اخر الروايات

رواية تزوجته رغما عنه الفصل السادس والاربعون 46 بقلم حورية

رواية تزوجته رغما عنه الفصل السادس والاربعون 46 بقلم حورية 



البارت السادس والاربعون
"يبقى هسجنك يا حسن"
قالتها علياء لحسن وهى تضغط على كل حرف فيها محاوله ان تبذل قصارى جهدها لكى تبدو قويه..أما حسن وقعت على اذنه تلك الجمله بصدمه شديده وبهت وهو يسمع علياء وهى تروى للضابط ما حدث ثم تابعت بثقه وهى تنظر لحسن:-وكمان انا عندى شهود عالكلام ده البواب اللى
سمع صوتى وانا بصرخ وكمان جارتى قدامى
نطق حسن بصدمه وهو ينظر اليها:-وانا مش هنكر عشان تحتاجى انك تأكدى
نطق الضابط فى ملل:-طب كده زى الفل معانا اعتراف واصابه وحاجه زى الفل نفتح المحضر يا مدام ثم تابع بلهجه روتينيه:-ولا الصلح وتعهد عدم تعرض..؟
استأذن حسن الضابط قائلا:-بعد اذنك يا فندم ممكن تسيبنا لوحدنا
اومأ رأسه وهو يزفر..
جلست أمامه وهو ينظر الى رأسها التى غطاها شاش ابيض وبقعه حمراء تتوسطها...وعيناها البائسه...
نطق بأسف واضح:-انا اسف ...اسف اوى يا عليا
فرت اول دمعه من عينيها..فمسحتها بسرعه وقالت له ببؤس تبينه على الفور:-طلقنى ...طلقنى وانا هتنازل عن اى حق من حقوقى ..
فرك وجهه ومسح دموع امتلأت بها عيناه وقال بوهن:-انا عمرى ما عرفت اعيش صح ولا معاكى ولا مع مها..عمرى ما اخترت ...حقيقى انا ندمان على كل حاجه فعلا..علياء عشان ..
قاطعته بصياح وصوت اختنق بالبكاء والدموع التى تهطل بغزاره:-يا اخى انت ايه ؟عايز كل حاجه عايز الراحه والفلوس والعيال والزوجه والعشيقه ...اهدى بقى شويه ...انت اللى زيك موجودين عالارض عشان يكفروا ذنوب اللى زيي يا حسن مسحت دموعها بقوه وتابعت بصرامه:-بس انا خلاص
ذنوبى اتكفرت والله العظيم خلاص تعبت ومش عايزه حاجه
جثى على ركبتيه امامها قائلا:-بالله عليكى اهدى يا عليا
صاحت:-مش ههدى غير لما اطلق
ردّ مهدئا اياها:-طب هطلق بس احنا مبقالناش كتير وانا مش هقبل حد يقول عليكى كلمه ...استنى شويه بس
دخل الضابط وهو يزفر :-ها قررتوا ايه ؟
نظرت له وقد فركت وجهها كله قائله باستسلام:-محضر عدم تعرض
ردّ الضابط بابتسامه ساخره:-يعنى الصلح
وانتهى اللقاء وهى تسبقه بعرجه خفيفه بدت فى قدمها التى نالت من الضربات الكثير...
كان يسير ويتمنى بأن يلقى بنفسه امام احدى العربات لكى ينتهى من تلك الحياه التى ارهقته كثيرا...وجملتها تدوى فى مسامعه"انت اللى زيك موجودين عالارض عشان يكفروا ذنوب اللى بيقابلوهم"
وصلت الى منزلها فوجدت والدتها ..التى ما ان رأتها حتى اطلقت صرخه قويه:-مين اللى عمل فيكى كده يا عليا؟
كان ورائهااغلق الباب فنطق بدلا منها ببؤس:-انا يا طنط
ما ان سمعت ذلك منه ..حتى اندفعت ناحيته بقوه وهى تمسك به صائحه:-يا بن الكلب يا زباله بتمد ايدك يا مراتك انا هوريك
ثم التفتت الى علياء قائله بعتاب صارخه:-وانتى منزلتيش ليه نعمله محضر ونوديه فى ستين داهيه
بدا وكأنه فى عالم اخر ..
