اخر الروايات

رواية وله في ظلامها حياة الفصل الثالث 3 بقلم دينا احمد

رواية وله في ظلامها حياة الفصل الثالث 3 بقلم دينا احمد



لفصل الثالث
"لا أشعر بالأمان"

سرعان ما تدارك عاصم نفسه عندما دلفت إلي داخل القصر مرة ثانية ليتبعها إلي الداخل و هو يبتسم ابتسامة لا يعلم سببها.
توجه نحو الطاولة التي تجلس عليها والدته ليجلس بجانبها ثم القي التحية على منال ببرود و هو يبحث بنظره عن تلك الفتاة التي رآها بالخارج لتتقابل أعينهم مرة أخري شعرت يارا بالتوتر الشديد من نظراته لها بتلك الطريقة ولكنها اشاحت بنظرها للناحية الأخري و هو لا يزال يحدق بها لتقول منال والدته:
- على اتفاق يا ناهد انتي و يارا هتيجوا عندنا.
أومأت لها ناهد بالايجاب وهي تقول بسعادة:
- اكيد يا حبيبتي هنيجي.
____________________________________________
وقفت سيارة امام باب القصر و يتبعها ثلاث سيارات أخري ليخرج منها رجل عجوز ولكن يبدو عليه الهيبة و الوقار و ملامحه يبدو عليها الصرامة و اتبعه في السيارات الاخري أبناءه و أحفاده، و في نفس الوقت عندما سمعت فاتن بمجيء والدها و اخواتها هرولت إليهم لأستقبالهم بلهفة ليقابلها عبد الحميد والدها ببرود لتصافح الجميع بحرارة ليقول عبد الحميد بسخرية:
- اهلا بـ بنتي الغالية اللي مش عاملة حساب لأبوها.

امتعضت ملامح فاتن و لم تُجيب عليه ليدلف الجميع إلي الداخل، استقبلهم مراد و معه رأفت الذي قابلهم ببرود و تهكم ... أتجه عبد الحميد نحو حازم و نورا لتبتسم له نورا بسعادة ليقترب منها معانقاً إياها بحنو ليقول:
- أهلاً بحفيدتي الصغننة... لو الواد حازم اتعرضلك في أي حاجة كلميني بس وانا هتصرف معاه.

أومأت له نورا عدة مرات لتقول له بلوم:
- كدا يا جدو متجيش ولا مرة تشوفني وانا هنا.

قبل عبد الحميد جبينها بابتسامة ليقول و هو يمسك كفها ليعطيه ماجد إبنه خاتم الماظ جميل الشكل ليضعه في يدها برقة لتبتسم له نورا بسعادة ليمسك كفها طابعاً عليه قبلة رقيقة ثم اقترب من حازم و هو يهمس له بصوت هادئ:
- بحذرك يا حازم اياك تفكر تمس حفيدتي بسوء و انا هوريك اسود ايام حياتك... لو مكنتش بتحبك مكنتش هوافق تتجوزك أبداً لولا أني عارف اللي بتعمله و براقبك كويس.

ابتلع حازم ريقه بصعوبة ليومأ له و هو يكاد ينفجر غضباً من ذلك الرجل المتعجرف الذي يهدده ولكن صبراً جميلاً فهو سوف يجعله يندم على تهديده له.

اقترب منها أبناء أقاربها جميعاً وسط دهشة اصدقاء نورا الفتيات و إعجابهم بوسامة شباب آل صفوان و ملامحهم الرجولية الجذابة تلك!.

بينما اقتربت ديما من مراد الذي كان يتابع كل ما يحدث عاقداً حاجباه لتقول هي بغنج و هي تلمس كتفه:
- اجمل مفاجأة في الحفلة كلها اني شفتك و أخيراً بعد السنين دي.
التفت إليها مراد ليقول:
- اتغيرتي اوي يا ديما.

لتسأله بتوجس:
-و يا تري التغيير ده للاحسن ولا انت شايف ايه؟!.

مراد: الصراحة كلام بابا عنكي كله بيقول ازاي انك سيدة أعمال ناجحة و ذكية وانـ...

قاطع كلامه مجئ والده و هو يوجه حديثه إلي ديما قائلاً:
- قولي لوالدك اني زعلان منه لأنه وعدني يجي.
هتفت ديما:
- و الله تعبان حتي ماما معرفتش تيجي عشان تفضل جمله و على فكرة هو عازمك انت و مراد عندنا على الغدا.

ليقول رأفت بابتسامة:
- تمام اوي انا اصلاً كنت هاخد معاد معاه عشان نقابله انا و مراد.
تهللت اساريرها فرحاً فقد يكون والده يريد طلبها للزواج من مراد بينما زمجر مراد بغضب فهو يعلم بما يريد أبيه فتركهم
و غادر المكان بأكمله.

