رواية صفقة زواج الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سهام صادق
التـــاسع والعشـــرون.....ج1
مره اسبوع ، كان هذا الاسبوع مختلف علي ابطالنا
كانت تعمل مع الفتايات في الحقل، تعمل وتحمل الاشياء ولا تعلم ان كل هذا ملك لزوجهاا ،فيالك من عجيب ايها القدر
نظرت اليها صباح بأشفاق شديد ،علي حالها فيبدو انها فتاه بريئه ناقيه قد قست عليها الايام الي ان جعلتها تعمل وهي في مثل تلك الوضع ، ظلت تنظر عليها بأشفاق وحزن فكيف لفتاه في عمرهاا تتحمل كل هذا ،يالكي من فتاه قويه ، اتجهت اليهاا بحنان
صباح: تعالي يافرح ، عشان تاكلي مع البنات ياحببتي
فرح بتعب: لسا مخلصتش الشغل الي عليا ،هخلص واجي
صباح: ياحببتي تعالي كلي الاول الشغل مش هيطير، يلاا بقي بسم الله
كان الطعام بسيط جدا من خبز وجبنه وخضروات ، جلست تأكل معهم وهي تشعر ببعض التعب ولكن كانت تحاول بشده الا تظهر تعبها كي لا يروهاا غير صالحه في العمل وتطرد منه
بدأت الفتايات يمزوحون مع بعضهم ، كانوا في اعمار مختلفه ، ولاول مره يحاولون ان يكتشفوا سر هذه الفتاه ، فمنذ ان جائت كانوا يتهامسون مع بعضهم ، ولكن اليوم
احدي الفتايات : انتي صحيح يافرح في الشهر الكام
اسرعت صباح وردت قبل ان ترد عليها فرح التي ظلت متوتره فقد كانت صباح تعلم ان تلك الفتاه لا تترك احد الا وتتحدث عنه وسوف تكشف امرها وتتسبب في تطردها من العمل اذا علموا حقيقه كذبهاا : ما قولتلك في الخامس يافاطمه ، في ايه بقي
فاطمه: مممم ، بس يافرح فين ابوه ،اوعي تكوني استغفر الله العظيم
صباح بحده : فاطمه ، عيب الي بتقوليه ده واظن ده شئ يخصهاا تقولكم مين ابوه ولا لاء هي حره، وبلاش تظني في حد ظن سوء
فاطمه:انا مش قصدي ياست صباح ، بس يعني مستغربه اصل شكلها غريبه عن البلد وباين عليهاا مش من هنا خالص ايه بقي الي جابهاا المنصوره ،وكمان ازاي جوزها يسيبها تشتغل كده وهي حامل
صباح بحده :فاطمه خلصي اكلك ويلا روحي كملي شغلك بطلي رغي
بدئوا الفتايات يهمون بالنهوض ،وذهبوا الي ما كان يعملون به قبل الراحه
نظرت صباح الي فرح التي وجدتهاا مازالت جالسه بحزن شديد والدموع تملئ عينيهاا
صباح :متزعليش منها ياحببتي ،هي بس الي حشريه زياده عن اللزوم ما انتي شايفه باقي البنات محدش بيدخل في خصوصيات التاني وكل واحد في اكل عيشه
فرح : هي ليه من ساعة ماجيت مضايقه مني ،مع انها ولا تعرفني ولا اعرفها ،وعماله تتهمني في شرفي مع ان والله الي في بطني مش ابن حرام ،وليه اب
صباح :يعني انتي مش هربانه من اهلك
فرح بحزن :لاء ، ديه قصه طويله اوووي وقبل ان تكمل كلامهاا كان شخص يندهه عليهم بصوت عالي لكي يتابعوا عملهم
صباح:طب تعالي نكمل شغلنا ،وبعدين نبقي نتكلم
.................................................. .....................
نظر اليها بحب شديد وهي ترتدي فستان فرحها ،وتتشبث في يد اخاهاا ،ظل يتأمل وجهها البريئ وفستانها الابيض فقد كانت في غايه الجمال
عمر بحب :ماشاء الله
نظرت له مي بخجل :يعني طالعه حلوه ياعمر
عمر بحنان :انتي اجمل حاجه عنيا شفتهاا
كان محمد يتطلع اليهم بحب وفرح ، نظر الي والدته وجدها تبكي
محمد بدعابه: ايه ياست الكل ، ما انا موجود اه مش هسيبك
سعاد بحزن: نفسي افرح بيك انت كمان يامحمد ، وترجع تعيش هنا يابني
محمد بتنهد: قولي ان شاء الله يا امي
سعاد بتمني :يــــاربــ يكون قريب
.................................................. .............
دخلت معه وهي تتشبث في ذراعه ، فمنذ اسبوع تقريبا قد جائت
تركها مع احدي صديقاتها وذهب هو لصديقه ، ليبارك له ، ثم وقف بجانب بعض الاشخاص ليتحدث معهم وبعد فتره ترك القاعه بأكملها وخرج ، ظل يتذكر يومهم هذا كما كانت جميله ،استحملت اهانته كثيرا وسامحته ، ظل يتذكر ضحكاتهاا وحديثهاا ونظراتهاا التي تحمل كل معاني الحب ،وايضا حديثها الطفولي معاه تذكر يوم جلست بجانبه تري بعض صور الاطفال وتتأملهم بأعين جميله بريئه ، مرت امامه كل لحظه جميله قضوها سويا ، لم يستطع الصمود اكثر من ذلك بدات دموعه تتساقط دون ان يشعر
نور بأسي علي حاله وهي تربط علي احد كتفيه : ان شاء الله هتلاقيها ياكريم ، متيأسش ، عارف ساعات بحس بالذنب عشان مقولتلكش نيه ماما ،مكنش حصل كل ده بس صدقني مكنتش اعرف انها هتوصل لكده ،بس ربنا اخدلك حقك منها
كريم بتنهد: كل شئ نصيب يانور ،ولو هنجيب اللوم فأنا اكتر واحد لازم يتلام ولازم يتعذب
نظرت له نور بأسي ، وقررت ان تتركه بمفرده
كانت ذاهبه وهي تخفض رأسها بحزن ، وفجأه اصطدمت بأحدهم
رفعت راسها بضيق كي توبخه علي هذا ، ولكن كانت المفاجأه
ظلوا ينظرون لبعض طويلا ، يتذكرون الماضي بكل مافيه من لحظات حب والم ورحيل وفراق ، نظرت له بدموع كانت كل دمعه تقول له ، اعلم انني جرحتك ياحبيبي ولكن قد ندمت ، نعم فقد فات وقت الندم ولكن امنحني فرصه كي اجعلك تنسي كل ما سببته لك ، اما هو وبرغم ماعاني منه بسبب صدمته في حب عمره فقد تركته من اجل المال،ظل يتذكرها عندما تعرف عليهاا كانت برغم لبسهاا الذي دائما كان يغضب منها بسببه الا انه كان يحبهاا يكون دائما لها ناصح كان يري فيها البرائه والنقاء الذ احبها بسببهم ، غفر لها الكثير من التصرفات من اجل حبه لها ولكن عندما جائت علي كرامته ، فلم يستطع دفن حبه في قلبه ورحل عنهاا
نور: يا يا محمد، اتقبلنا بنفس الطريقه فاكر من 5 سنين ،بس المكان مختلف
ظل يتذكر اول يوم رأها نعم كانت الصدفه بمثل تلك الطريقه
فلاش باك !
كلفته شركته بالذهاب الي فرعهم في دبي ، لكي يقضي مده يتابع بعض الاعمال نظرا لكفائته ، وفي يوم كان احد اصدقائه في العمل دعاه لحضور حفله، ذهب وهو لا يعلم ان حياته بعد تلك الحفله ستتغير تمام ،فقد تعرف عليهاا ومن بعدهاا لم يتفرقوا ابدا جمعه القدر بهاا بعض اللقائات الاخري وظل يقربهم من بعض الي ان كبرا الحب بداخلهم ،حتي انه بعد ان انهي عمله وعاد ثانيه الي مصراتفقوا ان يتلاقوا علي وعد ،وعندما اخبرته انها ستأتي كان سعيد للغايه حتي يريها والدته واخته الصغيره ويعرفهم علي ما ان اخذت قلبه ومازالت تسكنه من اول لقاء لهم ،وقفا صامتاا لبعض الوقت ،ثم ادار وجهه ورحلا بصمت
نور ببكاء:عارفه اني كنت غلطانه وانانيه يامحمد ، وجرحتك ، بس انا اتغيرت والله وندمت ، انا دورت عليك كتير وسألت عنك ، سامحني يامحمد ،سامحني
وقف ساكنا وقلبه يكاد يتمزج ، فلماذا جئتي اليوم ، فقد عودت حياتي علي غيابك ، فلتذهبي ياحبيبتي واتركيني لحياتي تلك ،فلم اعد كما كنت فقد تغيرت كثيراا
تركهاا وذهب وقلبها يتمزق من الوجع ،ظلت واقفه تبكي فهي السبب في كل هذا ،ويجب ان تتحمل غلطاتها
مالك يانور
نور:ممكن تروحني ياكريم ، ارجوك انا تعبانه اووي
امسك يدها بحنان ،ورحلوا سويا وكل منهم يحمل بداخله وجعاا شديد ولكن يختلف منهم من عاد جرحه السابق ينزف من جديد لقدوم حبيبه ،ومنهم من ومازال جرحه ينزف ولكن علي غياب حبيبته
كان يتابعها من بعيد ، وهي متكيئه عليه ،ظل ينظر اليها بحزن ،ثم ذهب الي اخته لكي يشاركها فرحتهاا
نظر الي زوجته العروس ، ووجدها شارده حزينه
عمر:مالك ، تعبتي ولا ايه ياحبيبي
مي بحزن : كان نفسي فرح تكون معايا في اليوم ده ، خايفه يكون حصلها حاجه
عمر :ان شاء الله لما نرجع من العمره ، هنكون عرفنا طريقها ،اضحكي بقي وقولي ان شاء الله
مي بحب لزوجهاا : ان شاء الله ياحبيبي
عمر :ياا اخيرا يا مي قولتيها الحمد لله ، ده انا كنت هتشل منك خلاص
نظرت الي زوجها بخجل وصمتت
ظل ينظر لهاا بسعاده ويتأمل خجلهاا
.................................................. ...................
استيقظت من نومها ،وهي تشعر بالتعب الشديد،كانت حبات العرق تملئ وجهها بغزاره ،جلست بعيداا في احد الاركان وظلت تبكي من كثرة الالم ،احست بهاا صباح وذهبت اليهاا لتطمئن علي حالها
صباح : مالك يافرح
فرح بتعب تحاول ان تخفيه : مافيش بس شويه تعب وهيروح
صباح بأسي :ياحببتي ، مكنش ينفع ليكي شغل في الايام ديه انتي المفروض ترتاحي ،وتاخدي بالك من صحتك بس هقول ايه عارفه انه مش بأيدك ربنا يعينك ياحبيبتي ،وتقومي بالسلامه
فرح بأبتسامه باهته : يــــاربــــ
.................................................. ................
