رواية تزوجته رغما عنه الفصل الثاني والاربعون 42 بقلم حورية
البارت الجديد الثاني والاربعون
سار حزينا هادئا ...يقود سيارته بنصف وعى وبجانبه اطفاله الثلاث...كان فى حاله يرثى لها ...
كيف كان منساق بهذه السهوله وراء شهواته ...ردّ ضميره بأنه لم يرتكب خطأ ما ...ولكنّ دموعه كان تأبى هذا المبرر...
لقد تخليت عنك ..تركتك وسلبت منك الكثير...فى وقت اعطيتينى فيه انت الحياه بأسرها ...
ترجل من سيارته يحاول ان يخفى ما يشعر به قدر استطاعته ...فلن يهدم ما تبقى له ...
فهل يستطيع ؟!...
صعد الى منزله وطرق الباب طرقات خفيفه..فتحت له على الفور ...هيأ له عقله انه يرى مها ...
ابتسم من قلبه ..واحتضنها بقوه ...
ليعود للواقع مره اخرى عندما سمع صوت عليا ترحب بالصغار :-اتفضلوا اتفضلوا
دخل الصغار فى وجل ينتابهم شعور بالغربه ...فأمسك كلا منهم بطرف من ملابس حسن يتشبثون بها ...ويرجون فيها الحمايه ...
نطق حسن بهدوء:-ادخلوا اعدوا يلا مع طنط ...
بدأت كارما بالبكاء وهى تردد:-مامى...عايزه مامى
وتلاها معز وكنزى كعادتهما ....
ارتبكت عليا ونظرت له قائله بتوتر:-متقلقش ..انا هلاعبهم ...
فتركها ولم يبالى لأى شئ ....فأحضرت لهم بعض الحلوى التى اعدتها له ...تلهوا قليلا ...ولكن الساعه لم تتجاوز التاسعه ليلا ...
اذا ماذا ستفعل وقت النوم معهم؟!
أما هى ظلت تبكى قرابة الساعه ...اتصلت والدتها كثيرا ...لم تجيبها ...بل بعثت لها رساله هاتفيه بأنها سوف تخلد الى النوم ...
لكن أىّ نوم ستهنأ به هى الان ؟!
بدأت تندم على اتخاذها هذا القرار ...كان يكفيها ان تظل بجانبه ...وتنظر فى عينيه وحسب...
لم تبدل ملابسها الممتلئه برائحته ...افتقدت صغارها ...
ولكنّها كانت مضطره لأن تفعل ذلك ...يجب ان يتحمل المسئوليه ...
لن يتاح لك كل شئ بعد الان يا حسن ...نهضت وكأن قوة ما حركتها ...فخلعت ملابسها بقوه ..وبعدت قميصه عن أنفها ...
وشعرت وكأنها تخلصت من كل ما يربطها به ...ارتدت فستانا فضفاضا ...واستلقت على الفراش لم تحاول ان تفكر فى الغد ..بل تتمنى ان لا يأتى ابدا ...
وفى مكان اخر كانت تجلس ملوك ...
تمسك بمصحفها الخاص وتقرء وردها اليومى ...بجانبها سليم الذى كان يتأملها
انتهت وضمته بقوه وقالت له بحب:-بحبك اوى يا سليم
نظر لها طفلها ذو الخمسة اعوام قائلا:-وانا كمان يا مامى ..
ربتت على كتفه فى حنان وقالت بصدق:-تيجى نخرج انا وانت سوا ...
نهض فى فرحه وقال لها متسائلا:-هنروح فين
بعد ساعتين كانوا امام ملاهى ...كانت مزدحمه جدا ...ولكنّ المتعه كانت تكمن فى هذا ...
كانت متعته فى ان يتأرجح ويشعر بالخطر فيصرخ فيخرج قدر من الطاقه لا حصر له فى الترفيه عن نفسه...
أما هى كانت متعتها فى ان ترى الفرحه تشع من عينيه ...
رنّ هاتفها وسليم يستقل احدى اللعب ...
