رواية اغلال الروح الفصل السابع والعشرون 28 بقلم شيماء الجندي
لفصل الثامن والعشرون "مارد !"
جلست "سديم" فوق الأريكة داخل الغرفة الضيقة والتي تعبر عن رُقي استضافتها بعد النظر إلى مكانة زوجها وعلاقاته و بالرغم من قوة علاقات أبيه إلا إنها وجدت اليوم نفوذ وسلطان أدهشها حقًا و لكن تلك المعاملة الراقية لم تحصل عليها إلا بعد زجها بالقسم أما عن طريقة إلقاء القبض عليها كانت شديدة القسوة على روحها البالية خاصة أمام شقيقتها الصغيرة التي تركتها باكية تنتفض داخل أحضان "نائل" العاجز عن تهدئتها رغم ذهابه خلف سيارة الشرطة إلى القسم و رغم إصرار الضابط على تواجدها داخل سيارة الشرطة متعمدّا و رغم ما أظهرته من ثبات و قوة في حضرة "نيرة" إلا أنها تشعر بصورة أبيها تتراقص أمام عينيها حزنًا على ما آلت إليه أمورها و تشعر بألم وحدتها رغم تواجد زوجها و ابن الخالة الذي ظهر حديثًا و "سليم" الذي أبدى تفهم كبير في الفترة الأخيرة لكن من الواضح أن حروبها لن تنفد بعد !
رفعت رأسها تحدق بالضابط الذي دلف بصحبة زوجها و "سليم" ثم تهامسوا بشئ ما وخرج الضباط بعدها ليتسمر "آسر" محله لحظة واحدة قبل أن يلتهم المسافة بينهما في خطوتين و يجذبها بشكل مفاجئ إلى أحضانه ضاغطًا فوق خصرها و مؤخرة عنقها يدس أنفه تارة بين خصلاتها و تارة يضع قبلة خاطفة وإلى الآن لا يحاول التحدث إليها فقط يحتضنها بخوف بين تكاد تجزم أنها استمعت إلى صوت طبول تقرع داخل قلبه حين استقرت برأسها فوق صدره و أطلقت أنفاسها التي تحمل مشاعرها السلبية ومخاوفها و أوجاعها ووحدتها وتركت شعور الأمان يتخلل خلاياها رغم يقينها أنه يتخبط بين علامات الاستفهام المنطقية و التي ازدادت بعد كلماتها الأخيرة في المشفى لكنه أيضًا يشعر بالذنب حيال فعلة أبيه المشينة و أدركت مدى غضبه منه حين أردف بحزن شديد :
- متخافيش أنا مش ممكن أسيبك هنا ، وهعرف اتصرف معاهم !
استمعت بعدها إلى صوت "سليم" المتحشرج من فرط إجهاده يردف بوجوم :
- هو إزاي دخل المسروقات دي بيت سديم ؟ معقول توصل لدرجة إنه يراقبها ؟
أخرجها "آسر" من أحضانه و هز رأسه بجهل مجيبًا إياه بخجل من تصرفات والده تجاهها و بدأت المخاوف تتضاعف داخله من هجرها إياه بعد أن تعمد والده شن حملة هجومية تجاه زوجته !!! :
- مش هستبعد دا ياسليم أنا مش مصدق إنها وصلت للاتهام زور !! دا عمره ماظلم حد اكيد فريدة ورا أفكاره دي !
حدقت "سديم" بـ ملامح وجه "سليم" الساخرة و حاولت تحذيره بنظراتها فأشاح بوجهه بعيدًا عنهما و آثر الصمت لتردف "سديم" متجاهلة الحديث عن هذا الرجل :
- نيرة مع نائل برا ؟ ولا مشيوا زي ماقولتلهم ؟
حدقا بها الاثنين بذهول و كأنهما يسألاها ماذا ؟!!! أهذا هو جميع ما لديك عن الأحداث الجارية !!! أجابها "سليم" عاقدًا حاجبيه وكأنه تذكر فجأة أن والدته ووالده قد يكونا معهما بالأسفل و والدته منذ رؤيته بتلك الحالة رفضت أن يتبع "سديم" و يعود إلى المنزل معها ويحصل على راحة جسدية لكنه أصر و دلف إلى سيارة ابن عمه ! إذًا سوف تتعمد الشجار معها !!!!! :
- هي نيرة كانت ورانا ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و أردفت بترقب من عدم ملاحظتهم لها :
- أيوا أنا لمحتهم كمان وأنا داخلة هنا و شاورتلهم يمشوا !!!
استقام فجأة بعد أن كان يستند بجسده المتألم إلى المكتب ثم تحرك مغادرًا المكان وهو يقول بلطف بعد أن ربت فوق ذراعها بعفوية :
- متقلقيش أنا هروح اشوفهم ، ركزي أنتِ بس مع آسر عشان تقدري تخرجي من هنا و عشان خاطري بلاش عند أختك محتجاكِ برة ياسديم !!!!
هزت رأسها ببسمة صغيرة ممتنة لتصرفاته رغم الجرح الذي تسبب به "كريم" ولكنه أثبت أنه خير داعم لها ولشقيقتها منذ أن تأكد من صدق نواياها و هذا يكفيها لتطئن على "نيرة' في صحبته ، بادلها البسمة و انصرف بخطوات بسيطة نظرًا لحالته البدنية السيئة بينما اشتعل "آسر" غاضبًا من تقاربهم و توددهم المبالغ به من وجهة نظره و قد أظهر تحفظه من فعلة ابن عمه حين ربت فوق ذراعها أمام عينيه :
- مش ملاحظة إن اللمسات والهمسات دي زادت عن حدها ؟ أنا مش عايز اتكلم وأنتِ في الموقف دا بس مش قادر من اللي بشوفه !!!!
________________ *** _________________
هبطت "نيرة" من سيارة "نائل" فور أن أوقفها و اتجهت إلى سيارة "أمجد " التي كانت تتبعهم ثم طرقت بقوة فوق الزجاج و قد هرع خلفها "نائل" قائلًا بخوف وهو يتلفت حوله مصدومًا من هجومها الشرس أمام أفراد الأمن :
- البت ملاك جاية قصاد القسم وتتجنن ؟!!!! مكنش ناقصني غير القبض عليااا وهيحصل على إيديهم عشان يرتاحوا ولاد خالتي ربنا ياخد القراااابة كلهاااا !!!!
توقف يحدق بها بأعين متسعة حين أردفت بلهجة حادة و غاضبة :
- جاية وراهاا ليه عايزة تتأكدي إنها اتسجنت ؟!!!!
وضع يده فوق فاهها محاولًا تكميمه وهو ينظر إلى "نريمان" التي هبطت تصفع باب السيارة بغضب و تصرخ بها بحدة متجاهلة نداء "أمجد" الذي هبط خلفها :
- طبيعي أوي تكون أخلاقك كدا وتزعقي في الكبار هستنى إيه من واحدة أختها مش بس نصابة لأ دي حرامية كمان و سرقت حماها أهي ويعالم بكرة هنشوف إيه تاني من النسب العرة دا ؟!! أنا جاية ورا ابني اللي اتبهدل وراكم و مرضيش يسيبكم !
