اخر الروايات

رواية قطة في عرين الاسد الفصل السادس والعشرون 26 بقلم مني سلامة

رواية قطة في عرين الاسد الفصل السادس والعشرون 26 بقلم مني سلامة 


الحلقة ( 26 ) قبل الأخيـــرة
الطاولات .. فاقتربت منها وجلست بجوارها قائله :
- ايه يا بنتى أعده لوحدك ليه ؟
ضحكت "سارة" قائله :
- مليش فى الرقص
قالت "مريم" بمرح :
- يعني أنا اللى ليا .. اهو الواحد بيعمل أهى حركات وخلاص
التفتت حولها قائله :
- فين "نرمين" ؟
أشارت "سارة" الى المنصة وضحكت قائله :
- بتأدى النمرة بتاعتها
نظرت اليها "مريم" وانفجرت ضاحكة .. ثم التفتت الى "سارة" قائله :
- انتى واثقة ان "نرمين" أختك انتى و "مراد" .. أنا شكه انكوا لقيتوها على باب جامع وهى صغيرة
ضحكت "سارة" قائله :
- أنا كمان يا بنتى شكه فى كده .. شكلها هتطلع فى الآخر بنت دادة "أمينة"
انفجرت الفتاتان فى الضحك والمزاح
فى قاعة الرجال .. وقف "طارق" محاطاً بأصدقائه .. قال أحدهم :
- مبروك يا عريس .. أخيراً شوفناكى فى الكوشة يا بيضه
صاح آخر بمرح :
- مكنش يومك يا "طارق" .. كان مستخبيلك ده كله فين يا ضنايا
صاح "طارق" قائلاً :
- ايه العالم المحبطة دى .. طيب حد يقولى كلمة تشجعنى يا جماعة بدل الكلام اللى يجيب ورا ده
قال أحد أصدقائه ضاحكاً :
- مكنش انعذر واتباع جذر .. نجبلك كلام مشجع منين .. انت واقف فى بركة شباب متجوزة .. روح فى آخر القاعة يمكن تلاقى شلة شباب زى الورد لسه متجوزوش هيدوك دفعه تمام
التفت "طارق" الى "مراد" وهو يقول بمرح :
- طيب انت يا "مراد" قولى كلمة تطمن قلبي طيب بدل العالم التعبانه دى
ابتسم "مراد" قائلاً :
- بص يا "طارق" يا حبيبى .. اللى عايز العسل يتحمل قرص النحل
صاح "طارق" قائلاً :
- ايه العالم المحبطة دى .. طيب حد يقولى كلمة تشجعنى يا جماعة بدل الكلام اللى يجيب ورا ده
قال أحد أصدقائه ضاحكاً :
- مكنش انعذر واتباع جذر .. نجبلك كلام مشجع منين .. انت واقف فى بركة شباب متجوزة .. روح فى آخر القاعة يمكن تلاقى شلة شباب زى الورد لسه متجوزوش هيدوك دفعه تمام
التفت "طارق" الى "مراد" وهو يقول بمرح :
- طيب انت يا "مراد" قولى كلمة تطمن قلبي طيب بدل العالم التعبانه دى
ابتسم "مراد" قائلاً :
- بص يا "طارق" يا حبيبى .. اللى عايز العسل يتحمل قرص النحل
صاح "طارق" قائلاً :
- هى فيها قرص ولا ايه .. يا "مراد" أنا بقولك طمنى مش ارعبنى
شعرت "مريم" بالتوعك فى بطنها .. فالتفتت الى "سارة" قائله :
- "سارة" متيجى معايا عايزة أروح الحمام
قامت "سارة" معها وخرجا من القاعة وتوجها الى حمام السيدات .. خرجت "مريم" وهى مازالت تشعر بالألم فى بطنها حاولت تجاهله .. لكن ظهرت تعبيرات الألم على وجهها .. قالت "سارة" بلهفه :
- انتى كويسة يا "مريم" ؟
قالت "مريم" وهى تجاهل الألم :
- أيوة كويس متشغليش بالك
توجهتا الى القاعة مرة أخرى فارتطمت "سارة" برجل كان يخرج من قاعة الرجال .. التفت الرجل قائلاً بحرج :
- معلش أنا آسف والله مخدتش بالى
قالت "سارة" بحرج :
- محصلش حاجة
نظرت "مريم" الى الرجل بدهشة .. فالتفت اليها وقال مبتسماً :
- ازيك يا مدام "مريم"
نقلت "سارة" نظرها بينهما بدهشة .. فقالت "مريم" بإرتباك :
- ازيك يا أستاذ "عماد" .. ثم جذبت "سارة" من يدها قائله :
- بعد اذنك
خافت "مريم" من أن يراها "مراد" تتحدث معه .. خاصة لعلمها بشدة غيرته عليها .. دخلتا القاعة فقالت "سارة" وهى تجلس بجوارها على الطاولة :
- مين ده يا "مريم" ؟
قالت "مريم" :
- ده مديري فى الشركة اللى بشتغل فيها .. أستاذ "عماد"
قالت "سارة" :
- اهاا ..