ردّت بفرحه قائه:-ايوه يا حبيبى
تعجب لهذه الضوضاء وقال لها متسائلا:-انتى فين ؟
ردت وهى تلوح بيدها لسليم وتصيح :-هييييييييييييييه ...انا فى الملاهى
فرغ فاه وقال بلهجه حاده شعرت بها وارتبكت من اجلها :-والله ...مقدرتيش تتصلى تقوليلى ؟
ارتبكت قليلا وردّت بتردد:-معلش يا حبيبى اصل سليم كان زهقان وكنت عايزه افرحه
زفر فى ضيق قائلا:-انتوا فى انهى ملاهى
ردّت بابتسامه ملئ فمها:-هتيجى ؟! احنا فى ـــــــــ
قاطعها بغضب:-مش هاجى فى حته ...روحى بسرعه يا ملوك ...
أغلقت وهى تشعر بخيبة امل فى كل شئ....ونظرت لطفلها ولابتسامته ...وقررت ان تتحرك من اجلها هى وفقط ...
ربع ساعه كان يقف امامها بابتسامه زادته جاذبيه ...
كانت تهندم من وضع سليم ...عندما التفتت لتراه ...بحلقت ثم ابتسمت ....ضحكت ...ُسارت ناحيته قائله بفرحه:-انت ازاى حلو كده ؟
تخيل ابتسامتها من خلف نقابها ...فملأته بالنشوه ...فركع يرفع سليم على يده ثم قبله ونظر الى ملوك بعينيه الزرقاوتين قائلا بغرور مصطنع:-لقيت نفسى قريب قولت اجى احل عليكوا بالبركه
ضحكت برقه ثم نظرت لسليم قائله:-يلا بقى يا سليم لعبنا شويه ..يلا بينا
تذمر سليم فقاطعها كريم بسرعه وقال بصوت طفولى :-لاء ده احنا لسه هنبتدى لعب انتى هتكروتينى ولا ايه ؟!
نستطيع ان نقول ان حياة كريم اصبحت مستقره بعض الشئ ....
************************************************** ****************
يوم جديد مرّ ..
استيقظت مها فى حدود الساعه التاسعه ...وكالعاده تذكرت كل شئ حدث ...
رنة هاتفها كانت السبب فى ازعاجها ...ردّت بنعاس يملأ صوتها :-الو
ردّت نهال بعصبيه :-مها حرام عليكى قلقتينى عليكى ...مبترديش ليه على امى
اعتدلت فى جلستها وردّت ببطئ:-معلش يا نهال ...ثم صمتت برهه وتابعت:-اتطلقنا خلاص
تعجبت نهال وصرخت :-ايه ؟ اتطلقتوا !ث تابعت :-لاء انا سكت كتير انا لازم اقابله ..لازم افوقه
ضحكت ضحكه بائسه وردّت :-هوا ده كان الحل الوحيد يا نهال ...كنتى عايزانى اقبل االوضع ده ازاى يعنى
ردّت بهدوء:-مش عارفه اقولك ايه
ردّت بقوه:-قوليلى انتى صح...قوليلى هوا ميستاهلكيش...قوليلى سبيه يندم
حزنت بحق وقالت :-وانتى ناويه تعملى ايه الفتره اللى جايه
بهدوء كئيب:-هنزل ادور من النهارده على شغل ان شاء الله ...
نهال مرحبه:-هاتيلى الولاد
ردّت بتحدى :-سبتهم عندو ...يشيل هوا كمان المسئوليه بقى ...ثم استطردت بحزم وقد مسحت دمعه فرت من عينيها :-والله لهطلع عليه القديم والجديد
أغلقوا معا الهاتف ...واسرعت فى ارتداء ملابسها ...وخرجت الى الشارع ....
وهى تعرف وجهتها ....
أما هو استيقظ بالرغم من انه لم ينم الا القليل ...
وجد علياء وجهها شاحب ...السواد يحيط بعينيها ....تحمل كارما النائمه ...
بينما معز وكنزى مازالا مستيقظين....
نظر لها باشفاق وقال لها:-مناموش ؟
ردّت بهدوء:-نامو ساعتين ثم تنهدت وتابعت:-عايزين ممتهم
زفر فى ضيق :-ما هيا اللى قالت مش فاضيه ..
رأى فى عينيها هدوء حزين ..وهى تنطق بوهن:-طلقتها؟
ظهرت معالم الدهشه على وجهه وهو ينطق :-مين قالك؟!
