رواية جراح الروح فريدة وسليم الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم روز امين
داخل رواق المشفي
تقف أسما تزرفُ دموعها الساخنه المنهمرة فوق وجنتيها بغزارة،، يحتضنها ذلك الواقف بقلبٍ مٌرتعب وجسدٍ ينتفض رٌعبً علي صديقهٌ الراقد بالداخل ولا يعلم عن حالتهِ شيئ،،،وذلكَ بعد أن تلقي إتصالاً مٌنذ القليل فأجابَ متوقعً أنه سليم، ،فتفاجئ بصوت رجلً غريب يٌبلغهٌ أن صاحب هذا الهاتف قد تعرضَ إلي حادث ولذا وجبَ عليهِ الحضور الفوري بعدما أملي عليه إسم المشفي وعنوانه ،، وقد هاتفهٌ الرجل علي أساس أن رقم علي كان أخر من حادث سليم !!!
أما ذلك المسكين فكان يرقد داخل غرفة الإشعه المقطعيه لفحص جسده كي يطمئن عليه الأطباء بعدما أوصلتهٌ الإسعاف
هاتف علي قاسم وأبلغهٌ بما حدث ،،وبدورهٍ أبلغ قاسم ريم لتلحق بهِ
بعد قليل أتي قاسم وجلس بجانبهما وقلبهٌ يرتعب من فكرة فقدانهِ لإبنهِ الوحيد
الجميع يجلس بقلوبٍ نازفة يترقبونَ أية خبر يطمئنهم علي غاليهم
حول الجميع أبصارهم بإتجاة مدخل الرواق،،حيث تهرول كٌلٍ من ريم وتلك الباكيه المنهارة التي تجاورها وهي بحالة مٌزريه يٌرثي لها
نظر إليها وإذ بقلبهِ يشتعلٌ بنيران الغضب الذي تجدد في التو واللحظه عند رؤيتهِ لها ،، فكانت تلك هي المرة الأولي التي يراها مٌنذُ واقعة ليلة الزفاف
أسرعَ إليها بغضبٍ عارم وجذبها من ذراعها وتحدثَ بفحيحٍ وعيونً تطلقٌ شزراً ٠٠٠ إنتِ أيه اللي جايبك هنا ؟؟
حاولت ريم تخليص ذراع والدتها من قبضة أبيها المحكمه وأردفت قائلة برجاء ٠٠٠ إهدي يا بابا من فضلك،،متنساش إننا في مستشفي
أما أمال التي تسائلت بدموع عيناها الساخنه وقلبها يإنُ من الألم متجاهله غضبته ٠٠٠ إبني جري له أية يا قاسم،،أرجوك تطمن قلبي وتقولي إن سليم كويس ؟؟
هزهاَ بعنفٍ وتحدث بصريرٍ من بين أسنانه ٠٠٠ دالوقت بس عرفتي إن ليكِ إبن ؟؟
وكان فين قلبك ده وإنتِ بتدبحيه بأديكي بدون رحمة او شفقه ؟!
أسرعَ إليهِ علي وأردفَ قائلاً لتهدئتهْ ٠٠٠ إهدي يا قاسم بيه لو سمحت وياريت تراعي حالة الهانم،،،دي بردوا أم ومحتاجه تطمن علي إبنها
صاح بتهكم قائلاً٠٠٠ أم،،هي دي لو أم بجد كانت عملت كده في إبنها الوحيد ،،جايه تسألي عليه وزعلانه أوي وإنتِ السبب في كل اللي حصل له
تعالت شهقاتها تبكي بقلبٍ يزرفٌ دمً علي فلذة كبدها الراقد بالداخل ولا تعلم عنه شيئً
نجحت ريم وأسما في إفلات أمال من بين قبضة قاسم ،،وأجلساها فوق المقعد كي لا تنهار وتسقط أرضً
وأشارَ قاسم إليها بسبابتهِ وأردفَ قائلاً بنبرة تهديديه ٠٠٠ إدعي ربنا إن إبني يخرج من جوة سليم ومعافي ،،لإن لو لا قدر الله إبني جري له حاجه أقسم بالله العلي العظيم لأدمرك إنتِ وعيلتك بالكامل ،،وكل شخص شارك في قهرة قلب إبني ما هيسلم من شري وإنتقامي !!!
صاحت ريم بدموع وأنهيار ٠٠٠ كفاية أرجوكم،، حرام عليكم كده ،،إصبروا لما نتطمن علي سليم وبعدها إبقوا إرموا التهم علي بعض زي ما انتم عاوزين
أخدتها أسما داخل أحضانها وتحدثت لتهدئتها ٠٠٠ إهدي يا ريم،،إن شاء الله سليم هيبقي كويس ويقوم لنا بالسلامه
وقفت أسما وأبتعدت قليلاً ،،وطلبت رقم فريده التي كانت تجلس داخل مكتبها تبكي بحُرقه علي حظها العثر وخياناتها المتكررة التي تتعرض إليها دوماً من الجميع
نظرت بشاشة هاتفها وجففت دموعها وأخذت نفسً عميقً ثم أجابت ٠٠٠ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجابتها أسما بدموعٍ مريرة ٠٠٠ فريده،،سليم عمل حادثة
نزلت كلمات أسما علي مسامعها كبركانٍ زلزلَ كيانها ودمرهُ بالكامل ،،،إنتفض قلبها رعبً وصاحت بصوتٍ مرتعب ٠٠٠ إنتِ بتقولي أيه يا أسما ؟؟
بكت أسما وأجابتها٠٠٠ سليم عمل حادثه وهو الوقتِ مع الدكاترة جوة ومنعرفش عن حالته أي حاجه
تحدثت بإنهيار وروحٍ تكادٌ تفارقها من هول تلك الكارثه التي أحلت بروحها ٠٠٠ إديني عنوان المستشفي
أخذت العنوان وتحركت بساقان مرتعشتان
________________
بعد قليل خرجت الممرضه من الداخل هرولَ إليها الجميع وتسائلَ قاسم بلهفة ٠٠٠ طمنيني لو سمحتي،،إبني عامل أيه ؟؟
إبتسمت له الممرضة وأردفت قائلة بطمأنينة ٠٠٠ الحمدلله ياأفندم إبن حضرتك زي الفل،،الدكتور كان شاكك في نزيف في المخ،،بس الحمدلله طلع عنده إرتجاج في المخ بس
إتسعت أعين قاسم وصرخه مدوية خرجت من أمال وتحدثت بذهول ٠٠٠إرتجاج،،دخلوني لإبني، ،أنا عاوزة أشوف سليم ،،،سليييييم
أسندتها ريم وأسما المنهارتان
هٌنا خرج الطبيب وتحدث بنبرة جامده٠٠٠ أيه الدوشه دي ،،فيه أيه ؟؟
أسرعَ إليه الجميع وتحدثَ قاسم ٠٠٠ إبني فيه أيه يا دكتور ؟؟
أجابهُ الطبيب بمهنية ٠٠٠ إطمن يا أفندم،،إبن حضرتك كويس جداً
تحدث عَلي متلهفً ٠٠٠ كويس إزاي يا دكتور والممرضة بتقول إن عنده إرتجاج في المخ ؟!
