رواية تزوجته رغما عنه الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم حورية
البارت الجديد الثالث والثلاثون
مــــر شهرين على كل ما حدث ,تحسنت مها بشكل كبير واصبح من المفترض ان يعود حسن الى عمله الذى كان منقطع منه الى ان يحين شفائها ....
وعــاد ليكتشف شيئا جعله يعيد حساباته فى كل شئ..كل شئ
أما احمد انتقل الى الاقامه فى بيت والده بمفرده فقد رحلوا منذ امد بعيد ..يعتنى بطفلته ليلا ويتركها نهارا فى حضانه اطفال قريبه من منزل والدته ...لا يعرف لماذا ترك منزله ولكنــه كان متاكد من شعور واحد وهو أنه لا يريد أن يتذكر اى شئ عنها الان ..
أما ملوك فكانت حالتها ليست محتلفه بكثير عن باقى ابطالنا ..الان هى تجلس بمفردها فى ذلك المنزل الكئيب الذى بالرغم من مرور شهرين على زواجها من كريم الا انها لم تعتاده ولم تألفه ...لم ترى كريم منذ شهرين تتذكره تماما عندما قال لها قبل ان يغادر انه تفاجأ برحله أعدتها له زوجته "نهال"وعباره عن شهرين فى تركيا للتمتع بالحياه وحسب...
أما اميره حياتها كما هى لم يتغير منها شئ سوا أنها اصبحت اكثر سوءا فى كل نواحيها ...زاد وزنها بشكل ملحوظ..
علىّ يقضى اكثر الوقت فى الشارع يلعب مع اناس لا تعرف عنهم أى شئ و أيمن زوجها يبتعد عنها كل يوم اكثر من ذى قبل ..
أتصلت بها سهى منذ يومين لتخبرها أنها ستعقد ندوه وستكون مسروره اذا حضرتها وبالطبع رفضت اميره ولكن سهى اقنعتها بشتر الطرق حتى وافقت أخيرا....
ارتدت بنطالا اسود قاتما ومعطفا من اللون الرمادى وكأنها تريد ان تعبر عن كمّ السّواد الممتلئه به ...
وذهبت الى ان وصلت الى مبنى ضخم ..تقدمت ودخلت حائره حتى وجدت ضالتها عندما وجدت سهى قادمه اليها وعيناها مازالت محتفظه بتلك الحيويه والنشاط اللذين افتقدتهما أميره منذ مده ..
قالت لها سهى بتلقائيه "تعالى يلا اعدى انا هبتدى دلوقتى...وتابعت بابتسامه حلوه "ادعيلى"
صعدت سهى سلالم قصيره حتى اصبحت تقف و وهؤلاء النساء الجالسات بدوا اكثر اهتماما وشغفا ...
بدأت تتحدث وهى تمسك بابريق مملوء بالماء وامامها اكواب من الماء
" كل كوبايه هي حاجة في حياتك محتاجة منك إهتمام و طاقة و مجهود
يعني تصحي الصبح و بدأت تسكب في أول كوب و تابعت ..تصحي أولادك و تحميهم و تفطريهم و تلبسيهم و توديهم المدرسة و واثناء حديثها كانت تسكب من ذلك الابريق فى الاكواب....
بعدها كوباية شغل تروحي الشغل
بعدها كوباية الزوج و كل بقى واجباتك اتجاهه
بعدها كوباية البيت و والطبخ والتنضيف والغسيل..ومازلت تسكب ..
بعدها كوباية أهلك مامتك و باباكي و إخواتك و أهل زوجك..
و عادت ثانية لكوب الاولاد و استمرت الواجب و المذاكرة و التمارين...
