اخر الروايات

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم حورية

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم حورية 


البارت الخامس والاربعون
كانت تسير هائمه على وجهها...لكن سرعان ما اهتدت الى عقلها حين بدأت تتذكر
صورتها حين كانت تسير متأبطه لذراع زوجها الراحل..ابتسمت ملئ فمها وكأنها انفصلت عن الواقع...كانت تحمل "سليم"النائم على يدها وهى تسير ...
شعرت وكأنها تملك قطعه من زوجها احتضنته بقوه اكبر وبدأت تشم رائحته...ارجعها ضميرها الى الواقع مره اخرى ..ما الذى تفعلينه؟! انتى من قبلتى بهذا الوضع المؤلم...وارتضيتى بأن تكونى وسيله للحصول على طفل وحسب.
..وضعت يدها على بطنها التى بدأت ان تكبر قليلا..وتابع ضميرها...الان عدتى الى واقعك ؟!...
هيّا افيقى لن يتغير شئ ..استقلت سياره اجره و وصلت الى حجرة سليم وهى تضعه فى فراشه وتطبع قبله على وجنته الرقيقه..خلعت ملابسها وارتدت قميصا قطنيا خفيفا..
جلست بحزن وهى تتذكر ما حدث..كيف رأت "كريم "اليوم معها...تلك البراه المرتسمه على وجه "نهال"..كيف فعلت هذا بها ؟ ولأول مره يراودها ذلك الاحساس بالذنب المميت..
مشت متثاقله الى ان وصلت الى مكتبه صغيره فى زاوية الحجره..فتحت الدرج ..
والان هى تجلس وبيدها بعض الصور لها ولزوجها ..كل شئ كان يبدو جميلا حينها ...
كانت كئيبه بحق..
سمعت صوت غلق الباب ..اخفت الصور بسرعه مرتبكه..حتى دخل وهو يصرخ بها:-مين ده اللى كنتى واقفه معاه يا هانم ؟
مسحت دموعها الثائره بعنف قائله له بحده:-ما مراتك سألتنى وقولتلها
احمّر وجهه الابيض ولمعت عيناه الزرقاء وهو يرد بعنف بعدما اقترب منها وامسك بمرفقيها:-ملوك...انا مبهزرش
افلتت يدها بقوه وصرخت به قائله:-ولا انا بهزر
اقترب منها اكثر وقال لها بلهجه امره خشنه:-ردى عالسؤال...مين اللى كنتى واقفه معاه؟و واخده رقمه ؟وعمّاله تضحكى والقرف ده
ردّت بسخريه :-وانت كنت شايفنى منين اساسا وانا بضحك من ورا النقاب
زفر فى ضيق ثم تابع بنفس السخريه:-زى ما نهال شافتك على بعد كيلو
هطلت دموعها اخيرا وهى ترد بحزن بالغ وقد هوت على الاريكه:-نهال مراتك شافتنى عشان هيا اساسا شفافه بتعرف تحب بجد صمتت برهه وتابعت وهى تنظر فى ام عينيه:-حقيقى متستاهلش اللى احنا عملاناه فيها
قاطعها بحده فقد أيقظت ضميره النائم منذ فتره:-ايه الهبل اللى بتقوليه ده احنا معملناش حاجه حرام ولا عيب
قاطعته بعنف سقطت على اثره خصلات شعرها الناعمه على عينيها فعدلتها قائله:-مكنش هيبقى حرام..مكنش هيبقى حرام لو كنت قولتلها بس عارف
قاطعها وقد هطلت دموعه المحتبسه اخيرا:-بطلى هرتله بقى
صرخت قائله:-طب اهرتل اكتر ...انا هقولك انت مقولتلهاش ليه ...عشان خوفت خوفك على زعلها هوا اللى وقفك ...يمكن مش مبرر بس ده فعلا السبب ..السبب انك بتحبها .