تبادل الطبيب النظر بين وجوه الجميع المترقبه وتحدث بثبات إنفعالي أجاد التحكم به ٠٠٠ مفيش داعي للقلق يا جماعه،، المريض فاق وحالته كويسه جداً ومستقرة ،،إحنا عملناله إشعه مقطعيه علي جسمه بالكامل علشان نطمن عليه،،وإكتشفنا إرتجاج بسيط جداً في الدماغ،، وده نتيجة الخبطة القويه اللي إتعرض لها دماغه أثناء الحادثه،، والحمدلله
يعني إبني حالته كويسه يا دكتور ؟؟،،،،تسائل بها قاسم بلهفه
أجابهٌ الطبيب ٠٠٠ما أنا لسه قايل لحضرتك إنه كويس ،،هما شوية كدمات بسيطه جداً في جسمه زائد الإرتجاج ،،وممكن يروح معاكم بس هيحتاج هدوء وراحة ويقعد في أوضة ضلمه ،،تقدروا دالوقت تدخلوا تشفوة
وأكمل بإبتسامة مجاملة وهو ينسحب ٠٠٠حمدالله على سلامته
تنهدت أمال وتحدثت بشكر ٠٠٠ الحمدلله ،، ألف حمد وألف شكر ليك يارب ،، الحمدلله
دلف الجميع ونظروا علي ذلكَ الممدد فوق تخت المشفي بوجهٍ مٌرهق وبهِ بعض الكدمات ،،تجاورهٌ الممرضه وتعطيه إبرة مسكنه لألام رأسهِ الذي صاحبهٌ أثر الخبطة
جري عليه قاسم وأقترب منه،،أمسك كف يده ورفعها لفمهِ يقبلها وتحدث بلهفه ٠٠٠سليم،، إنتَ كويس يا أبني ،،طمني عليك يا حبيبي ؟؟
نظر إلي والدهِ بوجهٍ مٌبهم خالي من التعبير وأردف قائلاً بهدوء ٠٠٠ الحمدلله،،متقلقش يا بابا أنا كويس
إقتربت ريم وتحدثت من بين شهقاتها المتعاله ٠٠٠حمدالله علي سلامتك يا حبيبي
أدارَ وجههٌ لها وإبتسم بخفه وأثناء إبتسامتهِ لاحظ وجود تلك الباكيه التي تقف بعيداً مٌتلهفة للنظر إلي عيناه،،وعلي وجهها علامات الهلع والرعب
تذكر حاله وما وصلَ إليه بفضلها ،،وبلحظه غضب داخلهٌ وأشتعلَ وحَملها نتيجة كل ما حدث ،،،فلولاها لكان الأن يٌقضي رحلة إجازة زواجه غارقً داخل بحر شهد عسل تلك العنيدة المستبده
أدار وجههٌ للجهه الأخري وتحدثَ بلهجه عنيفه ٠٠٠ مش عاوز حد معايا في الاوضه، ،عاوز أبقا لوحدي
إهدي يا أبني ،،قالها قاسم وهو يربت علي كتفهِ
زادت حدتهِ قائلاً ٠٠٠ أرجوك يا بابا طلعهم بره
زادت شهقاتها وأرتفع صوت بكائها النادم علي معاملة صغيرها لها فتحدثت بهدوء ٠٠٠سليم ،،أنا
لم تٌكمل جٌملتها حين إستمعت لصراخه العالي٠٠٠قولت مش عاوز حد معايا في الأوضه،،إطلعوا برررررررره
جري عليه عَلي وتحدث مهدأً إياه ٠٠٠ إهدي يا سليم إنت لسه تعبان والصراخ ده غلط عليك
تعالت نبضات قلبهِ وأنتفض صدرهِ من شدة غضبه وتحدث إلي علي ٠٠٠ مش عاوز حد معايا يا علي ،،خرجهم كلهم برة وتعالي ساعدني ألبس هدومي علشان أخرج من هنا
هٌنا صاح قاسم في تلك الباكيه ونهرها بحده ٠٠٠إنتِ ما سمعتيش،،إطلعي بره
جرت إليها أسما وأمسكتها من ذراعها وتحدثت من ببن دموعها ٠٠٠إتفضلي معايا يا مدام أمال
أسندتها هي وريم بينما ألقت هي نظرة نادمه علي وجه صغيرها الذي ينظر للجهه الأخري رافضً رؤيتها ،،وخرجت بساقٍ تتحرك ببطئ وقلبٍ يصرخ ويئنٌ يٌريد إحتضان عزيز عيناها ويضمهٌ إليه ليطمئن
تحدث قاسم بعد خروجها ٠٠٠ إهدي يا سليم وفكر بالعقل،،خروج ايه اللي بتفكر فيه في حالتك دي ؟!
تحامل علي حالهِ وجلس وهو يٌشير إلي الممرضه كي تخلع عنه الكانيولا المسؤله عن توصيل سائل الجلوكوز لجسدهِ المرهق
وتحدثَ بجديه ٠٠٠ أنا سألت الدكتور وقالي إن ممكن أخرج وإن مفيش مشكله
وافقهٌ قاسم مٌرغمً وأردف قائلاً ٠٠٠ خلاص يا سليم،،ساعده يا علي في لبسه علشان أخده علي البيت
البيت لاء يا بابا،،، كلمات نطق بها سليم بعنف !!
تسائل قاسم بحده ٠٠٠ متكابرش يا سليم،،تقدر تقولي هتقعد فين ومين هياخد باله منك وإنت تعبان بالشكل ده ؟؟
تحدثَ علي بإحترام ٠٠٠ أنا هاخده في بيتي يا قاسم بيه !!
تحدث سليم بنبرة حاده ٠٠٠ أنا مش رايح عند حد يا عَلي ،،،أنا هقعد في الاوتيل،، أنا مش محتاج غير إني أقعد مع نفسي وبس !!!
وبعد جدال وافق قاسم مٌرغمً
خرج سليم مٌستنداً علي كتف صديقهٌ ،،يتحرك خلفهُ الجميع بترقب وهدوء،،
قاسم الحزين علي ما وصل إليه فلذة كبدهِ ولا يستثني حالهٌ من ما حدث !!
