رواية تزوجته رغما عنه الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم حورية
البارت الجديد الثالث والاربعون
اذا ارادت "مها"يوما الحياه...فلابد للقدر ان يستجيب ...
نعم ستستجيب الظروف والناس والمجتمع وكل شئ من اجلك فقط ...
كانت تقف تطهو الطعام ...وتتذكر كيف كانت تعد كل يوم صنوفا مختلفه من الطعام من اجله ...حتى لاحظ الجميع زيادة وزنه بشكل ملحوظ...
بعد حوالى ساعة ونص كانت قد انتهت من اعداد طاوله جميله شهيه بحق ...اجلست كل صغير على كرسى...
ثم جلست فى مكانها المعتاد من هذه الطاوله ...وهو اقرب مكان للمطبخ ....حتى اذا احتاج شيئا قد غفلت عنه تسرع لاحضاره...
لا تنكر انها نظرت الى مكانه الفارغ وشعرت بافتقاده ...
تذكرت كيف كانا يضحكان سويا على طريقة "كارما"فى تناول الطعام ويصفاها بالعشوائيه ...
فتتهمه بأن جينات تلك العشوائيه قد ورثتها منه ...فيغضب غضب طفولى ...يصاحبه ابتسامتها الجذابه ...
ثم تذكرت كيف انه يتناول طعامه الان مع زوجته ... فاشمئزت ملامحها ...
لكنّ الصوره التى رسمتها فى مخيلتها لم تكن كما تصورتها ...
صحيح انه كان يجلس امامها ...ولكنّه فى عالم اخر ...فقد ازداد الضغط عليه ...
مضطر لان يحضر لمها مؤخرها ليلا ...وايضا محل اقامة اولالاده فى غياب مها...
والدته تطالبه كل يوم بالمال...شعر وكأن سحابه سوداء تقف فوق رأسه ...
قطعته علياء من شرودها قائله بابتسامه حلوه :-مالك يا حبيبى بتفكر فى ايه ؟
ابتسم بوهن قائلا:-مفيش ..بس مضطر اسحب فلوس عشان مؤخر مها
ارتسمت ملامح الجديه على وجهها وردّت قائله:-اديها حقها وخلاص عشان تسيبنا فى حالنا ..
هزّ رأسه قائلا بهدوء:-خايف من اللى جى ّ
ؤدّت متسائله:-ليه يعنى ؟!
ردّ بكابه:-دلوقتى مها تقريبا متنازله عن الاولاد مش متمسكه بيهم زى ما كنت متخيل ثم نظر لها نظره ذات مغزى قائلا :-وتقريبا هيا عايزه
قاطعته :-يعيشوا هنا ؟
ردّ حسن وقد أمسك يدها وربت عليها بحنان :-اه ممكن يا حبيبى
افلتت يدها بلطف قائله بخوف:-بس انا مش هقدر على مسئولية تلت اطفال يا حسن
قاطعها مسرعا :-متقلقيش ..انا هكون معاكى
هزّت رأسها فى خوف من القادم ....
مازالت تلك العين تترصد مها ومنزلها فى هدوء ...
لا لم تحن الفرصه حتى الان ...
انتهت لتوها من الطعام فقامت الى صلاتها فأدتها ...
ثم انتهزت تلك اللحظه التى تشعر فيها بمدى قربها من الله ...السجود ..
كان يمثل لها الحياه فوقت تمنت فيه ان ترحل من هذا الكوكب ...
أخذت تدعو الله"يارب قوينى بيك...يارب الهمنى الصح فكل حاجه "...قامت من سجودها وهى تشعر كما تشعر عقب كل صلاه ...بالهدوء
نظرت الى الصغار الذين كانوا يلعبون سويا ويتلهون بتلك الحلوى التى ابتعتها لهم برضا...
ثم الى الشقه...انها نظيفه بالقدر الكافى ...لا توجد فتحيه لكى تراقبنى ...
فاتجهت الى هاتفها النقال اختارت اغنيه لطالما احبتها لمعشوقتها فيروز...
كان لها تأثيرا قويا عليها ...
ابتدت تلك الكلمات تكسبها المزيد من الراحه والاستمتاع ...
سألتك حبيبى ...لوين رايحين..خلينا خلينا..وتسبقنا سنين...اذا كنا عطول...التقينا عطول...ليش منتلفت خايفين
قاطع ذلك الاستمتاع رنّة هاتفها ...كانت نهال ...