استمرت تسكب الاكواب و هي تحكى تفاصيل يوم كل زوجة و أم
و فيما بعد نظرت الى الابريق الفارغ و قالت "فضي و جه معاد النوم
و سألت" تفتكروا هتصحي تاني اليوم الشفشق ده فيه أد إيه ؟
طيب و اليوم اللي بعده و اللي بعده
الشفشق ده هيتملي ازاي
ان الشفشق يكون فاضي أو إن اللي فيه يكون دايما قليل ، هو اللي بيخلي الزوجة و الأم تحس بالضغط و الإجهاد و التوتر و إن المسئولية كبيرة عليها و تفقد المتعة في اللي بتعمله
و كتيير من الأمهات بتفتكر إتها لو خرجت خروجة من غير أولادها أو عملت شوبنج أو راحت صالون أو عملت مساج أو إهتمت بنفسها بأي شكل ،كده هي هتستعيد نشاطها و ترجع تقدر تواصل تاني ، بس للأسف بيعملوا كده و يفضل حالهم زي ما هو
الفكرة في إن كل واحدة اللي بيبسطها و بيشحنها بيختلف عن التانية ، و كتيير جدا مش بيكونوا عارفين إيه اللي فعلا بيبسطهم ، أنا كنت كده لغاية ما في يوم عملت تكنيك معين قالي عليه أحد المختصين في إكتشاف المواهب الشاطرين جدا ، طلب مني أكتب ١٠٠ حاجة بحبهم و بكون مبسوطة لما بعملهم ، و طبعا أخد مجهود كبير جدا اني اقدر أحددهم لأني كان بقالي فترة طويلة أوي حياتي كلها للأولاد و البيت و الشغل و كنت نسيت أصلا نفسي ، بعد مجهود طلعت ال ١٠٠ و روحتله فضل يشطب في حاجات لغاية لما خلاهم ١٠ و قالي كمليهم ١٠٠ تاني و متكتبيش حاجة كتبتيها قبل كده
بعد التمرين ده بقي عندي list فيها ١٠٠ حاجة لما بعملهم بكون مبسوطة أنا مكنتش أعرفهم أو كنت نسياهم
بقيت في جدولي اليومي أحط حاجات لنفسي و في أخر الاسبوع كمان ، بعد شهر من الموضوع ده لقيت نفسي مش حاسه بإجهاد أو توتر أو ضغط بالعكس بقيت بحس إني بلعب و بيجي في دماغي أفكار كتيير تسهل عليه كل الحاجات اللي بعملها و بقي عندي وقت أكتر ......
أنتهت تلك المحاضره بما فيها من أمل وضعته فى هؤلاء السيدات ....
وهمّت اميره لتغادر ..فهرولت سهى اليها وقالت لها :-أميره انتى تعبانه؟ ...
أما اميره فلم تجيبها واكتفت بتلك الاغماءه التى سقطت على اثرها ارضا ...
************************************************** ******************
دخل حسن تلك القاعه التى تحوى مكتبه هو وبعض الموظفين الاخرين ....استقبله احدهم قائلا "كفــــاره يا اخى ...الف سلامه عالمدام "
رد حسن بابتسامه عذبه "الحمد لله ...بقت زى الفل "
وبعد دقائق ..قال سعد ..زميل له .."خد يا حسن ودى دول لفارس مع الملفات اللى معاك ديه ...ثم تابع اياك تلاقيه احسن ده بقى فى وادى تانى خالص "
استفهم حسن قائلا"ازاى يعنى "
سعد موضحا"مفيش يا اخى من ساعة ما خطب علياء بتاعت الحسابات وهوا بقى فى حته تانيه تماما"
بحلق حسن مندهشا بحق ..سقط ذلك الملف الذى كان يحمله من يده ..وكأن الدم قد توقف فى جسده ..حاول ان يكون طبيعيا ولكن محاولته باءت بالفشل عندما تابع سعد "فيه ايه يابنى مالك ؟"
رد مرتبكا :-خطبها امتى ؟
سعد:-هوا مش خطبها بالظبط يعنى اتقدملها ومن ساعة ما مشيت انت فى الاجازه وهيا عماله بتفكر
حسن متسائلا بشك:-وانتى عرفت منين كل ده ؟
اكمل هانى الذى كان يعرف ما به بالطبع :-الشركه كلها عرفت يا حسن ده احنا بقالنا شهرين فى افلام ويعملها حفلات عيد ميلاد وهدايا وحتى اخته عماله تتقربلها اللى مكنتش طايقاها ....
كاد حسن يخرج واقترب من الباب بالفعل فبادره سعد:- يا عم حوش اللى وقع منك ده ..
ارتبك اكثر وبدأ وجهه يتصبب عرقا ..ماذا حدث لك يا حسن ؟!...لملم ما بعثره ثم خرج ...
وجد قدمه تسير ناحية مكتبها ..فاتجه قبلها الى سكرتيرة فارس لكى يعطيها ما يحمله فلا داعى لسفك اى دماء الان اذا راه...
