رواية تزوجته رغما عنه الفصل السابع والاربعون 47 والاخير بقلم حورية
البارت السابع والاربعون والاخير
وفى هذه الاشهر أصبح كل شئ فى حياة مها يدعوها للفرحه ...صغارها التحقوا بتلك الحضان الانكليزيه..ولاحظت تحسن مستواهم فى كل شئ..
التحقت للعمل باحدى الشركات الخاصه بجانب تلك الصيدليه وبدأت تخطو خطوات سريعه نحو رسالتها...
حققت هدف حفظ القران وبدأت بالفعل واجتازت جزئين منه حفظا وفهما...وبدأت تحفظ هى صغارها..
وحسن هو الاخر اصبح يعمل عملا اضافيا بجانب عمله فى تلك الشركه وبالرغم من أنه كان عملا شاقا يستنفذ طاقته ويعود الى منزله فى منتصف الليل ...
الا انّ مستواه المادى تحسّن كثيرا واصبح يخصص مبلغا من المال كنفقة لمها والصغار لا بأس به...
وايضا مبلغا اخر ليسدد مؤخر علياء ..
فيتبقى جزءا ضئيلا له يدبر به امره...
وفى نهاية كل اسبوع يرى الصغار فى منزل مها ويجلس معهم تاره وتاره اخرى يصطحبهم فى نزهه بسيطه ...
وظل طوال تلك الشهور يطلب من والدة مها ان تعرض عليها رغبته فى الرجوع اليها ...وترد عليه ذلك الردّ المعتاد "ربنا يسهل يابنى"
فيمتلئ قلبه بأمل ولو حتى صغير ولكنّه يظل أمل ...
ولا شئ كان يؤرقها سوى الحاح والدتها بالعوده مره اخرى الى حسن وتلبية طلبه...
ولكنّها كانت قد قررت انها وان عادت الى حسن فلن يكون اليوم ...
لن تعود اليها الا عندما تكون "هى"هى وحسب...
أما سهى كانت تجلس مع أطفالها فى المطبخ....يطهون بعض الطعام..وتتحدث معهم فى مواضيع عده....
مستمتعه بكل شئ..
وهى الان ايضا تعد لكتابها الاول...الذى اطلقت عليه"سيحبك عندما"...ولكنّها لم تكتب مقدمته بعد
وتنال تشجيعا رهيبا من مها ..يساعدها على المداومه...
أما اميره فقد وضعت"خديجه"منذ شهر تقريبا...وتستعد الان الى الرحيل الى ارض الوطن...
مستودعه قلب"ايمن"عند الله و واثقه به انه لن يخيب رجائها ...
************************************************** **************************************
دوت صرخات ملوك فى المنزل حتى فزع لها "سليم "النائم بجانبها ..الم رهيب أصاب بطنها المنتفخ....مازالت فى بداية شهرها الثامن..اول من فكرت به"كريم"ولكنّها نظرت الى الساعه المعلقه فى حائط الغرفه ...انها الرابعه فجرا...
تأوهت بقوه وهى تنادى سليم قائله:-سليم هات موبيلى من جوه بسرعه
بدأ صوتها يعلو أكثر ..والالم يزداد..أمسكت بالهاتف بعدما اعتدلت بصعوبه وبيد مرتعشه متردده ضغطت على ازرار الهاتف تتصل به..
استيقظ اثر رنّة هاتفه واستيقظت معه نهال ...
وجد اسمها الذى سجله باسم"ام سليم"يضئ شاشة الهاتف الصغيره...ثمّ نظر الى نهال التى قالت له وهى تفرك وجهها فى نعاس:-مين يا حبيبى
جعله فى وضع الصامت ..والتفت لها قائلا بصوت يملؤه النعاس المصطنع:-نامى ده واحد صاحبى رخم
تثائبت..وردّت ببطئ:-طيب لما ترجع من الغردقه قولى
حمد الله على ذلك الهزيان.. وسار ببطئ رهيب الى الخارج ردّ قائلا بقلق:-ايوه يا ملوك
لم ترد بل ردّت صرخه اخرى اطلقتها وهى تمسك ببطنها:-الحقنى يا كريم انا بولد
صاح خائفا:-ايه بتولدى ثم استعاد الواقع فوضع كلا كفيه على فمه وهمس قائلا لها:-متخافيش متخافيش يا حبيبى انا جايلك حالا
أغلقت الهاتف وبدأت تكتم صراختها فى ذلك الوقت من الليل وسليم يجلس واجما ثم اقترب منها وقال لها بحزن :-ماما انا خايف
تأوهت ثم كتمت صرختها وبدأت تشعر بأن الالم أصبح غير محتمل ...ولكنّ برغم هذا ضمته بقوه وهمست ببطئ:-متخفش يا حبيبى عمو كريم جى
فكرت فى الاتصال بوالدتها ...ولكن لما؟ فنفس المسافه سوف تقطعها فلا داعى لقلقها الان..
