اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سعاد محمد سلامة

الشرارةالثامنة والعشرون«حرقان ينتهك كيانه»
#وإحترق_العشق
❈-❈-❈
بعد مرور يومان
أحيانًا الخبر السئ ينتظر قبل أن يصل الى صاحبه… هنالك شعور سئ يجثم على قلبها هاني منذ يومان لا يهاتفها كذالك لا يُرسل رسائل بالتأكيد قد مل من عدم ردها عليه، زفرت نفسها تشعر بضياع، لاول تشعر أنها مُشتته، زواج رغبت به من سنوات عشق أخفته بين ضلوعها إنتهزت فرصه قدمت لها، رغم أنها تعلم ان هنالك أخرى رغبت بمكان فى قلبه لكن….

لكن ماذا هى لا شئ, مل سريعًا منها وذهب مع تلك الفرنسيه، تنهدت تشعر بإحتراق فى قلبها، كذالك شعرت بشعور آخر تكرر اليوم
هذا الغثيان رغم أنها شبه لم تتناول الطعام طوال اليوم… بخضم ذلك سمعت طرق على باب الغرفة، سمحت بالدخول للطارق
تبسمت لـ بسنت التى قالت:
صاحيه يا مرات خالي.
تبسمت فداء قائله بمزح:
مرات خالي دى بيئه أوي قوليلي حتى يا طنط.
ضحكت بسنت قائله:
بصراحه مش عارفه أتقبل أقولك بأي لقب غير فداء متعودة عليه وتيتا بتزعقلي لما بناديكي بيه تقولى دى مرات خالك ولازم تحترميها.
تبسمت فداء قائله:
الإحترام مش بالألقاب، بس إيه اللى مصحيكي لدلوقتي مش عندك درس خصوضي الصبح بدري.
جلسن سويًا يتحدثن كانت فداء تحاول تحريف الحديث عن هاني،دون سبب غير انها تشعر بقلق عليه وتود معرفة لما لا يهاتفها ولا يُرسل رسائل منذ يومين هل مل سريعًا،بالفعل
تحدثت بسنت بسؤال:
خالوا هاني بقاله يومين متصلش عليا،واضح كده فِكره بقي مشغول مع غيري.
إستغربت فداء قائله:
قصدك مين،هاني بقاله يومين مكلمنيش انا كمان.
تبسمت بسنت قائله:
هو اوقات بيعمل كده بيبقى مشغول فى شغله،بس طبعًا المشغوليات دى مش معاكِ،ده مفيش مكالمة له معايا غير يسألني عنك،حتى بهزر معاه وأقوله إنت ليه بتكلمني طالما المكالمه كلها بتسأل على اللى بقت ضُرتي.
تبسمت فداء وأنشرح قلبها قليلًا،وتبسمت قائله:
بلاش تقولى ضُرتي لا الشمطاء هيلدا تاكلنا إحنا الإتنين.
تبسمت بسنت قائله:
إستغفري ليه بتجيبي سيرتها،بقولك كان فى كم سؤال كده واقفين معايا،إعملى حستيك تشرحيهم لى بكره عشان انا النهاردة خلاص هنجت وعاوزه أقوم انام ومكسله اروح اوضتي لو قولت لى نامى هنا مش هقوا لاء… بس عارفه لو فضلت هنا هنفضل نرغي ومش هنام، هقوم أخد نفسي واروح اوضتي انام، يلا تصبحي على خير وإن خالو كلمك قولى له متنساش الغلبانه المطحونه بسنت.

