رواية تزوجته رغما عنه الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم حورية
البــارت الخامس و العشرون/25
تجمـــدت العيون...عاد حسن وتلك العلياء الى الزمن بالوراء..مرت بضع ثوانــى..ومازالو ينظران لبعضهم البعض ..أما مها بالطبع لاحظت انها ليست مجرد شابه اصطدمت به ..
قالت عليـــاء متلعثمه لحسن :-دول ولادك يا حسن!
حسن بتلعثم وارتباك واخيرا لاحظ ان مها تقف بجانبه:-اه ولادى ..تابع موضحا بارتباك:-توأم...
اشار الى مها وقال لعلياء :-مها ...مراتى
مـــدت علياء يدها لمهــا وقالــت لها بهدوء :-تشرفنا
حتى مها اصابتها الدهشه وردت:-شكرا وانا كمان...اتشرفت بيكى
استأذنت عليــاء وقالت بأدب موجهه كلامها لحسن:-انا ماشيه ..مع الســلامه
كـــانت رشيقه ..ترتدى بنطالا فضفاضا اسود اللون ..ومعطف طويل اسود ايضا..وطرحه بيضاء صغيره...وجهها كان يخلو من مساحيق التجميل ...عيونها السوداء تبدى حزنـــا مهما حاولـــت اخفاءه....يظهر بوضوح ....
نظرت مها لحسن بتساؤل بعدما رحلت ..قائله:-مين علياء ديه يا حسن
لم يجيبها ...كررت السؤال مره اخرى..مره اخرى لا يجيبها وكأنه رحل فى عالم اخر
مها بعصبيه:-حسن..مين ديه
حسن وقد عاد لوعيه قائلا بارتباك:-ديه..ديه ...كانت زميلتى فى الكليه ثم نظر الى الارض وانتفض وقال :-ايه ده موبيلها وقع
مها بعصبيه :-مين قالك انه تليفونها
التقطه مسرعا متجاهلا مها ..وهرول وهو يحمل الصغيرين اليـــها يعطيــها الهـــاتف...
أما مها فبقت بمفردها تقف تنتظره ولا تعلم ما الذى يحدث....
***************************************
وفى اليـــوم التالى....
كانت نهـــال تمسك بهاتفها المحمول فرحه ..اتصلت بكريم ..
مرت لحظات قليله حتى اجابها ...
نهال بفرحه:-حبيبى ازيك
كريم بتعجب:-غريبه ديه..مالك يا نهال انتى سخنه ولا ايه
نهال بمرح:-انا قولت اتواضع واقولك حبيبى ..
كريم بمرح:-الله يكرم اصلك ..عايزه ايه عشان مش فاضى الصيدليه زحمة
نهال بفرحه:-انا حاسه انى حامل
كريم وقد نهض من مقعده وتابع بفرحه:-بجد
نهال :-قول بس يارب..وهاتلى اختبار حمل وانت جاي بقى
كريم :-انا جاى حالا ...
ساعه تقريبا مرت حتى وصل كريم اليها..احتضنها وقال لها بفرحه وهو يعطيها الاختبار..:-ادخلى يلا بقى ..لحد ما اغير هدومى ...ثم رفع يده للسماء:-يارب سمعنى خبر حلو
بدل ملابسه ..بينما دخلت هى الى الحمام ...
مر وقت ليس بالقليل ..خرجت من الحمام وقالت بخيبة امل وعيناها ممتلئه بالدموع :-سلبى..مفيش حمل ولا حاجه
لم يستطيع هو ايضا ان يخفى خيبة امله وقال لها وهو يواسيها بصعوبه :-خلاص يا نهال مفيش نصيب يا بنتى
نهال وهى تبكى:-احنا بقالنا سنه متجوزين ..ومحصلش حمل من اول الجواز ..احنا لازم نروح النهارده ونكشف
كريم مطمئنا:-خلاص زى ما انتى عايزه ...
*****************************************
مـــرت تلك السنه هادئه نوعا ما على اميره وايمن ...اصبح على عمره عامين تقريبا ...
