اخر الروايات

رواية شط بحر الهوي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سوما العربي

رواية شط بحر الهوي الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سوما العربي


              
كان ينظر لها بصدمه ممزوجة بالإستهجان و الإستنكار ، عما تتحدث و عن من ، و ذا الذى قتل والدها .
من أين او حتى منذ متى يعرفه ؟! هو لا علاقه له به من قريب او بعيد.

+


و تقول انه قتله ؟! فعل الصح و الخطأ لكن بعمره لم يقترف تلك العمله ، ان يقتل شخص ؟! ينهى حياته ؟! كيف له ذلك؟! لا يستطيع .. بل مستحيل .

+


هو متأكد من ذلك بشده لكن ؛ 

+


نظرة القوه و الغضب التى تصرخ دون صوت من عيناها تؤكد إنها الأخرى متأكدة.

+


يكاد يجزم أنه يرى النيران مشتعله بعيناها تود الفتك به حيا... رغم خيانة جسدها لكل ذلك يشعر به يهفو إليه يميل ناحيته أحياناً كأنها تود إحتضانه.

+


كانت هذه حالتها حتى لو أنكرت بشده ، عقلها يصرخ غيظا و قلبها ملتاع يطلب الراحه بأن تلتحم به و يخبئها عن العالم .

+


هز رأسه بعدم إستيعاب و سأل : قتل إيه ده الى بتتكلمى عنه ، أنا أصلاً ماعرفش أبوكى و لا عمرى شوفته ، ده غير انى مستحيل أقتل.

+


اهتزت شفتها العليا بنفور و قالت : طبعاً.. أنت ماتوسخش إيدك أبدا .

+


صرخ فيها بنفاذ صبر : أنا بتكلم جد .. أنا عمرى ما اقتل أبدا ... ماعرفش أبوكى أصلا هقتله ليه ؟! ده انا ما عملتهاش مع مختار الى بينافسنى و كان يجبنى تحت عشان ابقى تحت رحمته و لا مع أى حد فى بينا منافسات شغل بملايين ، أقوم أعملها مع راجل زبال م.....

+


قطع حديثه يعض لسانه و يغمض عيناه مما تفوه به لحظة تهور و غضب .

+


إبتسمت بألم ساخره ثم أكملت : سكت ليه ما تكمل ، راجل زبال مش لاقى ياكل مش ده قصدك ؟!

+


احتقن بقلبه ألم لأجلها فقد جرحها بكلامه و ردد بتروى يعتذر : غنوة أنا مش قصدى ما تزعليش أنا بس .. 

+


قاطعته مجددا و قالت : بس إيه ؟! و ما أزعلش على إيه ؟ هو انت قولت حاجه غلط ؟ فيها شتيمه يعنى ؟! 

+


هزت كتفيها و قالت بحيادية و تقبل شديد : ما أنا أبويا فعلاً كان بيشتغل فى البلديه ، زبال يعنى ، و كان فعلاً مش لاقى ياكل ، و بيصرف على تعليمى بالعافيه و كان بيستخسر فى نفسه الدوا عشان أجيب كتب ، طب أقولك بقا التقيله ؟

+


كان يستمع لها و الدموع بدأت تتكون فى عيناه ، كأنه يبكي بدلا عن حبيبته  مادامت تتكبر على البكاء ، يهز رأسه إيجاباً على سؤالها فتسقطت على وجنته دمعه ثقيله .

+


أغمضت عيناها و كأنها تحلم حلم جميل ، لكن صدمته حين رددت بحالتها تلك : أمى ، سابتنى و أنا حتت لحمه حمرا عشان أبويا مش قادر يعيشها و رجعت لأهلها تانى و خلعته ، و من يومها و المرض ركبه و مع العمر كان بيزيد .

+


لو كان أحدهم غرس سكين بقلبه الآن لكان وقعه سيكون أقل ألما مما إستمع له ، مازال يدمع هو عوضاً عنها و هى تكمل  : طب تعرف أنى كنت بتنقل من البيت ده للبيت ده طول اليوم لحد ما أبويا يخلص شغله و ياما سمعت كلام وحش ، ماهو بردو الناس بتتحمل قرف عيالهم عشان هما عيالهم ، لكن يتحملوا قرف عيله لا بنتهم و لا من دمهم ليه ؟! معذروين بردو ... هههه إذا كانت أمى نفسها رمتنى .

