اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سعاد محمد سلامة

الشرارةالسابعه والعشرون«كآنها تملكها شيطان»
#وإحترق_العشق
❈-❈-❈
بمنزل هاني
عدلت إنصاف إحد الوسائد ثم وضعت رأسها عليها تتنهد بسعادة قائله:
كنت عارفه هانى لو له زوجه هنا كان هيتلهف عليها وأهو صدق إحساسي هو هانى إتعلق بـ فداء.
تهكم حامد المُسطح جوارها يشعر بمقت:

بقى هيتعلق بـ فداء اللى لسانها بينقط سم، وياريتها ونص جمال هيلدا، مش مصدق إنه هيجي هو كتير كان بيحدد ميعاد ينزل فيه لـ مصر وبيتراجع فى آخر الوقت، بلاش تعشمي نفسك، مش أول مره تحصل.
نظرت له إنصاف شعرت بإستنكار قائله:
لاء هيجي، وبلاش تقول الكلام ده قدام فداء زى ما حصل العشا.
تهكم حامد قائلًا:
إنتِ اللى بتعشميها،وكمان مدلعاها أوي وسيباها بمزاجها تروح تقف مع أبوها فى السوبر ماركت…كآنها مش فى عصمة راجل.
زفرت إنصاف قائله:
فيها إيه لما تساعد أبوها على ما يشوف بنت تُقف فى السوبر ماركت البنت اللى كانت بتشتغل عنده إتخطبت…و يضايقك فى إيه إني مدلعاها زي ما مدلعه باقية نسوان ولادي،هي تفرق إيه عنهم،بل هى مرات الكبير وصاحب الخير اللى كلنا عايشين فيه… بلاش طريقتك الفظه مع فداء… كتر خيرها إنها مستحملانا فى دار جوزها، لو زي غيرها مبطقش نقعد معاها ساعه فى شقتها كنت سكتت وعملت لها حساب… كل اللى بدعيه من ربنا يكمل فضله على هاني ويكون له ذُريه صالحة من صُلبة تفرح قلبه، وكفايه كلام فاضى أنا مبقتش قد السهر والنوم كابس عليا…إطفى النور وتصبح على خير.
رغم غيظه وإشتهاه لأموال هاني لكن أطفئ الضوء وعاد للفراش يتسطح عليه يشعر بريبه أن تكون حقًا سيطرت فداء على مشاعرهُ ربما عليه الآن الخضوع ومحاولة تلطيف الحديث معها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
ذهبت خلف باب الشقه نظرت الى ذاك القفل كان مُغلقًا كعادة والدتها تُغلقه قبل أن تنام، نظرت خارج باب الشقه عبر تلك الكاميرا المُسلطه فوق باب الشقه كان المكان ساكنًا خاويًا، إذن
صوت جرس الشقه ما كان سوا وهمً إفتعلهُ عقلها ربما كانت أمنية أن يكون عماد قد إهتدي قلبه، لكن هى واهمه، تعلم عماد جيدًا، عماد لديه كِبر، زفرت نفسها وكادت تعود الى غرفتها مع يمنى لكن مرت أمام تلك الغرفه الخاصه بـ عماد، دخلت إليها أشعلت ضوئها ذهبت نحو الفراش هنا كان بداية إحتراق قلبها حين حرق عماد قلبها لأول مرة بطلاقه لها بعد لحظات، هى من إرتضت بُذل نفسها حين أعادها إليه، كان بداخلها أمل، لكن وجدت السراب كعادة كل شئ بحياتها منذ طفولتها تعودت على الطاعه والسير مع القدر الذي يجرفها نحو نيران تحرق روحها، إهتدى عقلها قائلًا:
عماد لو كان لسه بيحبك كان زمانه جالك ومحي اى شئ بيزعلك، إنتِ عارفه إنك مجرد مُتعة غِلط وجاب منها طفله وقال يكمل بمزاجه.
دموع سالت من عينيها وهى تضع يدها فوق بطنها تشعر بعجز دائم بحياتها، عليها الإصرار على قرار الطلاق هو الأفضل لهما، عشقها بقلب عماد كان أساسهُ ضعيفّ أو ربما لم يكُن موجودًا من الأساس، وإحترق بسهوله من أول شرارة.