كانت اميره تقف فى المطبخ..تطهو الطعام ..بطنها منتفخ قليلا ..كانت حامل فى شهرها الثانى..نزلت هى وايمن الى مصر مره فى تلك السنه وقاموا فيها بزيارة مها وحسن وتهنئتها بصغارها....ايمن فى عمله ...على يجلس فى غرفة المعيشه تحيط به العابه .
رن هاتفها المحمول ...
اميره:-سلام عليكم
المتصل وكانت سهى :-عليكم السلام
اميره :-عامله ايه ..معرفتش اكلمك امبارح زى ما اتفقنا ..اتشغلت جامد والله
سهى بحزن:-الحقينى يا اميره
اميره بقلق:-مالك يا سهى انا اول مره اشوفك كده
سهى :-فاكره مصطفى زميلى فى المستشفى اللى كلمتك عنه ده
اميره:-اللى كان عايز يتقدملك ده ؟!
سهى :-ايوه ..راح قابل خالو واتفقوا سوا وكده عالحاجات الاساسيه واكتر حاجه كانت مفرحانى ان حمزه وسيف كانوا مرحبين بالموضوع جدا ...دلوقتى بقى وليد ده عرف من امه ..وبعد ما كانت حماتى موافقه ..زن على ودانها ..والعيال ومش العيال ..لحد ما اتصلت بيا قالتلى انها مش موافقه وانى لو مصممه اكمل فى الجوازه ديه يبقى اسيبلهم العيال
اميره متأثره لصديقتها:-حسبى الله ونعم الوكيل بيمسكوكى من ايدك اللى بتوجعك ..عارفين انك لا يمكن طبعا تستغنى عن الولاد
سهى بحزن :-انا فوضت امرى لربنا ..ده الانسان الوحيد اللى فكرت فيه بعد لؤى الله يرحمه ..يلا مفيش نصيب
اميره بغضب:-يا سلام وهتستسلمى بسهوله كده ..انتى عمرك ما كنتى باليأس ده يا سهى ..افتكرى كلامك ليا لازم تروحى واعدى ما حماتك وتقنعيها ...
سهى :-ربنا يسهل يا اميره....
********************************************
لم تنم مها تلك الليله بالطبع ...كانت تفكر فى كل شئ....كل شــئ حدث..بالامس
"فلاش باك "
وصل اليـــها ..كانت تمرقه بنظرات ناريه ...قالت له بغيره واضحه:-مين بقى الهانم..ومالها استغربت انهم ولادك كده
حسن بارتباك:-يا مها .. ديه زميلتى فى الكليه
مها :-يا سلام ..ومالها ازبهلت كده ليه يعنى
حسن بحده:-يا مها العيال معانا نبقى نلكم بعدين ..هتقفى تتخانقى فى الشارع كده يعنى ..
مها وهى ترفع معز كارما اكثر على كتفها :-ماشى يا حسن
بالطبع لم يتسوقوا كثيرا ..كان صامتا طوال الوقت وكأنه عاد لزمن اخر ..وهى ايضا كانت فى حيره شديده من امرها ..
استقلوا السياره وعادوا الى البيت ..وكعادة كل الاطفال ..بمجرد ان تتحرك السيارات يستغرقون فى نوم عميق ...
اغتسلوا وصلوا العشاء سويا ..وجلست معه وقالت له بهدوء:-يلا انا هقوم احضر العشا عشان ناكل
حسن بهدوء:-لاء مش جعان اوى
حاولت ان تخرجه من الموقف وتابعت وهى تضحك :-طب يعنى جعان يعنى ..هناكل سوا بقى
حسن بملل:-يوه يا مها مش جعان بقى ..انا عايز انام
مها بملل:-على راحتك ..
دخل الى الغرفه واول ما فعله امسك بهاتفه ..كانت فى طريقها الى الغرفه من الحمام...سمعته يتحدث مع صديقه هـــانى...تعرفه جيدا ..جاء يبارك لهما قدوم الصغار وايضا جاء لهم فى اول زواجهما...
حسن:-مش هتصدق يابنى شوفت مين النهارده
هانى بمرح:-نانسى عجرم؟!