رفع "نائل" حاجبه و تشِّدْق بحدة محاولًا ردعها و لكن وجه حديثه إلى زوجها :
- طيب ما الكبار لو مش بيغلطوا الصغيرين مش هيزعقوا ، فهم المدام تحاسب على كلامها شوية ، سرقة إيه اللي تحصل وهي في قلب بيتكم ولا هو أي هبل نمشي وراه عشان نلبس سديم مصيبة لو منكم هتكسف إن عندي راجل كبير بيكدب و بيتبلى على بنت من دور عياله وشايلة اسم ابنه !
خجل أمجد من الإتهام الواضح والصريح و الصادق أيضًا تجاه شقيقه خاصة أنه على يقين أن تلك المرة هذه الفتاة تتعرض إلى ظلم مجحف ولكنه أيضًا اطمأن من شقيقه "عاصم" أنه سوف يتابع ما يحدث بنفسه ولن يترك الفتاة لقمة سائغة لشقيقه الذي أصبح شديد القسوة و حاد الطباع في الفترة الأخيرة كاد يتحدث لكن صاحت "نريمان" بحدة :
- والله رأفت بقا وحش عشان بيحاول ينقذ ابنه ، إحنا شوفنا بعينينا هي عملت إيه في العيلة دي دخلت علينا بالخراب و الأذى و حتى أميرة اللي محدش كان بيعرف يتنفس معاها قعدتها في أوضتها مرعوبة تنزل حتى منها !
اتسعت عيني "نيرة" من الإتهامات الباطلة الموجهة إلى شقيقتها و استمعت إلى "نائل" يصيح بها ساخرًا :
- هو إيه دا اللي مرعوبة ليه هو احنا قعدنا معاكم أم رجل مسلوخة ؟!!! ما تنقي ألفاظك ياست أنتِ تصدقي بقا إنك تستاهلي أدخل فيكِ القسم خراب إيه وشراب إيه ماتلم الجماعة ياحاج أنت !!!!
لم يحصل "أمجد" الغاضب من زوجته على فرصة حديث حيث انفجرت "نيرة" باكية تصرخ بها بعنف :
- هي مين دي اللي خربت حياتكم لو كانت حياتكم اتخربت هي حياتها اتدمرت بسببكم حرام عليكم انتوا مبتحسوش !!!! دي أمها اتقتلت قصاد عينها و اتضطرت تتجوز بعدها بأيام عشان تلحقني و مترجعش للنصب تاااني ، جريمتها اللي بتعاقبوها عليها أنها حبت ابنكم ؟!!!! وكان تمن حبها إيه هااا السجن ؟ انقذت اخوكم و شالت أسراركم ورمت خالها في السجن عشان يبعد عنها ، مزعلاكم عشان صارحتكم و مكملتش نصب عليكم و نهبتكم ؟!!!! حد فيكم قدر يصارح الراجل اللي راحت في وشه و قالتله أنه مش بيخلف و إنها السبب في كل داااا ؟ عاوزين الحقيقة بقاااا آسر هو اللي جابها و أجرها عشان تمثل الدور دا و هي من حبها ليه استحملت قرفكم و احتقاركم ليها وليا و بهدلتكم فينااا و الجدة الكبيرة عرفت واتفقت معاها ووافقت كمان إنها تشيل الموضوع كله لوحدها قالت لنفسها المهم حفيدي و ابني غير كدا تولع سديم و كل عيلتها ، و النهاردة خدت أكبر قلم من صديق عمرها اللي ابنك انقذني منه و ملحقتش تفوق لقيت نفسها في القسم حماها بيتهمها بسرقة و عيلة كاملة بتحاربها و مجتمع كامل مش قابل توبتها !!!! قبل ما تحاكموها حاكموا نفسكم و شوفوا بتعملوا إيه ومستخبيين ورا ستار العفة و الشرف لو مش عايزنها أنا مليش غيرهاااا حتى لو وحشة في نظركم ، حرام مصير توبتها يكون السجن ، عملت فيكِ إيه عشان تكرهيها كدا آذتك في إيه أنتِ معندكيش قلب !!!!!!
توترت الأجواء بعد اعترافها بتواجد الجدة و الحفيد داخل الأحداث و سيطرت الصدمة على الجميع أولهم "نائل" الذي تعاطف وبشدة معهن و ظل يربت فوق خصلاتها حين استدارت وخبأت وجهها الباكي بكفيها داخل أحضانه ، بينما اهتز فؤاد "نريمان" لبكاء الفتاة و شعرت أن شدة غضبها من حادث ابنها سيطرت على عاطفتها و دفعت فتاة بعمرها إلى البكاء قهرًا على شقيقتها بتلك الطريقة أما "أمجد" تقدم بخطوات سريعة إلى "نيرة" و ربت فوق كتفها بلطف قائلًا بتعاطف و شفقة على تلك الصغيرة :
- حبيبتي محدش شايفها وحشة بالعكس أختك انقذتني قبل كدا من الموت كمان و انقذت جوزها نفسه مرتين ، كل الحكاية إن أعصاب الكل مشدودة ، لكن أوعدك مش هنمشي منغيرها ، كلنا هنا عشانكم !!!
رفعت عينيها تحدق به بعدم تصديق ليبتسم لها بلطف و يردف بحنو و هو يُشير إلى سيارة "عاصم" التي وصلت للتو :
- أهو عاصم جيه وهيخرجها أوعدك متخافيش ، إهدي ياحبيبتي إحنا بس اتخضينا على سليم لما قالوا حادثة بس الحمدلله جت سليمة !
اقتربت "نريمان" بحذر و هي توزع نظراتها بين جميع الأطراف خاصة زوجها الذي زجرها بنظرات حادة محذرًا إياها من مواصلة تفريغ شحنة غضبها بالفتاة لكنها هزت رأسها له بهدوء كأنها تُطمنئه و وضعت يدها بتردد فوق خصلات "نيرة" فازاحها "نائل" بعناد و نظر إليها يهمس لها :
- شايفة يابتاعة الشرابات الراجل بيقول إيه منك لله أشوفك معيطة زي ماقهرتي البت اللي حيلتنا !!!
تجاهلته "نريمان" بغضب و أردفت بلين و لطف موجهة حديثها إلى الفتاة :
- حبيبتي أنا معنديش غير سليم عشان كدا من خوفي عليه اتضايقت و عندك حق انتوا ملكوش ذنب و زي ماعمو أمجد قالك مش هنمشي منغيركم !!!
بدأت "نيرة" تهدأ تدريجيًا و لكن هناك من اختبأ خلف الشاحنة الكبيرة و قد اشتعلت داخله نيران لا يعلم مصدرها خاصة حين وجدها مستسلمة إلى أحضان ابن خالتها بالرغم من الرضا الذي ملأ صدره من تصرف والديه لكنه يود الذهاب الآن و انتزاعها من أحضانه عنوة بل و زجرها على تصرفها بتلك الطريقة لكنه زفر بغضب و أشاح برأسه بعيدًا عنهم مقررًا العودة إلى "سديم" بالداخل لرؤية ما قد تؤول إليه الأحداث !!!!
________________ *** _________________
على الجانب الآخر ...
