رواية وتكالبت عليهما الذئاب الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي
الفصل الثانى
كان داوود مازال يجلس بصحبة والديه و الغضب يعلو ملامحه لتقول له امه
ليلى : نفسى اعرف انت مالك راسم الغضب ده كله على وشك ليه
داوود : لانك مصممة تعملى مشاكل و تضايقى رنيم ، رغم ان انا و جدى محذرينك من الحكاية دى اكتر من مرة
ليلى بتهكم : كل ده عشان زعلت السفيرة عزيزة
عابد بضيق : وبعدهالك يا ليلى .. خفى شوية
ليلى : هو انا غلطت عشان عاوزاها تحترم اسم العيلة و شرفها
داوود : و هى مست شرف العيلة فى ايه انا مش فاهم
ليلى بسخرية : اصلك مش عارف الناس بتقول ايه عليها ، و خصوصا بعد جواز الزفت اللى كانت هتهرب وياه
داوود باستنكار : ناس ايه و كلام ايه اللى بتتكلمى عنهم ده ، ماحدش ابدا له علاقة بينا و لا بحياتنا
ليلى بامتعاض : حتى لما يقولوا انه راح اتجوز واحدة تانية بعد ما اخد غرضه منها و رماها
ليهدر داوود بغضب و هو يضر.ب بشدة على المائدة قائلاً : ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده
ليلى ببرود : و انا مالى .. هو انا اللى قلت ، اهى الناس هى اللى بتتكلم
داوود بصراخ : ناس مين دى ، و ازاى تسكتى على الكلام الفارغ ده
ليلى : و انا ايش عرفنى
عابد بهدوء : و انتى ازاى تسمحى لحد انه يتكلم عنها بالشكل ده يا ليلى
ليلى : انا مش هكمم الناس و امسك لسانهم ، الأولى اننا نربى بنتنا
داوود : رنيم متربية احسن تربية و حضرتك عارفة ده كويس اوى
ليلى بتهكم : نفسى اعرف انت واخد الموضوع ده على اعصابك اوى كده ليه
داوود : متهيالى حضرتك عارفة كويس اوى اجابة سؤالك ده
ليلى بغيظ : انت لسه بتفكر فيها بعد كل اللى عملته ده ، بعد ما سابتك و راحت للولد النصاب ده
داوود بجمود : رنيم عمرها ما كانت معايا من الاساس عشان تسيبنى ، و ماتنسيش كمان ان حضرتك اللى عرفتيها على النصاب ده
ليلى بتردد : و انا مالى ، هو اى حد اعرفه عليها تروح باى معاه كده من غير ماتفكر فى اهلها
داوود : قصر الكلام يا ماما .. من فضلك مش عاوز سيرة الموضوع ده تيجى مرة تانية و لا حتى بينك و بين نفسك ، و ياريت نراعى الحالة النفسية بتاعة جدى قبل العملية
اما بغرفة المكتب فكان المنشاوى يقول لرنيم : انتى عارفة ان خالك مابيفكرش غير فى الشغل ، يمكن يكون شايل عنى كتير و كتير اوى كمان ، لكن فى حاجات تانية ماحدش بيعرف يعملها غير داوود
رنيم : حاجات زى ايه يعنى
المنشاوى : حاجات كتير يا بنتى هتفهميها شوية بشوية ، لكن اهم حاجة دلوقتى هى الحماية
رنيم باستغراب : دى تانى مرة تقوللى الكلمة دى ، حماية من مين بس انا مش فاهمة
المنشاوى : من الكل يا رونى ، انتى مطمع لناس كتير متلجمين و واقفين بعيد لمجرد خوفهم منى و من داوود ، و الدليل على كده ان معتز حاول يخليكى تبعدى عننا عشان يستفرد بيكى
رنيم : ممكن بلاش السيرة دى دلوقتى
المنشاوى : حاضر يا بنتى ، بس لازم تفهمى انك مش قليلة ابدا ، بالعكس انتى مطمع لناس كتير ممكن ماتتخيليش اصلا انهم ممكن يطمعوا فيكى
ناس تقابلك و تظهرلك الحب و الود و هى من جواها ماليها الحقد و الطمع
رنيم : ليه يا جدو ، هو انا ماتحبش للدرجة دى
المنشاوى ضاحكا : انتى .. ده انتى تتفرش لك قلوب الفرسان على الارض
رنيم بحيرة : اومال ايه كلامك ده
المنشاوى بحب : كلامى ده عشان تاخدى بالك و حذرك ، و تقدرى تفرقى بين الناس اللى بتحبك بجد ، و الناس اللى قربها منك مش اكتر من مصلحة و بس
و مهما روحتى و اللا جيتى .. مش هتلاقى حد يحبك بعدى زى داوود
رنيم بسخرية : داوود مابيحبش حد
المنشاوى : طب ازاى بتقولى كده و هو بيعمل كل اللى بيعمله ده عشانا كلنا
رنيم : انا عارفة انه بيحبك و اكتر واحد بياخد باله منك .. حتى اكتر منى كمان ، بس …
المنشاوى مقاطعا : بس انتى مش مدياله فرصة ابدا انه يوريكى هو بيحبك اد ايه
لتبتسم رنيم بتهكم ، ليقول المنشاوى مرة اخرى : طب لو هو زى ما بتقولى كده .. تقدرى تقولى ليه عمل كل اللى عمله ده عشان يحميكى من معتز
رنيم باحباط : مش قلت لحضرتك بلاش السيرة دى دلوقتى
المنشاوى : طب ممكن قبل ما اقفل السيرة دى نهائى اسالك سؤال و تجاوبينى عليه بصراحة
رنيم : سؤال ايه
المنشاوى : كنتى هتقدرى تتجوزى فعلا من غير موافقتنا كلنا ، كنتى هتقدرى تبعدى عننا زى ما هو كان عاوز ، كنتى مصدقاه للدرجة دى و هو ماحاولش ولا مرة انه حتى ييجى يتقدملك رسمى ، ازاى صدقتيه بالشكل ده
رنيم باستنكار : دى سلسلة اسئلة يا جدو مش سؤال واحد
المنشاوى : لو كنتى سافرتى و موتت و انتى بعيدة عنى كنتى هتعملى ايه
لترتمى رنيم باحضان جدها مرتعدة قائلة : لا يا جدو .. بلاش تقول كده مرة تانية ، الف بعد الشر عليك ، ده انا كنت اموت معاك
المنشاوى : و ده سبب تانى انى اجوزك لداوود امبارح
رنيم : مش فاهمة
المنشاوى : خفت عنادك يخليكى تبعدى عنى و اموت و انتى بعيدة ، و تفضلى عايشة الباقي من عمرك و انتى بتلومى نفسك على بعدك عنى
رنيم بجزع : بعد الشر عليك ، ان شاء الله هتقوم بالف سلامة
ليضغط المنشاوى على كفها و يقول : داوود لو طال يجيب لك لبن العصفور هيجيبهولك ، و هو برضة اللى هيقدر يقف فى ضهرك قدام الكل وقت ما اسيبك و ارجع لربنا
رنيم برهبة : تانى ياجدو
المنشاوى : يابنتى اسمعى كلامى
بعدم اقتناع : ايوة يا جدو .. بس داوود …
المنشاوى : ماتكملى .. ماله داوود
رنيم بتردد : يعنى يا جدو ، علاقاته كتير و …
المنشاوى : طب ماهو لازم تبقى علاقاته كتير جوة و برة كمان ، انتى ناسية مركزه و شغلنا بيخلينا نقابل مين و نعرف مين
رنيم بامتعاض : ياجدو مش ده قصدى
المنشاوى : طب قوليلى قصدك
رنيم و هى تنظر بعيدا : اقصد علاقات نسائية
المنشاوى بذهول : مين ده .. داوود ، انتى جيبتى الكلام الفارغ ده منين
رنيم بامتعاض يعتليه لمحة من الحزن : مش كلام فارغ ابدا ، و ياما شفته بعينى و هو سهران مع ستات و بنات و فى منهم اجانب كمان
المنشاوى : اكيد عملا عندنا و بيبقى عشاء عمل
رنيم : و عشاء العمل ده يسمحله انه يرقص معاهاهم و يحضنهم و كمان .....
