رواية ما وراء الشمس الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ياسمينا
البارت السادس وعشرون (وجه الجديد )
عمل سيدار فى بولبيا تحت امارت الرجل الوقور الذى حدثه من قبل كان هذا هو حاكم المدينه وكان ابسط ما يكون يمشى فى الاسواق ويعمل بيدة ويتحرك دون حراسه وبيته ابسط ما يكون اعطه قطعة ارض ليزرعها واستأجره عليها عامافى مقابل طعامه وايوائه كانت بولبيا هادئه هدوء حذر فالجميع يزرع القليل كان دائما يشعر ان هناك شئ يخفونه ولا يعلمه سيدر ومع ذلك فقد كدا فى زراعة الارض بكل طاقة واخلاص ....انهى عملة الشاق اليوم بمنتهى التعب وجلس تحت شجرة يستظل بها ...وما ان اغمض عينه للحظات شعر بأعين تنظر اليه ..ففتح عينايه ببطء ..وثقل ..ليرى قدم مزينه بخلخال نحاسى يلمع ...وعلى ما يبدوا هى من فى خاطرته ...
*******
وعلى الطرف الاخر
كانت توالين ....لا تخرج البته من جناحها الخاص وقد اشعلت بذلك النيران فى قلب شركان ظننا منه انها تتعالى عليه وتعتبره نكرة كما قالت واخذا يزداد بطشا وظلما للخلائق حتى انه سار يعذبهم فى ميدان المدينه على مرئ ومسمع الجميع ولكن الجميع لا يعرف ان السلطان ليس هنا هم يظنون شركان يفعل هكذا بأمر من الملك جنجار ...ذلك اليوم تعالت الصرخات بين النساء فى ترجى ان يرحم اباهم الشيخ الكبير من الجلد وعامت فى المملكه بالفوضى وسار الجميع يصرخ ومنهم من ذهب يستنجد بشفقة الاميره توالين ...والتى ما ان سمعت بالخبر حتى خرجت مسرعة نحو الميدان لايقاف بطش هذا الظالم ...
وصولت الى الساحة فى الوقت المناسب فقد كان الشيخ على وشك ان يموت
ما ان لمح طيفها فى المكان حتى توقفت الاسواط الجالدة واعتدل شركان فوق جيادة والذى كان يشاهد بتسليه ما يحدث .....نزلت من عربتها المغطاه ...والقوا الناس عليها الكثير من نظرات الاستنجاد ...حتى وقعت عينها على شركان وعلا الغضب على ملامحه الرقيقه ..ورمقته بنظرة تحدى محتداه ..
دون اى شك هى من لها السلطة ولكن هذا الماكر يريد فرض نفسه و السيطرة على المملكة وعليها رفعت يدها بأشارة امره ...للجلادون ان يزيلوا اغلال الشيخ
فأحتدت نظرة شركان ...وقال ..اميرة ..
توالين ...نظرت له نظرة المعرفه ..اى اعتراض
شركان ..تمالك نفسه ..،واجاب ...ولكنه مذنب
توالين ...حتى وان كان ..هناك عقوبه اقل رحمة بالناس لا بالاذلال والمهانه ...هذا شيخا كبيرا ولا يجوز معاقبته بهذا العقاب المهين ...والتفت دون اهتمام لشركان ...الى الحراس ...طيبوا جراحه فى القصر
سار شركان يحدجها بنظرات غيظ مكتومه ..واقترب منها بجيادة ...ونزل عنه
وقف فى وجهها ...كان يفوقها فى الطول بخمسة عشر سنتى مترات مما جعلها ترفع رأسها لتتواجه نظراته الغاضبه بتحديا تام ...
شركان ..تحدث بنبرة هادئة عكس ما يدور بداخله ...فعلتى ما اردى ...ارجوكى اميرة عودى الى القصر
توالين ...لم تهتز لوهلة من كلماته ..دارات على عقبيها نحو العربه واتجهت نحو قصر ابيها مباشرا فى نية واضحة منها ان ترد لشركان الصاع صاعين وان تذيقه مر ما اذاقه للرعايا فى الايام الخاليه ....
******
بولبيا
كانت من تقف امام سيدار ابنت الحاكم بيان ...هى سمراء مثل القهوة تكحل عينيها بأسود زاد روعتهما لونهما العسلى الفاتح انف منحوت وشفاه ممتلئه ترترى سرولا كاالرجال وما يغطى صدرها بنصف كتفها وتضع على رأسها عمامه يتتلى منها حبات لائلى ..براقه كما يوجد عقد طويل من نفس الائلى حول عنقها يصل الى خصرها .....تركيبه متفردة...فهى انثى جميلة لا تعتمد على جمالها..تتصرف برجوليه ..وببساطة للغايه ...والان هى واقعه فى غرام سيدار ..ولا ول مرة تعرف الحب...