اتفضل الملفات الي حضرتك طلبتها ، والفاكس لسا واصل حالا من الشركه الايطاليه
كريم ودون ان ينظر لها : ياياسمين ، اتفضلي انتي علي شغلك
ذهبت ياسمين ، وبدء يكمل عمله ثانيه
كانت واقفه تنظر علي امها من خلف الزجاج ،فمنذ تلك الحادثه وهي راكضه في المشفي وحالتها لم تتحسن ،فمهما فعلت بها فستظل امهاا لم تصدق امر تعبهاا حتي انهاا لم تأتي اليها الا بعد فتره فلم تعمل بأمر الحادثه الا متأخراا ، ظلت تتذكر أمها بكل جبروتهاا وتخطيطهاا لم تعلم انه ممكن ان ياتي يوم وتبقي في مثل هذ اليوم ، ظلت تبحث عن ثراء الدنيا ونسيت بأن الدنيا فانيه ، وقفت تمسح دموعهاا علي والدتها فهي لم تتمني ان يحدث لامها هذا ، فبعد خلافها مع اختهاا ووفاتها ،ذهبت الي بيتهاا فلم تكن تعلم ان في يوم ذاهبها الي شقتهاا ، كانوا ينون اقتحام الشقه وسرقتها وحدث ما حدث
جاء الطبيب من خلفهاا ، يخبرها بأن الحاله بين يدا الله وانهم فعلوا كل ما بوسعهم ،حتي عرض كريم لكي ياخذها لخارج البلاد لن يفيد بشئ
نظرت للطبيب بحزن ، وعاودت النظر الي امها الراكضه ثانيه
.................................................. .................
ايه رئيك يافرح في الهدوم بتاعت البيبي ديه ، انا عارفه انها مش جديد ه بس اه نعمل حسابنا لحد ما تولدي
مسكت الملابس التي جلبتها اليها صباح ، واخذت تتأملهم ، تمنت ان كل ماحدث ليته لم يحدث ،كانت تتمني ان تذهب هي وهو لشراء ملا بس ابنهم عندما يعلمون نوع الجنين ، تمنت ان يكون بقربها في تلك الايام يطمئنهاا ويغمرها بحنانه تمنت ان تري الفرحه في عينيه وهو يشاهدها وبطنها تكبر يوم بعد يوم ، تمنت مثل اي زوجه عندما تعلم بخبر حملهاا وتخبر زوجها وتري الفرحه في عينيه ،احاسيس كثيره بداخلهاا ولكن نصيبهاا ان تعيش تلك الايام الصعبه وحيده مظلومه تائها (ولكن كانت تتذكر دائماا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يقول الله تعالي ... انا عند ظن عبدي بي ،وانا معه اذا ذكرني،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ، وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ، وان اتاني يمشي اتيته هروله
فكانت تقابل وجعها بحسن ظنها بالله ، وبرغم كل ماحدث لهاا كانت صابره تعلم بأن الله لن يتركها هي وطفلها الذي لم يأتي بعد الي تلك الحياه
.................................................. .........
اوعي تقولي انك هتسيب المنصوره ، وجاي القاهره تعيش فيهاا
ادهم : لا ياسيدي ، انا جاي بس عشان حاجه كام يوم وهمشي علطول
احمد : خير في حاجه
ادهم : لا متقلقش مافيش حاجه ، جاي في شغل وادور عليهاا كمان
احمد : وانت ايه الي عرفك انها من هنا
ادهم وبدء يقص عليه كل ما يعرفه عنها من والده
احمد : يعني هي من هنا ، طيب اسمها ايه بقي بالكامل ، انت عارف ابن خالي دكتور في كليه تجاره جامعه القاهره وممكن يساعدنا من الاسم نعرف كل حاجه عنها
ادهم بتنهد : اسمها فرح عبدالله....
ظل يردد هذا الأسم في ذهنه لفتره طويله ،وفجأه
احمد: ومن امتا ، الحادثه حصلت وباباك اخدها معاه المنصوره
وبعد ان علم احمد اليوم ، تأكد من كل شئ
احمد : قوم معايا يا ادهم ، ياا كل ده وانا معرفش انها هي
نظر له ادهم بأستغراب : انت تعرفها يا احمد ، طيب ازاي قولي
احمد : تعالا معايا وانت تعرف يا أدهم ، ياا الدنيا ديه بجد عجيبه
.................................................. .............
بشمهندس عمر ، راجع بعد يومين ، هيتابع هو كل حاجه ياياسمين ، تمام
ياسمين : تمام يافندم ، هي طياره حضرتك دلوقتي
نظر كريم في ساعتها : كلمي السواق خلي يجهز
ذهبت ياسمين لتفعل ما طلبه منها ، وبدء هو يجمع بعض اوراقه للذهاب الي المطار
وبعد ان رحل بحوالي ساعه ، جاء احمد ومعه ادهم
احمد : بشمهندس كريم جوا ياياسمين
ياسمين وقد تغيرت كثيراا في ملا بسهاا وتصرفاتها وكل شئ فمن يراهاا يري ياسمين اخري فقد تبدل كل شئ للاحسن : سافر يا استاذ احمد ، زمان الطياره طلعت دلوقتي
احمد : سافر ، طب هيرجع امتاا
ياسمين : بعد اسبوع كده
احمد : ياسمين لازم نوصله حالا ، ثم نظر لادهم عرفت طريق فرح ، فرح في المنصوره ويارب تكون لسا هناك
ياسمين : بجد يا استاذ احمد ، الحمدلله ، بس انت عارف التليفون مش هيكون متاح دلوقتي ، ومعظم الوقت بيكون قفله بشمهندس كريم
احمد : ياسمين بجد يااريت ، نعرف نوصله بسرعه ويرجع في اسرع وقت
نظرت له ياسمين ، وقلبها لا يكاد يصدق انها ستري فرح ثانيه : بس انت عرفت مكانها منين
احمد : اقدملك دكتور ادهم ، وهو هيحكلنا علي كل حاجه المهم كريم يعرف ويرجع حالا عشان نعرف ندور عليهااا في اسرع وقت
.................................................. .............
ازاي في الشهر الخامس وبتولد
صباح بضيق : ممكن تنقطينا بسكاتك ، وتجيبيلي ميه سخنه
فاطمه : طيب ، طيب هروح اجيب اه براحه هو احنا كنا ناقصين
صباح بضيق : استغفر الله العظيم، ثم نظرت الي تلك المسكينه التي تتأوه من الاولم
صباح بحنان : استحملي يااحببتي ، معلشي هانت خلاص وتشوفي ابنك
فرح ببكاء : مش قادره ، يااااارب
صباح : هانت ياحببتي هانت ، اتنفسي براحه كده ، يلا يافاطمه بسرعه وانتي يا زينب ياعديني
ظلت تتـألم وبعد وقتا طويلاا ، وضعت طفلها الجميل ،اخذته صباح وحملته بحنان ، كانت فرح قد غابت عن الوعي تمام
زينب بأسي : ديه تعبت خالص ياعيني ،الحمدلله ان محصلهاش حاجه ده انا كنت خايفه عليهاا
صباح : ربنا عالم بحالهاا ، الحمدلله انه يسرلهاا في ولادتهاا
فاطمه وهي تحدث صباح: عم حسن عرف بالموضوع ومستنيكي بره
صباح وهي تعطي المولود لفاطمه : سمي عليه وبراحه يمكن قلبك يرق ، ربنا يستر هروح اشوفه
زينب وهي تقف بجانب فاطمه وينظرون للطفل : الله ده جميل اووي ماشاء الله
فاطمه وبدء قلبهاا يضعف امام تلك البرائه : ياخراشي علي الجمال ،ياتري ابوك فين وازاي يسيبك كده ويرميك انت وامك
جائت اليهم صباح وعلامات الطمأنينه علي وجهها : الحمدلله عم حسن قال ترجع شغلها بعد ما تشد حيلهاا
زينب : عم حسن راجل طيب ، ومكنش هيرضي بقطع رزقها
صباح وتأخد الطفل ثانيه : نورت اوضتنا الصغيره ديه ياضيف ياجديد
مره اسبوع ، كان هذا الاسبوع مختلف علي ابطالنا
كانت تعمل مع الفتايات في الحقل، تعمل وتحمل الاشياء ولا تعلم ان كل هذا ملك لزوجهاا ،فيالك من عجيب ايها القدر
نظرت اليها صباح بأشفاق شديد ،علي حالها فيبدو انها فتاه بريئه ناقيه قد قست عليها الايام الي ان جعلتها تعمل وهي في مثل تلك الوضع ، ظلت تنظر عليها بأشفاق وحزن فكيف لفتاه في عمرهاا تتحمل كل هذا ،يالكي من فتاه قويه ، اتجهت اليهاا بحنان
صباح: تعالي يافرح ، عشان تاكلي مع البنات ياحببتي
فرح بتعب: لسا مخلصتش الشغل الي عليا ،هخلص واجي
صباح: ياحببتي تعالي كلي الاول الشغل مش هيطير، يلاا بقي بسم الله
كان الطعام بسيط جدا من خبز وجبنه وخضروات ، جلست تأكل معهم وهي تشعر ببعض التعب ولكن كانت تحاول بشده الا تظهر تعبها كي لا يروهاا غير صالحه في العمل وتطرد منه
بدأت الفتايات يمزوحون مع بعضهم ، كانوا في اعمار مختلفه ، ولاول مره يحاولون ان يكتشفوا سر هذه الفتاه ، فمنذ ان جائت كانوا يتهامسون مع بعضهم ، ولكن اليوم
احدي الفتايات : انتي صحيح يافرح في الشهر الكام
اسرعت صباح وردت قبل ان ترد عليها فرح التي ظلت متوتره فقد كانت صباح تعلم ان تلك الفتاه لا تترك احد الا وتتحدث عنه وسوف تكشف امرها وتتسبب في تطردها من العمل اذا علموا حقيقه كذبهاا : ما قولتلك في الخامس يافاطمه ، في ايه بقي
فاطمه: مممم ، بس يافرح فين ابوه ،اوعي تكوني استغفر الله العظيم
صباح بحده : فاطمه ، عيب الي بتقوليه ده واظن ده شئ يخصهاا تقولكم مين ابوه ولا لاء هي حره، وبلاش تظني في حد ظن سوء
فاطمه:انا مش قصدي ياست صباح ، بس يعني مستغربه اصل شكلها غريبه عن البلد وباين عليهاا مش من هنا خالص ايه بقي الي جابهاا المنصوره ،وكمان ازاي جوزها يسيبها تشتغل كده وهي حامل
صباح بحده :فاطمه خلصي اكلك ويلا روحي كملي شغلك بطلي رغي
بدئوا الفتايات يهمون بالنهوض ،وذهبوا الي ما كان يعملون به قبل الراحه
نظرت صباح الي فرح التي وجدتهاا مازالت جالسه بحزن شديد والدموع تملئ عينيهاا
صباح :متزعليش منها ياحببتي ،هي بس الي حشريه زياده عن اللزوم ما انتي شايفه باقي البنات محدش بيدخل في خصوصيات التاني وكل واحد في اكل عيشه
فرح : هي ليه من ساعة ماجيت مضايقه مني ،مع انها ولا تعرفني ولا اعرفها ،وعماله تتهمني في شرفي مع ان والله الي في بطني مش ابن حرام ،وليه اب
صباح :يعني انتي مش هربانه من اهلك
فرح بحزن :لاء ، ديه قصه طويله اوووي وقبل ان تكمل كلامهاا كان شخص يندهه عليهم بصوت عالي لكي يتابعوا عملهم
صباح:طب تعالي نكمل شغلنا ،وبعدين نبقي نتكلم
.................................................. .....................