أما هو دخل مسرعا فاضاء الغرفه واسرع الى خزانته فانتفضت نهال بقلق:-طنط تعبت يا كريم ولا ايه
ردّ بلا مبالاه:-متخديش فى بالك جاى بسرعه
كررت ثانية بعصبيه:-كريم انت رايح فين دلوقتى
لم يرد عليها...بل سار مهرولا حتى كاد ان يتعثر ..وقلبه ينبض بالخوف ...الخوف من كل شئ وعلى أى شئ..
مر أقل من ساعه..حتى اصبح امام الباب ويدير مقبضه...
دخل وجدها تنام فاقدة الوعى محتضنه سليم ..ودموعا قد بلت وجهها الصافى من شدة الالم ...
هرول اليها فانتفض سليم بذعر وبدأ فى البكاء:-انا خايف اوى يا عمو كريم ماما قالتلى انها مش هتيجى تانى
قاطعه بذعر مماثل :-لاء لاء ماما هتبقى كويسه
وبدأ يهزها قائلا بتوسل:-بالله عليكى يا ملوك فوقى ..
بدأ يبكى ...يبكى بشده وقد حملها وهو يصيح فى سليم:-يلا يا سليم تعالى ورايا واقفل الباب بسرعه..
هرول بها الى الاسفل وهو يصيح فيها:-ملوك ...عشان خاطرى فوقى انا اسف انا اتأخرت انا اسف
وصلوا الى السياره...فأخفض رأسه كى يسمع دقات قلبها...مازالت على قيد الحياه ...ابتسم فى امل ووضعها برفق داخل السياره وصاح فى سليم بأمل:-متقلقش ماما صاحيه يا سليم هيا سمعانه كلمها
انطلق بها على المشفى فقد هاتف الطبيب الخاص بها اثناء ذهابه اليها..
بدأ الصغير يحدثها:-ماما انا خلاص هسمع الكلام وهاكل اكلى كله وهنام بدرى ...ربت على كتفيها وهو يتابع وقد دمعت عيناه:-وكمان هقول لتيته متزعلكيش
كان كريم يقود السياره بأقصى سرعه ..وهو يتمتم بالدعاء والابتهال الى الله...
"يارب استرها معانا يارب احنا اسفين على كل حاجه خليك جمبها يارب
سمع صوتها المبحوح وهو ينطق ببطئ وتلعثم:-امين...يارب
انخلع قلبه اثر سماعه لصوتها...
وهرول قائلا بصوت غلبت الدموع عليه:-متخافيش يا ملوك انا جمبك والله كل حاجه هتبقى كويسه
وصلوا اخيرا الى المشفى ..نزل هو ونزل سليم وراءه...بينما فتح الباب الخلفى وحمل ملوك وهو يقربها الى صدره ..
ويطبع قبله طويله على وجنتها ويهمس لها بخوف:-ملوك خليكى قويه ..
اومأت برأسها وفتحت عيناها ببطئ وهمست بنفس الصوت المبحوح المتقطع :-بس انا دلوقتى ضعيفه اوى...اوى يا كريم ..اخذت نفسا قصيرا وتابعت ودموعا تنهمر على وجنتها من شدة الالم:-خلى بالك من سليم ومتوديهوش لماما خليه معاك انت
تمتم وهو يسرع بها الى الداخل :-حاضر حاضر والله العظيم هعمل كل اللى انتى عايزاه
هنا فى الطوارئ ..اشتد ازدحام الممرضات ..وهم يسحبوها على هذا الفراش المتنقل..
والاطباء فى كل مكان ...وعلت الاصوات من حوله ..
احدهما تنادى"دكتور هشام بسرعه"واخرى تهرول اتجاه غرفة العمليات قائله لزميلتها بسرعه"محتاجين دم "
كل هذا وهو يقف يمسك بيد "سليم"الصغيره...ويتشبث بها بقوه..ويشعر ان النهايه قريبه جدا ..
وجهه اصبح محمرا من فرط الدموع....وهاتفه لا يخلو من رسائل ومكالمات نهال وهو لا يقوى على الرد..الا انه أتصل بوالدة ملوك وأخبرها بولادة ملوك
الان...
مرت نصف ساعه حتى خرجت احدى الممرضات بالرضيعه..هرول ناحيتها هو وسليم ونطق بقلق:-ملوك عامله ايه؟
نظرت له الممرضه وكادت تنطق قبل ان تناديها واحده من زميلتها بسرعه:-يلا يا نعمات الدكتور جهّز الحضانه
بقى يلتفت حوله ...الكل مازال بالداخل ..وبعد ربع ساعه مرت عليه ببطئ شديد ..
