رواية عشقتها فغلبت قسوتي جاسر وروجيدا الفصل السابع وثلاثون37 بقلم اسراء علي
عزيزتي أنا كالأسد أحتاج الترويض...فروضيني...قد أكون قاسي ولكنني أخترت حبك كدواء...داويني بحبك...أريني قوتك..دعيها تسري في شرايني....
مصطفى...ذاك الاسم الذي يتكون من خمسة أحرف...بالتأكيد جاسر...سيبطش بل سيمحوا كل من يحمل ذلك الاسم...
ما إن سمع جاسر اسم ذلك الحقير حتى هب منتفضاً من الفراش...الغضب...الثورة..بالطبع ليست هناك كلمة تعبر عما يعصف به الآن...قسمات وجهه عنيفة...عيناه تنطقان بشر...نظرات حادة كالصقر..قساوته..بالطبع عادت من جديد..
كانت روجيدا تجلس مذعورة تراقب تحركات جاسر وما يفعله...بالطبع جن جنونه عند ذكره...صمت هادئ حاد..مريب..مخيف..لحظات مرت دهر..إلى أن قطعه جاسر بصوت جامد
جاسر:كلمك إزاى
روجيدا بتلعثم:آآآ...
جاسر بصوت هادر أسرى الرعب في أوصالها:أنتي لسه هتأوأي..ثم صاح بعنف...إخلصي
كادت تبكي ولكنها أثرت التمسك بقناع القوة...وقفت أمامه ثم قالت بثبات زائف
روجيدا:كلمني من رقم برايفت
نظر لها جاسر بملامح قاسية مفعمة بالكره ثم تحدث بصوت هادئ ولكن مخيف
جاسر:وبعدين
روجيدا بتردد:مفيش
أمسكها من رسغها بقوة شديدة وقال بشراسة:وحياة أمك
أدمعت عينا روجيدا وقالت بتأوه:اااه..جاسر سيب إيدي هتتكسر
جاسر بغضب:وهكسرلك دماغك دلوقتي..ردي عليا يا روجيدا قالك إيه؟!
بكت روجيدا بشدة وقالت وسط شهقاتها:جاسر..إيدي
لاحظ جاسر رسغها الذي كاد أن يتحطم من قوة قبضته ألفت يدها...بينما روجيدا ظلت تفرك يدها بـ ألم ظاهر على قسمات وجهها..ما أن رأى جاسر تعبيرات الألم والخوف الباديان على ملامحها حتى وضع راحه يده على وجهه وظل يفركه بعنف في محاولة لتهدأة نفسه...فما ذنبها إذ أن هذا الحقير يسعى وراء زوجته..يعي تماماً أنه مريض...مريض نفسي وبشدة..أبعد يده عن وجهه ثم وجه أنظارة ناحيتها...
تقدم جاسر بخطى بطيئة..ما أن لمحته روجيدا حتى إنكمشت على نفسها...جز جاسر على أسنانه حتى كادت أن تنكسر فها قد عاد لنقطة الصفر من جديد...خافت منه..بل ومرتعبة وبشدة..ناداها جاسر بصوت جاهد لكي يبدو هادئ
جاسر:روجيدا
رفعت روجيدا وجهها له...كانت عيناها حمراوتان بشدة...أنب نفسه على تسرعه الدائم...تقدم منها بخطى بطيئة...مد يدها وأحتوى كتفاها ثم قال بصوت خافت
جاسر:روجيدا
نظرت له بعينان دامعتان وقالت بصوت متحشرج:نعم
جاسر:متزعليش مني أنا كل م بيجي سيرته وأفتكر اللى عمله آآآآ...
لم يستطع إكمال الجملة حيث أطبق على شفيته بقوة وصمت...بينما نظرت له روجيدا بدهشه وعينان تهطلان بالدموع...بينما ندم بشدة على تسرعه مرة أخرى وقال بندم
جاسر:روجيدا أنا أسف
نظرت له روجيدا بتهكم...ثم أزاحت يده عنها وقالت بـ إنكسار
روجيدا:أسف؟؟...عارف يا جاسر مهما حصل هيفضل الماضي عائق ما بينا...هيفضل عائق من إننا نكمل حياتنا عادي
ثم سارت مسرعة وهى لا تكاد ترى بعينيها...توجهت ناحيه الحديقة وجلست على الأرجوحة المنتصفة وأخذت تبكي بكاء حار...