بكت علياء وهى ترد:-روحت يا ماما بس هوا قال انه هيطلقنى وانا قولت انى هتنازل عن المحضر
تجاهلت كلامها الذى اعتبرته حماقة وسخافه وقالت له بتوعد:-هتنزل وتجيبلى المؤخر وتلم هلهيلك من هنا ومعاك المأذون وبنتى هتاخد حقوقها كلها انا مش هسمح ان واحده زى امك تستقوى علينا
هوى على مقعد بجانب الباب..و وضع يده على رأسه قائلا والهمّ يملأ صوته:-بجد معيش ولا مليم ..هكتبلكوا بيه شيكات وهقسطوا كل شهر من المرتب
دفعته والدتها فى قسوه قائله:-روح يا حبيبى استلف من امك وابقى تعالالى و والله لو ما طلقتها بالذوق واخدت كل حقوقها لهرفع عليك قضيه والففك فى المحاكم وانا مواريش حاجه
كانت علياء تنحب بكاءا ..فالتفتت والتها لها بقسوه:-بطلى عياط ما هو من غباءك ومشيانك من دماغك
ضباب...ضباب..كل ما يشعر به الان ...خرج من صمته قائلا بصرامه:-طنط انا معيش فلوس فعلا ..والله ..بصى هكتبلك ورق بالفلوس وهديهالك من مرتبى على خمس ست شهور ..بالله عليكوا انا مستعد اصلح فعلا اى حاجه واخلص كل حد ضايقتوا منى بس دينى فرصه
ردّت بلهجه امره:-روح هاتلى المأذون وهتكتب الورق بالفلوس النهارده والطلاق هيتم النهارده
نظر لعلياء متوسلا اليها لاخر مره ..فنظرت له نظرة اخيره..ثم خفضت بصرها عنه...فسار باستسلام
رنّ هاتفه معلنا قدوم رساله من "فتحيه""انا يا حسن سافرت لعمك محمود يا حبيبى انا مش عايزه مشاكل بقى"زفر فى ضيق وسار وعيناه تلمع بالدموع...
************************************************** **********************************
أما ملوك كانت قد ضمّت فخذيها الى صدرها وهى تجلس على تلك الاريكه..فكرت فى ان تتصل به ولكنّها كانت تتراجع خوفا من ان يكون قد ذهب لنهال..
لم تكن ظنونها فى محلها ...حيث وجدته يتجسد امامها ..وابتسامه حلوه تزين ثغره...قائلا:-هسامحك بس على شرط؟
مسحت دموعها ونهضت من محلها قائله بلهفه:-ها؟
اشار على وجنته وقال لها بنفس الوجه البشوش :-بوسه هنا
عقدت حاجبيها وقالت له بعتاب:-على فكره انا لسه عند كلمتى انى هروح اعد عند ماما واننا هنتوب على كل الكدب اللى كدبناه ده
تجاهل حديثها وقال بغضب طفولى :-يعنى مش هتنفذى شرطى الوحيد ؟
اخفضت بصرها ...فاتجه ناحية الباب وهو يقول :-طب انا ماشى
اسرعت ناحيته بلهفه قائله:-كريم انا مش بهزر
التفت اليها قائلا بجديه:-ولا انا يا ملوك انتى بتقولى كلام مش منطقى بردوا يعنى ايه نعيش زى المطلقين كده ماشى انا ممكن اوعدك انى مش هعرضك لموقف زى ده تانى وانى فعلاهقول لنهال بس ادينى فرصه امهدلها فى الكام شهر دول لحد ما تولدى ان شاء الله
انا عمرى ما هسمح ان ابنى او بنتى يعيشوا فى الوضع ده
رفعت حاجبيها قائله بغضب:-يعنى عشانهم مش عشانى انا
ضحك بحق واقترب منها قائلا لها بخبث:-طب يعنى بردوا مش هتحققى الشرط بتاعى ولا ايه انا قدامى خمس دقايق واطير
ابتسمت اخيرا لتطبع على وجنته قبله رقيقه التقطها بفمه ثمّ احتضنها بحنان شعرت به وكأن روحها قد عادت اليها ثانية...
تركها باتجاه نهال التى اتصلت به تستعجله...