بدموع تنزف من بين أهدابها، جذبت تلك الوسادة وضعت رأسها عليها، نامت بوضع الجنين ترثي ضعفها الذى سلب هناء حياتها.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
عبر الهاتف
سأل هانى:
قولى عملت إيه فى مُشكلة عينك وإيه سببها مش كنت عملت تصحيح بصر وبقت تشوف بها كويس من غير النضارة.
ترك عماد ذاك القلم الذى كان بيده وإضجع على المقعد يتنهد قائلًا:
للآسف الدكتور قالى إن العمليه دى فى حالات بتبقى مجرد وقت وبيرجع الضعف تانى واضح إنى من الحالات دي،اهو غيرت عدسات النضارة،وبعدين قولي إنت نازل مصر بجد ولا كالعادة تقول جاي ومتجيش.
تبسم هانى وهو يتذكر فداء بشوق قائلًا:
لاء نازل،كان غلطه إنى قطعت اجازتى فى مصر وسافرت مع هيلدا،كمان بفكر أقعد فترة طويلة.
تبسم عماد قائلًا:
ياااريت تلغي فكرة السفر دى تاني،عارف لو مش شروط عقد جوازك من هيلدا كنت قولتلك طلقها لكن للآسف انا عارف إنها هى اللى متحكمه فى الطلاق لو موافقتش متقدرش تطلقها،رغم إنك تقدر تسيبها وتستقر فى مصر،بس عارف هي زى الجرادة هتنزل وراك هنا زي ما عملت،اللى مستغرب له إزاي هى متحكمه فى نفسها وأتقبلت فداء الفترة اللى فضلت فيها هنا.
إسم فداء جعل قلبه يخفق بشوق وتوق،تبسم قائلًا:
أنا نفسي مستغرب من ده،بس حاسس إنها مفكرة إنى إتجوزت فداء عشان أخلف منها.
بمباغته سأله عماد:
وإنت مش متجوزها عشان كده،وكمان عشان رغبة مرات خالي.
بدون تفكير أجابه هانى:
إنت عارف إنى كنت ضد المبدأ ده،وإتجوزت بضغط من أمي،بس إنت الوحيد اللى بيفهمني،فعلًا فكرت فى كده لوقت بس لما عشت مع فداء،حسيت بمشاعر جديده عليا معشتهاش قبل كده،يمكن الغُربه غيرت مشاعري وكانت إتحجرت بالذات بعد جوازي من هيلدا غصب عشان المصلحه،كنت لغيت الستات مع حياتى،معاشرة هيلدا كفيله تكرهني فى كل الستات،أنا دلوقتي عذرتك وحسيت بيك يا عماد لما سميرة بعدت عنك وإتجوزت كنت زي الشريد،حاسس إن كل شئ مالوش معني،أنا كمان كده،رغم إن فداء مراتي بس حاسس إنى شريد هنا… قولى أخبار يمنى إيه فى الحضانه إتعلمت تمسك القلم ولا لسه.

صمت عماد للحظات يشعر بغصوص فى قلبه بنفس الوقت تحدث هاني:
طب يلا سلام عندي اشغال هنا عاوز أخلصها قبل ما أنزل مصر أكلمك بعدين.
اغلق عماد الهاتف وضعه على المكتب وتنهد بشوق قائلًا
-سميرة.
تذكر قولها عن أنها قد تتزوج بآخر بعد إنفصالهم، صدمته بالحقيقه الذي يعلمها أنها ليست سعيدة بحياتها معه، وهل هو الآخر ليس سعيد، الفرحه الوحيدة الذى عاشها هى ولادة يمنى.
-يمنى.
تلك الوردة التى نبتت بعد فترة ندم عاشها بسبب تسرُعه فى لحظة ذهول منه،حتى سميرة واجهته أنها مجرد رغبة،لو كانت كذالك لكانت إنطفأت الرغبه مع الوقت أو بحث عنها مع غيرها،خلع نظارته وفرك عينيه يتنهد بإشتياق…لكن لما يشتاق لهن وهن لسن بعيدات عنه،ترك الزمام لقلبه ونهض جذب النظارة وعاود وضعها حول عينيه،كذالك هاتفه ومفاتيح سيارته مُقررًا الذهاب لرؤيتهن.
❈-❈-❈
بالروضة
تبسمت سميرة الى يمنى التى تقترب منها، ومدت يدها لها كالعادة من يمنى تود ان تسير دون قيد يد سميرة، لكن سميرة قبضت على يدها وأخذتها الى باب الخروج تسير جوارها تسرد لها مُقتطفات من يومها بالروضه ولهوها مع زُملائها… لكن فجأة توقفت يمنى وقالت
-بابي.
قالتها وحاولت سحب يدها من قبضة سميرة، التى نظرت أمامها تفاجئت بـ عماد يقف أمام سيارته وجهه نحوهن، خفق قلبها لكن سأل عقلها لما أراد أن يُظهر نفسه اليوم رأت سيارته أكثر من مره هنا، تركت يد يمنى التى هرولت نحوه مُبتسمه، جلس على ساقيه يفتح لها ذراعيه، عيناة تنظر لـ سميرة من خلف نظارته السوداء، لاحظ شحوب وجهها الظاهر بوضوح شعر بوخزات قويه فى قلبهُ،لكن أخفي ذلك الإشتياق لها وإستقبل يمنى بين ذراعيه يضمها بحنان ثم حملها ونهض واقفًا يُقبلها حتى وصلت سميرة الى مكانهم،وتبسمت بخفوت حين قالت يمنى ببراءة:
بابي رجع من السفر يا مامي،شوف شعري يا بابي عِفت قصته،وكمان قصت شعر مامي، وناناه عايدة عملت لى ديل سمكه.
تبسم عماد فى البدايه ثم تجهمت عينيه وهو عيناه مازالت مُنصبه على سميرة التى قالت:
ديل حصان،مش ديل سمكه.
اومأت يمنى ونظرت لـ عماد قائله:

بابي أنا عاوزه أكل سمك.
تبسم لها قائلًا:
وردتي تؤمر.
لكن سميرة إعترضت قائله:
مره تانيه يا يمنى خليني أوصلك عند ناناه عشان….
غص قلب عماد يعلم أن سميرة تعترض لمجرد أن تتهرب منه، قائلًا بحِدة:
ساعة مش هتعطل أشغالك الهامة… يلا بينا ومامي حُره.
كادت سميرة فعلًا أن تستكمل إعتراضها لكن نظرة يمنى المُترجية كذالك قولها:
مامي عشان خاطري.
تبسمت سميرة بموافقه، شعر عماد بالغبطة وهو يتوجه نحو السيارة فتح الباب وضع يمنى كانت سميرة صعدت الى السيارة، صعد هو الآخر فتح هاتفه يبحث عن مكان لأحد المطاعم الخاصه بالأسماح ثم تبسم قائلًا:
فى مطعم قريب من هنا.
هللت يمنى،تبسمت سميرة وجذبتها لتجلس فوق ساقيها قائله:
طب تعالى إقعدي بقى عشان بابي يركز فى الطريق.
جلست يمنى لكن لم تصمت أصبحت تسرد لـ عماد عن يومها بالروضه وأصدقائها الصغار،حتى قالت دون قصد:
مامي كانت عيانه وناناه قالت لها تروح للدكتور عشان وجع بطنها ومش بتاكل.. ناناه بتغصب عليها زيي بس انا بهرب من ناناه.
إحتقن قلب عماد ونظر نحو سميرة نظرة خاطفه ثم عاد ينظر الى الطريق يستمع الى حديث يمنى الذى تتحدث بطفوله فى أمور مُشتته دون ترتيب منها… حتى توقف عماد بالسيارة أمام أحد مطاعم الأسماك.. ترجل من السيارة، وإنحنى يحمل يمنى كعادته معه دائمًا تود الدلال، دلفوا الى المطعم، شعرت سميرة ببوادر غثيان حاولت السيطرة على نفسها قدر الإمكان، حتى وضع النادل أمامهم أطباق الطعام فجأة شعرت بعدم السيطرة نهضت دون حديث أخذت معها حقيبة يدها وتوجهت نحو المرحاض… إستغرب عماد ذلك وكاد ينهض خلفها لكن يمنى قالت له:
بابي السمكه فيها شوك ناناه بتشيله منها وتأكلني، عشان مش توقف فى زوري تشوكه.
تبسم لها وبدأ فى إطعامها يشعر بالقلق كلما طال وقت عودة سميرة.
بينما سميرة دلفت الى المرحاض أفضت ما بجوفها، شعرت بوهن لدقائق حتى إستعادت صحتها جذبت حقيبتها فتحتها وأخرجت ذلك البرشام الدوائى، وضعت برشامه بفمها وتذكرت زيارتها للطبيبه قبل يومين فقط، ارادت أن تتأكد أو بالأصح تطمئن على جنينها الثاني كذالك تطلب من الطبيبه إعطائها برشامً خاص للقئ،أصبحت تحتفظ به معها دائمًا بالفترة الأخيرة،شعرت بتحسُن غسلت وجهها حتى تنتعش،ثم غادرت الحمام عادت الى تلك الطاوله،نظر لها عماد كان وجهها شاحبًا،كاد يسألها لكن قاطعه رنين هاتفها،تبدل القلق الى إستهجان قائلًا:

أكيد إتصال من البيوتي،طبعًا اشغالك كتير.
أخرجت سميرة هاتفها ونظرت له ثم لـ عماد قائله عن قصد:
لاء دي ماما أكيد إستغيبت رجوعنا للشقه هرد عليها.
تغاضى عماد ووجهه يده بقطعة طعام نحو فم يمنى وكذالك نظر لها وهى تنظر الى تلك الحديقه المجاورة للطاوله الجالسين خلفها،كذالك بعض الاطفال اللذين يلهون،زاغت عينيها تود ان تلهو مثلهم،بالفعل اخذت منه قطعة الطعام،ثم حاولت النزول من فوق المقعد ساعدها عماد عينيه تنظر لها وهى تتجه لتلك الحديقه،الى أن أنهت سميرة الرد على والدتها،نظرت نحوها قائله:
تعالى يا يمنى كملي أكل.
تبسمت يمنى قائله:
بابي أكلني.
-طب طالما شبعتِ…
قاطعها عماد قائلًا:
هي شبعت لكن أنا مأكلتش وإنتِ كمان.
ردت عليه ببساطة:
أنا مش جعانة و..
قاطعها مره أخرى قائلًا:
بس أنا جعان،وبعدين إيه سبب وجع بطنك اللى يمنى قالت عليه؟.
إرتبكت سميرة قائله:
يمنى بتبالغ وأي كلام قدامها بتعيدهُ.
اومأ عماد لها ثم شرع بتناول الطعام يختلس النظر لـ سميرة التى تنظر نحو يمنى وتقتاط القليل من الطعام…بعد قليل ضجرت يمنى من إرغام سميرة لها لكي يغادروا يكفى لعب،بنفس الوقت صدح رنين هاتف عماد،أخرجه من جيبه ونظر الى شاشته،كذالك نحو سميرة وقام بالرد بإقتضاب:
تمام ساعة بالكتير هكون فى المقر ونتكلم فى التفاصيل.
نهضت سميرة وذهبت نحو يمنى عادت بها، أشار لها بالعماد بالسير امامه، تركت يمنى يد سميرة وذهبت تتمسك بيد عماد الذى تبسم وحملها بين يديه،الى ان وصلا الى السيارة،اثناء العوده تثائبت يمنى بإرهاق،تبسمت لها سميرة وحملتها على ساقيها سُرعان ما إستسلمت للنوم.

نظر نحوها حين،قائلًا:
يمنى نامت.
ردت سميرة:
من يوم ما راحت الحضانه إتعودت تنام بعد الضهر شويه.
أومأ عماد وظل صامتًا الى أن توقف أسفل البنايه، ترجل وفتح السيارة لـ سميرة التى ترجلت تحمل يمنى قائله:
شنطة يمنى بتاع الحضانه فى العربيه.
إنحنى آتى بها وأعطاها لها، ثم إقترب من يمنى وقبل وجنتها، شعرت سميرة بأنفاسه قريبه من وجهها، أغمضت عينيها للحظه ثم فتحتها، وأخذت حقيبة يمنى وسارت نحو مدخل البنايه غص قلبها حين إستدارت ورأت عماد يغادر بالسيارة ، بينما تتبعهن عماد بعينيه يشعر بإشتياق نحو سميرة، يشتاق لضمها بين يديه لمستها على جسدهُ، قاوم ذلك حين صدح رنين هاتفه، إنتبه وتوجه الى السيارة وغادر.
❈-❈-❈
مساءًا بمنزل والد فداء
جلست جوار والدتها التى تبسمت لها قائله:
أخيرًا ابوكِ لاقى بنت تشتغل فى السوبر ماركت، انا كنت خايفه المدة تطول وحماتك تضايق من إنك بتوقفي معاه فى السوبر ماركت.
ردت فداء:
وحماتي هتضايق ليه.
فسرت لها زوجة عمها التى جائت وجلست معهن:
إنتِ بقيتي مرات إبنها وممكن توسوس له يقلب عليكِ،ولا إنتِ مش ناقصه،ده سابك عروسه وراح ورا مراته التانيه،ياما قولتلك بلاش بطر،البطر سكته وحشه،بعد ما كان بيتقدم لك شباب زي الورد ومش متجوزين قبل كده،لكن أقول إيه ياما…
قاطعتها فداء:
كل شئ نصيب وهاني خلاص جاي بعد بكره،كان فى شوية مشاغل عنده سافر عشانها،وأهو راجع تاني،أنا إتأخرت العشا خلاص خلصوا الصلاة،هقوم ارجع بيتِ لا حماتي تغضب عليا،تصبحوا على خير.
نهضت فداء تشعر بآسف فحديث زوجة عمها كان مثل سكب الوقود فوق النار،أشعل غضبها من هاني التي عشقه قلبها الذى نالت منه الخُذلان.
❈-❈-❈