ربتت على كتف كارما النائمه بحنان ونظرت له قائله بحزن:-طنط فتحيه ثم نطقت ببطئ وهى تنظر له:-عشان كده كنت مضايق امبارح
نهض من مجلسه واقترب منها ثم امسك بكفها الرقيق وقال لها بصدق:-انا مش مستعده اضيعك زى ما ضيعتها
وضعت يدها فوق يده وقالت بهدوء:-وانا عمرى ما هسيبك تضيع منى
قرر الاتصال بها وفى الظاهر هو اخبارها بحاجة الصغار لها ...
اما حقيقة كان يود ان يسمع صوتها وحسب ...
كانت خارجه لتوها من صيدلية الدكتور "عبد الكريم"...كان دكتورا لها فى الكليه ...
كانت متفوقه وطالما شجّعها على اتخاذ خطوات نحو الدرسات العليا ...ولكنّها كانت لا ترى غير حسن ...
ذهبت له ...رحّب بها كثيرا ...واتفقوا على ان تبدء العمل من الغد ...
دبت الفرحه فى اوصالها ...شعرت وكأنما تحررت من قيوده ...
قررت ان تكافأ نفسها بتناول الغداء فى احدى المطاعم القريبه من تلك الصيدليه...
دلفت اليها واسرعت بطلب الوجبه ...لمحت ذلك الخاتم الذى يزين يدها ...
فكرت فى ان تخلعه ولكنّها رفضت فهو يحميها فى ذلك المجتمع من الكثير ...
رنّ هاتفها....
ردّت قائله:-السلام عليكم
ردّ بهدوء:-عامله ايه ؟
صوته أصبح يعكر صفوها ...يبدو انها لن ترتاح منه ابدا ...زفرت فى ضيق :- فيه حاجه ؟!
ردّ متسائلا بتلقائيه:-انتى فين ؟
ردّت فى غضب متجاهله سؤاله:-فيه حاجه؟
رد بحدّه:-اولادك عايزينك مش مرتاحين
ردّت بابتسامه ظهرت فى صوتها:-حاول تبسطهم وهما هيسكتوا
صرخ بها ومازال يحاول جاهدا ان يخفض صوته خوفا ان تسمعه علياء:-ايه البرود ده يا مها
تحول صوتها تماما وردّت بعصبيه:-اسمى دكتور مها
ردّ عليها بسخريه:-هجيب اولاد حضرتك يا دكتور عندك فى البيت
ردّت ببرود:-انا جايه اخدهم ...ثم تابعت مستفسره:-عنوانك ايه ؟
املى لها العنوان ثم قال لها محذرا:-رنى عليا وانا هنزلهملك
اغلقت الهاتف ...
تناولت طعامها سريعا ...وخرجت باتجاه منزله ...
استقلت احدى سيارات الاجره واعطته العنوان ...
كان الطريق بعيدا عن المطعم ...ندمت على تركها للأولاد معه ....ولكن من من المفترض ان يتحمل مسئوليتهم غيره معها؟!
اين ستتركهم عندما تذهب لعملها؟! ...
والدتها ؟! ...كبيره فى السن ولن تقوى على ذلك ...لابد من حديث قاطع فى هذا الموضوع ...
ترجلت من السياره ...كانت عماره فخمه الى حد ما ....الشوارع هادئه...الناس قليلون ...
وقفت تحت العماره تضغط ازرار الهاتف لتطلبه ....كانت لهجته حاده وهو يحذرها من الصعود...
تعلم انه لا يريد ان تقع عينى علياء عليها ...
انه الحظ ...لاتوجد اشاره ....اذا لا طريقه للوصول اليه غير الصعود..
زفرت وهى تبحث عن حارس لهذه البنايه ...لمحته فأوقفته قائله :-لو سمحت ممكن تناديلى على الاستاذ حسن شندى
تذمر الرجل وردّ بحده معترضا:-انا مش بواب يا هانم هوا فى الدور الخامس تقدرى تطلعيله
تفقدت حقيبتها تبحث عن مال يكفى اعطاؤه لهذا الرجل لكى يستجيب ...
تذكرت كم تكره هذا التصرف ...
قررت الصعود بدلا من ان تلجأ الى الرشوه"كما تراها" ...نظرت للحارس باحتقار وهمّت فى الصعود...