نظر اليها بحب شديد وهي ترتدي فستان فرحها ،وتتشبث في يد اخاهاا ،ظل يتأمل وجهها البريئ وفستانها الابيض فقد كانت في غايه الجمال
عمر بحب :ماشاء الله
نظرت له مي بخجل :يعني طالعه حلوه ياعمر
عمر بحنان :انتي اجمل حاجه عنيا شفتهاا
كان محمد يتطلع اليهم بحب وفرح ، نظر الي والدته وجدها تبكي
محمد بدعابه: ايه ياست الكل ، ما انا موجود اه مش هسيبك
سعاد بحزن: نفسي افرح بيك انت كمان يامحمد ، وترجع تعيش هنا يابني
محمد بتنهد: قولي ان شاء الله يا امي
سعاد بتمني :يــــاربــ يكون قريب
.................................................. .............
دخلت معه وهي تتشبث في ذراعه ، فمنذ اسبوع تقريبا قد جائت
تركها مع احدي صديقاتها وذهب هو لصديقه ، ليبارك له ، ثم وقف بجانب بعض الاشخاص ليتحدث معهم وبعد فتره ترك القاعه بأكملها وخرج ، ظل يتذكر يومهم هذا كما كانت جميله ،استحملت اهانته كثيرا وسامحته ، ظل يتذكر ضحكاتهاا وحديثهاا ونظراتهاا التي تحمل كل معاني الحب ،وايضا حديثها الطفولي معاه تذكر يوم جلست بجانبه تري بعض صور الاطفال وتتأملهم بأعين جميله بريئه ، مرت امامه كل لحظه جميله قضوها سويا ، لم يستطع الصمود اكثر من ذلك بدات دموعه تتساقط دون ان يشعر
نور بأسي علي حاله وهي تربط علي احد كتفيه : ان شاء الله هتلاقيها ياكريم ، متيأسش ، عارف ساعات بحس بالذنب عشان مقولتلكش نيه ماما ،مكنش حصل كل ده بس صدقني مكنتش اعرف انها هتوصل لكده ،بس ربنا اخدلك حقك منها
كريم بتنهد: كل شئ نصيب يانور ،ولو هنجيب اللوم فأنا اكتر واحد لازم يتلام ولازم يتعذب
نظرت له نور بأسي ، وقررت ان تتركه بمفرده
كانت ذاهبه وهي تخفض رأسها بحزن ، وفجأه اصطدمت بأحدهم
رفعت راسها بضيق كي توبخه علي هذا ، ولكن كانت المفاجأه
ظلوا ينظرون لبعض طويلا ، يتذكرون الماضي بكل مافيه من لحظات حب والم ورحيل وفراق ، نظرت له بدموع كانت كل دمعه تقول له ، اعلم انني جرحتك ياحبيبي ولكن قد ندمت ، نعم فقد فات وقت الندم ولكن امنحني فرصه كي اجعلك تنسي كل ما سببته لك ، اما هو وبرغم ماعاني منه بسبب صدمته في حب عمره فقد تركته من اجل المال،ظل يتذكرها عندما تعرف عليهاا كانت برغم لبسهاا الذي دائما كان يغضب منها بسببه الا انه كان يحبهاا يكون دائما لها ناصح كان يري فيها البرائه والنقاء الذ احبها بسببهم ، غفر لها الكثير من التصرفات من اجل حبه لها ولكن عندما جائت علي كرامته ، فلم يستطع دفن حبه في قلبه ورحل عنهاا
نور: يا يا محمد، اتقبلنا بنفس الطريقه فاكر من 5 سنين ،بس المكان مختلف
ظل يتذكر اول يوم رأها نعم كانت الصدفه بمثل تلك الطريقه
فلاش باك !
كلفته شركته بالذهاب الي فرعهم في دبي ، لكي يقضي مده يتابع بعض الاعمال نظرا لكفائته ، وفي يوم كان احد اصدقائه في العمل دعاه لحضور حفله، ذهب وهو لا يعلم ان حياته بعد تلك الحفله ستتغير تمام ،فقد تعرف عليهاا ومن بعدهاا لم يتفرقوا ابدا جمعه القدر بهاا بعض اللقائات الاخري وظل يقربهم من بعض الي ان كبرا الحب بداخلهم ،حتي انه بعد ان انهي عمله وعاد ثانيه الي مصراتفقوا ان يتلاقوا علي وعد ،وعندما اخبرته انها ستأتي كان سعيد للغايه حتي يريها والدته واخته الصغيره ويعرفهم علي ما ان اخذت قلبه ومازالت تسكنه من اول لقاء لهم ،وقفا صامتاا لبعض الوقت ،ثم ادار وجهه ورحلا بصمت
نور ببكاء:عارفه اني كنت غلطانه وانانيه يامحمد ، وجرحتك ، بس انا اتغيرت والله وندمت ، انا دورت عليك كتير وسألت عنك ، سامحني يامحمد ،سامحني
وقف ساكنا وقلبه يكاد يتمزج ، فلماذا جئتي اليوم ، فقد عودت حياتي علي غيابك ، فلتذهبي ياحبيبتي واتركيني لحياتي تلك ،فلم اعد كما كنت فقد تغيرت كثيراا
تركهاا وذهب وقلبها يتمزق من الوجع ،ظلت واقفه تبكي فهي السبب في كل هذا ،ويجب ان تتحمل غلطاتها
مالك يانور
نور:ممكن تروحني ياكريم ، ارجوك انا تعبانه اووي
امسك يدها بحنان ،ورحلوا سويا وكل منهم يحمل بداخله وجعاا شديد ولكن يختلف منهم من عاد جرحه السابق ينزف من جديد لقدوم حبيبه ،ومنهم من ومازال جرحه ينزف ولكن علي غياب حبيبته
كان يتابعها من بعيد ، وهي متكيئه عليه ،ظل ينظر اليها بحزن ،ثم ذهب الي اخته لكي يشاركها فرحتهاا
نظر الي زوجته العروس ، ووجدها شارده حزينه
عمر:مالك ، تعبتي ولا ايه ياحبيبي
مي بحزن : كان نفسي فرح تكون معايا في اليوم ده ، خايفه يكون حصلها حاجه
عمر :ان شاء الله لما نرجع من العمره ، هنكون عرفنا طريقها ،اضحكي بقي وقولي ان شاء الله
مي بحب لزوجهاا : ان شاء الله ياحبيبي
عمر :ياا اخيرا يا مي قولتيها الحمد لله ، ده انا كنت هتشل منك خلاص
نظرت الي زوجها بخجل وصمتت
ظل ينظر لهاا بسعاده ويتأمل خجلهاا
.................................................. ...................
استيقظت من نومها ،وهي تشعر بالتعب الشديد،كانت حبات العرق تملئ وجهها بغزاره ،جلست بعيداا في احد الاركان وظلت تبكي من كثرة الالم ،احست بهاا صباح وذهبت اليهاا لتطمئن علي حالها
صباح : مالك يافرح
فرح بتعب تحاول ان تخفيه : مافيش بس شويه تعب وهيروح
صباح بأسي :ياحببتي ، مكنش ينفع ليكي شغل في الايام ديه انتي المفروض ترتاحي ،وتاخدي بالك من صحتك بس هقول ايه عارفه انه مش بأيدك ربنا يعينك ياحبيبتي ،وتقومي بالسلامه
فرح بأبتسامه باهته : يــــاربــــ
.................................................. ................
اتفضل الملفات الي حضرتك طلبتها ، والفاكس لسا واصل حالا من الشركه الايطاليه
كريم ودون ان ينظر لها : ياياسمين ، اتفضلي انتي علي شغلك
ذهبت ياسمين ، وبدء يكمل عمله ثانيه
كانت واقفه تنظر علي امها من خلف الزجاج ،فمنذ تلك الحادثه وهي راكضه في المشفي وحالتها لم تتحسن ،فمهما فعلت بها فستظل امهاا لم تصدق امر تعبهاا حتي انهاا لم تأتي اليها الا بعد فتره فلم تعمل بأمر الحادثه الا متأخراا ، ظلت تتذكر أمها بكل جبروتهاا وتخطيطهاا لم تعلم انه ممكن ان ياتي يوم وتبقي في مثل هذ اليوم ، ظلت تبحث عن ثراء الدنيا ونسيت بأن الدنيا فانيه ، وقفت تمسح دموعهاا علي والدتها فهي لم تتمني ان يحدث لامها هذا ، فبعد خلافها مع اختهاا ووفاتها ،ذهبت الي بيتهاا فلم تكن تعلم ان في يوم ذاهبها الي شقتهاا ، كانوا ينون اقتحام الشقه وسرقتها وحدث ما حدث
جاء الطبيب من خلفهاا ، يخبرها بأن الحاله بين يدا الله وانهم فعلوا كل ما بوسعهم ،حتي عرض كريم لكي ياخذها لخارج البلاد لن يفيد بشئ
نظرت للطبيب بحزن ، وعاودت النظر الي امها الراكضه ثانيه
.................................................. .................
ايه رئيك يافرح في الهدوم بتاعت البيبي ديه ، انا عارفه انها مش جديد ه بس اه نعمل حسابنا لحد ما تولدي
مسكت الملابس التي جلبتها اليها صباح ، واخذت تتأملهم ، تمنت ان كل ماحدث ليته لم يحدث ،كانت تتمني ان تذهب هي وهو لشراء ملا بس ابنهم عندما يعلمون نوع الجنين ، تمنت ان يكون بقربها في تلك الايام يطمئنهاا ويغمرها بحنانه تمنت ان تري الفرحه في عينيه وهو يشاهدها وبطنها تكبر يوم بعد يوم ، تمنت مثل اي زوجه عندما تعلم بخبر حملهاا وتخبر زوجها وتري الفرحه في عينيه ،احاسيس كثيره بداخلهاا ولكن نصيبهاا ان تعيش تلك الايام الصعبه وحيده مظلومه تائها (ولكن كانت تتذكر دائماا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ، يقول الله تعالي ... انا عند ظن عبدي بي ،وانا معه اذا ذكرني،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ، وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ، وان اتاني يمشي اتيته هروله
فكانت تقابل وجعها بحسن ظنها بالله ، وبرغم كل ماحدث لهاا كانت صابره تعلم بأن الله لن يتركها هي وطفلها الذي لم يأتي بعد الي تلك الحياه
.................................................. .........
اوعي تقولي انك هتسيب المنصوره ، وجاي القاهره تعيش فيهاا
ادهم : لا ياسيدي ، انا جاي بس عشان حاجه كام يوم وهمشي علطول
احمد : خير في حاجه
ادهم : لا متقلقش مافيش حاجه ، جاي في شغل وادور عليهاا كمان
احمد : وانت ايه الي عرفك انها من هنا
ادهم وبدء يقص عليه كل ما يعرفه عنها من والده
احمد : يعني هي من هنا ، طيب اسمها ايه بقي بالكامل ، انت عارف ابن خالي دكتور في كليه تجاره جامعه القاهره وممكن يساعدنا من الاسم نعرف كل حاجه عنها
ادهم بتنهد : اسمها فرح عبدالله....
ظل يردد هذا الأسم في ذهنه لفتره طويله ،وفجأه
احمد: ومن امتا ، الحادثه حصلت وباباك اخدها معاه المنصوره
وبعد ان علم احمد اليوم ، تأكد من كل شئ
احمد : قوم معايا يا ادهم ، ياا كل ده وانا معرفش انها هي
نظر له ادهم بأستغراب : انت تعرفها يا احمد ، طيب ازاي قولي
احمد : تعالا معايا وانت تعرف يا أدهم ، ياا الدنيا ديه بجد عجيبه
.................................................. .............