المنشاوى بفضول : سكتتى ليه ماتكملى .. ايه اللى بيحصل تانى
رنيم و هى تطحن ضروسها : و يبوسهم يا جدو
المنشاوى : لا طبعا مايصحش ، لكن ممكن يكونوا احرجوه مثلا
رنيم : انت علمتنى ان الكلام ده مافيهوش احراج ، و اللا يعنى عشان هو راجل و انا بنت
المنشاوى : لا يا بنتى ، الحلال و الحرام مافيهوش راجل و ست ، بس برضة لازم نسمع منه
رنبم بشهقة : اوعى تقول له انى قلتلك حاجة
المنشاوى و هو يطمئنها و يربت على كف يدها بحنان : لا ياحبيبتى ماتخافيش ، انا هتصرف بطريقتى .. ماتقلقيش ابدا
بس برضة الحكاية دى مالهاش علاقة باللى قلته لك
رنيم : انا مش فاهمة حضرتك خايف عليا من ايه و اللا من مين بالظبط
ليصمت الشناوى قليلا ثم يتنهد و يقول : خايف عليكى من كل اللى حواليكى يا بنتى ، و من الدنيا بحالها ، خايف عليكى من طيبتك الزيادة اللى بتخلى الناس تطمع فيكى
خايف من بعد ابوكى عنك ، و يمكن اخاف اكتر من قربه
رنيم : تخاف عليا من قربه ازاى يعنى ياجدو ، انا مش فاهمة حاجة خالص
المنشاوى : مش هقدر اوضحلك اكتر من كده دلوقتى ، لكن عاوزك دايما تبقى فى ضهر داوود و تدعميه فى كل قرار ياخده بخصوصك حتى لو شفتى وقتها انه مجرد تحكم او انه حاجة مش مهمة
لتنظر له رنيم فى صمت و هى لا تعى سبب لكل هذا الحديث ، لتجده يقول بتشبث : اوعدينى تنفذى كل اللى قلتلك عليه
رنيم : انفذ ايه بس يا جدو انا مش فاهمة اى حاجة اصلا
لينهض الشناوى من جلسته قائلا : اوعدك انك هتفهمى كل حاجة لوحدك
ليسمعا دقا على الباب ليسمح المنشاوى للطارق بالدخول .. فيجده عابد الذى اطل برأسه قائلا : كنت محتاج اعرض عليك شوية حاجات قبل ما اطلع على المصنع
المنشاوى : تعالى يا عابد ، و روحى انتى افطرى يا رنيم .. انتى مافطرتيش لسه و ما اتعشيتيش كمان امبارح
رنيم : هو حضرتك مش خارج النهاردة
المنشاوى : لأ .. انا هريح النهاردة و داوود و خالك هم اللى هيروحوا المصنع
عابد : داوود مشى من حوالى نص ساعة و قال انه هيكلمك من هناك ، و اما هيخلص شغل ، هيروح على طول عشان يجيب يقين
رنيم بدهشة : هى يقين جاية النهاردة
عابد : ايوة .. بتقول الرحلة ماعجبتهاش ، فقررت ترجع
رنيم : حد برضة يقطع رحلة للساحل فى الجو ده
عابد بمرح : مانتى عارفة صاحبتك مجنونة
المنشاوى : و هى راجعة لوحدها
عابد : لا .. معاها اتنين من صاحباتها
رنيم : طب انا هروح افطر
المنشاوى : و خليهم يبعتولنا قهوة من فضلك
رنيم : حاضر يا جدو
لتعود رنيم الى الخارج لتطلب افطارها من احدى الخادمات قائلة : معلش يا هاجر مالحقتش افطر ، لو ممكن تعمليلى سندوتش و النسكافية بتاعى ، و جدو و خالو فى المكتب عاوزين قهوة
و بعد انصراف الخادمة تنجه الى التراس لتشتم بعض الهواء لتجد ليلى تجلس هناك هى الاخرى ، و قبل ان تهم للعودة مرة اخرى الى الداخل تسمع ليلى و هى تقول لها : ايه يا رنيم .. رجعتي ليه لما لقيتينى هنا
رنيم بحرج : ابدا يا طنط ، بس حبيت اسيبك براحتك
ليلى : لا ماتقلقيش .. مش هتضايق ، الا لو كنتى انتى اللى مش حابة تقعدى معايا
لتقترب رنيم من مقعد امام ليلى و تجلس وهى ترسم ابتسامة باهتة على وجهها لتباغتها ليلى بقولها : يا ترى عرفتى ان معتز اتجوز
رنيم بجمود : ايوة
ليلى : عرفتى امتى
رنيم : امبارح بالليل
ليلى : يارب تكونى فهمتى انه ولد لعبى و كان بيلعب بيكى
رنيم : ماكنتش اعرف انه كده
ليلى : النادى كله عارف سمعته من زمان
رنيم بترصد : و لما حضرتك عارفة عنه كل ده .. ليه عرفتينى عليه و فضلتى تقوليلى فيه اشعار وقتها
ليلى : مجاملة مش اكتر
رنيم بتهكم : دلوقتى بقت مجاملة ، ثم المجاملة دى المفروض تبقى قدامه مش بينى و بينك كمان
ليلى : تقصدى ايه بكلامك ده
رنيم : اقصد ان حضرتك فضلتى فترة كل ماتشوفينى تقوليلى فيه اشعار و شجعتينى كمان انى اقرب منه لانى هتعلم منه حاجات كتير على حسب تعبيرك .. يا ترى كلامك ده كمان كان مجاملة
ليلى ببعض الحدة : و انا هيبقى ايه مصلحتى انى اقربك منه و هو ولد مش كويس
رنيم و هى تنهض من جلستها : الحقيقة ده سؤال مسيرى هعرف اجابته بنفسى .. بعد اذنك يا طنط
لتتركها رنيم و هى تعود الى الداخل لتجد هاجر امامها و هى تحمل لها افطارها مرفق بمشروبها المفضل ، فتتناوله من يدها و هى تقول : انا برة فى الجنينة يا هاجر لو جدو سال عليا
هاجر : حاضر يا انسة رنيم
اما باليونان فكان سليم والد رنيم يجلس بمنزل فخم للغاية و هو يتناول طعامه بصحبة زوجته نانسى و ابنتيه سيلا و سالى ، و كانت نانسى تقول : انا مش موافقة ابدا على اللى انت بتعمله ده ، نفسى افهم ليه كل مابتشترى حاجة بتشتريها باسم رنيم
سليم بعدم اهتمام : لان رنيم معروف مين جدها و وزنه ايه و ثروته ايه ، و ماحدش ابدا هييجى فى باله ان دى فلوسى انا
نانسى : ماتفرقش ابدا
سليم و هو يترك مقعده : تفرق كتير اوى ، انتى بس اللى مش عاوزة تفهمى
و عند ابتعاده تلحق به نانسى قائلة : طب ماتفهمنى
ليمسكها سليم من ذراعها ببعض الحدة و هو يقول بتوعد : كام مرة نبهت عليكى انك ماتتكلميش فى الحاجات دى قدام سالى و سيلا