ليلًا
تبسمت سميرة حين فتحت باب الشقه وكان أمامها عماد عيناه تلمع بوميض خاص ظنته أنه عاد يعتذر ويحتويها، لكن حين دخل الى الشقه دخلت خلفه تلك المُتسلقة التى إنتشرت صورهم معًا سابقًا، تبدلت نظرة عينيها وخفتت بسمتها بنفس الوقت جائت يمنى توجهت نحو عماد الذى حملها،ثم وجهها نحو تلك المُتسلقة التى حملتها وإدعت محبتها وقبلت وجنتيها،ثم توجهت نحو باب الشقه وخلفها عماد
الذى أغلق خلفهما باب الشقه كآن ساقيها تصنمت صوتها بُح وهى تتوسل أن يعود لها بطفلتها، إنهارت تشعر بظلام سائد ودُخان يخنقها كآنها بين آلسنة لهب…
فتحت عينيها بفزع، ونهضت من فوق الفراش أشعلت ضوء الغرفه نظرت نحو الفراش لوهله غامت الدموع عينيها لم ترا تلك الراقدة فوق الفراش إقتربت بلهفه من الفراش تنهدت بإرتياح حين جففت تلك الدموع التى كانت تُغشي عينيها،فجأة هاجس بالخوف سيطر عليها من أن يأخذ عماد منها يمنى… عادت تفرك عينيها،زالت الغشاوة وها هى طفلتها نائمة فوق الفراش، صعدت جوارها جلست على الفراش وحملتها بين يديها تضمها لصدرها، لا تعلم لما حلمت بذاك الكابوس، مستحيل أن يأخذ عماد منها طفلتها التى أعطت لحياتها قيمة، لولاها ما كانت تحملت جفاء عماد معها كانت الحسنه الوحيدة التى تجعلها تغفر له إهانتها معها،شعرت بيد يمنى فوق بطنها،تبسمت لوهله هنالك روح أخري بدأت تنشأ برحمها،هو لم يمنعها من الإنجاب مره أخرى حتى حين أخبرته أنها لم تتناول وسيلة منع الحمل لم يهتم لذلك، لكن ماذا لو علم بحملها عماد الآن قد يُصر على عدم الإنفصال وتظل حياتها معه أم أبناؤه وزوجة للفراش،لكن إن تزوج بأخرى بالتأكيد ستُنجب له أطفالًا وتحل محلها…
طلاقه لها بإندفاع سابقًا أكد أنه تزوجها فقط ليرد لها أنها كما تركته سابقًا هو تركها أيضًا بعد أن إستمتع بها، لا لن تظل تتحمل تلك الإهانات منه، أصبح لازمًا عليها التفكير فى حياة مُستقرة بها مع أبنائها وذلك الإستقرار لكن يكون مع عماد والدليل القاطع كان اليوم،فقط مازال مُتكبرًا ،حديثه معها كان جافً،حتى حين عادت من المرحاض لم يسألها لما تأخرت، هو فقط أراد رؤية طفلته هي لا شيئ بحياته فقط رغبة وإنطفأت بظهور غيرها…لقاء اليوم البارد،عدم تمسكه بأن تذهب معهم،وليتها ما ذهبت معهم وتحكمت بعدم ذهاب يمنى، لقاء موجع أكد لها أنها أصبحت خارج حياته،بل أكد إنتهاء حياتهما معًا.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
يجلس فوق الفراش
يُنفث سيجارة خلف أخري، يشعر بإحتراق وسُهد حاول النوم لكن لم يستطيع، مازال رؤيته لوجه سميرة الشاحب تغص قلبه، إعتراضها يبدوا بوضوح انها قد رسمت حياتها بدونه مجيئها كان بسبب رجاء يمنى لم تستطيع الجلوس كثيرًا معه ونهضت غائبة بالمرحاض صمتها معه وصمته هو الآخر اصبح دليل على أن نهايتهما اوشكت..تذكر حديثها سابقًا عن نيتها بزواج آخر قد يكون أفضل ، لم يتحمل عقله ذلك.
لا…
إنفزع من ذلك نهض يسوقه قلبه الى منزل سميرة