طرقت الباب طرقات خفيفه ...تمنت ان لا تراها وقد كان ...حسن من فتح لها الباب ...أما علياء كانت تتابع الموقف عن بعد
وهجم الصغار عليها بفرحه ...ربتت على رأس كارما الواقفه بجانبها ...ثم حملت معز...وتلاه كنزى
ونظرت لحسن قائله بحزم:-عايزه اتكلم معاك فى موضوع مهم
ارتبك قائلا :-طب اتفضلى
بحلقت به قائله بعنف :-افتح تليفونك وهنزل هكلمك فيه من التاكسى
لم تنتظر منه ردا بلا تابعت :-اتفضل انزل معايا وصلنى للتاكسى عشان مش هعرف امشى بكارما كمان
نظر خلفه الى علياء قائلا لها :-انا نازل
سيطر على علياء الغيره فردت بصوت عالى :-باى باى يا حبيبى ثم القت له قبله فى الهواء وصلت الى اذن مها
ابتسمت مها بسخريه لاحظها حسن فقال لها بعدما اغلق باب شقته وهو يهمس :-بتغير
ضحكت بحق وقالت له بهمس ايضا:-قولها تنسانى خالص ..ثمّ نظرت له فى عينيه مباشرة وتابعت بنفس الاسلوب الهامس المثير:-عايزه اقولك حاجه مهمه
سيطر عليه الفضول ...فردّت وهى تبتسم ملئ فمها :-انت مبقتش مالى عينى يا حسن
اعتدل فى وقفته فى غضب ....ملتقطا يد كارما قائلا لها بلهجه امره:-اتفضلى انزلى
ردّت بنفس الابتسامه :-اتفضل حضرتك الاول
نزل امامها وهو يحتضر من الغيظ ...
بعد عشر دقائق كانت فى التاكسى تحدثه فى الهاتف قائله بحزم:-قولتلك انى مش هبقى فاضيه والاولاد لازم يبقوا معاك
قاطعها بحده:-وانا اعمل يه هما اللى عايزينك
ردت بعنف:-يعنى ايه عايزنى ...من اول ما يعيطوا شويه خلاص ...ما لازم ياخدوا عليك ولا هطلعهم معقدين يعنى ...الاولاد هيفضلوا عندك كل يوم من الصبح لحد الساعه 4 ...تابعت بلهجه امره:-بيتك بعيد عليا ...فحضرتك اللى هتيجى وتاخدهم
رد بعصبيه غلفّها الغضب :-وانا مش هعمل ده انا كمان بشتغل ومش مجبور انى اعمل ده
ردّت ببرود :-وانا كمان الحمد لله مش مجبوره انى اخلى امى هيا اللى تعد بيهم ..نوديهم لامك بقى اه اخد شويه من حقى
ردّ بعصبيه:-مها احترمى نفسك بقى
ردّت بعصبيه مماثله :-قولتلك اسمى دكتور مها ...والولاد بكره ...
قاطعها ولكن ليس بصوته بل باغلاقه للهاتف وهو يسب ويلعن ...
وكانت هى كذلك ايضا ....
************************************************** ****
فى مكان اخر كانت تقف سهى تلقى خطبة ما ...
"زعلانه ان ده خلاص اخر يوم فى البلد الجميله ديه ..وانى كنت هقعد معاكوا اكتر من كده ...بس للاسف فى مصر العياده اخرت ناس كتير فيها ....ومواعيدى اتلغبطت .."
علا الحزن وجوه الحاضرين فتابعت بابتسامه حلوه:-مش عايزين نضيع وقت فى الزعل ...نبدء بقى ...كتيير جدا من المفاهيم المغلوطه اللي راسخة في عقول الرجال و السيدات عن الزواج و في النهاية مشاكل و نكد و تعب.