بشمهندس عمر ، راجع بعد يومين ، هيتابع هو كل حاجه ياياسمين ، تمام
ياسمين : تمام يافندم ، هي طياره حضرتك دلوقتي
نظر كريم في ساعتها : كلمي السواق خلي يجهز
ذهبت ياسمين لتفعل ما طلبه منها ، وبدء هو يجمع بعض اوراقه للذهاب الي المطار
وبعد ان رحل بحوالي ساعه ، جاء احمد ومعه ادهم
احمد : بشمهندس كريم جوا ياياسمين
ياسمين وقد تغيرت كثيراا في ملا بسهاا وتصرفاتها وكل شئ فمن يراهاا يري ياسمين اخري فقد تبدل كل شئ للاحسن : سافر يا استاذ احمد ، زمان الطياره طلعت دلوقتي
احمد : سافر ، طب هيرجع امتاا
ياسمين : بعد اسبوع كده
احمد : ياسمين لازم نوصله حالا ، ثم نظر لادهم عرفت طريق فرح ، فرح في المنصوره ويارب تكون لسا هناك
ياسمين : بجد يا استاذ احمد ، الحمدلله ، بس انت عارف التليفون مش هيكون متاح دلوقتي ، ومعظم الوقت بيكون قفله بشمهندس كريم
احمد : ياسمين بجد يااريت ، نعرف نوصله بسرعه ويرجع في اسرع وقت
نظرت له ياسمين ، وقلبها لا يكاد يصدق انها ستري فرح ثانيه : بس انت عرفت مكانها منين
احمد : اقدملك دكتور ادهم ، وهو هيحكلنا علي كل حاجه المهم كريم يعرف ويرجع حالا عشان نعرف ندور عليهااا في اسرع وقت
.................................................. .............
ازاي في الشهر الخامس وبتولد
صباح بضيق : ممكن تنقطينا بسكاتك ، وتجيبيلي ميه سخنه
فاطمه : طيب ، طيب هروح اجيب اه براحه هو احنا كنا ناقصين
صباح بضيق : استغفر الله العظيم، ثم نظرت الي تلك المسكينه التي تتأوه من الاولم
صباح بحنان : استحملي يااحببتي ، معلشي هانت خلاص وتشوفي ابنك
فرح ببكاء : مش قادره ، يااااارب
صباح : هانت ياحببتي هانت ، اتنفسي براحه كده ، يلا يافاطمه بسرعه وانتي يا زينب ياعديني
ظلت تتـألم وبعد وقتا طويلاا ، وضعت طفلها الجميل ،اخذته صباح وحملته بحنان ، كانت فرح قد غابت عن الوعي تمام
زينب بأسي : ديه تعبت خالص ياعيني ،الحمدلله ان محصلهاش حاجه ده انا كنت خايفه عليهاا
صباح : ربنا عالم بحالهاا ، الحمدلله انه يسرلهاا في ولادتهاا
فاطمه وهي تحدث صباح: عم حسن عرف بالموضوع ومستنيكي بره
صباح وهي تعطي المولود لفاطمه : سمي عليه وبراحه يمكن قلبك يرق ، ربنا يستر هروح اشوفه
زينب وهي تقف بجانب فاطمه وينظرون للطفل : الله ده جميل اووي ماشاء الله
فاطمه وبدء قلبهاا يضعف امام تلك البرائه : ياخراشي علي الجمال ،ياتري ابوك فين وازاي يسيبك كده ويرميك انت وامك
جائت اليهم صباح وعلامات الطمأنينه علي وجهها : الحمدلله عم حسن قال ترجع شغلها بعد ما تشد حيلهاا
زينب : عم حسن راجل طيب ، ومكنش هيرضي بقطع رزقها
صباح وتأخد الطفل ثانيه : نورت اوضتنا الصغيره ديه ياضيف ياجديد
الحلقة 29 ....ج2
هم وبعد فتره ترك القاعه بأكملها وخرج ، ظل يتذكر يومهم هذا كما كانت جميله ،استحملت اهانته كثيرا وسامحته ، ظل يتذكر ضحكاتهاا وحديثهاا ونظراتهاا التي تحمل كل معاني الحب ،وايضا حديثها الطفولي معاه تذكر يوم جلست بجانبه تري بعض صور الاطفال وتتأملهم بأعين جميله بريئه ، مرت امامه كل لحظه جميله قضوها سويا ، لم يستطع الصمود اكثر من ذلك بدات دموعه تتساقط دون ان يشعر
نور بأسي علي حاله وهي تربط علي احد كتفيه : ان شاء الله هتلاقيها ياكريم ، متيأسش ، عارف ساعات بحس بالذنب عشان مقولتلكش نيه ماما ،مكنش حصل كل ده بس صدقني مكنتش اعرف انها هتوصل لكده ،بس ربنا اخدلك حقك منها
كريم بتنهد: كل شئ نصيب يانور ،ولو هنجيب اللوم فأنا اكتر واحد لازم يتلام ولازم يتعذب
نظرت له نور بأسي ، وقررت ان تتركه بمفرده
كانت ذاهبه وهي تخفض رأسها بحزن ، وفجأه اصطدمت بأحدهم
رفعت راسها بضيق كي توبخه علي هذا ، ولكن كانت المفاجأه
ظلوا ينظرون لبعض طويلا ، يتذكرون الماضي بكل مافيه من لحظات حب والم ورحيل وفراق ، نظرت له بدموع كانت كل دمعه تقول له ، اعلم انني جرحتك ياحبيبي ولكن قد ندمت ، نعم فقد فات وقت الندم ولكن امنحني فرصه كي اجعلك تنسي كل ما سببته لك ، اما هو وبرغم ماعاني منه بسبب صدمته في حب عمره فقد تركته من اجل المال،ظل يتذكرها عندما تعرف عليهاا كانت برغم لبسهاا الذي دائما كان يغضب منها بسببه الا انه كان يحبهاا يكون دائما لها ناصح كان يري فيها البرائه والنقاء الذ احبها بسببهم ، غفر لها الكثير من التصرفات من اجل حبه لها ولكن عندما جائت علي كرامته ، فلم يستطع دفن حبه في قلبه ورحل عنهاا
نور: يا يا محمد، اتقبلنا بنفس الطريقه فاكر من 5 سنين ،بس المكان مختلف
ظل يتذكر اول يوم رأها نعم كانت الصدفه بمثل تلك الطريقه
فلاش باك !
كلفته شركته بالذهاب الي فرعهم في دبي ، لكي يقضي مده يتابع بعض الاعمال نظرا لكفائته ، وفي يوم كان احد اصدقائه في العمل دعاه لحضور حفله، ذهب وهو لا يعلم ان حياته بعد تلك الحفله ستتغير تمام ،فقد تعرف عليهاا ومن بعدهاا لم يتفرقوا ابدا جمعه القدر بهاا بعض اللقائات الاخري وظل يقربهم من بعض الي ان كبرا الحب بداخلهم ،حتي انه بعد ان انهي عمله وعاد ثانيه الي مصراتفقوا ان يتلاقوا علي وعد ،وعندما اخبرته انها ستأتي كان سعيد للغايه حتي يريها والدته واخته الصغيره ويعرفهم علي ما ان اخذت قلبه ومازالت تسكنه من اول لقاء لهم ،وقفا صامتاا لبعض الوقت ،ثم ادار وجهه ورحلا بصمت
نور ببكاء:عارفه اني كنت غلطانه وانانيه يامحمد ، وجرحتك ، بس انا اتغيرت والله وندمت ، انا دورت عليك كتير وسألت عنك ، سامحني يامحمد ،سامحني
وقف ساكنا وقلبه يكاد يتمزج ، فلماذا جئتي اليوم ، فقد عودت حياتي علي غيابك ، فلتذهبي ياحبيبتي واتركيني لحياتي تلك ،فلم اعد كما كنت فقد تغيرت كثيراا
تركهاا وذهب وقلبها يتمزق من الوجع ،ظلت واقفه تبكي فهي السبب في كل هذا ،ويجب ان تتحمل غلطاتها
مالك يانور
نور:ممكن تروحني ياكريم ، ارجوك انا تعبانه اووي
امسك يدها بحنان ،ورحلوا سويا وكل منهم يحمل بداخله وجعاا شديد ولكن يختلف منهم من عاد جرحه السابق ينزف من جديد لقدوم حبيبه ،ومنهم من ومازال جرحه ينزف ولكن علي غياب حبيبته
كان يتابعها من بعيد ، وهي متكيئه عليه ،ظل ينظر اليها بحزن ،ثم ذهب الي اخته لكي يشاركها فرحتهاا
نظر الي زوجته العروس ، ووجدها شارده حزينه
عمر:مالك ، تعبتي ولا ايه ياحبيبي
مي بحزن : كان نفسي فرح تكون معايا في اليوم ده ، خايفه يكون حصلها حاجه
عمر :ان شاء الله لما نرجع من العمره ، هنكون عرفنا طريقها ،اضحكي بقي وقولي ان شاء الله
مي بحب لزوجهاا : ان شاء الله ياحبيبي
عمر :ياا اخيرا يا مي قولتيها الحمد لله ، ده انا كنت هتشل منك خلاص
نظرت الي زوجها بخجل وصمتت
ظل ينظر لهاا بسعاده ويتأمل خجلهاا
.................................................. ...................
استيقظت من نومها ،وهي تشعر بالتعب الشديد،كانت حبات العرق تملئ وجهها بغزاره ،جلست بعيداا في احد الاركان وظلت تبكي من كثرة الالم ،احست بهاا صباح وذهبت اليهاا لتطمئن علي حالها
صباح : مالك يافرح
فرح بتعب تحاول ان تخفيه : مافيش بس شويه تعب وهيروح
صباح بأسي :ياحببتي ، مكنش ينفع ليكي شغل في الايام ديه انتي المفروض ترتاحي ،وتاخدي بالك من صحتك بس هقول ايه عارفه انه مش بأيدك ربنا يعينك ياحبيبتي ،وتقومي بالسلامه
فرح بأبتسامه باهته : يــــاربــــ
.................................................. ................
