اخر الروايات

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم حورية

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم حورية 


البارت الجديد الحادي والاربعون
عادت مرهقة جدا من عشاء الامس مع نهال ..صممت نهال ان تتجه بها الى منزلها الخاص وليس منزل والدتها ...
اخبرتها "مايسه"والدتها ..بأن حسن سيأتى اليوم وسينتهى كل شئ ...
لم تتفاجأ ..صممت ان تتركها نهال ...
الساعه الان الثانية ظهرا .....استيقظت ...
نظرت الى ارجاء المنزل ...كل ركن فيه يذكرها به ...هنا كانت تحتضنه عندما يأتى ...
هنا كانت تجرى هربا منه عندما تستفزه وتضحك ...وهناك كانت تنظر له بحب وهو يرقد وحوله ابناؤه الثلاث...
هطلت دموعها فى صمت ...
ولكنّها مسحتها بعنف حتى كادت تجرح وجهها ...لن اكون ضعيفه ...أو لن اظهر بهذا الشكل امامه على الاقل ....
معاده الساعه السادسه مساءا ....
تشعر بانها ممتلئه بالطاقه الان ...وان كانت سلبيه ولكنها تظل طاقه ...
تدريبات "فتحيه" الشاقه لها ...كانت كفيله ان تجعلها تنجز مهام شقه باليه فى وقت سريع جدا ...
نهضت اخيرا واتجهت الى الحمام اغتسلت وادت صلاتها ...
رفعت يدها الى السماء وتمتمت "يارب خلينى قويه...يارب استعين بك على اللى جاى "
واتجهت بعدها وبدأت حملة التنظيف ....
أصبحت الساعه الرابعه والنصف ....كانت قد انتهت من كل شئ ...وأصبحت الشقه تدعو للتفاؤل ...
نظرت الى وجهها الشاحب الهزيل فى المراه...وتحسست وجنتيها ...فشعرها ....
ثم اتجهت الى غرفتها ...فتحت خزانتها ..التقطت فستانا تعلم انه يحبه بشده ...
ازرق اللون ...وارتدت اسفله قميصا من الكتان ابيض ...وحجابا من اللونين الابيض والازرق ...
استخدمت بعض مستحضرات التجميل لتخفى الهالات السوداء التى تحيط بعينيها ...و وجنتيها الصفراوتين ...
بدت جميله وناعمه جدا ...نظرت الى وجهها باستحسان ...
ثم اتجهت الى الهاتف تتصل بوالدتها ...
وكانت المفاجأه ..انها سمعت صوت اباها "شكرى"الذى عاد لتوه من عند اقاربه فى بلدته "المنيا"
كان صوته حازم جدا وهو يقول لها:-الباشا جاى بعد شويه ..اتصل بيا ...اوعى تخافى والله لاطلع عين اهله ابن ال...
قاطعته بسرعه ممزوجه بفرحة الاحساس بالامان ...الذى احسته لاول مره :-كفايا يا بابا ...ميستاهلش ناخد ذنوب عليه ...انا بس عايزه اخلص منه
اغلقت معه وشكرت الله كثيرا جهرا ...وتذكرت تلك الجاره ..وقررت ان تجلس عندها حتى ذلك الوقت ...
قبل ان تخرج رنّ هاتف المنزل ...اجابته ...
"ايوه يا بابا"
وكانت فتحيه اخر من تود ان تسمع صوته الان ....
ضحكت وقالت لها :-وحشانى يا مها والله و وحشانى ايامك ...كده مكنتش عشره ديه
ضحكت مها وردّت:-وانتى مش جايه يا طنط النهارده ليه مع ابنك
تعجبت فتحيه وردّت بفرحه:-رجعتو لبعض
اطلقت مها ضحكه اكبر باستفزاز واضح وقالت:-لاء طبعا ..هنتطلق ان شاء الله
فرغت فاها وتحولت تماما لام حنون قائله:-يا حبيبتى متخربيش بيتك ..ومتسبيش واحده زى ديه ...
قاطعتها مها بابتسامه حقيقيه:-هوا انتى مش هتبطلى تعيبى فى بنات الناس ...ثم استطردت وهى تضحك:-انا شايفه ان اى واحده تستحمل ابنك ...بطله ...لم تنتظر ردا منها وقالت لها :-انا هقفل عشان مش فاضيه
وأغلقت الهاتف ....وعلا وجهها ابتسامه عذبه ممزوجه بدموع محتبسه فى عينيها لم تسمح لها بالهطول ...
اادارت مقبض الباب وخرجت باتجاه شقة"طنط كريمه"...
كادت تطرق الباب ولكنها تراجعت خشيه من تواجد ذلك الرجل الثلاثينى ..واتجهت ناحية بيت والدتها ...
**************************************************
أما ملوك عندما وصلت الى بيت والده بالامس طمأنته برساله الى هاتفه ....
واحتضنت سليم بقوه ونامت متذكره كل لحظه مرت معه ...كيف أحبته؟َ!...وبسرعه؟!