عاد "عماد" الى قاعة الرجال مرة أخرى .. ليقع نظره على "مراد" .. أخذ ينظر اليه بدهشة شديدة .. انتبه
"مراد" لنظراته .. اقترب منه "عماد" قائلاً بحرج :
- معلش أنا آسف انى ببصلك كده .. أصلك شكل واحد أعرفه .. بس شكله بشكل غير عادى .. لولا انى عارف ان معندوش اخوات كنت قولت انك أخوه
قال "مراد" بإهتمام :
- تقصد "ماجد خيري" ؟
هتف "عماد" بدهشة :
- انت تعرفه ؟ .. انت اخوه ؟
قال "مراد" مبتسماً :
- أيوة أخوه
ابتسم "عماد" قائلاً :
- كنت فاكر ان معندوش اخوات
قال "مراد" بإهتمام :
- كنت تعرفه منين ؟
قال "عماد" :
- خطيبته بتشتغل عندى فى الشركة
قال "مراد" وقد ضيق عينيه :
- حضرتك أستاذ "عماد" مدير شركة رؤية للدعاية والإعلان
ضحك "عماد" قائلاً :
- مكنتش عارف ان صيتي واصل للدرجة دى
قال "مراد" مبتسماً :
- مدام "مريم" تبقى مراتى
صاح "عماد" بدهشة :
- ما شاء الله .. ربنا يباركلكوا يارب
ثم قال :
- شكراً لانك مخلتناش نخسر ديزاينر محترف زيها .. ووافقت على شغلها معانا عن طريق النت
ابتسم "مراد" قائلاً :
- وأنا سعيد انى اتعرفت على حضرتك

خرج الجميع من القاعة وركبا العروسين فى طريقها الى منزلهما .. ركبت "مريم" مع "نرمين" و "سارة" و "ناهد" فى السيارة فى انتظار "مراد" كانت "مريم" تشعر بالألم فى بطنها يزداد .. فقالت لـ "سارة" الجالسه بجوارها :
- "سارة" ممكن تنادى "مراد"
التفتت "ناهد" قائله :
- مالك يا حبيبتى تعبانه
قالت "مريم" بسرعة :
- لا أبدا يا ماما .. حاجه بسيطه .. بس أصل "مراد" اتأخر واحنا مستنيينه من بدرى
نزلت "سارة" من السيارة وتوجهت الى حيث "مراد" واقفاً .. ترك "مراد" صحبة الرجل الواقف معه والتفت الى "سارة" قائلاً :
- خير يا "سارة"
قالت "سارة" :
- مستنيينك من ساعتها يا أبيه
قال "مراد" :
- حاضر جاى حالا
أقبل "عماد" فى اتجاه "مراد" قائلاً :
- فرصة سعيدة يا أستاذ "مراد"
سلم "مراد" عليه قائلاً :
- أنا الأسعد يا فندم
حانت من "عماد" التفاته الى "سارة" الواقفة مع "مراد" لمحت نظرته اليها فتضرجت وجنتاها وأخفضت بصرها .. توجه "مراد" بصحبة "سارة" الى سيارته .. فحانت من "عماد" التفاته أخرى تجاههما قبل أن ينطلق بسيارته
وصل "مراد" بسيارته الى الفيلا .. نزل الجميع شعرت "مريم" بالتوعك وشعور بالضيق فالتفتت لـ "مراد" قائله :
- "مراد" أنا هعد فى الجنينة شوية
سألها بإهتمام :
- مالك ؟
قالت بسرعة :
- لا مفيش بس حسه انى مخنوقة شوية
قال "مراد" وهو ينظر اليها بحنان :
- طيب انا هطلع أطمن على ماما وأجيلك
صعد "مراد" الى غرفة "زهرة" للإطمئنان عليها .. وبعد فترة خرج "مراد" ليبحث عن "مريم" وجدها جالسه على أحد المقاعد وتعقد ذراعيها أمامها وتضغط بهما على بطنها .. اقترب منها قائلاً بإهتمام :