بيان ...كيف حالك ..كانت تمسك بوجبة الغداء فى سلة من الخوص
سيدار ...اعتدل فى نومته ..والتقت ما بيدها ...بخير
بيان...جلست بمواجهته ..هيا ..اتم غدائك كى نتبارز
سيدار ...وهو يزيح غطاء السله ...بإبتسامه ...اليس لديكى مرح اجمل من هذا
بيان ..لا ...لا احد هنا ..يفوز امامى ..انت الوحيد الذى فعلت ...
سيدار ...قهقه بصوت عالى ...لذا ترين ..مبارزتى ...تريدنا الفوز على
بيان ...وهى تهيم بإبتسامه ...نعم سوف تظل تبارزنى حتى اكسبك
سيدار...بإسطناع ضيق ..اااه كفى ..لنا شهور تفعلى ذلك ..ولا تفوزين ابدا
بيان ..بإصرار ..لن اتركك حتى ..انتصر عليك ...واتفتضت من امامه وهى تلوح بيدها ...هيا هيا ...انهى طعامك سريعا ..انا اليوم يصعب عليك هزيمتى
سيدار ..ابتسم ..لها وبدء فى تناول ما امامه وهو يراقبها وهى تحرك سيفها الامع فى الهواء ....وراح يتذكر كيف كان لقاؤهم الاول ......
*******
بعد انطلاق توالين نحو عزلت ابيها شعرت بوخز فى قلبها ...لانه لا يجب ان تكون هناك دون اذن مباشر من ابيها ...ومن الممكن جدا بل مؤكد ان يعاقبها ابيها دون السماع لها...ولكن راحت تطمئن نفسها بأنها على طريق الصواب
وان اسوء ما يمكنه الحدوث حدث ...وبعد مسيرة يوم وانقضاء اليل والنهار عليها فى الطريق اااخيرراا وصلت للقصر
نزلت من العربه وترددت فى الدخول مازال بإمكانها الرجوع عن هذا والعودة دون اثارة غضب والدها ...ولكنها قد عزمت على الدخول ضاربة بكل القوانين والاوامر عرض الحائط فلن تترك البلاد تحت امارة هذا للقيط ....
تجاوزت البوابه الرئيسيه بخطوات واسعه لتطمس افكارها فى الرجوع ....حتى اخيرا التصقت بصدر ابيها الذى كانت لا تره بسبب تشويش افكارها ...
رفعت رأسها واطلقت العنان لدموعها واحتضنته بشدة دون ونطق كلمة واحدة ..الان الشعور المسيطر هو الشوق والحنين ...وبادلها اياه والدها الشوق وصمتت الالسنه فى حرم الشوق ..
*******
كانت تتعتلى ملامحها الشرسه وجها الجميل وهى ممسكة بسيف لامع وتبارز رجلا اضخم منها بمرتين وتصيح بصوت جهور ...هاااا ...هاااا
وفى تجميع ومن الناس ... فيدخل سيدار ...ويحك يا رجل اتبارز امراة
وتناول عنها السيف ...اما هى فظلت ترمقه بنظرات دهشه ...
ولم تسطتيع حتى النطق حتى بارز الرجل الذى كان همه الدفاع عن نفسه...وسيدار يبارزه بكل قوة وشجاعه جعلت بيان تتأمل عضلاته كتفه وهى تنبسط وتنقبض .. ...تعالت الاصوات بالهتاف ...حتى اطاح سيدار عنه سيفه ..واسقطه ارضا .. ووضع السيف على عنقه ...قا ئلا ...اعتذر منها ...
افاقت بيان من شرودها ...وسارعت اليه ...هاااااى ... انت .
استدار بوجه نحوها ....سيدار
بيان وقد تطلتعت لوجه الذى ما لقتطه الا الان ...وعلقت بعيونه الزيتونيه ..فى عالم اخررر زادها اعجابا وسحرااا ...
سيدار ....انتى ماذا اصابك ..
بيان...ااااا للمرة الاولى التى يحدث معها ذلك ...بتعلثم شديد ..ااا اا انه ليس كما تظن ...اننا ..نتسابق فقط
ازاح سيدار ...السيف من فوق عنق الرجل ... ..واتجها نحوها بغضب ...اتهزئين ..ااهذه تساليه ...من انتى رجلا ام امراة ...