أمال محترقة الروح والكيان والتي باتت متأكدة أنها خسرت صغيرها وللأبد ،،بكت بحرقة ولأول مرة يتسللَ داخلها شعور الندم والحسرة علي ما مضي
ريم وأسما ودموعهم الساخنه علي غاليهم وحالتهٌ
إستقل سيارة علي وجلس بجانبه واضعً رأسهُ للخلف،مغمضً العينان بقلبٍ يغلي ناراً،،ساخطً علي جميع من أوصلوة لتلك الحاله،، وقفَ الجميع ينظر إليه بقلوبٍ مٌنفطرة ودموع الألم تنساب فوق وجناتهم
قاد علي السيارة وأثناء خروجهُ من الشارع لاحظ دلوف سيارة فريده التي تبكي ويبدوا علي ملامحها الإنهيار التام
هدئ علي من سرعتهِ وتحدث سريعً إلي سليم٠٠٠ فريده يا سليم،، تقريباً كده حد قال لها علشان شكلها منهارة
إنتفض قلبهٌ العاشق عند ذكر إسمها رٌغمً عنهْ ،، ولكنه تحامل علي حاله ولم يتحرك لهٌ ساكنً وتحدث بنبرة هادئه ومازال علي وضعيته ٠٠٠ كمل طريقك يا عَلي
نظر لهٌ علي وتحدث مٌعترضً ٠٠٠ طريق أيه إللي هكمله يا سليم،،بقولك البنت منهارة وجايه علشان تشوفك ،،خلاص بقا يا سليم،، بطل عند ومكابرة
جز علي أسنانهِ ونطق بغيظ وهو يٌمسك بمقبض باب السيارة إستعداداً لفتحه ٠٠٠ لو ما أتحركتش حالاً ومشيت هنزل وهاخد تاكسي يوصلني مكان ما أنا عاوز
أشار بيده سريعً وأردف قائلاً ٠٠٠ خلاص خلاص إهدي
وتحرك بسيارتهِ من جديد
ألقي رأسهٌ للخلف مجدداً وتحدثَ بنبره هادئة ٠٠٠ إركن عند أي فرع إتصالات وأشتري لي خط علشان نتواصل منه لأني هقفل خطي،،،ومش عاوز مخلوق يعرفه حتي أبويا نفسه ،،وأحجز لنا تذاكر الطيران وحدد ميعاد السفر بعد إسبوع بالظبط،، ،،ودالوقت وديني لأي أوتيل بعيد عن دوشة المدينة ،،،مش عاوز مخلوق يعرف مكاني يا علي،، مفهوم ؟؟
ليه ده كله يا سليم،،،،نطق بها علي بإستغراب
وأكمل مٌفسراً ٠٠٠أمك وندمت وقلبها كان بيتقطع وهتموت عليك إنهارده،،وفريدة أول ما عرفت حالتك جت تجري منهارة،،،يعني خلاص
أردفَ قائلا بحده بالغه٠٠٠ وأنا مش عاوز شفقه من حد فيهم ومش هشحت حنيتهم عليا يا عَلي
وأكملَ بصياحٍ عالِ ٠٠٠ كل واحده فيهم فكرت في راحتها وكبريائها بمنتهي الأنانيه ويولع سليم،،،مفيش واحده فيهم فكرت في سليم وإحساس سليم وكبرياء ورجولة سليم اللي إتهرست تحت رجليهم ،،
وأكملَ بصوتٍ ضعيف مٌتألم ٠٠٠ يسبوني في حالي بقا ويبتدوا يحصدوا نتيجة أفعالهم من غير عويل
وأكملَ بحده وعناد٠٠٠ ومن إنهارده خلاص،،مبقتش محتاج لوجودهم في حياتي وقلبي هدوس عليه وأفعصه بجزمتي ولا إنه يشتاق لوجود واحده منهم تاني
كان يستمع بقلبٍ يإنٌ لأجل صديقهٌ المذبوح الذي يرقص علي أنغام وتر أوجاعه المٌميته التي باتت تٌلازم روحهِ
________________
أما فريده التي لم تٌلاحظ مرور سيارة علي لدموعها الغزيرة وتشتت عقلها،، تخطتها ووصلت إلي مقر المشفي ،،ترجلت سريعً وداخل قلبها نارً حارقه،،تريد الإطمئنان علي مالك كيانها ،،تريد النظر إليه والتمعن بملامحهِ وبجسدهِ بالكامل كي تطمئن روحها الهرمه علي خليلها
نظرت أمامها وجدت الجميع يصطفون ويذرفون الدموع ألماً
تقدمت بقدميها المرتعشتان ووجهت حديثها إلي قاسم ٠٠٠ سليم فين يا عمو،،أنا عاوزة أشوفه وأطمن عليه
رمقها بنظرات ناريه ووجهَ حديثهٌ إليها بحده ٠٠٠ وصلتي متأخر أوي يا باشمهندسه،،سليم ساب المستشفي ومشي علشان مش عاوز يشوف حد فيكم
ثم تبادل النظر بينها وبين أمال وتحدث نبرة جامدة ٠٠٠ ذنب إبني في رقبتكم إنتم الإتنين،،وإحمدوا ربنا إنه قام بالسلامة ،، لإن لو لا قدر الله حصل له حاجه مكنتش ولا واحدة منكم هتسلم من إنتقامي وأذايا
قال كلماتهٌ الحادة وتحرك إلي سيارته وأستقلها ورحل
أما تلك الباكية التي أخذت نفسً عميقً ثم نظرت إلي السماء وتحدثت إلي الله بدموع منهمرة ٠٠٠ الحمدلله ،،،الحمدلله
كانت تنظر لها ولدموعها المنهمرة ،،تنفست بصوتٍ عالي وحزن داخلها علي تدخلها وإفساد حياة فلذة كبدها وإبعادهٌ عن تلك الحبيبة الوفيه،،التي وبوجوها كان سيختلف وضع صغيرها الكٌلي
تحركت إليها أسما وأحتضنتها برعايه وطمئنتها قائله٠٠٠متقلقيش يا فريدة سليم كويس،،هو بس غضبان ومحتاج يقعد مع نفسه شويه وإن شاء الله هيهدي ويبقا أحسن
هزت رأسها بإيماء وتحدثت برجاء ٠٠٠ إبقي طمنيني عليه يا أسما من فضلك،،وأنا هكلمه وأطمن عليه بنفسي
أتت إليها ريم وأحتضنتها وبكت كلاهما بشدة من قلبيهما علي حبيبهما الغالي وما وصلَ إليه
وبعد قليل إصطحبت فريده أسما وأوصلتها بطريقها وذهبت ريم بصحبة والدتها عائدين إلي المنزل بقلوبٍ متألمه
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
ليلاً
داخل غرفة مراد
يقف بشرفته يتحدث معها عبر الهاتف مٌتسائلاً بإهتمام وتأثر ٠٠٠وسليم فين دالوقت ؟
كانت تقبع فوق تختها محتضنة ساقيها برعاية ودموعها تنهمر فوق وجنتيها وأجابته ٠٠٠ معرفش يا مراد،،محدش يعرف مكانه غير علي اللي طمنا عليه وقال إنه مسبهوش غير لما أكل وأخذ أدويته،،وطبعاً مرديش يقول لنا علي مكانه وده علي حسب طلب سليم منه،،