تنهدت "سديم" بضيق شديد و داخلها يتراقص من تحليق مادر غيرته بالأجواء ولكن عليها تأجيل تسليتها معه إلى حين خروجها المؤكد من هذا المكان مشفقة عليه من رؤيته الملائكية تجاه أبيه لكنها أخرجت مارد "رأفت" أمام ابنائه وأثبتت أنه أهوج التصرفات و أيضًا تمكنت من تهديده أمام الجميع دون إدراك أحد وفي الحقيقة هي من دفعت أحدهم إليه ليخبره بمقر منزل والدها وظنت أنه سوف يرسل أحد أو يعبث معها بشكل بسيط لكنه أظهر تسرعه وغباء تصرفه وكشف دناءة تصرفاته دون قصد لكنه بصالحها وقد اعتبرت ما يحدث إشارة إلاهية أنها داخل الطريق الصواب! ظهرت بسمتها فجأة حين وصلت إلى تلك الفكرة و اقتربت من زوجها تهمس له عاقدة حاجبيها بينما ارتفعت أناملها تعبث بذقنه المشذبة :
- وإيه اللي بتشوفه ؟ سليم يعيني حصلتله مصايب كتير النهاردة ورغم كدا بيحاول يساعدني !
اتسعت عينيه و أشار إلى نفسه يسألها بغضب مستعر :
- وأنا ضدك يعني ؟!!!
وكأنه أعاد الجملة بعقله و قبل أن تتمكن من الرد عليه بمراوغة كعادتها جز على أسنانه بقوة و أردف بحدة :
-وحتى لو أنا ضدك برضوا دا مش مبرر إنه يقرب منك ولا يحط إيده عليكِ !
راقبته ببسمة ملتوية قبل تعمدها إلقاء ثقل جسدها فوق جسده تعبث بطرف قميصه بأناملها بينما ظلت أنامل يدها اليمنى تتحرك بلطف فوق ذقنه ثم رفعت عنقها تهمس أمام شفتيه بمكر قبل أن تعبث أرنبه أنفها بصدغه مشتتة انتباهه وتركيزه حيث استقرت يد فوق خصرها من الجهة اليسرى ويده الأخرى فوق ظهرها يضمها إليه بقوة وستقرت عينيه فوق شفتيها التي تهمهم بخفوت :
- اممم ، كلامك مش مناسب لواحد هيطلق مراته !
ازدرد رمقه بصعوبة من فعلتها الهوجاء داخل قسم الشرطة و دارت عينيه على ملامح الغرفة من حوله متجنبًا النظر تجاه تلك الماكرة القابعة بأحضانه ولكنه أيضًا عاجز عن الابتعاد عنها خوفًا من دخول صديقه في أى لحظة و كيف يفعل وهو الراغب دومًا بهذا القرب المهلك ؟! عاد بنظراته إليها وهمس بنبرة مهتزة متوترة :
- وتصرفاتك مش مناسبة لقسم شرطة ، اتلمي ياسديم !
احتفظت ببسمتها العابثة ثم حركة أناملها من ذقنه إلى عنقه بلطف بالغ و غمزت بإحدى عينيها هامسة له :
- هو أنا عملت حاجة دلوقت ؟!!!
الوقوع في فخ كلماتها و أفعالها اللطيفة أمر بالغ السهولة هو بالفعل أسير همسة صغيرة منها لكن ما يدفعه إلى الصدمة هو هدوء أعصابها إلى درجة العبث و كأنها تثق بخروجها أو تثق بتنازل أبيه !!! خشى أن يعلن عن أفكارها و يدفعها إلى هاوية الخوف من ردود أفعال أبيه أو أنها تتعمد تجاهل الأمر و لفت انتباهها يعد تصرف قاسي تجاهها لذلك قرر مجاراتها و رفع حاجبه الأيسر يردد بسخرية :
- عملتي اللي مش بشوفه منك في البيت ، المياعة دي مش بتطلع غير برا ولا إيه يعني ؟
ضحكت بخفة و أدركت أنه يحاول مجاراتها خاصة حين اشتدت يده فوق خصرها و مال برأسه يقرب شفتيه منها متعمدًا إخفاض صوته و أجابته هي بهمسة متبادلة و سخرية مماثلة :
- مش يمكن محدش مشجعني أطلعها ؟! معايا واحد بيعشق الدراما وملوش في الرومانسية يبقا دا ذنبي ؟ إيه يعني لما أخرج قبل ماتصحى واخد عربيتك من وراك الدنيا متهدتش يعني ماتقولي خظي بالك ونبقا خلصنا !
اتسعت عينيه و سألها بصدمة وجدية مستنكرًا إتهامها الذي ألقته بوجهه :
- يعني المشكلة مني مش أنتِ اللي غامضة و بتخافي تشاركي أسرارك ليا ؟
هزت رأسها بالإيجاب و رفعت عنقها بغرور مصطنع ليواصل هو حديثه بعد أن ابتسم لطريقتها بالعتاب و رغم أن الزمان و المكان غير مناسبين لكنه اعتاد و همس لحاله منذ متى و اتفق معك الزمان والمكان ! :
- مش معني إني ببالغ أحيانًا في رد فعلي و من خوفي عليكِ عايزك قدامي على طول ابقا بحب الدراما ومش رومانسي !!!
ظهرت بسمة عابثة فوق شفتيها و سألته ببهجة داخلية و دهشة مصطنعة :
- اممم وعايزني قدامك على طول ليه يعني ؟ هتعمل بيا إيه ما أنت وراك حاجات أهم و مش بتثق فيا ، إيه يجبرك على واحدة معدومة الثقة زيي !
زادت بسمته و تحولت إلى ضحكة قصيرة بينما عينيه بدأت تلتهم ملامحها و رغبته بتناول شفتيها بدأت تتصاعد كلما حركت ثغرها المُثير وتلاعبت بالهمسات التي تتراقص فوق أوتار قلبه محدثه أنغام ناعمة يهتز لها كيانه و يسأله صديقه الأحمق ما الذي أحبه بها !!!! اسند جبهته إلى جبهتها مقاومًا رغباته و مردفًا بنبرة دفعت روت أوردتها بدفئ افتقدته منذ أعوام :
- اعتبر دا صُلح بينا ؟ أوعدك مش هتخرجي من هنا على بيت عيلتي هنروح بيتنا و فيه مفاجأة هتعجبك هناك !
رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار:
- واثق في خروجي مش يمكن فعلًا سرقت حاجتكم ؟
عقد حاجبيه و زجرها بغضب شديد و حدة متعمدة بعد أن أبعد رأسه عنها : سديم أنا لما قولت مش واثق فيكِ كنت محدد خوفي إنك تبعدي عني ، و متأكد إنك لا يمكن تعملي كدا !
لم تتحدث فقط أحاطت خصره بذراعيها و احتضنته بقوة تلتزم الصمت و تستمع إلى صوته الذي اكتسب بعض اللين معلنًا عن بهجة طفيفة لاستكانتها داخل أحضانه :
- سديم لما تدخلي جوا دلوقت بلاش تغيري كلام عمي عاصم ومتخافيش المحامي موجود وقاعدين مع الظابط جوا !
عقدت حاجبيها و رفعت رأسها تسأله بدهشة :
- عمك عاصم ؟!! ايه علاقة عمك باللي بيحصل ؟
هز كتفيه بجهل ثم تنهد و قال بشرود :
- معرفش بس بابا قال برا إنه ندم على تسرعه و مكنش فيه داعي لكل دا و عمي عاصم كلم سليم وأحنا في الطريق و لما عرف قاله خلاص أنا هتصرف منغير ضرر الاتنين عشان ميبقاش البلاغ كاذب !