فصلتينى يا نهال "
ردّت نهال وهى تضحك بملل:-مها انا زهقانه اوى
ردّت مها قائله :-انا بردوا كنت زهقانه ...ما تيجى تعدى معانا انا و الولاد
صاحت بها نهال فى سأم:-يا مها زهقانه ...عايزه اخرج
ضحكت مها متسائله:-جوزك فين امال ؟
ردّت نهال بتلقائيه :-فى الشغل
ردّت مها مقترحه:-طب ما تروحيله وتستنيه لما يخلص وتخرجوا
صمتت برهه تفكر ...ثم قالت لها مؤيده:-تصدقى فكره ..بس انا مش عارفه هوا فى الصيدليه ولا فى الشركه ولا ايه
نهرتها مها:-يا بت بطلى غباء ...ما تتصلى اكنك بتطمنى
ما الذى تفعليه يا مها ؟! ...
قررت نهال فعل هذا ...اتصلت به ...كان جالسا بجانب ملوك محتضنها ....وخصلات شعرها تتطاير على وجهه...
اعتدل اثر رنّة هاتفه ...ردّ بعدما غيّر نبرة صوته :-ايوه يا نهال
ردّت متسائله:-ايه يا حبيبى ..فينك؟!
ردّ بتلقائيه :-فى الطريق اهو
زفرت نهال فقد حبطت خطتها ...قالت له بسأم:-تعالى نخرج
ردّ عليها بملل:-طب استنى اجى يا نهال ونشوف
أغلق الهاتف وقد اعتدلت ملوك بجانبه ومازالت تسند رأسها على صدره ...
قال لها هامسا:-انا لازم امشى بقى
رفعت رأسها له قائله بابتسامه حلوه :-طب قوم يلا عشان متتأخرش
طبع قبله رقيقه على جبهتها واتجه راضيا عن كل شئ الى نهال ...
ظنّ ان هذا الكذب الا نهائى سوف يحميه دائما وابدا ...
كل شئ له نهايه ...ولكن أى نهايه ستكون من نصيبك يا كريم ؟!...
وصل الى نهال ...فتحت له الباب ...وعلى ملامحها استياء واضح ...
ابتسم كريم واقترب منها متسائلا :-زعلانه ؟
ردّت وهى تنظر له بحزن طفولى :-اه جدا
اخرج لها لسانه وقال لها وهو يغيظها :-اتفلقى
زفرت فى ضيق ...فلم ينتظر اكثر بل حملها ..فقالت له بتذمر :-يا كريم مبهزرش بقى
ابتسم ملئ فمه وقال لها بخبث:-ولا انا بهزر
************************************************** *********************
يوم جديد مرّ ...استيقظت فيه مها ....وقد قررت اين ستترك الاولاد ...وتذهب الى عملها ...
جهّزت الصغار ...وارتدت ملابس رسميه حلوه ...
واستقلت سياره اجره حتى وصلت الى العمارة التى تقطن بها "فتحيه"...
صعدت بهم وهى تلهث ...طرقت الباب طرقات خفيفه ..حتى فتح لها زوج فتحيه "محمود"
ابتسمت له بحب قائله:-ازى حضرتك يا عمو
ردّ بابتسامه مماثله مرحبا :-اتفضلى يا مها وحشانى والله ثم تابع بحزن :-قلبى عندك يا بنتى ثم اقترب منها هامسا يحركه خوفه من فتحيه :-انا والله مكنت راضى عن أى حاجه من ...
قاطعته قائله وقد اتقنت ان ترسم دور الفرحه :-انا مبسوطه كده اكتر يا عمو ...
هنا جاءت فتحيه تبتسم مرحبه :-اهلا يا مها يا حبيبة قلبى ..اشارت بسببابتها:-كنت عارفه انك مش هتقطعى بيا ابدا ثم هجمت عليها لتحتضنها بقوه
أكاد اجزم ان ضلوعها كادت تنكسر اثر ضمتها ...
قالت مها ببرود:-الاولاد هيفضلوا عندك يا طنط وهاجى اخدهم عالساعه خمسه ان شاء الله
ثم اشارت الى الاولاد قائله:-يلا يا حبايبى تيته فتحيه اهيه جايبالكوا شكولاته دوروا عليها
ثم تركتها وهرولت ناحية الصيدليه ....