وأكملت بصوتٍ ضعيف باكي أشغل نيرانه لأجلها ٠٠٠ هموت علشانه يا مراد ،،نفسي أشوفه وأطمن عليه
أجابها بنبرة حنون إمتصت حزنها ٠٠٠طب ممكن يا حبيبي تهدي،،أنا مش قادر أسمعك بدموعك دي يا ريم
وأكملَ بثقه٠٠٠ إهدي وإديني ساعه واحده بس وأنا هعرف لك مكانه وبكرة هنزورة أنا وإنتِ
إتسعت عيناها بسعاده وتسائلت من بين شهقاتها بلهفه ٠٠٠ بجد يا مراد،،يعني إنتَ ممكن تعرف مكانه بجد ؟؟
إبتسم لسعادة صوتها وأردفَ قائلاً بدٌعابة قاصداً إخراجها من حالتها وسحبها لعالمه٠٠٠ شكلك كده متعرفيش قدرات جوزك المنتظر وكده غلط كبير في حقي،،إحنا لازم نقرب من بعض أكتر علشان ما تتصدميش بعد كده
إشتعلت وجنتيها بالسخونه وأكتست بلون حبات التفاح الناضجه وشعرت بروحها تهيمٌ في جنة عشقه
فقد إستطاعَ بحرفية عالية إخراجها من حالة حزنها وسحبها داخل عالمهٌ ،،،عالم عشق مراد الحٌسيني
ضل يتحدثان ويغمرها هو بكلمات عشقهِ الصادق التي أذابت قلبها البرئ وغمرته بالسعادة
بعد مده،، نزل الدرج وجد والداه يجلسان في بهو الفيلا الواسعه يتسامران بهدوءٍ وتفاهم
إقترب عليهما وأردف قائلا بوجهٍ سعيد ٠٠٠ عندي ليكم خبر حلو أوي
ترقبا والداه حديثهٌ بإهتمام وأسترسل وهو يتوسطهما بالجلوس علي الأريكه ٠٠٠ أنا قررت أتجوز
نزلت تلك الكلمات البسيطه وكأنهٌا ترياقٌ الحياه لقلب تلك الأم الحنون، إتسعت حدقة عيناها ووضعت يدها فوق وجنتيه بحنان وتسائلت بترقب ٠٠٠ إنتَ بتتكلم جد يا مراد ؟؟
أخيراً هتفرح قلبي
هز رأسهٌ بإبتسامة سعيده فأردفَ والدهٌ قائلاً بتوجس ٠٠٠ وياتري إختارت العروسه ولا لسه ؟؟
أجاب والدهٌ بإحترام ٠٠٠ أكيد إخترتها يا بابا،،معقول هاجي أبلغكم من غير ما أكون محدد وعارف أنا عاوز أيه
تصنم قاسم وتبادلا نظرات الرعب بينهٌ وبين هناء ثم تحدث ٠٠٠ مين هي العروسه يا مراد ؟؟
أجابهٌ بإبتسامه ونبرة تفاخر ٠٠٠ دكتورة ريم الدمنهوري
نظر له والدهٌ وتسائلت هناء بترقب ووجهٍ شاحب خشيةً رفض الفتاه لولدها ٠٠٠ بس دي مخطوبة يا أبني ؟؟
قهقهَ عالياً وتسائلَ ٠٠٠ وهو ده بقا السبب اللي مخليكم تبصوا لبعض النظرات المريبه دي ؟
ده أنا أتخضيت وقولت لنفسي أيه اللي حصل لنظراتكم دي كلها
وأكملَ مفسراً ٠٠٠ إطمنوا ،،ريم فركشت خطوبتها يوم فرح سليم،،
وبدأ يقص عليهما ندالة حسام مع صديقهٌ ولكنهٌ إحتفظَ بسر أمال لحالهِ وذلكَ بناءً علي طلب ريم كي لا ينظرا والدا مراد إلي والدتها نظرة دونيه،، وأحترم مراد رغبتها وأنساقَ إليها
إنتهي مراد من سرد التفاصيل وتحدث صادق بإبتسامة سعيدة ٠٠٠ ألف مبروك يا مراد،،إن شاء الله أول ما يطمنوا علي إبنهم هكلم قاسم الدمنهوري وأخد منه ميعاد ونروح نخطبها
أردفت هناء قائلة بإعتراض وهي تنظر لصغيرها ٠٠٠ خطوبة أيه بس يا صادق،،،هو إحنا لسه هنتكلم في خطوبة،،أنا عاوزة أفرح بإبني وأشوف عياله وأخدهم في حضني
إبتسمَ بسعادة وأخذ والدتهٌ داخل أحضانهٌ برعاية وتحدث ٠٠٠ ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وتشوفي أولادي وتربيهم لي وتجوزيهم بأديكي كمان
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
داخل منزل غاده
كانت تجلس بصحبة ولداها وتحدثت إلي نجلها مٌحمد الذي أتي من جامعتهِ الموجوده بأسيوط ليلة أمس
فتحدثت هي بسعاده ٠٠٠أديني يا سيدي عملت لك كل الأكل اللي طلبته،، يارب بس تاكل
إبتسم لها مٌحمد وتحدث بإمتنان ٠٠٠ ربنا يخليكي ليا يا ماما
فأردفَ تميم قائلاً بمشاكسة ٠٠٠ يعني حضرتك عامله الأكل ده كله علشان الأستاذ محمد وتميم لا
إبتسمت وأجابته بدعابه ٠٠٠ لا طبعاً ،،أنا عاملة كل ده علشان تميم باشا،،
وأكملت وهي تقف ٠٠٠هقوم أجهز لكم السفرة
صاح الشابان بإعتراض بنفسٍ واحد ٠٠٠ لا يا ماما أستني شويه
نظرت لهما ببلاهه وتسائلت بإستغراب ٠٠٠ هنستني ليه،، ده ميعاد الغدا عدا عليه نص ساعه
لم تكمل جملتها حتي إستمعوا جرس الباب ،، تسابق الشابان إلي فتح الباب مع إستغراب غاده التي إنتفضت وهبت صارخه بسعادة وهي تري زوجها الحبيب يقف أمامها بإبتسامتهِ الخلابه التي تٌأسر قلبها وتسعده
جرت عليه صارخه بسعادة ٠٠٠خاااااالد
إقترب عليها مسرعً وأخذها داخل أحضانه وبدأ يدور بها بسعاده مٌتحدثً من بين أحضانها ٠٠٠وحشتيني يا غاده وحشتيني
خرجت من بين أحضانهِ ووضعت كفي راحتيها تتلمس وجنتاه غير مصدقة لما تراهٌ عيناها وتحدثت بسعاده ٠٠٠ أيه المفاجأه الحلوة دي ؟؟
إبتسم لها بسعاده وقبل راحة يدها وتحدث ٠٠٠ مش أنا قلت لك قبل كده إصبري وهتلاقيني في يوم واقف قدامك وعامل لك مفاجأة
تحدث محمد بإبتسامة ٠٠٠ مفاجأه لحضرتك بس يا ماما
نظرت لنجليها مٌتسائلة بإبتسامه ٠٠٠كنتوا عارفين ،،صح ؟؟
أجابها تميم ٠٠٠ بابا قال لنا منقولكيش علشان حابب يعملها لك مفاجأة
نظرت لزوجها بحنان وتحدثت بعيون مشتاقه ٠٠٠ أحلا مفاجأة في عمري كله يا خالد