+
             
أغمض عيناه بألم لا يستطيع التحكم في دموعها ألما عليها و بدأ هو يردد : أنا أسف.. أسف على كل يوم وحش عشتيه .... أنا هعوضك عن كل يوم وحش عدى عليكى و أنتى مش معايا .

+


مسحت أنفها و عينها سريعاً تمنع نفسها من الإنخراط فى البكاء و قالت بجمود : فى الجنه إن شاء الله يا روح قلبى .

+


هارون : طب مش قبل ما تقتلينى تعرفينى أنا عملت ايه في أبوكى ؟! حتى أعتبريها امنية ما قبل الموت .

+


اخذت نفس عميق تنظر لأعلى تتصنع التفكير ثم قالت : يا برئ يا غلبان يا مظلوم ، عاش يا فنان ... إنزال بقا من على المسرح ، خلاص الجمهور سقف.

+


صبره ينفذ كل فتره و يحاول بالفعل تجديده لكن هذه المره فشل و ظهر غضبه على صوته حين ردد : أنا مطول بالى و مش عايز اتعصب من الصبح ، أوعى تكونى مفكره ان البتاع الى مكلبشانى فيه ده مانعنى او مخوفنى ، ده حظاظه فضى يا ماما ، أنا إلى متعمد اطول بالى و استحملك .

+


غنوة : لسه فيك حيل تكابر يا هارون .. لأ عاش .

+


انخفض معدل غضبه قليلا و أبتسم يردد : شوفتى ... إسمى لسه بيطلع منك حلو ازاى ... هو انا مطول بالى عليكى من فراغ يعنى .. انتى منى و أنا منك.

+


لكن غنوة أشاحت بوجهها بعيداً كأنها تتحاشى حديثه كى لا يخترق فؤادها بالصميم .

+


فتحدث مجددا بلهفه : طب كملى و قوليلى أنا قتلت أبوكى إزاى لانى فعلا مش عارف و عايز اعرف .. شكلك موجوعه و بتتكلمى بجد و فى حاجه زى كده حصلت فعلاً .

+


التفت تنظر له بغل و رددت بغيظ : ما تبطل بقا.. بطل تمثيل بقااا.. أنت فاكرنى مصدقه كوكتيل الحنيه بتاعك ده .

+


اقتربت منه أكثر تهمس امام وجهه من بين أنيابها : عامل نفسك برئ مش عارف ، عنيا ... أعرفك يا نن عين غنوة من جوا... تحب تسمع من أول فين ،من أول تعب أبويا ؟ و لا من أول جلسات غسيل الكلى و الطوابير إلى تقصف العمر لوحدها و تجيب المرض و لا من العمليه إلى ماكنش عارف يعملها عشان الفلوس و بعد فتره أصلاً مابقتش نافعه لأن الكبد كان باظ خالص و هو فضل عايش على الغسيل ؟ و لا لأ لأ.. كل دى صعبانيات متعبه و انت صراحه مالكش دخل بيها .. ده أمر الله.

+


هز رأسه مؤكدا بشده لتومئ هى الاخرى برأسها مؤكده ثم أكلمت تردد : بس ربنا ما قالش ابدا إننا نقتل حد عشان إحنا نعيش .. و نقول ماهو كده كده جسمه خربان و كان هيموت.

+


صدم هارون و ردد : أنا ما عملتش كده .

1


التفت تنظر له و قالت : من خمس سنين الساعه ١٢ و نص الضهر كان عندى امتحان ميد ترم ، روحت عشان امتحن و اضطريت اسيب ابويا يحضر الجلسه لوحده ، فى نفس اليوم و الوقت ده ابن وزير كبير فى البلد عمل حادثه خطيره و طبعاً الناس على الطريق مش عارفين ده مين و لا إبن مين فطلبوا إسعاف مستشفى حكومه ، و الإسعاف جت و أخدت الشاب و طيران على المستشفى ، و هما بيدوروا معاه على أي حاجه توصل لهويته أو أهله اتصدموا إنه ابن وزير .. و اتصلوا بأهله ... جم أهله الاغنيه صحاب البلد يجروا بسرعه و بعد كام ساعه كان لازمه عملية نقل قلب .

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close