اتفضل الملفات الي حضرتك طلبتها ، والفاكس لسا واصل حالا من الشركه الايطاليه
كريم ودون ان ينظر لها : ياياسمين ، اتفضلي انتي علي شغلك
ذهبت ياسمين ، وبدء يكمل عمله ثانيه
البـــارتـــ الثلاثــون
كانت شبهه فاقده للوعي، ظلت تردد اسمه بتعب الي ان فتحت عينيها، تمنت ان يكون اول من تراهه عيناها ولكن للاسف ليس كل ما نتمناه يحدث،نظرت لها صباح بفرحه واقتربت منها لتعطيها طفلهاا
صباح بطيبه: حمدلله علي السلامه يافرح،خدي سمي وشيلي ماشاء الله عسول
اخذته بين يديهاا وظلت تتأمل ملامحه بحنان ،كانت تنظر له وتتذكر والده ،مسكت يدهه الصغيره بحب ،تساقطت دموعها بدون ان تشعر ،نظرت لها صباح باشفاق ولكن لم تعقب
فرح:انت جميل اوي ياحبيبي،عارف انت اجمل حاجه حصلتلي من باباك ،انا مش زعلانه منه للاسف بعد كل الي عامله لسا بحبه ،بس انا وانت منلاش مكان في حياته عشان هو مش عايزنا وصدق انا ماما خاينه
صباح ولكي تخرجهاا من حزنها:ها يافرح هتسميه ايه بقي
نظرت لطفلها طويلا :هسميه احمد
صباح:الله اسم جميل ،ربنا يخليهولك ويباركلك فيه ياحبيبتي،بس قوليلي هو مين كريم ده الي كنتي عماله تنادي بأسمه وانتي نايمه
فرح بأسي :ده باباه
صباح: ممممممم ،طب مش لازم يعرف انك ولادتي ،ده ابنه برضوه ياحبيبتي ومهما كان حقه يعرف
فرح بدموع: بعدي عنه انا وابني اريح ،انا خلاص عايزه ابعد عن حياتي القديمه كلها وانسي كل حاجه فاتت ،ثم نظرت الي طفلها النائم ، وابدء حياتي انا وابني
صباح : بس ياحببتي ، انتي كده بتظلميه ،وهتحرميه من ابوه واكيد لما هيكبرهيلومك مهما كان الواحد بيحتاج ابوه ولا ايه ،بصي هسيبك دلوقتي تفكري ولما تشدي حيلك ان شاء الله لينا كلام تاني اتفقنا ،يلا هروح اجبلك الاكل الي عملتهولك
رحلت صباح وتركتهاا ،تفكر في حال ابنها ،هل سيلومهاا فيما بعد بأنها حرمته من ابيه، ظلت تنظر اليه ثم احتضنته كأنها تريد ان تستمد قوتها منه
.................................................. ...................
ييييه برضوه التليفون مغلق، انا اتصلت كمان بالمطار قالوه ان الطياره طلعت
احمد بضيق : طب ابعتيله رساله علي الفندق الي هينزل فيه ،عشان يبلغوه اول ما يوصل
ياسمين : اه تصدق صح ،ثواني ابعتلهم
احمد :طيب انا همشي دلوقتي ،هروح اشوف ادهم وخلينا علي اتصال اتفقنا
ياسمين وهي منهمكه في بعث الرساله: تمام
.................................................. ....................
ايوه ياسمين ،وعندما سمع جملتها الاخيره ظل صامتاا
ياسمين: استاذ كريم ، انت سامعني
كريم : انا جاي حالاا ، هشوف اول طياره راجعه علي مصر وجاي
عاد سريعاا بعد ان اخذ طياره خاصه ،فلم يجد اي حجز في تلك الليله ، عاد وهو يشعر بالأمل من جديد هل سنلتقي ثانيه ياحبيبتي يا الهي فقد افتقدتكي كثيرا ،اعلم انني مخطئ ولكن اخذت ما استحق من عذاب
علم من احمد وادهم كل شويه وكانت الصاعقه الكبري ،عندما علم بخبرحملهاا ،نظر اليهم بدهشه كبيره لم يستطع الوقوف اكثر من ذلك هوا علي مكتبه وجلس يضع وجهه بأسي بين كفيه ،فقد طردهاا هي وتحمل في احشائها ابنهم ،كيف تحملت تلك الايام وعدها انه لن يجعلها وحيده ثانيه وعدها ان لن يجعلها تتألم وعدها بالكثير ولكن قد تبخر كل هذا في لحظه عندما شعر بأنه قد اتهان في رجولته ،تذكر عندما دفعها وسقطت علي ارض امام اعينه لم يشفق عليها للحظه وهو يراها مكسوره حزينه هاويه علي الارض تحاول ان تستجمع قواها كي تنهض ،ظل يتذكر كل شئ فعله بهاا وكلماته الجارحه لها ،كان يتمني ان ينتقم من شادي ورندا وايضا خالته والاول من نفسه اشد انتقام، ولكن كل منهم اخذ ما يستحق وهو اولهم
ادهم وهو ينظر له بأشفاق ولكن بلوم: ليه عاملت فيها كده ،متعرفش قد ايه هي كانت بتتعذب بسبب ظلمك ليها
نظر له كريم بأسي ولم يستطع ان يرد عليه ،ثم قال بصوت باكي لازم ادور عليها في كل مكان لازم الاقيها هي وابني
.................................................. ...........
ذهبوا سوياا الي المنصوره عرض عليه ادهم ان يقيم في منزله ،فهو لم يعلم ان كريم لديه مزرعه ولكن في قري اخري
ظلوا اسبوعا بأكمله يبحثون عنها ،ولكن بدون فائده لا يعلم بأنها قريبه منه تعيش معه في نفس المكان وتعمل في مزرعته ولكن لم تحن اللحظه التي سيجمعهم بهم القدر ،كان عمر يتابع معه كل شئ اول بأول
عمروهو يحدثه عبر الهاتف : مافيش جديد ياكريم
كريم : ابدا ياعمر ،اسبوع ومافيش اي حاجه ،انا خلاص مش قادر ،خايف يكون حصلها حاجه هي والي في بطنها ديه كانت في الشهور الاخيره يعني ممكن تكون ولدت
عمر :انا اسف ياصاحبي اني مقلتلكش من بدري ، كنت شايفك مش ناقص عذاب عشان كده سكت
كريم بأسي : الي حصل حصل خلاص ياعمر ،المهم الاقيهاا
عمر:طيب مايمكن تكون مشيت من المنصوره ،وراحت اي مكان تاني
كريم : انا مش سايب مكان غير وبدور فيه وادهم كمان ،بس حاسس انها لسا هناا
عمر بأشفاق:ان شاء الله احساسك هيكون صح
وبعد ان انهي حديثه مع صديقه ،دخلت اليه نور وقد اتت اليه
نور: لسا برضوه مافيش اي خبر عنها
كريم بحزن وهو يقف ينظر من شرفت مكتبه بشرود: للاسف لاء ، خايف عليهاا اووي
نور بأشفاق : ان شاء الله هتلاقيهاا ،خلي ثقتك في ربنا كبيره
كريم :يـــــاربــــ
.................................................. .................
بقالك 10 ايام والده مش كفايه كده ،ولا انتي هتعيشي عاله عليناا
اتت صباح في تلك اللحظه ،وهي تشع بالغضب من حديث فاطمه المسموم :فاطمه ،اتلمي انتي لسانك ايه ده مبيرعيش الناس حرام عليكي ،راعي غيرك عشان ربنا يبعتلك الي يرعيك ،اتقي الله
فرح وهي تحمل طفلها : انا بقيت كويسه خلاص ، وهرجع شغلي وكتر خيرك يافاطمه انك استحملتيني ،ثم نظرت الي السلسال الذي ترتديه وامسكتها بحزن و خلعتها من رقبتها فقد اهداهاا لها كريم ولم يتبقي معهاا غيرها ،خدي يافاطمه بعيه انا مش معايا غير ديه ،انا مكنتش عايزه ابيعها عشان كانت ذكري ليا من حد عزيز ،ثم نظرت لطفلها بحب وكأنها تواسي نفسها بأن لديهاا ذكري اخرهاا منه تحملها بين يديهاا
صباح :سيبك منها يافرح ،البسي السلسله يابنتي
فرح وتمد يدها لفاطمه :امسكي يافاطمه بيعيهاا ، انا عارفه انكم استحملتوني الايام الي فاتت والفلوس الي كانت معايا خلصت وانا محتاجه فلوس برضوه بس خدي الاول الي انتي عايزه
فاطمه وهي تأخذ السلسال :شكلهاا غاليه وهتجيب فلوس حلوه ،سلام انا بقي عشان الحق ابيعهاا
نظرت لها صباح بأشمئزاز ثم عودت النظر لفرح :متزعليش منهاا يافرح ،معلش ياحبيبتي اظاهر ان الناس بقي ضميرهم معدوم ومعندهومش رحمه ، والكلمه الطيبه بقيت قليله اوووي في الزمن ده
فرح بحب وهي تنظر لها : بس لسا موجوده وانتي اكبر مثال ياصباح ،بس انا مش زعلانه منها لان ده حقها انتوا الايام الي فاتت رعيتوني وكتر خيركم ،وانا بقيت كويسه وممكن انزل اشتغل كمان
صباح: يابنتي انتي بقالك 10 ايام والده ،ولسا ضعيفه
فرح :ياصباح انا متعوده متخافيش علياا ،وهقدر استحمل غير اني بقيت كويسه ،وياستي لو علي احمد هخده معايا واغطيه كويس ويبقي يقعد جنبك وانا اشتغل
صباح بطيبه وهي تأخذه منها : طيب هاتي الواد العسل ده بقي حبيبي
فرح : خديه اه ياستي ، لاحسن بقي مجنيني ، هقوم اسخنلك انا الاكل
ذهبت فرح ،وظلت تنظر صباح للطفل وتحدثه
امك ديه غابيه فاكره نفسها هتكون قويه وهتستحمل ظلم الناس وجشعهم ، بس طيبه وهابله وعلي نيتها اووي هي لو مكنتش كده كان حد قدر يعمل فيها كل ده ، اظاهر يا حماده ان الطيب والغلبان مبقاش ليهم الحق انهم يعيشوا او يحلمواا ،بس لازم امك تعرف ابوك بوجودك لانكم محتاجينه مهما كان وهي اكتر منك محتاجه بس هو جراحها ياحبيت عيني الظلم وحش اوي ،كانت تحدث الطفل وكأنه يسمعها نظرت الي وجهه الملائكي وجدته يبتسم وهو نائم ،نظرت له بحب وضمته اليه
.................................................. ...........
لسا برضوه ياياسمين ،ملقهاش ،ياحبيبتي يافرح، وكمان كانت حامل ،البنت ديه استحملت كتير اوي استحملت ظلمي وجبروتي ،وظلم جوزهاا ، لو حصلها حاجه مش هسامح نفسي طول حياتي ده انا عايشه علي امل انها ترجع واطلب منها انها تسامحني ،يارب انا عارفه اني عاملت حاجات كتير غلط بس توبت وندمانه وخجلانه منك ياغفور
نظرت ياسمين لامها بأشفاق وربطت علي كتفها بحنان :فرح طيبه ياماما وهتسامحنا ، ادعي اننا نلاقيها وترجع تاني لحياتنا تفتكري زمانها ولد ت دلوقتي ،يا انا هبقي خاله
كريمه وقد تبدل حالها كثيرا ،فنعم الصفعات قد تغيرك لشخص اخر بصوره اجمل ، او تغيرك لشخص اخر غير نفسك ولكن بصوره اسوء :يـــاربــــ احنا طمعانين في كرمك وعطفك يارب
.................................................. ......