- "مريم" فى ايه ؟
رفعت "مريم" رأسها وقالت :
- حسه ان بطنى وجعانى
جلس بجوارها قائلاً بحنان :
- ألف سلامه عليكى .. ممكن تكونى كلتى حاجة تعبتك
قالت "مريم" بصوت خافت :
- لأ مكلتش حاجه
ثم قالت :
- ادخل انت أنا هعد شوية وبعدين أدخل
نظر اليه بحنان قائلاً :
- مش هقدر أسيبك تعبانه كده
قالت تطمأنه :
- أنا كويسه متقلقش
اقترب منها ووضع يده على مكان الألم يقرأ بصوت خافت آيات من كتاب الله .. أغمضت "مريم" عينيها وأسندت رأسها الى صدره فأحاطها بذراعه .. شعرت بالسكينة والراحة .. كان صوته عذباً فى القراءة .. استكانت تحت يده .. ودت ألا يتوقف أبداً .. انتهى من التلاوة ففتحت عينيها ونظرت اليه ميتسمه .. ابتسم قائلاً :
- أحسن شوية
قالت :
- الحمد لله
رن هاتفه فأخرجه قائلاً :
- ثوانى أرد على المكالمة دى لانها مهمة
تحدث قليلاً بجوارها ثم قام أثناء الكلام ووقف مبتعداً عنها ببضعة أمتار وأخذ يتحدث فى الهاتف و "مريم" تنظر اليه بحنان .. كانت تشعر بسعادة غامرة لأنهما استطاعا التغلب على كل العقبات التى واجهتهم .. وأخيراً أصبحاً معاً .. كزوج وزوجة .. كحبيب وحبيبة .. حمدت الله فى سرها على ما أنعم به عليها .. نظرت الى "مراد" لتلمح شيئاً غريباً على قميصه الأبيض .. نقطة حمراء صغيرة تتحرك بسرعة على قميصه وعلى بنطاله الى أن توقفت فوق قلبه ..شعرت وكأن قلبها انخلع من صدرها بقوة .. نظرت بلهفه فوق البناية المجاورة للفيلا فرأت فى ضوء القمر رجلاً على السطح يوجه بندقيه فى اتجاههم .. نظرت مرة أخرى فى لهفه الى "مراد" الذى يتحدث والى النقطة الحمراء المثبته فوق قلبه .. فكرة واحدة هى التى سيطرت عليها فى تلك اللحظة .. لا يمكن أن تخسره .. لا يمكن أن تخسر "مراد" .. تحجرت الدموع فى عينيها .. لم تفكر .. لم تشعر .. لم تحسب .. ولم تنتظر .. فقط انطلقت كالسهم .. لتلف ذراعيها حول عنقه وتلقى نفسها فى حضنه وأغمضت عينيها قبل أن تشعر بألم حارق فى ظهرها وبرجه عنيفة فى جسدها .. شعرت بتنفسها يضيق وبالدنيا تدور من حولها
اندهش "مراد" عندما وجدها تلقى بنفسها فى حضنه وتلف ذراعيها حول عنقه ..أنزل الهاتف من على أذنه ليمسكها قائلاً :
- "مريم"
فجأة شعر برجة عنيفة فى جسدها وكأنها اصطدمت بشئ ما .. نظر بهلع الى يده الموضوعه على ظهرها ليجدها غارقه فى الدماء .. هوت بين يديه لتسقط أرضاً وهو ممسك بها .. صاح بلوعه :
- "مريم" .. "مريم"
كانت تأخذ نفسها بصعوبه كما لو كانت تغرق .. قالت بصعوبه بصوت مرتجف :
- خلى بالك