شرد بعيدًا عنها و همس لها بخفوت : فيه حاجة غريبة فيه ، و معتقدش إنها بسبب جوازي منك !
ازدردت رمقها و سألته بخوف داخلي :
- حاجة غريبة إزاي يعني ؟
زفر بإجهاد قطع إجابته طرقات قوية فوق الباب ليظهر بعدها الضابط و هو يقول بتهذيب مشيرًا بيده إلى الخارج :
- ياريت تتفضلي يامدام سديم !
نظرت إلى "آسر" الذي أمسك متحركًا إلى الخارج معها و هامسًا لها : هستناكِ نروح سوا !
هزت رأسها ببسمة صغيرة ثم دلفت إلى الغرفة المتواجد بها "رأفت " و عاصم و الضابط !!!
أشار الضابط إليها بالجلوس أمامه و أردف بهدوء وهو يراقب ملامحها الثابتة و نظراتها المسلطة فوق "عاصم" تحديدًا والذي بادلها إياها ببسمة صغيرة و إماءة من رأسه قبل أن يقول بهدوء:
- معلش ياسديم رأفت مكنش يعرف إني أنا اللي احتفظت بالحاجة معاكِ !
أدركت أن "عاصم" أخبرهم أنه هو من منحها المسروقات دون علم أخيه "رأفت" الذي قدم البلاغ ولمحته يراقب رد فعلها بخوف مُسلي لها لكنها تعمدت تجاهله و التحديق بـ"عاصم" تسأله مباشرةً بهدوء تـام :
- واللي ميعرفش يروح يبلغ عن مرات ابنه ؟ دا حل طبيعي متعبش نفسه وسألني ليه ؟!
تعمدت إحراجه أمام الجميع و ظهرت بسمة صغيرة حين صاح الضابط بتأييد :
- في الحقيقة أنا سألت نفس السؤال و مش فاهم ليه الموضوع وصل لـبلاغات ! بس إحنا بنقول الصلح خير و نعتبر الموضوع سوء تفاهم بسيط وعابر العائلات بيحصل بينها أكتر من كدا !
عقدت حاجبيها و نظرت تلك المرة إلى "رأفت" الذي حدق بها بتوتر بالغ و ترقب منتظرًا رد فعلها لتقرر التوقف عن التلاعب بأعصابه خاصة في تواجد شقيقه و تتنهد باصطناع وتقول بنبرة محايدة :
- تمام زي ماتشوف حصل خير !
انتهت حرب النظرات مع إنتهاء الإجراءات و كما وعدها انتظرها بالخارج و فور خروجها جذبها من يدها و تحرك بخطوات سريعة مبتعدًا عن أبيه و عمه بينما ولكنه توقف حين تحرك "عاصم" خلفهما و أردف بلطف :
- استنى ياآسر !
ومن الجهة الأخرى تقدم "سليم" بخطوات مجهدة ففضلت "سديم" تجنب "عاصم" وتحركت تجاهه بعد أن همست لزوجها :
- هتطمن على نيرة واستناك مع سليم !
هز رأسه بتفهم لرغبتها بتجنب عمه و لكنه وقف يراقبها وهي تتجه إلى ابن عمه و تردف بصوت مسموع :
- أنا متضايقة على وقوفك بالجرح كدا أنت محتاج راحة !!!
تنهد و استمع إلى عمه الذي استقر بجانبه يقول بهدوء :
- معلش ياآسر أنا عارف إنك محتاج تروح مع سديم بس أنا عاوز اتصالح معاها بدل ماهي بتتجنبني كدا على طول!
عقد حاجبيه و نظر إلى والده الذي تحرك تجاه زوجته ثم إلى عمه و أجاب بجدية:
- تتصالح معاها إزاي هو انتوا اتخاصمتوا ؟ معلش ياعمي بس أنا محتاج أخدها ونبعد عن أجواء التوتر دي كلها زي ما حضرتك عملت و بعدت لحد ماهديت إحنا كمان من حقنا نهدا و نصلح أمورنا مع بعض ونقاشك معاها بعد كل اللي شافته النهاردة من عيلتي أظن أنه مش عدل مش كدا ؟
هز "عاصم" رأسه بتفهم و أردف ببسمة صغيرة:
- دا حب فعلًا بقا ؟
على الجهة الأخرى وقف "رأفت" أمام "سليم" يردف بلطف :
- روح أنت ياسليم بقا عشان جرحك وأنا هقف مع سديم شوية!
كاد يعترض لكنها أشارت إليه بعينيها بقبول طلبه ليتحرك مبتعدًا عنها بصمت و يراقبه "رأفت" متأكدًا من ابتعاده مسافة كافية قبل أن يردف بحدة :
- كان قصدك إيه باللي قوليته في المستشفى ؟
عقدت حاجبيها وحاولت التذكر باصطناع ثم أردفت بإعتذار:
- اممم مش فاهمة و بعدين موطي صوتك ليه ياحمايا العزيز خايف حد يسمعك ؟
احتدت نظراته و جز على أسنانه هامسًا بشئ ما قبل أن يهددها بغضب شديد متحدثًا بنَّزَق ولهجة آمرة :
- عارفة لو حاولتي تفرقي بيني و بين ابني هعمل فيكِ إيه يانصابة ؟ هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه أنتِ وأختك !!!!
رفعت حاجبها الأيسر حين أتت سيرة شقيقتها و همست لها ببسمة ملتوية و نبرة ساخرة :
- إمممم مش كبير عليك الكلام دا ياحمايا دا أنت لسه مخرجني من سرقة جوا وبمزاجك ومنغير أي ضغط مني !!!
ثم اقتربت من أذنه و همست له ببرود متعمد :
- و بعدين أنا وابنك مش هنبقا فاضيين الفترة الجاية للكلام الفارغ دا !!! مش أنا قولتلك هجيبلك أحفاد نصابين صغننين كدا تلعب بيهم ، و يقلولك ياجدو !!!
تنهدت و عادت إلى الخلف بحزن مصطنع مواصلة كلماتها بمكر دب الرعب بأوصاله و تأكد أن جميع مخاوفه قد تحققت و تتجسد أمامه على هيئة شيطانة تتعمد إزلاله بعد أفعاله معها ومع شقيقتها :
- بس ياخسارة لو كانت سيلا موجودة كان زمانهم بيقولوا ياعمتو ، يلا يوسف يعوض برضه !!!!
وأشارت بعينيها بتسلية واضحة إلى ابنه و شقيقه قائلة بعتاب :
- صعبانين عليا أوي خصوصًا آسر اتجوز نصابة و أبوه طلع حاكم ولاية النصب بس جبان ومستخبي ورا الكواليس !!!!
حدق بها بأعين متسعة مذهولة من اهانتها العلنية له لتواصل ببسمة ساخرة و نظرات محتقرة :
- دا أنت أيامك الجاية سواد يارأفت ياجندي عشان تبقا تصحي المارد اللي جوايا دا أنا حاولت انيمه طول الفترة اللي فاتت بس تقول إيه دبور و زنيت على خراب عشك و أنا أوعدك هخربهولك و يا أنا يا أنت في حياة إبنك ، بس أنا مش هبلة زيك أنا هجيبك على الهادي دا أنت وقعتلي من السما كنت محتاجة اتسلى أوي !!!