تبسمت لها، غادرت بسنت بينما تمددت فداء فوق الفراش تشعر بشوق لـ هانى كذالك شعور بالقلق غريب، كانت تظن أنه مل من مهاتفتها لكن بسنت أيضًا لم يهاتفها، ترا يكون به شي سيئ لكن سُرعان ما نفضت عن راسها قائله:
تلاقيه غرقان مع الشمطاء الحيزبون، وانا هنا سهرانه بفكر فيه، فكرني باغنيه بفكر فى اللى ناسيني احسن حل أنام، ويارب محلمش بيه عشان لو شوفته فى الحلم هتخانق معاه،…. لاء هحضنه…وأخنق الحيزبون هيلدا.
❈-❈-❈
فرنسا
بأخد مخافر الشرطة، خلف القُضبان كان يجلس على آريكه يضجع بظهرهُ على حائط الزنزانه يُغمض عيناه مُتذكرًا هيئة هيلدا الدموية مازال عقله غير مستوعب لم يتوقع أن تفعل بنفسها هذا كآن مس عقلها الشيطان،تذكر سابقًا كيف أقبلت على قتل إيڤون لمجرد شك برأسها،والذكرى الأقوي بعقله، ذكري ذاك اليوم الذى كاد يُفارق فيه الحياة لولا مُعجزه حدثت.
[قبل عِدة سنوات]
بعد شِجار بينه وبين هيلدا الذى وبخها حين واجهها بحضنها أحد الرجال بطريقه فجه،
لم تُنكر ذلك وحدثته أنه شيئًا عاديًا لا يستحق كل ذلك التهويل، حذرها بنخوة رجُل:
لما إتجوزتك حذرتك إن يكون ليكِ علاقه بأي راجل تاني، عاوزه كده يبقى ننفصل فورًا، وده الأفضل لينا أنا من البدايه عارف إن جوازنا مش هيستمر لإن طباعنا واخلاقنا مختلفه أنا عِشت فى بيئه الست جسمها لجوزها وبس، لكن التسيب بتاعك ده مش هينفع معايا، خلينا نطلق بالتراضي بينا وترتاحي من تحكُماتي معاكِ، وعيشي حياتك زى ما كانت مُتحررة، وبلاش تخنفي نفسك بتحكمات شرقيه، او جهل وراجعيه زي ما قولتي قبل شويه.
حين ذكر أمر الإنفصال جُن عقل هيلدا، وأقبلت على هاني تحتضنه بقوه قائله:
أرجوك هاني، لن يحدث ذلك مره أخري، لن أقترب من الرجال مره أخري، لكن لا تتحدث بشآن الإنفصال.
نفض هاني يديها عنه قائلًا:
هيلدا، أرجوكِ بلاش نعيش مع بعض فى خناقات سهل نتجنبها،طريقة حياتك مختلفه عن حياتى،انا هقدم دعوى إنفصال فى المحكمه هنا وإنتِ توافقي على الطلاق وننفصل بهدوء.
-لا هاني لن أنفصل عنك أنا أحبك كثيرًا،دعنا ننسى ما حدث ونعود أحباء كما كنا.
قالتها هيلدا كآنه حقًا يكن لها مشاعر،تهكم هاني قائلًا:
هيلدا أنا خلاص مليت من العيشه دي من البداية حاسس إننا مع بعض فى سجن،أنا هسيب الشقه وهسيبك تفكري،وصدقيني الإنفصال هو الآمر الوحيد اللى يريح كل واحد فينا،حتى تشوفي حياتك وتعيشها بحريه.

