اخر الروايات

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الثلاثون 30 بقلم حورية

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الثلاثون 30 بقلم حورية 


البـــارت الجديـــد الثلاثون
**************
مرّ اسبوعا كاملا ..ما أصعب الانتظارعليهم جميعا ...مازالت مهــا فى فراشها بالعنايه المرّكزه ..سبعة أيام زادتهم الما وغمّا ولهفة عليــها ...كان حسن لا يفارق الزجاج الشفاف يلصق رأسه به ..يتابعها ويتأملها ...قــلّ وزنه بشكل ملحوظ ..عيناه متورمتان ..يعيش هو أيضا فى عالم اخر ...فلندعو له ...
مــازالت الزياره ممنوعه و مازالت أشواقه ليلمسها ويقبّل رأسها لم تنتهى وتكف بعــد....
أفاق من شروده بها على صوت فتحــيه التى بالرغم من جبروتها وقوتها الا انها تذكرّت كل جميل فعلته معها تلك المخلوقه الراقده التى لا تدرى بأى شئ قـــط....فحزنت هى ايضا من اجلها!
قالت له بهدوء كئيب :-حسن ..فيه يابنى اتنين زمايلك هنا
رد عليها وقد اعتــدل فى وقفته ومازال ينظر الى مها بهدوء:-ماشى انا جاىّ
ربتت على كتفه بحنان ...وتركته ورحلــت....كانت تعلــم انه لا يتحمل أى ضغط عليه ..فكانت لا تطالبه حتى بتناول الطعام أو الشــراب...
أما هو نظر الى مها عبر الزجاج وقال وكأنه متيقّن من أنها تسمعه وتشعر به :-انا رايح يا حبيبتى خمس دقايق بس وجايلك تانى....والتفّ ليتجه اليهم ..تحرك خطوات بسيطه ...عاد مره اخرى اليها وعيناه تملأها الدموع :-هتوحشينى ...
وأخيرا اتجه اليهم ليجد علياء وفارس يقفان أمامه ...من العجيب أنه لم يبد أى تأثير برؤيته لها ...
أما هى فصعقت من مظهره ...وجهه الشاحب ...عيناه المتورمه من أثر البكاء ...الهذه الدرجه يحبها؟!...ويتألم من أجلــها...
احتضنه فارس وربت على كتفه ..ومن ثم أعطاه علبه من الشيكولاته الفاخره كان يمسكها بيده ..وقال له بحنان :-الف سلامه عليها يا حسن...ربنا يقومهالك بالسلامه يارب
حسن بامتنان :-الحمد لله على كل شئ ..تعبتوا نفسكوا
فاقت من شرودها على رده ..فقالت له هى بدورها :-الف سلامه عليها ...
ابتسم فى وهن حتى استأذنوا ورحلوا ...ورحل هو ايضا يلصق رأسه بالزجاج الشفاف ......
**********************************************
وفى الخارج كانت نهال تودع كريـــم ...
"صدقينى لو كنت اعرف أاجلها كنت أجلتها يا حبيبتى ..هتوحشينى"
قالت له بحب وبصدق:-ولا يهمك يا حبيبى ..تروح وترجعلى بالسلامه
كريـــم بحب وهو يقبل رأسها :-مع السلامه يا نونتى ...واتجه الى سيارته يقودها كمـــا يقول (الى المـــطار)...
أما هى لوحت له بيدها مبتسمه ..لا تعلم ما الذى يخطط له من ورائــها ...
ما ان استقل بسيارته حتى اتصل بوالدته وقال لها بهدوء حزين:-خلاص يا ماما ...صدقت عادى ..ثم تابع بسخريه:-مفيش مشاكل زى ما قولتى
نهله بفرحه :-مش انا قولتلك ..عشان تبقى تصدق اهو كده مره مسافر مره هتخرج مع صحابك وهتتقضى ....
كريم بحزن:-وتفتكرى هتقبل الوضع يعنى لما تكتشف الموضوع
نهله بضيق:-انت بتنكد على نفسك وعليا ليه ؟ ...ده انا مجوزاك واحده زى القمر تحل من على حبل المشنقه زى ما بيقولوا
قاطعها وهو يقول:-طب اقفلى عشان بتتصل
نهله بتساؤل:-نهال؟
كريم بسخريه :-لاء القمــر ..
كــانت شابه فى منتصف العشرينات(ملوك)...تزوجت فى سن صغيره...توفى زوجها فى عام زواجهما الاول منذ خمسة اعوام تقريبا ..ظلت تبكيه طيلة تلك السنين ...لديــها طــفل عمره اربع سنوات تقريبا ..ســـليم...وجدير بالذكر أن تلك الشابه البائسه عانت طوال تلك السنين بضغوطات من اهلها من أجل الزواج ...
كانت جميله بحق ...سمراء اللون ..ممشوقة القوام ..عيناها البنيه تخفى حزنا دفنته بداخلهما ...
حسنا ومالذى جعلها تقبل بكريم ؟!...أن تبقى مجرد زوجه ثانيه؟!...
