اخر الروايات

رواية تزوجته رغما عنه الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم حورية

رواية تزوجته رغما عنه الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم حورية 


البارت الجديد. التاسع والثلاثون
مرّ الوقت ثقيل جدا ...فتحيه تتفحص العروس بعنايه تدقق النظر فى كل تفاصيلها ...والدتها تزفر ....
حسن وهى فى عالم اخر ...قطعت فتحيه ذلك السكوت الممل وقالت لها بابتسامه مصطنعه :-وانتى يا عليا تقدرى على شغل البيت شايفاكى سفروته خالص
ضحكت برقه وردت:-اهو يا طنط بساعد ماما على قد ما بقدر وفيه واحده بتيجى تنضف اخر الاسبوع وعارفنها من زمان
قاطعتها معترضه :-لاء يا بنتى ..ده اللى جاى على قد اللى رايح متنسيش ان حسن فاتح بيتين ولا ايه يا حسن
تنحنح قليلا وردّ:-كل فى وقته يا ماما
ردّت فتحيه وهى تنظر لها :-وبعدين لو هنفترض جبتى واحده تساعدك ما انتى بردوا هتيجى وتساعدينى
تدخلت والدتها وردّ بعنف:-انا بنتى تساعدك زى والدتها يا مدام بس مش هتكون زى البنت اللى بنجيبها تنضف
ضحكت فتحيه بسخريه وقالت:-لاء يا حبيبتى ده انا بقويهالك وتابعت كاذبه:- وبعدين ده انا مبنضفش غير كل شهر مره بقلب الشقه ..مش قضيه يعنى
تدخلت والدة علياء بغضب:-ولا كل شهر حتى
هنا تدخلت عليا فى محاوله لأن تلطف الجو المضطرب قائله :-ده انا اخدمك بعنيا يا ماما
ابتسمت فتحيه ملئ فمها ونظرت لاسماء بتحدى ...
بينما نظر حسن بامتنان لعلياء ...
نطقت فتحيه لعلياء:-تعالى يا مرات ابنى اعدى جمبى واحنا لينا بركه الا انتى ...
انتهت الزياره بعد ساعتين من الجدل... اتفقوا فيها تقريبا على معظم الاشياء...وسهّل الامر ان علياء تملك شقه اعطاها لها والدها ستسكن بها.... فخرجت فتحيه بأقل التكاليف
ولكن فى اخر الامر طلبت والدتها يومان للتفكير فهو زواج ...
مرّ يومان ..فكّر كثيرا فى الاتصال بها شعورا ما يخيفه ...يشعر بمدى الجرح الذى سببه لها ....
يندم انه اخبرها ..كان عليه ان يفعلها بدون علمها ...ولكن يرد ضميره ان المواجهه كانت ستصبح اكثر قسوه ...
شعر بحاجته لملابسه الموجوده عندها وقرر الذهاب ليأخذها وساقه الحنين اليها ايضا ...
صعد السلم ببطئ ..خائف..مضطرب..ويندم كل لحظه على تصرفه الاحمق عندما قرر بان يخبرها بزواجه من اخرى ...
أما هى كانت تجلس على مقعد منزوى فى حجرة اطفالها...دموعها تهبط فى صمت كئيب...
شعرها الاسود القصير اصبح باليا جدا خصلات ناعمه تطايرت على وجهها الشاحب ..وهالات سوداء قد احاطت بعينيها الحزينه ...
البيت صامت تماما من حولها ..اراد الاولاد الذهاب لتلك الجاره التى امامهم ..فتركتهم ...
كانت تتذكر كل شئ..كيف تنازلت هكذا ؟!...هى حمقاء ..حمقاء جدا ...
بدت ضعيفه وهزيله بحق....
قطع تفكيرها الكئيب صوت طرقات الباب...نظرت فوجدته ...تذكرت كيف كانت تلك الطرقات مصدر سعادتها ...
وصمتت ..لم تجيبه ولم بتتحرك خطوه ...وقفت ساكنه ..دموعها بدئت تهطل بغزاره ...وضعت يدها على فمها ...
بينما استمر هوا فى الطرق ..وهو يصرخ:-مها افتحى انا عارف انك جوه ....بلاش شغل العيال ده ...
انتظرت جارتها لكى تفتح الباب واطمئنت عندما سمعت صوت فتح الباب...
ولكنها لم تكن تلك المرأه كان رجلا معتدل الجسم والقامه..ذو شعر اسود ناعم ..عيناه متسعتين حادتين ...اغلب الظن انه يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عاما ...
أمسك بالحقيبه واتجه لحسن وقال له بصوت رجولى مهذب:-اتفضل حضرتك ..الشنطه ديه بتاعتك ...
نظر حسن الى الحقيبه بدهشه ثم قال له باشمئزاز:-وانت تطلع مين ان شاء الله
ردّ الرجل بأدب:- انا جاركوا الجديد هنا ..زوجة حضرتك
قاطعه حسن فى عصبيه:-وانت مالك ومال مراتى ...سارت الشكوك الى رأسه واتجه ناحية تلك الشقه عندما رأى كنزى تلهو وتأكل بعض الحلوى بمتعه و اضحه ...
نادى عليها بصوت غليظ :-كنزى ...
اضطربت مها بشده واسرعت الى اسدالها الذى ارتدته بسرعه وعدّلت من طرحته سريعا لتفتح الباب ..فخرجت بعض الخصلات السوداء التائهه على عينيها اللامعتين ...
فتحت الباب ونادته بغضب:-حسن كفايا كده ...
التفت لها وردّ بعصبيه :- مين ده يا هانم
نظرت للرجل وقالت له متسائله بصوت مبحوح :-حضرتك ابن طنط كريمه ؟