وصل وقال لنشوى سكرتيرته "خدى دول اديهم لاستاذ فارس"ما كاد يكمل جملته حتى خرجت علياء من مكتب فارس ..نظر اليها بغل وحقد وغيره ومشاعر مختلطه لا يعرف من اين اتى بها ...وجد نفسه يكلمها ويقول لها بحده:-انا عايزك يا استاذه علياء ..فيه شوية حسابات متلغبطه
تعرفه جيدا ..ما به ؟ ...خطر على بالها انه عرف ..ولكن لم تجد مفرا من الرد عليه ببرود:-البريك هيبقى بعد شويه ممكن ابقى اجى لحضرتك ونشوف
وتركته متجمدا فى مكانه ....حتى رنّ هاتفه .... كانت "مها"
نظر الى الهاتف وقرر ان لا يجيبها الان ....
************************************************** ***
مها ضاحكه:-لاء انتى فاهمه غلط ..امى هترمينى من البلكونه اصلا ..اصلى وديت العيال النهارده عندها
ساره بصدق:ربنا يفرحك بيهم
مها :-يارب يا ساره
ساره :-وتشوفى كارما وليلى حلوين كده زى ليلى ثم تابعت بحزن:-وحشتنى اوى يا مها اوى
مها بخبث:-هيا بس؟
ساره بوجوم:-وايه الفايده يعنى ..كله راح خلاص
مها :-مفيش حاجه راحت ولا حاجه يا ساره لسه فيه امل ..روحيلوا
ساره والحزن سيد الموقف :-اكيد مش هيرضى يقابلنى
مها بتشجيع واضح:-جربى جربى يا ساره انتىعدتك لسه مخلصتش وفيه امل كبير روحى مش هتخسرى حاجه ..
ساره :-هفكـــر....
************************************************** *****************
كانت تجلس واجمه بعدما ودعت سليم الذى سافر مع خالته الى الاسكندريه وتركها فى ذلك المنزل ...
وفى ناحيه اخرى كان كريم ونهال قد وصلا للتو الى بيت والدة كريم التى استقبلتهم مبتسمه:-كل ديه غيبه يا ولاد وحشتونى اوى
كريم بمرح:-ما قولنالك يا ست الكل تيجى معانا مرضتيش ..
نهال وقد اقتربت منها وهيا تعبث فى وجنتها بمرح:-وانتى والله يا طنط وحشانا جدا
نظرت والدة كريم له نظره يعلمها جيدا ثم قالت لنهال ادخلى غيرى يا حبيبتى طيب
نهال بتلقائيه :-حاضر يا ماما ..وبالمره اوريكى جبنالك ايه
اغلقت الباب خلفها واقتربت من كريم وقالت له بحده:-انت ايه معندكش دم ؟! ..يا اخى حرام عليك اللى انت سايباها ديه ..ده اللى اتفقنا عليه؟
كريم متسائلا بحده:-هيا اشتكتلك؟
والدته بحزن :-انا اللى بشتكى وانا العمر بيعدى بيا وانا شايفاك بطولك ولا عيل ولا تيل ..يا شيخ ارحمنى بقى حتى اللى اتجوزتها لحد دلوقتى لسه اخوات ..
كريم بجل :-خلاص يا ماما وعد بكره هبقى اشوفها حاضر
نهرته بعنف:-ايه يا اخى البرود اللى انت فيه ده ..مش كفايه ولا تليفون ليها ..تقدر تقولى اخر مره كلمتها امتى
كريم بلامبالاه:-من اسبوعين تقريبا...
تابعت وقد علا صوتها :-هوا ده اللى كل يوم تقولى بكلمها ..يا شيخ مش بعيد تروح تلاقيها طفشت من خلقتك
هنا طرقت نهال الباب ودخلت وهي تسأل ببراه:-مالك يا ماما ؟ايه اللى حصل بس؟
نظر كريم لوالدته معاتبا ..ثم وجه لنهال كلامه قائلا:-زعلانه يا ستى عشان بقالى شهرين مكلمتش خالى
نهال بعتاب:-ما انت غلطان يا كريم
وجدتها والدته الفرصه فقالت مسرعه:-تسافرله النهارده
نهال معتذره:-طب يا ماما سبيه يريح انهارده معلش
والدته باصرار :-النهارده يعنى النهارده يعنى هوا انتوا كنتوا بتعملوا ايه يعنى ....
كريم وقد اقترب منها وامسك بيدها ليقبلها:-من عنيا الجوز ..حاضر
اعلمته انه يستطيع ان يتناول طعامه الان وليذهب...
مر الوقت مسرعا و وجد نفسه يسير الى ذلك المنفى الذى تركها فيه ...حتى اصبح امام البيت ويفكر مائة مره قبل ان يطرقه ...