كل حاجه فيك بتقول انك بتحبها مسحت دموعها وتابعت :-بس انا بقى فكرت فيا قبل كده..فكرت فى زعلى فى منظرى الزباله وانا شايفاك معاها ومش عارفه اقول انك جوزى وانى انا زيها
فكرت فى الايام اللى بعدها لوحدى وانا مستنياك تيجى ..فكرت فى احساسى النهارده ..رأته وقد وضع يديه على وجهه وبدأ فى البكاء فتابعت بحده اكبر:-انا عارفه انى بالنسبالك مجرد اله ..اله عشان تجبلك طفل وبس
هنا نهض مسرعا وجثى على ركبتيه امامها ..وردّ عليها والنحيب لم تزل اثاره بعد ..امسك يدها وقال لها بصدق بالغ:-والله العظيم لاء يا ملوك لاء والله انا مش شايفك كده يمكن الاول كنت شايفك كده كنت شايف ان ديه وظيفتى و وظيفتك انتى كمان بس دلوقتى لما عرفتك
عرفت قد ايه انتى نقيه وكويسه من جوه وان ربنا رزقنى بيكى زى ما رزقنى بنهال
تركت يده و نهضت قائله بصرامه:-يبقى خلاص يا كريم قدامك حلين ملهمش تالت ...يا اما تسيبنى هنا فى الشقه و نعيش زينا زى المطلقين وابنك هتشوفه فى اى وقت يا أما تقول لنهال
ارتبك ونهض وهو يرد متوسلا:-اكيد مش هختار الحل الاول يا ملوك..ثم تابع بتردد:-ادينى فرصه لحد ما تولدى ان شاء الله وهقولها اقترب منها وامسك يدها بحنو وتابع:-بالله عليكى ادينى المهله ديه بس يا ملوك
نظرت له وردّت :-وانا موافقه وفى الفتره ديه انا هعد عند ماما ونبطل كذب لحد هنا يا كريم
صمت برهه تجول فيها بصره فى انحاء الغرفه وكأنه يبحث عن مخرج يخلصه من هذا العذاب لتقع عيناه على تلك الصور المبعثره تحت فراش الاريكه..اقترب منها وأمسك بالصور بينما وقفت مرتبكه تنظر على مرمى بصره..أمسك بالصور وفى لحظات قصيره استنتج الكثير..
وقعت عيناه على صوره تجمعها بزوجها وبذلك الرجل الذى كانت تقف معه..أمسك الصوره بطرف يده واحمّر وجهه ثانية وهو يصرخ بها:-خلاص عرفت ده مين..انا لما بكون معاكى يا ملوك بكون لوحدى وبشوفك انتى مش بشوفك نهال وانا معاكى بكون ليكى وبس
نظر الى الصوره مرة اخرى..ولفت نظره الشبه الكبير بينه وبين زوجها الراحل...يملك نفس العيون الملونه والشعر الاسود الناعم ..والبشره البيضاء ..نظر لوجهها الذى بدأ يصفّر وقال لها بصراخ وقد هطللت دموعه:-انتى بقى بتشوفينى هوا لسه عايشه معاه ولا معايا اقترب منها وهزّكتفيها بعنف و
تابع:-ردّى عليا ..بتشوفينى ازاى
نطقت عيناها الحمراء بدلا منها ..فردّت بصدق:-والله مش اللى فى دماغك يا كريم انا لما ابتديت افكر فيك كنت شايفاك انت والله العظيم مفكرتش فيه الا النهارده لما حسيت انى لوحدى وانى تعبت من الوضع ده
ترك الصوره من يده...وامسك بمفاتيح سيارته...اوقفته وهى تمسك ذراعه بلطف قائله:-كريم مصدقنى ولا لاء
نظر لها ببؤس وقال لها بوهن :-مش عارف
************************************************** *********************************
كانت تجلس وتمسك ذلك الشريط بيدها ..وتنظر له بمشاعر مختلفه ..فقد أكد لها للتو بأنها تحمل جنينا من حسن ..ماذا يا علياء ؟..هل سيفرح؟..ولماذا يفرح ويشعر بتلك النشوه التى تشعر هى بها الان...فهو يعول ثلاثة اطفال..