وصل اليها قائلا بلهفه:-فيه ايه يا بنتى قلقتينى
ردّت وهى تبتسم ملئ فمها وقد احاطته بذراعيها قائله:-يلا بسرعه ننزل بقى عشان منتأخرش
ضحك قائلا:-يا امى فيه ايه هنروح فين
تابعت بنفس اللهفه:-انا مش قولتلك ان انا وانت لازم يكون عندنا بيبى انا اتفقت النهارده مع الملجأ اننا هنروح ناخد فارس وار ورق هنخلصه هناك ان شاء الله
عقد حاجبيه وترك يدها وقال لها بتذمر:-نهال انا اكلمت فى الموضوع ده قبل كده كتير
قالت بغضب:-انت مش حاسس بيا وانانى علطول مشغول فى شغلك وانا مرميه هنا لوحدى مش هعرف اكمل كده
ردّ مدافعا:-خلاص روحى لملجأ راعى الطفل هناك بس مش لازم نجيبه هنا ونكفله تماما
قالت له بتعجب:-انا مش فاهمه ايه سر اصرارك ده زى ما تكون مش عايز تخلف
قاطعها معارضا:-واحنا كده هنخلف ؟ثم قال بلهجه امره:-يلا بقى حضرى الاكل واقفلى الموضوع ده تماما يا نهال
ردّت وقد امتلأت عيناها بالدموع متوسله:-بالله عليك يا كريم...بليز وافق ...انا تعبانة وانا لوحدى تفتكر لما هنكبر مين هيقف جمبنا
تجاهلها وتركها باتجاه الغرفه...بينما وقفت تدبّ الارض غضبا كطفلا فى العاشره....
************************************************** *******
مرّت اجراءات الطلاق سريعه جدا ...شعر وكأن مشهده مع مها يتكرر بصوره اخرى ...ولكنّ هنا مشاعره كانت مختلفه ...كان يشعر وكأن تلك الزيجه تحبس انفاسه وشعر بالحريه بعد انتهائها ليس بالسعاده فهو لم يكره علياء قط...
أما وقت انفصاله عن مها ودّ ان يبقى ...يبقى وحسب..وكأنه كان يعيش طوال هذا الوقت على تلك الضمه التى اختلسها منها لحظة الطلاق...
شعور ما كان يستقر بداخله ..بأنها مازالت تحبه..
تخيل وكأن الحياه قد عادت كما سبق تارة اخرى..اطلق تنهيده وهو يجلس فى احدى المقاعد العامه فى تلك الساعه المتأخره من الليل...
لأول مره يخطر بباله مصير ذلك الطفل الذى يستقر فى احشاء علياء وبالرغم من الذى تعرضت له الا أنه مازال يتمسك بالحياه...
فكّر فى اطفاله الثلاثه...ضحكة كارما وهدوء كنزى ومداعبة وجنة معز الحمراء الممتلئه...
فارتسمت ابتسامه على ثغره...
تلاشت حينما تذكر حال علياء وجملتها تتردد فى اذنه مرة اخرى...
اتجه فى نهاية الامر ناحية بيت والدته فهو فارغ وعليه ان يأخذ وقتا لنفسه وحسب...وقتا يعاود فيه كل شئ ...يعود فيه الى ذلك الانسان الذى طالما أحبته مها وشعرت معه "كما يظن"بالامان
************************************************** **********************************
يوم جديد يطّل على مها...استيقظت فيه بكامل حيويتها ونشاطها..ارتدت ثيابا ملونه بالوان الربيع ..وعاودت قراءة تلك الاذكار مره الاخرى...
هى لم تنقطع عنها فى حقيقة الامر ولكنّها بدأت تقرأها كما كانت تحب ...تفهمها فتشعر بها فيحيط بها ذلك الامان الذى تلمسه كلما رددت "بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ فى الارض ولا فى السماء وهو السميع العليم"
قررت ان تصحب الصغار الى فتحيه اليوم فهى لن تتركهم ينعمون بالهدوء ويتركون مسئوليتهم لها وحدها ...ولكنّها فى تلك المره قد اعطتهم تلك الشكولاته التى ارهقتهم بحثا فى السابق..
تناولوا افطارهم واستقلوا سياره اجره وقررت ان تخبر فتحيه اليوم بمجيئها وليس كما فعلت قبل يوم تقريبا...