جلست "سديم" فوق الأريكة داخل الغرفة الضيقة والتي تعبر عن رُقي استضافتها بعد النظر إلى مكانة زوجها وعلاقاته و بالرغم من قوة علاقات أبيه إلا إنها وجدت اليوم نفوذ وسلطان أدهشها حقًا و لكن تلك المعاملة الراقية لم تحصل عليها إلا بعد زجها بالقسم أما عن طريقة إلقاء القبض عليها كانت شديدة القسوة على روحها البالية خاصة أمام شقيقتها الصغيرة التي تركتها باكية تنتفض داخل أحضان "نائل" العاجز عن تهدئتها رغم ذهابه خلف سيارة الشرطة إلى القسم و رغم إصرار الضابط على تواجدها داخل سيارة الشرطة متعمدّا و رغم ما أظهرته من ثبات و قوة في حضرة "نيرة" إلا أنها تشعر بصورة أبيها تتراقص أمام عينيها حزنًا على ما آلت إليه أمورها و تشعر بألم وحدتها رغم تواجد زوجها و ابن الخالة الذي ظهر حديثًا و "سليم" الذي أبدى تفهم كبير في الفترة الأخيرة لكن من الواضح أن حروبها لن تنفد بعد !
رفعت رأسها تحدق بالضابط الذي دلف بصحبة زوجها و "سليم" ثم تهامسوا بشئ ما وخرج الضباط بعدها ليتسمر "آسر" محله لحظة واحدة قبل أن يلتهم المسافة بينهما في خطوتين و يجذبها بشكل مفاجئ إلى أحضانه ضاغطًا فوق خصرها و مؤخرة عنقها يدس أنفه تارة بين خصلاتها و تارة يضع قبلة خاطفة وإلى الآن لا يحاول التحدث إليها فقط يحتضنها بخوف بين تكاد تجزم أنها استمعت إلى صوت طبول تقرع داخل قلبه حين استقرت برأسها فوق صدره و أطلقت أنفاسها التي تحمل مشاعرها السلبية ومخاوفها و أوجاعها ووحدتها وتركت شعور الأمان يتخلل خلاياها رغم يقينها أنه يتخبط بين علامات الاستفهام المنطقية و التي ازدادت بعد كلماتها الأخيرة في المشفى لكنه أيضًا يشعر بالذنب حيال فعلة أبيه المشينة و أدركت مدى غضبه منه حين أردف بحزن شديد :
- متخافيش أنا مش ممكن أسيبك هنا ، وهعرف اتصرف معاهم !
استمعت بعدها إلى صوت "سليم" المتحشرج من فرط إجهاده يردف بوجوم :
- هو إزاي دخل المسروقات دي بيت سديم ؟ معقول توصل لدرجة إنه يراقبها ؟
أخرجها "آسر" من أحضانه و هز رأسه بجهل مجيبًا إياه بخجل من تصرفات والده تجاهها و بدأت المخاوف تتضاعف داخله من هجرها إياه بعد أن تعمد والده شن حملة هجومية تجاه زوجته !!! :
- مش هستبعد دا ياسليم أنا مش مصدق إنها وصلت للاتهام زور !! دا عمره ماظلم حد اكيد فريدة ورا أفكاره دي !
حدقت "سديم" بـ ملامح وجه "سليم" الساخرة و حاولت تحذيره بنظراتها فأشاح بوجهه بعيدًا عنهما و آثر الصمت لتردف "سديم" متجاهلة الحديث عن هذا الرجل :
- نيرة مع نائل برا ؟ ولا مشيوا زي ماقولتلهم ؟
حدقا بها الاثنين بذهول و كأنهما يسألاها ماذا ؟!!! أهذا هو جميع ما لديك عن الأحداث الجارية !!! أجابها "سليم" عاقدًا حاجبيه وكأنه تذكر فجأة أن والدته ووالده قد يكونا معهما بالأسفل و والدته منذ رؤيته بتلك الحالة رفضت أن يتبع "سديم" و يعود إلى المنزل معها ويحصل على راحة جسدية لكنه أصر و دلف إلى سيارة ابن عمه ! إذًا سوف تتعمد الشجار معها !!!!! :
- هي نيرة كانت ورانا ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و أردفت بترقب من عدم ملاحظتهم لها :
- أيوا أنا لمحتهم كمان وأنا داخلة هنا و شاورتلهم يمشوا !!!
استقام فجأة بعد أن كان يستند بجسده المتألم إلى المكتب ثم تحرك مغادرًا المكان وهو يقول بلطف بعد أن ربت فوق ذراعها بعفوية :
- متقلقيش أنا هروح اشوفهم ، ركزي أنتِ بس مع آسر عشان تقدري تخرجي من هنا و عشان خاطري بلاش عند أختك محتجاكِ برة ياسديم !!!!
هزت رأسها ببسمة صغيرة ممتنة لتصرفاته رغم الجرح الذي تسبب به "كريم" ولكنه أثبت أنه خير داعم لها ولشقيقتها منذ أن تأكد من صدق نواياها و هذا يكفيها لتطئن على "نيرة' في صحبته ، بادلها البسمة و انصرف بخطوات بسيطة نظرًا لحالته البدنية السيئة بينما اشتعل "آسر" غاضبًا من تقاربهم و توددهم المبالغ به من وجهة نظره و قد أظهر تحفظه من فعلة ابن عمه حين ربت فوق ذراعها أمام عينيه :
- مش ملاحظة إن اللمسات والهمسات دي زادت عن حدها ؟ أنا مش عايز اتكلم وأنتِ في الموقف دا بس مش قادر من اللي بشوفه !!!!
________________ *** _________________
هبطت "نيرة" من سيارة "نائل" فور أن أوقفها و اتجهت إلى سيارة "أمجد " التي كانت تتبعهم ثم طرقت بقوة فوق الزجاج و قد هرع خلفها "نائل" قائلًا بخوف وهو يتلفت حوله مصدومًا من هجومها الشرس أمام أفراد الأمن :
- البت ملاك جاية قصاد القسم وتتجنن ؟!!!! مكنش ناقصني غير القبض عليااا وهيحصل على إيديهم عشان يرتاحوا ولاد خالتي ربنا ياخد القراااابة كلهاااا !!!!
توقف يحدق بها بأعين متسعة حين أردفت بلهجة حادة و غاضبة :
- جاية وراهاا ليه عايزة تتأكدي إنها اتسجنت ؟!!!!
وضع يده فوق فاهها محاولًا تكميمه وهو ينظر إلى "نريمان" التي هبطت تصفع باب السيارة بغضب و تصرخ بها بحدة متجاهلة نداء "أمجد" الذي هبط خلفها :
- طبيعي أوي تكون أخلاقك كدا وتزعقي في الكبار هستنى إيه من واحدة أختها مش بس نصابة لأ دي حرامية كمان و سرقت حماها أهي ويعالم بكرة هنشوف إيه تاني من النسب العرة دا ؟!! أنا جاية ورا ابني اللي اتبهدل وراكم و مرضيش يسيبكم !