كانت والدتها تجلس امامها و وجهها خالى من أى انفعال ..نظرت لها بهدوء وهى ترشف من كوب الشاى الذى تمسكه بيدها:-مش عارفه اقولك مبروك ولا اقولك ايه
ردّت متسائله:-تفتكرى هيعمل ايه؟
ردّت بهدوء :-هيقول لامه الاول طبعا وبعدين هيتصرف
نظرت لها بغيظ قائله:-ماما انتى مش هتبطلى
ضحكت بسخريه:-انتى اللى مش هتبطلى تكدبى وتقنعى نفسك انك مبسوطه بالجوازه ديه
ردّت مؤكده:-ايوه مبسوطه مبسوطه جدا كمان ...كفايا انى كل يوم بنام فى حضنه وانا مطمنه
ابتسمت بنفس السخريه:-ربنا يهنى سعيد بسعيده
قطع حديثهم صوت جرس الباب ..قالت والدتها:-اكيد امه طبعا
همست علياء:-اقولها ؟
ردّت متذمره:-معرفش
مشت متثاقله تجاه الباب لتفتحه..وجدتها هى بالفعل ...فابتسمت مرحبه:-اهلا يا طنط اتفضلى اتفضلى
ابتسمت ابتسامه صفراء ونظرت لها من اخمص قدميها حتى رأسها وقالت :-ازيك يا عليا
دخلت فوجدت والدتها التى لم تنهض من محلها بل اكتفت بأن تقول ببرود:-ازيك يا ام حسن
ابتسمت فتحيه ملئ فمها وقالت لها:-قولت اجى اعد معاكوا بقى اصل الحاج محمود سافر لقرايبوا فى البلد ثمّ التفتت الى علياء قائله :-ايه اللى انتى لابساه ده
نظرت علياء الى ملابسها وردّت ببلاهه:-ماله يا طنط
ردّت بسخريه:-لابسه بيجامه مقفوله وكحلى كمان وشعرك عملاه كحكه ايه ده اعده مع حسن كده
ردّت بارتباك:-لاء بغيّر لما بيقرب يجى
ضحكت فتحيه وهى تنظر لها بسخريه قائله:-ده انا كنت ادخل على مها ثم القت نظره لوالدتها بغيظ موضحه:-مرات حسن
صححت علياء بغيظ:-طليقته يا طنط
لم تهتز فتحيه وتجاهلتها وتابعت:-ادخلها فى اى وقت الاقيها لابسه ومتقمعه كان مفيش زيها والله
ابتسمت والدتها ابتسامه صفراء وردّت:-ما علياء اهيه الخير والبركه
اكملت فتحيه:-لاء مها غير ديه كانت تجيلى وقت ما احب وتعد ان شا الله لاخر النهار يلا ايام
امتعض وجه علياء وتملكها الغضب لترد والدتها محاوله تغير دفة الحديث:-باركى لعليا ..حامل
ردّت ببرود:-والله ..ثم نظرت لعلياء قائله:-مبروك ثم تابعت متسائله:-قولتى لحسن؟
ردّت علياء بهدوء:-لاء هعملهاله مفاجأه
ضحكت فتحيه :-وانتى فاكراه اول مره يخلف ده عنده الله اكبر تلاته مها جابتله الولد والبنت
نظرت علياء ارضا وزفرت والدتها فى ضيق..
أخرجت فتحيه هاتفها وقالت:-انا هقوله دلوقتى
ردّت علياء:-بليز يا طنط انا اللى عايزه اقوله
تجاهلتها وضغطت على ازرار هاتفها لتخبره هى...
كان يقرأ بعض الاوراق حتى وجد هاتفه يصدر رنينا معلنا عن قدوم اتصال من والدته..تراجع عن اجابته ولكن تذكر التحقيق الذى سيجرى معه فعدل عن ذلك سريعا..
ردّ معتذرا:-معلش يا ماما عندى شغل هكلمك لمّا افضى
ابتسمت فتحيه وهى تنظر لعلياء قائله :-عندى خبر حلو بس ماشى لما تتصل انت
أغلقت معه...كانت تريد ان تضغط على اعصابها وحسب..ايذاء الناس يشعرها بالتلذذ ...تنهدت علياء فى راحه بينما نهضت فتحيه الى الخارج لتدخل غرفة نومها ..ولمحت بعض حبّات التراب المتناثره على طاولة الطعام..
علا صوتها وهى تقول:-عليا تعالى هنا
سارت مهروله حتى وصلت اليها وقالت:-فيه حاجه يا طنط
تبعتها والدتها لتسمعها...
