رواية تزوجته رغما عنه الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم حورية
البارت الجديد الثاني والثلاثون
************
كــانت ساره بالحمّام عندما كانت تمسك بهاتفها المحمول وتتحدث مع شخص ما...
قالت باطمئنان:-انتى متاكده ؟!
:-ايوه طبعا بكره الساعه تسعه بالظبط
ســــــــاره :-ماشى ..متشكره أوى يا نبيله!
كان أحمد فى ذلك الوقت يجلس فى غرفه اخرى يمسك طبق من الحلويات الشرقيه بيده ويتناول منه وهو مازال ينتظر ساره حتى تخبره...
أتت هى اليه ..نظرت له بحب وقالت له :-حبيبى عايزه انزل بكره ان شاء الله اشترى شوية حجات ..
مازال ينظر الى التلفاز ..قال لها متسائلا:-هتروحى فين ؟
ساره :-يعنى..هروح المول واعدى على كام محل كده فى المنطقه هنا ...
احمد بتساؤل:-وليلى هتروح معاكى؟
ساره :-لاء ماما هتبعت محمد ابن خالتى يجى ياخدها دلوقتى
اومأ برأسه..واتجه الى الحمّام ...
****************************************
أتجه حسن الى أن وصــل الى محل عمّ فرج..كان رجل يبلغ من العمر اربعون عاما تقريبا ...سنتعرف الى ذلك الرجل الان...
قال له حسن بتساؤل وهو ينظر بعيدا الى امرأه عجوز :-انت متاكد انها هيا يا فرج ؟
فرج بحزم:-هيا يا بيه والله ..هيا ديه الوليه اللى كانت واقفه مع مدام مها ومشيوا سوا..
حسن بامتنان:-متشكر اوى ياسطى فرج ..
وتركه وسار باتجاهها...اقترب منها وقال لها بأدب:-عايزه حاجه يا امى ..
العجوز بضعف مصطنع:-معلش يا بنى مش عارفه أعدى الشارع ومعيش فلوس حتى اركب بيها
حسن بأدب:-تعالى يا امى اجيب بس فلوس من العربيه واعدى اوقفلك حاجه تركبيها...ابتسمت المرأه فى انتصار ..فأخذ يدفعها هو أمامه برفق ..وهو يودّ أن يفتك بها الان...
حتى وصلوا الى السياره وفى خفّه ..أخرج من جيب بنطاله زجاجه صغيرة الحجم ..رشّها فى وجهها ..فكادت تسقط مغشيا عليها الى أن أمسك بها وفتح باب السياره الامامى ودفعها بقوه للداخل ..والتف مسرعا يركب فى الجانب الاخر...
**************************************
أما ملوك خرجت الان من الحمّام...وجدته مازال جالسا فى الغرفه ..لم تبدى أى اهتمام ودخلت الى المطبخ ..بعد دقائق خرجت وهى تمسك بطبق يحتوى على قطعتين من الفراخ المقليّه و قليل من الطماطم المختلطه بالملح والكمون ورغيف من الخبز ....
كان قد جلس فى غرفة المعيشه ..دخلت وفتحت التلفاز ..وجلست على كرسى مقابل له وأخذت تتناول الطعام فى شراهه واضحه ..
قال لها بأسف:-انا اسف انى اتعصبت عليكى
كانت تمضغ السندوتش وردت بعد أن انتهت من مضغ الطعام ببطئ ..:-ولا يهمك
كريم بتلقائيه :-انا نسيت انى اتكلمت
ملوك بابتسامه :-معلش اصلى كنت جعانه
ابتسم ونظر الى التلفاز ..وأخذ يفكر فى ابتسامتها مره اخرى ...مرت عشر دقائق ومازالت تتناول الطعام وتشاهد التليفزيون فى استمتاع واضح ...
كريم بملل:-انا زهقت
ملوك :-طيب ...تعالى نلعب
اندهش من ردها ..ولكن واضح ان الفكره أعجبته فتابع بشغف:-نلعب ايه؟
ملوك :-نلعب لعبة الصراحه ..أنا أسالك سؤال وانت تجاوب وانت تسأل وانا بردوا اجاوب...