توقف بسيارته أسفل البِناية ظل جالسًا بالسيارة عيناه تنظر الى شُرفة شقتها كانت مُعتمه فقط ضوء خافت من أعمدة إنارة الشارع توقف قبل ان يترجل من السيارة، زفر نفسه يشعر بجمود يديه حول مقود السيارة الذى صفعه يلوم ضعفه قائلًا:
إنت ضعيف يا عماد بعد ده كله وقلبك مش بيحس ولا بينبض غير لها، سميرة أكدتلك أكتر من مره إن سهل تستغني عنك، زي ما حصل قبل كده، وإتحججت إنها كانت بتنقذ مامتها، سهل عليها كلمة الطلاق طلبتها أكتر من مره.
صفع المقود بقوة آلمت يدهُ، تجمرت عينيه وإشتعلت،
الا يكفي
هكذا أخبرهُ عقله
الايكفي عليك الإستسلام لقد إحترق العشق منذ زمن حتى بإزالة الرماد إشتعلت الجمرات تكوي قلبه فقط،ربما عليه الآن تجربة طريق آخر قد تنطفئ تلك الجمرات المُلتهبة.
❈-❈-❈
مارسيليا
قبل قليل
أثناء تفتيشها بمُتعلقات هاني لاحظت تلك البطاقة الخاصه بالسفر، جذبتها وقرئتها…
إنتظرت حتى خرج هاني من المرحاض يلف خصرهُ نظرت له بزوج من العيون الغاضبه وألقت أمامه بطاقة السفر قائله بغضب:
هل ستعود لـ مصر هانى.
أجابها بهدوء:
أيوة.
-لما هاني تُصر على هجري، لما تنكر فضلي عليك، لما لم تشعر بمدي عشقي لك.
لم يُبالى سوا بقولها أن لها فضلًا عليه، هى كاذبه بذلك، تغضنت ملامحه قائلًا:
فين فضلك عليا، لما حطيتي ليا السم عشان مجرد شك منك إنى على علاقه بزبونه بتعامل معاها، ولا لما بلغتي عن مكاني عشان تضغطي عليا وأتجوزك غصب عني، هيلدا حياتنا معًا طوال الوقت كانت من غير مشاعر، عالاقل من إتجاهي.
_فداء
تلك المشعوزة المُشعثه هى من أغوتك هاني، صدقني هى تسحر لك، لقد رايتها بنفسي تمارس طقوسًا…