نظرت فتحيه الى الصغار الذين حاولوا جاهدين البحث عن قطع الشكولاته جاهدين فقد كانت تلك اخدى اللعب التى تمارسها مها معهم فتضعها فى مكان قريب ...
فيجدوه فيتعلم كلا منهم ان الحصول على الاشياء المفرحه يأتى بالسعى ....
بدأت تصرخ فتحيه "معز تعالى هنا "
ومحمود الى كنزى "يا حبيبتى سيبى ام الدرج فى حاله "
وفجأه نظرت فتحيه له قائله بقلق:-ايه ده فين كارما ؟!
بدأت تسرع ناحية المطبخ ...غير موجوده ...
محمود ناحية الشرفه ...ليس لها اى اثر ...
اخيرا صرخت فتحيه قائله وهى تنادى من غرفة حسن :-لقتها اهيه ...
كانت تجلس داخل خزانته تعبث بالملابس لعلها تجد قطع الشكولاته بها ...
حملتها فتحيه بعنف فأخذت تصرخ ...فخرجت فتحيه الى مدخل الشقه لتجد معز قد أفرغ محتويات حقيبة "محمود" ..
علا صراخ محمود ...فبدأت كنزى بالبكاء هى الاخرى ...
وأخيرا وقفا الثلاثه بجانب بعضهما البعض وفى صوت واحد:-ماما ...ايزين ماما ...
اخرجت فتحيه هاتفها بسرعه تتصل بها...
وجدت مها اسمها فابتسمت وهى تجيبها :-فيه حاجه يا طنط
ردّت فتحيه وهى تصرخ:-تعالى خدى عيالك
ضحكت مها باستفزاز:-سورى يا طنط مش هعرف ثم صمتت برهه تسمع فيها انفاس فتحيه المحترقه ...ثم قالت :-طب افتحى الاسبيكر يا طنط
نطقت فتحيه بحده:-وده هيعملهم ايه
صمتت مها ففعلت فتحيه ما تأمرها به مها على مضض ...
ثم نطقت:-فتحت الزفت
هنا هللت مها قائله :-هييييييييييييه ...كارما ...كنزى...معز ...الشوكولاته قدام باب الشقه يلا روحوا افتحوا وخدوها
زفرت فتحيه فى ضيق ...فتح "محمود"الباب ..هجم الصغار يبحثون عنها ...فوجدوها واستطاعت ان تسمع ضحكاتهم ...
بدأت فتحيه تصرخ بها ولكن مها انهت كل شئ باغلاقها للهاتف فى هدوء مستفز ...
ووجهت حديثها للسائق قائله:-ياسطى سرع الله يكرمك ..ده اول يوم
وابتسمت بفرح ...
دلفت الى الصيدليه و وجهها البشوش هو سيد الموقف :-السلام عليكم
ردّت فتاه شابه ...قائله بترحاب:-حضرتك دكتور مها ؟
مدّت مها يدها لترحب بها قائله:-ايوه انا
ضحكت برقه قائله:-انا دكتور هدير ...تعالى وانا هفهمك على كل حاجه
كانت الفتره التى جلستها دون اطلاع او ممارسه للمهنه ...كانت كفيله بأن تجعلها حاصله على الثانويه العامه وحسب ...
بمجرد ان بدأت تلك الشابه بتعليمها مهام العمل واسماء العقاقير ...
شعرت وكأنما فكت اخر قيد تقيدت به من قيود هذا الحسن ...
شعرت بتوفيق الله يلاحقها كل لحظه ....
هاتفها لم يخل من اتصالات حسن وفتحيه وضعته على وضع الصامت ...وانهمكت تباشر ذلك العمل الممتع الذى وجدت فيه حياتها ....
************************************************** *******
"يا بنت الذينا يا مها ....اوف بجد "قالها بضيق شديد ...
