رواية ما وراء الشمس الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ياسمينا
البارت الخامس وعشرون (اعتراف بالحب)
كان سيدار تعود على الحياة البريه واستطاع التأقلم معها وسار يتدبر امره بنفسه ويأكل من كد يده ..ومازال يهيم فى الطرقات هو وجواده ... ولا جديد فى حياته سوى انه يبحث عن وجهته بكل وسيلة تذكر وكلما سئل شخصا نعته بالجنون ...
*******
اما فى القصر
وقبل ان تفتح البوابات لاستقبال الامراء للعرض السنوى للزواج توفت مينمار ورحلت عن عالمهم وتركت من خلفها قلب توالين يتمزق ومعها ابيها فى عاما تبدلت افراحهم احزان وتغيرت بهم الاحداث وصار فقد الغم والكدر ينبشان فى صدورهم .....اما شركان فما كان حزينا بل كان كل همه هو ان يحصل على غايته مهما كلفه الامر ومهما كانت الوسيلة ومهما مات من بشر ...
مرت شهور بلا نور او ضياء ...كان فيها جنجار اتعس التعساء ..يدفن نفسه فى حزن عميق ..ولا يتواصل مع اى احد ...حتى توالين التى حال جمالها لذبول وتبدلت نظرات الناس من الاعجاب الى الشفقه ..فما عادت تخرج من القصر ابداا وتفضل التجول فى حديقة القصر فقط بشرود ...
رائها شركان اخيرا بعدما فاض به من فراقها فإقترب منها ...وحراسه يتبعونه فأشار لهم بأن يتوقفهوا واكمل طريقه اليها وحيد ...
حبس انفاسه وهو يقترب من تلك الزهرة التى تشتم الزهرة بشرود تام ...
اشار بيده الى الوصيفات ان يبتعدنا بحركه خفيفه من يده ...استجبنا له
شركان ..بصوت هادئ...كيف حالك يا اميرتى
افاقت توالين من شرودها ..والتفت لمصدر الصوت ..وما ان رأت شركان حتى قفز على وجهها نظرة الازدراء ...
شركان ..بلد مشاعرة تماما ليتعامل معها ...فقط يريد الحصول عليها ..وفيما بعد سيعلمها من السيد ...لا تحزنى يا اميرتى فمثل وجهك لم يخلق للحزن ابدا ...
وساد الصمت لبره وهو يرمقها بنظرات مفعمه بالجرأه...ثم تحدث بصوت هامس
نَبضِى الان مُتَسارعْ
و دَقاتُُ لربي تتضارعْ
بأن الشمس شَارقةََ
و بأن نُورُك سَاطِع
لما تَأخرتِ يا شمسى
و قلبي فى أسيََ خاشع
أرجوكِ لا تَلومينى
فحبكِ وحدهُ الدافع
لِما بقلبي مِن فَرْحِِ
و جرحِِ مؤلمِِ رادعْ
إذا ما كنتِ مشغولةْ
أَهِّلى بِطِيبِكِ الناصعْ
أنيرى كل حَاضرة
أبهِجى كَونى الواسعْ
إذا ما حِرتِ فذا شِعري
به ماضيك و مضارع
لكنه حار فى وصفِِ
يشملُ حسنُكِ الرائع
ضيقت توالين عيناها اثر سماعها كلماته ..بغضب شديد يتعاظم بداخلها ..
ثم تظاهرت بالهدوء ..ماذا تريد بهذا الشعر ..لما تلقيه الي
شركان ..بادلها الهدوء هدوئا ..وقال ..اريد ان ازيح عنك الالم ..
توالين ..فى نفسها ..ايها الملعون ..الداهيه ..اقسم انى سأزيحك من طريقى بأى ثمن ...زفرت بهدوء برغم النيران المتأججه بداخلها ..ياليتنى اجد من يعشقنى الى هذا الحد ..مثلك انت ..قالتها بليون ..لتغريه بالافصاح عن مشاعره
شركان ..لم يقع ابدا فى فخها ولكنه قال بثقه اكبر ..ومن لا يعشقك ..
ثم صمت قليلا واكمل ...فالو تطلعتى الى قلبى ستعلمين مدى عشقى لكى
توالين ..ابتسمت من داخلها ...ورفعت يدها عاليا ..اخير ستطيع لطمه بحق ...
ولكن هيهات انه الماكر شركان ..امسك يدها على الفور وكأنه كان فى انتظار هذة الحظه وقربها من فمه فى دهشة من توالين وعلى غرارا طبع قبلة خفيفه وهو ينظر لعيناها ..