اذا دققنا النظر فى كريم ..سنجده عريس (لقطه)..فمستواه المادى فوق المتوسط ...يملك شقه وسياره وصيدليه خاصه وبجانبها يعمل بشركة ادويه...وحيد والدته..وسيم جــدا..منذ الوهله الاولى ادركت مدى شغفه بالاطفال ...عند جلسته معها أو بالأحرى مع طفلها ســليم...
واولا واخيرا فسيبقى لها رجلا وسندا (ضل راجل ولا ضل حيطه)كما يقولون....
أحضر لابنها لعبه باهظة الثمن ..عرف كل شئ عنه ...منه هو..قضى الوقت فى تلك الجلسه يلعب معه ويكتشفا تلك اللعبه سويا ويالفرحته فى ذلك الوقت...
أما هى فعرف أسمها وعمرها والكليه التى تخرجت منها فقط وعرفت هى عنه نفس المعلومات ايضا واكتفت بها..
نعود للمكالمه الهاتفيه...
رد عليها بهدوء:-الو
ملوك بهدوء مماثل:-سلام عليكوا
كريم بابتسامه:-وعليكم السلام
ملوك بتساؤل:-بكره ان شاء الله هتيجى تاخدنى امتى بالظبط؟
كريــم بلطف:-الحمد لله
ملوك بتساؤل حقيقى:-فيه ايه ؟
كريم وقد أضكته سذاجتها:-مفيش ازيك ولا عامل ايه ؟
ملوك بابتسامه وصدق:-ازى حضرتك ؟
كريم وقد فتح فاه:-حضرتك !...احنا فرحنا بكره ثم تابع برسميه مضحكه:-يا استاذه ملوك
ملوك برقه:-ازيك يا كريـــم ...
كريم كان يتمتع بشخصيه جذابه,اجتماعيه,مرحه مع الجمـــيع...كان من الصعب عليه ان يتعامل ببرود أو عجرفه او تكبر مع احـــد لم يرتكب اليه مكروه....
فكان تعامله معها بتلك الطريقه طبيعى جدا ...
*****************************************
أما علياء وفارس ...علاقتهم توطدت قليلا فى ذلك الاسبوع ...مهلا..ليس كما تتوقعون..بعدما صممت اخته على ان تنال اعتذارا من علياء...عرض عليها فارس ذلك بلطف ...
(فلاش باك)
بعد انتهاء فترة العمل ..
فارس وهو يهرول باتجاهها :-انسه علياء ..انسه علياء ...
علياء وقد استدارت له وقالت بدهشه:-مستر فارس..حضرتك بتنادى من بدرى؟
فارس وهو يلهث:-من بدرى اوى ثم ابتسم وتابع:-كنت عايزك فى موضوع ..
وقالت بتساؤل:-موضوع ايه؟
لاحظ هو توترها ...لم يفهم سببه بالمــره ..تجاهله وقال لها بأدب:-دلوقتى عائشه اللى انتى زعقتيلها امبارح ديه ..تبقى اختى ..لم يلاحظ منها أى اندهاش...فقط زال توترها ..فتابع هو:-هيا عايزاكى تعتذرللها...
قاطعته بانفعال وغضب وابتدت (الردح):-نعم اعتذر لمين حضرتك ..انا مغلطش عشان اعتذر وحتى لو كنت غلط مره فهى غلطت الف مره لانها معترفتش بالغلط اللى هيا عملته
فارس بحرج:-انا بقولك كده لانك لو معملتيش كده ..هتوصل هيا الموضوع لرئيسى ورئيسك ...
علياء بتعجب:-نعم!
فارس بحرج وقد اخرج منديلا يمسح به عرقه الذى بدأ يتصبب منه:-ديه اختى الصغيره ومديرى ومديرك يبقى عمنا ...
علياء وقد استوعبت ما يحدث...قالت له بضيق واقتضاب وتبتسم ابتسامه صفراء:-خلاص شكرا لحضرتك...انا هتصرف ...
بعدها بيوم احضرت لها على مضض باقة زهور و وضعتها على مكتبها مع كارت صغير مكتوب فيه امضاء من عليـــاء...كانت عائشه تستعد لزفافها فاكتفت بتلك الباقه ..وانتهى الامر!...كانت تودّ أن يعود الزمن خمس دقائق قبل ان تمسك بها عائشه وتبتسم فى انتصار...لتأخذ الباقه وتعيدها الى المحل مره اخرى... وتحافظ على كرامتها ...ولكن ماذا ستفعل؟!(أكل العيش)...
وبعدها عادت علاقتها كما كانت مع ذلك الفـــارس وذهبت معه لزيارة مها ...
*******************************************
"بجد يا دكتور ...انت بتكلم بجـــد"قالها حسن وهو يمسك بياقة الطبيب وعلى وجهه ابتسامه عريضه ...أمسك به الطبيب وهو يراه يهرول باتجاه غرفة العنـــايه..وقال له بابتسامه:-يا استاذ اهدى شويه استنى بس...لحد ما الممرضه تجبلكم الcovers..ثم اردف الطبيب:-بس حد واحد بس اللى هيدخل مينفعش كلكوا ...
وقف حسن فى يأس ينظر الى مايسه ...