بينما ظل جاسر كالأصنام يحدق في فراغ طيفها...ضم قبضته وظل يضغط عليها حتى إبيضت وبرزت عروق نحره بشدة مخيفة..ذلك اللعين يحول ثوان الحب إلى سنين عذاب..ظل هكذا عدة لحظات حتى دلفت والدته التي سمعت صوت صراخه فسالته بتوجس
فاطمة:في إيه يا جاسر
جاسر:........
تقدمت فاطمة منه وهزته برفق وعادت مناداته:جاسر
فاق جاسر إثر لمسات والدته فقال بلا وعي:روجيدا
إبتسمت فاطمة وقالت:وطالما بتحبها كدا زعلتها ليه
تنبه جاسر أن الواقفة أمامه ما هى إلا والدته أغمض عينيه وقال بتنهد
جاسر:أهو إللى حصل
فاطمه وهى تربت على ذراعه:طب روح صالحها..هى قاعدة في الجنينة
إبتسم جاسر مجاملة وقال:ماشي أنا رايح أهو..
تحرك جاسر من أمام والدته وتوجه حيث تجلس زوجته...بينما وقفت والدته وودعت لهما بصلاح الحال ثم توجهت إلى المطبخ لمتابعة تجهيز الطعام من أجل وليمة العشاء
في فيلا مدحت السيوفي
حكت نادين بـ إختصار شديد ما حدث معهما كما وصاها جاسر
أمال وهى تصك صدرها:يااالهووي...وجوزك حصله حاجة
نادين بتعب:ضربوه بالنار وبعد كدا قعدنا فـ المستشفى عشان كدا معرفتش أكلمك
مدحت بصوت هادئ ولكن قلق:حصلك حاجة
تذكرت ما حدث معها من لمسات وكلمات جارحة من المدعو جابر...تقصلت عضلات وجهها ولكنها أثرت أن تُخفي الأمر ثم قالت بـ إرتباك طفيف
نادين:لا يا بابا سامح حماني عشان كدا إتصاب فـ كتفه
مدحت بتشكك:ولو أني مش مصدق الحكاية دي بس أنا مش هضغط عليكي
إبتلعت نادين لعابها بتوتر وقالت:متقلقش يا بابا...أنا كويسة
نهض مدحت عن موضعه وأحتضنها بقوة وقال بنبرة أبوية حنونة
مدحت:وأنا ميهمنيش غير سلامتك
بادلته نادين الإحتضان وقالت:ربنا يخليك ليا يا بابا
قاطعتهم أمال وقالت بحنو
أمال:طب يلا يا حبيبتي إرتاحي..عشان باليل جاسر عازمنا على العشا
عقدت نادين ما بين حاجبيها وقالت:إشمعنا
زمت أمال شفيتها وقالت:معرفش والله أنا لاقيت حماتك بتكلمني وبتقولي جاسر عازمنا بالليل
هزت نادين راسها وقالت:ماشي..أنا طالعة أنام
ربتت والدتها بحنو على ظهرها وقالت:حمد لله ع سلامتكوا
إبتسمت بوهن وقالت:الله يسلمك يا ماما
صعدت نادين الدرج بخطى متمهلة...ثم دلفت إلى غرفتها..أخذت حمام دافئ..وأبدلت ملابسها إلى منامه قطنية مريحة..وغطت في ثبات عميق...
بقصر الصياد
توجه جاسر لزوجته الجالسة بتعب...ما إن أقترب منها حتى سمع صوت بكائها..تمزق قلبه بما سبب لها من حزن...تقدم بخطى متمهلة...ثم جلس إلى جانبها...لم تلتفت إليه بل ظلت نظراتها الشاردة مسلطة على لا شئ..أمسك كفها ولثمه بحب وقال بنبرة حانية مملوءة بالندم
جاسر:حبيبتي والله م قصدي حاجة من اللى فهميتها..أنا بس مبحبش سيرته عشان كدا إتعصبت عليكي
روجيدا:................