سحبت يدها بإشمئزاز ..وقالت .بنبرة غاضبه.ايها النكره ..سألقنك درس قاس لم تتعلمه من قبل ...على تجرأك على اسيادك ..
شركان ..وهو يجول فى ملامحها الرقيقة الغاضبه ...سأكون اسعد مخلوق ان اتعلمت شيئا على يدك ..
توالين ..وقد ضاقت من واقحته التى لم تقابل مثلها يوما ..سوف اخبر ابي
شركان ..قهقه بسخريه..هههه ..الا تعلمين انى من ادير البلاد وان والدك فى عزلة ..وانا انوب عنه فى كل الاعمال ....استرسل بثقه ..فالتفعلى ما شئتى فإنك لى ...
توالين ..بصلابة متهجمه ..هذا بعيدا عن احلامك
شركان ..بإستهزاء واضح ..احلامى ستتحقق ..وانتى لا تعلمى بماذا احلم
توالين ..ايها الوغد الحقير ..سوف اجذ عنقك ..فإنتظر حينما يعود ابى ..سوف اكيل لك العذاب المحقق
شركان .بنعومه خبيثه ...العذاب من يدك شهدا ...وتركها وهو يعلق بصره
بنظراتها الغاضبه ....فمثلها ما يفعل وهى غصن نايع فى مهب الرياح
********
اقترب سيدار من مدينه جديدة عليه ان يجتازها ليصل الى الا منتهى ولكنه قد غزاه خاطره شعورا بالخوف خوفا من تكرار نفس المصير الذى لاقه فى رجوادوا
ولا يستطيع تخليص نفسه منه فهو يريد العودة التى لا يعلم لها زمان ولا يعرف كيف ولكن اذا كان الامر يخص توالين فا سيمضى من وسط النيران والحديد ..وحفز نفسه بأنه كم نجى من محن ...كانت مستحيله ..فيكمل شجاعته ويعبر هذه المدينه الاخرى لعل يجد ضالته هناك ..وطمئن نفسه بأنه اليوم اقوى من يوم وجولوجه للرجوادوا ..وانه اذا عادا عبدا لن يتوارع ان يفتك بالمدينه بأكملها.ّ...فقد اكتسب ..فقوة مظهره المخيف عضلات قويه بارزه ..
بدء بالاقتراب ..بقلب شجاع خالى من الخوف
بارت ٢٥
كانت مدينه هادئه وبسيطة للغايه ..وبمجرد ما خطا خطوات عدة داخل المدينه
صار يتفحصونه بشئ من الجزع رجل اسود عريض المنكبين مفتول العضلات طويل القامه عارى الصدر ويعمم رأسه بعمامة بيضاء يتدالى منها شعره الذى نما بإهمال وكذالك لحيته وبيده حصانا اسود فاذدات هيئته رعبا ..ّ..ولكن شعب بولبيا لم يكن سيئ
فهم متعودون على الخوف والقبح ايضا فهم مبتلون بما هو اشد منه قبحا ورعبا ....وسنعرفه لاحقا ..واستقطعته احدى السكان سألا ....من انت؟!
اجاب سيدار ..فى هدوء ..انا سيدار !
عاوده السؤال ...من اين اتيت ؟
سيدار..من مشرق الارض !
....ولما
سيدار..ابحث عن طريقا للشمس
علات الدهشه وجه الرجل واستنكر فكرة انه كان يهابه من قليلا ..ودعا الناس من حوله ليروا ذللك المخبول معه ..
فإقترب منه رجل عجوز وقور افسحت له الجموع المكان فى هدوء
تفحصه ايضا ثم سئله
..ماذا تريد من الشمس
اجاب سيدار ..دون اهتزاز ..اريد ان اسئل حارسها سؤالا ..ارسلنى له الملك
صمت الرجل قليلا
واعتلا وجه علاملات غامضه ..كم من مدة تسير
سيدار ..صار لى اربعة اعوام ..فى الطرقات
عاودة الكلام..بإستعطاف ..تعال يا بنى ...فملكك يريد التخلص منك
صمت سيدار برهه يريد استيعاب ما قاله لاول مرة يقع على مسامعه هذا القول
...ونظر الى الرجل الذى امامه ..والذى يوحى على هيئته انه رزين لا يسخر منه مظهرة يوحى بالوقار ...