كريم بابتسامه:-طب انا هسأل الاول
ملوك بابتسامه ايضا:-طيب اوكيه اسأل
كريم :-حبيتى كام مره قبل كده ؟
ملوك بتلقائيه وهى تضحك وتشير بيدها كنايه عن أنهم كثار من احببتهم هى :-يوووه كتير اوى كنت وانا فى فترة المراهقه كده كل اما اشوف ولد أحبه بس خمس دقايق وانساه عادى جدا ..بدا حزن واضح فى وجهها عندما تابعت:-لحد ...لحد ما قابلت زوجى الله يرحمه وانا عندى عشرين سنه واتجوزنا ..وبس
اومأ برأسه ...
حاولت ان تخرج من حالة الحزن التى على وشك أن تجتاحها وقالت له بمرح:-طب اسأل انا بقى
رد بمرح :-اتفضلى ....
ملوك بشغف:-لو هنفترض ان دلوقتى حصل ظرف مثلا عندنا فى بيتنا واضطريت انى اعد عند ماما اسبوع وهسيبك بقى وكده لوحدك ..ابتسمت فى ثقه وتابعت :-هتزعل ؟
توتر قليلا فهو بالطبع يريد ان يذهب الى نهال ...لكن الان هو يشعر بشغف وهو يكتشفها ..فليكن الكذب هو الحل الامثل الان ...لتفادى أى مشكله تخرجه من ذلك الاستمتاع :-اه هزعل
ما ان قالها ..حتى ضحكت ونظرت له وقالت بخبث:-انت بتكدب ليه طيب؟ديه حتى أسمها الصراحه
اندهش مره اخرى من التلقائيه التى تتعامل بها و أكتفى بابتسامه....
حاولت ان تنهى الموقف فقالت له بابتسامه :-انا هكلم سليم دلوقتى وبعدين نبقى نكمل لعب..ونهضت الى هاتف المنزل ثم التفت وقالت له :-كلم انت كمان نهال فى الوقت ده ..
فتح فاه مره اخرى بينما دخلت هى الى الغرفه الاخرى تحدث سليم ....
ظلوا هكذا مدة ساعتين أو اكثر ..حتى شعروا الاثنان أنهم يعرفان بعضهما منذ زمن...
كانت فكره جيده تلك اللعبه يا ملوك....
*****************************************
وصل حسن بالمرأه الى بيت صديقه هانى ..حمد ربّه لوجود مصعد ..أسندها بيده حتى طرق الباب فاستقبله هانى دون أى اندهاش ...واضح أن هناك ترتيبا مسبقا بينهما على هذا ..أسندها معه وأجلساها الاثنان على مقعد فى غرفه اخرى وأغلق هانى باب المنزل جيدا ..أخرج حسن زجاجة عطر من كيس من البلاستيك كان يحمله ...ومرره الى أنفها ...
فتحت عيناها ببطئ ..ولكن سرعان ما اعتدلت فى جلستها بخفه وقالت بنبره عاليه :-ايه ده انتوا مين
فتح حسن وصديقه فمّهما ..كان صوتها ..صوت امرأه فى ريعان شبابها...
أسرع حسن يمسك بكتفها وصرخ بها:-انتى مين يا بت انتى ..هزها بعنف وتابع:-انطقى
*******************************************
وفى مكان اخر ...
كان رجلا ضخم يمسك بياقة شاب صغير..مهلا ..انتظروا ..انى اعرفه ..انه هو ..الذى كان يحمل بمها و وجه لها تلك الضربه ....
الرجل بعصبيه:-هتفضل طول عمرك اهبل وابن هبله ..ازاى البت تختفى عن عينكوا ومتعرفوش هيا راحت فين يا اغبيا ونظر الى الشابين الاخرين الذان كان يقفان بجانبه..
الشاب الصغير"عطيه"بضعف:-يا ريس والله لما لقيناه ساحبها وماشى ..كنا هنتحرك ونقطره ..بس هيا اللى عملتلنا اشاره اننا نستنى ..