خرجت على ذلك السرير المتحرك ...تسحبها بعض الممرضات ..فهرول اليها صائحا بها:-ملوك انتى كويسه ...انا كريم انا جمبك
فتحت عيناها ببطئ وهمست بصوت مبحوح :-هتوحشنى اوى
صرخ بحزن وهو يجرى ناحية الطبيب:-دكتور هيا مالها ايه اللى حصل ؟
نظر له الطيب بشفقه وردّ عليه قائلا بأسى:-للأسف حصلها نزيف عشان المشيمه اتحبست والطفله بتتولد ..دلوقتى هتدخل العنايه المركزه ...ثمّ ربت على كتفه وهو يهمس له:-ادعيلها
هنا ترك يد الصغير الذى أسرع الى جدته ..التى هرولت باتجاه كريم ..فنظرت له برعب:-ملوك حصلها حاجه ؟
ردّ عليها بقلب مفزوع ودموع منهمره وهو يمسك يدها :-هتكون كويسه ان شاء الله يا طنط ...صمت قليلا ثمّ تابع:-هيا فى العنايه المركزه دلوقتى
هرولوا اتجاه الزجاج الشفاف المطّل على ذلك الفراش الذى تستقر عليه..
بدت الغرفه كئيبه جدا...مليئه بالاجهزه والاسلاك..وهى تتوسط الفراش بوجهها الملائكى الابيض..
لا ينظر هو على أى شئ سوى نبضات قلبها التى تظهر على هذا الجهاز...
و والدتها تنظر بصمت كئيب..وتسند يدها التى ملأتها التجاعيد..على ذلك الحاجز الزجاجى
تذكر الان كل شئ ...كل ما مر وانتهى...مر الان امام عينيه كشريط قصير...قصير جدا..
تذكرها بالامس ...حين كانوا معا فى احدى المطاعم الفاخره ومعهم ســـليم..ضحكتها..ذلك النقاء الذى كان يخرج مع كل حرف من حروفها..
نطقت والدتها بكلام يملؤه الصمت:-ملوك هتروح خلاص
هطلت تلك الدمعه من عينيه وهو يهمس بخوف:-ربنا معاها...هيا هتكون كويسه...
فجأه صفّر ذلك الجهاز الذى علقت عيناه به..فانخلع قلبه..بينما أسرع الاطباء الى الداخل..
بدأ ينظر لهم وهم يمسكون بهذا الصاعق ويصدمون به قلبها لعله يعود وينبض بالحياه مرة الاخرى..
تلاحقت انفاسه ...وعلت ضربات قلبه...اثناء ذلك..
حتى نظر له احد الاطباء بيأس معلنا عن اخر شئ تصوّره "كريم"وهو ان تتركه ملوك وترحل..
كل شيئا بدا أسود فى عينيه الزرقاوتين..وتلاشت قدرته على التحمل..حتى هوى ارضا ...وهو يسمع صراخات والدتها المتتابعه وبكاء سليم..
أما هو وضع كفيه على وجهه وبدأ بالبكاء ...لا يتذكر أنّه حزن على شئ منذ ولادته كحزنه اليوم..
واتخذ الهزيان دوره وهو يهرول الى الطبيب المختص ويرجوه بتوسل وعيون دامعه :-تعالى معايا تعالى معايا هيا لسه عايشه امسك يده يقبلها وتابع:-ابوس ايديك تعالى معايا وانا هوريك انها هنا لسه
بدأ يجذب الطبيب ناحية تلك الغرفه الغريبه..واجتمعت الممرضات وبقية الاطباء من حوله وهم يرجوه ان يبتعد ويكف عن هذا الهراء ..
ولكنّه كان كطفل برئ تعلّق باخر أمل له فى ان تعود أمه للحياه تارة اخرى..
اوقف هذا الهرج صياح الطبيب بالجميع:-خلاص هدخل معاه ثمّ نظر له بأسى :-عشان تتأكد
دخل الطبيب أمامه ..فتوقف "كريم"وكأنه يخاف ان يندثر ذلك الامل الوهمى..
فدخل وراءه يقدم قدم ويؤخر الاخرى..فبدأ الطبيب يصعقها مره اخرى كما طلب منه ..
وتعلقت عينا كريم بذلك الجهاز ...لكنّ كل هذا كان بلا جدوى...فلم تعد للحياه مرة اخرى
نظر له الطبيب تلك النظر البائسه ثانية..
فهرول ساكنا على عكس توقعات الطبيب الى ملوك ..واحتضنها..وبقوه
ثمّ نظر لها نظرة أخيره وخرج ليرى انّ والدتها قد سقطت مغشيا عليها ونقلت الى غرفة الطوارئ ..وسليم يقف حائرا وفى عينيه الصغيرتين حزن لا يليق بسنه الصغيره ابدا...
فاتجه له وحمله وقال له بصدق:-متخفش انا مش هسيبك
فضمّه سليم فى اطمئنان...