تتذكره وهو يردد اسم نهال وهو نائم بجانبها ...وكيف انها تتجاهل هذا ...بل وتحبه احيانا ...
اصبحت تحب حبه لزوجته ...
خطت بعض الكلمات فى كشكول مذكراتها " مش عارفه ازاى بفكر فى "كريم"...بحب عنيه ...بحب ضحكته...بحب حبه لأى حاجه وأى حد...بحب لمسته ...."
واستيقظت منذ الصباح وذهبت مع سليم لشراء بعض الملابس له ولمولودها القادم ...
أما كريم نام بجانب نهال واستيقظ قبلها ...نظر لها بحب وطبع قبله على وجهها ...لم تستيقظ على اثرها ...
فلبس ملابسه وترك لها جوابا ..."صباح الخير...بحبك يا احلى نهال فى الدنيا ".....
واتجه الى عمله ...
وهو الان فى صيدليته مشغول بالتعامل مع هذا وذاك ....
************************************************** ****
جلست مها فى غرفتها تنتظر لقاءه بشده ...تخفى جاهده كثير من الضعف بداخلها ....لا تعرف هل افتقدته ؟...ودّت رؤياه ؟!
ام أنها تريده ان يراها فقط ..قويه؟!
وفى مكان اخر كانت تجلس علياء ...فى غرفتها تشاهد التلفاز فى ملل ..لم يخبرها عن هذه المقابله ابدا...
قررت ان تجدد تلك الحياه الفاتره ...
اتجهت الى الهاتف وطلبت بعض الطعام الذى يحبه ....
وصففت شعرها بمهاره عاليه ...ومع القليل من مستحضرات التجميل بدت جميله فى تنوراتها الخضراء القصيره وتلك القماشه التى كشفت اكثر ما غطّت ...
وتذكرت امره لها بان تتصل بفتحيه كل يوم تطمئن عليها ...فقد تذكر كيف كانت تتصل مها بها كل يوم ...
فذهبت تفعل ذلك على مضض ...
رنّ هاتف فتحيه التى كانت تجلس فى هدوء تفكر فى خسارتها لمها ....
اجابت بفتور:-ايوه ..مين؟
ردّت علياء بترحاب:-وحشانى يا طنط انا عليا
ردّت فتحيه بتذمر :-بحمد ربنا
ارتبكت من ردّها ولكنها تابعت:-انا عازماكى بكره عالغدا
ردت فى جفاء:-ده بيت ابنى واجى فى اى وقت
ضحكت باشمئزاز وقالت:-طبعا يا طنط
ردّت بلهجه امره:-هاجى اشوف بكره شقتك ...لازم تكون فله ...حسن بيحب النضافه ديما
زاد غضبها ولكنها كتمته وردّت:-ملحقتش يحصلها حاجه ديه بقالها اسبوعين بس
أغلقت فتحيه الهاتف بعدما زفرت فى ضيق ....
وتركت علياء تنظر الى تلك البقعه السوداء الصغيره الموجوده على احدى الستائر وحاولت جاهده ان تخفيها مع غيرهامن القماش ....
************************************************** **
كان يجلس وحده فى الغرفه وطلب ان يتحدث اليها اولا....
دخلت متثاقله ومعها اطفالها الثلاثه ...الذين جروا ناحيته وقد بدت الفرحه فى اعينهم ...
احتضنهم بشوق...
ثم قالت لهم بلهجه امره :-يلا روحوا لتيته وبعدين بابى هياخدكوا يفسحكوا ...
فرغ فاه واستطاعت ان ترى ذلك ولكنّها تجاهلته...
جلست ونظرت في عينيه وقالت له بلا احساس :-وحشوك؟
ردّ بهدوء:-مش هما بس
نظرت امامها وضحكت بحق ...وسالته:-وانا كمان وحشتك ؟!
ردّ وقد شعرت بان الشوق سيطر على كل حرف من حروفه:-جدا...
لم تزول ابتسامتها ...وتابعت وقد التفتت له :-ماشى ...قبل اى حاجه الفتره اللى جايه مش هبقى فاضيه وهضطر اسيب الاولاد عندك ...
قاطعها بتلقائيه قائلا:-مش فاضيه ليه؟
ردّت ببرود:-وانت مالك؟
بهت تماما ..فتابعت بلهجه امره:-متقطعنيش تانى لو سمحت...ثم استطردت:-مش هسيبهم كتير طبعا بس الفتره اللى جايه زى ما قولت مش هبقى فاضيه فعلا
زفر من اسلوبها وردّ :-تحت امرك ..ممكن اتكلم
ببرود مستفز:-انا مخلصتش ثم تابعت:-بالنسبه للطلاق ..طبعا مفيهوش نقاش ...بابا هيتصل بالمأذون حالا عشان نخلص
قاطعها بتوسل:-عشان الاولاد يا مها ..عشان كل حاجه حلوه بينا افتكريها ..