مش هتيجي تبص علي احوال المزرعه واتشوف المحصول ،ياكريم بيه
كريم : مش وقته يافهمي ،هاا مافيش حد من شهر جيه غريب البلد هناا
فهمي : لا يابيه ، مافيش انا سألت ودورت ومخلي الرجاله يدوره بس لسا مافيش جديد
كريم بضيق : ماشي يافهمي ،روح شوف انت شغلك
مين الطفل ده ياصباح ،من امتا بنجيب اطفال في الشغل
صباح بأرتباك : استاذ فهمي ، معلش ده بس ابن واحده صاحبتي راحت مشوار وطلبت مني انها تخليه معايا ساعه ،اصلها تعبانه وراحت المستوصف تكشف
فهمي بحده : متتكررش تاني ياصباح ، وخدوا بالكم ان البيه هنا مفهوم
صباح بأرتباك : حاضر
فهمي وهي يذهب : مش هحزرك تاني ياصباح فاهمه
نظرت له بخوف وهو يحزرها ، ثم عادت الي الطفل وجدته يبكي من الجوع
ندهت عليها بصوت واطي لكي لا يوبخها احد ثانيه : فرح خدي احمد جاع ، بس روحي في مكان مداري كده ورضعيه ياحبيبتي ،عشان المشاكل اصل الايام ديه في شويه شد في المزرعه عشان صاحبهاا هنا
فرح وتركت ما تعمل به : حاضر ، معلشي ياصباح لو بسببلك مشاكل
صباح : ولا يهمك ياحببتي ، احنا مالناش لغير بعض ولا ايه
فرح : ربنا يخليكي ياصباح ، هروح ارضعه وانيمه واجي اكمل شغل اصلا مش فاضل كتير واخلص واروح بي
.................................................. ...........
كانوا يتحاثون الشاي ليلا مع بعضهم ويتحدثون
قولي ياحسن ، مافيش حد جيه البلد هنا غريب
حسن وهو يرتشف من كوب الشاي : مممم ، تقريبا لاء ،بس بتسأل ليه
فهمي : هو انت متعرفش اصل كريم بيه ، بيدور علي مراته هناا
حسن بدهشه : وايه الي هيجبها هنا ، هي من هنا اصلا
فهمي : والله انا مش فاهم حاجه اصلا ، ومرضتش اسأل ديه خصوصيات برضوه وده البيه بتاعناا
حسن : مممممم ، انا بصراحه فاكر ان في بنت تقريبا من شهر مش فاكر يعني صالح جابها تشتغل هنا ، بس مدام بتقول مراته فستحاله تكون هي ، ايه جاب لجاب
فهمي : علي رئيك ، سيبك خلينا نشرب الشاي ياعم
.................................................. ......
مقدرش اسيبه ياصباح لوحده ، مش هاين عليا
صباح بأشفاق : هنعمل ايه يافرح مضطرين، وممكن يطردوكي وانتي محتاجه الشغل
فرح وتنظر لطفلها بأشفاق : مش هقدر برضوه اسيبه
فاطمه ببرود: متخلصينا بقي ، خلينا نشوف اشغالنا ، مش عارفه قلبي حاسس اننا هنطرد قريب بسببك انتي وابنك
نظرت صباح لفاطمه بأشمئزاز ولكن لم تتحدث : بصي كل شويه هبعتك تروحي تشوفيه اتفاقناا
نظرت لطفلها بحزن ، وصمتت
صباح : حصلينا ماشي
مش قادره اسيبك ياحبيبي ، افرض صحيت وجعت، بس مش بايدي حاجه اوعا تزعل مني ماشي غصب عني والله ، ثم وضعته علي السريروظلت تنظر له ولكن لم تستطع تركه حملته مجددا واخذته
ذهبت خلفهم وهي تحملوه وتحاول ان لا احد ينتبهه لها ، وصلت الي مكان عملها ظلت تنظر حولهاا وجدت مكانا خاليا بعيدا عن الانظار ، وضعته فيه بعد ان احكمت غطائه واطمئنت ثم ذهبت وهي نظرها عليه
.................................................. ..............
كان يسيرشاردا ، لعله يجد في تلك الهوا راحه ، فقد شعر بالاختناق بعد محادثه ادهم ،فلا يوجد لها اثر في اي مكان هنا ،
كان شارداا تمام ، ولكن صوت اتي بجانبه وهو يسير بجانب تلك الشجره ، كان صوت طفلا صغيرا ظل يبحث عن مصدر الصوت وجد طفلا يبكي ، حمله برفق شديد عندما رئه الطفل توقف عن البكاء تماما ، وكأنه يشعر بأن يد اباه هي التي تحمله
كانت تحاول ان تنجز عملها، قررت ان تذهب لتطمئن علي طفلها الصغير ، ذهبت اليه ولكن يا لها من صدفه انه هو ، وجدته يحمل الطفل ويضمه ، ويتأمله... احس ان احد يقف خلفه
نظر لمن يتابعه ، ظل ينظر طويلا ولم يصدق عينيه،اقترب منها لكي يتأكد هل هي حقا ام اصبح يحلم بسبب اشتياقه لها، ياا كما اشتقت لكي ياحبيبتي
كانت ضعيفه للغايه وجهها شاحب، نظر لها بحب وشوق شديد
بدء صوته يخرج ببطئ : فرح
نظرت له بعتاب والم ، تذكرت كل ما مرت بيه ، تذكرت ظلمه الذي لم تنساه ، تذكرت اهانته وكلماته الجارجه ولاول مره تشعر بأن ظلم الايام قد جعلتها قويه
هات ابني ياكريم ، سيبه متلمسهوش ، عشان متوسخش ايدك بأبن الزباله
كريم وقد انتبهه انها ليست حامل ، ايعقل ان تكون قد وضعت طفلهم ، تذكر كلماتها الاخيره ، ثم نظر الي الطفل الذي يحمله ، كان يشبهه ، ايعقل ان يكون هذا الطفل ابني ، ظل يتأمله بأعين دامعه : ابني يافرح صح قولي انه ابني
فرح : ايوه ابنك ، الي طردتني انا وهو ورمتنا في الشارع ،رمتنا كأنك بترمي زباله من ايدك ، رمتنا لمجرد انك صدقتهم ومرضتش تسمعني
اقترب منها بحنان وحب : سامحيني يافرح ، عارف ان غلطتي كبيره ومتتغفرش ، بس صدقيني انا ندمت ، انا كنت بموت ببعدك عني انتي وابني ، كنت فقدت الامل بوجودكم تاني في حياتي ، صدقيني انا دوت عليكي كتيير اووي حتي من قبل ما اعرف الحقيقه
فرح : ياا بسهوله كده ، عايزني اسامحك ، مقدرش ياكريم خلاص حياتنا انتهت ، فرح بتاعت زمان ماتت مع كل لحظه الم عشتها ، انا مكنتش فارقه مع حد ولا معاك تقريبا لو كنت موت مكنتش برضوه هفرق مع حد ولا حد هيسأل عني
سيبني انا وابني في حالنا ، احنا حياتنا من غيرك كده احسن ، بس اكتب الطفل بأسمك ومش عايزه حاجه تاني ، ومتخافش ده ابنك ياكريم مش ابني حد تاني ، وبعد كده هنريحك مننا خالص انا وابني
كان ينظر لابنه ويتأمله ، كانت كل كلمه تقولها يعلم انه من جرحهاا الكبير الذي تسبب فيه ، ويجب ان يتحمل كل شئ لكي تغفر له : سمتيه ايه
فرح بأسي: احمد ، زي ما اتفقنا زمان فاكر
تذكر تلك اليوم ، كما كان يتمني ان اول طفل يرزق به يسميه بهذا الاسم علي اسم والده، ثم تنهد بأسي وقال : الله يرحمك يا امي ، لو كنتي لسا عايشه كنتي هتفرحي اووي بأحمد الصغير
وضعت يدها علي فمها من الصدمه ودموعها تنساب علي وجهها من تلك الخبر: ماما امينه ماتت
نظر لها بأسي ولم يتحدث ، مد لها يدهه الاخري بحنان ولكن ظلت واقفه بعيده عنه
كريم : يلا يافرح بينا
فرح بكبرياء وهي تستجمع قواها: انا ورايا شغل ، ومش مستعده اخسره عشانك ، امشي بقي من هنا قبل ما حد يشوفك وصاحب المزرعه يطردني
كريم بأبتسامه حزينه فهو من اوصلها لذلك جعلها تعمل وتعيش اصعب ايام هي وابنهم وفي النهايه كانت تعمل في مزرعته : انا صاحب المزرعه
هم وبعد فتره ترك القاعه بأكملها وخرج ، ظل يتذكر يومهم هذا كما كانت جميله ،استحملت اهانته كثيرا وسامحته ، ظل يتذكر ضحكاتهاا وحديثهاا ونظراتهاا التي تحمل كل معاني الحب ،وايضا حديثها الطفولي معاه تذكر يوم جلست بجانبه تري بعض صور الاطفال وتتأملهم بأعين جميله بريئه ، مرت امامه كل لحظه جميله قضوها سويا ، لم يستطع الصمود اكثر من ذلك بدات دموعه تتساقط دون ان يشعر
نور بأسي علي حاله وهي تربط علي احد كتفيه : ان شاء الله هتلاقيها ياكريم ، متيأسش ، عارف ساعات بحس بالذنب عشان مقولتلكش نيه ماما ،مكنش حصل كل ده بس صدقني مكنتش اعرف انها هتوصل لكده ،بس ربنا اخدلك حقك منها
كريم بتنهد: كل شئ نصيب يانور ،ولو هنجيب اللوم فأنا اكتر واحد لازم يتلام ولازم يتعذب
نظرت له نور بأسي ، وقررت ان تتركه بمفرده
كانت ذاهبه وهي تخفض رأسها بحزن ، وفجأه اصطدمت بأحدهم
رفعت راسها بضيق كي توبخه علي هذا ، ولكن كانت المفاجأه
ظلوا ينظرون لبعض طويلا ، يتذكرون الماضي بكل مافيه من لحظات حب والم ورحيل وفراق ، نظرت له بدموع كانت كل دمعه تقول له ، اعلم انني جرحتك ياحبيبي ولكن قد ندمت ، نعم فقد فات وقت الندم ولكن امنحني فرصه كي اجعلك تنسي كل ما سببته لك ، اما هو وبرغم ماعاني منه بسبب صدمته في حب عمره فقد تركته من اجل المال،ظل يتذكرها عندما تعرف عليهاا كانت برغم لبسهاا الذي دائما كان يغضب منها بسببه الا انه كان يحبهاا يكون دائما لها ناصح كان يري فيها البرائه والنقاء الذ احبها بسببهم ، غفر لها الكثير من التصرفات من اجل حبه لها ولكن عندما جائت علي كرامته ، فلم يستطع دفن حبه في قلبه ورحل عنهاا
نور: يا يا محمد، اتقبلنا بنفس الطريقه فاكر من 5 سنين ،بس المكان مختلف
ظل يتذكر اول يوم رأها نعم كانت الصدفه بمثل تلك الطريقه
فلاش باك !