ضغطت ازرار الهاتف ...كان غارقا فى النوم وعندما سمع صوت الهاتف قرر الا يجيبه ..
ابتسمت عندما تخيلت هيئة فتحيه عندما ستراها هى والصغار اصبحت تتلذذ هي الاخرى باستفزازها...
اخيرا اصبحت امام باب المنزل ...همست للصغار بشئ ما..ثم وضعت يدها على خصرها ...واليد الاخرى الصقتها بالجرس..
انتفض من محله ..وهرول ناحية الباب بلا وعى ...حتى ادار مقبضه...فنطقت هى بابتسامه مستفزه :-ازيك يا طنط
اعتدلت فى وقفتها عندما رأته امامها بتلك الهيئه ....كان عاريا عدا بنطالا قصيرا ازرق اللون يرتديه..
بينما فرك عينيه وهو يتمتم"الحلم اتحقق ولا ايه؟!"
تنحنحت ونظرت الى الصغار الذين هجموا عليه مهللين :-بابا بابا
اخيرا خرجت عن صمتها ونطقت قائله بهدوء:-انا هاجى اخدهم عالعصر كده ان شاء الله
والتفتت لتخرج ولكن اوقفتها يده التى امسكت بذراعها فأفلتتها بسرعه قائله ببرود:-فيه حاجه ؟
رد متلعثما:-ماما سافرت وانا رايح الشغل
ردّت بعند:-وانا بردوا مش بلعب انا رايحه الشغل
مسح على رأسه قائلا بحيره:-والحل
التفتت لتغادر قائله بلا مبالاه مصطنعه:-معرفش شوف بقى هتعمل ايه
نطق بنبره خاليه من أى انفعال:-انا طلقت عليا
شيئا ما جعلها تلتفت مره اخرى...لا تعرف تحديدا كيف تشعر الان؟...علا صوت دقات قلبها المضطرب ...ونطقت دون وعى:-ليه كده
ردّ بصدق:-عشان انا عمرى ما هعرف انساكى ثمّ تابع مسرعا:-انا عايز نرجع لبعض تانى يا مها
عادت الان لوعيها فعلا صوت ضحكتها الساخره ثم قالت له بثقه :-انسى ...ضغطت على كل حرف وهى تتابع :-انسى يا حسن
سارت باتجاه عملها وقطع تفكيرها المضطرب مكالمه تليفونيه من احدى صديقاتها التى سوف تساعدها فى اجراءات التقديم للدراسات العليا...اليوم حافل يا مها...
أما هو كان يتوقع رد فعل اسوأ من هذا...فكان ردّها بمثابة حافز له نحو تفكيره وليس كما اعتقدت هى
اجرى مكالمه هاتفيه لعمله يعلن فيها عن تقديمه لاجازه لمدة يومين
والتفت للصغار قائلا بحماس طفل:-هنلعب ايه
نطقوا جميعا بفرحه:-استغماايه
مرت ساعه ونصف من اللعب والضحك معهم...كم كان احمق؟!حين ترك كل هذه النعم ورحل وراء شهوة..نعم شهوه وليس حب كما كان يظن..
والان يجلس معهم وامامهم صنيه واسعه من البطاطس المقليه الذهبيه وشرائح الطماطم التى أعدها لهم
...تناولوا الطعام ولمعت فى عقله فكره ابتسم لها ثغره ابتسامة واسعه
ارتدى ملابسه بسرعه واصطحب الصغار نحو بيت والدة مها وهناك جلس معها...