نظر "مراد" الى الشعاع الأحمر الذى يتحرك بجنون فوق الأرض العشبيه .. نظر حوله ليرى الراجل فوق السطح فأخذ يصرخ فى الأمن الواقفون على البوابه .. حضر اثنان منهما بسرعة .. وأشهر أحدهما السلاح وصوب فى اتجاه الرجل وأطلق طلقة لم تصيبه لكنها صمت الآذان من دويها .. شعر الرجل الواقف على السطح العارى بالخوف فهرب مسرعاً .. فجرى واحداً من الأمن خارجاً من الفيلا ليلحق بالرجل .. اما الآخر فقد صرخ فيه "مراد" بعنف :
- بسرعة .. اطلب الإسعاف بسرعة
هرع كل من فى الفيلا خارجاً مع صوت الرصاص والصراخ
التفت "مراد" الى "مريم قائلاً بهلع وهو يضع يده على الجرح يكتم دمها الذى ينزف يغزاره :
- "مريم" .. خليكي معايا يا "مريم"
كانت مازال تأخذ نفسها بصعوبة .. بكا "مراد" بجوارها وأمسك يديها يضمها الى صدره قائلاً بصوت باكى :
- "مريم" متسبنيش .. "مريم" خليكي معايا .. متغمضيش عينك
فشلت فى ابقاء عيينها مفتوحتان .. فأغمضتهما .. هزها "مراد" بعنف وصرخ فيها :
- "مريم" فتحى عينك متغمضيهاش .. "مريم"
اعادت فتح عينيها مرة أخرى وهى تنظر اليه .. قال لها بألم شديد بصوت باكى والدموع تغرق وجهه :
- قولى الشهادة يا حبيبتى
حركت شفاهها دون أن تقوى على اخراج صوتها
اقترب منهما الجميع وأخذوا فى الصراخ والبكاء .. حملها "مراد" مسرعاً وقال بهلع :
- مش هينفع نستنى الإسعاف بتنزف جامد
حملها وتوجه بها مسرعاً الى السيارة وأمر"نرمين" بالركوب جوارها .. ركبت "نرمين" وانطلق "مراد" بالسيارة وقميصه يقطر دماً .. ظل طوال الطريق يلتفت اليها ليلقى نظرة عليها .. كلما وجدها قد أوشكت على اغماض عينيها مد يده يهزها بعنف قائلاً :
- افتحى عينك متغمضيهاش
كانت تئن من الألم .. شعر بقلبه يتمزق .. مد يده ليمسك يدها وهو يقود السيارة بسرعة بالغة .. التفت اليها قائلاً بلهفه :
- خلاص يا حبيبتى اطمنى دقايق وهنوصل المستشفى
أوقف "مراد" السيارة أمام المستشفى فى اهمال وحملها مسرعاً .. صاح فيه رجل الأمن :
- مينفعش توقف العربية كده
صاح به "مراد" :
- عندك المفتاح فى العربية
دخل "مراد" المستشفى مسرعاً و"نرمين" خلفه باكيه .. صاح فى الممرضات :
- عايز دكتور بسرعة
أتوا له بالترولى وضعها عليه .. وما هى الا دقائق حتى كانت فى غرفة العمليات .. وقف "مراد" خارج غرفة العمليات وقلبه يكاد يتوقف من فرط خوفه وقلقه وتوتره .. ظل يردد ودموعه تغرق وجهه :
- يارب احفظها .. يارب
جلست "نرمين" على أحد المقاعد تبكى وتدعو الله هى الأخرى أن يحفظ "مريم"
مر الوقت بصعوبة شديدة على "مراد" حتى خرج أخيراً الطبيب أسرع اليه قائلاً بلهفه :
- طمنى يا دكتور .. "مريم" كويسه
قال الطبيب :
- حضرتك جوزها ؟
أومأ "مراد" برأسه وعيناه تتعلق بشفتى الطبيب .. ابتسم الطبيب بتعب قائلاً :
- متقلقش المدام بخير .. شلنا الرصاصة وهتبقى كويسة ان شاء الله
أغمض "مراد" عينيه للحظة ولم يشعر بنفسه الا وهو يخر على الأرض ساجداً لله حمداً وشكراً له .. نظر اليه الطبيب وقال مبتسماً :