أكمل جاسر:إنتي عارفة إني بحبك..والله مش قصدي أزعلك...ومفيش حاجة هتأثر ع حياتنا الماضى سهل نمسحه بـ أستيكة أو نقطعه خالص...مش مهم الماضي المهم الحاضر يبقى أجمل عشان نعرف نبني مستقبل مفيهوش غير جاسر و روجيدا
وضع يده أسفل ذقنها ثم رفعه..وجد عيناها تبكي وقد تورمت بشدة...أغمض عينيه بشدة فما رأه قد جعله يشعر بوخزات حادة في قلبه..فتح عينيه ثم قال بنبرة هادئة
جاسر:روجيدا
لم ترد عليه بل أكملت بكاء..بينما هو عاود النداء بحدة طفيفة
جاسر:روجيدااا
نطقت روجيدا بصوت مبحوح:نـ..نعم
حرك جاسر يده وأمسك كتفيها..نظر لعينيها بقوة ثم قال بجدية
جاسر:لو حبك ليا هيضعفك متحبنيش
نظرت له روجيدا بدهشه بينما أكمل هو
جاسر:أيوة..أنا حبيتك قوية ومش عاوزك غير كدا...متحبنيش كفاية عليا تكوني جمبي..بلاش حبي يضعـ...
وضعت روجيدا يدها على فمه وقالت بصدق
روجيدا:هششش....حبك عمره ما خلاني ضعيفة..متقولش كدا..أنا بحبك وهفضل أحبك
ضمها جاسر في عناق ساحق كاد أن يحطم ضلوعها...ولكنه محبب إليها..تعشق غضبه المفرط الذي سرعان ما يُمحيه ويسترضاها...تعشق كلمات عشقه وتتمنى المزيد...هو أمنها وأمانها...هو ملاذها وملجأها..هو حياتها و روحها..كيف يطلب ذلك الأبلة ألا تحبه!!
بينما قال جاسر بنبرة مملوءة بالشجن والعواطف الجياشة
جاسر:خليكي قوية..أنا بستمد قوتي منك..إنتي لو وقعتي هقع معاكي..
زادت هى من إحتضانه وقالت:إحنا بنستمد قوتنا من بعض...وطول ما بنحب بعض مش هنقع إن شاء الله
أبعدها جاسر عنه ثم أحتضن وجهها بين كفيه ومسح بـ إبهامه دموعها المنهمرة وقال بمرح
جاسر:بطلي عياط بقى ولا عاوزة إبني يطلع يقولي إنت كنت بتخلي ماما تعيط كتير ويكرهني..
ضحكت روجيدا وقالت:بنتك..
قهقه جاسر وقال:بنتي..بنتي..أهم حاجة إنها منك
روجيدا بحب:بحبك أوي يا جاسر
ضمها جاسر مرة أخرى وقال:وأنا بعشقك يا قلب جاسر..