من أهم المفاهيم الغلط ان الزواج في كثير من الأعباء و المسئوليات و المشاق و التعب و نبدأ بعدها نقول المشاركة في المسئولية و التعب و لو أحد الاطراف لم يشارك يجي الإحساس بالقهر و التضحية و الظلم
الزواج في حد ذاته هدف لأغلب الفتيات و الشباب و لما بيتجوزا بيتحقق الهدف ، و الإنجاب كذلك
لكن هل الزواج و الانجاب هدف ولا وسيلة ؟
ولو وسيلة هو وسيلة لإيه ؟
طيب هل اللي عنده هدف يوصل لقمة جبل و هو بيتسلق الجبل بيكون شايف التسلق تعب و مشقة ولا بيكون مستمتع و عينه علي الهدف و سعيد انه بيقرب له كل يوم ؟
لو المتسلق قابله شوية صعوبات بيندم و يحس بالقهر و يبقي محتاج تعاطف الناس و تقديرهم ولا بيزداد تحدي و عزيمته بتكون أقوي ؟
الزواج ليس هدف الزواج وسيلة
وسيلة لإيه ؟
دي كل شخص يجاوب عليها بناء علي رسالته في الحياة و اد إيه رسالة كل من الزوجين منسجمة و متناغمة
اللي متجوز و عنده اطفال علشان ده العادي علشان العرف و التدرج الطبيعي و استمرار الحياة و فقط ، هو الشخص اللي عنده ضغوط ، اللي عارف هو رايح فين شخص مستمتع و عنده شغف و تحدي كل يوم ، ممكن يكون عنده بعض المعوقات لكن حالته في التعامل معاها هي اللي بتحدد النتيجة ، الزوج بيشارك مبيشاركش مسافر و لا موجود متكاسل و لا نشيط متحمل المسئولية و لا مهمل متفاهم و لا متسلط ، متفرقش لأن الهدف واضح
هو احنا في الدنيا ليه ؟ كله عارف اننا في إختبار ، لكن مع الممارسات اليوميه بننسي ، اللي في امتحان مش بيشوف زميله مجاوب ازاي ، المهم هو يجاوب الاجابة الصح لأنه موقن ان في مصحح عادل ، لكن اللي ناسي ان في مصحح بيصحح في الاخر هيفضل يلوم علي أطراف كتير و ينسي يفكر و يعمل الاجابة الصح
حياتنا بكل تفاصيلها هي الامتحان و تصرفاتك هي الإجابة ، راجعوا يومكم و شوفوا نفسكم في كل موقف و اعتبره سؤال و فكر كويس قبل ما تجاوب و انت فاكر ان في مصحح عادل
يعني لما جورك يطنش و يرمي المسئولية عليكي كلها اجابتك هتكون إيه ؟ إيه الاجابة النموذجية ؟ اللي ناسي ان احنا في امتحان اجابته هتكون إيه ؟ و اللي فاكر ؟ و اللي شايف قمة الجبل إجابته هتكون إيه ؟ القوانين و القواعد اللي نتفق عليها قبل الجواز لازم تمشي
الزوج عليه ............. و الزوجة عليها ...............
لازم اعمل كل حاجة لأن زوجي مبيعرفش و الدنيا هتبوظ -
مضطرة استحمل و اجي علي نفسي -
الزوج لو شارك بيبقي حاجة مؤقته أو عارضة و بيذلني بيها سنه و كأنه عامل جميلة -
انا اعمل نفسي مبعرفش علشان يتحمل المسئولية و يعمل هو -
الرجالة بيعملوا اللي يسعدهم و مش عايزين يتحملوا المسئولية -
انا جوزي متسلط و مش بيخليني اعمل حاجة -
الست بتشتغل زيها زي الرجل يبقي يشتغل في البيت زيه زيها -
كل العبارات اللي فاتت متكرره جدا اليومين دول و ممكن نعيش معاها شهور و نفضل نتناقش فيها و نتفق و نختلف لأن كل أراءنا هتكون مستمده من الواقع و اللازم و المفروض
لكن في طريقة تانيه طريقة: ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين )
في كل لحظة اعملي اللي عليكي و انتي عايشة بفكرة انك بتجاوبي اسئلة امتحان و بتفكري في أفضل إجابة و بتجتهدي انك تنفذي و انتي راضية و مستمتعه و عندك يقين ان الله عادل و عيشي بقيمة الاحسان
مسائكم توكل علي الله و للكلام بقية
أنهت حديثها ...وسمعت ذلك الصوت الذى اعتادته وهو التصفيق الحاد ...
فحمدت الله من اعماقها...