- الحمد لله ربنا نجهالك
تمتم "مراد" وهو يمسح العبرات عن وجهه :
- الحمد لله .. الحمد لله
قال له الطبيب وهو يضع يده على كتف "مراد" :
- وربنا يعوضك ان شاء الله
نظر اليه "مراد" مستفهماً فقال الطبيب :
- كانت حامل وفقدت الجنين
أغمض "مراد" عينيه لحظه ثم فتحها وقال :
- انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لي خيرا ًمنها
ثم نظر الى الطبيب وقال بصدق شديد :
- مش مهم أى حاجة المهم هى تبقى كويسة
رآها تخرج محمولة على الترولى .. ترك الطبيب وأسرع تجاهها .. نظر اليها نائمة فمسح على وجنتها قائلاً بصوت متهدج :
- "مريم" حبيبتى
قالت له الممرضة :
- متقلقش الدكتور بيقول انها كويسه بس هتاخد وقت على ما تفوق من البنج
أدخلتها الممرضة الى احدى الغرف .. نظر اليها "مراد" بحنان .. تمتمت "نرمين" :
- الحمد لله .. كنت حسه ان قلبي هيقف من الخوف
التفت "مراد" الى "نرمين" وكأنه لم ينتبه الى وجودها إلا الآن .. نظر الى ملابسها المدرجة بالدماء والى ملابسه هو الآخر .. قال لـ "نرمين" بصوت متعب :
- انتى كويسة يا "نرمين" ؟
أومأت برأسها فجذبها الى حضنه قائلاً وهو ينظر الى "مريم" :
- متقلقيش هتبقى كويسة
ثم نظر اليها قائلاً :
- "نرمين" خليكى معاها .. متسبيهاش لحظة لو حصل أى حاجة خدى تليفون من حد من الممرضات وكلميني أنا راجع البيت أطمن على "ماما" و "سارة" و ماما "زهرة" وأشوف الأمن مسكوه ولا لا
قالت "نرمين" بأسى :
- مين اللى عمل كده مين اللى عايز يأذى "مريم"
تنهد قائلاً :
- كان بيضرب عليا أنا مش على "مريم"
اقترب منها ومسح على رأسها وقبل جبينها .. قالت "نرمين" :
- متقلقش يا أبيه أنا هفضل جمبها
خرج "مراد" وعاد الى البيت مسرعاً .. أخبره أحد أفراد الأمن أنهم تمكنوا من القبض على مُطلق النار واقتادوه الى قسم الشرطة بعدما طلبوا الشرطة وأبلغوهم بما حدث .. طمأن أهله بأن "مريم" بخير فعاتبته أمه هاتفه :
- يعنى مكنتش قادر تتصل يا "مراد" تطمنا عليها
قال "مراد" بوهن :
- أنا مكنش فيا عقل أفكر يا ماما .. انا حتى ورحت المستشفى من غير حتى بطاقة ومن غير ولا مليم لولا ان صاحب المستشفى صحبي وأول ما اطمنت عليها وخرجت جيت على طول
قالت "سارة" باكيه :
- و "مريم" كويسه دلوقتى ؟
قال "مراد" بوهن :
- أوية كويسة هغير هدومى وحضريلى هدوم لـ "نرمين" عشان هدومها غرقانه دم التفت الى "ناهد" قائلاً :
- ماما كويسة
قالت "ناهد" :
- متقلقش خافت من ضرب النار بس طمنتها اننا كويسين مرضتش أقولها اللى حصل دلوقتى
قال "مراد" بإمتنان :
- كويس
صعد "مراد" مسرعاً الى غرفته ليتغير ملابسه وقلبه وعقل منشغل بحبيبته الراقدة فى المستشفى والتى كانت على استعداد للتضحية بحياتها من أجله .. من أجله هــو .