نطق بخجل قائلا:-طنط انا جاى وعشمان فى ربنا ثمّ فيكى
ردّت ببرود:-فيه ايه ؟
ردّبتلعثم اكثر :-انا طلقت عليا و والله ما ناوى ارجعلها وبجد ندمان على كل حاجه عملتها فى مها ومستعد اعوضها بأى طريقه
ردّت ببرود اكثر قائله:-وانا المطلوب منى ايه؟
نظر لها بتوسل:-تساعدينى انى اخليها توافق
ضحكت ملئ فمها وهى تردّ:-وهوا انا بنتى الاستبن بتاعك تروح وتقضيها والمفروض ترجع تلاقيها مستنياك
كانت قد اتقنت ذلك الدور وفى حقيقة الامر هى كأى أم مصريه اصيله ترى انّ الخير فى ان تعود مها له...ان لم يكن من أجلها فمن أجل هؤلاء الصغار المشتتين فى اكثر من بيت
لكنّها تابعت فى ثقه:-ولو هفترض انها هتوافق هيبقى بشروط اكيد وعمرك ما هتقدر عليها ثم اقتربت منها وأكدت:-اللى يبيع مره يبيع الف مره
تصببت حبات العرق من وجهه وردّ وهو يفرك كلتا يديه ببعضهما:-طب ممكن تدينى عنوان شغلها
اعتدلت فى جلستها وهى تقول بصرامه:-اسفه مش هينفع
ردّ متوسلا:-بالله عليكى يا طنط ...ادينى انتى فرصه اخيره وصدقينى انا مش هعملها مشاكل
نادى شكرى حينها على مايسه قائلا:-هيا صيدلية (....)اللى بتشتغل فيها مها بتبيع ال...يا مايسه ولا لاء
تهللت اساريره ...الحظ يحالفه ...فصاح بمايسه بفرح:-متشكر اوى يا طنط متشكر جدا...
بينما بقت هى قلقه فقد اعطت معادا لهذا اللؤى اليوم...ماذا ستفعلى يا مها؟!
************************************************** ********************
كانت تتناول الطعام مع "ايمن"حين فاتحته فى موضوع تفكر فيه منذا ايام
نطقت بابتسامه حلوه:-ايمن عايزه اكلم معاك فى موضوع مهم
نطق وهو يمضغ بعض الطعام :-اشجينى
كانت تمسح على شعر علىّ قائله:-عايزه انزل مصر انا وعلىّ ولو انت عايز تنزل معانا قشطه بس كفايا غربه
عقد حاجبيه وقال لها مستفهما:-اشمعنا يعنى ما احنا فل اهو
ردّت معارضه:-ماشى الحمد لله وكل حاجه بس لاء انا بتعب من هنا ونفسيتى بتتعب من الاعده طول النهار فى مكان واحد مقفول عايزه على يندمج ويشوف ناس وقرايبنا اللى فى مصر
هزّ رأسه قائلا:-طب ربنا يسهل
نظرت له بغضب:-انت بتاخدنى على قد عقلى يا ايمن
اطلق ضحكه ثم اكمل بجديه:-والله لاء بس لو عايزه ده انا مش هنزل احنا محوشناش حاجه عليها القيمه يا اميره عشان ننزل انزلى انتى وعلى ّ الاجازه الجايه بعد اربع شهور مش كتير
نظرت له بخبث:-طبعا عايز تطفشنى بأى طريقه
ردّ بمرح:-يا ربنا على الستات لو قولتلك لاء ديكتاتور ومش بتفكر غير فى نفسك ماشى عايز تطفشنى اعملك ايه
اقتربت منه وطبعت قبله على وجنته وقال بنعومه :-ولا حاجه يا حبيبى ...ربنا يخليك ليا
************************************************** *********************************
كانت مها عائده لتوها من جامعة القاهره فقد انهت تلك الاجراءات ..تهللت اساريرها وهى تخط بقلمها خطوطا عابثه فى تلك الورقه التى تمسك بها...قائله بحماس:-اول هدف ابتديت فيه نبص بقى عالتانى
كانت تخطط لكى تلتحق بمعهد لحفظ القران الكريم ...وتلك هى الخطوه التاليه...
والصغار؟
لم تشأ ان تجعل هؤلاء الملائكه بالعقبه فى حياتها فقررت ان تبيع ذلك الحلق الذهبى الذى ترتديه والخاتم الذى يزين اصبعها والذى اشترته لها مايسه منذ ان كانت فى السابعة عشر من عمرها...
وبهذا سيسهل ان يلتحقوا بتلك الحضانه الراقيه التى بحثت عنها سابقا.
سارت بخطوات ثابته اتجاه الصيدليه ...ليعترض طريقها هذا اللؤى ..