لتنفض نانسى ذراعها من بين اصابعه قائلة بتهكم : انت كمان مش مركز و لا شايف ، ماهم حاطين الهاند فرى على ودانهم و مش معانا من اساسه
سليم بتحذير : و لو ، حتى لو اللى بتقوليه ده مظبوط ، برضة لازم تنتبهى
نانسى بامتعاض : المرة الجاية هاخد بالى ، ممكن بقى تفهمنى
سليم : انتى عارفة كويس اوى ان مرتبى من الوظيفة مايسمحش ابدا انى اشتري كل الارض دى ، و ان لو حد انتبه للحكاية دى هيبقى سين و جيم
نانسى : طب مانا قلتلك مافيش احسن من بنوك سويسرا
سليم : و انا مش هفضل عمرى كله بتنقل من بلد لبلد ، ثم الارض سعرها بييتضاعف ، انما البنوك .. مانتى فاهمة
نانسى : طب و اخواتها و انا ، ازاى يعنى التفرقة دى
سليم : انا مفهم رنيم كل حاجة ، و هى عارفة كويس ان الاراضى كلها مجرد امانة عندها
نانسى بتهكم : و انت بقى تضمن منين انها لو اتجوزت .. جوزها مايطمعش فى كل حاجة و يشيل الجمل بما حمل ، و تلاقى نفسك فى الاخر يا مولاى كما خلقتنى
سليم : و انتى يعنى شايفاها قايمة تنجوز الصبح ، يوم مايحصل حاجة زى دى اكيد هاخد ضماناتى
نانسى : انت لازم تنزل مصر يا سليم ، و تمضيها على عقود بالبيع و الشرا ، انا مش فاهمة ازاى لحد دلوقتى مش مخليها تعمل لك توكيل رسمى
سليم بسخرية : و انتى بقى فاكرة المنشاوى اهبل و هيوافق على حاجة زى دى
نانسى : و هو ماله .. ده انت ابوها
سليم : ده انا لما لمحتله بس بالحكاية دى عشان اعرف اشتريلها الحاجات اللى بشتريهالها ورانى وشه التانى و قالى فيما معناه .. العب غيرها ، و ان اى حاجة عاوز اشتريهالها .. اكلم المحامى بتاعه و هو يتصرف
و بينى و بينك لقيتها اسلم و اامن ، لانها بالطريقة دى هيبان ان المنشاوى هو بنفسه اللى اشترى كل الارض دى لرنيم مش انا
نانسى : طب و هو كان معترض ليه
سليم : ماتنسيش ان بعد موت امها المنشاوى كتبلها حاجات كتير اوى باسمها ، و طبعا لو معايا توكيل .. التوكيل مش هيفرق ما بين اللى منه و اللى منى
نانسى بامتعاض : هو انت يعنى هتسرقها
سليم : طول عمره مابيحبنيش .. من وقت ما اتجوزت علية الله يرحمها و كنت حاسس انى على طول واقف فى زوره حتى من قبل بنته ماتموت
نانسى : طب و العمل
سليم : عمل ايه بس ، انتى شاغلة بالك ليه بس بالحكاية دى
نانسى بحدة : تانى يا سليم ، دى فلوسى و فلوس ولادى
سليم بتحذير : الفلوس دى فلوسى انا يا نانسى ، اما ابقى اموت تبقى فلوسك انتى و ولادى كلهم .. مش سالى و سيلا بس
نانسى : ماتنساش انك برضة شارى حاجات تانية باسم رنيم
سليم : و برضة بشترى لبناتك ، و ماتنسيش ان رنيم ماشافتنيش من سبع سنين دلوقتى
نانسى : انا مش مانعاك عنها
سليم : شغلى التانى هو اللى مانعنى و انتى عارفة ده كويس ، فبلاش حرجمة على خراب عشنا كلنا يا حبيبتى ، و ماتستعجليش .. كلها اقل من سنة و هطلع معاش و كل الحاجات دى هتتحل لما نرجع مصر
ليتركها و يتجه الى الاعلى قائلا : هغير هدومى عشان عندى مشوار شغل مهم
نانسى و هى تلحق به : فى السفارة و اللا
سليم بمكر : و اللا طبعا .. فى عملية جديدة بس شكلها كبيرة اوى
نانسى : خد بالك على نفسك يا سليم
سليم : ماتقليش .. كله تحت السيطرة
اما بمصنع المنشاوى فكان داوود بمكتبه حين دخل عليه عابد و ناوله حزمة من الاوراق قائلا : خد يا داوود .. ده الورق اللى جدك مضاه الصبح
ليتناول داوود الاوراق و يدقق النظر بها قائلا : هبعت العرض بتاعنا حالا مع المحامى
عابد : طب ماتروح انت تسلمه
داوود : مش مستاهلة ، و كده كده ان شاء الله المناقصة من نصيبنا ، انا عرفت ان ماحدش دخلها من الناس التقال ، و بعدين المحامى اهل للثقة ماتقلقش
عابد : اللى تشوفه
ليستدير عابد استعدادا للانصراف قبل ان يقول داوود بتردد : باباا
لينظر اليه عابد بفضول ، فيقول داوود برجاء : خلى ماما تخف عن رنيم شوية
عابد : ما انت عارف مامتك .. اللى فى دماغها فى دماغها
داوود : انت مش ملاحظ هى بتعاملها ازاى ، ايه اللى قلبها عليها بالشكل ده ، دى لحد سنة فاتت .. كانت على طول بتعاملها زى يقين بالظبط و يمكن احسن كمان
عابد بعدم اهتمام : كبر دماغك و سيبهم يتصرفوا مع بعض ، احنا عندنا شغل مهم و مش فاضيين للكلام الفاضى ده
لينظر داوود الى ابيه نظرة يأس صاحبها صمت مطبق حتى انصرف عابد و اغلق الباب من دونه ، ليسمع داوود رنين هاتفه ليجد ان يقين هى من تحدثه ، فالتقط الهاتف و فتح الخط و قال : ازيك يا يقين
يقين : الحمدلله بخير انت عامل ايه
داوود : تمام .. بقيتى فين دلوقتى
يقين : قدامنا حوالى ساعة و نوصل كفر سعد
داوود : انتو فى عربية كام
يقين : خمسة
داوود : تمام : هتنزلوا من القطر تلاقونى مستنيكم ، و ياريت مانتمشاش فى القطر و ننزل من عربية تانية غير اللى راكبين فيها
يقين ضاحكة : لولا نبهت عليا كنت هعمل كده ، بس معلش بقى .. خيرها فى غيرها
داوود : يارب نعقل ، هقفل معاكى عشان الحق اخلص اللى ورايا و ما اتاخرش عليكى
يقين : طب لو مشعول ابعتلى السواق ياخدنا و خلاص او حتى اخلى رنيم تجيلى
داوود بجمود : لأ .. و ياريت ماتحاوليش تطلبى من رنيم انها تخرج معاكى فى اى حتة يا يقين
يقين بشك : هو حصل حاجة