_____________________________________________
فتحت "مريم"عينيها شيئاً فشيئاً رأت نفسها نائمة على الفراش فى مكان غريب .. حاولت أن ترفع يدها فانتبهت لوجود شخص بجوارها .. كان "مراد" جالسا على مقعد بجوارها ويمسك بيدها ويسند جبهته على السرير .. شعر بحركتها فهب واقفا واقترب منها يمسح على رأسها قائلاً :
- حبيبتى .. حمد الله على السلامة
نظرت "مريم" اليه بدهشة وهى لا تقوى على الحركة .. أمازالت حقاً على قيد الحياة .. ألم تمت .. آخر شئ تتذكره "مراد" الذى كان مسرعا بسيارته ويمد يده للخلف ليمسك بيدها .. نظرت اليه فى مرآة السيارة نظرة أخيرة وكأنها تودعه قبل أن تغلق عينيها وتفقد الشعور بكل ما حولها .. بلعت ريقها بصعوبة فقال "مراد" بهلفه :
- حبيبتى ثوانى هنادى الدكتور
خرج "مراد" مسرعاً وأحضر معه الطبيب الذى فحص الأجهزة التى كانت موصلة بها وفحص عينيها و ضغطها وقال بروتينيه :
- حمدالله على السلامة يا مدام .. ان شاء الله هتبقى كويسة بس لازم تستنى معانا فترة عشان الجرح
أومأت برأسها .. خرج الطبيب فأغلق "مراد" الباب واقترب منها يجلس على الفراش بجوارها احتضن يدها الموضوع بها الكانيولا .. ونظر اليها بحنان قائلاً :
- حبيبتى انتى كويسه
أومأت "مريم" برأها وقالت بضعف :
- ضهرى وجعنى
مسح "مراد" وجنتها بأصابعه قائلاً :
- معلش يا حبيبتى .. هما حطولك مسكن من شوية عشان لما تفوقى
صمت قليلاً ونظر فى عينيها وقال بصوت مرتجف وقد غشت عيناه العبرات :
- ليه عملتى كده ؟
نظرت "مريم" اليه بحنان وقالت بضعف :
- كنت خايفه عليك
قال "مراد" بصوت مضطرب :
- انتى متعرفيش أنا حسيت بإيه لما شوفتك غرقانه فى دمك .. كنت هموت يا "مريم" .. ازاى اتهورتى كده .. مفكرتيش لو كان حصلك حاجه أنا كان ممكن يحصلى ايه
تذكرت "مريم" جملته التى قالها بعد حريق اللانش .. نظرت اليه بأعين دامعة وقالت بوهن :
- وأنا كمان مكنتش هقدر أستحمل يحصلك حاجة يا "مراد" .. الرصاصة كانت هتيجي فى قلبك .. لكن أنا كانت هتيجي فى أى مكان غير قلبي
احتواها بعينيه وقال بتأثر شديد :
- بتحبيني أوى كده ؟
ابتسمت قائله :
- بتسأل
قال بلهفه :
- عايز أسمعها
نظرت بحب الى عينيه والى ملامحه .. ملامح "مراد" .. وقالت هامسه :
- بحبك أوى
سألها قائلاً :
- بجد يا "مريم"
ابتسمت قائله :
- بجد يا حبيب "مريم"
اتسعت ابتسامته وأخذ يتأملها الى أن شعر بأنها تغمض عينيها من التعب فقال لها بحنان :
- كفايه كلام وارتاحى
قالت برجاء قبل أن تغمض عيينها :
- خليك جمبي
رفع "مراد" كفها الى فمه يقبله دون أن يبعد نظره عنها وهو يهمس قائلاً :
- حاضر يا حبيبتى .. نامى وأنا هفضل جمبك .. اطمنى
ابتسمت له وأغمضت عينيها وهى تشعر بالسكينة والأمان لوجوده بجوارها.