الرجل وهو يهّزه بعنف:-و مفيش دكر فيكوا عرف يمشى ويجيبهم لما أتاخروا
تحدث اخر بحرج:-والله دورنا يا ريس ..بس زى ما تكون الارض انشقت وبلعتهم
وقال اخر:-اه والله يا ريس ..والمشكله ان كمان مشوفناش غير ضهره بس ...
هنا صاح بهم ثلاثتهم:-انا اصلى سايب ورايا حريم..
وتركهم وخرج .....
***********************************************
"أنا ..أنا ..مها مين ديه ...انا معرفش حاجه "قالتها تلك الشابه الصغيره ..بعدما خلعت الباروكه البيضاء التى كانت ترتديها أسفل الطرحه السوداء والنظاره الطبيه كبيرة العدسه ..الخ....أمسك حسن شعرها الاسود وهزه فى عنف وهو يصرخ بها:-انطقى يا بت..انطقى ودتيها فين بعد ما مشيت معاكى
الشابه بتردد:-انا ..انا بعد ما خدوها بالتوكتوك معرفش راحوا بيها فين
أستفززه ردها ..ترك شعرها و وجّه لها صفعه قويّه بيده ..أحمّر وجهها على اثرها ومن ثم وجه لها ركله بقدمه أصابت هدفها فى بطنها توجعت وصرخت ..
أبعده هانى وهو يقول له:-اهدا يا حسن البت هتموت منك اهدا
استفاق على صوته ..صاح بها فى غضب:-انتى هتنطقى يا بت وتقولى ودتوها فين ولا لاء ؟
أخيرا أخبرتهم بالمكان الذى ذهبوا بمها اليه ...
تنهد حسن وقال بتساؤل لهانى :-هنروح دلوقتى ولا نستنى للصبح
هانى بعقلانيه:-لاء خلينا لحد ما الصبح يطلع أحسن ....وتكون روحت زورت مها بردوا عشان متبقاش قلقانه عليك ...
**********************************
الساعه الان الثامنه صباحا ...ساره تمسك بهاتفها وتتحدث فى مكانها المعروف "الحمّام"
ساره :-انا نازله اهو يا نبيله ..انا لبست بالعافيه قبل ما احمد يصحى
نبيله :-يا ساره يلا عشان نلحق اول كشف...
خرجت فى عجاله ..وصلت الى الباب ورحلت ..
لحظه وخرج أحمد من غرفته بكامل ملابسه ونزل واستقل سيارته وسار يتبعها ...وجدها تستقل سياره اجره ..ماذا؟!...أنها نبيله ..تلك المخلوقه تنظرها ..احتضنوا بعضهم البعض و وقفوا تحت عمارة ..أحمّر وجهه عندما نظر الى الافته "عيادة دكتور سيد للنسا والتوليد"
..نزل من سيارته وأغلقها بالريموت الكنترول ...
ومشى عدة خطوات بطيئه ولا يعلم ما الذى جعله يتوقف ليسمع حديث قصير جدا يدور بين ساره ونبيله ...
ساره بقلق:-نبيله انتى متاكده انه هيوافق على حكاية الاجهاض ديه
ربتت نبيله على كتفها وأكدّت:-بقولك ابن وحد صحبتى ومضمون متقلقيش
لم ينتظر أكثر فسار نحو ساره وأمسك ذراعها بعنف وصرخ بها :-انتى جايه هنا تعملى ايه ؟
اندهشت بشده لوجوده وارتبكت وقالت :-انا ..انا ..اصل يا احمد
تدخلت نبيله بثقه وقالت:-اهلا يا استاذ احمد ..اصل ساره كانت شاكّه انها حامل وكنا جاين نتأكد عشان نفرحك ..