الحاجات دي تتعمل فى الأوضة مش فاتحينها ع البحري هنا
جاء صوته الممازح من خلفهما..فـ إستدار كلاهما ليريا صاحب الصوت فما كان إلا سامح فقال له جاسربمكر
جاسر:بلاش إنت تتكلم
تنحنح سامح وقال:أحم...بتقول إيه
جاسر وهو يغمز بعينه اليسرى:إنت فاهم
روجيدا بعدم فهم:إنتوا بتقولوا إيه أنا مش فاهمة
سامح وهو يجلس بجانب روجيدا:مش لازم يا مرات أخويا
وقبل أن يجلس ذلك المسكين..كان جاسر مطبق على يدة السليمة وقال بغضب طفيف
جاسر:إنت رايح فين يا روح أمك
سامح وهو يرفع أحد حاجبيه:رايح أقعد
جاسر بغضب اكبر:طب تعالى هنا يا حليتها
فهم سامح أخوه وقرر مشاكسته وإغضابه قليلا فقال بنبرة ممازحة
سامح:طب وفيها إيه لما اقعد هنا
جاسر وقد شدد قبضته على أخيه وقال بتهديد صريح:تعالى هنا بدل ما أكسر إيدك التانية
سامح وهو يقهقه:بتغيري مني يا بيضة
نظر جاسر لأخيه نظرة نارية وقال بصوت هادئ حاد:تعالى هنا سامح
توتر سامح قليلا وقال:آآ..طب خلاص..خلاص متتحولش
تحرك سامح وجلس بجانب أخيه الذي سرعان ما لكزه بحدة في ذراعه الغير مصاب ثم قال بصوت خافت محذر
جاسر:أسمعك بتقول الكلمة دي تاني
سمعت روجيدا همهمات جاسر فقررت إثارة حنقه قفالت بمشاكسة
روجيدا:بتقول إيه يا بيضة..آآآ..قصدي يا جاسر
نظر لها جاسر بحدة ثم قال بشئ من الغضب
جاسر:روجيدااا...نلم الليلة ماشي
قهقهت روجيدا وقالت:هتعمل إيه يعني
جاسر بخبث:هعاقبك
روجيدا بتساؤل:هتعاقبني إزاى
جاسر بشقاوة:فوق...هبقى أوريكي فوق
أحمرت وجنتي روجيدا خجلاً..ونكست رأسها عقب جملته الخبيثة تلك ثم قالت بصوت خفيض
روجيدا:قليل الأدب
جاسر وهو يميل عليها:سمعتك ع فكرة
روجيدا وهى تتصنع اللا مبالاه:طب ما تسمع
جاسر وهو يبتسم بمكر:هضاعف العقاب..أسكتي أحسنلك
ضربته روجيدا بخفة...فقهقه جاسر وقال
جاسر:ما كان من الأول
يبنما تابع سامح ما يحدث بـ إبتسامة...وسعادة شديدة فـ أخيراً ذلك القاسي غرق في بحور العشق...نال وسام الرومانسية...تملكته تلك الفتاه وتربعت على عرش قلبه..فتُوج بالملك العاشق..تنهد سامح وقال بصوت خافت
سامح:ربنا يسعدكوا...
في خارج البلاد
تحديداً في برلين العاصمة الألمانية
جلس مصطفى في إحدى المطاعم يتناول غذائه مع أحد العملاء
مصطفى:حسناً سيدي إتفقنا
الرجل:أنا اثق بك جيداً سيد مصطفى وأتمنى دوام التعامل
إبتسم مصطفى مجاملة وقال:بالطبع سيدي لي الشرف
بادله الرجل نفس الإبتسامة وقال:بل الشرف كله لي
إنتهى الرجل من طعامه ثم امسك ذلك المنديل الموضوع على يمينه ومسح فمه...نهض عن مقعده ورتب ملابسه وقال بروتينية
الرجل:يجب علي الذهاب الآن
مصطفى وهو ينهض:حسناً سيدي سُررت بالتعامل معك
صافحه الرجل وقال:أنا أيضاً
سار الرجل مبتعداً ليجلس مصطفى مرة أخرى..وما هى إلا ثوان حتى وجد الفتاه المنشودة تجلس أمامه ثم قالت بلهجة جدية
الفتاه:مصطفى مش كدا
مصطفى وهو يتفحصها:أيوة..مدام دينا صح؟
أوماءت برأسها...فعلت على وجهه إبتسامة مشرقة...تسايرا فى الحديث عن أمور شتى حتى سألته دينا
دينا:حضرتك قولت إنك عاوزني بخصوص خطيبي السابق مش كدا
لمعت عينا مصطفى بخبث وقال:بالظبط كدا
دينا بتساؤل:وأنت تعرفه منين
أراح جاسر ظهره للخلف وقال بثبات:مش مهم أعرفه منين...المهم إن فيه مصالح مشتركة
عقدت مابين حاجبيها وقالت بفضول:زى؟؟
مصطفى بنبرة شيطانية:إنتي عاوزة جاسر وأنا عاوز مراته...........................