رفع "نائل" حاجبه و تشِّدْق بحدة محاولًا ردعها و لكن وجه حديثه إلى زوجها :
- طيب ما الكبار لو مش بيغلطوا الصغيرين مش هيزعقوا ، فهم المدام تحاسب على كلامها شوية ، سرقة إيه اللي تحصل وهي في قلب بيتكم ولا هو أي هبل نمشي وراه عشان نلبس سديم مصيبة لو منكم هتكسف إن عندي راجل كبير بيكدب و بيتبلى على بنت من دور عياله وشايلة اسم ابنه !
خجل أمجد من الإتهام الواضح والصريح و الصادق أيضًا تجاه شقيقه خاصة أنه على يقين أن تلك المرة هذه الفتاة تتعرض إلى ظلم مجحف ولكنه أيضًا اطمأن من شقيقه "عاصم" أنه سوف يتابع ما يحدث بنفسه ولن يترك الفتاة لقمة سائغة لشقيقه الذي أصبح شديد القسوة و حاد الطباع في الفترة الأخيرة كاد يتحدث لكن صاحت "نريمان" بحدة :
- والله رأفت بقا وحش عشان بيحاول ينقذ ابنه ، إحنا شوفنا بعينينا هي عملت إيه في العيلة دي دخلت علينا بالخراب و الأذى و حتى أميرة اللي محدش كان بيعرف يتنفس معاها قعدتها في أوضتها مرعوبة تنزل حتى منها !
اتسعت عيني "نيرة" من الإتهامات الباطلة الموجهة إلى شقيقتها و استمعت إلى "نائل" يصيح بها ساخرًا :
- هو إيه دا اللي مرعوبة ليه هو احنا قعدنا معاكم أم رجل مسلوخة ؟!!! ما تنقي ألفاظك ياست أنتِ تصدقي بقا إنك تستاهلي أدخل فيكِ القسم خراب إيه وشراب إيه ماتلم الجماعة ياحاج أنت !!!!
لم يحصل "أمجد" الغاضب من زوجته على فرصة حديث حيث انفجرت "نيرة" باكية تصرخ بها بعنف :
- هي مين دي اللي خربت حياتكم لو كانت حياتكم اتخربت هي حياتها اتدمرت بسببكم حرام عليكم انتوا مبتحسوش !!!! دي أمها اتقتلت قصاد عينها و اتضطرت تتجوز بعدها بأيام عشان تلحقني و مترجعش للنصب تاااني ، جريمتها اللي بتعاقبوها عليها أنها حبت ابنكم ؟!!!! وكان تمن حبها إيه هااا السجن ؟ انقذت اخوكم و شالت أسراركم ورمت خالها في السجن عشان يبعد عنها ، مزعلاكم عشان صارحتكم و مكملتش نصب عليكم و نهبتكم ؟!!!! حد فيكم قدر يصارح الراجل اللي راحت في وشه و قالتله أنه مش بيخلف و إنها السبب في كل داااا ؟ عاوزين الحقيقة بقاااا آسر هو اللي جابها و أجرها عشان تمثل الدور دا و هي من حبها ليه استحملت قرفكم و احتقاركم ليها وليا و بهدلتكم فينااا و الجدة الكبيرة عرفت واتفقت معاها ووافقت كمان إنها تشيل الموضوع كله لوحدها قالت لنفسها المهم حفيدي و ابني غير كدا تولع سديم و كل عيلتها ، و النهاردة خدت أكبر قلم من صديق عمرها اللي ابنك انقذني منه و ملحقتش تفوق لقيت نفسها في القسم حماها بيتهمها بسرقة و عيلة كاملة بتحاربها و مجتمع كامل مش قابل توبتها !!!! قبل ما تحاكموها حاكموا نفسكم و شوفوا بتعملوا إيه ومستخبيين ورا ستار العفة و الشرف لو مش عايزنها أنا مليش غيرهاااا حتى لو وحشة في نظركم ، حرام مصير توبتها يكون السجن ، عملت فيكِ إيه عشان تكرهيها كدا آذتك في إيه أنتِ معندكيش قلب !!!!!!
توترت الأجواء بعد اعترافها بتواجد الجدة و الحفيد داخل الأحداث و سيطرت الصدمة على الجميع أولهم "نائل" الذي تعاطف وبشدة معهن و ظل يربت فوق خصلاتها حين استدارت وخبأت وجهها الباكي بكفيها داخل أحضانه ، بينما اهتز فؤاد "نريمان" لبكاء الفتاة و شعرت أن شدة غضبها من حادث ابنها سيطرت على عاطفتها و دفعت فتاة بعمرها إلى البكاء قهرًا على شقيقتها بتلك الطريقة أما "أمجد" تقدم بخطوات سريعة إلى "نيرة" و ربت فوق كتفها بلطف قائلًا بتعاطف و شفقة على تلك الصغيرة :
- حبيبتي محدش شايفها وحشة بالعكس أختك انقذتني قبل كدا من الموت كمان و انقذت جوزها نفسه مرتين ، كل الحكاية إن أعصاب الكل مشدودة ، لكن أوعدك مش هنمشي منغيرها ، كلنا هنا عشانكم !!!
رفعت عينيها تحدق به بعدم تصديق ليبتسم لها بلطف و يردف بحنو و هو يُشير إلى سيارة "عاصم" التي وصلت للتو :
- أهو عاصم جيه وهيخرجها أوعدك متخافيش ، إهدي ياحبيبتي إحنا بس اتخضينا على سليم لما قالوا حادثة بس الحمدلله جت سليمة !
اقتربت "نريمان" بحذر و هي توزع نظراتها بين جميع الأطراف خاصة زوجها الذي زجرها بنظرات حادة محذرًا إياها من مواصلة تفريغ شحنة غضبها بالفتاة لكنها هزت رأسها له بهدوء كأنها تُطمنئه و وضعت يدها بتردد فوق خصلات "نيرة" فازاحها "نائل" بعناد و نظر إليها يهمس لها :
- شايفة يابتاعة الشرابات الراجل بيقول إيه منك لله أشوفك معيطة زي ماقهرتي البت اللي حيلتنا !!!
تجاهلته "نريمان" بغضب و أردفت بلين و لطف موجهة حديثها إلى الفتاة :
- حبيبتي أنا معنديش غير سليم عشان كدا من خوفي عليه اتضايقت و عندك حق انتوا ملكوش ذنب و زي ماعمو أمجد قالك مش هنمشي منغيركم !!!
بدأت "نيرة" تهدأ تدريجيًا و لكن هناك من اختبأ خلف الشاحنة الكبيرة و قد اشتعلت داخله نيران لا يعلم مصدرها خاصة حين وجدها مستسلمة إلى أحضان ابن خالتها بالرغم من الرضا الذي ملأ صدره من تصرف والديه لكنه يود الذهاب الآن و انتزاعها من أحضانه عنوة بل و زجرها على تصرفها بتلك الطريقة لكنه زفر بغضب و أشاح برأسه بعيدًا عنهم مقررًا العودة إلى "سديم" بالداخل لرؤية ما قد تؤول إليه الأحداث !!!!
________________ *** _________________
على الجانب الآخر ...