وجه صفعه قويه بيد مرتعشه لوجنة ساره ..أخرج فيها كل المعاناه التى تسببت له فيها..هنا نزلت دمعه من عيناه مسحها خفيه...أما ساره ظلت صامته مندهشه من تصرفّه.."يبدو أنه علم كل شئ"...أدركت ذلك ولكن ظلت تتساءل من اين؟
كانت دموعها تهبط فى هدوء وكابه..لم يكتفى بذلك ..أمسك بذراعها واخذ يدفعها الى أن وصلوا الى السياره ونبيله تجرى ورائه تسبّ وتلعن ..وهو يصرخ بصوت عالى:-انا مش عايزه تخلفى منى يا ساره ..وصلت لاجهاض ..ماشى يا ساره.. ماشى ...
ظل صامتا بعد ذلك طوال الطريق يستعيذ من الشيطان ويستغفر حتى يهدأ قليلا..وهى تبكى وتضع يدها على وجهها وتنظر الى الجانب الاخر...
"هل أدركت الان خطئك يا ساره؟!"..معذره..فقد فات الاوان....
..وصلوا الى منزل والدها ..صعد وهو يمسك يدها فى قوه ..طرق الباب ..فتح له والدها الذى كان يحمل ليلى ..دفعها للداخل والتقط ابنته بعنف بسيط من والدها ..ونظر لها بصرامه وقال:-انتى طالق ..
أخيرا أطلق لدموعه العنان وسار الى سيارته ورحــل وسط ذهول ساره و والديها....
***********************************
"تصدق انك غبى..عمرك ما هتفهم يا اهبل" قالتها اميره بعنف لعلىّ الذى لم يستجيب لأمر ما أمرته به ..صرخت بها سهى وهى تقول لها:-يا اميره مينفعش اللى بتعمليه ده ..انتى هتخلقى للولد عقده ..براحه عليه شويه ..
كانو بالمستشفى ..ولاحظت سهى أن صوتها ارتفع أكثر من اللازم ...فعادت تخفض نبرة صوتها وتابعت:-ابنك محتاج هدوء لازم تكلمى معاه تلعبى معاه..تكررى الاوامر مره فى مره هيستجيب لحد ما تسافروا وتعرضيه على دكتور التخاطب اللى زوجك حجزلك عنده..
أميره بملل:-انا قرفت والله ..مش كفايه الحمل اللى قرفنى فى عيشتى وتعبلى جسمى كله
ربتت سهى على كتفها بحنان وتابعت:-معلش يا حبيبتى ..عشان بس وقفه انتى مع مها علطول ..أدركت سهى أن أميره لا تحتاج الان النصيحه فهى لن تقبلها بأى شكل من الاشكال الان... بل تحتاج من يقف معها فقط ويشعرها بأنها فعلا تبذل جهدا جبّارا....
نهضت سهى وهى تنظر فى ساعتها :-الساعه بقت تسعه اهيه ..الزياره هتتفتح هدخل لمها اسلم عليها والحق العياده....
****************************************
حسن الان فى طريقه الى مها يترك هانى فى المقعد الخلفى وبجانبه تلك الشابه"حسنات"وهى مكبّلة الايدى ...
قال حسن:-خمس دقايق يا هانى هطلع اسلم على مها وبعدين هنمشى للمكان اللى الزفته ديه هتقول عليه ....
****************************************
علياء الان فى مكتبها تمسك ببعض الاوراق وتتابعها فى شغف عندما وصلها أن فارس يريدها الان..نهضت وسارت باتجاه مكتبه ..
الان هى تجلس امامه بعدما اشار لها بذلك ..
أخذ فارس يقّص لها ظروفه الماديّه...ويحكى تاره عن عائلته وتاره عن هوياته ..وهى تجلس تسمعه فى اهتمام يشوبه بعض الملل..بعدما انتهى من حديثه قال لها بابتسامه:-ها تتجوزينى ؟
*********************************
فركت ملوك عيناها وهى تفرد ذراعيها ببطئ..انه امامها ينام على الاريكه المقابله لها ..
اتجهت ناحيته وهزّته برفق:-كريم قوم يا كريم
فعل ما فعلته هى منذ لحظات (اتمطع) ثمّ اعتدل فى جلسته ..ثم نظر الى الساعه وقال:-ياه ..احنا نمنا واحنا بنلعب ولا ايه؟
ابتسمت وردت :-تقريبا كده