داوود منهيا النقاش : بعدين بقى خلينى الحق اخلص و اجيلك .. ياللا سلام
اما بفيلا المنشاوى .. فبعد ان انصرف عابد متجها الى المصنع .. خرج المنشاوى من غرفة مكتبه باحثا بعينيه عن رنيم حتى وجد هاجر تقف امامه قائلة : تحب اعمل لحضرتك حاجة تشربها
المنشاوى : شكرا يا هاجر ، بس هو ماحدش هنا و اللا ايه
هاجر بخفوت و هى تشير الى الشرفة : مدام ليلى قاعدة فى التراس ، و انسة يقين خرجت تفطر فى الجنينة
المنشاوى بابتسامة : قاعدة عند النافورة برضة
هاجر بنفى : المرة دى قاعدة عند البيسين .. تحب اندهها لحضرتك
المنشاوى و هو يتجه الى الخارج : لا يا بنتى ماتتعبيش حالك ، انا هخرج اقعد معاها برة
ليتجه المنشاوى الى موضع جلوس رنيم بالقرب من حوض السباحة .. و ما ان اقترب منها حتى قال بفضول : خالفتى عادتك يعنى و مش قاعدة جنب السمك بتاعك
رنيم بانتباه واجم : يعنى
المنشاوى و هو يجلس الى جوارها : يعنى ايه بقى .. مالك
رنيم بامتعاض : اصل طنط ليلى قاعدة فى التراس
المنشاوى : و انتى مالك و مالها
رنيم : هى اللى مالها و مالى يا جدو
المنشاوى : لو على الكلمتين اللى قالتهم على السفرة ..
ىنيم بمقاطعة : ما استكفتش بيهم يا جدو
المنشاوى بفضول : هى ضايقتك تانى
رنيم : حاولت ، و انا قصرت الدنيا عليا و عليها و سيبتها و خرجت على هنا ، و لو كنت قعدت عند النافورة كانت برضة هتبقى فوق دماغى ومش هخلص
المنشاوى : فهربتى على هنا
رنيم بدهشة : هربت !
المنشاوى : مالك مستغربة الكلمة اوى كده ، ايوة هربتى
رنيم : مش حقيقى .. انا بس مش عاوزة اعمل مشكلة معاها ممكن تاثر بعد كده على خالو و داوود و يقين كمان ، و يقين كلها حاجة بسيطة و توصل ، مش عاوزاها تيجى تلاقى الجو مكهرب ما بيننا
المنشاوى بتفهم : عندك حق فى دى
رنيم : جدو .. هو انت لازم تعمل العملية ، اقصد يعنى .. مافيش حل تانى
المنشاوى : و الله يا بنتى حاولت اهرب منها كذا مرة ، بس شكلها المرة دى مافيش هروب
رنيم برهبة : انت تعبان للدرجة دى
المنشاوى بابتسامة : ماتخافيش كده .. ماحدش بياخد غير نصيبه ، و المكتوب مامنوش هروب
رنيم : انت بتطمننى و الا بتخوفنى بزيادة
المنشاوى : بطمن نفسى بيكى يا رنيم …..
رنيم : حاسة انك عاوز تقول لى حاجة و متردد
المنشاوى : مش عاوزك تزعلى منى
رنيم: تقصد بسبب اللى حصل امبارح
المنشاوى بنفى : لأ يا بنتى ، ده اللى حصل امبارح ده يمكن لو ربنا ادانى عمر .. اكيد هييجى يوم و تشكرينى عليه
رنيم : اومال ما ازعلش منك فى ايه
المنشاوى : فى اللى هقوله لك دلوقتى
رنيم : خير يا جدو
المنشاوى : انا عارف انك طيبة و قلبك ابيض ، و عشان كده دايما ببقى قلقان عليكى من الناس ، و عشان كده عاوزك تاخدى حذرك كويس و انتى بتتعاملى مع … ابوكى و مراته و حتى اخواتك كمان
رنيم : فى ايه يا جدو
المنشاوى : اسمعى اللى بقولهولك و خليكى فاكراه من غير اسئلة كتير لانى يمكن ما اقدرس اجاوبك عليها دلوقتى
لو حصل لى حاجة .. ابوكى هينزل مصر ، و يمكن يحاول ياخدك معاه
رنيم : بعد الشر عنك ، بس هو انت معتقد ان مراته ممكن توافق انى اعيش معاهم
المنشاوى بغموض : هتوافق
رنيم برفض : ما اعتقدش ابدا
المنشاوى : اوعى توافقى تمضى له على اى حاجة من غير ما داوود يبقى معاكى ، و اوعى يطلب منك توكيل و تعمليه له .. مفهوم
رنيم : ايوة يا جدو .. بس حضرتك عارف ان الارض اللى اشتراهالى كلها بتاعته هو و قاللى من الاول انه هيستردها من تانى اما يرجع مصر
المنشاوى : و يوم مايحب يستردها .. المحامى بتاعنا هو اللى هيعمل كل الإجراءات برضة ، و صدقينى .. فى حاجات لو كنت عرفتها من زمان ماكنتش وافقت ابدا انه يخلى الحاجات دى باسمك مهما حصل ، فيوم مايحب يسترد حاجته المحامى يتولى كل حاجة وياريت ترديله كمان اى حاجة تانية جابهالك ليكى انتى .. غير الارض
ىنيم بشك : هو بابا عمل حاجة ، او قال لك حاجة زعلتك منه للدرجة دى
المنشاوى : سيبي كل حاجة لوقتها يا بنتى ، بس اوعى يا رنيم تسمحيله ياخد جنية واحد من ممتلكات المنشاوى
رنيم : هو ليه كلامك النهاردة كله معايا بالالغاز بالشكل ده
المنشاوى : للاسف فى حاجات ما اقدرش اتكلم فيها و لا افسرها اكتر من كده
………………….. دعوة حلوة بقى من قلوبكم
ميمي عوالي
كان داوود مازال يجلس بصحبة والديه و الغضب يعلو ملامحه لتقول له امه
ليلى : نفسى اعرف انت مالك راسم الغضب ده كله على وشك ليه
داوود : لانك مصممة تعملى مشاكل و تضايقى رنيم ، رغم ان انا و جدى محذرينك من الحكاية دى اكتر من مرة
ليلى بتهكم : كل ده عشان زعلت السفيرة عزيزة
عابد بضيق : وبعدهالك يا ليلى .. خفى شوية
ليلى : هو انا غلطت عشان عاوزاها تحترم اسم العيلة و شرفها
داوود : و هى مست شرف العيلة فى ايه انا مش فاهم
ليلى بسخرية : اصلك مش عارف الناس بتقول ايه عليها ، و خصوصا بعد جواز الزفت اللى كانت هتهرب وياه
داوود باستنكار : ناس ايه و كلام ايه اللى بتتكلمى عنهم ده ، ماحدش ابدا له علاقة بينا و لا بحياتنا
ليلى بامتعاض : حتى لما يقولوا انه راح اتجوز واحدة تانية بعد ما اخد غرضه منها و رماها