تنفس عالياً وأردفَ قائلاَ ٠٠٠ وهتفرحي أكتر لما تعرفي إني مش هسافر تاني
تسائلت بلهفه٠٠٠ بجد يا خالد ؟؟
أجابها بعيون سعيدة لأجل سعادتها ٠٠٠بجد يا غاده
وقفَ ينظران بهيام أخرجهما من حالتهما صوت تميم المزعج ٠٠٠ هو إحنا مش هنتغدا ولا أيه ؟؟
فاقت غاده علي صوت نجلها وتحدثت أثناء هرولتها إلي المطبخ ٠٠٠حالاً هرص الاكل،،إغسل إيدك يا خالد علشان هتاكل أكلاتك المفضله اللي غششتها لولادك من ورايا طبعا
ضحك الجميع وأجهزت غاده سفرتها المليئة بكل ما لذ وطاب وجلست بصحبة عائلتها يتناولون غدائهم بعيون متشوقه وقلوب تتراقص فرحً لعودة سندهم إلي ديارةِ سالمً غانمً
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
أما حازم ،،الذي قد أبلغ بسمة بأسفهِ البالغ وعدم قدرته علي الوفاء بالوعد الذي قطعهٌ علي نفسهِ وذلك بعدما أخبرها بما حدث ،،وقد عذرته بسمة وتمنت لهُ الخير
وتركا كلاهما قلبهٌ مع الاخر ورحل
دلف إلي شقتهِ ليلاً وجد السكون يعمٌ أرجائها
دلف لغرفة أطفاله وجدهما يٌخلدان في ثباتٍ عميق ،،قبلهما وأحكم عليهما الغطاء وتوجه إلي غرفتهِ بقلبٍ مهموم
خطي برجلهِ للداخل ولكنه تسمر بوقفته ينظر إلي تلك الجميله التي تقف بإنتظارة ترتدي ثوبً للنوم مٌثيراً للغايه،،أما شعرها الطويل الذي يشبه الليل بسوادهِ فقد أطلقت لهٌ العنان لينسدل خلف ظهرها بمظهراً أثار ذلك المتسمر بوقفته،،
تحركت إليه وأمسكت يده لتسحبهٌ للداخل ،،إنساقَ معها مٌستغربً حالتها ،،توقفت به بمنتصف الغرفه بجانب تلك المنضدة
نظر حازم إلي تلك الشموع وتلك الحلوي المفضله لديه التي أحضرتها لهٌ بمساعدة سميحه،،والفاكهه والمشروب
وتحدثت هي بنعومه ولأول مرة يراها منها ذلك المحروم ٠٠٠ أنا جهزت لك البسبوسه اللي بتحبها ،،عملتهالك بإديا بتوجيهات ماما سميحة
نظر لها مٌضيقً عيناه وتسائل مٌتعجبً ٠٠٠ماما سميحه ؟!
أجابتهْ بنعومه حديثة الولادة بالنسبة لهْ ٠٠٠ أيوة يا حازم،،من إنهاردة مامتك هي مامتي،،وبابا حسن هيبقا أبويا
وأكملت بنبرة صادقة ٠٠٠ أنا خلاص يا حازم،،فوقت من غفلتي والفضل يرجع للقلم اللي إنتَ إديته لي ،،من إنهاردة مش هعمل إلا اللي يرضيك،،وهعيش علشانك إنتَ وولادي وبس ،،أنا أسفه يا حازم ،،أنا كنت ماشيه ورا شيطاني وساخطة علي كل الناس اللي ظروفهم أحسن مني ومغمضة عنيا عن كل حاجه حلوة في حياتي،،
وأكملت بنبرة حزينه ٠٠٠وأكتر حاجه قهرتني بجد ،،لما فوقت وسألت نفسي أنا إزاي مكنتش شايفه نعم ربنا الكتير عليا دي كلها،،إزاي قدرت أغفل عنك وعن ولادي بالطريقه دي
وضعت يدها فوق صدره وتحدثت بنبرة ناعمه أنثوية مٌهلكه لذلك المحروم ٠٠٠٠أنا بحبك أوي يا حازم،،والله بحبك أوي
وأمسكت الشوكة وغرستها بقطعة من الحلوي ورفعتها لمستوي فمه،، إلتقطها بفمه وأبتلع لعابهٌ السائل من هيئتها المتفجرة الأنوثه ،،سحبته هي من يدهِ متجهه إلي تختها بدعوة صريحه منها لإغراقهِ داخل شهد عسلها
إنساقت مشاعرة تجاهها وقرر الإندماج داخل أحضانها لبدأ حياة جديده معها وإعطائها وحاله فرصه لإحياء قلبيهما والتقرب لبعضهما البعض
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
في اليوم التالي
كان يجلس في غرفته مٌمدداً علي تختهِ ناظراً لسقف غرفتهِ ، إستمع إلي رنين الهاتف الخاص بالغرفة،،مد يدهُ بجانبه ورفع سماعة الهاتف وأجاب بهدوء ٠٠٠ألو
إستمعَ لصوت موظفة الإستقبال ٠٠٠ أنا أسفه للإزعاج يا أفندم،،بس فيه أنسة موجوده قدامي وطالبه تقابلك وبتقول إنها أخت حضرتك وإسمها ريم الدمنهوري
تنفس بهدوء وأجابها بإقتضاب ٠٠٠ تمام،،أنا نازل لها حالاً
زفر بضيق لعدم قدرتهِ النفسية لرؤية أحدهم،،هو الأن يريد العزلة،،يريد الإبتعاد عن الجميع وفقط،،،،،
إرتدي ثيابهِ وبخلال دقائق كان يخرج من المصعد ،،نظر للأمام وجد شقيقتهٌ تجلس بجانب أحدهم ويبدو عليهما الإنسجام ،،عقد حاجبية مٌستغربً وإتجهَ إلي مجلسهما
وقفت سريعً وإقترب عليها سليم،، إرتمت داخل أحضانه تحت شعور مراد بالغيرة،،فكم تمني أن يحظي هو بذلك الحضن الدافئ
إحتضنها سليم برعاية وتسائلت وهي تتطلع إليه متلهفه ٠٠٠ عامل أية يا سليم ؟؟
طمئنها وهو ينظر بإستغراب لذلك الواقف أمامه ٠٠٠الحمدلله،،عَلي هو اللي قالك علي مكاني ؟؟
أجابته بإرتباك وهي تترقب نظراتهٌ المتفحصة لمراد ٠٠٠ لا يا سليم،،دكتور مراد هو ٠٠٠٠
لم تكمل جملتها حين إقترب عليه مراد بهيئة رجوليه وتحدث مادداً يده بتعريف عن حاله ٠٠٠ مراد صادق الحٌسيني ،،أظن سمعت عني
مد سليم يده مصافحً إياه وأردفَ قائلاً بإحترام ٠٠٠ غني عن التعريف يا دكتور،،،أنا إتعاملت مع والد حضرتك لكن ماحصليش الشرف بمقابلتك
إبتسم مراد وتحدث ٠٠٠ ده لأن دكتور صادق هو المسؤل عن الجانب المالي للشركة،، وأنا بدير الجانب الإداري
أشار سليم إليهما في دعوة منه للجلوس ،،جلسوا جميعً وتحدثَ مراد بنبرة جاده ٠٠٠ طبعاً حضرتك بتسأل نفسك أنا بصفتي أية جاي مع ريم !