حسن بجديه وبصوت منخفض :-علياء
هانى متعجبا:-يا سلام ..علياء وديه رجعت مالسفر امتى ديه ...
حسن هائما:-انا اول ما شفتها مش عارف ايه اللى حصلى ..
هانى مقلدا نبرة صوته:-يا حلاوه يا ولاد ..امسك نفسك ياض عشان مراتك
حسن بجديه:-انت اهبل يابنى ..انا بحب مها ..بس عارف كده
لم تنتظر هى اكثر واقتحمت الغرفه ..بدا طبيعيا تماما واكمل مع صديقه:-اول لما اجى بكره الصبح ان شاء الله هجبلكوا اوراق الميزانيه ..
اغلق مع صديقه..ونظر اليها قائلا:-انتى مش هتاكلى
مها ببرود:-ماليش نفس ...
عادت الى الواقع مره اخرى ..كانت تجهز الغرفه لكارما ومعز وكنزى ليلعبوا بها ...
لم تكن تريد ان تلح عليه فى معرفة من تكون علياء تلك ..فعرفت من من ستصل الى المعلومات الاكيده...
امسكت بالهاتف وهى تقف فى المطبخ تقلى بيضتين ..وهى تتصل بفتحيه..
فتحيه :-ازيك يا مها
مها بهدوء:-الحمد لله ..نزلنا امبارح انا وحسن عشان نشترى لبس للعيال
فتحيه بامتعاض:-وطبعا كلفتيه دم قلبه
مها وكأنها تعودت على اسلوب فتحيه:-لاء يا طنط والله ما اشتريناش اصلا بس ايه حسن امبارح اتبسطت اوى
فتحيه بفضول:-ليه
مها وتبدو طبيعيه تماما:-قابل واحده زميلته فى الجامعه امبارح ..اسمها اسمها علياء تقريبا
فتحيه بدهشه:-علياء
مها بقلق:ايه فيه ايه
فتحيه بتلقائيه:-اصل علياء ديه خطيبته قبلك وكان هيموت ويجوزها
مها بغضب لعدم مراعاة فتحية لشعورها:-هيموت؟!..ومجوزهاش ليه يعنى ..وبعدين انا اول مره اعرف ان حسن كان خاطب
فتحيه وقد تلذذت بتلك النبره الغاضبه منها:-انا موافقتش على الخطوبه اصلا ..كان مشروع خطوبه اقصد
مها بتساؤل وغضب:-ليه موافقتيش
فتحيه ببرود:-عليا انا ما انا كنت عارفه انك معجبه بيه من وانتوا عيال قد كده ..وكمان اهلها عدمانين ومعهمش حاجه وكانوا هيدبسونا فى الجوازه كلها
مها بحزن:-لكن انا طبعا مش كده
فتحيه وهى تضحك:-عفارم عليكى بتفهمى والله...
اغلقت معها ...لكوا ان تتخيلوا شعورها فى تلك اللحظه ..ودت ان يكون معها الان كى تنفجر فيه ..راودتها افكار عديده..لماذا لم اسأله يوما"لما تزوجتنى؟!"......
وفى جانب اخر...
كان يجلس هو فى مكتبه بصحبة بعض زمايله...كان يجلس امامه هانى ...
حسن بجديه :-انا مش عاربف انا حصلى ايه..عارف اول لما شوفتها حسيت كان الزمن رجع بيا تانى ..ايام الورد بقى والشقاوه ..هيا زى ما هيا اول حاجه قالتهالى لما روحت اديها تليفونها انت اتغيرت اوى ..كان مستغربه زبيبة الصلاه والدقن والولاد ومها كمان ..انا كمان لقيتها لابسها اتغير خالص مفيش نقطة مكياج فوشها على حسب ما شوفت يعنى
هانى بمرح:-حيلك حيلك ...انت كمان مركزتش
حسن :-يا بنى انا طبعا مبصتش عليها وركزت اولا خوف من ربنا ثانيا ..
قاطعه هانى بمرح:-من مراتك ..ثم اطلق ضحكه
ضحك حسن ايضا ...من داخله تمنى ان ينسى انه شاهدها..ولكن جانب اخر فى قلبه يتمنى لو يراها مره اخرى صدفه ايــضا....