***********************************
قال "حامد" بلهفه :
- انت واثق من الكلام ده ؟
قال المحامى فى الهاتف :
- أيوة طبعاً واثق يا "حامد" بيه .. الرصاصة جت فيها هيا ونقلوها على المستشفى
ضحكت "حامد" قائلاً :
- حلو أوى كدة أحسن ما كانت جت فى "مراد" .. لانى كدة هبقى خلصت من الشاهدة الوحيدة فى قضيتين الخطف .. قشطة أوى
قال المحامى بقلق :
- بس اللى سمعته انها خرجت من العمليات وانهم قدروا ينقذوها
قال "حامد" بحقد :
- متقلقش يا متر .. أنا مش هخليها يطلع عليها النهار
أنهى المكالمة وخرج من بيته لأحد حراسه :
- ابعتلى "رامي" على المكتب بسرعة
قال الحارس :
- أوامرك يا فندم
توجه "حامد" الى مكتبه وتوجه الى الخزنة ليخرج منها مسدساً مزود بكاتم للصوت .. أخذ ينظر اليه بتشفى .. سمع صوت خارج المكتب فوضع المسدس على المكتب وتوجه الى الخارج قائلاً :
- تعالى يا "رامى"
لكنه فوجئ بشخص آخر .. فقال له "حامد" بحده :
- انت مين وايه دخلك هنا ؟
اقترب الرجل منه ووقفه أمامه .. كانت تعبيرات وجهه جامدة .. قال بصوت أجش :
- فاكر "هايدي"
نظر اليه "حامد" وقد ضاقت عيناه فأكمل الرجل :
- أنا أخوها .. اخو "هايدي"
قال "حامد" بنفاذ صبر :
- أنا مش فاضى .. خلص عايز ايه ؟
قال الرجل بنبرات قوية :
- "هايدي " ماتت امبارح وهى بتعمل عملية اجهاض عند دكتور معندوش ضمير .. زيك كده
صمت "حامد" للحظات .. ثم قال بتهكم :
- وجايلى ليه بأه .. عشان أصلى عليها ؟
قال الرجل بقسوة وهو يظهر المطواة التى أخفاها خلف ظهره :
- لا عشان أصلى عليك انت
لم تتح الفرصة لـ "حامد" للصراخ حتى .. سدد الرجل اليه طعنات متتالية بسرعة وبقوة وبشراسة وقد تشنج جسده .. حتى خر "حامد" على الأرض غارقاً فى دمائه .. وفاقداًُ لحياته
استيقظ "طارق" من نومه ونظر بجواره فلم يجد "مى" غادر فراشه وبحث عنها ليجدها واقفة تصلى وبيدها مصحفها .. ابتسم وهو ينظر اليها .. شعرت به فسجدت وأنهت صلاتها .. ثم التفتت لتيتسم اليه بخجل .. اقترب منها وقبل رأسها قائلاً :
- ربنا يخليكي ليا
قالت "مى" بخجل :
- اشمعنى
قال "طارق" وهو يمسح على شعرها مبتسماً :
- عشان هتخلى حياتى أحسن
قالت "مى" بإبتسامه مشجعه :
- صلى انت كمان .. معدش الا شوية صغيرين على الفجر
أومأ برأسها وقبل وجنتها قائلاً :
- هروح أتوضى وآجى نصلى سوا
ابتسمت بسعادة وجلست تنتظره .. انهيا صلاتهما وجذبها "طارق" بجواره وهو يقول :
- انتى نمتى بالليل كويس
قالت بإستغراب :
- أيوة .. ليه ؟
ابتسم "طارق" قائلاً :
- بفكر نصلى الفجر ونطلع نقضيلنا اسبوع فى العين السخنة
ضحكت "مى" قائله :
- فجأة كدة
قال "طارق" بمرح :
- مفيش أحلى من السفر فجأة .. هاا ايه رأيك
قالت بسعادة :
- ماشى بس نفطر الأول
قال "طارق" :
- لا هقولك فكرة احلى اعملى سندوتشات ونبقى ناكلها فى العربية
قالت "مى" بمرح :
- خلاص ماشى
أنهيا صلاة الفجر .. وتوجها الى السيارة حاملين حقائبهم .. انطلق "طارق" فى طريقه وهو يتأمل "مى" بين الحين والأخر .. قال لها بعد ساعة من الطريق :