مصطفى...ذاك الاسم الذي يتكون من خمسة أحرف...بالتأكيد جاسر...سيبطش بل سيمحوا كل من يحمل ذلك الاسم...
ما إن سمع جاسر اسم ذلك الحقير حتى هب منتفضاً من الفراش...الغضب...الثورة..بالطبع ليست هناك كلمة تعبر عما يعصف به الآن...قسمات وجهه عنيفة...عيناه تنطقان بشر...نظرات حادة كالصقر..قساوته..بالطبع عادت من جديد..
كانت روجيدا تجلس مذعورة تراقب تحركات جاسر وما يفعله...بالطبع جن جنونه عند ذكره...صمت هادئ حاد..مريب..مخيف..لحظات مرت دهر..إلى أن قطعه جاسر بصوت جامد
جاسر:كلمك إزاى
روجيدا بتلعثم:آآآ...
جاسر بصوت هادر أسرى الرعب في أوصالها:أنتي لسه هتأوأي..ثم صاح بعنف...إخلصي
كادت تبكي ولكنها أثرت التمسك بقناع القوة...وقفت أمامه ثم قالت بثبات زائف
روجيدا:كلمني من رقم برايفت
نظر لها جاسر بملامح قاسية مفعمة بالكره ثم تحدث بصوت هادئ ولكن مخيف
جاسر:وبعدين
روجيدا بتردد:مفيش
أمسكها من رسغها بقوة شديدة وقال بشراسة:وحياة أمك
أدمعت عينا روجيدا وقالت بتأوه:اااه..جاسر سيب إيدي هتتكسر
جاسر بغضب:وهكسرلك دماغك دلوقتي..ردي عليا يا روجيدا قالك إيه؟!
بكت روجيدا بشدة وقالت وسط شهقاتها:جاسر..إيدي
لاحظ جاسر رسغها الذي كاد أن يتحطم من قوة قبضته ألفت يدها...بينما روجيدا ظلت تفرك يدها بـ ألم ظاهر على قسمات وجهها..ما أن رأى جاسر تعبيرات الألم والخوف الباديان على ملامحها حتى وضع راحه يده على وجهه وظل يفركه بعنف في محاولة لتهدأة نفسه...فما ذنبها إذ أن هذا الحقير يسعى وراء زوجته..يعي تماماً أنه مريض...مريض نفسي وبشدة..أبعد يده عن وجهه ثم وجه أنظارة ناحيتها...
تقدم جاسر بخطى بطيئة..ما أن لمحته روجيدا حتى إنكمشت على نفسها...جز جاسر على أسنانه حتى كادت أن تنكسر فها قد عاد لنقطة الصفر من جديد...خافت منه..بل ومرتعبة وبشدة..ناداها جاسر بصوت جاهد لكي يبدو هادئ
جاسر:روجيدا
رفعت روجيدا وجهها له...كانت عيناها حمراوتان بشدة...أنب نفسه على تسرعه الدائم...تقدم منها بخطى بطيئة...مد يدها وأحتوى كتفاها ثم قال بصوت خافت
جاسر:روجيدا
نظرت له بعينان دامعتان وقالت بصوت متحشرج:نعم
جاسر:متزعليش مني أنا كل م بيجي سيرته وأفتكر اللى عمله آآآآ...
لم يستطع إكمال الجملة حيث أطبق على شفيته بقوة وصمت...بينما نظرت له روجيدا بدهشه وعينان تهطلان بالدموع...بينما ندم بشدة على تسرعه مرة أخرى وقال بندم
جاسر:روجيدا أنا أسف
نظرت له روجيدا بتهكم...ثم أزاحت يده عنها وقالت بـ إنكسار
روجيدا:أسف؟؟...عارف يا جاسر مهما حصل هيفضل الماضي عائق ما بينا...هيفضل عائق من إننا نكمل حياتنا عادي
ثم سارت مسرعة وهى لا تكاد ترى بعينيها...توجهت ناحيه الحديقة وجلست على الأرجوحة المنتصفة وأخذت تبكي بكاء حار...