نظرت له هيلدا قائله:
أنت بحياتك إمراة أخرى هاني،تود الإنفصال عني من أجلها.
حرك هاني راسه بزهق قائلًا:
الهلاوس اللى فى دماغك دي فى يوم هتخلي عقلك يتصرف بغباء،أنا لو عاوز ست سهل أصاحب عليكِ،سهل أتجوز فى بلدي،أنا بسببك كرهت الستات.
صدمها بقوله أنه كره النساء لكن هو كاذب يقول ذلك كي يجعلها توافق على الطلاق وينفصل عنها ويذهب لأخرى لكن لن يحدث ذلك،حضنته مثلما تلتف الافعي على ضحيتها،وهمست بوعيد:
لن تكون لإمرأة غيري هاني،يكفي لن افعل ذلك مُجددًا.
تنرفز هاني ودفعها عنه ينظر له بإصرار على الإنفصال…حتى أنه تركها وغادر الشقه حين فشل فى إقناعها،لكن لن يتراجع عن ذلك…
تغضنت ملامحها تشعر بإحتراق فى عقلها هى لن تتركه بالساهل موته أهون من الإنفصال، بزغ شيطانها يرسم لها الطريقه التى ستجعله خاضعًا لها، تذكرت عملها لفترة بإحد الصيدليات كانت تعمل مع طبيب صيدلي لديه خبرة بتركيب العقاقير الطبيه ومزجها ببعض، حتى ان هنالك نسب لو زادت قد تؤدي الى مُضاعفات قد لا تقتُل لو تم التعامل معها بحذر وبنسب سهل السيطرة على خطورتها، كانت تعلم أن هاني سيعود من أجل أن يأخذ هويته ومُتعلاقاته الشخصيه… بالفعل بعد ساعات عاد هاني من أجل ذلك، توقع أن تثور هيلدا حين تراه يضب ثيابه ويبحث عن هويته الشخصيه لكن كانت هادئة، دخل ذلك الشك برأسه بالتأكيد هذا اسلوب جديد تتبعه كي تقنعه بالعدول عن الطلاق لكن لن يستسلم لذاك الخداع، شعر ببوادر صُداع برأسه ذهب نحو المطبخ كي يقوم بصنع فنجان قهوة يحتسيه ثم يعود لتكملة ضب ثيابه، تفاجئ بـ هيلدا تضع طاولة طعام، لم يهتم بذلك، جذب تلك الركوه لكن هيلدا توجهت نحوه، خللت يديها حول خصره وجسده وصلت لصدره تتدلل باغواء، شعر هاني بإشمئزاز ونفور من ذلك، وأزاح يديها عنه قائلًا بتحذير:
كفايه هيلدا…
قاطعته وعادت تضع يديها حول جسده تحتك به قائله:
هاني دعنا ننسي ما حدث لقد جهزت لنا طعام عشاء مُميز واعدك بعد ذلك بليلة لن تنساها.
هو ليس شهواني تتعامل معه بطريقة فجة كفيلة أن تجعله يكره الإقتراب من إمرأة ظنًا أن كُلهن غواني مثلها، ازاح يدها، وكاد يُغادر المطبخ لكنها توسلت له وهددت بقطع شريانها أمامه حين وضعت ذلك النصل فوق معصم يديها قامت بقطعة، ليس جرحًا غائر لكن ذُهل من ذلك، ربما فقدت عقلها، خشى أن تؤذى نفسها أكثر وافق أن يُشاركها الطعام فقط وبعد ذلك سيأخذ فقط هويته ويغادر بهدوء، بالفعل شاركها الطعام، كانت تستمتع وهى تحتسي أحد أنواع النبيذ الفاخرة وهو إكتفى بالمياة وهى تلمع عينيها بنصر كان لديها يقين أنه لن يحتسي النبيذ كعادته يكتفي بالمياة خلطت تلك المياة بأحد أنواع السموم الطبيه التى تأخذ وقت قبل أن تتفاعل فى الجسم مزجتها