فرك شعره فى حرج قائلا:-ازيك
ردّت بتعجب ظهر فى صوتها:-الحمد لله ..فيه حاجه ولا ايه ؟
ردّ بابتسامه حلوه :-ممكن نعد نكلم شويه
عقدت حاجبيها وردّت بجديه:-لاء وكادت تكمل طريقها قبل ان ينطق مره اخرى بحرج :-مها عايز اتكلم معاكى فى موضوع مهم بجد
مها؟...من هذا المجنون؟..ودّت لو تنقض عليه وتفتك به الان..كبحت جماح غضبها وردّت بعصبيه:-معلش مها مين ديه اسمى مدام مها ..ثانيا مش هعد مع حد معرفهوش ثم ضيقت عينيها وتابعت:-ولا انت فاكر عشان ساعدتنى مره خلاص بقى ...لاء فوق حضرتك وعدينى بقى
عشان انا متأخره فمش ناقصه اساسا
فاجأها قائلا بحرج وبارتباك:-انا بحبك
بحلقت به....وكست الحمره وجهها..جفت شفتيها ..وعلت دقات قلبها ..فردّت ببطئ وتردد:-انت بتقول ايه ؟
ردّ بسرعه وكأنه انتهز فرصة شجاعته :-بحبك
مره اخرى ...شعرت وكأن الارض تدور بها..بينما تابع هو بجديه واضحه:-انا مركز معاكى من اول ما شوفتك ولما عرفت انك انفصلتى حسيت كأن ربنا بيدينى اشاره اننا هنكون لبعض ..
مسحت وجهها الاحمر وقالت له بتعجب واضح:-انت تعرف عنى ايه اساسا عشان تحبنى تابعت بجديه اكثر:-وبليز امشى عشان انا مش هقف اتكلم فى الشارع كده
هزّ رأسه متفهما وابتسم قائلا بهدوء:-يعنى نكلم فى حته تانيه غير الشارع
كادت ترد قبل ان يقاطعها بثقه:-ايوه ماشى خلاص فى بيت والدتك الساعه 6 ان شاء الله
وتركها وعلى وجهها احمرار,قلق,ارتباك,وابتسامه تكاد تشق طريقها على فمها الدقيق...
كان هناك من يتابع الموقف عن بعد ولم يسمع شيئا ولكنه رأى تلك الابتسامه التى ارتسمت على شفتيها وهى تدخل الى الصيدليه ...شعر وكأنه يريد ان يحتضنها الان ويهرول بها اتجاه منزله ...سأجبرك على العوده؟...ولكن لن استطيع اجبارك كى تعودى حبيبتى وامى وصديقتى وعشيقتى
فرك يده فى توتر فكادت تسقط تلك الباقة من الورود البنفسجيه التى كان يحملها...شعر برغبته فى التقدم نحو الصيدليه...ولكنّه تخيل ردة فعلها فاثر السلامه وعاد لمنزله منكس الرأس كالعاده
ولكن قبـــل ان يكمل طريقه القى تلك الباقه التى كان يحملها فى احدى صناديق القمامه العامه الموضوعه فى الشارع المقابل للصيدليه
كاد ان ينتهى يوم عملها فاتصلت والدتها قائله بلهفه:-مها انتى كويسه صح ؟
ردّت بتعجب:-اه الحمد لله فيه حاجه
ردّت بعد ان تنهدت :-حسن مجالكيش ؟
ردّت بهدوء:-لاء انا رايحه اهو اجيب الاولاد واجى ثم قالت وكأنها تذكرت:-متخافيش هوا ميعرفش انا بشتغل فين اساسا
أخبرتها بأنه اعاد الصغار لها ...فتنهدت براحه فهى لن تراه اليوم مره اخرى وهذا كفيل بأن يزيح القلق من ما تبقى من اليوم
بعد حوالى ساعتين وصلت الى منزلها وقد خارت قواها بحق ...فالشوارع كانت مزدحمه واضطرت لأن تستغنى عن سيارات الاجره...توفيرا لمصاريفها ...فزاد ذلك تأخيرها تأخيرا...
ارتمت فى احضان والدتها وبدأت تقص عليها ما حدث ..فارتسم على وجه والدتها ابتسامه ماكره وقالت لها متسائله بفرحه:-وانتى ايه رأيك
ردّت مها بانفعال:-ماما انا لسه فى عدتى انتى بتهزرى
ردّت ببرود:-وانا قولت هتقومى تتجوزى دلوقتى
ردّت بجديه وثقه:-انا مش هتجوز حد تانى يا ماما انسى الموضوع ده عموما اول لما يجى انا هقابله عشان بس انهى العبط ده
أخذت حماما دافئا .....استرخت فيه عضلاتها..وقلل من حدة توترها ...بالرغم من أنها تبدو قويه ..الا انها هشه جدامن الداخل...