****************************************
كانـــت نهله والدة كريم تتحدث مع صديقتها التى كانت تجلس معها...
نهله بحزن:-الواد الحيله بقاله سنه متجوز ..ولا عيل ولا تيل وكمان مكنوش عايزين يروحوا يكشفوا
صديقتها :-لحد دلوقتى ..اتاخروا كده ليه ...
نهله :-مش عارفه ..بس رايحين النهارده ..زمانهم هناك ..ثم تابعت بشوق :-نفسى افرح بولاده اوى وكريم كمان ده بيموت فى الاطفــال ده انا سمعت ان ابن خالة مراته خلف تلاته توأم بسم الله ما شاء الله ..
صديقتها :-ماشاء الله
**************************************
خرجت من عنــــد الدكتور وهى قلقه بشـــده ..وهو ايضـــا..طلب منهم بعض التحاليل ..اقترح ان يجروها فى معمل التحاليل المجاور..فعلوا هذا ..واخبروا بأن النتيجه سوف تكون غدا ..دعونا ندعو لهم بأن يرزقهم الله الذريه الصالحه...
*******************************
وصـــل حسن الى المنزل ..استقبلته ببرود..كانت كارما تحبو حتى وصلت الى قدم ابيها ..ابتسم لها وحملها بين يديه ..وقال لها وهو يداعبها:-انتى يا بت بتحلوى كده كل يوم عن اللى قبله ...
ما ان وجدتها كنزى على يد ابيها حتى ظلت تحبو هى ايضا وتبكى لكى يحملها هى الاخرى ...حملها ايضا ..واخيرا جاء دور معز ..فضحك حسن وهو ينظر لمها :-لاء كده انا هاخدهم واقع ...لاحظ انها لا تضحك ولا تشاركه اى شئ ..
انزل كارما وكنزى و وضعهم بجانب معز ...
وضعت لهم طعام الغداء..والصغار يلعبون من حولهم ...
مها بصعوبه وحزن:-حسن..مقولتليش يعنى ان علياء ديه كانت خطيبتك ...
اندهش وارتبك فى نفس الوقت وقال لها:-مين قالك؟!
مها بحزن:-طنط فتحيه ..كنت بكلمها وبحكيلها نك شوفت زميلتك قالتلى انك كنت هتموت وتجوزها بس هيا اللى موافقتش
حسن بانفعال:--هيا قالتلك كده
مها ببرود:-لاء مش كده بس قالتلى انك تقريبا اتجوزتنى عشان كنت عارف انى بالعربى مدلوقه عليك من زمان ....دمعت عيناها وتابعت:-وكمان ان اهل البنت مكانوش جاهزين عشان يجوزوها وكده
شعر بالحرج امامها ...تألم كثيرا وهو يراها تبكى وتسرد له ما قالته فتحيه ...اقترب منها وضمها وقال لها برقه:-يا عبيطه انا بحبك ..علياء كانت اه قصه فى حياتى بس انتهت ومن فتره كبيره كمان ..اعذرينى انى اتبدلت لما شوفتها بس ده كان طبيعى ....
قاطعته قائله وهى مازالت تبكى:-يعنى ..يعنى ..انت مش ندمان انك اتجوزتنى ؟!
ضحك حسن وقبلها وقال لها:-وانا اقدر يا سعادة البيه ...
ضمته بقوه ...و وكزته برقه وهى تهمس له فى اذنه"انا مقدرش اعيش من غيرك يا حسن"...
******************************************
أمــا عليـــاء عادت الى منزلها ..فى ذلك الشارع الضيق ..كانت تسير مبتسمه رغم علمــها بأنه تزوج ...تذكرت ابتسامته ..وشكله الجذاب بعد اللحيه..استغفرت ربها على انها دققت به النظر الى ذلك الحـــد...
دخـــلت الى المنزل استقبلتها والدتها ..امرأه فى اواخر الاربعينات ..."نـــاديه"
ناديه لابنتها بتعجب:-مالك مبتسمه كده ليه
علياء بفرحه:-مش هتصدقى شوفت مين النهارده يا ماما
ناديه بفضول :-مين؟
علياء :-حسن .