جيدًا،وهو إحتسى من المياة،بعد قليل نهض حين صدح رنين هاتفه، نظر لشاشته زفر نفسه ونهض يقوم بالرد عليه:
تمام يا عماد نص ساعه وأكون عندك فى القهوة.
اغلق الهاتف ونظر الى هيلدا التى كانت عادت تتسم بالهدوء، لم يتحدث معها تركها بالمطبخ وذهب الى غرفة النوم، ترك ثيابه وأخذ فقط بطاقة هويته وجواز سفره وغادر دون أن يلتفت خلفه، كآنه يتسحب مثل اللصوص، وقفت هيلدا بالردهه تحتسي ذاك النبيذ الفاخر تستلذ بطعمه قائله:
دقائق ويبدأ مفعول الدواء هاني وستتصل علي كي أنقذك من ذاك السُم، بعدها ستُصبح خاضعًا لي.
بالفعل تقابل هاني مع عماد بأحد مقاهي مارسيليا، جلس الإثنين تنهد عماد قائلًا:
وهتعمل إيه دلوقتى.
زفر هاني نفسه بضجر قائلًا:
أنا مكنش فى دماغى أتجوز اساسا والإنفصال احسن.
فجأة شعر هاني بتقلُصات بمعدته، قاوم ذلك وظل يتحدث مع عماد الذى قال له:
أنا خلاص دي آخر سنه ليا هنا، كده الحمدلله المصنع بتاع النسيج اللى إشتريناه هنزل أشتغل فيه وهيبقى معايا مبلغ كبير إحتياطي، ونبدأ نأسس لشغل فى مصر. وكفايه غُربه بقى.
رغم الآلم الذى يشتد على هاني لكن تحدث بمزح:
قول إنك هتتجوز ومش هتقدر تبعد عن خطيبتك قصدي مراتك بعد الجواز.
ضحك عماد قائلًا:
كفاية غُربه كده بقى دي آخر سنه ليا هنا وفكر إنت كمان،حتى لو منفصلتش عن هيلدا إرجع وعيش فى مصر ونشتغل وبكره المصنع يكبر وربنا العالم،كمان فى شباب كتير إتجوزوا هنا ولما ربنا كرمهم بالخير نزلوا مصر ونسيوا أنهم متجوزين هنا أساسًا
كاد هاني ان يوافقه لكن شعور الآلم يزداد بقوة أصبح جسدهُ يضعف،فجأة إرتعشت يديه وإنتفض جسده وسقط من فوق المقعد يتلوي أرضًا يصرخ من الآلم،ذُهل عماد من ذلك كذلك بعض الموجودين بالمقهي،سريعًا لاحظ عماد ذاك الدم الذى بدأ يسيل من فمه،تصرف سريعًا وقام بمساعدة أحد الحاضرين بحمل هاني وذهبوا الى مشفى قريب فورًا تم التعامل معه،بإعطاؤه أحد مُضادات السموم، وتم أخذ عينه من دمه لتحليلها فورًا، الى أن آتى أحد الاطباء تحدث مع عماد مُفسرًا له:
المريض يبدوا بوضوح تعرضُه للتسمُم،قومت بإعطاؤة مصل يوقف التسمم بالجسد فقط لبعض الوقت حتى تاتي نتيجة تلك العينه التى أخدناها منه حتى نعلم نوع السموم الذى اخذها.
إستغرب عماد ذلك،ظل واقفًا أمام غرفة العنايه حتى عاد الطبيب مره اخري بنتائج ذاك التحليل،تحدث مع عماد قائلًا:

كما توقعت المريض تعرض لاحد انواع السموم الدوائيه التى تتفاعل بالدم بعد وقت من تناولها،والآن عليا سحب دماء ذاك المريض وتعويض جسده بضخ دماء جديده بجسدة،تلك عمليه خطيرة،لقد تأخرت حالة المريض قبل إعطاؤه المصل المُضاد لذاك السم وتوغل من جسده،علينا البدء فورًا،بالمشفى لن تجد كمية دماء وفيره لابد ان تعثر على اكياس دماء كثيرة من زُمرة دمه…بإمكانك البحث بالمشافي الاخري وستجد بالتأكيد.
لوهله لم يتردد عماد قائلًا:
أنا وهو نفس زُمرة الدم،وانا هتبرع له،كمان أي كميه يحتاجها إنت سهل توفرها بمكالمة تليفون للمستشفيات التانيه هتوصل فورًا،أرجوك لازم تنقذهُ،
بالفعل تبرع عماد بنسبه كبيرة من دمه لـ هاني كذالك تم توفير جزء آخر وتمت العمليه ظل هاني أيام بالمشفى يُرافقه عماد الذى أخبره بما قاله الطبيب أنه تعرض لتسمُم،إستغرب هاني من ذلك وعاد بذاكرته الى قبل ان يشعر بذاك الآلم القاتل تذكر أنه يومها لم يتناول أى طعام ولا شراب سوا ذاك العشاء مع هيلدا،تيقن أنه خلف ذلك،إمتثل لقدره وعاد لـ هيلدا حريصًا وحرصًا بعد أن تفاجئ بمحضر تتهمه بالعنف الأسري معها وأنه قام بمحاولة قتلها بقطع شريان يدها وبعض الكدمات بوجهها أخرجه من ذاك الإتهام وقتها تقرير المشفى انه كان بذلك الوقت طريح المرض بالفراش.
شعر بندم ليته ما كان إنتظر تلك السنوات وعاد الى مصر موطنه وقابل…
قابل من
فداء
يخفق قلبه بإسمها شوقًا وتوقًا،ليته كان وافق والدته منذ زمن وتقبل الزواج ربما كان خرج من مستنقع ترك نفسه ينغمس فيه الى ان اصبح كارهًا لمجرد فكرة الزواج الثانى،لكن الزواج الثاني هو ما جعله يشعر أن هنالك إمرأة قادرة على غزو قلب ظن أن الحياة للعمل والمال فقط،هنالك مشاعر كان يجهلها،أصبح قلبه يشتاقها،لكن هنا بين القُضبان لا يعلم مصيرة بعد ذاك الإتهام الذى وجه له،بأن يكون قتلها رغم أنه لم يمسسها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
حضنت حسنية يمنى وقبلتها قائله:
حبيبة قلب ناناه حلو اوي الرسمه دي.
تبسمت يمنى بطفوله قائله:
ده بابي.
شعرت حسنيه بوخز فى قلبها،من تعلق تلك الصغيرة بـ عماد رغم أنه غير دائم التواجد معها، وكذالك خلافه مع سميرة الذى طال دون حل،والحل بسيط جدًا،كذالك تنهدت قائله:

عماد سافر فرنسا أمبارح.
لم تسأل سميرة بينما قالت عايدة:
يرجع بالسلامة.
تنهدت حسنيه بآسي قائله:
يااارب يرجع هو هاني بخير،عماد قالب إنه مقبوض عليه هناك.
إنخضت عايدة سائله:
ليه خير؟.
سردت لهن عايده عن أمر موت زوجته الفرنسيه وانه متهم بقتلها،او بالأصح مُشتبه به.
إنخضت عايدة قائله:
يا ساتر يارب،موتت نفسها كافره،ربنا يحفظنا، اكيد ربنا هيظهر برائته.
آمنت حسنيه على ذلك قائله:
يااارب تظهر برائته قبل ما يوصل الخبر لـ إنصاف ومراته، عقلهم هيطير لو عرفوا.
دعت عايدة قائله:
ربنا معاه ويظهر الحق ويرجع مع عماد.
.. عماد
نظرت حسنيه نحو سميرة ملامحها تبدوا مُرهقه، او ربما حزينه، حتى ظلت صامته طوال الوقت حين يُذكر إسم عماد تتبدل ملامحها وتضع يدها فوق بطنها، شعرت بآسي سميرة ضعيفه مع عماد، وهذا ما جعله يشعر انها قد تستسلم لضعفها وتبتعد عنه.
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
بـ فرنسا بالمخفر بغرفة خاصه
جلس عماد مع هاني ومعهم محامي خاص من السفارة المصريه يتحدثان
تحدث المحامي قائلًا:

فى إتهام من زوجتك إنك كنت حاولت الإعتداء عليها بالضرب وده من فترة قريبه،وده أكيد السبب إن الشرطة حجزتك ووجهت لك تهمه إشتباة فى قتل.
إستغرب هاني سائلًا:
وإمتي قدمت البلاغ ده.
أخرج المحامى ورقه من الملف وقال له يوم تحرير المحضر:
إستغرب هاني قائلًا:
مستحيل أنا فى الفترة دي كنت فى مصر،وسهل إثبات ده من سجلات المطار.
تبسم المحامي براحه قائلًا:
ممكن نقدم طلب لسجلات المغادرين فى المطار وده سهل،بس فى حاجه تانيه،فى مستند عثرت عليه الشرطه او بالأصح وثيقه كانت كتباها زوجتك،إنها حاسه إنك بتخطط لقتلها وانها خايفه من كده،وإن لو جرالها حاجه يبقى إنت السبب،كمان فى شهادة الجيران اللى سمعوها بتصرخ قبل كده.
لم يستغرب هاني ذلك،لكن قال:
الجيران أكيد فى منهم اللى كان عارف إنى مش موجود فى فرنسا أساسًا
وأكيد مستحيل الشرطة تاخد بمجرد ورقه ملهاش أي أساس من الصحه،ولا إيه.
تبسم المحامي قائلًا:
طبعًا طالما مفيش توثيق رسمي ملهاش أي لازمه،إحنا دلوقتي فى إنتظار تقرير الطب الشرعي،متأكد إنك ملمستهاش.
أجابه هاني:
أيوه طبعًا.
تبسم المحامي قائلًا:
كده تمام.
بعد قليل خرج المحامي وترك عماد مع هاني، تبسم عماد له قائلًا:
إن شاء خير، فاكر لما كنت بقولك إنت مش هتسيب الغُربه غير مطرود، أهو هتنطرد بقضية قتل.
زمجر هاني قائلًا:
بتتريق عليا، تصدق أنا غلطان إنى فكرت فيك وإتصلت عليك، شكلك جاي رايق.
تهكم عماد هو حاله أسوء من هانى، إن كان هاني سهل خروجه من خلف تلك القُصبان بينما هو صعب عليه أن يخرج خارج قُضبان قلبة الذى يحاول الضغط عليه.

❈-❈-❈
فى مركز التجميل
أثناء نهوض سميرة شعرت بدوخه سندت بيدها على كتف عِفت التى لاحظت ذلك وتلهفت عليها سائله:
مالك يا سميرة.
تمالكت سميرة نفسها قائله:
فى إيه مالك دى دوخه عاديه.
نظرت لها عفت قائله:.
دوخة إيه يا سنيرة دي مش أول مره المره اللى قبل كده قولتى من الجوع طب والمره دي من إيه، سميرة…..
توقفت عِفت ثم فكرت ونظرت لـ سميرة قائله بمفاجأة:.
إنتِ حامل يا سميرة.
صمتت سميرة، تبسمت عِفت قائله:
بجد الف مبروك، ربنا يتمم لك بخير، قولى لى نفسك فى ولد ولا بنت، أكيد ولد إنتِ معاكِ يمنى، قوليلى ليه مخبيه عليا…أكيد جوزك أبو غمازات فرحان.
تهكمت سميرة بآلم مستهزأه:
محدش يعرف إنى حامل إنتِ أول واحده حتى تشك فى أمري…أنا وعماد خلاص هننفصل ومالوش لازمه يعرف إنى حامل مش هيفرق معاه أكيد.
قبل ان تستفسر عِفت صدح هاتفها، أخرجته من جيبها نظرت له ثم لـ سميرة التى تبسمن
بغصة قلب، قائله:
الرساله من مين
يظهر هنسمع خبر سعيد قريب.
أجابتها عفت:
لاء لسه بدري… لازم أتأكد من مشاعرى الأول كمان حقيقة مشاعره، بصراحه حاسه إن فى شئ غامض بالنسبه لي.
تبسمت سميرة قائله:
الراجل الغامض، انا بقول بلاش تتأخري، وكمان بلاش تتورطيه فى فاتورة كبيرة، يلا وبلاش. تتأخري عشان فى ميعاد لـ مدام إبتهال ودي بتعزك أوي.
تبسمت عِفت قائله:.