ليهدر داوود بغضب و هو يضر.ب بشدة على المائدة قائلاً : ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده
ليلى ببرود : و انا مالى .. هو انا اللى قلت ، اهى الناس هى اللى بتتكلم
داوود بصراخ : ناس مين دى ، و ازاى تسكتى على الكلام الفارغ ده
ليلى : و انا ايش عرفنى
عابد بهدوء : و انتى ازاى تسمحى لحد انه يتكلم عنها بالشكل ده يا ليلى
ليلى : انا مش هكمم الناس و امسك لسانهم ، الأولى اننا نربى بنتنا
داوود : رنيم متربية احسن تربية و حضرتك عارفة ده كويس اوى
ليلى بتهكم : نفسى اعرف انت واخد الموضوع ده على اعصابك اوى كده ليه
داوود : متهيالى حضرتك عارفة كويس اوى اجابة سؤالك ده
ليلى بغيظ : انت لسه بتفكر فيها بعد كل اللى عملته ده ، بعد ما سابتك و راحت للولد النصاب ده
داوود بجمود : رنيم عمرها ما كانت معايا من الاساس عشان تسيبنى ، و ماتنسيش كمان ان حضرتك اللى عرفتيها على النصاب ده
ليلى بتردد : و انا مالى ، هو اى حد اعرفه عليها تروح باى معاه كده من غير ماتفكر فى اهلها
داوود : قصر الكلام يا ماما .. من فضلك مش عاوز سيرة الموضوع ده تيجى مرة تانية و لا حتى بينك و بين نفسك ، و ياريت نراعى الحالة النفسية بتاعة جدى قبل العملية
اما بغرفة المكتب فكان المنشاوى يقول لرنيم : انتى عارفة ان خالك مابيفكرش غير فى الشغل ، يمكن يكون شايل عنى كتير و كتير اوى كمان ، لكن فى حاجات تانية ماحدش بيعرف يعملها غير داوود
رنيم : حاجات زى ايه يعنى
المنشاوى : حاجات كتير يا بنتى هتفهميها شوية بشوية ، لكن اهم حاجة دلوقتى هى الحماية
رنيم باستغراب : دى تانى مرة تقوللى الكلمة دى ، حماية من مين بس انا مش فاهمة
المنشاوى : من الكل يا رونى ، انتى مطمع لناس كتير متلجمين و واقفين بعيد لمجرد خوفهم منى و من داوود ، و الدليل على كده ان معتز حاول يخليكى تبعدى عننا عشان يستفرد بيكى
رنيم : ممكن بلاش السيرة دى دلوقتى
المنشاوى : حاضر يا بنتى ، بس لازم تفهمى انك مش قليلة ابدا ، بالعكس انتى مطمع لناس كتير ممكن ماتتخيليش اصلا انهم ممكن يطمعوا فيكى
ناس تقابلك و تظهرلك الحب و الود و هى من جواها ماليها الحقد و الطمع
رنيم : ليه يا جدو ، هو انا ماتحبش للدرجة دى
المنشاوى ضاحكا : انتى .. ده انتى تتفرش لك قلوب الفرسان على الارض
رنيم بحيرة : اومال ايه كلامك ده
المنشاوى بحب : كلامى ده عشان تاخدى بالك و حذرك ، و تقدرى تفرقى بين الناس اللى بتحبك بجد ، و الناس اللى قربها منك مش اكتر من مصلحة و بس
و مهما روحتى و اللا جيتى .. مش هتلاقى حد يحبك بعدى زى داوود
رنيم بسخرية : داوود مابيحبش حد
المنشاوى : طب ازاى بتقولى كده و هو بيعمل كل اللى بيعمله ده عشانا كلنا
رنيم : انا عارفة انه بيحبك و اكتر واحد بياخد باله منك .. حتى اكتر منى كمان ، بس …
المنشاوى مقاطعا : بس انتى مش مدياله فرصة ابدا انه يوريكى هو بيحبك اد ايه
لتبتسم رنيم بتهكم ، ليقول المنشاوى مرة اخرى : طب لو هو زى ما بتقولى كده .. تقدرى تقولى ليه عمل كل اللى عمله ده عشان يحميكى من معتز
رنيم باحباط : مش قلت لحضرتك بلاش السيرة دى دلوقتى
المنشاوى : طب ممكن قبل ما اقفل السيرة دى نهائى اسالك سؤال و تجاوبينى عليه بصراحة
رنيم : سؤال ايه
المنشاوى : كنتى هتقدرى تتجوزى فعلا من غير موافقتنا كلنا ، كنتى هتقدرى تبعدى عننا زى ما هو كان عاوز ، كنتى مصدقاه للدرجة دى و هو ماحاولش ولا مرة انه حتى ييجى يتقدملك رسمى ، ازاى صدقتيه بالشكل ده
رنيم باستنكار : دى سلسلة اسئلة يا جدو مش سؤال واحد
المنشاوى : لو كنتى سافرتى و موتت و انتى بعيدة عنى كنتى هتعملى ايه
لترتمى رنيم باحضان جدها مرتعدة قائلة : لا يا جدو .. بلاش تقول كده مرة تانية ، الف بعد الشر عليك ، ده انا كنت اموت معاك
المنشاوى : و ده سبب تانى انى اجوزك لداوود امبارح
رنيم : مش فاهمة
المنشاوى : خفت عنادك يخليكى تبعدى عنى و اموت و انتى بعيدة ، و تفضلى عايشة الباقي من عمرك و انتى بتلومى نفسك على بعدك عنى
رنيم بجزع : بعد الشر عليك ، ان شاء الله هتقوم بالف سلامة
ليضغط المنشاوى على كفها و يقول : داوود لو طال يجيب لك لبن العصفور هيجيبهولك ، و هو برضة اللى هيقدر يقف فى ضهرك قدام الكل وقت ما اسيبك و ارجع لربنا
رنيم برهبة : تانى ياجدو
المنشاوى : يابنتى اسمعى كلامى
بعدم اقتناع : ايوة يا جدو .. بس داوود …
المنشاوى : ماتكملى .. ماله داوود
رنيم بتردد : يعنى يا جدو ، علاقاته كتير و …
المنشاوى : طب ماهو لازم تبقى علاقاته كتير جوة و برة كمان ، انتى ناسية مركزه و شغلنا بيخلينا نقابل مين و نعرف مين
رنيم بامتعاض : ياجدو مش ده قصدى
المنشاوى : طب قوليلى قصدك
رنيم و هى تنظر بعيدا : اقصد علاقات نسائية
المنشاوى بذهول : مين ده .. داوود ، انتى جيبتى الكلام الفارغ ده منين
رنيم بامتعاض يعتليه لمحة من الحزن : مش كلام فارغ ابدا ، و ياما شفته بعينى و هو سهران مع ستات و بنات و فى منهم اجانب كمان
المنشاوى : اكيد عملا عندنا و بيبقى عشاء عمل
رنيم : و عشاء العمل ده يسمحله انه يرقص معاهاهم و يحضنهم و كمان .....