كلفته شركته بالذهاب الي فرعهم في دبي ، لكي يقضي مده يتابع بعض الاعمال نظرا لكفائته ، وفي يوم كان احد اصدقائه في العمل دعاه لحضور حفله، ذهب وهو لا يعلم ان حياته بعد تلك الحفله ستتغير تمام ،فقد تعرف عليهاا ومن بعدهاا لم يتفرقوا ابدا جمعه القدر بهاا بعض اللقائات الاخري وظل يقربهم من بعض الي ان كبرا الحب بداخلهم ،حتي انه بعد ان انهي عمله وعاد ثانيه الي مصراتفقوا ان يتلاقوا علي وعد ،وعندما اخبرته انها ستأتي كان سعيد للغايه حتي يريها والدته واخته الصغيره ويعرفهم علي ما ان اخذت قلبه ومازالت تسكنه من اول لقاء لهم ،وقفا صامتاا لبعض الوقت ،ثم ادار وجهه ورحلا بصمت
نور ببكاء:عارفه اني كنت غلطانه وانانيه يامحمد ، وجرحتك ، بس انا اتغيرت والله وندمت ، انا دورت عليك كتير وسألت عنك ، سامحني يامحمد ،سامحني
وقف ساكنا وقلبه يكاد يتمزج ، فلماذا جئتي اليوم ، فقد عودت حياتي علي غيابك ، فلتذهبي ياحبيبتي واتركيني لحياتي تلك ،فلم اعد كما كنت فقد تغيرت كثيراا
تركهاا وذهب وقلبها يتمزق من الوجع ،ظلت واقفه تبكي فهي السبب في كل هذا ،ويجب ان تتحمل غلطاتها
مالك يانور
نور:ممكن تروحني ياكريم ، ارجوك انا تعبانه اووي
امسك يدها بحنان ،ورحلوا سويا وكل منهم يحمل بداخله وجعاا شديد ولكن يختلف منهم من عاد جرحه السابق ينزف من جديد لقدوم حبيبه ،ومنهم من ومازال جرحه ينزف ولكن علي غياب حبيبته
كان يتابعها من بعيد ، وهي متكيئه عليه ،ظل ينظر اليها بحزن ،ثم ذهب الي اخته لكي يشاركها فرحتهاا
نظر الي زوجته العروس ، ووجدها شارده حزينه
عمر:مالك ، تعبتي ولا ايه ياحبيبي
مي بحزن : كان نفسي فرح تكون معايا في اليوم ده ، خايفه يكون حصلها حاجه
عمر :ان شاء الله لما نرجع من العمره ، هنكون عرفنا طريقها ،اضحكي بقي وقولي ان شاء الله
مي بحب لزوجهاا : ان شاء الله ياحبيبي
عمر :ياا اخيرا يا مي قولتيها الحمد لله ، ده انا كنت هتشل منك خلاص
نظرت الي زوجها بخجل وصمتت
ظل ينظر لهاا بسعاده ويتأمل خجلهاا
.................................................. ...................
استيقظت من نومها ،وهي تشعر بالتعب الشديد،كانت حبات العرق تملئ وجهها بغزاره ،جلست بعيداا في احد الاركان وظلت تبكي من كثرة الالم ،احست بهاا صباح وذهبت اليهاا لتطمئن علي حالها
صباح : مالك يافرح
فرح بتعب تحاول ان تخفيه : مافيش بس شويه تعب وهيروح
صباح بأسي :ياحببتي ، مكنش ينفع ليكي شغل في الايام ديه انتي المفروض ترتاحي ،وتاخدي بالك من صحتك بس هقول ايه عارفه انه مش بأيدك ربنا يعينك ياحبيبتي ،وتقومي بالسلامه
فرح بأبتسامه باهته : يــــاربــــ
.................................................. ................
اتفضل الملفات الي حضرتك طلبتها ، والفاكس لسا واصل حالا من الشركه الايطاليه
كريم ودون ان ينظر لها : ياياسمين ، اتفضلي انتي علي شغلك
ذهبت ياسمين ، وبدء يكمل عمله ثانيه
البـــارتـــ الثلاثــون
كانت شبهه فاقده للوعي، ظلت تردد اسمه بتعب الي ان فتحت عينيها، تمنت ان يكون اول من تراهه عيناها ولكن للاسف ليس كل ما نتمناه يحدث،نظرت لها صباح بفرحه واقتربت منها لتعطيها طفلهاا
صباح بطيبه: حمدلله علي السلامه يافرح،خدي سمي وشيلي ماشاء الله عسول
اخذته بين يديهاا وظلت تتأمل ملامحه بحنان ،كانت تنظر له وتتذكر والده ،مسكت يدهه الصغيره بحب ،تساقطت دموعها بدون ان تشعر ،نظرت لها صباح باشفاق ولكن لم تعقب
فرح:انت جميل اوي ياحبيبي،عارف انت اجمل حاجه حصلتلي من باباك ،انا مش زعلانه منه للاسف بعد كل الي عامله لسا بحبه ،بس انا وانت منلاش مكان في حياته عشان هو مش عايزنا وصدق انا ماما خاينه
صباح ولكي تخرجهاا من حزنها:ها يافرح هتسميه ايه بقي
نظرت لطفلها طويلا :هسميه احمد
صباح:الله اسم جميل ،ربنا يخليهولك ويباركلك فيه ياحبيبتي،بس قوليلي هو مين كريم ده الي كنتي عماله تنادي بأسمه وانتي نايمه
فرح بأسي :ده باباه
صباح: ممممممم ،طب مش لازم يعرف انك ولادتي ،ده ابنه برضوه ياحبيبتي ومهما كان حقه يعرف
فرح بدموع: بعدي عنه انا وابني اريح ،انا خلاص عايزه ابعد عن حياتي القديمه كلها وانسي كل حاجه فاتت ،ثم نظرت الي طفلها النائم ، وابدء حياتي انا وابني
صباح : بس ياحببتي ، انتي كده بتظلميه ،وهتحرميه من ابوه واكيد لما هيكبرهيلومك مهما كان الواحد بيحتاج ابوه ولا ايه ،بصي هسيبك دلوقتي تفكري ولما تشدي حيلك ان شاء الله لينا كلام تاني اتفقنا ،يلا هروح اجبلك الاكل الي عملتهولك
رحلت صباح وتركتهاا ،تفكر في حال ابنها ،هل سيلومهاا فيما بعد بأنها حرمته من ابيه، ظلت تنظر اليه ثم احتضنته كأنها تريد ان تستمد قوتها منه
.................................................. ...................
ييييه برضوه التليفون مغلق، انا اتصلت كمان بالمطار قالوه ان الطياره طلعت
احمد بضيق : طب ابعتيله رساله علي الفندق الي هينزل فيه ،عشان يبلغوه اول ما يوصل
ياسمين : اه تصدق صح ،ثواني ابعتلهم
احمد :طيب انا همشي دلوقتي ،هروح اشوف ادهم وخلينا علي اتصال اتفقنا
ياسمين وهي منهمكه في بعث الرساله: تمام
.................................................. ....................
ايوه ياسمين ،وعندما سمع جملتها الاخيره ظل صامتاا
ياسمين: استاذ كريم ، انت سامعني
كريم : انا جاي حالاا ، هشوف اول طياره راجعه علي مصر وجاي
عاد سريعاا بعد ان اخذ طياره خاصه ،فلم يجد اي حجز في تلك الليله ، عاد وهو يشعر بالأمل من جديد هل سنلتقي ثانيه ياحبيبتي يا الهي فقد افتقدتكي كثيرا ،اعلم انني مخطئ ولكن اخذت ما استحق من عذاب
علم من احمد وادهم كل شويه وكانت الصاعقه الكبري ،عندما علم بخبرحملهاا ،نظر اليهم بدهشه كبيره لم يستطع الوقوف اكثر من ذلك هوا علي مكتبه وجلس يضع وجهه بأسي بين كفيه ،فقد طردهاا هي وتحمل في احشائها ابنهم ،كيف تحملت تلك الايام وعدها انه لن يجعلها وحيده ثانيه وعدها ان لن يجعلها تتألم وعدها بالكثير ولكن قد تبخر كل هذا في لحظه عندما شعر بأنه قد اتهان في رجولته ،تذكر عندما دفعها وسقطت علي ارض امام اعينه لم يشفق عليها للحظه وهو يراها مكسوره حزينه هاويه علي الارض تحاول ان تستجمع قواها كي تنهض ،ظل يتذكر كل شئ فعله بهاا وكلماته الجارحه لها ،كان يتمني ان ينتقم من شادي ورندا وايضا خالته والاول من نفسه اشد انتقام، ولكن كل منهم اخذ ما يستحق وهو اولهم
ادهم وهو ينظر له بأشفاق ولكن بلوم: ليه عاملت فيها كده ،متعرفش قد ايه هي كانت بتتعذب بسبب ظلمك ليها
نظر له كريم بأسي ولم يستطع ان يرد عليه ،ثم قال بصوت باكي لازم ادور عليها في كل مكان لازم الاقيها هي وابني
.................................................. ...........
ذهبوا سوياا الي المنصوره عرض عليه ادهم ان يقيم في منزله ،فهو لم يعلم ان كريم لديه مزرعه ولكن في قري اخري
ظلوا اسبوعا بأكمله يبحثون عنها ،ولكن بدون فائده لا يعلم بأنها قريبه منه تعيش معه في نفس المكان وتعمل في مزرعته ولكن لم تحن اللحظه التي سيجمعهم بهم القدر ،كان عمر يتابع معه كل شئ اول بأول
عمروهو يحدثه عبر الهاتف : مافيش جديد ياكريم
كريم : ابدا ياعمر ،اسبوع ومافيش اي حاجه ،انا خلاص مش قادر ،خايف يكون حصلها حاجه هي والي في بطنها ديه كانت في الشهور الاخيره يعني ممكن تكون ولدت
عمر :انا اسف ياصاحبي اني مقلتلكش من بدري ، كنت شايفك مش ناقص عذاب عشان كده سكت
كريم بأسي : الي حصل حصل خلاص ياعمر ،المهم الاقيهاا
عمر:طيب مايمكن تكون مشيت من المنصوره ،وراحت اي مكان تاني
كريم : انا مش سايب مكان غير وبدور فيه وادهم كمان ،بس حاسس انها لسا هناا
عمر بأشفاق:ان شاء الله احساسك هيكون صح
وبعد ان انهي حديثه مع صديقه ،دخلت اليه نور وقد اتت اليه
نور: لسا برضوه مافيش اي خبر عنها
كريم بحزن وهو يقف ينظر من شرفت مكتبه بشرود: للاسف لاء ، خايف عليهاا اووي
نور بأشفاق : ان شاء الله هتلاقيهاا ،خلي ثقتك في ربنا كبيره
كريم :يـــــاربــــ
.................................................. .................