وفى المعاد المحدد
كان يطرق بابهم ففتحت له قائله بهدوء:-اتفضل
ارتدت ملابس عاديه جدا..عباءة سوداء مطرزه تطريزا رقيقا..وطرحه سوداء طويله ابرزت بياض بشرتها وحمرة وجنتيها الطبيعيه..
وتجاهلت حديث والدتها"انتى ايه اللى انتى فيه ده راحه تعزى "
القى عليها السلام فردّته
وبدأ الحديث قائلا بجديه:-مها فرأى عبوس وجهها فابتسم قائلا:-اقصد مدام مها ...حقيقى انا زى ما قولتى معرفش حجات كتير عنك بس فعلا اتشدتلك وبعدين انتى كمان متعرفيش حجات كتير عنى بردوا وانا جاى عشان اعرفك
قاطعته ببرود:-مش عايزه اعرف ...عايزاك تسمعنى الاول
قاطعها بحده:-لو سمحتى أكمل
بهتت تماما فتابع هو بجديه:-مبدأيا انا مطلق بردوا بس من تلت سنين ومكنش فيه اطفال فكونك مطلقه ده مش هيفرق معايا انا مهندس اتصالات فى شركة"..........."وعندى 35 سنه عدّل من ياقته قائلا بمرح:-و وسيم وجدع
قاطعته بهدوء وابتسامه صغيره:-خلصت..اتكلم انا بقى
ابتسم :-اتفضلى
ردّت بجديه مماثله:-انا لسه مطلقه من مفيش وطليقى كان اول حب فى حياتى والجرح اللى سبهولى مش سهل زى ما اى حد فاكر او زى ما انا مبينه ثانيا انا معايا الحمد لله تلت اطفال ولو فكرت اتجوزك مش هرضى بأنى اخلف تانى وانا كده بحرمك من الخلفه
قاطعها ببرود:-وانا مبخلفش
مره اخرى يحمر وجهها خجلا فنطقت بارتباك:-انا اسفه
ردّ مبتسما:-ولا يهمك ...
مسحت حبات العرق التى تساقطت على وجهها قائله بارتباك وهى تنظر ارضا وتتجنب النظر الى عينيه الحادتين:-انا فعلا مش هعرف اكون لحد تانى ولا هعرف ادى فى الوقت الحالى اى حاجه لاى حد ...رفعت رأسها تنظر اليه قائله بحرج:-انا اسفه بس فعلا مش هينفع ادخل فى
علاقه جديده
قاطعها بصدق:-صدقينى هعوضك عن كل اللى فات
ردّت بهدوء كئيب لمعت فيه عيناها:-بس انا مش هعرف اعوضك ...مش هعرف
نهضت من محلها فنهض امامها فقالت له بصدق:-انا كده خلصت كلامى وحقيقى انا بعتذرلك فعلا
ردّ بيأس:-ده اخر رد ؟
هزّت رأسها فى وجوم ...فتركها ورحل ...بينما تنهدت هى فى راحه فقد طوت تلك الصفحه أخيرا...
استقبلتها والدتها باتهامها بالتسرع والاهمال ..فلم تستطع ان تفهم أنّ مها أصبحت أضعف من ان تكون تحت قبضة رجل مره اخرى...
غير مستعده للعطاء أو التضحيه ثانية...
دخلت غرفتها غير عابئه بأحد...فوجدت رساله هاتفيه منه...من حسن..
"النهارده كنت هناك...وشوفتك معاه ..روحت تانى وانا كاره كل حاجه...بس دلوقتى لما هديت حسيت ان لسه ممكن يكون فيه امل ...فرصه اخيره يا مها اديهانى نرجع فيها لبعض"
استشاطت غضبا مره اخرى...الى هذا الحد يحتقرنى؟..ماذا يظن؟...يترك زوجته بالامس ويتذكر حبه الابدى لى اليوم؟!..يرانى سهله ويسيره جدا...
