رواية شط بحر الهوي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سوما العربي
كانت مشاجرة عنيفه و الأصوات عاليه ، الكل يحاول التدخل لفض ذلك النزاع القائم على الا شئ .
+
تجمهر عدد غفير فى الشارع و الشرفات يتفرجون على ذلك المشهد المسرحى .
+
لا يعلم اى منهم تفاصيل كثيره سوى أن "الست أشجان" تتشاجر مع أحد سائقى سيارات الأجرة.
+
و قد حاول عدد لا بأس به التدخل او محاولة إسكات أشجان قليلا لكنها لم تسمح لأحد بذلك او حتى تعطى الفرصه.
+
بل ظلت ممسكه بيتلابيبه تهزه يمينا و يساراً تقلل من قيمته و هى تهتف بصوت عالى : و الله لو عملتوا ايه مش هسيبه الناقص ده ، هو إيه سكتنا له دخل بحماره ، اربعين جنيه إيه الى عايزهم ، أربعين عفريت أما يبقوا ينططوه .. ليييه و لا على إيييه .
+
بينما السائق الذى غرته قواه مسبقاً و ظن انه لن يقدر عليه أحدا ،كان كالخرقه الباليه بين يدى أشجان بعدما أهانت كرامته شر إهانه يردد نفس الجمله من أول ما بدأ الشجار : أنا مش عايز أمد أيدى عليكى.
1
جذبت ياقة قميصه بصوره أكثر عنف و مهانه تردد بتجبر : لأ مد .. ورينى.. ما تمد .
+
و غنوة لجوارها تحاول إثنائها عن كل ما يحدث فلديها ما هو أهم .
+
غنوة : يا ستى سبيه بقا و لو على الاربعين جنيه أنا هدفعهم خلينا نشوف إلى ورانا .
+
لكن أشجان كانت ماتزال تقبض على تلابيب السائق فى وضع الاستعداد كى تضربه بجبهتها فى جبهته حين ردت عليها رافضه بشده : تديله إيه هما الخمسه و عشرين جنيه إلى خدهم و بس و يحمد ربنا و يبوس أيده وش و ضهر كمان ، ده الناس بقت جشعه اوى ، و من قدره ماشى ورايا لحد هنا و أنا وليه عزبه و وحدانيه .
+
ضحك عدد من الجمهور رغم عنهم فالتفت تبصر من ضحك هذا بحده ليكتم الكل ضحكاته فتدخلت غنوة بتوسل : يا ستى سبيه بقا أبوس أنا إيدك ، أنتى ناسيه المصيبه إلى عندى فى البيت .
+
توقفت أشجان لدقيقه تفكر ثم قالت : ماشى.. هسيبه بس عشان أنا رجلى وجعتنى من الوقفه مش أكتر .
+
أبعدت يداها من على قميصه و أستعدت لكى تبتعد و هى تقول: ما تبقاش تعمل كده تانى.
+
تقدم أحد الرجال يعطيه زجاجة ماء ليشرب و هو يقول له : خد إشرب يا أبنى خليك تمشى .
+
التقط منه السائق زجاجة الماء يرتشف منها القليل و قال بأنفاس مضطربه لاهثه : و ربنا ما رضيت أمد أيدى عليها عشان واحده ست و لو إنها مش ست اوى يعنى .
+
إستمعت إليه ، من حظه العسر أنها إستمعت إليه ... لقد كادت ان تغادر أخيراً ، لكنها استمعت لما قال.
+
و عادت تهجم عليه و هى تردد : سمعتك.. سمعتك .. هى مين دى الى مش ست اوى يا سليل سيد قشطة انت ، و الله و الدرافيل بقت تتكلم يا ولاد ، دى القوالب نامت و الإنصاص قامت .
4
غنوة: خلااص بقا.. كفايه.. قولتلك سبيه ورانا مصيبه.
+
انتبه لها أحد الواقفين و ردد بصوت مشدوه : مصيبه ؟؟ مصيبة ايه يا غنوة يا بنتى ؟!
+
ارتبكت غنوة لكن حاولت ان تظهر متماسكه و قالت سريعاً : لأ ولا حاجة ، ده الاكل شاط .. يالا أشجان عشان نشوف صرفه يالا سيبى الراجل بقا
+
ألتفت أشجان و نظرت للسائق قائله : أنكتب لك عمر جديد و اتنجدت من تحت إيدى.. لو شوفتك النواحى دى تانى هتبقى ليلتك سودا سامع.. يالا . .. يالا زق عجلك و اتكل على الله.
+
تعجل الرجل فى المغادره سريعاً فتلك السيده رهيبه فعليا و قد اضاعت له يومه فى الشجار على أجره زياده لم يأخذها بالآخير .
+
و هى سارت باتجاه البيت تدخل و هى تستمع لغنوة تردد بعصبيه : بقا انتى واقفه ساعه تتخانقى على عشرة جنيه زياده يا مفتريه .
+
فتحت الباب و دلفت للداخل و هى تردد : الله مش كنت بأمن تربه للمعدول .
+
صدح صوته يقول : ياااه بنفسك ، كنتى بتوصيلى على التربه بنفسك.
+
تقدمت تنظر له بشماته سعيده جدا ثم رددت : و أنا هعملها لأغلى منك يعنى ، ده مشوار الهنا و السعد ، بقالى كام سنه نفسى أمشيلك المشوار ده .
+
هارون : فيكى الخير فيكى الخير .
+
انتبهت غنوة و أشجان على وجود نغم تقف لجوار هارون فقالت : نغم .. مش كنتى بتقولى مسافره .
+
نغم : ايوه بس رجعت عشان فى موضوع مهم جدا و ضرورى لازم تعرفيه .
+
لكن غنوة لم تكن تبالى بالموضوع الذى عادت لأجله كل ما سيطر عليها لحظتها هو الحزن الشديد و قالت برفض : و الله .. أممم ده شكله موضوع مهم أوى إلى خلاكى تأجلى سفرك و ترجعى ، بس على فشوش يا نغم ، امشى إطلعى برا .. انا مش عايزه اعرف الموضوع ده .
+
صدم هارون كثيرا من ردة فعلها لكن نغم كانت متفهمه جدا و قالت : غنوة .. إفهمينى .. أنا مشيت غصب عني ... أنا قلبى اتكسر و كان لازم اسيب هنا .
+
حاولت غنوة مجاهدة الدموع لكن على ما يبدو لم تفلح و قد حانت منها رغماً عنها نظرة ناحية هارون رددت بعدها : فعلاً ؟ قلبك اتكسر ؟! ما أنا يومياً قلبى بيتكسر .. ماقولتش همشى و أفارق ليه.. جيتى من الأول ليه .. ما أنا كنت عايشه .. كنت عايشه و متأقلمه و أخدت على كده و أنا عارفه أنى بطولى ، جيتى انتى لييه و ليه خلتينى أتعلق بيكى .
+
زرفت الدموع رغماً عنها تحت أعين هارون الذى لم يحيد بنظره و تركيزه عنها يشعر و يتفهم ما تقوله .
+
إكملت غنوة بعدما مسحت دموعها و قالت بشئ من الحده و القوه : بس تعرفى .. الغلط مش عندك لوحدك.. انا الى كان لازم ارفضك من البدايه و أعرف أن زيك زي أمك ، هوايتكوا انكو تعلقوا قلوب الناس بيكوا و تستلذوا بشوفتهم و هما بيتعبوا و يتعذبوا بسبب بعدكم و انسحابكم من حياتهم ، أنتى بتعملى نفس الى أمك عملتوا فى أبويا زمان .
+