بينما ظل جاسر كالأصنام يحدق في فراغ طيفها...ضم قبضته وظل يضغط عليها حتى إبيضت وبرزت عروق نحره بشدة مخيفة..ذلك اللعين يحول ثوان الحب إلى سنين عذاب..ظل هكذا عدة لحظات حتى دلفت والدته التي سمعت صوت صراخه فسالته بتوجس
فاطمة:في إيه يا جاسر
جاسر:........
تقدمت فاطمة منه وهزته برفق وعادت مناداته:جاسر
فاق جاسر إثر لمسات والدته فقال بلا وعي:روجيدا
إبتسمت فاطمة وقالت:وطالما بتحبها كدا زعلتها ليه
تنبه جاسر أن الواقفة أمامه ما هى إلا والدته أغمض عينيه وقال بتنهد
جاسر:أهو إللى حصل
فاطمه وهى تربت على ذراعه:طب روح صالحها..هى قاعدة في الجنينة
إبتسم جاسر مجاملة وقال:ماشي أنا رايح أهو..
تحرك جاسر من أمام والدته وتوجه حيث تجلس زوجته...بينما وقفت والدته وودعت لهما بصلاح الحال ثم توجهت إلى المطبخ لمتابعة تجهيز الطعام من أجل وليمة العشاء
في فيلا مدحت السيوفي
حكت نادين بـ إختصار شديد ما حدث معهما كما وصاها جاسر
أمال وهى تصك صدرها:يااالهووي...وجوزك حصله حاجة
نادين بتعب:ضربوه بالنار وبعد كدا قعدنا فـ المستشفى عشان كدا معرفتش أكلمك
مدحت بصوت هادئ ولكن قلق:حصلك حاجة
تذكرت ما حدث معها من لمسات وكلمات جارحة من المدعو جابر...تقصلت عضلات وجهها ولكنها أثرت أن تُخفي الأمر ثم قالت بـ إرتباك طفيف
نادين:لا يا بابا سامح حماني عشان كدا إتصاب فـ كتفه
مدحت بتشكك:ولو أني مش مصدق الحكاية دي بس أنا مش هضغط عليكي
إبتلعت نادين لعابها بتوتر وقالت:متقلقش يا بابا...أنا كويسة
نهض مدحت عن موضعه وأحتضنها بقوة وقال بنبرة أبوية حنونة
مدحت:وأنا ميهمنيش غير سلامتك
بادلته نادين الإحتضان وقالت:ربنا يخليك ليا يا بابا
قاطعتهم أمال وقالت بحنو
أمال:طب يلا يا حبيبتي إرتاحي..عشان باليل جاسر عازمنا على العشا
عقدت نادين ما بين حاجبيها وقالت:إشمعنا
زمت أمال شفيتها وقالت:معرفش والله أنا لاقيت حماتك بتكلمني وبتقولي جاسر عازمنا بالليل
هزت نادين راسها وقالت:ماشي..أنا طالعة أنام
ربتت والدتها بحنو على ظهرها وقالت:حمد لله ع سلامتكوا
إبتسمت بوهن وقالت:الله يسلمك يا ماما
صعدت نادين الدرج بخطى متمهلة...ثم دلفت إلى غرفتها..أخذت حمام دافئ..وأبدلت ملابسها إلى منامه قطنية مريحة..وغطت في ثبات عميق...
بقصر الصياد
توجه جاسر لزوجته الجالسة بتعب...ما إن أقترب منها حتى سمع صوت بكائها..تمزق قلبه بما سبب لها من حزن...تقدم بخطى متمهلة...ثم جلس إلى جانبها...لم تلتفت إليه بل ظلت نظراتها الشاردة مسلطة على لا شئ..أمسك كفها ولثمه بحب وقال بنبرة حانية مملوءة بالندم
جاسر:حبيبتي والله م قصدي حاجة من اللى فهميتها..أنا بس مبحبش سيرته عشان كدا إتعصبت عليكي
روجيدا:................