ناديه بغضب:-بتاع الجامعه؟
علياء موضحه:-اه ..قابلته فى شارع-----------ثم تابعت بحزن:-كان ماشى هوا ومراته وولاده
ناديه بعصبيه:-هوا ده اللى انتى عايشه على ذكراه ياختى لحد دلوقتى ..عندك 27 سنه وبترفضى اى حد يتقدملك عشانه ..هوا بقى شاف حياته وعاش واتجوز وخلف ..وكمان ولاده ليه هوا اجوز من قد ايه ده
علياء موضحه :-تلاته توأم
ناديه باقتضاب:-انسى الموضوع ده يا علياء ده واحد متجوز
علياء بصدق:-لا يمكن طبعا الموضوع يتطور معايا لاكتر من تفكير..وهينتهى
ناديه :-الشركه اتصلت بيكى
علياء بفرحه:-بجد؟!
ناديه بفرحه:-اه والله ..واونى العنوان ده اعطتها ورقه ..:-فرع الشركه اللى هتقابلى فيه المدير بتاعك ...
تمتمت علياء"الحمــــد لله"
**********************************************
أما ســـاره واحمد ...وضعت ساره مولودتها "ليـــلى"..وسط فرحه من المحيطين بها كلهم حتــى نبيله فرحت لها ...لم تخلوا حياتهم من تدخلات نبيله بالطبع ..ولكنها قلت عن الاول ولكن ليس بكثير...
كانت تجلس ساره فى غرفة المعيشه ونبيله امامها تحمل ليلى..يشاهدوا احدى المسرحيات..واحمد فى عمـــله...
نبيله وهى تتحس شعر ليلى:-بت يا ساره قومى هاتيلى مكنة الحلاقه بتاعت جوزك
ساره بتساؤل:-ليه
نبيله:-بنتك شعرها خفيف اوى وناحل نحلقه من دلوقتى عشان يتقل شويه
ساره بقلق:-لاء احمد ممكن يزعق بقى وانا مش ناقصه
نبيله بعصبيه:-انتى هتفضلى طول عمرك خايبه كده ..البت هتطلع قرعه ..قرب السنه وشعرها خفيف اوى ..قومى قومى
نهضت ساره على مضض ..واعطتها المكنه بخوف قائله:-بس براحه يا نبيله عليها انا خايفه شعرها يطلع خشن
نبيله وهى تضحك :-بس يا هبله خشن ايه وبتاع ايه ده انا عملاها فى ولاد بنتى كلهم
بدأت بالفعل تحرك المكينه على رأس الصغيره ..واثناء ذلك بكت ليلى وحركت رأسها ببلاهه فأخذت الماكينه جزءا صغيرا من شعر حاجبها الايمن....
ساره بخوف وهى تفصل الكهرباء عن الماكينه .:-يا نبيله البت حاجبها كان هيطير
نبيله باطمئنان:-متقلقيش ..هيطلع تانى هيروح فين يعنى
هنـــا طرق الباب..ومن ثم دخــل احمد ..ليتفاجئ بمـــنظر ابنته .
تجمـــدت العيون...عاد حسن وتلك العلياء الى الزمن بالوراء..مرت بضع ثوانــى..ومازالو ينظران لبعضهم البعض ..أما مها بالطبع لاحظت انها ليست مجرد شابه اصطدمت به ..
قالت عليـــاء متلعثمه لحسن :-دول ولادك يا حسن!
حسن بتلعثم وارتباك واخيرا لاحظ ان مها تقف بجانبه:-اه ولادى ..تابع موضحا بارتباك:-توأم...
اشار الى مها وقال لعلياء :-مها ...مراتى
مـــدت علياء يدها لمهــا وقالــت لها بهدوء :-تشرفنا
حتى مها اصابتها الدهشه وردت:-شكرا وانا كمان...اتشرفت بيكى
استأذنت عليــاء وقالت بأدب موجهه كلامها لحسن:-انا ماشيه ..مع الســلامه
كـــانت رشيقه ..ترتدى بنطالا فضفاضا اسود اللون ..ومعطف طويل اسود ايضا..وطرحه بيضاء صغيره...وجهها كان يخلو من مساحيق التجميل ...عيونها السوداء تبدى حزنـــا مهما حاولـــت اخفاءه....يظهر بوضوح ....