"شايفه التراب؟انتى منفضتيش من امتى؟
ردّت والدتها بدلا منها بعنف:-مش هتنضف البنت حامل والحركه الكتير غلط
ردّت فتحيه بحده اكبر:-وانا بكلم بنتك مبكلمكيش انا ابنى ميعدش فى بيت بالطريقه ديه
ردّت والدتها بغضب:-ديه شقة بنتى من الاول واللى مش عاجبو
قاطعتها فتحيه بمكر وهى تنظر لعلياء التى ترقرقت الدموع فى عينيها:-ماشى انا هوصل لحسن الكلام ده وهروح اعد فى بيتى بدل ما غيرى بيطردنى
اسرعت علياء :-اهدى بس يا طنط ماما متقصدش
ردّت والدتها بانفعال:-ولا اقصد بقى الواحد قر..
قاطعتها علياء بسرعه وبحده:-ماما كفايه ثمّ نظرت لفتحيه قائله بلطف:-معلش يا طنط البيت بس امبارح معرفتش المع فالتراب لزق شويه
ردّت فتحيه بعجرفه:-وان معدش فى بيت كده
ردّت باستسلام:-هنعمل اللى حضرتك تحبيه
علا صوت والدتها وهى تتحرك لتترك الباب قائله:-ماشى يا علياء
كادت ان تجرى وراء امها لولا فتحيه التى امسكت بذراعها واحتضنتها بمكر قائله:-متقلقيش يا حبيبتى كل الامهات كده بيطلعوا يطلعوا وينزلو على مفيش
فرت دمعه من عين عليا على اثر الضغط الذى تعيشه من كل جهه..مسحتها فتحيه بحنان وقالت لها :-لاء لاء عياط ايه ده غلط كده عالبيبى واحنا عايزينه فيه مامى تعمل كده
ابتسمت عليا لذلك اللطف الذى تراه من فتحيه فتابعت فتحيه لتضرب على الحديد وهو ساخن :-تعالى اعدى فى ريحى كده ..انا هعد معاكى ما انا زى ممتك اهو ..يلا بس قومى نفضى مدخل الشقه كده وتعالى عشان عايزاكى بسرعه..
اومأت رأسها ونهضت بحماس لتنجز ذلك العمل الهيّن فقد توقعت ان تطلب اكثر من ذلك منها غير عابئه بوالدتها..أما فتحيه فقد عزمت ان تجعل علياء نسخه اخرى من مها ولو احتاجت علياء لبعض الوقت! فلا مشكله...
بعد ساعه انجزت علياء عملها وعادت لتجد ان فتحيه قد وجدت تسليتها فى "اللب"وامتلأت الارض بالقاذورات ..
جلست وهى تلتقط انفاسها وتشعر برغبه شديده فى القئ...فقالت لفتحيه:-تعبت اوى يا طنط
مصت فتحيه شفتيها وقامت لتجلس بجانبها ..وضحكت قائله:-هوا احنا لسه عملنا حاجه
ردّت علياء مسرعه بخوف:-هنفض حاجه تانى
نظرت فتحيه لقدميها وتلك الاظافر الباليه ..ثم قالت لعلياء بابتسامه:-لاء تنضيف ايه..بصى رجلى عامله ازاى
لم تستوعب علياء فقالت لها متسائله:-مالها
ضحكت فتحيه وهى توضح:-مفيش بيقولولى حلّها انى اعملها باديكير ..
ابتسمت علياء وردّت بفرحه:-طب ماشى ...هغير هدومى بسرعه ونروح للكوافير
ردّت فتحيه بمكر:-لاء بيقولو بتدخلها فى خمسين جنيه
ردّت علياء ببلاهه:-هعزمك يا طنط انا
وكزتها فى خفه قائله:-يا عبيطه احنا عايزين نوفر الفلوس نقوم نهدرها كده ..ثم نظرت فى ام عينيها قائله:-تعالى انتى اعمليهالى مش محتاجه كوافيرات
ردّت بتعجب:-نعم!
تلاشت ابتسامة فتحيه وهى تقول :-وفيها ايه ما انا زى امك ايه المشكله يعنى
فقدت اعصابها كالعاده وردّت:-اسفه يا طنط انا مش هعمل لمامتى كده عشان اعملك
نهضت فتحيه بغضب:-ماشى انا اروح بيتى بقى واعمل اللى انا عايزاه
كانت ردة فعل علياء غير مرضيه بالمره لفتحيه التى توقعت ان تتشبث بها ..