و بعد مرور بعض الوقت انتهت الحفل ليذهب كلاً من نورا و حازم إلي الفيلا الخاصة بهم.
___________________________________________
توقف السائق بالسيارة أمام فيلا كبيرة واسعة ليهبط حازم من السيارة ثم توجه نحو نورا ليفتح لها باب السيارة ابتسمت له برقة لتخرج من السيارة وهي ممسكة بيداه ... لم تستطيع اخفاء إعجابها الشديد بأساس تلك الفيلا الراقي و الفخم في البداية تلك الحديقة الواسعة المليئة بالزهور و الأشجار جميلة الشكل و مسبح كبير أمّا الفيلا فكانت تصميمها أكثر من رائع من الخارج و يغلب عليها اللون الأبيض و الأسود، سار حازم بها إلي الداخل لتنظر في كل مكان حولها بأنبهار كان أساسها راقي و عصري، تفاجئت بحازم يقترب منها من الخلف و هو يزيح طرحة فستانها ليقبل عنقها بينما هي قشعر بدنها لتبتعد عنه بخجل و خوف في آن واحد.. سحبها إلي الأعلى و دلف بها إلي أحدي الغرف الكبيرة... اغمضت عيناها بقوة عندما اقترب منها مرة ثانية ليقبلها و هو ينزل سحاب فستانها لتغرق معه في دوامة مشاعر لا نهاية لها.
____________________________________________
في احد الأحياء الشعبية..
تمشي فتاة بسرعة شديدة للوصول إلى المنزل بعد تأخر الوقت و قد قارب آذان الفجر وهي تدعوا ربها ان تجد الجميع نيام حتي لا تعلق مع اخاها القاسي صعدت إلي الأعلى بخطوات متعثرة حتي كادت ان تسقط من الدرج أكثر من مرة بسبب تلك العباءة الكبيرة التي ترتديها و ذلك الشراب الذي أُرغمت على شرابه في الملهي الليلي فتحت باب الشقة التي تسكن بها بهدوء شديد حتي لا يسمعها أحد ولكن لسوء حظها رأت زوجة أخاها في وجهها و هي تنظر لها بسخرية لتصيح بصوت عالي:
- ما لسة بدري يا هانم دا كلو في الشغل محسسناني انك بتشتغلي رئيسة جمهورية.

ولكن لينا لم تعطي لها رد إنما نظرت لها ببرود ... جاء على أسرها شاب يبدو على ملامحه القسوة بالرغم من وسامته يسمعي عمار ليسحبها من شعرها بقوة وهو يقول بصوت جهوري:
- محدش قادر عليكي يا روح امك ولا إيه؟! فضحتيني في الشارع كله بيتكلم عنكي

لتصرخ هي بوجهه بكل ما أُوتيت من قوة:
- ما البعيد مش بيحس شايف امه بتموت من غير الأدوية و نايم في البيت ليل نهار يا اما قاعد على القهوة و مستني اللي تصرف عليك... روح يا شيخ منك لله كرهتني في حياتي.. انت لو راجل بحق كنت اشتغلت و اتكفلت بمصاريف علاج امك.
صفعة قوية ابرحتها ارضاً جعلت الدماء تخر من انفها و فمها لينزل إلي مستواها وصفعها عدة مرات أخرى حتي شعرت بأنها ستفقد الوعي لا محالة لتهرول والدتها نحوها بلهفة و هي تبعده عنها بقوة و أخيراً ابتعد عنها ليركلها في بطنها بقدمه بقوة حتي صرخت لينا صرخة قطعت احبالها الصوتية و بصعوبة استطاعت الوقوف على أقدامها لتذهب إلي غرفتها بوهن و أغلقت الباب خلفها بالمفتاح حتي لا يدخل إليها أخاها مرة ثانية لتتساقط دموعها بقهر وهي تنظر إلي وجهها بالمرأة بعد تلك الصفعات التي جعلت علامات يده عليها... البكاء هذا فقط ما تستطيع فعله فهو الشيء الوحيد المسموح لها بالتعبير عن القهر و الالم الذي تعانيه... أزالت تلك العباءة السوداء من عليها ليظهر فستانها العاري الذي كانت ترتديه لتنظر إلي جسدها باحتقار الذي أصبح سلعة لها لجني الأموال اللازمة من أجل إتمام العملية الجراحية لوالدتها.. بدلت ملابسها لملابس مريحة لتأخذ اقراص منومة حتي تستطيع النوم من شدة الألم الذي يغزو جسدها فهي اعتادت عليه منذ فترة كبيرة.
____________________________________________
وفي صباح يوم جديد استيقظ مراد من نومه على صوت اسما أخته و هي تهزه ليفرك عيناه لتقول أسما بابتسامة:
- صحي النوم يا عم انت متعرفش الساعة كام دلوقتي؟

هز رأسه بإنكار لتجيبه هي: الساعة 11 دلوقتي... واضح انك نايم متأخر بس احب اطمنك علي حضر مع سامر الاجتماع لأنهم اتصلوا بيك اكتر من مرة و انت مردتش عليهم.