تنهدت "سديم" بضيق شديد و داخلها يتراقص من تحليق مادر غيرته بالأجواء ولكن عليها تأجيل تسليتها معه إلى حين خروجها المؤكد من هذا المكان مشفقة عليه من رؤيته الملائكية تجاه أبيه لكنها أخرجت مارد "رأفت" أمام ابنائه وأثبتت أنه أهوج التصرفات و أيضًا تمكنت من تهديده أمام الجميع دون إدراك أحد وفي الحقيقة هي من دفعت أحدهم إليه ليخبره بمقر منزل والدها وظنت أنه سوف يرسل أحد أو يعبث معها بشكل بسيط لكنه أظهر تسرعه وغباء تصرفه وكشف دناءة تصرفاته دون قصد لكنه بصالحها وقد اعتبرت ما يحدث إشارة إلاهية أنها داخل الطريق الصواب! ظهرت بسمتها فجأة حين وصلت إلى تلك الفكرة و اقتربت من زوجها تهمس له عاقدة حاجبيها بينما ارتفعت أناملها تعبث بذقنه المشذبة :
- وإيه اللي بتشوفه ؟ سليم يعيني حصلتله مصايب كتير النهاردة ورغم كدا بيحاول يساعدني !
اتسعت عينيه و أشار إلى نفسه يسألها بغضب مستعر :
- وأنا ضدك يعني ؟!!!
وكأنه أعاد الجملة بعقله و قبل أن تتمكن من الرد عليه بمراوغة كعادتها جز على أسنانه بقوة و أردف بحدة :
-وحتى لو أنا ضدك برضوا دا مش مبرر إنه يقرب منك ولا يحط إيده عليكِ !
راقبته ببسمة ملتوية قبل تعمدها إلقاء ثقل جسدها فوق جسده تعبث بطرف قميصه بأناملها بينما ظلت أنامل يدها اليمنى تتحرك بلطف فوق ذقنه ثم رفعت عنقها تهمس أمام شفتيه بمكر قبل أن تعبث أرنبه أنفها بصدغه مشتتة انتباهه وتركيزه حيث استقرت يد فوق خصرها من الجهة اليسرى ويده الأخرى فوق ظهرها يضمها إليه بقوة وستقرت عينيه فوق شفتيها التي تهمهم بخفوت :
- اممم ، كلامك مش مناسب لواحد هيطلق مراته !
ازدرد رمقه بصعوبة من فعلتها الهوجاء داخل قسم الشرطة و دارت عينيه على ملامح الغرفة من حوله متجنبًا النظر تجاه تلك الماكرة القابعة بأحضانه ولكنه أيضًا عاجز عن الابتعاد عنها خوفًا من دخول صديقه في أى لحظة و كيف يفعل وهو الراغب دومًا بهذا القرب المهلك ؟! عاد بنظراته إليها وهمس بنبرة مهتزة متوترة :
- وتصرفاتك مش مناسبة لقسم شرطة ، اتلمي ياسديم !
احتفظت ببسمتها العابثة ثم حركة أناملها من ذقنه إلى عنقه بلطف بالغ و غمزت بإحدى عينيها هامسة له :
- هو أنا عملت حاجة دلوقت ؟!!!
الوقوع في فخ كلماتها و أفعالها اللطيفة أمر بالغ السهولة هو بالفعل أسير همسة صغيرة منها لكن ما يدفعه إلى الصدمة هو هدوء أعصابها إلى درجة العبث و كأنها تثق بخروجها أو تثق بتنازل أبيه !!! خشى أن يعلن عن أفكارها و يدفعها إلى هاوية الخوف من ردود أفعال أبيه أو أنها تتعمد تجاهل الأمر و لفت انتباهها يعد تصرف قاسي تجاهها لذلك قرر مجاراتها و رفع حاجبه الأيسر يردد بسخرية :
- عملتي اللي مش بشوفه منك في البيت ، المياعة دي مش بتطلع غير برا ولا إيه يعني ؟
ضحكت بخفة و أدركت أنه يحاول مجاراتها خاصة حين اشتدت يده فوق خصرها و مال برأسه يقرب شفتيه منها متعمدًا إخفاض صوته و أجابته هي بهمسة متبادلة و سخرية مماثلة :
- مش يمكن محدش مشجعني أطلعها ؟! معايا واحد بيعشق الدراما وملوش في الرومانسية يبقا دا ذنبي ؟ إيه يعني لما أخرج قبل ماتصحى واخد عربيتك من وراك الدنيا متهدتش يعني ماتقولي خظي بالك ونبقا خلصنا !
اتسعت عينيه و سألها بصدمة وجدية مستنكرًا إتهامها الذي ألقته بوجهه :
- يعني المشكلة مني مش أنتِ اللي غامضة و بتخافي تشاركي أسرارك ليا ؟
هزت رأسها بالإيجاب و رفعت عنقها بغرور مصطنع ليواصل هو حديثه بعد أن ابتسم لطريقتها بالعتاب و رغم أن الزمان و المكان غير مناسبين لكنه اعتاد و همس لحاله منذ متى و اتفق معك الزمان والمكان ! :
- مش معني إني ببالغ أحيانًا في رد فعلي و من خوفي عليكِ عايزك قدامي على طول ابقا بحب الدراما ومش رومانسي !!!
ظهرت بسمة عابثة فوق شفتيها و سألته ببهجة داخلية و دهشة مصطنعة :
- اممم وعايزني قدامك على طول ليه يعني ؟ هتعمل بيا إيه ما أنت وراك حاجات أهم و مش بتثق فيا ، إيه يجبرك على واحدة معدومة الثقة زيي !
زادت بسمته و تحولت إلى ضحكة قصيرة بينما عينيه بدأت تلتهم ملامحها و رغبته بتناول شفتيها بدأت تتصاعد كلما حركت ثغرها المُثير وتلاعبت بالهمسات التي تتراقص فوق أوتار قلبه محدثه أنغام ناعمة يهتز لها كيانه و يسأله صديقه الأحمق ما الذي أحبه بها !!!! اسند جبهته إلى جبهتها مقاومًا رغباته و مردفًا بنبرة دفعت روت أوردتها بدفئ افتقدته منذ أعوام :
- اعتبر دا صُلح بينا ؟ أوعدك مش هتخرجي من هنا على بيت عيلتي هنروح بيتنا و فيه مفاجأة هتعجبك هناك !
رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار:
- واثق في خروجي مش يمكن فعلًا سرقت حاجتكم ؟
عقد حاجبيه و زجرها بغضب شديد و حدة متعمدة بعد أن أبعد رأسه عنها : سديم أنا لما قولت مش واثق فيكِ كنت محدد خوفي إنك تبعدي عني ، و متأكد إنك لا يمكن تعملي كدا !
لم تتحدث فقط أحاطت خصره بذراعيها و احتضنته بقوة تلتزم الصمت و تستمع إلى صوته الذي اكتسب بعض اللين معلنًا عن بهجة طفيفة لاستكانتها داخل أحضانه :
- سديم لما تدخلي جوا دلوقت بلاش تغيري كلام عمي عاصم ومتخافيش المحامي موجود وقاعدين مع الظابط جوا !
عقدت حاجبيها و رفعت رأسها تسأله بدهشة :
- عمك عاصم ؟!! ايه علاقة عمك باللي بيحصل ؟
هز كتفيه بجهل ثم تنهد و قال بشرود :
- معرفش بس بابا قال برا إنه ندم على تسرعه و مكنش فيه داعي لكل دا و عمي عاصم كلم سليم وأحنا في الطريق و لما عرف قاله خلاص أنا هتصرف منغير ضرر الاتنين عشان ميبقاش البلاغ كاذب !