ردّت علياء بلا مبالاه وهى تشاهد التلفاز:-براحتك يا طنط
مرت ساعه اخرى كان حسن قد عاد لتوه من عمله ...وقد سبقه صراخه
صاح بها:-انتى يا زفته
خرجت مهروله وردّت بخوف-فيه ايه يا حبيبى ؟
اقترب منها وشدّ شعرها بقوه ولم يأبه بصوت صراخها:-انا قرفت كل يوم مشاكل وقرف ...بتطردى امى يا عليا
افلتت شعرها وصاحت به:-امك عايزانى خدامه يا حبيبى وانا عمرى ما هكونلها كده
اقترب منها ثانية وأمسك بشعرها ثانية وبغضب اكبر:-انتى تكونى زى ما انا عايز وبس انا مخربتش بيتى عشان وجع الدماغ والقرف ده
استخدمت يدها الاخرى لتحرر شعرها الذى كاد ان ينفصل عن رأسها..فوجهت له ضربه خفيفه فى صدره...
ازداد بها غضبه ...فبدأ يسحبها ناحية الفراش ثم دفعها بقوه عليه...كان مشحون بكلمات امه القاسيه ..
بدأ يخلع ذلك الحزام الذى يرتديه...فنظرت له برعب:-هتعمل ايه يا مجنون
نظر لها بتلك العيون الغاضبه قائلا:-هعلمك الادب يا عليا
وبدأ ينهال بضرباته على صدرها وذراعيها و وجهها ولأن امه اخبرته بخبر حملها المشئوم..كان يبتعد عن بطنها..كم انت رائع يا حسن؟! ..
كانت تبكى وتصيح بتوسل:-سيبنى هموت فى ايديك
القى بالحزام واقترب منها وهو يشّد شعرها وقال لها بلهجه امره :-هتحترمى نفسك بعد كده ولا لاء
تأوهت وهى تحاول ان تفلت رأسها دون جدوى..وردّت:-انا هوديك فى داهيه يا حسن ..
لم ينتظر اكثر بل أمسك برأسها ودفعها فى خشب المقعد المستقر بجانب الفراش...فسقطت قطرات من الدم من رأسها...فقالت له بتوسل:_انا حامل يا اخى ..حرام عليك
ترك رأسها وردّ بغضب:-مكنتش عايز ولا حمل ولا قرف انا لاقى اصرف عاللى معايا لما هاجيب عيال تانى كتك الغمّ يا شيخه ..خربت بيتى عشانك ليه وازاى..
ضمت فخذيها الى صدرها وهى تنتحب غير مهتمه بقطرات الدم التى بدأت فى الزياده...فأكمل هو بلهجه امره-خمس دقايق الاكل يكون جاهز لحد ما اخد حمام
ما ان اغلق باب الحمام حتى سارت ببطئ ناحية ذلك الاسدال فارتدته بسرعه ...وأغلقت الباب فسمع صوت اغلاق الباب ولكنّه لم يبالى وظن أنها قد فرّت الى والدتها
أما هى كانت تسير وهى تبكى فى الشارع حتى وصلت لاقرب مقر شرطه..سأسجنك يا حسن...لن اكون عبدة لكــ!!
********************************************
أما مها كانت قد وصلت الى منزلها منذ ساعه تقريبا وتناولت الطعام مع صغارها و والدها و والدتها..وتجلس الان تفكر فى شئ لطالما اصبحت تحلم به منذ ايام..
قررت أن تحقق حلم الدكتور عبد الكريم...الذى كثيرا ما شجعها قائلا لها"انتى مكانك مش هنا انتى مكانك فى الجامعه "ولما لا؟!...ان الدراسات العليا ستحسن مستواها المادى والاجتماعى وهو ما تسعى اليه الان...
ابتسمت وقررت ان تتخذ خطوات فعليه نحو هذا ...فاتصلت باحدى اصدقائها القدامى من اتجهوا لهذا الاتجاه لتستفسر عن ذلك..
الان قد عرفت هدفها والطريق الذى تودّ ان تسلكه..
هرولت الى صغارها وقالت لهم مقترحه:-ايه رئيكوا نلعب استغمايه
نظر كل صغير للاخر ببلاهه...فبدأت هى تشرح لهم اللعبه بفرحه طفله فى العاشره وقد تجاهلت حديث "مايسه""انتى وعيالك هتبهدوللى البيت"انتهت من شرح اللعبه فقالت لهم بحماس:-مستعدين
اومأوا برؤسهم مبتسمين ملئ فمهم ..فابتسمت هى لابتسامتهم وقد بدأت تشعر لتوها بأن تلك الحياه تزخر بالكثير والكثير فهى اسمى ان تتلخص فى شخص واحد وحسب...