نظرت مها لحسن بتساؤل بعدما رحلت ..قائله:-مين علياء ديه يا حسن
لم يجيبها ...كررت السؤال مره اخرى..مره اخرى لا يجيبها وكأنه رحل فى عالم اخر
مها بعصبيه:-حسن..مين ديه
حسن وقد عاد لوعيه قائلا بارتباك:-ديه..ديه ...كانت زميلتى فى الكليه ثم نظر الى الارض وانتفض وقال :-ايه ده موبيلها وقع
مها بعصبيه :-مين قالك انه تليفونها
التقطه مسرعا متجاهلا مها ..وهرول وهو يحمل الصغيرين اليـــها يعطيــها الهـــاتف...
أما مها فبقت بمفردها تقف تنتظره ولا تعلم ما الذى يحدث....
***************************************
وفى اليـــوم التالى....
كانت نهـــال تمسك بهاتفها المحمول فرحه ..اتصلت بكريم ..
مرت لحظات قليله حتى اجابها ...
نهال بفرحه:-حبيبى ازيك
كريم بتعجب:-غريبه ديه..مالك يا نهال انتى سخنه ولا ايه
نهال بمرح:-انا قولت اتواضع واقولك حبيبى ..
كريم بمرح:-الله يكرم اصلك ..عايزه ايه عشان مش فاضى الصيدليه زحمة
نهال بفرحه:-انا حاسه انى حامل
كريم وقد نهض من مقعده وتابع بفرحه:-بجد
نهال :-قول بس يارب..وهاتلى اختبار حمل وانت جاي بقى
كريم :-انا جاى حالا ...
ساعه تقريبا مرت حتى وصل كريم اليها..احتضنها وقال لها بفرحه وهو يعطيها الاختبار..:-ادخلى يلا بقى ..لحد ما اغير هدومى ...ثم رفع يده للسماء:-يارب سمعنى خبر حلو
بدل ملابسه ..بينما دخلت هى الى الحمام ...
مر وقت ليس بالقليل ..خرجت من الحمام وقالت بخيبة امل وعيناها ممتلئه بالدموع :-سلبى..مفيش حمل ولا حاجه
لم يستطيع هو ايضا ان يخفى خيبة امله وقال لها وهو يواسيها بصعوبه :-خلاص يا نهال مفيش نصيب يا بنتى
نهال وهى تبكى:-احنا بقالنا سنه متجوزين ..ومحصلش حمل من اول الجواز ..احنا لازم نروح النهارده ونكشف
كريم مطمئنا:-خلاص زى ما انتى عايزه ...
*****************************************
مـــرت تلك السنه هادئه نوعا ما على اميره وايمن ...اصبح على عمره عامين تقريبا ...
كانت اميره تقف فى المطبخ..تطهو الطعام ..بطنها منتفخ قليلا ..كانت حامل فى شهرها الثانى..نزلت هى وايمن الى مصر مره فى تلك السنه وقاموا فيها بزيارة مها وحسن وتهنئتها بصغارها....ايمن فى عمله ...على يجلس فى غرفة المعيشه تحيط به العابه .
رن هاتفها المحمول ...
اميره:-سلام عليكم
المتصل وكانت سهى :-عليكم السلام
اميره :-عامله ايه ..معرفتش اكلمك امبارح زى ما اتفقنا ..اتشغلت جامد والله
سهى بحزن:-الحقينى يا اميره
اميره بقلق:-مالك يا سهى انا اول مره اشوفك كده
سهى :-فاكره مصطفى زميلى فى المستشفى اللى كلمتك عنه ده
اميره:-اللى كان عايز يتقدملك ده ؟!
