيرنا.
التفت اليه داوود ليتركها من يده..بينما هى وضعت يدها على صدرها عندما اغلقت عينيها..فهو قد انقذها منه، ثم فتحتهما لتنظر لكرم ذلك الشاب الذي يعمل لحساب داوود...بملابسه الملطخة والمتقطعة!..وكأنه ينام في القمامة!!
ببشرته القمحاوية وشعره الاسود..بعينيه البنية، فهى تكره رائحته دائماً، لتنظر له بتقزز.
داوود بضيق: في ايه يا كرم؟
شعر كرم بضربات قلبه التي كادت ان توقفه تماما!..ثم حرك يديه بانفعال قليلاً وهو يقول مسرعاً: عم احمد مسك الواد وقطع ايده!!
تغيرت ملامح داوود للصدمة الكبرى مما يستمع اليه!
داوود بصدمة: انت بتقول ايه؟!
كرم مسرعاً: زي ما سمعت ياكبيرنا...
ثم اكمل بسعادة كبرى!..عندما تقدم خطوة: وشكلها هتبقى خناقة كبيرة اوي بين العيلتين.
لتنظر اليه نهلة بتعجبٍ شديد!...فما السعادة في ذلك الامر المخزي!
نهلة بغضب: وانت فرحان على ايه ياكرم؟
ادار كرم وجهه اليها ليعقد حاجبيه بتعجب من قدومها الى هنا وهو يقول: مين؟....
ثم ابتسم بسعادة كبرى ليتقدم خطوتين وهو ناظراً لها بنظرات غرام..كبرى!، وكأن داوود ليس هنا!...ليكمل وهو ينظم هيئته: ست الحسن وجمال الحارة كلها!
ابتسمت نهلة بخجل لتنظر آمامها...لترفع رأسها بتعالي وهى تتحرك بدلال، بينما امسكه داوود من ياقة قميصه سريعاً...بعينيه التي تخرج النيران وهو يقول...
داوود بغضبٍ عارم: انت بتعاكسها!!
شعر كرم بقدميه التي تتخبط ببعضها البعض بتوترٍ كبير من نظرات داوود التي تقسم على قتله!
كرم مسرعاً بخوف: مااقدرش يامعلم..انا بس برحب بيها.
ازاحه داوود بانفعال وغضب من ذلك القبيح وهو يقول: طب (غور) من وشي واجمع الرجالة يالا.
اومأ كرم برأسه سريعاً...ثم اسرع بخطواته بضع خطواته!، ليتوقف في مكانه ويستدير الى داوود بتردد...بينما تأففت نهلة لتقول بإختناق: ايه تاني؟
تقدم الخطوات حتى وصل لداوود وهو يقول بتردد: في حاجة كمان.
داوود بجمود: اخلص...عشان ماادفنكش دلوقتي.
بلع كرم ريقه...ليتحرك وهو يقول مسرعاً: في واحدة الناس كلها ( ملمومة) حواليها دلوقتي.
عقد داوود حاجبيه قليلا. بتعجب!...أيمكن ان تكون هى؟..زمرد!، ليتقدم خطوة وهو يقول بتعجب: واحدة مين؟
ليجذبه من ياقة قميصه مجدداً وهو ناظراً لها، بينما ابتسم كرم بسعادة وهو يصف جمالها ليقول...
كرم بحماس: واحدة حلوة اوي..عيون ايه!،
ثم نظر لنهلة وهو يقول وهو يلهث: ولا شعر ايه..ولا كتافها اللي تتلف في حرير!...
ثم حرك يده اليمنى بسعادة وهو يكمل: دي عاملة زي اللي بيطلعوا في التليفون على الـ mpc 2
شعر انه يتحدث عنها هى بالطبع..هى...ادار وجهه الناحية الاخرى وهو يفكر في هذا، ولكن من فتح لها الباب كي تنزل هكذا وهو من اغلقه بالمفتاح!!
بينما نظرت نهلة لكرم عندما عقدت حاجبيها بتعجبٍ شديد وهى تقول...
نهلة بتعجبٍ شديد: احلى مني يا واد يا كرم؟
نظم كرم قبعة رأسه ليقرب وجهه اليها مستغلاً انشغال داوود في شروده وهو يقول بنظرات غزل...
كرم بابتسامة ود: وهو في حد هنا يبقى احلى منك ياجميل.
رفعت رأسها مجدداً للأعلى بابتسامة انتصار وهى ترضي غرورها، بينما جذبه داوود من ياقة قميصه مجدداً وهو يقول بغضبٍ هادر: وهى فين دلوقتي؟!!!!



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close