تهكم هاني وقاطعها قائلًا:
ربما فداء سبب بتغيري، لكن ليست كل الاسباب انتِ تعلمين أننا مازلنا زوجين بسبب قانون فرنسا، الذى لا يسمح لى بطلاقك الا بموافقتك، هيلدا كفايه وخلينا ننفصل بهدوء.
تغيرت نبرتها الى هجوم وتهديد ووعيد:
لا هانى لن تهنأ مع غيري، لكن أتركك الا لو رحل إحدانا عن الحياة.
زفر هاني نفسه بوجوم وضيق قائلًا بإصرار :
أنا مسافر مصر، وسايبك تفكري حياتك من غيري مش أسوء من كده، صدقني اللى عندك هوس ومحتاجه تتعالجي منه، كمان تتعالجي من الكحوليات والادويه اللى بتخليكِ تهلوسي.
قال هانى هذا وجذب ملابس له وشرع بإرتدائها، بعد خروج هيلدا،لكن سُرعان ما تفاجئ بعودتها تقترب منه وفجاة أشهرت ذاك النصل وحاولت الهجوم عليه به، لكن عاد للخلف غير مذهول، فهي آنانيه والقتل لديها ليس صعبًا، بسبب سُكرها ترنح جسدها وكادت تسقط أرضًا لكن مازالت مُتمسكه بالنصل، وإستقامت كى تعاود طعن هانى، بالفعل طعنته بذراعه وإندفعت دماؤه، حين رأتها إنسحب شيطانها وألقت السكين وإقتربت منه تقول:
سامحني هاني، كيف حدث هذا لابد انه من أفعال تلك المشعوزة المُشعثه هى من تحاول تفريقنا، حبيبي.
دفعها هاني عنه بنفور قائلًا:
كفايه يا هيلدا هتوصلي لأيه، عاوزه تقتليني، أنا قدامك أهو إقتليني عالاقل هتخلص من حياة سامه مع شخصيه مجنونه زيك إنتِ حتى العلاج النفسي فى حالتك بقى صعب.
قال هذا ولم بتنظر خرج من الشقه يضع يدهُ فوق جُرح ذراعه…
هى إنهارت أرضًا تنظر الى ذاك السكين الذى عليه دماء عماد، بدأت تصرخ بهستريا حتى تحشرج صوتها، نهضت بصعوبه
تترنح وهى تسير تحمل الكآس بيدها واليد الأخرى كان بها مجموعة أقراش برشام دوائيه، تبتلع برشامه خلف أخري وتتجرع من الكآس، هى كادت تتعثر بإحد قطع السجاد المفروشه بالأرضيه، لرعشة يدها سقط منها الكآس وإصتطدم بالحائط وتناثرت أشلائه على الأرض، نظرت نحو تلك الأشلاء
شعرت بترنح كآنها مثل تلك القطع الزُجاجيه منزوعه كل جزء، يصعُب ترميمها، خارت ساقيها جلست أرضًا تستند على الحائط خلفها
تذكرت كم كانت جميلة ومرغوبه من الرجال، تختار من تُريدة ويستسلم لها لقضاء فترة قصيرة طويله لا تكُن تهتم بمدة تلك العلاقات
فهي كانت علاقات عابرة بلا زواج حتى حين تزوجت لم يمنعها الزواج من تلك العلاقات المُباحه بمجتمعهم الذى يدعي التحضُر، بينما هو بالواقع إنحلال أخلاقي وديني، كانت تُصاحب من تشاء تذهب مع من تشاء لقضاء أوقات لطيفة، الى أن قابلت هاني ذاك الشرقى

هوت به حاولت نيله لكن الوحيد الذى صدها ورفضها، إزداد شغفها به ولعًا، حتى اصبح مثل السِحر الذى لُعنت به، أرادت تملُكه، لكن لم تستطيع رغم أنها حاولت بإستماته الوصول لقلبه الشرقي، رفضت إصطحاب الرجال مثلمت حذرها ببداية زواجهم، كانت إمرأة له وحده، جسدها له وحده منذ ان تزوجت به رغم أن هنالك من رغبوا بها لكن هوسها به جعلها لا تود غيرهُ… بالنهايه يعتقد أنها ستتخلى عنه بسهوله
هزيان تشعر به وهى تشعر بإحتراق فى جسدهاحاولت النهوض تستند على يديها لكن تعثرت يديها شعرت بآلم طفيف من شظية الزجاج التى جرحت يدها، نظرت لتلك الدماء التى تسيل من يدها كان لها بريق بعينيها ضحكت بهستريا كآنها فقدت عقلها، بل هى بالفعل فقدته وفقدت معه الإحساس بالآلم
جذبت قطعة زجاج، قامت بقطع أوتار يديها وساقيها من الأسفل ثم بدأت تشعر بآلم ممتع أغمضت عينيها وهى تستمتع بشق جسدها بقطعة الزجاج، تشعر بإستمتاع وهى تتخيل لمسات هانى لها بدلًا من تلك الشظيه التى تركت جروحًا كثيرة وغائرة ببعض الأماكن بجسدها، حتى وصلت الى عُنقها تشعر بأنفاس هاني كآنه يُقبل عُنقها، إستمتاع دموي كآن النزيف حممًا من عسل غرام هاني بها، وهى تتفنن به فى خيالها وهى تحت تآثر تلك الأدويه المُخدرة.
بعد وقت عاد هاني من أجل أخذ هويته كي يستطيع السفر دلف الى الشقه سُرعان ما وقف مذهولًا وهو يرا هيلدا ومنظرها الدموي المشوة
كآنها تملكها شيطان.

يتبع….



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close