سهى :-ايوه ..راح قابل خالو واتفقوا سوا وكده عالحاجات الاساسيه واكتر حاجه كانت مفرحانى ان حمزه وسيف كانوا مرحبين بالموضوع جدا ...دلوقتى بقى وليد ده عرف من امه ..وبعد ما كانت حماتى موافقه ..زن على ودانها ..والعيال ومش العيال ..لحد ما اتصلت بيا قالتلى انها مش موافقه وانى لو مصممه اكمل فى الجوازه ديه يبقى اسيبلهم العيال
اميره متأثره لصديقتها:-حسبى الله ونعم الوكيل بيمسكوكى من ايدك اللى بتوجعك ..عارفين انك لا يمكن طبعا تستغنى عن الولاد
سهى بحزن :-انا فوضت امرى لربنا ..ده الانسان الوحيد اللى فكرت فيه بعد لؤى الله يرحمه ..يلا مفيش نصيب
اميره بغضب:-يا سلام وهتستسلمى بسهوله كده ..انتى عمرك ما كنتى باليأس ده يا سهى ..افتكرى كلامك ليا لازم تروحى واعدى ما حماتك وتقنعيها ...
سهى :-ربنا يسهل يا اميره....
********************************************
لم تنم مها تلك الليله بالطبع ...كانت تفكر فى كل شئ....كل شــئ حدث..بالامس
"فلاش باك "
وصل اليـــها ..كانت تمرقه بنظرات ناريه ...قالت له بغيره واضحه:-مين بقى الهانم..ومالها استغربت انهم ولادك كده
حسن بارتباك:-يا مها .. ديه زميلتى فى الكليه
مها :-يا سلام ..ومالها ازبهلت كده ليه يعنى
حسن بحده:-يا مها العيال معانا نبقى نلكم بعدين ..هتقفى تتخانقى فى الشارع كده يعنى ..
مها وهى ترفع معز كارما اكثر على كتفها :-ماشى يا حسن
بالطبع لم يتسوقوا كثيرا ..كان صامتا طوال الوقت وكأنه عاد لزمن اخر ..وهى ايضا كانت فى حيره شديده من امرها ..
استقلوا السياره وعادوا الى البيت ..وكعادة كل الاطفال ..بمجرد ان تتحرك السيارات يستغرقون فى نوم عميق ...
اغتسلوا وصلوا العشاء سويا ..وجلست معه وقالت له بهدوء:-يلا انا هقوم احضر العشا عشان ناكل
حسن بهدوء:-لاء مش جعان اوى
حاولت ان تخرجه من الموقف وتابعت وهى تضحك :-طب يعنى جعان يعنى ..هناكل سوا بقى
حسن بملل:-يوه يا مها مش جعان بقى ..انا عايز انام
مها بملل:-على راحتك ..
دخل الى الغرفه واول ما فعله امسك بهاتفه ..كانت فى طريقها الى الغرفه من الحمام...سمعته يتحدث مع صديقه هـــانى...تعرفه جيدا ..جاء يبارك لهما قدوم الصغار وايضا جاء لهم فى اول زواجهما...
حسن:-مش هتصدق يابنى شوفت مين النهارده
هانى بمرح:-نانسى عجرم؟!
حسن بجديه وبصوت منخفض :-علياء
هانى متعجبا:-يا سلام ..علياء وديه رجعت مالسفر امتى ديه ...
حسن هائما:-انا اول ما شفتها مش عارف ايه اللى حصلى ..
هانى مقلدا نبرة صوته:-يا حلاوه يا ولاد ..امسك نفسك ياض عشان مراتك
حسن بجديه:-انت اهبل يابنى ..انا بحب مها ..بس عارف كده
لم تنتظر هى اكثر واقتحمت الغرفه ..بدا طبيعيا تماما واكمل مع صديقه:-اول لما اجى بكره الصبح ان شاء الله هجبلكوا اوراق الميزانيه ..
اغلق مع صديقه..ونظر اليها قائلا:-انتى مش هتاكلى
مها ببرود:-ماليش نفس ...
عادت الى الواقع مره اخرى ..كانت تجهز الغرفه لكارما ومعز وكنزى ليلعبوا بها ...