الان تجلس معهم وتأكل "الايس كريم"الذى ابتاعته لهم اليوم..
جاءت والدتها وقالت لها متسائله:-بلغتى يا مها ولا لاء
ردّت بلا مبالاه وهى تداعب معز:-لاء رجعت فى اخر لحظه...اصلهم هيجبوه منين
ردّت مايسه معارضه:-يا بنتى هما ليهم طرقهم احنا مالنا
تجاهلتها وردّت عليا وهى تضحك لضحكة معز :-بصى الواد الوحش ده احسن من اى حاجه فى الدنيا
ابتسمت والدتها:-ربنا يخليهولك يا حبيبتى ثم قالت بخبث:-مش هتتصلى بلؤىى
ردّت بنفس الامبالاه:-استنى هتصل كده
أمسكت بهاتفها ولكنّها سألت :-رقمه كام مش معايا
احضرت "مايسه"هاتفها تملى لها الرقم ...فانتزعت مها الهاتف قائله:-اكلمه من عندك انتى احسن..
لحظات حتى أجابها:-ازى حضرتك يا طنط
ردت مها :-انا مها ...ازى حضرتك يا استاذ لؤى؟
ردّ بتعجب:-الحمد لله ...صحتك عامله ايه دلوقتى؟
ردّت بهدوء:-الحمد لله ...ثم تابعت بتردد:-انا بعتذر لو كنت انفعلت شويه ...اكيد مكنش قصدى
ردّ بمرح:-انتى مش انفعلتى انتى كنتى هتضربينى بس عموما انا مضايقتش
انفعلت لتلك الطريقه التى يتحدث بها ..من اين عرفها لكى يتجرأ هكذا..ردّت بخشونه:تمام انا مضطره اقفل
أغلقت الهاتف ...ونظرت لوالدتها بتذمر:-اموت وافهم بيكلم كده ليه ...بيحسسنى انه يعرفنى وعادى كده
ردّت والدتها بارتباك:-عملك ايه ؟!
ردّت بغضب:-مفيش حاجه خلاص ثم التفتت لكارما وكنزى النائمتين على الارض فقالت لها :-خدى الواد الوحش ده لحد ما اودى كارما وكنزى عالسرير
************************************************** ************************
كانت تستمع الى فيروز ..وتمسك بكتاب تقرؤه فى انسجام كامل..وتجلس فى تلك الشرفه التى تطل على شارع هادئ منظم..تحيط به الاشجار ...وأمامها عصير من البرتقال المثلج..
كان الكتاب "لروبرت انتونى""ماوراء التفكير الايجابى"كتابا رائعا..كانت تبحث عن النسخه الورقيه منه حتى وجدتها ...
كان يدعم كل ما تقوله ...وهى فكرة انّ الانسان هو سبب كل ما هو فيه سواء كان خيرا او شرا...
قطع اسجامها حمزه الذى هرول اليها قائلا :-مامى ايه رأيك فى شعرى
نظرت الى شعره فقد غير نمطه ..
ردّت بتعجب:-ما انت سألتنى قبل كده وقولتلك مش بحبك تحلق شعرك كده
ردّ وهو يتأمل شكله فى المراه:-يعنى وحش ولا ايه
ردّت قائله:-مش هوا عجبك
ردّ بفرحة :-اه اوى
ابتسمت قائله:-طب يعنى انت مستمتع بيه كده ؟
التفت لها وقال:-اه جدا بس خايف طنط حنان تتريق عليا عشان سهيل كان عامل كده فى شعره قبل كده وزعقتله
جثت على ركبتيها لتصبح فى مستواه وقالت له بحنان:-ملكش دعوه بحد ...اعمل الحاجه اللى انت مستمتع بيها وحببها وبس طالما ربنا مش بيزعل مننا لما نعمل الحاجه ديه خلاص كده
طبع قبله حلوه على وجهها ...ذاقت فيها السعاده بحق...وحمدت الله عليها
************************************************** *************************
أما اميره تجلس الان مع علىّ ارضا ..فقد اكتشفت لتوها موهبته فى الرسم...وعزمت ان تشاركه فيها...فقد وجدت هى ايضا فى ذلك الصغير الحياه بأسرها

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close