أخيرا جاءت اليه...احدى الممرضات قائله له بشفقه وهى تحمل الرضيعه على يدها:-ربنا عوضك بيها يا استاذ ..
فأنزل سليم ..وبدأ يحملها بأيدى مرتعشه وينظر فى وجهها الملائكى البرئ وعينيها الزرقاوتين ايضا...
وتمتم بهدوء :-سليم وانا هنكون جمبك يا دره ...بس عمرنا ما هنعوضك عن ..سقطت دمعه من عينيه على وجنتها الصغيره وتابع:-ملوك
بعد مرور عدة ساعات..
كان يقف امام منزله مع نهال..وبيده "سليم"
وباليد الاخرى يحمل"دره"
طلب من سليم ان يطرق الباب...ففتحته نهال على الفور ...فنظرت الى وجهه الشاحب و ورائها والدته التى استنتجت ما حدث...
فأسرعت نهال:-حبيبى كنت فين...ثم نظرت الى الرضيعه ثمّ الى سليم...فقالت له متسائله بشك:-مين دول
نطق بوهن:-دول ولادى يا نهال
************************************************** *****************
وبعد مرور عدة سنوات ...
كانت تجرى "نهال"وراء طفله...مهلا..انها "دره"...قائله لها بمرح ممزوج بالعتاب:-يا بت غلبتينى ...تعالى البسى ام البنطلون
ضحكت الطفله اكثر وهى تهرول ناحية الثلاجه قائله لها بلهجه طفوليه حلوه:-طب شكولات الاول
تنهدت نهال وقالت لها وهى تشير الى وجنتها قائله بابتسامه:-طب ادينى هنا سكر الاول
جرت ناحيتها "دره"فأمسكت بها نهال ...وبدأت تدغدغها...وهى تضحك ملئ فمها ..ثم البستها ذلك البنطلون عنوه..
أمسكت بيدها الصغيره تصحبها ناحية الثلاجه...أخذت قطعة الشكولاته الصغيره تأكلها فى انسجام ..
حتى قالت لها متسائله:-سليم فين؟
ردّت وهى تسحب من يدها اخر قطعه :-سليم فى المدرسه...
تصنعت البكاء متوسله:-يا مامى بليز بقى اخر حته
أخفتها فى الثلاجه...فى احدى الرفوف العاليه...فلا تستطيع بقامتها القصيره ان تتسلقها...ثم انخفضت لتصبح فى مستواها قائله لها :-تعالى هنا عملتى الهوم ورك بتاعك ولا لاء
هزّت رأسها بالايجاب ..فطبعت نهال قبله على وجنتها وقالت لها بمرح:- طب عن اذنك بقى عندى طبيخ
تغيرت حياتها منذ ان دخلوا هذان الصغيران فيها..ذاقت تلك الامومه التى طالما حلمت بها...بل أصبحت تحمد ربها كلما ترى ضحكة "دره"..وتشعر برجولة "سليم"الذى تفوح منه برغم سنه الصغيره هذه..
رنّ هاتف منزلها فأسرعت بالرد عليه...كانت مها
قالت مها لها بعتاب:-يا بنى ادمه ولا بتعبرينى
تنحنحت نهال وقالت لها بخجل:-ما هعمل ايه ما انتى عارفه العيال بقى ثم غيرت نبرة صوتها للهجوم :-وبعدين وانتى يعنى اللى بتعبرينى
انفعلت مها بحق وهى تقول لها بصرامه:-ما هوا من عمايلك!
تذكرت مها ما حدث فى ثوانى معدوده...
كانت ذاهبه الى نهال لتتناول معها العشاء ومع كريم ...
وما ان جلسوا ...حتى دق الباب وكان ...دققت النظر ..انه هو..."حسن"...كان قد مرت عدة اشهر منذ اخر مره رأته فيها..
وجهه شاحب جدا ..نقص ملحوظ فى وزنه.. ومسحة حزن تسكن عيناه.....غضّت بصرها وهمّت لتغادر قبل أن تتوسل نهال بمكرأمامه :-مها عشان خاطرى اعدى و والله ما هخليه يتكلم معاكى خالص
صممت على المغادره...فبادر"حسن"بهدوء:-خلاص همشى انا
أمسك به كريم قائلا :-لاء يا عم استنى بس
نظرت مها لنهال بغيظ وجلست على ان تغادر بعد قليل...اسرعت نهال بمرح وهى تتلقى نظرات كالسهام من "مها"بلعثمه:-الاكل...الاكل جاهز يا جماعه
اتجهوا جميعا ليجلسوا على الطاوله..واتت نهال بالصحن الاخير..وكان ممتلئ بالشوربه وكادت تضعه على الطاوله قبل ان تفلته من يدها عن قصد ..فيسقط جزءا كبيرا من الشوربه -التى اوهموها بأنها ساخنه- عليها...