لابد من اطوى صفحتك انت الاخر يا حسن...
ضغطت ازار الهاتف وما ان سمعت صوته يجيبها :-ازيك يا مها
صاحت به قائله:-انت ايه يا اخى بتراقبنى ...انت مالك اكلم مين واعمل ايه ..انا حره فى حياتى ...علا صوتها وهى تتابع بشفتيها المرتجفتين:-انت لحد امتى هتضل انانى كده ..فاكرنى اول لما تجيلى وتعملى الشويتين دول هقولك اه مكنتش عارفه هعمل ايه من غيرك
قاطعها بارتباك:-اهدى يا مها
ردّت بعصبيه اكبر:-مش ههدى ثم حذرته قائله:-ابعد عن طريقى احسنلك ومن النهارده لو عايز تشوف ولادك هتيجى تشوفهم هنا من غير ما اشوف وشك تابعت بلا رحمه:-انا بكرهك فاهم يعنى ايه مش عايزه اسمعك ولا اشوفك و ولادك هيعدوا فى حضانه الصبح انا اللى هدفع فلوسها عشان
حضرتك مش عارف توفرهلم الفلوس ديه وهتفضل فاشل يا حسن طول ما انت بتفكر فى نفسك وبس
اغلقت الهاتف والقته على الفراش بينما دخلت والدتها فارتمت فى احضانها وبدأت فى البكاء ...البكاء وفقط...
أما هو افلت الهاتف من يد فارتطم ارضا..وبدأت الدموع تتساقط من عينيه دمعه تلو الاخرى...
كان حزينا بحق..شعر بمدى حماقته وتلك السخافات التى ارتكبها...
ما اهميته اليوم؟!...كل شيئا يسير ضده ..انه ضئيل ضئيل جدا...سعى الى غرفته مهرولا فارتدى ملابسه سريعا واجرى احدى المكالمات
ونهاها قائلا:-بسرعه يا عم شاكر الله يخليك عشان محتاج الفلوس ضرورى
بعد ساعه ونص كان قد انتهى من بيع غرفة النوم الخاصه به فى منزل فتحيه وتناول مبلغ من المال لا بأس به ...
مازال غضبه من نفسه يحركه ...مازال قلبه ينبض بالاشمئزاز من افعاله...هو فاشل ......فاشل بحق ..
عزم على الكثير.. اولها ان يبحث عن عمل اخر اضافى مهما كان ذلك العمل صعبا او مرهقا...
واول ما عزم عليه الاتجاه لبيت والدة مها..طرق الباب ففتحت والدتها وهى تصرخ به:-انت ايه اللى جايبك تانى ؟
أمسك بيده النقود الموضوعه بظرف ورقى ...وأعطاها لها بعيونه الامعه..وقال لها بهدوء غلفه الحزن والكابه:-دول الف جنيه ...عارف انهم قليلين بس ديه اكتر حاجه عرفت اجمعها دلوقتى
ارتدت اسدالها سريعا بعدما سمعت حواره مع والدتها ...وخرجت تواجهه فصاحت به مره اخرى فى قسوه :-مش عايزين منك حاجه ...انا هعرف اكفى ولادى كويس اوى
ردّ عليها بحده:-دول ولادى انا كمان يا مها
ردّت بعصبيه وبغضب دفنته فتره طويله بداخله والان قررت الافصاح عنه:-ومن امتى كانوا ولادك وانت بتفكر فى نفسك وبس تابعت وهى تشير بسبباتها تجاه الخارج:-ومن فضلك اطلع بره ..ومش عايزين منك حاجه
القى بالظرف الذى يمسكه بيده على مقعد بجانب الباب وكاد يلتفت فجرت والقته خلفه..هنا تدخلت والدتها قائله لها بلهجه امره :-مها كفايه كده ادخلى جوه
ثم التفتت له تأخذ النقود منه قائله :-متشكرين يا حسن اتفضل انت كمان
نظر لها نظره بائسه لتلك العيون الواجمه الممتلئه بالدموع...
ورحـــل...رحــل متمنيا ان يجد ذاته ...التى تركته منذ امدد بعيد
و الان مرت عدة أشهر تغير فيها الكثير والكثير..



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close