المنشاوى بفضول : سكتتى ليه ماتكملى .. ايه اللى بيحصل تانى
رنيم و هى تطحن ضروسها : و يبوسهم يا جدو
المنشاوى : لا طبعا مايصحش ، لكن ممكن يكونوا احرجوه مثلا
رنيم : انت علمتنى ان الكلام ده مافيهوش احراج ، و اللا يعنى عشان هو راجل و انا بنت
المنشاوى : لا يا بنتى ، الحلال و الحرام مافيهوش راجل و ست ، بس برضة لازم نسمع منه
رنبم بشهقة : اوعى تقول له انى قلتلك حاجة
المنشاوى و هو يطمئنها و يربت على كف يدها بحنان : لا ياحبيبتى ماتخافيش ، انا هتصرف بطريقتى .. ماتقلقيش ابدا
بس برضة الحكاية دى مالهاش علاقة باللى قلته لك
رنيم : انا مش فاهمة حضرتك خايف عليا من ايه و اللا من مين بالظبط
ليصمت الشناوى قليلا ثم يتنهد و يقول : خايف عليكى من كل اللى حواليكى يا بنتى ، و من الدنيا بحالها ، خايف عليكى من طيبتك الزيادة اللى بتخلى الناس تطمع فيكى
خايف من بعد ابوكى عنك ، و يمكن اخاف اكتر من قربه
رنيم : تخاف عليا من قربه ازاى يعنى ياجدو ، انا مش فاهمة حاجة خالص
المنشاوى : مش هقدر اوضحلك اكتر من كده دلوقتى ، لكن عاوزك دايما تبقى فى ضهر داوود و تدعميه فى كل قرار ياخده بخصوصك حتى لو شفتى وقتها انه مجرد تحكم او انه حاجة مش مهمة
لتنظر له رنيم فى صمت و هى لا تعى سبب لكل هذا الحديث ، لتجده يقول بتشبث : اوعدينى تنفذى كل اللى قلتلك عليه
رنيم : انفذ ايه بس يا جدو انا مش فاهمة اى حاجة اصلا
لينهض الشناوى من جلسته قائلا : اوعدك انك هتفهمى كل حاجة لوحدك
ليسمعا دقا على الباب ليسمح المنشاوى للطارق بالدخول .. فيجده عابد الذى اطل برأسه قائلا : كنت محتاج اعرض عليك شوية حاجات قبل ما اطلع على المصنع
المنشاوى : تعالى يا عابد ، و روحى انتى افطرى يا رنيم .. انتى مافطرتيش لسه و ما اتعشيتيش كمان امبارح
رنيم : هو حضرتك مش خارج النهاردة
المنشاوى : لأ .. انا هريح النهاردة و داوود و خالك هم اللى هيروحوا المصنع
عابد : داوود مشى من حوالى نص ساعة و قال انه هيكلمك من هناك ، و اما هيخلص شغل ، هيروح على طول عشان يجيب يقين
رنيم بدهشة : هى يقين جاية النهاردة
عابد : ايوة .. بتقول الرحلة ماعجبتهاش ، فقررت ترجع
رنيم : حد برضة يقطع رحلة للساحل فى الجو ده
عابد بمرح : مانتى عارفة صاحبتك مجنونة
المنشاوى : و هى راجعة لوحدها
عابد : لا .. معاها اتنين من صاحباتها
رنيم : طب انا هروح افطر
المنشاوى : و خليهم يبعتولنا قهوة من فضلك
رنيم : حاضر يا جدو
لتعود رنيم الى الخارج لتطلب افطارها من احدى الخادمات قائلة : معلش يا هاجر مالحقتش افطر ، لو ممكن تعمليلى سندوتش و النسكافية بتاعى ، و جدو و خالو فى المكتب عاوزين قهوة
و بعد انصراف الخادمة تنجه الى التراس لتشتم بعض الهواء لتجد ليلى تجلس هناك هى الاخرى ، و قبل ان تهم للعودة مرة اخرى الى الداخل تسمع ليلى و هى تقول لها : ايه يا رنيم .. رجعتي ليه لما لقيتينى هنا
رنيم بحرج : ابدا يا طنط ، بس حبيت اسيبك براحتك
ليلى : لا ماتقلقيش .. مش هتضايق ، الا لو كنتى انتى اللى مش حابة تقعدى معايا
لتقترب رنيم من مقعد امام ليلى و تجلس وهى ترسم ابتسامة باهتة على وجهها لتباغتها ليلى بقولها : يا ترى عرفتى ان معتز اتجوز
رنيم بجمود : ايوة
ليلى : عرفتى امتى
رنيم : امبارح بالليل
ليلى : يارب تكونى فهمتى انه ولد لعبى و كان بيلعب بيكى
رنيم : ماكنتش اعرف انه كده
ليلى : النادى كله عارف سمعته من زمان
رنيم بترصد : و لما حضرتك عارفة عنه كل ده .. ليه عرفتينى عليه و فضلتى تقوليلى فيه اشعار وقتها
ليلى : مجاملة مش اكتر
رنيم بتهكم : دلوقتى بقت مجاملة ، ثم المجاملة دى المفروض تبقى قدامه مش بينى و بينك كمان
ليلى : تقصدى ايه بكلامك ده
رنيم : اقصد ان حضرتك فضلتى فترة كل ماتشوفينى تقوليلى فيه اشعار و شجعتينى كمان انى اقرب منه لانى هتعلم منه حاجات كتير على حسب تعبيرك .. يا ترى كلامك ده كمان كان مجاملة
ليلى ببعض الحدة : و انا هيبقى ايه مصلحتى انى اقربك منه و هو ولد مش كويس
رنيم و هى تنهض من جلستها : الحقيقة ده سؤال مسيرى هعرف اجابته بنفسى .. بعد اذنك يا طنط
لتتركها رنيم و هى تعود الى الداخل لتجد هاجر امامها و هى تحمل لها افطارها مرفق بمشروبها المفضل ، فتتناوله من يدها و هى تقول : انا برة فى الجنينة يا هاجر لو جدو سال عليا
هاجر : حاضر يا انسة رنيم
اما باليونان فكان سليم والد رنيم يجلس بمنزل فخم للغاية و هو يتناول طعامه بصحبة زوجته نانسى و ابنتيه سيلا و سالى ، و كانت نانسى تقول : انا مش موافقة ابدا على اللى انت بتعمله ده ، نفسى افهم ليه كل مابتشترى حاجة بتشتريها باسم رنيم
سليم بعدم اهتمام : لان رنيم معروف مين جدها و وزنه ايه و ثروته ايه ، و ماحدش ابدا هييجى فى باله ان دى فلوسى انا
نانسى : ماتفرقش ابدا