************************************************** *******************
أما أميره ...ساءت نفسيتها بعدما كانت قد تحسنت منذ ان وجدت استجابه من علىّ لما تفعله معه ...
شعرت وكأنما اصبحت تحيا لهدف...أسمى بكثير من المال والزوج وووو
كانت تعلم نهاية هذه الزيجه ...ولكن لاتعلم لماذا حزنت عندما اصبحت هذه النهايه واقعا ...
فقد رأت مها الحياه فى حسن ووتركت كل شئ من اجله وها هى تجنى ثمرة هذا...
تحاول الاتصال بها الان وقد فضلت ان تتركها لبعض الوقت تختلى بنفسها ولكنّها تفاجات عندما رأت اسمها يظهر على شاشة هاتفها النقال...
ردّت فى لهفه:-وحشتينى يا حبيبتى
ردت مها بابتسامه:-متقلقيش انا كويسه
تعجبت من صوتها..تعلم مدى حبها له ...ردت فى هدوء مشوب بحدة الصدمه:-انتى متاكده
بدأت تسرد لها تفاصيل الطلاق وكيف ساعدتها نهال وكيف ظهر ابوها بدوره الحقيقى ومقابلتها مع دكتور عبد الكريم...شعرت وكأنما مر دهرا على الطلاق ...
صمتت اميره ثم قالت بثقه:-انتى كده احسن بكتير صدقينى يا مها
قاطعتها بتحدى:-وهبقى احسن من كده يااميره انا متاكده ثم تابعت متسائله:-وانتى ايه اخباراتك
ردّت اميره فى حزن:-انا خايفه على علىّ اوى يا مها ...من ساعة اخر اجازه لما اهملته وهو مش راضى يرجع زى الاول ...علطول بقى بيبجح فيا ومش بيستجيب لحاجه ابدا اقولها ...
ردّت مها:-مفكرتيش تعرضيه على اخصائى نفسى او كده
ردّت اميره:-لاء مفكرتش بس انا مش عايزه كده ..انا عايزه انا اللى اشتغل معاه بنفسى ثم استطردت بعد ان نتهدت :-قريت كتير عرفت ان الطفل مش لازم اخليه تحت طوعى يعنى وان الطفل اللى كده مش بيكون سوى تماما ...وانى لازم اديله مساحه من الحريه تكون كافيه ليه
ردّت مها بتلقائيه:-لاء طبعا لازم يسمع الكلام
قاطعتها اميره معترضه:-يا مها احنا اللى اتعودنا على كده ان الطفل لازم يبقى بيسمع كلام ممته وباباه ...ميعترضش ...ميتكلمش غير لما ياخد اذن ...لحد ما طلع جيل ملوش شخصيه ...مبيعرفش يفكرثم تابعت بحزن :-انا زعلانه على اسلوبه اللى اتعلمه فى الشارع اكتر من اعتراضه
نطقت مها بصدق:-ربنا يهديه يارب
************************************************** *****************************
فى مكان اخر كانت تجلس ساره بجانب احمد فى احدى حدائق القاهره...ينما تجرى "ليلى"وتمرح بذلك الهواء النقى والخضره التى كست كل مكان من حولهم ....
نطقت ساره مقترحه:-حبيبى انا عايزه اكلمك فى موضوع صمتت برهه ثم نطقت بتردد:-عايزه اشتغل
ردّ احمد عاقدا حاجبيه:-ساره انا قولتلك لاء ميت مره قبل كده
تذمرت ساره وقالت له :-يا حبيبى انا بجد بقيت بزهق اوى ...وفاضيه طول اليوم
ردّ احمد بابتسامه وقد اقترب منها حتى احاط جسدها بيده :-طب ما تفضيلى انا
ابتعدت عنه بغضب طفولى قائله:-مبهزرش يا احمد
نظر لها بصرامه قائلا:-ممكن منضيعش اليوم بقى
هزّت رأسها فى استجابه مؤقته ....
************************************************** ******************
أما مها كانت عائده الان الى منزلها ...تحمد الله بكل جوارحها ...وتدعوه بان يشف جرحها الذى لم يلتئم بعد
ولكن كانت هناك عين تترصدها ...ليس هى فقط وانما منزلها ايضا ...
فلندعو الله ...استعانة به لما هو قادم