هبّت "مها" بفزع قائله لها بخوف:-استنى اشوفلك الكريم جوه
جذبتها من يدها وهى تصيح بتصنع:-لاء اغير الاول ...هحطه ازاى كده
ليسرع كريم حيناها ..:-طب يلا اتسندى عليا لحد الاوضه
واخيرا بقوا الاثنان سويا..فأسرع حسن بارتباك:-ممكن اتكلم ..تابع متوسلا:-بالله عليكى ادينى فرصه اكلمك فيها
ردّت عليه ببرود:-هتقول ايه ..غير مبررات ملهاش لازمه ومش عايزه اسمعها
قاطعها بهدوء :-مش هبرر حاجه يا مها...انا بس طالب منك انك تسامحينى وتدينى فرصه ..فرصه ومش هتخسرى حاجه
ضحكت بسخريه:-مش هخسر؟لاء هخسر كتير ...كتير اوى كمان...كفايا اللى خسرتوا
هنا خرجت نهال بعد ان بدلت ملابسها وهى ترجوها:-بليز يا مها اسمعيه
نظرت مها بتعجب لقدميها التى تسير بها بلا ادنى تأثير من الشوربه الساخنه...ثمّ قالت لها بعتاب:-بقى كده يا نهال
استوعبت نهال ما الذى فعلته فبدأت تهرول ورائها بينما لم تنتظر مها اكثر و امسكت بحقيبتها وغادرت ..فحتى فرصة الحديث معها سلبتها منه...
عادت الى الواقع...
قاطعتها نهال بمرح:-خلاص يا عم متتنرفزش علينا
ردّت عليها بمرح :-طيب انا متصله اعزمك خلاص هناقش الدكتوراه اخيرا هناقشها يوم الخميس ان شاء الله..
هللت نهال فرحه بهذا الخبر...فهى تعلم كم انتظرته مها...
************************************************** *************
وفى مكان اخر...كانت تجلس مرأة...بدا على ملامحها الحزن والوجوم ..وخصله بيضاء تسللت الى شعرها الطويل المعقوص الى الخلف ..
بالرغم من أنها مازالت فى عقدها الثالث الا أنها بدت أكبر من ذلك بكثير...
دخلت والدتها وهى تصيح بها:-يا عليا هتفضلى اعده زى اللى عندهم ميت سنه كده...اقتربت منها وربتت على كتفها وهى تقول لها بتوسل:-بالله عليكى يا حبيبتى تفوقى من اللى انتى فيه وتشوفى بنتك وحياتك بقى
ردّت عليها بابتسامه مصطنعه:-ما انا كويسه اهو يا ماما
هرولت "نور"ناحيتها..وهى تصيح مهلله:-مامى بابى كلمنى وقالى انه جاى وهيجيب معاه كارما ومعز وكنزى
احتضنتها علياء فى حب وقالت لها متسائله :-طب حضرتى اللعب بتاعتك كلها:؟
اومأت برأسها..فقالت لها علياء بحماس:-طب يلا نشوف هنلبس ايه؟
قاطعتها والدتها موجهه حديثها للصغيره:-روحى اسبقى مامى يا نور
جلست علياء مستعده لأن تسمع ذلك الحديث المعتاد الذى بدأته والدتها بسؤال حقيقى :-انتى لسه عندك امل انكوا ترجعوا لبعض..
.يا حبيبتى هوا عايش حياته حتى لو متجوزش ده مش مبرر عشان تفضلى معلقه نفسك كده ...ده حتى لما بيجى مش بيرضى يعد هنا وبياخودهم الجنينه اللى جمبنا
صاحت بها بصرامه:-ماما هيفضل عندى امل لحد ما اموت انى ارجعله تانى..انا حياتى واقفه عليه ومش هتتحرك ..ضغطت على حروفها وهى تكرر:-مش هتتحرك يا ماما
وتركتها ورحلت وراء طفلتها ...لتترك حزنا تسلل الى وجه الام اختلط به اليأس...
***********************************************
أما اليوم فهو يوم مهم فى حياة أميره فهو الاجازه السنويه "لأيمن"...كانت تود ان تحدث نوعا بسيطا من التجديد...فقررت كأى مرأه مصريه ان تغير لون شعرها الاسود الى الاحمر الصارخ...
وليس مهم لهذا السبب وحسب...بل هو يوم الامتحان النهائى فى بطولة السباحه الخاصه بعلىّ..
كانت تطرق الباب لتفتح لها مها..
قالت لهابتعب:-ياه الكوفيرات زحمه اوى
ردّت بحماس:-...طب يلا ورينى اللون بقى
ازاحت اميره الحجاب سريعا وقالت لها بمرح:-بخ.