سليم و هو يترك مقعده : تفرق كتير اوى ، انتى بس اللى مش عاوزة تفهمى
و عند ابتعاده تلحق به نانسى قائلة : طب ماتفهمنى
ليمسكها سليم من ذراعها ببعض الحدة و هو يقول بتوعد : كام مرة نبهت عليكى انك ماتتكلميش فى الحاجات دى قدام سالى و سيلا
لتنفض نانسى ذراعها من بين اصابعه قائلة بتهكم : انت كمان مش مركز و لا شايف ، ماهم حاطين الهاند فرى على ودانهم و مش معانا من اساسه
سليم بتحذير : و لو ، حتى لو اللى بتقوليه ده مظبوط ، برضة لازم تنتبهى
نانسى بامتعاض : المرة الجاية هاخد بالى ، ممكن بقى تفهمنى
سليم : انتى عارفة كويس اوى ان مرتبى من الوظيفة مايسمحش ابدا انى اشتري كل الارض دى ، و ان لو حد انتبه للحكاية دى هيبقى سين و جيم
نانسى : طب مانا قلتلك مافيش احسن من بنوك سويسرا
سليم : و انا مش هفضل عمرى كله بتنقل من بلد لبلد ، ثم الارض سعرها بييتضاعف ، انما البنوك .. مانتى فاهمة
نانسى : طب و اخواتها و انا ، ازاى يعنى التفرقة دى
سليم : انا مفهم رنيم كل حاجة ، و هى عارفة كويس ان الاراضى كلها مجرد امانة عندها
نانسى بتهكم : و انت بقى تضمن منين انها لو اتجوزت .. جوزها مايطمعش فى كل حاجة و يشيل الجمل بما حمل ، و تلاقى نفسك فى الاخر يا مولاى كما خلقتنى
سليم : و انتى يعنى شايفاها قايمة تنجوز الصبح ، يوم مايحصل حاجة زى دى اكيد هاخد ضماناتى
نانسى : انت لازم تنزل مصر يا سليم ، و تمضيها على عقود بالبيع و الشرا ، انا مش فاهمة ازاى لحد دلوقتى مش مخليها تعمل لك توكيل رسمى
سليم بسخرية : و انتى بقى فاكرة المنشاوى اهبل و هيوافق على حاجة زى دى
نانسى : و هو ماله .. ده انت ابوها
سليم : ده انا لما لمحتله بس بالحكاية دى عشان اعرف اشتريلها الحاجات اللى بشتريهالها ورانى وشه التانى و قالى فيما معناه .. العب غيرها ، و ان اى حاجة عاوز اشتريهالها .. اكلم المحامى بتاعه و هو يتصرف
و بينى و بينك لقيتها اسلم و اامن ، لانها بالطريقة دى هيبان ان المنشاوى هو بنفسه اللى اشترى كل الارض دى لرنيم مش انا
نانسى : طب و هو كان معترض ليه
سليم : ماتنسيش ان بعد موت امها المنشاوى كتبلها حاجات كتير اوى باسمها ، و طبعا لو معايا توكيل .. التوكيل مش هيفرق ما بين اللى منه و اللى منى
نانسى بامتعاض : هو انت يعنى هتسرقها
سليم : طول عمره مابيحبنيش .. من وقت ما اتجوزت علية الله يرحمها و كنت حاسس انى على طول واقف فى زوره حتى من قبل بنته ماتموت
نانسى : طب و العمل
سليم : عمل ايه بس ، انتى شاغلة بالك ليه بس بالحكاية دى
نانسى بحدة : تانى يا سليم ، دى فلوسى و فلوس ولادى
سليم بتحذير : الفلوس دى فلوسى انا يا نانسى ، اما ابقى اموت تبقى فلوسك انتى و ولادى كلهم .. مش سالى و سيلا بس
نانسى : ماتنساش انك برضة شارى حاجات تانية باسم رنيم
سليم : و برضة بشترى لبناتك ، و ماتنسيش ان رنيم ماشافتنيش من سبع سنين دلوقتى
نانسى : انا مش مانعاك عنها
سليم : شغلى التانى هو اللى مانعنى و انتى عارفة ده كويس ، فبلاش حرجمة على خراب عشنا كلنا يا حبيبتى ، و ماتستعجليش .. كلها اقل من سنة و هطلع معاش و كل الحاجات دى هتتحل لما نرجع مصر
ليتركها و يتجه الى الاعلى قائلا : هغير هدومى عشان عندى مشوار شغل مهم
نانسى و هى تلحق به : فى السفارة و اللا
سليم بمكر : و اللا طبعا .. فى عملية جديدة بس شكلها كبيرة اوى
نانسى : خد بالك على نفسك يا سليم
سليم : ماتقليش .. كله تحت السيطرة
اما بمصنع المنشاوى فكان داوود بمكتبه حين دخل عليه عابد و ناوله حزمة من الاوراق قائلا : خد يا داوود .. ده الورق اللى جدك مضاه الصبح
ليتناول داوود الاوراق و يدقق النظر بها قائلا : هبعت العرض بتاعنا حالا مع المحامى
عابد : طب ماتروح انت تسلمه
داوود : مش مستاهلة ، و كده كده ان شاء الله المناقصة من نصيبنا ، انا عرفت ان ماحدش دخلها من الناس التقال ، و بعدين المحامى اهل للثقة ماتقلقش
عابد : اللى تشوفه
ليستدير عابد استعدادا للانصراف قبل ان يقول داوود بتردد : باباا
لينظر اليه عابد بفضول ، فيقول داوود برجاء : خلى ماما تخف عن رنيم شوية
عابد : ما انت عارف مامتك .. اللى فى دماغها فى دماغها
داوود : انت مش ملاحظ هى بتعاملها ازاى ، ايه اللى قلبها عليها بالشكل ده ، دى لحد سنة فاتت .. كانت على طول بتعاملها زى يقين بالظبط و يمكن احسن كمان
عابد بعدم اهتمام : كبر دماغك و سيبهم يتصرفوا مع بعض ، احنا عندنا شغل مهم و مش فاضيين للكلام الفاضى ده
لينظر داوود الى ابيه نظرة يأس صاحبها صمت مطبق حتى انصرف عابد و اغلق الباب من دونه ، ليسمع داوود رنين هاتفه ليجد ان يقين هى من تحدثه ، فالتقط الهاتف و فتح الخط و قال : ازيك يا يقين
يقين : الحمدلله بخير انت عامل ايه
داوود : تمام .. بقيتى فين دلوقتى
يقين : قدامنا حوالى ساعة و نوصل كفر سعد
داوود : انتو فى عربية كام