قاطع نظراته الرجل بكلمات دافئه ...اهلا بك فى بولبيا ..ارض الخيرات والمعادن
وفى محاولة سيدار الاستيعاب ...فاق من شرده قائلا..لا اريد المكوث هنا ..اريد الرحيل ..لقد انتهت مؤنى وزادى وجئت اتزود ..من عمل يدى وارحل
سئله الرجل الذى يوحى له بأنه ذو شأنه هنا لصمت من حوله والاستماع له دون مقاطعه اضافة انه يظهر على اعينهم نظرات الاحترام .....تعال يا بنى وخذ ماشئت من الخيرات
طول هذه المدة سيدار لم يقابل احد يعامله بهذا الشكل فكانت المعامله له اما منبوذا او مخبولا او نذير شؤم او عبد ...فلم يبدى قلقه ..فهو متطمئن نسبيا الى هذا الرجل ..
*********"
فى القصر
حاوط صفي كتف روهان بحنو ..وهى استكانت بين احضانه الدافئه ..وسارت تسئله ..فيما تفكر
صفي .اطلق العنان لتنهيدة حارة ....افكر فى فى كيفية اسعادك ...كما تسعدينى
روهان..ابتسمت ابتسامه صغيره ..وكيف اسعدك
صفي ...نظر الى عيناها مباشرا ...وبنبره عاشقه ..وجودك الى جوارى يسعدنى
روهان ..كف عن هذا الحديث فأنا سعيدة ايضا الى جوارك
صفي ..تعمق فى عينيها البندقيه الساحره .....اشعر بما فى قلبك يا غاليتى اقرء عينيكى ..واستمع لقلبك
روهان...التمعت عيناها بدموع ..تريد حبسها داخلها لمحها صفي بسهوله
صفي..وضع يده على وجنتيها ....بحنو ..لا لا تبكى ارجوكى ..اعاهدك انى سأفعل ما بوسعى حتى لا ارى دموعك ...سأفعل المستحيل كى اخلصك من عذابك ..وارفعه عنكى ...اقسم لكى حتى وان اضررت ان اقاتل جيشا بأكمله ولا ارى دموعك هذه ...سأفعل ..ولكن لا تفعلى روهان ارجوكى ..
روهان ..حاولت ابتلاع دمواعها دخلها ..صفي انت نعمة ااتنى بعد مشاقه انت مكأفأة من الله الي ..انت سبب صبرى على البقاء هنا ...ليتنا تقابلنا فى زمن اخر وفى مكانا اخر وما ..ترددت ان اعيش ما تبقى من عمرى معك ...اعشقك يا صفي ..قالت كلماتها بتلاحق وهدوء معا وهى تنظر الى عمق عينه الساحره
صفي ...احتضنها اكثر وكأنه يدفنها بين ضلوعه ...انا اعشقى يا نور حياتى ...يا شمسى يا صبحى ..فما تمنيت من الدنيا ..سوى ان يجمعنا بيت معا ويكون لى اولاد منكى ..كى اعطيهم حبى لكى الذى لا يسعه قلبى وحده
....ثم ارخى يده قليلا ..وامسك وجهها بطرف اصبعه ورفعه الى حيث يرى عينها
.....ولكننى لا بد ان ادفع عنكى ما يعكر صفو عينك وما يثقل قلبك بالهموم ..
وهمت بالكلام ..ولكنه وضعه اصبعه على فمها بهدوء ....واسترسل ..هوش ..
حتى وان تأذيا قلبى انا ...ولمعت عيناه بالدموع
*******
اما فى جناح توالين قد كانت فى قمة التوتر وغدت جناحها الكبير ذهابا وإيابا وبحركات عصبيه فما تشعر به الان انها حبيسة وحش لا يرحم ولا احد يستطيع ان يخلصها من بين يده ..بل اصبحت بين اسنانه الان فأبيها فى قصر العزلة بعيد عن هنا لا تعرف متى يعود ربما نسيها ...فإلى من تلجأ ليخلصها من هذا الوحش ذو النفوذ والسيطرة ...والذى حكم المملكه بيد من حديد ويد من نار واصبح الجميع يهابه حتى سماع اسمه ....يالها من تعيسة الحظ ويا اسفى على عالم جعل اميرة البلاد في قبضة وحش ...
************
قصر العزله
سمى هذا القصر بهذا الاسم لانه فى مكان هادئ للغايه يقع على منحدر شلالات فى طرف المملكة
***********
اما شركان ...فقد زاد بطشه فى المدينه واصبحت المملكه كلها خاضعة له ولا يرحم كبيرا او صغيرا ولا فتاة او شيخا من يخطئ يعاقب وكأنه يرى الوجه السئ للتوالين حتى ترضح هى ايضا لاومره دون تردد او كبرياء ...