أطلقت مها صفيرا وقالت لها بخبث:-يا بختك يا عم ايمن
اقتربت منها اميره وهى توكزها بخفه قائله لها بمرح:-كل اللى فى دماغك قلة ادب
ردّت مها بمكر وهى تصفف شعر خديجه القصير:-ما انا عارفه ان اللى فى دماغك حجات تانيه صمتت برهه ثمّ تابعت بحماس:-بس كويس ان الحمد لله ايمن نزل فى معاد البطوله بتاعت على
هزّت رأسها بفرحه:-على هيفرح اوى
انتهت مها من تصفيف شعر خديجه ...ثمّ طبعت قبله على وجنتها الصغيره قائله لها بمرح:-قمر يا دودو طالعه لخالتك طبعا ثمّ نظرت لاميره وقالت لها :-طب يلا قومى البسى بقى على هتلاقيها مستنينا نيجى بدرى
وبعد ساعه كانت "أميره"تهرول ناحية "علىّ"...ضمّته بقوه ثم قالت له بثقه:-انا متاكده انك هتكسب نظرت فى ام عينيه وهى تتابع:-وانت كمان لازم تكون متاكد
ابتسم لها ابتسامه حلوه كشفت عن تلك "الغمازات"التى يتحلى بها..وقال لها :-انا متاكد
هنا وجدت من يغطى عينيها بكلتا يديه قائلا لها بلهجه طفوليه:-وانا كمان متاكد يا احلى مامى
التفتت له .."ايمن" ..فضمّته بقوه ..وضمّها هو الاخر..شعر كلا منهما انه قد وجد ذلك الشئ الذى طالما افتقده..
كلا منهما اصبح يكمل الاخر..لم يشعروا بالوقت ...حتى تنحنحت مها التى تحمل "خديجه"بمرح قائله:-نحن هنا يا بنى ادمين
ضحكوا سويا... والتفت ايمن الى الصغير فحمله وضمه هو الاخر وقال له بثقه:-هتشرفنا يا بطل
بعد حوالى نصف ساعه بدأت مراسم البطوله..
مر الوقت بطيئا ....واميره ترفع يدها الى السماء بايدى مرتعشه...متمنيه من الله التوفيق لابنها...
الجميع متلهف لمعرفة النتيجه ...
انتهت المسابقه ..وبقى على جميع من شاركوا الانتظار وقتا لاعلان الفائز...
امسكت فيها اميره يد طفلها بقوه وربتت على كتفه وهى تقول له بثقه:-اكيد ان شاء الله هتكسب يا علىّ
وفجأه تمّ اعلان اسمه كبطل فى السباحه للناشئين حاصلا على المركز الاول...
صيحات فرح ...وضمه قويه من اميره ...بدأت تدور به وهى تصرخ فيه بفرحه:-الحمد لله الحمد لله الحمد لله
وهجم عليها "ايمن الذى التقطه منها بسرعه..وفعل الشئ نفسه ..
وارتسمت على ملامحه الصغيره ملامح الفرح والنصر ...
وتنهدت "اميره "فى راحه...فرحه بما رزقها الله به...
استأذنت مها فاليوم حفل توقيع كتاب سهى الاول"سيحبك عندما"..
كانت القاعه مليئه بالمهنئيــــن..
والتقطت عين سهى .."مها"التى هرولت لها وهى تقول لها مهلله:-دكتوره وكاتبه هتروحى فين تانى يا سهى مننا
ابتسمت سهى ملئ فمها وردّت بكبر متصنع:-طبعا يا بنتى امال ايه
أخرجت مها ذلك الكتاب من حقيبتها واعطته لها قائله لها بمرح:-طب ممكن توقعيلى يا دكتور بقى
امسكت سهى القلم وبدأت فى توقيع الكتاب وهى تقول :-هوا انا اطول
************************************************** *******************
مرّ يومان ...ذهبت فيهم مها الى نهال ومعها الصغار...
ملبيه دعوتها لتناول العشاء معها ...
وما ان جلست مها حتى بدأت نهال تقص عليها الكثير والكثير عن حسن...
قائله لها بحزم:-مها انتى لازم تسمعينى بطلى بقى
أسرعت بأن تقصّ كل شئ حدث له فى تلك الفتره قبل ان تنال أى اعتراض من جهة مها..
قصّت بصدق وهى تنظر فى كلا عينيها:-مها انتى لازم تفوقى بجد ....حسن اتغير ...والله العظيم كل حاجه فيه اتغيرت لدرجة انى ساعات بقوله انت ازاى قدرت تبقى كده ..انتى معرفتيش هوا ازاى بقى بيديكى نفقه محترمه
ولا ازاى بقى بيتعب عشان يجيب الفلوس ديه ...فى الاول لما قولتيلوا انت فاشل وهتفضل طول عمرك فاشل قولتيها من سنين بس ساعتها حسستوا قد ايه هوا صغير فى عنيكى ..وروح وجابلك ساعتها الف جنيه تقريبا ورمتيهم فى وشه كان بايع اوضته اللى فى بيت طنط فتحيه ...وفضل شهور بينام عالارض عشان حلفت انها ما هتساعدو بولا مليم..