امسك بهاتفه ونظر فيه حتى تذكر ان اليوم هو ذلك اليوم الذى اتصل به احد اقاربها ليخبره ان اليوم هو فرح ابنته ...
فلملم شجاعته المبعثره وطرق الباب..لحظات حتى فتحت الباب له...
نظرت له بلا مبالاه واضحه ثم قالت له :-ده انا قولت انك هجرت
دخل واغلق خلفه الباب ..لم تقف لتنتظر رده بل دخلت الى الغرفه تتظاهر بتتابع التلفاز ...
أدرك أنه فى موقف صعب وأن طاقتها قد اوشكت على النفاذ ...أو نفذت بالفعل !
شعور الندم يسيطر عليه كليا على اتمامه لهذه الزيجه ..ولكن الان عليـــك المواجهه ..فلا مفر ..
جلس بجانبها و وضع يده على كتفها وحاول جاهدا انا تكون تلك اللمسه عاملا حفازا يسرع عملية استرضائها ..ولكن لا جدوى اذ أنها اعتدلت وقالت دون ان تنظر اليه "انا رايحه احضر الغدا"
ابتسم وقال"ونجزى عشان نلحق "
التفتت اليه قالت متعجبه "نخرج!"
كريم بمرح"اه انتى ناسيه ان النهارده فرح بنت تلعثم قليلا فقاطعته هى قائله "مش عايزه اروح"
كريم بتعجب:-ليه
ملوك بوجوم:-فيه ناس هناك بتضايقنى ومش عايزه اشوفها
اقترب منهاوقال :-ممكن اعرف مين دول اللى يقدروا يضايقوكى ؟
ملوك وقد نظرت ارضا :-معلش مش عايزه اتكلم عنهم دلوقتى
ضمها الى صدره واحتضنها وهمس فى اذنها بحنان:-انا هبقى معاكى متخافيش
************************************************
حان موعد الراحه الذى انتظره "حسن "بفارغ الصبر وتمنت"علياء"ان لا ياتى ابدا ...
خرج من مكتبه وجدها تقف مع بعض اصدقائها كانت تعلم انه جاء وتظاهرت بعدم رؤيته حتى دعاها ..اذا فهى مضطره الى ان تذهب ..
نظر لها بحده وقال "تعالى يا استاذه نعد فى المكتب هيكون فاضى بدل الزحمه ديه "
وكأن قدمها تسوقها بلا مقاومه ذهبت معه ....
دخلوا الى المكتب جلست وجلس امامها ..حتى بدأ هو بعنف قائلا:-انتى صحيح هتتخطبى لفارس
لم تتفاجأ من معرفته ..ولكنها ردت بثقه:-وانت كنت فاكرنى هعد على ذكراك يا حسن ..
حسن بحده وقد أمسك بيدها وضغط عليها بشده :-علياء متستهبليش وردى
افلتت يدها من يده بصعوبه وقالت بحده مماثله:-انت بتستعبط يا حسن ولا ايه ..ثم تابعت :-رفضته يا حسن رفضته ...تنفس الصعداء ثم
أقترب منها ومال عليها ..اصبح لا يفصل بينهما الا سنتيمترات قليله ...ونظر الى عيناها مباشرة :-تتجوزينى
ابعدته وهبت مسرعه لتخرج اوقفها بصوته :-ردى عليا يا علياء ...تتجوزينى ؟
علياء:-انت مجنون ؟ ومراتك و ولادك ..وماما انتى متخيل ان كل دول هيوافقكوا ...ولا هنتجوز سرقه
حسن :-قولى انتى موافقه ومالكيش دعوه بحاجه تانيه
علياء بتردد:-معرفش ..
ثم تركته وذهبت ..بينما حسم هو قرار ما بداخله ...
************************************************** *************
فاقت اميره لتجد نفسها فى مكتب سهى وتتسائل قائله :-انا فين
ردت سهى وهى تربت على كتفها :-انتى اغمى عليكى يا هانم ..ثم خاطبتها بجديه واضحه:-انتى اخر مره كلتى فيها امتى يا اميره ؟طب لو مش خايفه على نفسك خافى عاللى فى بطنك
هزت اميره رأسها فى وجوم ثم نظرت لسهى وقالت بأسى:-سهى احضنينى ..احضنينى اوى
لم تتردد سهى واقبلت عليها وضمتها بشده
بينما أخذت اميره تبكـــى ..وكأنما كانت تريد البكاء ..البكاء وحسب .....