أكمل جاسر:إنتي عارفة إني بحبك..والله مش قصدي أزعلك...ومفيش حاجة هتأثر ع حياتنا الماضى سهل نمسحه بـ أستيكة أو نقطعه خالص...مش مهم الماضي المهم الحاضر يبقى أجمل عشان نعرف نبني مستقبل مفيهوش غير جاسر و روجيدا
وضع يده أسفل ذقنها ثم رفعه..وجد عيناها تبكي وقد تورمت بشدة...أغمض عينيه بشدة فما رأه قد جعله يشعر بوخزات حادة في قلبه..فتح عينيه ثم قال بنبرة هادئة
جاسر:روجيدا
لم ترد عليه بل أكملت بكاء..بينما هو عاود النداء بحدة طفيفة
جاسر:روجيدااا
نطقت روجيدا بصوت مبحوح:نـ..نعم
حرك جاسر يده وأمسك كتفيها..نظر لعينيها بقوة ثم قال بجدية
جاسر:لو حبك ليا هيضعفك متحبنيش
نظرت له روجيدا بدهشه بينما أكمل هو
جاسر:أيوة..أنا حبيتك قوية ومش عاوزك غير كدا...متحبنيش كفاية عليا تكوني جمبي..بلاش حبي يضعـ...
وضعت روجيدا يدها على فمه وقالت بصدق
روجيدا:هششش....حبك عمره ما خلاني ضعيفة..متقولش كدا..أنا بحبك وهفضل أحبك
ضمها جاسر في عناق ساحق كاد أن يحطم ضلوعها...ولكنه محبب إليها..تعشق غضبه المفرط الذي سرعان ما يُمحيه ويسترضاها...تعشق كلمات عشقه وتتمنى المزيد...هو أمنها وأمانها...هو ملاذها وملجأها..هو حياتها و روحها..كيف يطلب ذلك الأبلة ألا تحبه!!
بينما قال جاسر بنبرة مملوءة بالشجن والعواطف الجياشة
جاسر:خليكي قوية..أنا بستمد قوتي منك..إنتي لو وقعتي هقع معاكي..
زادت هى من إحتضانه وقالت:إحنا بنستمد قوتنا من بعض...وطول ما بنحب بعض مش هنقع إن شاء الله
أبعدها جاسر عنه ثم أحتضن وجهها بين كفيه ومسح بـ إبهامه دموعها المنهمرة وقال بمرح
جاسر:بطلي عياط بقى ولا عاوزة إبني يطلع يقولي إنت كنت بتخلي ماما تعيط كتير ويكرهني..
ضحكت روجيدا وقالت:بنتك..
قهقه جاسر وقال:بنتي..بنتي..أهم حاجة إنها منك
روجيدا بحب:بحبك أوي يا جاسر
ضمها جاسر مرة أخرى وقال:وأنا بعشقك يا قلب جاسر..