بقالك 10 ايام والده مش كفايه كده ،ولا انتي هتعيشي عاله عليناا
اتت صباح في تلك اللحظه ،وهي تشع بالغضب من حديث فاطمه المسموم :فاطمه ،اتلمي انتي لسانك ايه ده مبيرعيش الناس حرام عليكي ،راعي غيرك عشان ربنا يبعتلك الي يرعيك ،اتقي الله
فرح وهي تحمل طفلها : انا بقيت كويسه خلاص ، وهرجع شغلي وكتر خيرك يافاطمه انك استحملتيني ،ثم نظرت الي السلسال الذي ترتديه وامسكتها بحزن و خلعتها من رقبتها فقد اهداهاا لها كريم ولم يتبقي معهاا غيرها ،خدي يافاطمه بعيه انا مش معايا غير ديه ،انا مكنتش عايزه ابيعها عشان كانت ذكري ليا من حد عزيز ،ثم نظرت لطفلها بحب وكأنها تواسي نفسها بأن لديهاا ذكري اخرهاا منه تحملها بين يديهاا
صباح :سيبك منها يافرح ،البسي السلسله يابنتي
فرح وتمد يدها لفاطمه :امسكي يافاطمه بيعيهاا ، انا عارفه انكم استحملتوني الايام الي فاتت والفلوس الي كانت معايا خلصت وانا محتاجه فلوس برضوه بس خدي الاول الي انتي عايزه
فاطمه وهي تأخذ السلسال :شكلهاا غاليه وهتجيب فلوس حلوه ،سلام انا بقي عشان الحق ابيعهاا
نظرت لها صباح بأشمئزاز ثم عودت النظر لفرح :متزعليش منهاا يافرح ،معلش ياحبيبتي اظاهر ان الناس بقي ضميرهم معدوم ومعندهومش رحمه ، والكلمه الطيبه بقيت قليله اوووي في الزمن ده
فرح بحب وهي تنظر لها : بس لسا موجوده وانتي اكبر مثال ياصباح ،بس انا مش زعلانه منها لان ده حقها انتوا الايام الي فاتت رعيتوني وكتر خيركم ،وانا بقيت كويسه وممكن انزل اشتغل كمان
صباح: يابنتي انتي بقالك 10 ايام والده ،ولسا ضعيفه
فرح :ياصباح انا متعوده متخافيش علياا ،وهقدر استحمل غير اني بقيت كويسه ،وياستي لو علي احمد هخده معايا واغطيه كويس ويبقي يقعد جنبك وانا اشتغل
صباح بطيبه وهي تأخذه منها : طيب هاتي الواد العسل ده بقي حبيبي
فرح : خديه اه ياستي ، لاحسن بقي مجنيني ، هقوم اسخنلك انا الاكل
ذهبت فرح ،وظلت تنظر صباح للطفل وتحدثه
امك ديه غابيه فاكره نفسها هتكون قويه وهتستحمل ظلم الناس وجشعهم ، بس طيبه وهابله وعلي نيتها اووي هي لو مكنتش كده كان حد قدر يعمل فيها كل ده ، اظاهر يا حماده ان الطيب والغلبان مبقاش ليهم الحق انهم يعيشوا او يحلمواا ،بس لازم امك تعرف ابوك بوجودك لانكم محتاجينه مهما كان وهي اكتر منك محتاجه بس هو جراحها ياحبيت عيني الظلم وحش اوي ،كانت تحدث الطفل وكأنه يسمعها نظرت الي وجهه الملائكي وجدته يبتسم وهو نائم ،نظرت له بحب وضمته اليه
.................................................. ...........
لسا برضوه ياياسمين ،ملقهاش ،ياحبيبتي يافرح، وكمان كانت حامل ،البنت ديه استحملت كتير اوي استحملت ظلمي وجبروتي ،وظلم جوزهاا ، لو حصلها حاجه مش هسامح نفسي طول حياتي ده انا عايشه علي امل انها ترجع واطلب منها انها تسامحني ،يارب انا عارفه اني عاملت حاجات كتير غلط بس توبت وندمانه وخجلانه منك ياغفور
نظرت ياسمين لامها بأشفاق وربطت علي كتفها بحنان :فرح طيبه ياماما وهتسامحنا ، ادعي اننا نلاقيها وترجع تاني لحياتنا تفتكري زمانها ولد ت دلوقتي ،يا انا هبقي خاله
كريمه وقد تبدل حالها كثيرا ،فنعم الصفعات قد تغيرك لشخص اخر بصوره اجمل ، او تغيرك لشخص اخر غير نفسك ولكن بصوره اسوء :يـــاربــــ احنا طمعانين في كرمك وعطفك يارب
.................................................. ......
مش هتيجي تبص علي احوال المزرعه واتشوف المحصول ،ياكريم بيه
كريم : مش وقته يافهمي ،هاا مافيش حد من شهر جيه غريب البلد هناا
فهمي : لا يابيه ، مافيش انا سألت ودورت ومخلي الرجاله يدوره بس لسا مافيش جديد
كريم بضيق : ماشي يافهمي ،روح شوف انت شغلك
مين الطفل ده ياصباح ،من امتا بنجيب اطفال في الشغل
صباح بأرتباك : استاذ فهمي ، معلش ده بس ابن واحده صاحبتي راحت مشوار وطلبت مني انها تخليه معايا ساعه ،اصلها تعبانه وراحت المستوصف تكشف
فهمي بحده : متتكررش تاني ياصباح ، وخدوا بالكم ان البيه هنا مفهوم
صباح بأرتباك : حاضر
فهمي وهي يذهب : مش هحزرك تاني ياصباح فاهمه
نظرت له بخوف وهو يحزرها ، ثم عادت الي الطفل وجدته يبكي من الجوع
ندهت عليها بصوت واطي لكي لا يوبخها احد ثانيه : فرح خدي احمد جاع ، بس روحي في مكان مداري كده ورضعيه ياحبيبتي ،عشان المشاكل اصل الايام ديه في شويه شد في المزرعه عشان صاحبهاا هنا
فرح وتركت ما تعمل به : حاضر ، معلشي ياصباح لو بسببلك مشاكل
صباح : ولا يهمك ياحببتي ، احنا مالناش لغير بعض ولا ايه
فرح : ربنا يخليكي ياصباح ، هروح ارضعه وانيمه واجي اكمل شغل اصلا مش فاضل كتير واخلص واروح بي
.................................................. ...........
كانوا يتحاثون الشاي ليلا مع بعضهم ويتحدثون
قولي ياحسن ، مافيش حد جيه البلد هنا غريب
حسن وهو يرتشف من كوب الشاي : مممم ، تقريبا لاء ،بس بتسأل ليه
فهمي : هو انت متعرفش اصل كريم بيه ، بيدور علي مراته هناا
حسن بدهشه : وايه الي هيجبها هنا ، هي من هنا اصلا
فهمي : والله انا مش فاهم حاجه اصلا ، ومرضتش اسأل ديه خصوصيات برضوه وده البيه بتاعناا
حسن : مممممم ، انا بصراحه فاكر ان في بنت تقريبا من شهر مش فاكر يعني صالح جابها تشتغل هنا ، بس مدام بتقول مراته فستحاله تكون هي ، ايه جاب لجاب
فهمي : علي رئيك ، سيبك خلينا نشرب الشاي ياعم
.................................................. ......
مقدرش اسيبه ياصباح لوحده ، مش هاين عليا
صباح بأشفاق : هنعمل ايه يافرح مضطرين، وممكن يطردوكي وانتي محتاجه الشغل
فرح وتنظر لطفلها بأشفاق : مش هقدر برضوه اسيبه
فاطمه ببرود: متخلصينا بقي ، خلينا نشوف اشغالنا ، مش عارفه قلبي حاسس اننا هنطرد قريب بسببك انتي وابنك
نظرت صباح لفاطمه بأشمئزاز ولكن لم تتحدث : بصي كل شويه هبعتك تروحي تشوفيه اتفاقناا
نظرت لطفلها بحزن ، وصمتت
صباح : حصلينا ماشي
مش قادره اسيبك ياحبيبي ، افرض صحيت وجعت، بس مش بايدي حاجه اوعا تزعل مني ماشي غصب عني والله ، ثم وضعته علي السريروظلت تنظر له ولكن لم تستطع تركه حملته مجددا واخذته
ذهبت خلفهم وهي تحملوه وتحاول ان لا احد ينتبهه لها ، وصلت الي مكان عملها ظلت تنظر حولهاا وجدت مكانا خاليا بعيدا عن الانظار ، وضعته فيه بعد ان احكمت غطائه واطمئنت ثم ذهبت وهي نظرها عليه
.................................................. ..............
كان يسيرشاردا ، لعله يجد في تلك الهوا راحه ، فقد شعر بالاختناق بعد محادثه ادهم ،فلا يوجد لها اثر في اي مكان هنا ،
كان شارداا تمام ، ولكن صوت اتي بجانبه وهو يسير بجانب تلك الشجره ، كان صوت طفلا صغيرا ظل يبحث عن مصدر الصوت وجد طفلا يبكي ، حمله برفق شديد عندما رئه الطفل توقف عن البكاء تماما ، وكأنه يشعر بأن يد اباه هي التي تحمله
كانت تحاول ان تنجز عملها، قررت ان تذهب لتطمئن علي طفلها الصغير ، ذهبت اليه ولكن يا لها من صدفه انه هو ، وجدته يحمل الطفل ويضمه ، ويتأمله... احس ان احد يقف خلفه
نظر لمن يتابعه ، ظل ينظر طويلا ولم يصدق عينيه،اقترب منها لكي يتأكد هل هي حقا ام اصبح يحلم بسبب اشتياقه لها، ياا كما اشتقت لكي ياحبيبتي
كانت ضعيفه للغايه وجهها شاحب، نظر لها بحب وشوق شديد
بدء صوته يخرج ببطئ : فرح
نظرت له بعتاب والم ، تذكرت كل ما مرت بيه ، تذكرت ظلمه الذي لم تنساه ، تذكرت اهانته وكلماته الجارجه ولاول مره تشعر بأن ظلم الايام قد جعلتها قويه
هات ابني ياكريم ، سيبه متلمسهوش ، عشان متوسخش ايدك بأبن الزباله
كريم وقد انتبهه انها ليست حامل ، ايعقل ان تكون قد وضعت طفلهم ، تذكر كلماتها الاخيره ، ثم نظر الي الطفل الذي يحمله ، كان يشبهه ، ايعقل ان يكون هذا الطفل ابني ، ظل يتأمله بأعين دامعه : ابني يافرح صح قولي انه ابني
فرح : ايوه ابنك ، الي طردتني انا وهو ورمتنا في الشارع ،رمتنا كأنك بترمي زباله من ايدك ، رمتنا لمجرد انك صدقتهم ومرضتش تسمعني
اقترب منها بحنان وحب : سامحيني يافرح ، عارف ان غلطتي كبيره ومتتغفرش ، بس صدقيني انا ندمت ، انا كنت بموت ببعدك عني انتي وابني ، كنت فقدت الامل بوجودكم تاني في حياتي ، صدقيني انا دوت عليكي كتيير اووي حتي من قبل ما اعرف الحقيقه
فرح : ياا بسهوله كده ، عايزني اسامحك ، مقدرش ياكريم خلاص حياتنا انتهت ، فرح بتاعت زمان ماتت مع كل لحظه الم عشتها ، انا مكنتش فارقه مع حد ولا معاك تقريبا لو كنت موت مكنتش برضوه هفرق مع حد ولا حد هيسأل عني
سيبني انا وابني في حالنا ، احنا حياتنا من غيرك كده احسن ، بس اكتب الطفل بأسمك ومش عايزه حاجه تاني ، ومتخافش ده ابنك ياكريم مش ابني حد تاني ، وبعد كده هنريحك مننا خالص انا وابني
كان ينظر لابنه ويتأمله ، كانت كل كلمه تقولها يعلم انه من جرحهاا الكبير الذي تسبب فيه ، ويجب ان يتحمل كل شئ لكي تغفر له : سمتيه ايه
فرح بأسي: احمد ، زي ما اتفقنا زمان فاكر
تذكر تلك اليوم ، كما كان يتمني ان اول طفل يرزق به يسميه بهذا الاسم علي اسم والده، ثم تنهد بأسي وقال : الله يرحمك يا امي ، لو كنتي لسا عايشه كنتي هتفرحي اووي بأحمد الصغير
وضعت يدها علي فمها من الصدمه ودموعها تنساب علي وجهها من تلك الخبر: ماما امينه ماتت
نظر لها بأسي ولم يتحدث ، مد لها يدهه الاخري بحنان ولكن ظلت واقفه بعيده عنه
كريم : يلا يافرح بينا
فرح بكبرياء وهي تستجمع قواها: انا ورايا شغل ، ومش مستعده اخسره عشانك ، امشي بقي من هنا قبل ما حد يشوفك وصاحب المزرعه يطردني
كريم بأبتسامه حزينه فهو من اوصلها لذلك جعلها تعمل وتعيش اصعب ايام هي وابنهم وفي النهايه كانت تعمل في مزرعته : انا صاحب المزرعه