وبعدها ابتدى يدور على شغل جمب شغلوا ..عارفه اشتغل ايه يا مها؟
لم تبدى لها اهتماما...
فتابعت نهال:-كاشير فى مول كبير ..بيطلع من شغلوا فى الشركه عالمول لحد 12 بليل ..طبعا عشان يقدر يكفيكى كان بيديكى مرتبه من المول وربع مرتبه من الشركه وجزء تانى بيقسط بيه مؤخر عليا وجزء بيديهولها نفقه وطبعا نفقتها مكنتش كبيره زيك لانها طفله واحده
فرغت فاها وقالت لها بتعجب:-هوا خلف؟
ردّت نهال بهدوء وقد هزّت رأسها بالايجاب وتابعت:-معاه نور ..المهم فضل عالحوار ده كتير لحد ما قدر انه يسد مؤخر علياء ..فالفلوس اللى كان بيديها لعلياء اشتغل بيها على نفسه وقدم فى دبلومه فى الكليه بتاعته وخلصها من سنه وساعدته طبعا انه يترقى فى الشركه وبالتالى مرتبه زاد
أظهرت مها بعض الملل ...بينما كانت تسمع بانصات قوى فى داخلها..
تجاهلت ذلك الفتور نهال وتابعت:-هوا مسكتش وقال اسيب شغلانة الكاشير بقى ..بس حتى ديه هوا اتطور فيها كمان وزى ما تقولى حبّها وبمرور الوقت ابتدى مرتبه يزيد اكتر ..فزّود من الكورسات اللى ليها علاقه بشغلوا...تنهدت ثمّ اقتربت منها وهى تلّف وجهها ناحيتها قائله بصدق:-
والله العظيم حسن اتغير ....انتى لو رضيتى تعدى معاه هتتأكدى من ده
ردّت مها بهدوء:-وانا ايه اللى يضمنلى
ردّت بثقه:-ان ده مش تغير يوم او شهر او سنه حسن كده من ساعة ما سيبتوا بعض يا مها...حسن كده بقالوا سنين...استقل تماما عن امه وعن اى حد بيتحكم فيه ..انتى بتظلمى نفسك لو هتفضلى مكمله كده وفرحانه بنجاحك بردوا وبس انتى كبرتى واتغيرتى وهوا كمان كبر واتغير..
زفرت مها فى ضيق قائله:-خلصتى؟
صاحت نهال بها قائله:-مها حسن اللى بيتحايل بقالو سنين انه يعد بس ويكلمك واللى بتذلينى لحد دلوقتى بمحاوله عملتها من سنتين عشان تعدوا سوا واحده صحبتى شافتوا عندى ومش متجوزه وكانت هتجنن عليه وعماله تتحايل عليا انها بس تكلمه
ردّت مها بلامبالاه:-طب خليها تشبع بيه
نظرت نهال بغيظ:-تصدقى انك جزمه وخساره فيكى الكلام انا هقوم احط مانيكير لدره وكارما وكنزى ...انا اعده معاكى ليه اساسا
ثمّ هللت للصغار:-يلا يا ولاد نحط مانيكير ونبعد عن مها ديه
************************************************** *************************
مرّت الايام سريعه ...حتى جاء موعد مناقشة رسالتها..وفى خلال تلك الايام ...كان كلام نهال يتردد فى رأسها كثيرا..ثمّ تقنع نفسها _جاهده _أنها الان بخير وافضل من أى وقت اخر قضته معه..
استيقظت صباحا ..وتألقت فى فستانا طويل الاكمام من الكتان له لون رمادى فاتح..محلى ببعض النقوش من اللون الاصفر الهادئ اسفل الاكمام..
وطرحه طويله من اللون الاصفر ذاته...زينّت عينيها بالكحل الاسود...فبدت واسعه...جذابه...لامعه
و وضعت القليل من احمر الشفاه على شفتيها الدقيقتين..بدت رائعه بحق..
أطلقت نهال التى تقف خلفها وحولها كل الصغار صفيرا ..قائله لها باعجاب:-ايه الحلاوه ديه يا بت يا مها ...كا اللى بيبقوا دكاترة جامعة كده ولا ايه
ضحكت مها وهى ترد عليها بمرح:-انا مرعوبه اساسا
اقتربت نهال منها وهى تعدل لها من حجابها قائله لها بثقه:-هتشرفنا يا معلم متقلقش ...المهم اشكرينى عشان انا اللى هعد بالمدرسه بتاعتنا ديه بره القاعه مشيره الى الصغار المجمتعين فى الغرفه..