ابتسمت بسخريه فتابع هو :-هتغير ومش هتلاقى حاجه اختلفت فى حياتنا ..لو مش عايزانى ابات عندها انا موافق
قاطعته وقد تلاشت ابتسامتها :-واظلم؟! ..هو انا زيك ؟! ...هيا ذنبها ايه ؟!...ثم نظرت فى ام عينه وقالت بقهره:- ياريت الزمن يرجع بيا وعمرى ما كنت ..
قاطعها قائلا:-اتجوزتينى ؟
ابتسمت ملئ فمها وقالت له :-طبعا ...ثم تنهدت ونظرت امامها :-بس معلش غلطه وانا متاكده انى هعرف اصلحها ...ثم نظرت له وقالت:-انا مش جايباك عشان كده
رفعت قدم فوق الاخرى ونظرت له وتابعت:-انا عايزه اضمن حقى
قاطعها مره اخرى بصدق:-عمرى ما هاكل حقك
علا صوت ضحكتها هذه المره ..ثمّ تجاهلت كلامه وقالت :-ولادى هتجيلهم نفقه كل شهر ..دول ما شاء الله تلاته ...والشقه بتاعتى طبعا لانى حاضنه ...ثم تابعت بجديه اكثر:-وطبعا اكيد المؤخر
ردّ عليها بهدوء كئيب:-تمام موافق
قاطعته بحده:-انا مش مستنيه انك توافق ؟؟؟زفر فى ضيق فتابعت هى :-ولادك لما..
قاطعها بحده:-الا الولاد يا مها ..مدخليهمش فى حوارتنا ديه هما اكبر من كده
ابتسمت وأشارت بسبباتها :-ديه الحاجه الوحيده اللى قولتها صح ....همّت بأن تنهض وهى تقول:-تمام احنا كده اتفقنا على كل حاجه تقريبا ...هقول لبابا يتصل بالمأذون بقى
نهض هو حتى أصبح يقابلها ..وامتلأت عيناه بالدموع وقال لها بصدق:-مها ..انا عارف انى غلط والله غلط ...انا زى اللى كنت مغيب ...بالله عليكى افتكريلى اى حاجه حلوه
اى حاجه تسمحينى بيها ...
امتلأت عيناها بالدموع وردّت بحزن:-مش فاكره ...انت ضيعت اى حاجه حلوه ..بس فى حياتك انت مش فى حياتى انا يا حسن ..وتابعت بقوه مزيفه:-انا حياتى لسه هتبتدى ..ثم اشارت بسبابتها الى محل قلبه واستطردت :-بس ده عمره ما هيرتاح ..عشان جه عليا اوى ...
همّ ليمسك يدها ...افلتتها منه بلطف وقالت له بجديه:-وكفايه لو سمحت لحد كده ...ثم نادت لوالدها :-بابا المأذون جه ...
دخل والدها وقال لها وهو ينظر له باستحقار:-جه ومستني ..ثم نظر اليها :-اتفقتى على اللى اتفقنا عليه ؟
ابتسمت له بحب وقالت :-ايوه يا بابا ...
كانت تنطقها بقوه تستمدها من النظر فى وجهه ...اليوم فقط شعرت بأبوته ...وانتمائها له ...
خرجت الى المأذون ..وخرج ورائها منكس الرأس ...الان فقط واجه الواقع البغيض
تذكر كل لحظاتهم هنا فقط ...ودّ ان يحتضنها بقوه ...
جاء المأذون ليبدء مهامه ..قبل ان ينهض فجأه قائلا:-انا مش هطلق
نهضت امامه وقالت بحده :-يعنى ايه ؟
نطق بصدق وبشوق شديد:-الا بشرط واحد
لم ترد ..فتابع بارتباك:-عايزه احضنك
بحلق به شكرى قائلا بعنف:-احنا هنستهبل ولا ايه يا بنى انت
جلس و وضع قدم فوق الاخرى وقال له بترفع:-وانا مش مطلق غير بالشرط ده
زفرت فى ضيق حقيقى وتوتر :-اتفضل
لم ينتظر اكثر نهض سريعا متجها اليها ...ارتمى فى احضانها ...اطلق لدموعه العنان ..ترددت فى ان تضمه هى الاخرى ...كانت تحتاج بشده لهذه الضمه ...لا لن افعلها ..
تنسمت رائحته حتى ملأتها ...أما هو شعر بأنفاسها تتداخل مع انفاسه ...فضّ كل همومه القادمه والحاليه بهذه الضمه ...
افلتت جسدها من بين يديه بصعوبه ...واحمّرت وجنتها ...فتأمل هذا الاحمرار لاخر مره ....
تمت اجراءات الطلاق سريعه جدا ...وهنا جاء موعد الفراق ...نظر لها نظره طويله ...بائسه جدا ...
نظرت لاطفالها وقالت لهم :-يلا روحوا مع بابى ...
فرحوا وذهبوا معه ...
أما هى تركتهم وسارت باتجاه شقتها ..وفتحتها ...انهارت تماما ...وكشفت عن وجهها الحقيقى ...ذهبت الى الخزانه ...واختارت قميصا له احتفظت به ...
واحتضنته بقوه وبدأت فى البكاء ...بل فى النحيب


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close