هزّ الرجل رأسه بالايجاب وردّ عليها :-هيا نزلت تودى حاجه لجارتها تحت وسابتلى الشنطه
اقترب حسن فى عصبيه منه وقال له :-متشكرين على خدماتك ..ثم التفت الى مها وقال لها بلهجه امره ادخلى ادامى
صرخت به وقد بدئت دموعها البريئه فى الهطول:-انا قولتلك خد شنطتك وامشى من هنا وطلقنى بقى يا اخى
امسك ذراعها بعنف وعلا صوته وهو يقول:-مش مطلقك والله العظيم ما هطلقك يا مها ...
تأوهت اثر قبضته فحاولت ان تفلت يدها ...بينما صرخ به الرجل :-يا اخى اتقى الله ..اولادك واقفين ...
ترك يدها ..وفرك وجهه الاحمر الغاضب ...وصرخ باولاده:-ادخلوا جوه يلا ...ثم دفعها الى داخل المنزل ورائهم ...ودخل وأغلق الباب...
وقف ذلك الرجل يردد بصوت عالى :-الناس ازاى بقت كده بجد
صعدت والدته فى ذلك الوقت لتقول له متسائله بقلق:-ايه الصريخ ده ..فيه ايه يا لؤى
لؤى وقد اخذ بيدها للداخل :-تعالى يا ماما جوه الاول ...
أما عندها ..دخلت مسرعه الى الغرفه ومعها صغارها واغلقت عليهم الباب ..وخرجت اليه ..وقالت له وهى تصرخ به :-انت عايز ايه ؟...عايز تضيعنى ليه ...انت ازاى انانى كده ..عايز كل حاجه ..كل حاجه ..عشان عمرك ما اتعلمت تتنازل عن حاجه
هطلت دموعها ولكنّها مسحتها وتابعت وهى تنظر الى وجهه الناظر ارضا قائله بهدوء بارد كئيب غلفه الحزن:-بس عارف انت صح ...انا اتنازلت
واتجوزتك وانت مبتحبنيش ...واكتفيت بس بانى بحبك ....كل حاجه كنت بفكر فيها ازاى ابسطك ..بس كنت غلطانه ..
جلست وامسكت وجهه بكفها الرقيق الناعم ونظرت فى ام عينيه الخجلانه وتابعت وقد انهمرت دموعها لتسقط على يده الاخره المستقره على فخذه فشعر بسخونتها واختلطت بدموعه التى كانت تهطل هى الاخرى فى هدوء ...
"يمكن كانت اكتر غلطه عملتها فى حياتى كلها هيا ديه ...كانت اميره تعد تقولى انتى ازاى كده ؟! ...كنت بقولها بحبه .."
اعتدلت وتابعت :-تفتكر بعد كل ده خساره فيا تنفذلى طلب واحد ..واحد بس ...
نهض مسرعا وأمسك بيدها المرتعشه وقال لها متوسلا :-اطلبى اى حاجه هعملها الا الطلاق ..الا الطلاق يا مها
افلتت يدها وردّ بحزن:-للأسف مش هعرف اطلب غير كده ..حتى ديه معنديش فيها اختيارات
اعتدل وامسك بحقيبته ونظر لها بكاّبه :-انا همشى ...وعشان خاطرى فكرى تانى ...صدقينى الطلب ده صعب عليا اوى
لم ترد عليه واخذ هو الحقيبه واغلق الباب ورائه ونظر الى الشقه المقابله ثم رحل .....
************************************************** **********************
وفى هذين اليومين تحسنت العلاقه كثيرا بين ملوك وكريم ...
وكزته بلطف قائله :-كريم قوم بقى يلا عشان هتتأخر
فرك عيناه وقال وقد ملأ صوته النعاس :-مش قادر
قالت له بتوسل :-يا كريم يلا بقى بجد ...بقالك خمس ايام مشوفتش نهال ...
نهض ببطئ واقترب منها وطبع قبله طويله على وجنتها الحمراء وقال لها بابتسامه عذبه :-صباح الخير
ردّت بابتسامه حلوه:-يا عم يلا انت لسه هتسبلى ..
وكزها ونهض سريعا متجها الى الحمّّام
************************************************** ***********
كانت تنهره بعنف:-مين اللى علمك القرف اللى بتقوله ده
رد علىّ ببجاحه :-وانا بقول ايه يعنى
قالت بعصبيه:-انت يا ولد ازاى بتكلمنى كده ؟
لم يرد عليها والتفت الى التلفاز مره اخرى ...
نادته ثانية :-انت يا ولد انا بكلمك
لم يرد ايضا ...
صرخت به:-انا هوريك اول لما ابوك يجى ....
واتجهت الى التلفاز فانتزعت فشته فانطفأ...
لم يتأثر ودخل الى غرفته واغلق الباب ورائه ...وتركها تستشيط غضبا ...
************************************************** ***************
كانت تمسك بالهاتف ...لحظات حتى اجيبت ...
قالت ساره بأدب:-لو سمحتى عيادة الدكتوره سهى ؟!
المرأه:-اتفضلى انا السكرتيره بتاعتها
ساره :-انا عايزه اخد معاد عندها انا و واحده صحبتى ....
**************************************************
أما مها مازالت منزويه فى غرفتها ....وكارما وكنزى يغنيان نشيد ..لا تتفهم منه مها غير كلمات بسيطه ...
أما معز يمسك بالهاتف وكأنه يتحدث لصديقه كرجل كبير ...
افاقت مره اخرى من عالمها على صوت طرقات الباب وكانت نهال ...
ارتمت فى احضانها وبدأت بالبكاء ...البكاء وحسب


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close