زفر مراد بضيق بسبب تأخره هذا ليقول:
- و محدش فيكم اتكرم و صحاني بدري ليه؟

رفعت أسما أحدي حاجبيها بسخرية لتهتف قائلة:
- والله أسأل نفسك كبيرة الخدم جت تصحيك مقومتش و بعدين احنا كمان كلنا صاحيين متأخر من ليلة امبارح.

مراد وهو يشير إليها بالخروج:
- طب اتفضلي برا من غير مطرود طالما اليوم ضاع.

زمت أسما شفتاها بعبوس لتقول:
- والله أنك بارد! اعمل حسابك يا مراد بيه عشان تروح مع بابا تزور عمك كامل في البيت.

زفر مراد بحنق ليقول بغضب:
- مش فاهم ابوكي عايز يتدخل في حياتي ليه ... انا قولتله اني مش عايز اتجوز و هو مُصر على كدا.

أسما بهدوء:
- صدقني يا مراد بابا عايز سعادتك بس ... وأنت المفروض تتجوز اللي قدك عنده بدل الطفل اتنين، و بعدين انت عندك تلاتة و تلاتين سنة لو متجوزتش دلوقتي هتتجوز امتا يعني؟!.

نظر لها مراد بسخرية ليقول:
- اتفضلي يا ام جواز برة شوفي عيالك.

لتخرج له أسما لسانها بطفولية:
- احسن من القعدة المملة بتاعتك برضوا.

ابتسم مراد على طفولية أخته لينهض ذاهباً إلي الحمام و بعد قليل خرج منه و ارتدي ملابسه و هبط إلي الأسفل على مضض لكي يذهب مع والده ليقابله والده عندما اقترب منه قائلاً:
- طبعاً يا مراد احنا مش بس رايحين نزور عمك كامل احنا رايحين نطلب ايد ديما ليك و اتمني بلاش عناد كتير لأن اللي أن هقوله هو اللي هيتنفذ و بس.

ليقول مراد و هو يعقد حاجباه:
- برضوا عايز تعمل اللي في دماغك... وبعدين ملقتش غير ديما أخت ميس عشان اتجوزها!!

أومأ له رأفت ببرود و هو يقول بهدوء:
- لأنها احسن من غيرها انا شايفها الوحيدة المناسبة ليك، و جميلة و تقدر تقف معاك لو حصل اي مشكلة في شغلك، وأنت شفت من نظرات امبارح أنها كانت معجبة بيك ازاي... ياريت بقي تنسي كل اللي فات و تبدأ معها من جديد.. فاهم يا مراد.

أومأ له مراد رغماً عنه فهو يعلم أن إذا قرر أباه على بشيء سوف ينفذه لا محالة ليغادر الاثنين إلي فيلا كامل.
لتظهر قسمت من خلف الجدار وهي تنظر إلي أثرهم بحقد و غل.
تمتمت بغيظ قائلة:
- الأستاذ حازم يتجوز الزفتة نورا و كمان مراد هيتجوز اللي ما تتسمي دي كمان انا لازم اتصرف بأسرع وقت.
________________________________________
استيقظ حازم من نومه وهو يتثاوب بنعاس ليتفقد تلك النائمة بجواره ثم مال عليها ليقبلها من جبينها و ذهب للاستحمام و بعد عدة دقائق خرج من الحمام فبدل ثيابه ثم خرج من الغرفة سريعاً عندما صدح صوت رنين هاتفه ليأخذه ثم لعن صديقه و سبه بأبشع الشتائم قبل أن يرد على الهاتف ليعاود الاتصال مرة ثانية فأجاب حازم بتهكم:
- عايز ايه يا زفت أنت؟.
فأجابه مصطفي وهو يهتف بسخرية:
= صباحية مباركة يا عريس يا تري شرفتنا ولا ايه؟.

ليقول حازم: تصدق انك ابن ***** عايز ايه يا ***؟.
اشتعل مصطفى غضباً حتي ود أن يري حازم ليقتله بيده ولكنه أجاب بهدوء و مرح مصطنع يعكس على ما يدور في خلده ولكن سوف يتمهل قليلاً وسوف يجعله يندم على كل كلمة قالها له أو استهزأ به:
- ابداً يا سيدي بس كنت عايز اقولك أن صنف جديد نزل و هيعجبك اوي.
تنهد حازم قائلاً:
- هجيلك انهارده بليل بس اياك تتصل تاني انا اللي هتصل... فاهم؟.
ليقول مصطفي بنبرة امتلأها الشر:
- فاهم يا كبير.
ثم اغلق الهاتف بوجهه وهو يتوعد له... أمّا حازم فذهب إلي المطبخ ليفتح البراد ثم أخرج منها طبق الفواكه لكي يأكل منه ولكن ما أثار فضوله تلك الورقة المطوية الموجودة أرضاً ناحية الباب ليتوجه نحوها ثم مسكها ليفتحها و كان المكتوب.