وأكملَ بنبرة جاده ٠٠٠أنا هجاوبك لأن مليش في اللف والدوران،،
ونظر لهٌ بجدية وتحدث برجوله ٠٠٠ أنا جاي أطلب منك إيد ريم وأتمني تقف معايا وأنا بطلبها من والدك
عقد حاجبيه بإستغراب ونظر إلي شقيقته التي كست حمرة الخجل وجنتيها ، بادلتهٌ النظر وإبتسامة رقيقة زينة ثغرها الجميل
إبتسم لها سليم وأمسك كف يدها وتسائل بحنان ٠٠٠ أيه رأيك يا عروسة ؟؟
أحالت بصرها عنه وأبتسمت خجلاً تحت سعادة مراد فتحدثَ سليم ٠٠٠ ألف مبروك يا دكتور،،خلي بالك من ريم ،،ولازم تكون عارف إنك هتاخد جوهرة نادرة ،،أرجوك حافظ عليها كويس
إبتسم له مٌراد ونظر إلي ريم وتحدث بعيون هائمة لم يستطع التحكم بها ٠٠٠ ريم هشيلها جوة عيوني ،،وإطمن يا باشمهندس،،أنا عارف قيمتها كويس أوي
وأخذ نفسً عميقً وتحدثَ بإهتمام ٠٠٠طب موضوعي أنا وريم خلصنا منه،،ندخل بقا علي موضوعك إنتَ والباشمهندسه فريده ،،أنا بصراحه حزين علشانكم وحابب أتدخل وأقرب وجهات النظر وأحاول أصلح بينكم
إقشعرت ملامح سليم وتحدث بنبرة بارده ٠٠٠ أرجوك يا دكتور،،،الموضوع حالياً ميتحملش أي نقاش ،،أنا وفريدة يعتبر في فترة نقاهه ومحتاجين نرتب أفكارنا أكتر
وأكملَ مبتسمً ٠٠٠ يمكن لما تعدي فترة من الوقت ونهدي،،نرجع من غير أي ضغوط نفسيه
إبتسمت ريم وتسائلت ٠٠٠ يعني إنتَ هترجع تاني لفريدة يا سليم ؟؟
إبتسم لشقيقته وتحدثَ ٠٠٠ اللي عاوزة ربنا هيكون يا ريم،،
وتنفسَ عالياً وتحدثَ ٠٠٠المهم،،خلونا فيكم،، أنا مسافر بعد يومين وعاوز أطمن علي ريم قبل ما أسافر
إندفع مراد قائلاً ٠٠٠ وأنا مستعد أطمنك خالص ونكتب الكتاب قبل ما تسافر والفرح وقت ما يحدده قاسم بيه
خجلت ريم من ذلك المٌتسرع وإبتسم سليم بإرتياح حينما رأي لهفة ذلك العاشق لشقيقتهِ الغالية وتحدث ٠٠٠ كتب كتاب مرة واحده ،،إهدي يا دكتور الأمور مبتتاخدش بالسرعة دي
أجابهٌ مراد بنبرة ودوده ٠٠٠ أولاً كده خلينا نشيل الألقاب علشان أنا إرتحت لك وخلاص،، من اللحظه دي إعتبرتك صديقي المقرب
إبتسم لهٌ سليم وتحدثَ بصدق٠٠٠ هتصدقني لو قولت لك إن أنا كمان إرتحت لك جداً
ضحك مراد بسعاده وأكمل ٠٠٠ تمام،،كده يبقا متفقين،،
إسترسل مراد حديثهٌ بحكمه وعقلٍ إكتسبهم من عمله٠٠٠ إسمعني كويس يا سليم وخليني أكلمك بصراحه،، من الأخر كده أنا خايف علي ريم من اللي إسمه حسام الشافعي،،وبصراحه أكتر هو إتجرأ وجالها عندي قدام الشركة
نظر سليم سريعً بريبه إلي شقيقته ،،فأكملَ مراد بطمأنينه٠٠٠ متقلقش يا سليم ،، أنا أديته تمامه واللي يستحقه وأظن إنه شاف مني اللي يخليه يفكر ألف مرة من إنه يكررها،،لكن علشان أكون مطمن أكتر لازم ريم تبقي مراتي ومسؤله مني في أقرب وقت،،وبعد ست شهور تكون ريم إتخرجت
وهٌنا حول بصرةِ لتلك الخجوله وأكمل٠٠٠ وأعملها أحلا وأكبر فرح إتعمل في مصر كلها
هز سليم رأسهٌ بموافقه وأردف قائلا ٠٠٠ كلامك مظبوط ،،بس أنا ليا بشرط
عقد مراد حاجبية وأنتظر باقي الحديث فأسترسل سليم قائلاً بحديث ذات مغزي ومعني ٠٠٠كتب الكتاب يفضل كتب كتاب وبس،،أكيد فاهمني يا مراد !!