سمعه هانى الذى كان يجلس فى مقابله ويرشف كوب من القهوه ...وقد بدا عليه الاستمتاع
قال وهو يبتسم:-ايه اللى حصل
رد حسن وهو يزفر بضيق:-مها يا اخى معرفش راحت فين وسايبه العيال عند امى بدا الفضول فى عينيه وهو يقول:-لحقت تلاقى شغل ازاى كده مش عارف
ردّهانى بسخريه:-تلاقيك هتموت وتعرف هيا فين اكتر من مضايقاتك لطنط
مسح حسن على شعره وهو يرد بابتسامه :-يمكن صمت برهه وتابع بهدوء حزين:-انا ندمان اوى يا هانى على كل اللى عملته ...يمكن الواحد مش بيعرف قيمة الحاجه الا لما بتروح منه فعلا
هزّ هانى رأسه مؤيدا وقال:-حاول ترجعلها
ردّ حسن بثقه:-استحاله هتوافق
ضحك هانى بسخريه:-مفيش ست بتقسى اوى على راجل كانت بتحبه
استحسن الفكره ...
رنّ هاتفه فردّ مسرعا :-ايوه يا مها
ردّت نهال بصرامه:-انت البعيد معندكش دم
ردّ بهدوء:-فيه ايه انتى كمان
ردّت بتحدى:-احسن ...خليك كده عشان اللى بيتبطر عالنعمه ده مصيره
ردّ حسن بتحدى أكبر:-هرجعها يا نهال ...وهتشوفى
علا صوت ضحكتها وهى تقول:-مستحيل ...ثم تابعت بجديه:-انسى بجد
ردّ عليها مبتسما متشبعا بالامل ناظرا الى صديقه:-مفيش ست بتقسى على راجل كانت بتحبه
ردّت نهال بهدوء:-اديك قولت ...كانت
************************************************** *************
الساعه الان الرابعه عصرا ...عليها ان تذهب لتحضر الصغار ...
ولكن قبل هذا كان لابد من ان تضع حل جذرى لهذه المشكله ...
ضغطت ازرار هاتفها لتتصل به ...
اجابها بسرعه قائلا :-عامله ايه ؟!
ردّت متسائله بهدوء مزيف:-كنت بتتصل فيه حاجه ؟
ردّ عليها بابتسامه حلوه وصوت عذب:-كنت بقول انه مينفعش يعنى انك تسيبى الاولاد عند ماما
صمتت برهه تفكر فى كيف تغيرت لهجته هكذا؟! ...ثم ردّت بحده:-واسيبهم فين يعنى ؟!ثم تابعت مقترحه:-عموما لو ممتك مش عايزاهم ادينى تلت تلاف جنيه كل شهر وانا هتصرف واوديهم حضانه نضيفه
كان وقع الرقم على اذنه شاقا جدا عليه...
فردّ منفعلا:-مها انا تعبت من الضغط متنسيش انى هحولك على حسابك النهارده موخرك
قاطعته بغضب:-ده حقى
ردّّ بهدوء بعد ان زفر فى ضيق:-وانا مقولتش حاجه بس بردوا...
قاطعته ثانية قائله بحزم:-انا مش متصله ارغى انا مقداميش حل تانى اساسا ...شغلى مش هعرف اروح بيه بيهم ..كمان مش هخلى ممتى تاخدهم ...عشان انا مش انانيه ومش بفكر غير فى نفسى وبس
صاح بها قائلا :-وانتى كده مش انانيه لما تستنزفى جوزك بالطريقه ديه
تلك الكلمه "جوزك"اصبحت تضيف لها شعورا بالاشمئزاز ...بحلقت ثم صاحت قائله :-انا مش مراتك ثم تابعت وقد فرت دمعه هاربه من عينيها :-وانت مستنزفتنيش كل الفتره اللى فاتت ديه ...انا اللى اشتغلت خدامه لامك وليك ولولادك وكنت عايشه عشانك وبس ...انت انانى ولازم تدفع تمن اللى عملته فيا يا حسن ...والكام سنه اللى ضاعوا من عمرى دول مش سهلين ..هطلت دموعها وهى تستطرد بصرامه:-لو وافقت على فلوس الحضانه براحتك موافقتش هيروحوا عند ممتك مراتك عادى
انتهزها فرصه فقال لها مهددا:-طب وليه انا انقل الحضانه ليا خالص عشان ترتاحى منهم
ضحكت كثيرا وهطلت معها دموعا غزيره ثم نطقت بصعوبه من اثر الضحك:-انت فاكر انك بتضغط على نقطة ضعفى ؟انت طيب اوى والله ...ماشى خدهم نطقتها بتحدى:- براحتك
ثم اغلقت الهاتف ...
تلك القوه التى تظاهرت بها تلاشت كالعاده عندما انتهى الحديث ...