نظرت له مايسه باشفاق وقالت له بحنان:-ادخل انت الاول يابنى
لاحت ابتسامته مره اخرى وذهب اليها ...امسك بيدها وقبلها وقال لها بامتنان:-شكرا يا امى
هنـــــا مصت فتحيه شفتيها فى ضيق ...ونظرت لحسن وكأنها تقول له"يالك من أحمق !..الى من تتوسل ؟!..أنت زوجها وفى كلتا الاحوال ..أنت الأحق بالدخول اولا اليها .."
مابك يا امرأه؟!...من الأحق؟!...زوجها أم والدتها التى ظلت فوق الاسبوع تحترق ...تاره الما على ابنتها ...وتاره اغتياظا من زوجها الذى سمح لها بالنزول فى وقت متأخر!
وأخيرا دخـــل حسن اليها ...اقتــرب من الفراش بخطوات بطيئه...امعن النظر جيدا فى وجهها...ياله من وجه شاحب هزيـــل !..أمسك بيدها وأحاطها بيده ..نظر اليها وقال والدموع تترقرق داخل عيناه :-مها..الف سلام عليكى يا حبيبتى ...وحشتينى اوى اوى ...وحشتينى يا ام العيال...هنا سقطت الدموع من عيناه أخيرا لتستقر على يديها ...تابع فى حنان بالغ :-انا غلطان فى كل حاجه ..انا اسف يا حبيبتى ...
لحـــظات...اخذت تفتح عيناها ببطئ شديد ...انتفض من محله ...تملكّه شعور قوىّ بأنها تسمعه الان ...تشعر به ...تابع :-قومى يا مها...قاومى ...انتى قويه ..قويه جدا أقوى من أى حاجه ...انا جمبك...
وكأن كلامه حفّز عقلها الباطن ليجلب لها كلام ســهى عندما كانت تقول لها انتى قويه وتستطيعى تحدى كل الظروف لتحصلى على ما تريدى يا مـــها....فلتتحدى الان مرضــــك...
هنا نطقت مها فى وهن وبصوت مبحوح متقطع:-ح...ح...سن..ح.س..ن
لا استطيع الان ان اصف لكم كيف كان حاله ...مشاعر مختلطه ودّ أن يضمها الان بقوه ..قال لها بلهفه:-أنا هنا يا مها أنا معاكى
اردفت هي:-الع....ي...ال...الع...يال ...ك...كو ...كويسين...
رد عليها مطمئنا:-كويسين ...محتاجينك كلنا يا مها ...هنـــا كانت مايسه ترقص فرحا بالخارج هى ومن بالخارج جميعا وتشير له بأن يخرج لتدخـــل هى...
استجـــاب لهـــا ...وخرج بعدما طبع قبله رقيقه على يد مها التى كان يمسك بها....
أسرع باتجاه الطبيب ..طمأنه انها سوف تخرج من العنايه المرّكزه فى خلال يومين تقريبا وجيناها ستمكث بالمستشفى بضع أيام لتعود مره اخرى الى بيتها...معــه ...
******************************************
"ما هو متجوز عليا" قالتها أم احمد بلهجه تركن الى الصعيدى قليلا ...امرأه تأتى الى نهال كل اسبوع تقريـــبا لتنظف لها المنزل....
قالت لها نهال بفضول:-وانتى يعنى يا ام احمد مش بتغيرى على جوزك ..يعنى كده ..يعنى
ضحكت أم احمد وهى تمسك بقطعه من القماش تمسح بها منضده امامها:-اغير على ايه يا حسره..اللى خدته الجرعه تاخده أم الشعور ...ثم اردفت بابتسامه وكأنها تتخيله امامها:-وبعدين ما بيرتحش الا معايا انا ...
كادت نهال ترد عليها"واجوز ليه امال"..ولكنّها فضّلت الصمت ...فلماذا تجعل المرأه تنقلب على حياتها ..
وكأن ام احمد كانت تسمعها ...فردت عليها بابتسامه:-ايكّش هيا فراغة عين بس ..
ابتسمت نهال و قالت لها :-طب يلا عالمطبخ ..خلاص الاوضه ديه خلصـــت...
*********************************************
أما احـــمد وساره...نظرا للظروف التى تمر بها مها..كانت ساره بجانبها فى المستشفى دائما ..كانت حزينه بحق من أجلها...شعر احمد بحقيقة ذلك فكان يخفف عن ساره دائما ..حتى تحسنت الامور بينهما كثيرا ...والان تقريبا لا يوجد ما يعكر صفو حياتهم ...
********************************************
ايمن مازال بالخارج ..اميره هى وحدها وعلىّ من نزلوا الى مصر...كانت تفتقده جدا وتتمنى ان يكون بجانبها فى ذلك الوقت ..بالطبع كان يؤازرها بالهاتف ...ولكن اسلاك الهاتف احيانا تعجز عن التعبير بالمشاعر كما ينبغى...
النقود من منعته ....
**********************************************
غدا ان شاء الله ..عقد قران كريم وملوك وزفافهما فلننتظر ..هل سيمر بسلام؟!.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close