إنتفض داخل تلك الجالسه خجلاً من تلميحات شقيقها وأكملَ سليم ٠٠٠وإن شاء الله بعد التخرج نتمم الجوازة
تحدثَ مراد بنبرة رجوليه تنم عن أصلهِ الطيب وتربيته الحسنه ٠٠٠ عيب يا سليم ،،الكلام ده ما يتقلش لمراد الحسيني،،،أنا راجل متربي وأفهم في الأصول كويس أوي ،،وعارف إني داخل بيت رجاله وواخد بنت متربية كويس،، وأكيد مش هقبل علي مراتي ولا علي رجولتي نتحط في موقف زي ده
إبتسم له سليم وحول بصرهِ لشقيقته وأحتضنها مقبلاً جبهتها تحت سعادة قلبها الذي يكادُ يتوقفَ فرحً
وأكملَ ٠٠٠ خلاص،،خلي دكتور صادق يكلم بابا إنهاردة علشان تشرفونا بكرة بالليل إن شاء الله
تراقص قلبي العاشقين وتبادلا نظرات الهيام تحت نظرات ذلك المسكين ،،التي إستوطنت داخلهُ جراح الروح
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
كانت تجلس بغرفتها وحيده بعد أن أصبحت منبوذة من الجميع،،تبكي كعادتها ،،فمنذٌ ذلك اليوم ولن تجف دموعها
إستمعت إلي طرقات فوق الباب ،،جففت دموعها سريعً بكبرباء وسمحت للطارق بالدلوف ،،توجهت ريم وجلست بجانبها وتحدثت بصوتٍ هادئ ٠٠٠أنا شفت سليم إنهارده
إنتفضت بجلستها وتسائلت بلهفه ٠٠٠ شفتيه فين يا ريم ؟؟
طب هو كويس وصحته كويسه ؟؟
وأكملت بدموعٍ تقطع نياط القلب ٠٠٠ قولي لي علي مكانه وأنا أروح له وأبوس إيده وأترجاه يرجع البيت تاني
ربتت ريم علي يد والدتها وتحدثت بدموع ٠٠٠وكان ليه كل اللي حصل ده من الأول ده يا ماما،، سليم مكنش يستاهل منك كده أبدآ
بكت أمال وأجابت إبنتها بنبرة نادمه ٠٠٠ شيطاني عماني يا ريم وكنت فاكرة إني بعمل كده لمصلحته ،،أوعي يا بنتي تكوني فاكرة إني تعمدت أذيته،،أنا قولت هينساها ويكمل حياتهٌ مع اللي تستاهله بجد
قاطعتها ريم بحده ٠٠٠ ومين قال لحضرتك إن فريدة ماتستاهلهوش ؟؟
جففت دموعها وأردفت بهدوء ٠٠٠ خلاص يا ريم،، أنا مبقاش عندي مانع إنه يتجوزها،،ولو عاوزني أروح أعتذرلها هي وأهلها في مقابل إنه يرجع لحضني ولبيته تاني أنا موافقه
أجابتها ريم بنبرة لائمة ٠٠٠٠بعد أيه يا ماما،،سليم وفريده إتدمروا وخرجوا من اليوم ده بأسوء ذكري مرت في حياتهم،،واللي أكيد عمرهم ما هينسوها
أنزلت أمال بصرها خجلاً فأكملت ريم بنبرة خجله٠٠٠ ماما،،بابا بيبلغك إن فيه ضيوف جايين لنا بكرة وعاوزك تخرجي وتتابعي مع الشغالين وتحضري كويس للزيارة
ضيقت عيناها بإستغراب وتسائلت وهي تٌجفف دموعها ٠٠٠ ضيوف مين دول ؟؟
إبتسمت ريم وقصت علي والدتها ما حدث
إبتسمت أمال بسعادة وتحدثت بغرور كعادتها ٠٠٠ أيوة كده يا ريم،،أهي هي دي الجوازه اللي طول عمري كنت بتمناهالك،،جوازة تشرف ونسب يضيف لنا ،،ده غير المستوي المادي والنقله الكبيرة اللي هتتنقلي لها
كانت تنظر إليها بقلبٍ حزين وتحدثت بنبره مٌعترضه ٠٠٠ بس أنا حبيت مراد وده السبب الوحيد اللي خلاني وافقت عليه يا ماما،،مش المستوي المادي
___________________
مساء اليوم التالي
داخل منزل قاسم الدمنهوري
دلفَ سليم للداخل ،،قابلهٌ قاسم وأحتضنهٌ بحنان،،وأحتضن ريم أيضاً،،ثم نظر بجانب عيناه لتلك الواقفه تنظر إليه متلهفه سلامهٌ ونظرت عيناه فتحدثت بنبرة صوت مٌرتجفه ٠٠٠ إزيك يا سليم
تجاهل سؤالها وتخطاها وجلس بجانب والدهِ متجاهلين وجودها بالمرة وبدأوا بالتسامر
نظرت ريم إلي والدتها بقلبٍ ينزف دمً علي حالها وما أوت إليه بفعل يداها
بعد قليل أتت عائلة صادق محملين بالهدايا الثمينه والورود ،،قابلهم قاسم وأمال وسليم بحفاوة هائلة
وجلس الجميع وبعد مده من الوقت إتفقت العائلتان علي كل شيئ
وطلت عليهم ريم التي أبهرت الجميع بطلتها البهية
وقف ذلك العاشق وتحدث إلي والدتهِ وهو يُشير إلي ريم بعيونهٌ الذائبة عشقً بتلك الجميله ٠٠٠ ريم يا ماما
نظرت إليها هناء بإنبهارٍ لجمالها وجمال روحها وحجابها المنمق وملابسها المحتشمه حتي أنها شككت في أن تكون تلك الملاك إبنة تلك المتعاليه أمال ،،
إحتضنتها هناء بسعادة قائله ٠٠٠بسم الله ماشاء الله،،زي القمر يا حبيبتي
ثم نظرت إلي مراد وأردفت بحنان ٠٠٠ يسلم ذوقك يا مراد،،،ربنا يتمم لك بخير يا حبيبي
ونظرت إلي تلك الواقفه تتطلع إليهم بوجهٍ مرتفع ورأسٍ شامخه وتحدثت برجاء ٠٠٠ محدش هنا بيعرف يزغرط يا مدام أمال،، نفسي أسمع زغروطة تفرح قلبي
أجابتها بغرور ٠٠٠ للأسف يا هناء هانم،، محدش هنا بيعرف
قطع حديثها قاسم الذي صاح بصوتهِ ٠٠٠رقيه،،يا رقية
جائت رقيه علي عجلٍ وتسائلت بإحترام ٠٠٠أفندم يا قاسم بيه ؟؟
نظر قاسم إلي هناء بإحترام وأردف قائلاً ٠٠٠ هناء هانم حابه تسمع زغروطه حلوة !!
إبتسمت رقيه تحت إستشاطت تلك المغرورة التي تنظر بكبرياء إلي تلك العادات الجميله وتعتبرها عادات لا ترقي بمستواها الحالي
تحدثت رقيه بسعاده ٠٠٠إنتِ تؤمري يا هانم
وأطلقت رقيه الزغاريط واحده تلو الأخري تحت إنتعاش قلب هناء وسعادتها التي تخطت عنان السماء فرحً بصغيرها التي كانت قد فقدت الأمل بأن يتزوج ويكمل حياته كباقي البشر
أخرجت هناء من حقيبتها عٌلبه كبيرة وفتحتها وإذ بها طقمٌ من الألماس الحر نادر الصنع
ووجهته لولدها
وبدأ مراد بوضع أول حجر في بناء أساس رباطهِ الشرعي ليعلن للجميع عن ملكيتهِ الخاصه لتلك الجميلة نادرة الوجود
وضع الخاتم داخل أصبع يدها ثم رفعها وقربها من فمه ووضع قبله أذابت كلاهما تحت إرتعاش جسدها بالكامل،،إلتقت العيون وأنتفضت القلوب عشقً
تحرك سليم ليفض ذلك الإشتباك الذي إستشاط نارة ونار قاسم ولكنه عذر قلب ذلك العاشق الهائم
سحب يد شقيقته الرقيقة من قبضة ذلك المراد وأدخلها داخل أحضانه مباركً لها وتحدث ٠٠٠ ألف مبروك يا حبيبتي !!