*************************************
أما مها كانت فى ذلك الوقت قد ارسلت اطفالها الثلاث الى والدتها...اصبحت فى كامل زينتها ...قصّرت شعرها الاسود القاتم ...وارتدت فستانا ابيض اللون قصيرا ...
ونظرت الى الساعه أنها السادسه ...مرت دقائق دق الباب ..علمت أنه هو ..نظرت الى المراه ومصت شفتيها المطعمتين باللون الاحمر ...ونظرت نظره اخيره الى عينيها الواسعتين فقد اعطى لهما الكحل جاذبيه خاصه ...
بدت راضيه عن نفسها تماما ...
فتحت له الباب ..نظر لها متفحصا لم يستطع ان يمنع نفسه من ابداء اعجابه بها ..فأطلق صفيرا عاليا ..ابتسمت على اثره فازدادت جاذبيه على جاذبيتها ....
خطته بان يخبرها عن الزواج من غيرها قد تلاشت تماما ...حملها بين يديه ...
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح ...
اذا ماذا بعد ؟!ستسطيع يا حسن التخلى عن ذلك الحب؟!....
************************************************** ******
ارتدت ملوك نقابا اسود وعباءه سوداء مطرزه بالخرز الاسود الامع ..بدت رقيقه بالرغم من أن كريم لم يلحظ ذلك اطلاقا ...
نزلت معه فى محاوله منها لان تتمسك باخر امل فى الحياه الطبيعيه معه ....الى ان وصلا الى تلك القاعه ..كان فرحا مختلطا ولم تكن هى من محبين هذا النوع من الافراح..جلسا سويا على طاوله ..فقالت له ممتنه:-شكرا انك جيت معايا يا كريم
كريم بمرح:-عدى الجمايل بقى ثم تابع بعد ان ضربها بخفه على رأسها:-وبعدين انا عايز تقدير على اللى بعمله اكتر من كده قالها وهو ينظر لها بخبث ..
نظرت بعيدا وقالت برقه:-زيط بقى ..
رنّ هاتفه ..انها نهال ...ابتسم تلقائيا ...ولاحظت هى ذلك ..
لم يكن يستطيع ان بنهض بعيدا ..وقرر ان يجيبها على ان تكون المكالمه قصيره ..فيخرج بأقل الخسائر
اجاب:-الو
نهال بغضب متصنع:-نعم يا اخويا لسه فاكر انك متجوز واحده ثم تابعت بمرح:-قولى بتصيع فين يا كريم
بتلقائيه رد:-وانا اقدر يا قلبى ..كادت عيناها ان تخترق فتحتا النقاب من الغضب ...
ارتبك مما يفعله بتلك المخلوقه و وجد ان الحل الامثل هوا انا ينهض ..فنهض وسار بعيدا على مرمى بصرها ...
أصبحت بمفردها مره اخرى ..فقدت الامل تماما به...
الى ان جاءت يد من خلفها لتمسك بيدها الموضوعه على الكرسى بجانبها ..
هبت واقفه لتنظر لكريم وجدتها امامها ولكنه فى عالم اخر يتحدث بهيام واضح من على امتار وسرعان ما اختفى من امامها ...
نظر لها ذلك الرجل:-مش انا كنت احسن
ملوك بحده:-عايز ايه يا عادل ..سيبنى فى حالى ...
عادل بجرأه:-عايز القرب ..مش انا احسن
اخذت حقيبتها وهمت لتبتعد أمسك بيدها وقال لها :-بكره تندمى يا ملوك
علا صوتها وابعدت يدها وقالت له :-عايز تجوزنى انا ولا عشان تاخد فلوس ابنى سليم ..يا اخى ابعد عن حياتنا بقى ..انا متجوزه فاهم يعنى ايه
هنا وجدت انها اصبحت محط انظار الكثير..فابتعد تبحث عن ذلك الرجل الذى اتت معه متوسمة فيه ان تشعر بامن الذى افتقدته منذا ان مات زوجها ...
مشت قليلا الى ان وجدته مازال يتحدث وعلى وجهها تلك الابتسامه المعهوده ...ما ان راها حتى اغلق الهاتف بسرعه ...
وهمّ ليعتذر...قاطعته صارخة به:-عايزه اروح ..مشينى من هنا ..
ظن ان سبب صراخها كلامه نهال ولا يعرف ما الذى تشعر به هي الان ..كم الضعف والذل والهم المسيطرين عليها..
فصرخ بها :-وطى صوتك ..لو متعرفيش ازاى تكلمى مع جوزك ..اعرفك