شرد بعيدًا عنها و همس لها بخفوت : فيه حاجة غريبة فيه ، و معتقدش إنها بسبب جوازي منك !
ازدردت رمقها و سألته بخوف داخلي :
- حاجة غريبة إزاي يعني ؟
زفر بإجهاد قطع إجابته طرقات قوية فوق الباب ليظهر بعدها الضابط و هو يقول بتهذيب مشيرًا بيده إلى الخارج :
- ياريت تتفضلي يامدام سديم !
نظرت إلى "آسر" الذي أمسك متحركًا إلى الخارج معها و هامسًا لها : هستناكِ نروح سوا !
هزت رأسها ببسمة صغيرة ثم دلفت إلى الغرفة المتواجد بها "رأفت " و عاصم و الضابط !!!
أشار الضابط إليها بالجلوس أمامه و أردف بهدوء وهو يراقب ملامحها الثابتة و نظراتها المسلطة فوق "عاصم" تحديدًا والذي بادلها إياها ببسمة صغيرة و إماءة من رأسه قبل أن يقول بهدوء:
- معلش ياسديم رأفت مكنش يعرف إني أنا اللي احتفظت بالحاجة معاكِ !
أدركت أن "عاصم" أخبرهم أنه هو من منحها المسروقات دون علم أخيه "رأفت" الذي قدم البلاغ ولمحته يراقب رد فعلها بخوف مُسلي لها لكنها تعمدت تجاهله و التحديق بـ"عاصم" تسأله مباشرةً بهدوء تـام :
- واللي ميعرفش يروح يبلغ عن مرات ابنه ؟ دا حل طبيعي متعبش نفسه وسألني ليه ؟!
تعمدت إحراجه أمام الجميع و ظهرت بسمة صغيرة حين صاح الضابط بتأييد :
- في الحقيقة أنا سألت نفس السؤال و مش فاهم ليه الموضوع وصل لـبلاغات ! بس إحنا بنقول الصلح خير و نعتبر الموضوع سوء تفاهم بسيط وعابر العائلات بيحصل بينها أكتر من كدا !
عقدت حاجبيها و نظرت تلك المرة إلى "رأفت" الذي حدق بها بتوتر بالغ و ترقب منتظرًا رد فعلها لتقرر التوقف عن التلاعب بأعصابه خاصة في تواجد شقيقه و تتنهد باصطناع وتقول بنبرة محايدة :
- تمام زي ماتشوف حصل خير !
انتهت حرب النظرات مع إنتهاء الإجراءات و كما وعدها انتظرها بالخارج و فور خروجها جذبها من يدها و تحرك بخطوات سريعة مبتعدًا عن أبيه و عمه بينما ولكنه توقف حين تحرك "عاصم" خلفهما و أردف بلطف :
- استنى ياآسر !
ومن الجهة الأخرى تقدم "سليم" بخطوات مجهدة ففضلت "سديم" تجنب "عاصم" وتحركت تجاهه بعد أن همست لزوجها :
- هتطمن على نيرة واستناك مع سليم !
هز رأسه بتفهم لرغبتها بتجنب عمه و لكنه وقف يراقبها وهي تتجه إلى ابن عمه و تردف بصوت مسموع :
- أنا متضايقة على وقوفك بالجرح كدا أنت محتاج راحة !!!
تنهد و استمع إلى عمه الذي استقر بجانبه يقول بهدوء :
- معلش ياآسر أنا عارف إنك محتاج تروح مع سديم بس أنا عاوز اتصالح معاها بدل ماهي بتتجنبني كدا على طول!
عقد حاجبيه و نظر إلى والده الذي تحرك تجاه زوجته ثم إلى عمه و أجاب بجدية:
- تتصالح معاها إزاي هو انتوا اتخاصمتوا ؟ معلش ياعمي بس أنا محتاج أخدها ونبعد عن أجواء التوتر دي كلها زي ما حضرتك عملت و بعدت لحد ماهديت إحنا كمان من حقنا نهدا و نصلح أمورنا مع بعض ونقاشك معاها بعد كل اللي شافته النهاردة من عيلتي أظن أنه مش عدل مش كدا ؟
هز "عاصم" رأسه بتفهم و أردف ببسمة صغيرة:
- دا حب فعلًا بقا ؟
على الجهة الأخرى وقف "رأفت" أمام "سليم" يردف بلطف :
- روح أنت ياسليم بقا عشان جرحك وأنا هقف مع سديم شوية!
كاد يعترض لكنها أشارت إليه بعينيها بقبول طلبه ليتحرك مبتعدًا عنها بصمت و يراقبه "رأفت" متأكدًا من ابتعاده مسافة كافية قبل أن يردف بحدة :
- كان قصدك إيه باللي قوليته في المستشفى ؟
عقدت حاجبيها وحاولت التذكر باصطناع ثم أردفت بإعتذار:
- اممم مش فاهمة و بعدين موطي صوتك ليه ياحمايا العزيز خايف حد يسمعك ؟
احتدت نظراته و جز على أسنانه هامسًا بشئ ما قبل أن يهددها بغضب شديد متحدثًا بنَّزَق ولهجة آمرة :
- عارفة لو حاولتي تفرقي بيني و بين ابني هعمل فيكِ إيه يانصابة ؟ هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه أنتِ وأختك !!!!
رفعت حاجبها الأيسر حين أتت سيرة شقيقتها و همست لها ببسمة ملتوية و نبرة ساخرة :
- إمممم مش كبير عليك الكلام دا ياحمايا دا أنت لسه مخرجني من سرقة جوا وبمزاجك ومنغير أي ضغط مني !!!
ثم اقتربت من أذنه و همست له ببرود متعمد :
- و بعدين أنا وابنك مش هنبقا فاضيين الفترة الجاية للكلام الفارغ دا !!! مش أنا قولتلك هجيبلك أحفاد نصابين صغننين كدا تلعب بيهم ، و يقلولك ياجدو !!!
تنهدت و عادت إلى الخلف بحزن مصطنع مواصلة كلماتها بمكر دب الرعب بأوصاله و تأكد أن جميع مخاوفه قد تحققت و تتجسد أمامه على هيئة شيطانة تتعمد إزلاله بعد أفعاله معها ومع شقيقتها :
- بس ياخسارة لو كانت سيلا موجودة كان زمانهم بيقولوا ياعمتو ، يلا يوسف يعوض برضه !!!!
وأشارت بعينيها بتسلية واضحة إلى ابنه و شقيقه قائلة بعتاب :
- صعبانين عليا أوي خصوصًا آسر اتجوز نصابة و أبوه طلع حاكم ولاية النصب بس جبان ومستخبي ورا الكواليس !!!!
حدق بها بأعين متسعة مذهولة من اهانتها العلنية له لتواصل ببسمة ساخرة و نظرات محتقرة :
- دا أنت أيامك الجاية سواد يارأفت ياجندي عشان تبقا تصحي المارد اللي جوايا دا أنا حاولت انيمه طول الفترة اللي فاتت بس تقول إيه دبور و زنيت على خراب عشك و أنا أوعدك هخربهولك و يا أنا يا أنت في حياة إبنك ، بس أنا مش هبلة زيك أنا هجيبك على الهادي دا أنت وقعتلي من السما كنت محتاجة اتسلى أوي !!!