الحاجات دي تتعمل فى الأوضة مش فاتحينها ع البحري هنا
جاء صوته الممازح من خلفهما..فـ إستدار كلاهما ليريا صاحب الصوت فما كان إلا سامح فقال له جاسربمكر
جاسر:بلاش إنت تتكلم
تنحنح سامح وقال:أحم...بتقول إيه
جاسر وهو يغمز بعينه اليسرى:إنت فاهم
روجيدا بعدم فهم:إنتوا بتقولوا إيه أنا مش فاهمة
سامح وهو يجلس بجانب روجيدا:مش لازم يا مرات أخويا
وقبل أن يجلس ذلك المسكين..كان جاسر مطبق على يدة السليمة وقال بغضب طفيف
جاسر:إنت رايح فين يا روح أمك
سامح وهو يرفع أحد حاجبيه:رايح أقعد
جاسر بغضب اكبر:طب تعالى هنا يا حليتها
فهم سامح أخوه وقرر مشاكسته وإغضابه قليلا فقال بنبرة ممازحة
سامح:طب وفيها إيه لما اقعد هنا
جاسر وقد شدد قبضته على أخيه وقال بتهديد صريح:تعالى هنا بدل ما أكسر إيدك التانية
سامح وهو يقهقه:بتغيري مني يا بيضة
نظر جاسر لأخيه نظرة نارية وقال بصوت هادئ حاد:تعالى هنا سامح
توتر سامح قليلا وقال:آآ..طب خلاص..خلاص متتحولش
تحرك سامح وجلس بجانب أخيه الذي سرعان ما لكزه بحدة في ذراعه الغير مصاب ثم قال بصوت خافت محذر
جاسر:أسمعك بتقول الكلمة دي تاني
سمعت روجيدا همهمات جاسر فقررت إثارة حنقه قفالت بمشاكسة
روجيدا:بتقول إيه يا بيضة..آآآ..قصدي يا جاسر
نظر لها جاسر بحدة ثم قال بشئ من الغضب
جاسر:روجيدااا...نلم الليلة ماشي
قهقهت روجيدا وقالت:هتعمل إيه يعني
جاسر بخبث:هعاقبك
روجيدا بتساؤل:هتعاقبني إزاى
جاسر بشقاوة:فوق...هبقى أوريكي فوق
أحمرت وجنتي روجيدا خجلاً..ونكست رأسها عقب جملته الخبيثة تلك ثم قالت بصوت خفيض
روجيدا:قليل الأدب
جاسر وهو يميل عليها:سمعتك ع فكرة
روجيدا وهى تتصنع اللا مبالاه:طب ما تسمع
جاسر وهو يبتسم بمكر:هضاعف العقاب..أسكتي أحسنلك
ضربته روجيدا بخفة...فقهقه جاسر وقال
جاسر:ما كان من الأول
يبنما تابع سامح ما يحدث بـ إبتسامة...وسعادة شديدة فـ أخيراً ذلك القاسي غرق في بحور العشق...نال وسام الرومانسية...تملكته تلك الفتاه وتربعت على عرش قلبه..فتُوج بالملك العاشق..تنهد سامح وقال بصوت خافت
سامح:ربنا يسعدكوا...
في خارج البلاد
تحديداً في برلين العاصمة الألمانية
جلس مصطفى في إحدى المطاعم يتناول غذائه مع أحد العملاء
مصطفى:حسناً سيدي إتفقنا
الرجل:أنا اثق بك جيداً سيد مصطفى وأتمنى دوام التعامل
إبتسم مصطفى مجاملة وقال:بالطبع سيدي لي الشرف
بادله الرجل نفس الإبتسامة وقال:بل الشرف كله لي
إنتهى الرجل من طعامه ثم امسك ذلك المنديل الموضوع على يمينه ومسح فمه...نهض عن مقعده ورتب ملابسه وقال بروتينية
الرجل:يجب علي الذهاب الآن
مصطفى وهو ينهض:حسناً سيدي سُررت بالتعامل معك
صافحه الرجل وقال:أنا أيضاً
سار الرجل مبتعداً ليجلس مصطفى مرة أخرى..وما هى إلا ثوان حتى وجد الفتاه المنشودة تجلس أمامه ثم قالت بلهجة جدية
الفتاه:مصطفى مش كدا
مصطفى وهو يتفحصها:أيوة..مدام دينا صح؟
أوماءت برأسها...فعلت على وجهه إبتسامة مشرقة...تسايرا فى الحديث عن أمور شتى حتى سألته دينا
دينا:حضرتك قولت إنك عاوزني بخصوص خطيبي السابق مش كدا
لمعت عينا مصطفى بخبث وقال:بالظبط كدا
دينا بتساؤل:وأنت تعرفه منين
أراح جاسر ظهره للخلف وقال بثبات:مش مهم أعرفه منين...المهم إن فيه مصالح مشتركة
عقدت مابين حاجبيها وقالت بفضول:زى؟؟
مصطفى بنبرة شيطانية:إنتي عاوزة جاسر وأنا عاوز مراته...........................