تحولت الى مياه غزيره اندفعت من عيونها حتى ابتلت ملابسها ...
نظرت حولها ...ما الذى تفعلينه يا مها ؟! ...انتى فى الشارع ...بدأ بعض الافراد يبحلقون بها ....
هندمت مظهرها...جففت دموعها ...لن استسلم مره اخرى ...
وقفت تنتظر سياره اجره ...
بعد عشر دقائق كانت مازالت واقفه...تلك الطاقه السلبيه كان لا مفر ان تتخلص منها ...
سارت على قدميها مسافة كبيره ...حتى انهكها التعب ...فاستقلت سيارة ما واتجهت نحو فتحيه ...
صعدت مسرعه ...
دقائق وكان الصغار قد جروا عليها فى لهفه ...فأدخلت عيناها داخل منزل فتحيه ...]بدو ان الصغار فعلوا مهمتهم ...
نظرت لها قائله بتشفى :-متشكره يا طنط
صاحت فتحيه بها محذره:-ولو جيتى بيهم مش هفتحلك تانى
ضحكت مها بسخريه واتجهت بهم نحو منزلها ....
************************************************** ***********
فى مكان اخر ...بالتحديد فى بيت ملوك ...كانت تجلس تشغل فستانا رقيقا من الكروشيه ...
وسليم بجانبها يتناول بعض الطعام ...
دخل كريم ...
تفاجات فلم يخبرها بحضوره ...كلتا يديه خلف ظهره ...
اعتدلت فى جلستها وابتسمت بجاذبيه قائله بمرح:-مخبى حاجه ؟
أظهر كلتا يديه فظهرت باقه رائعه من الزهور الحمراء ...أطلقت صيحه مهلله ...ثم وقفت تمسك بها قائله له بحب:-هقولهالك تانى ..انت ازاى حلو كده
اقترب منها و وضع كفيه على وجنتيها وقد زادته ابتسامته وسمه قائلا:-انتى اللى ازاى ضحكتك حلوه كده
ثم نظر الى ما تصنعه قائلا لها بغضب طفولى :-انا عايز واد بت مين اللى بتعمليلها الفستان
ردّت بثقه:-انا حاسه ان هيا بنت
رفع سليم فجأه وقال له بمرح:-يعنى انت يلا هيبقى عندك اخت تشخط وتنطر فيها كده ؟
أما نهال تجلس كعادتها أمام التلفاز تتابعه فى ملل...
تنتظره...
فى الفتره الاخيره اصبحت تمل من تاخيره ...
تشعر بالوحده ...فكرت بشكل جدى فى كفالة طفل ...وحسمت قرارها بان تخبره به
************************************************** *****************************
كانت سهى فى منزلها فقد وصلت لتوها مع اطفالها ...دلف كل صغير على غرفته بينما بقت هى شارده فى كل شئ يحدث لها ...
توفيق من الله يلاحقها متى واينما ذهبت....
حققت الايه الكريمه(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب )
اصبحت كل يوم ترى كل شئ افضل بالنسبة لها ...
قطع شرودها رنّة هاتفها ...
اخيرا رديتى يا سهى ...حرام عليكى بجد"
قالتها مها بلهفه مغلفه بالحزن ...
ردّت سهى بقلق:-فيه حاجه يا بنتى حصلت ولا ايه
قصّت عليها كل ما حدث تقريبا ...كل شئ بدا واضحا جدا لها وكأنه لم يمر أو لم يحدث أصلا...
ردّت سهى مشجعه :-انتى قويه جدا يا مها ...بجد قويه ...اللى تفكر فى عزّ المحنه وتاخد قرارات مهمه زى ديه تبقى قويه بجد
جففت مها دموعها وهى تتابع:-ساعات بندم اوى يا سهى ...[قول كنت فضلت معاه حتى لو زوجه تانيه ...وبفكر اقوله كده ...بس لما بكلمه بتشقلب وكل حاجه ببقى مفكره فيها برجع عنها ...زى خناقة النهارده ديه
اقترحت سهى :-ايه رأيك تسيبى الاولاد عند طنط شويه وتسافرى كام يوم فى اى حته تغيرى جو ...