ثم إقترب علي مراد وأحتضنه هامسً بقرب إذنهِ ٠٠٠ ماتهدي شويه يا عمنا،،لا وزعلان مني أوي وأنا بقولك كتب الكتاب يفضل كتب كتاب
إبتسم مراد وهمس هو الأخر ٠٠٠ أستر علي أخوك وألتمس العذر لقلبه العاشق
إبتعد إثنتيهم وتحدث صادق إلي ريم ٠٠٠ ألف مبروك يا دكتورة،،أنا كده خلاص بقيت مطمن علي الشركة في وجودك مع مراد
إبتسم مراد وأردف قائلاً بمرح جديداً علي شخصيته ٠٠٠ طب مش تطمن علي مراد الأول يا دكتور ؟؟
إبتسم صادق وأردف قائلا بحديثٍ ذات مغزي ٠٠٠ مراد عارف مراده ومقصده ومايتخافش عليه،،إنما الشركه هي اللي بقا يتخاف عليها من بعد إنشغالك عنها يا دكتور !!
ضحك الجميع بسعاده وأنقضي اليوم وغادر سليم مباشرةً بعد مغادرة عائلة صادق كي لا يٌعطي لوالدتهِ فرصه للحديث من جديد،،ولا يعطي لحالهٌ فرصه للرضوخ لها
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
قبل سفر سليم بليله واحده
كانت تجلس بغرفتها حزينه شاردة بعدما علمت من أسما أن ميعاد إقلاع طائرتهم غداً ،،وتجاورها نهلة التي تحدثت بنبرة مٌلامه ٠٠٠ كلميه يا فريده وقولي له إنك مسمحاه ومستنياه
تحدثت بهدوء عكس نارها المشتعله داخلها ٠٠٠ خلاص يا نهله مبقاش ينفع،، أنا وسليم حكايتنا خلاص إنتهت،،يمكن يكون اللي حصل ده خير لينا
وأكملت بهدوء ٠٠٠ أنا بعت له رساله لما لقيت تلفونه مقفول ،،لو كان لسه عاوزني أكيد كان هيكلمني
تنهدت نهله لحال شقيقتها وأردفت ٠٠٠ طب ما تروحي له الأوتيل اللي نازل فيه
وكرامتي يا نهله ؟؟ صاحت بها فريده بكبرياء
وأكملت بنبرة حزينه ٠٠٠ وبعدين هو غير مكان الأوتيل وقفل تليفونه،،هحتاج أيه اكتر من كده يثبت لي إنه خلاص نسيني وخرجني من حسباته
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
يوم الرحيل !!!
يوم الرحيل،،،يفضل لي أيه بَعدك،،يا غٌربتي في بٌعدك
كانت تقف بسيارة نجوي التي إستعارتها منها كي لا يتعرف إليها أحد،، إصطفت بالسيارة في الطريق المقابل للمطار لتكون بعيداً عن الأبصار
لمحت سيارة قاسم التي توقفت أمام المطار ،،نزلت منها ريم وتلتها أسما التي باتت تتلفت حولها متأمله وصول فريده بعدما أبلغتها بميعاد سفرهم
ثم وقفت سيارة مراد التي تعرفت إليه فريده وتذكرتهْ في التو
وترجلَ عَلي من السيارة وبدأ هو ومراد بتنزيل الحقائب معاً
وأخيراً نزل سليم
التي وما أن رأتهٌ تلك العاشقه حتي إنتفض داخلها معلنً عليها العصيان ،،إنفطر قلبها ونزلت دموعها الحارة لتعلن عن عدم قدرتها تحمل إبتعادهٌ عن أحضانها ،،
صرخ قلبها معنفً إياها وطالبها بالإسراع إليه والأرتماء داخل أحضانه ومنعهِ من الإبتعاد،،هي تريدهٌ،، تريد حبيبها بجانبها ،،ستفقد صوابها عند الإبتعاد
ولكن،،،ألا لعنة الله علي الكبرياء الذي حطم كيانها ودمر كيانه
إحتصن سليم والدهٌ وهو يترقب المكان ويمشطهٌ بعيناه تأملاً بحضورها،، أقسم داخله لو أتت سيلغي سفرهِ ويأخذها لأقرب مكتب مأذونٍ شرعي ويعقد عليها قرانهٌ في التو واللحظه،، ليأخذها وينطلقا بعيداً عن عيون البشر وتدخلاتهم البغيضه وليسبح معها داخل بحر عشقهما المميز
ولكنها كالعاده خزلته وأشعرته بخيبة أملٍ ليست بجديده عليه
ودع شقيقتهُ تحت دموعها الغزيرة ودلف لداخل المطار بجانب علي وأسما
وهٌنااااا،، صرخ داخلها متحدثً ،،،سليييييم ،،عٌد يا رجل ،، لا ترحل،،حباً في الله لا ترحل ،، تراجع يا رجل،،سأفقدٌ روحي في التوِ عند الرحيل،،أرجوك حبيبي فلتعد،، عٌد إلي أحضاني وأقسم بربي لم أمانع تلك المرة ،،عٌد حبيبي وأعقد قرانك بي وسأوهبك حالي في التو واللحظه،، ،،سينهي علِيّ الإشتياق يا فتي،،أين ضميرٌك سليم،، أطاوعك قلبك علي تركي بهذة السهوله،،أبتلك البساطه هنتُ عليك حبيبي ،،لا سليم ،،،لا تفعلها أرجوك
شهقت بصوتٍ عالي وقلبٍ نازف يصرخ مٌتألماً ،،غاب عن عيناها ودلف للداخل،،شعرت بأن روحها قد فارقتها للتو،، وضعت يدها فوق صدرها وأغمضت عيناها وبكت بمرارة ،، مرارة ملئت حلقها لتخبرها عن طعم أيامها القادمه !!
أما هو فقد إستقل الطائرة وجلس بمقعدهِ محطم الأمالِ ،،عائداً خالي الوفاض كما أتي !!!
***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين
بعد مرور ثلاثة أشهر !!!
كانت تتحرك برواق الشركه بخطوات واثقه متجهه إلي المصعد ،،ومنهٌ تحركت إلي مكتبها وجلست فوق مقعدها بهدوء،، فتحت جهاز الحاسوب لديها ،،وجدت رساله نصيه من الشركة الألمانيه،، تطالبها بالسفر العاجل لأجل إجتماعٍ هام يخص مستشاري الشركه ولابد من الحضور الفوري
إنتفض داخلها فرحً من فكرة رؤيتهِ من جديد،،فرصة إنتظرتها وباتت تحلٌم بها طيلة الفترة المنصهرة،، وها هي أتتها فرصتها ،،نعم كانت تنتظر تلك الفرصه ليجمعهما مكانً ولتسنح لهما فرصه للحديث وشرح كلاهما موقفه للأخر ،،وذلك بعدما هدأت النفوس ووضحت الرؤية
تحركت إلي مكتب فايز وأخبرته والذي وافق علي الفور،، وبدورها إتصلت بإحدي شركات الطيران وتحدد السفر بعد يومان،،،
يومان فقط وستري سارق قلبها وخاطف أنفاسها مرةً أخري !!!