'انا هسيبك يومين تتهني بالقطة بتاعتك وبعدها استعد للحجيم انت و مراتك يا حازم رأفت'.

ابتلع حازم ريقه بصعوبة وهو تحولت ملامحه للقلق الشديد فمن يا تري سوف يبعث له تلك الرسالة التي بها تهديد صريح له ولزوجته؟!.
جاءت نورا من خلفه و قد لاحظت ملامح القلق و التوتر عليه لتسأله قائلة:
- مالك يا حازم و ايه الورقة اللي في ايدك دي؟!.
أعطاها حازم الورقة دون أن يجيبها لتتسع عيناها في صدمة عندما قرأتها.
لتسأله و قد ظهر على ملامحها الخوف:
- مين دول يا حازم و عايزين منا إيه؟!.
ليقول حازم بصرامة:
- أنتي غبية... انا ايش عرفني مين اللي بعتها شغلي مخك شوية انا مش ناقصك انتي كمان.

قالها حازم ثم تركها مغادراً المكان... أما تلك المسكينة فكانت تشعر بالخوف الشديد و الحزن بسبب جفاء حازم معها بهذه الطريقة لتصعد إلي الأعلى عازمة على أن تذهب إلى والدتها.
____________________________وصل مراد و والده إلي مكان فيلا عائلة كامل ليهبط من السيارة هو و رأفت أيضاً ثم دلفا إلي الداخل لتستقبلهم عزيزة زوجة كامل بترحاب شديد وكذلك زوجها و جلسوا جميعاً على طاولة الطعام ليتناولوا الطعام في صمت و لكن قاطع هذا الصمت صوت حذاء انثوي يقترب منهم لينظر الجميع إلي مصدر الصوت فكانت ديما تسير متجهة نحوهم بثقة و غرور و ترتدي ملابس ملاصقة لها لتجلس بجانب مراد بعد أن صافحته هو و رأفت و شرعوا في تناول الطعام مرة أخري.

وبعد مرور بعض الوقت جلسوا جميعاً في غرفة الجلوس لتقول عزيزة بابتسامة واسعة موجهة حديثها إلي مراد:
- صحيح يا مراد انت ناوي تستقر هنا ولا هتسافر تاني؟.
ليجيبها مراد بابتسامة مصتنعة:
- الحقيقة لسه مش قررت.. بس أنا بفكر استقر هنا في البلد.
ليقول كامل:
- عين العقل يا ابني... بس يرضيك كدا متسألش عني في غيابك ولا كأني كنت حماك في يوم من الايام.
ثم أكمل قائلاً:
- الله يرحمها ميس بنتي مكنتش بتحب حد في الدنيا دي قدك.

اغلق مراد عيناه وظهر عليه الامتعاض ليغير رأفت مجري الحديث قائلاً:
- الصراحة يا كامل احنا جايين نطلب ايد ديما بنتك لمراد ابننا.
رمشت ديما بعينها عدة مرات تستوعب حديثه و ابتسمت بسعادة دون أن تتحكم في نفسها ليجيبه كامل قائلاً:
- واحنا مش هتلاقي زوج افضل من مراد لـ ديما بس نسمع رأي العروسة الأول ولا انتي شايفة ايه يا ديما؟

ابتسمت ديما بخجل مطرقة رأسها للأسفل ليقول رأفت بابتسامة:
- السكوت علامة الرضا يا حج كامل نقول مبروك.

أما مراد فكان يتابع ما يحدث أمامه بجمود و يتمني لو ينتهي هذا اللقاء في اقرب وقت.
وبعد مرور بعض الوقت اتفقوا على موعد زفافهم و الذي من المفترض أن يكون خلال أربعة شهور من الآن!!
_____________________________
وصلت نورا امام باب القصر لتدلف إلي داخله وهي تبكي حتي تفاجئت بها فاتن بهذه الحالة لتركض نحوها بلهفة....
أما في نفس الوقت عاد حازم إلي الفيلا مرة ثانية ولكنه بحث عن نورا في كل مكان ولم يجدها ليتصل عليها أيضاً ولكنها أغلقت الهاتف دون أن تجيبه ليتصل بإحدي العاملين في القصر حتي يري إذا كانت ذهبت إلى هناك ام لا و كان جواب ذلك العامل بأنها موجوده في القصر ليغلق حازم هاتفه وهو يتمتم بغضب:
- يا بنت الكاااالب انا هوريكي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close