ردّت مها بعد برهه:-بس انا كده بهرب يا سهى
عارضتها قائله:-وليه تسميه هروب ما تسميه راحه من كل حاجه
ردّت مها بعد تفكير :-مش هينفع انا لسه بادئه شغل النهارده مش معقول هاخد اجازه
اردفت سهى :-انتى تقدرى تاخدى اجازه من غير ما تسافرى ثم تابعت :-ايه رئيك تشتركى فى جيم وتروحى مثلا بيوتى سنتر توضبى نفسك كده
استحسنت الفكره ثم ردّت بابتسامه:-حلو ده...
************************************************** *******************
الساعه السادسه مساءا ...كريم عاد الان الى منزله ...
احتضنته بحب قائله :-ازيك يا حبيبى
طبع قبله على وجنتها وهمس :-وانا بموت فيكى ثم اخرج من بنطاله علبه من القطيفه الاحمر ...
نزعتها منه بمرح ثم فتحتها ...فصاحت قائله:-الله ..السلسله الفضه اللى كانت عجبانى ...ميرسى يا حبيبى ربنا يخليك ليا يارب ثم طبعت قبله على وجنته واردفت:-ادخل بقى غير عشان احضر الغدا
وعلى الطاوله ...
استجمعت شجاعتها وقالت:-كريم ...عايزهه اكلمك فى موضوع مهم
ردّ بمرح:-اشجينى
ردّت قائله بارتباك:-انا عايزه اكفل طفل
ترك الملعقه من يده وردّ بعصبيه:-نهال احنا مش قولنا الموضوع ده خلص
ردّت بحزن:-خلص ازاى يعنى واحنا اعدين لوحدنا كده ...مش شايف حياتنا ممله ازاى ...ثم تابعت وقد ذرفت من الدمع ما شاء الله فى هدوء:-انا مش هعرف اعيش باقى حياتى من غير طفل
تحركت مشاعره ...فأمسك بكفها الرقيق فى حنان وقال:-انتى مكفيانى عن الدنيا كلها ...انا مش مكفيكى ؟
تركت يده وقالت بعصبيه:-كريم اانا مبهزرش ...انت مشغول بشغلك وبتيجى تنام وشكرا انا بقى مبتفكرش فيا
ردّ بهدوء:-ينفع نتكلم بعدين
زفرت بضيق وردّت بغضب:-طيب يا كريم ...براحتك
************************************************** ******
يدق باب منزلها ...سارت متثاقله لتفتحه ...
كانت ســـاره ...ارتمت مها فى احضانها ....واختلطت دموعهم معا ...
نطقت مها بلهفه :-وحشتينى اوى يا ساره
لم تجيبها بل اجابتها تلك الضمه القويه ....
بعد دقائق كان يجلسا معا وساره تداعب الصغار ...
ثم نظرت لمها قائله بابتسامه:-انا جايه عشان اسلم عليكى
ردّت متسائله:-انتى مسافره مصيف ولا ايه
ردّت ساره بهدوء:-لاء احمد لقى سفر للكويت واقترح اننا نسافر عشان ليلى وكده وعشان اللى جاى فى السكه كمان
نطقت مها بحزن:-مش هترجعوا غير كل فين وفين زى اميره
هزّت رأسها بالايجاب ...
جلسا معا لوقت متاخر من الليل حتى جاء احمد ليأخذها ...تاركين كل ما حدث لهم فى هذى البلد وسيتركونا نحن ايضا فى هذه الروايه...
كان احمد كغيره من ابناء البلدان الناميه ...مستواه المادى يكفيه هو و زوجته فحسب ...قرر ان يسعى نحو الافضل ...
فالفرصه تأتى مره واحده وحسب ...
************************************************** *******
أما اميره كانت الان بصحبة ايمن وعلىّ ...يتناولون طعامهم فى احدى المطاعم ...
******************************************
مازالت تلك العين تترصد مها ...
عندما نطق صاحبها لصاحبه الواقف بجانبه :-هيا ام الشقه ديه مين قالكوا انها مش فاضيه يلا
نطق الاخر وكان فتى لا يتجاوز العشرون :-والله يا معلم الواد شرنوب كان مأكدلى انها فاضيه ...
لحظات حتى رأو مها تمشى بصحبة الصغار ومعها ثلاث حقائب صغيره باتجاه بيت والدتها ...
ابتسم ذلك الضخم قائلا:-جدع الولا شرنوب ده ....
مر جزء من الوقت كانت تقف فيه مها امام منزل والدتها قائله بوجه بشوش:-هأنسكوا كام يوم بقى انا والعيال