- جعت .. متطلعى السندوتشات
فتحت "مى" حقيبة الطعام وأخرجت واحدة ومدت يدها اليه .. فقال "طارق" بخبث :
- هاكل ازاى يعنى وأنا سايق ؟
قالت "مى" بحيرة :
- طيب أقف على جمب
قال "طارق" ونظرات المرح فى عينيه :
- تؤ .. مش عايز أضيع وقت
ثم التفت اليها قائلاً :
- أكليني انتى
ضحكت بخجل وقالت :
- مش هعرف
رفع حاجبه بتحدى قائلاً :
- آه مش هتعرفى .. يعني أجبلى واحدة تأكلنى ولا أعمل ايه دلوقتى
نظرت اليه "مى" بغيظ فإنفجر ضاحكاً وهو يقول :
- خلاص أكليني طيب .. بدل هااا انتى عارفه
مدت يدها بخجل فقطم منه وهو ينظر اليها .. ثم صاح قائلاً :
- الله .. أحلى سندوتش مربى كلته فى حياتى
ضحكت "مى" قائلاً :
- على فكرة دى جبنه مش مربى
قال "طارق" بخبث :
- من ايدك انتى تبقى مربى
ضحكت "مى" فى سعادة وهى تمد يدها مرة أخرى لتطعمه
حضر "عبد الرحمن" و زوجته و "عثمان" للإطمئنان على "مريم" بعدما علموا بما حدث لها .. أمضوا اليوم معها الى أن اطمئنوا على صحتها ثم تركوها فى رعاية "مراد" وتابعوها بالمكالمات من حين لآخر
دخلت الممرضة غرفة "مريم" وطلبت من الجميع المغادرة لإنتهاء وقت الزيارة .. قبلتها "ناهد" قائله :
- ألف سلامة عليكي يا حبيبتى
قالت "مريم" بوهن :
- الله يسلمك يا ماما
قالت "سارة" :
- ألف سلامة عليكى يا "مريم"ان شاء الله تقومى بالسلامه
قالت :
- الله يسلمك يا "سارة"
قالت "نرمين" بمرح :
- بقولك ايه خلصى جو المستشفى والعيانين ده بسرعة عشان وحشتينا أوى والفيلا بجد ملهاش طعم من غيرك
قالت "مريم" مبتسمه :
- تسلمي يا "نرمين"
التفتت "ناهد" الى "مراد" قائله :
- خليني أنا بايته معاها النهاردة وروح انت يا "مراد" بقالك يومين بايت هنا
قال "مراد" بإصرار :
- لأ هفضل أنا معاها
غادر الجميع وأغلق "مراد" الباب ثم اقترب من فراش "مريم" وابتسم لها قائلاً :
- نامى شويه
نظرت اليه وقالت :
- تؤ مش عايزه
جلس على بجوارها وأمسك يدها يتحسس العروق التى ظهرت فيها .. ثم نظر اليها قائلاً :
- عايز أقولك حاجه
نظرت اليه "مريم" بترقب .. فقال بهدوء :
- ربنا هدانا هدية بس خدها تانى .. بس أنا واثق انه هيعوضنا بغيرها
نظرت اليه "مريم" بحيره قائله :
- مش فهمه
صمت .. ثم ظهرت الدموع فى عينيها وقد فهمت ما يرنو اليه .. قبل يدها قائلاً :
- الصبر عند الصدمة الأولى يا "مريم"
تمتمت بخفوت ودموعها تنهمر :
- انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيراً منها
مسح دموعها بأصابعه وهو يقول :
- قولى الحمده لله
رددت :
- الحمد لله
قال "مراد" وهو يحتضن يدها بين يديه بحنان :
- افتكرى الآيه اللى فى سورة الكهف " فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ " .. كان سيدنا موسى مضايق ان سيدنا الخضر قتل الطفل الصغير ومكنش يعرف ان فى موته رحمه من ربنا لأبوه وأمه "وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا "
قالت "مريم" وقد لاحت ابتسامة رضا على شفتيها :
- الحمد لله
يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close