ردّت مها :-اميره هتعد معاهم يا بنتى
قاطعتها نهال بتصميم:-لاء اختك وممتك وباباكى لازم يبقوا حاضرين معاكى انا هستنا بره
اقتربت منها مها وطبعت قبله على وجنتها قائله لها بصدق:-ربنا يخليكى لمصر يا نهال
بادرتها نهال بمرح:-طب يلا بقى عشان منتاخرش ليطردوكى بعد كل ده
استقلوا ثلاث سيارات..سيارة كريم التى حمل فيها نهال وصغيريها..وسيارة ايمن التى حمل فيها اميره و والدتها وصغارهم..وتبقى مها التى كانت قد اشترت سياره جديده منذ شهرين..
وقد كانت احدى اهدافها التى قررت ان تكافأ بها نفسها بعدما اقتربت من ختم القران الكريم حفظا وفهما بحق...
وصلوا اخيرا الى تلك القاعه...اجتمعوا المدعوين من أصدقائها وعلى رأسهم سهى وساره التى كانت لحسن الحظ فى مصر..وعائلتها كلها..ولم تلحظ انّ هناك فردا من العائله قد جاء ايضا..
جاء وعلى وجهه ابتسامة أمل بعدما طمأنته "نهال"...تألق فى بدلته السوداء القاتمه..وشعره الاسود الناعم..وعيناه التى تلمع ببريق الفرحه بحق من أجلها..فهى زوجته رغم أنفها ..
أمسك بباقه من الورود القرمزيه..وبدا هو الاخر كأمير يستعد لمقابلة أميرته..جلس بعيدا عن عينيها متمنيا الا يفسد عليها فرحة ذلك اليوم فهو يعلم كمّ الضيق الذى ينتابها عندما تراه فقط..
جلس الجميع امامها بينما جلست على مرتفع منهم..تواجههم..وتواجه مجموعه من الاساتذه ...يخفق قلبها خوفا عندما فقط ترى تلك الهيبه التى تشع مع كل حرف من حروفهم..
أمامها حاسوبها الخاص..والغرفه مظلمه تماما عدا شاشة العرض المضيئه التى يظهر عليها ما تشرحه "مها"من علم تقدّره هى بالطبع وتقدّر مجهودها فيه ويقدّره اساتذتها الذين بدأو بالقاء سيل من الاسئله الخاصه بالرساله عليها...
بينما يقدّرها الحاضرون فقط لانهم يعلموا أنها تدل على العلم وأنه ليس بالشئ الهين الوصول الى ذلك المكان الذى تقف فيه مها الان ولكنّهم بالطبع لا يفهموا حرفا مما تقوله....
بدأت ترد على اسئلتهم بثقة خرجت مع كل حرف من حروفها..وبالرغم من دقات قلبها المتسارعه الا انها بدت رائعه فى كل شئ..
تستحق تلك الدرجه العاليه التى منحها اياها الاساتذه بالاجماع..درجة الامتياز..
امتلأت القاعه التى اضيئت بالتصفيق...بل أنّ والدتها لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تلقى "زغروطه"قويه دوت فى ارجاء المكان...وعلا صوت الصفير..
وامتلأت عيناها بالدموع التى بدأت تهطل بفرحه...ذاقت طعم النجاح بحق..وبدأو يهلون عليها مهنئين.يلتقطوا الصور العديده معها..فتبتسم ملئ فمها وأطفالها حولها ...
حتى اخترق ذلك الزحام عليها أخيرا وهو يتقدم ...ما ان رأته حتى شعرت الان بالرغبه القويه فى أن تضمّه ...ودّت لو تطلبها هى منه الان كما فعلها هو من قبل وتصرخ بالجميع قائله لهم...دعونى اقترب منه واتنسم رائحته ..
قال لها فى ظل مراقبة الجميع لذلك المشهد بابتسامه كبيره ظهرت على محياه وازداد ثقه وهو يلحظ ان ابتسامتها التى تتلاشى كالعاده عند رؤيته مازالت مرتسمه على فمها بوضوح..:-مبروك يا دكتور مها
أعطى لها باقة الورود ..
ردّت عليه برقه:-الله يبارك فيك
تنهد فى راحه ثمّ قال لها مكررا ذلك الطلب الذى حرمته منه طوال السنوات التى مضت :-ممكن اتكلم معاكى يا دكتور؟
لاحت ابتسامه جانبيه على فمها قائله بترفع مصطنع:-افكر
ابتسم ملئ فمه وهو يرد:-اخيرا يا مها
سيحبك عندما تكونين انتى ليس عندما تكونين مجرد ظلا سخيفا...يبذل ما استطاع فى محاوله لارضاؤه
يلاحقه اينما ذهب....
فلا تكونى خيالا تافها للرجل يعيش له وبه ...
وتتحكم بك السذاجه حتى تختزلى الحياة فيه وهو على أتم الاستعداد ان يتخلى عنك
....فقط عندما تسنح الفرصه له.....
فكونى انتى...انتى وحسب.
وكن لها رجلا بحــق...تكن لك تلك الانثى التى تبـــحث انت عنها...
تمت الحمد لله