بيان ..وقد قفز على وجهها علامات الضيق ..فى حدة اجابت ...ايها المعتوه من انت لتحدثنى بهذة اللهجه ..انى بيان ابنت ..شيخ وحاكم المدينه ..
هنا عاد سيدار لرشده وفاق من شروده ..
....عندما نادته بيان.وهى تلوح بسيفها....هيااااا ..
نهض وهو يبتسم الى تلك القطة البريه التى لا تعرف الاستسلام .والتقطت السيف ..وبدؤا التبارز ..وكالعادة بازت بيان بمهارة ولكن تفوق سيدار بمهارته
******
وعلى الطرف الاخر قطع والد توالين الشوق بنظرة ثاقبه وكأنها مستنكر وجودها وافاق من نوبة حنانه ...
جنجار ...ما الذى ات بكى الى هنا ...
توالين ..بحذر لا اريدك ان تغضب منى يا ابى ..اريدك ان تفهم سبب وجودى ومن ثم ...اغضب منى كما تشاء حتى .ولو قررت حبسى هنا
جنجار ...استمع لها بوجه غامض ..وبدا كأنه مستعد لسماعها ...
توالين ...والدى ...اااا...تعلثمت فهى لاتعرف عاقبة ما ستقوله .فستخبره عن خيانه من استئمنه ...ولكنها تشبثت بقرارها ...شركاااان ..
وقبل ان تنطق بكلمه اخرى دخل حارس يلهث ...وقال بكلمات متلاحقه ...مولاى هناك انقلاب فى المملكه ...
**********
ما بين سيدار وبيان ليس مبارزه بل عشق تام من قبل بيان يستطيع سيدار ..تميزه بسهوله برغم انه لم يعيشه قط ولكنه اكتسب خبرة وازداد فطانه على مر السنين ....وكان يتغاضا عن ذلك .... للحظات اشتبكت سيوفهم واعينهم ببعض وعلقت عيون بيان بسيدار وكأنها فى بحر من العسل ..وللحظات نسيت انها تبارزه ..وخيل لها انها تعانقه ..من اثر اقتراب وجهوجهم ببعض ...استغل سيدار هذه الحظه التى تدق نا قوس الخطر ...وازاح سيفها عنها ...
وتمالك سيدار نفسه..وقال بنبره ساخره ..كم مرة الى الان تهزمى
بيان ..امسكت ذرعه واقتربت منه وكأنها متعلقه بيه كشعب متسلق ...ونظرت فى عنيه ...اعشقكك سيدار...وقد افصحت ما تكنه فى صدرها ...ظننا منها انه كان لا يعلمها .
التف سيدار واولها ظهره كأنه لم يسمعها
نادته بيان...احبك يا سيدار لم تسمعها
سيدار ..ومازل محدقا للفراغ ..ماذا تعشقين فى ؟...انتى بيان ابنت حاكم المدينه .وانا اجير لديكم ..من اكون بجوارك وانتى ابنت الحاكم وانا عبدا !
سارعت بيان بلهفه ...وهى تمسك بذراعه لتديره لها ....انت لست عبد انت ملك فى نظرى سنتزوج وستصبح هنا امير عظيما ...ولك ما شئت
سيدار ..زفر ..بعمق ..بيان انا لست عبد ابيكى انا عبد الملك جنجار ..ومازلت فى مهمه تحت ولايته ..
بيان ..بحدة واستنكار معا ..جنجار ..من ...الذى تخلص منك بمهمه واهميه وبأعذار واهيه ..لمجرد انه رأى رؤياه فارغه ..ولم يعلمك محتواها ...وهنا استنكرت ...انت هكذا تريد حقا العبوديه ..انت عبد لاافكارك ..
سيدار...وقد ابتلع اهانتها ...بيان ..حتما سأجد طريقا لاتمام مهمتى وعندما اعود سأصبح حرااا طليقا ..لا يحكمنى احد ..لقد قطعت وعد بالعودة وسأحافظ عليه ..ما دمت حيا ...
بيان ...وتوالت الدموع على وجنتيها ...ايها الاحمق ..سوف يرغمك على المكوث فى القصر فور عودتك ولن تستطيع رؤيت نور الشمس مرة اخرى ..ستصبح عبداا ..ما حييت ...
سيدار..فى اسئ وحزن ..اذا كان فهو قدرى
السابع والعشرون من هنا