تمام مش هتأخر على ميعادها، ولينا كلام مع بعض أشوف هورمونات الحمل الجديد دي.
تبسمت سميرة بداخلها تشعر بآسي على حالها، تُخفي حملها حتى عن والدتها.
❈-❈-❈
بذاك الكافيه المقابل لمركز التجميل
جلست عِفت مع حازم يتحدثان تطرق الحديث بينهم عن سميرة، تنهدت سهوا قائله:
سميرة حياتها صعبانه عليا، عايشه فى لخبطه، طول الوقت، حتى إكتشفت إن في بينها وبين جوزها خلاف وإحتمال يطلقوا.
رفع حازم وجهه ونظر لها مذهولًا،وهنالك شعور آخر ينبض فى قلبه يشعر به.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمنزل هانى بالبلدة
إستقبلت إنصاف هاني بالاحضان بكت بلوم قائله:
كده منعرفش إنك كنت فى مصيبه، قلبي كان حاسس بس كنت بكدب إحساسي، إنت بعد كده مش مسافر فرنسا تاني، كفايه غُربه بقى.
تبسم هاني وإنحني يُقبل يد إنصاف قائلًا:
خلاص يا ماما كفايه كده، الحمد لله.
تبسمت وعادت تضمه بامومه، ضمها هو الآخر
نظر نحو فداء التى تقف على آخر درجات السًلم، كانت نظرتها خالية من المشاعر التى عكس قلبها الذي يحترق، رغم أنه كان يحتضن والدته لكن كان نظرهُ عليها ينظر لها بشوق تلمع عيناه بسعادة، وهو يسمع والدته تنظر لـ فداء قائله بغمرة فرحه:
تعالي يا فداء متنكسفيش، هانى رجع من السفر مش هتسلمي عليه وتقولي له حمد لله عالسلامه.
ببرود قالت:
حمدالله على السلامه يا هاني.
لم يشعر أنها قالت ذلك ببرود.
تبسمت إنصاف من نظرة عيناه المُشتاقه لـ فداء، تحدثت بحب:
إنت بتقول إنك مش جعان، خد مراتك وإطلع إرتاح فوق ساعتين على ما أحضر العشا وتكون بسنت رجعت من الدروس.

لمعت عيناه ببسمة موافقًا، بينما فداء إعترضت قائله:
هحضر معاكِ العشا.
نظرت لها إنصاف قائله:
لاء كل حاجه جاهزه يادوب عالتسخين إطلعي مع جوزك.
بمضض وافقت فداء وصعدت مع هانى الى الشقه، بمجرد ان دخلا جذبها هاني بعناق قوي، ثم قبلها مُشتاقًا، لكن شعر انها باردة، ترك شفاها ونظر الى وجهها، رأي تلك النظره البارده، بينما هى تهربت منه قائله:
هطلع لك غيار على ما تاخد دوش.
كادت تبتعد عنه، لكنه جذبها قائلًا:
مالك اللى يشوفك يقول مضايقه إنى رجعت من فرنسا.
تهكمت قائله:
أوعي تفكر إنى نسيت إنك سيبتني عروسة كام يوم وسافرت ورا هيلدا.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
إستقبلت حسنيه عماد الذى وصل للتو قائله:
حمدالله عالسلامه أمال فين هاني.
رد ببسمه:
هاني زمانه وصل البلد، مرات خالي كلمتنا وإحنا على باب المطار، وهو عشان يطمنها سافر عالمحله فورا ووقالى سلم لى على مرات خالي، كمان كان عندي امر مهم فى المقر روحت خلصته وجيت عشان ألحقك قبل ما تنامي، عاوز أتكلم معاكِ فى أمر مهم.
إستفسرت قائله:
وإيه هو الامر المهم ده.
بتردُد من عماد ظل ينظر لها بترقُب قائلًا:
أنا نويت أتجوز.
شعرت حسنيه بتوهان قائله:

تتجوز إيه، إنت مش متجوز…
فاقت من توهان الصدمه قائله:
قصدك تتجوز تاني.
أخفض وجهه يشعر بشعور بغيض كآنه بلا إرادة، إستهجنت حسنيه قائله بصوت عالى:
رُد، فهمني.
أجابها بتردُد:
إنتِ عارفه حقيقة جوازي من سميرة…
قاطعته بسؤال:
إيه حقيقة جوازك بها، إتجوزتها بإرادتك كان قدامك البنات وإنت اللى إختارتها، واتجوزتها وطلقتها، إيه واخده لعبتك، الجواز والطلاق
بدل ما تقولى إنك هتجيب مراتك وبنتك هنا ونتلم كلنا جاي تقولى هتتجوز، ومين دي كمان.
شعر عماد بغضاضه قائلًا:
إنت عارفه إن سميرة هى اللى رافضه إنها تجي تعيش هنا…
قاطعته بإستهجان:
وإنت رفضها جاي على هواك، إنت عامل زي العيل الصغير اللى بيلعب باللعبه ولما يكسرها يروح لغيرها، ولما متعجبوش يبكي عاللعبه اللى كسرها، فوق يا عماد، أنا سكتت كتير، شايفه سميرة بتنطفي، بنات الناس مش لعبتك
كآني شايفه شعبان الجيار قدامي
نفس الجحود، فعلًا مهما حاولت تبعد الإنسان عن أصله، بس العرق دساس… بيجري فى عروقك نفس دم وغدر شعبان.
تجمرت عينيه يشعر بلهيب فى قلبه قائلًا بإندفاع:
ماما بلاش تقارينينى بالشخص ده إنتِ عارفاني كويس…
قاطعته بحِده قائله:
لاء متفرقش عنه، أنا مبقتش عارفاك يا عماد
حاسه اللى قدامي صوره أعرف هيئتها لكن حقيقتها ضاعت، أو إتحرقت، خسارة يا عماد
إعمل اللى إنت عاوزه بس أنا مش معاك كمان هسيبك تعيش حياتك زى ما إنت عاوز، أنا هرجع البلد، حتى الليله مش هبات هنا مش طايقه أحس إنى معاك تحت سقف واحد خسارة يا عماد ربنا عطاك نِعم كتير إنت اللى سايب الماضي يحرق قلبك لحد مبقتش عارف نتيجة اللى هتعمله هتوصلك لأيه

خسرت سميرة ويمنى وكمان خسرتني
مبروك يا إبن شعبان الجيار حرقت سعادتك بسبب هلاوس الماضي مُصر تحرق قلبك وقلب سميرة معاك…
قاطعها عماد بمرارة:
أنا اللى حرقت قلب سميرة ولا…
ڨاطعته بقسوة رغم إشفاقها عليه من حديثها الجامد:
إنت اللى بتحرق قلبك، سميرة لو مش بتحبك مكنتش رجعت ليك بعد ما طلقتها غدر، رجعت وقبلت رغم إنها عارفه إنك رجعتها عشان كانت حامل مش عشان بتحبها، قبلت تبقى…
توقفت للحظة اغمضت عينيها تقول:
قبلت تبقي زوجه لمزاجك، إنت عايش فى مكان وهي فى مكان، آه هتقولى دى رغبتها
وسبق وطلبت إنها تجي تعيش هنا، بس إنت إستلينت لو لك مزاج كنت قدرت تضغط عليها، لكن إنت مرتاح كده، مفكرتش فى بنتك اللى بتشوفك زي زاير عليهم، بكره هتكبر وهتفهم وهتسألك وقتها هتقول لها إيه، فى حياتي زوجه تانيه أهم منك إنتِ ومامتك، هي اللى بعتكم عشانها.
تعصب عماد قائلًا:
أنا مبعتش سميرة ياماما هي اللى…
قاطعته بإستهجان:
ولا هي باعتك ده كان قدر، وكفايه يا عماد لو كملت وإتجوزت إنسي إنى أمك، أنا ماشيه وإنت حُر فى حياتك.
ذُهل عماد من روؤيته لـ حسنيه وهي تتوجه ناحية باب الفيلا، ركض خلفها يستعطفها قائلًا:
ماما إنتِ رايحه فين، هتسبيني.
لوهله شفق قلب حسنيه لكن عقلها تحكم عماد. لن يعود كما كان الا إذا شعر بصدمة فُقدان، أجابته:
إنت حُر فى حياتك، وانا رايحه هبات الليله عند فى الشقه اللى إنت مكنتش بتنكسف وإنت رايح لها عشان مزاجك.
نفضت حسنيه يد عماد وغادرت، ظل هو واقفًا، مذهولًا يشعر بندم أفقدة الوحيدة التى كانت دائمًا تُساندة بقوه يشعر دائمًا انها هي مصدر قوته وصلابته،الآن يشعر
بـ حرقان ينتهك كيانه.

يتبع….




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close