يقين : خمسة
داوود : تمام : هتنزلوا من القطر تلاقونى مستنيكم ، و ياريت مانتمشاش فى القطر و ننزل من عربية تانية غير اللى راكبين فيها
يقين ضاحكة : لولا نبهت عليا كنت هعمل كده ، بس معلش بقى .. خيرها فى غيرها
داوود : يارب نعقل ، هقفل معاكى عشان الحق اخلص اللى ورايا و ما اتاخرش عليكى
يقين : طب لو مشعول ابعتلى السواق ياخدنا و خلاص او حتى اخلى رنيم تجيلى
داوود بجمود : لأ .. و ياريت ماتحاوليش تطلبى من رنيم انها تخرج معاكى فى اى حتة يا يقين
يقين بشك : هو حصل حاجة
داوود منهيا النقاش : بعدين بقى خلينى الحق اخلص و اجيلك .. ياللا سلام
اما بفيلا المنشاوى .. فبعد ان انصرف عابد متجها الى المصنع .. خرج المنشاوى من غرفة مكتبه باحثا بعينيه عن رنيم حتى وجد هاجر تقف امامه قائلة : تحب اعمل لحضرتك حاجة تشربها
المنشاوى : شكرا يا هاجر ، بس هو ماحدش هنا و اللا ايه
هاجر بخفوت و هى تشير الى الشرفة : مدام ليلى قاعدة فى التراس ، و انسة يقين خرجت تفطر فى الجنينة
المنشاوى بابتسامة : قاعدة عند النافورة برضة
هاجر بنفى : المرة دى قاعدة عند البيسين .. تحب اندهها لحضرتك
المنشاوى و هو يتجه الى الخارج : لا يا بنتى ماتتعبيش حالك ، انا هخرج اقعد معاها برة
ليتجه المنشاوى الى موضع جلوس رنيم بالقرب من حوض السباحة .. و ما ان اقترب منها حتى قال بفضول : خالفتى عادتك يعنى و مش قاعدة جنب السمك بتاعك
رنيم بانتباه واجم : يعنى
المنشاوى و هو يجلس الى جوارها : يعنى ايه بقى .. مالك
رنيم بامتعاض : اصل طنط ليلى قاعدة فى التراس
المنشاوى : و انتى مالك و مالها
رنيم : هى اللى مالها و مالى يا جدو
المنشاوى : لو على الكلمتين اللى قالتهم على السفرة ..
ىنيم بمقاطعة : ما استكفتش بيهم يا جدو
المنشاوى بفضول : هى ضايقتك تانى
رنيم : حاولت ، و انا قصرت الدنيا عليا و عليها و سيبتها و خرجت على هنا ، و لو كنت قعدت عند النافورة كانت برضة هتبقى فوق دماغى ومش هخلص
المنشاوى : فهربتى على هنا
رنيم بدهشة : هربت !
المنشاوى : مالك مستغربة الكلمة اوى كده ، ايوة هربتى
رنيم : مش حقيقى .. انا بس مش عاوزة اعمل مشكلة معاها ممكن تاثر بعد كده على خالو و داوود و يقين كمان ، و يقين كلها حاجة بسيطة و توصل ، مش عاوزاها تيجى تلاقى الجو مكهرب ما بيننا
المنشاوى بتفهم : عندك حق فى دى
رنيم : جدو .. هو انت لازم تعمل العملية ، اقصد يعنى .. مافيش حل تانى
المنشاوى : و الله يا بنتى حاولت اهرب منها كذا مرة ، بس شكلها المرة دى مافيش هروب
رنيم برهبة : انت تعبان للدرجة دى
المنشاوى بابتسامة : ماتخافيش كده .. ماحدش بياخد غير نصيبه ، و المكتوب مامنوش هروب
رنيم : انت بتطمننى و الا بتخوفنى بزيادة
المنشاوى : بطمن نفسى بيكى يا رنيم …..
رنيم : حاسة انك عاوز تقول لى حاجة و متردد
المنشاوى : مش عاوزك تزعلى منى
رنيم: تقصد بسبب اللى حصل امبارح
المنشاوى بنفى : لأ يا بنتى ، ده اللى حصل امبارح ده يمكن لو ربنا ادانى عمر .. اكيد هييجى يوم و تشكرينى عليه
رنيم : اومال ما ازعلش منك فى ايه
المنشاوى : فى اللى هقوله لك دلوقتى
رنيم : خير يا جدو
المنشاوى : انا عارف انك طيبة و قلبك ابيض ، و عشان كده دايما ببقى قلقان عليكى من الناس ، و عشان كده عاوزك تاخدى حذرك كويس و انتى بتتعاملى مع … ابوكى و مراته و حتى اخواتك كمان
رنيم : فى ايه يا جدو
المنشاوى : اسمعى اللى بقولهولك و خليكى فاكراه من غير اسئلة كتير لانى يمكن ما اقدرس اجاوبك عليها دلوقتى
لو حصل لى حاجة .. ابوكى هينزل مصر ، و يمكن يحاول ياخدك معاه
رنيم : بعد الشر عنك ، بس هو انت معتقد ان مراته ممكن توافق انى اعيش معاهم
المنشاوى بغموض : هتوافق
رنيم برفض : ما اعتقدش ابدا
المنشاوى : اوعى توافقى تمضى له على اى حاجة من غير ما داوود يبقى معاكى ، و اوعى يطلب منك توكيل و تعمليه له .. مفهوم
رنيم : ايوة يا جدو .. بس حضرتك عارف ان الارض اللى اشتراهالى كلها بتاعته هو و قاللى من الاول انه هيستردها من تانى اما يرجع مصر
المنشاوى : و يوم مايحب يستردها .. المحامى بتاعنا هو اللى هيعمل كل الإجراءات برضة ، و صدقينى .. فى حاجات لو كنت عرفتها من زمان ماكنتش وافقت ابدا انه يخلى الحاجات دى باسمك مهما حصل ، فيوم مايحب يسترد حاجته المحامى يتولى كل حاجة وياريت ترديله كمان اى حاجة تانية جابهالك ليكى انتى .. غير الارض
ىنيم بشك : هو بابا عمل حاجة ، او قال لك حاجة زعلتك منه للدرجة دى
المنشاوى : سيبي كل حاجة لوقتها يا بنتى ، بس اوعى يا رنيم تسمحيله ياخد جنية واحد من ممتلكات المنشاوى
رنيم : هو ليه كلامك النهاردة كله معايا بالالغاز بالشكل ده
المنشاوى : للاسف فى حاجات ما اقدرش اتكلم فيها و لا افسرها اكتر من كده
………………….. دعوة حلوة بقى من قلوبكم
ميمي عوالي