لم تكن تريد ان تلح عليه فى معرفة من تكون علياء تلك ..فعرفت من من ستصل الى المعلومات الاكيده...
امسكت بالهاتف وهى تقف فى المطبخ تقلى بيضتين ..وهى تتصل بفتحيه..
فتحيه :-ازيك يا مها
مها بهدوء:-الحمد لله ..نزلنا امبارح انا وحسن عشان نشترى لبس للعيال
فتحيه بامتعاض:-وطبعا كلفتيه دم قلبه
مها وكأنها تعودت على اسلوب فتحيه:-لاء يا طنط والله ما اشتريناش اصلا بس ايه حسن امبارح اتبسطت اوى
فتحيه بفضول:-ليه
مها وتبدو طبيعيه تماما:-قابل واحده زميلته فى الجامعه امبارح ..اسمها اسمها علياء تقريبا
فتحيه بدهشه:-علياء
مها بقلق:ايه فيه ايه
فتحيه بتلقائيه:-اصل علياء ديه خطيبته قبلك وكان هيموت ويجوزها
مها بغضب لعدم مراعاة فتحية لشعورها:-هيموت؟!..ومجوزهاش ليه يعنى ..وبعدين انا اول مره اعرف ان حسن كان خاطب
فتحيه وقد تلذذت بتلك النبره الغاضبه منها:-انا موافقتش على الخطوبه اصلا ..كان مشروع خطوبه اقصد
مها بتساؤل وغضب:-ليه موافقتيش
فتحيه ببرود:-عليا انا ما انا كنت عارفه انك معجبه بيه من وانتوا عيال قد كده ..وكمان اهلها عدمانين ومعهمش حاجه وكانوا هيدبسونا فى الجوازه كلها
مها بحزن:-لكن انا طبعا مش كده
فتحيه وهى تضحك:-عفارم عليكى بتفهمى والله...
اغلقت معها ...لكوا ان تتخيلوا شعورها فى تلك اللحظه ..ودت ان يكون معها الان كى تنفجر فيه ..راودتها افكار عديده..لماذا لم اسأله يوما"لما تزوجتنى؟!"......
وفى جانب اخر...
كان يجلس هو فى مكتبه بصحبة بعض زمايله...كان يجلس امامه هانى ...
حسن بجديه :-انا مش عاربف انا حصلى ايه..عارف اول لما شوفتها حسيت كان الزمن رجع بيا تانى ..ايام الورد بقى والشقاوه ..هيا زى ما هيا اول حاجه قالتهالى لما روحت اديها تليفونها انت اتغيرت اوى ..كان مستغربه زبيبة الصلاه والدقن والولاد ومها كمان ..انا كمان لقيتها لابسها اتغير خالص مفيش نقطة مكياج فوشها على حسب ما شوفت يعنى
هانى بمرح:-حيلك حيلك ...انت كمان مركزتش
حسن :-يا بنى انا طبعا مبصتش عليها وركزت اولا خوف من ربنا ثانيا ..
قاطعه هانى بمرح:-من مراتك ..ثم اطلق ضحكه
ضحك حسن ايضا ...من داخله تمنى ان ينسى انه شاهدها..ولكن جانب اخر فى قلبه يتمنى لو يراها مره اخرى صدفه ايــضا....
****************************************
كانـــت نهله والدة كريم تتحدث مع صديقتها التى كانت تجلس معها...
نهله بحزن:-الواد الحيله بقاله سنه متجوز ..ولا عيل ولا تيل وكمان مكنوش عايزين يروحوا يكشفوا
صديقتها :-لحد دلوقتى ..اتاخروا كده ليه ...
نهله :-مش عارفه ..بس رايحين النهارده ..زمانهم هناك ..ثم تابعت بشوق :-نفسى افرح بولاده اوى وكريم كمان ده بيموت فى الاطفــال ده انا سمعت ان ابن خالة مراته خلف تلاته توأم بسم الله ما شاء الله ..
صديقتها :-ماشاء الله
**************************************
خرجت من عنــــد الدكتور وهى قلقه بشـــده ..وهو ايضـــا..طلب منهم بعض التحاليل ..اقترح ان يجروها فى معمل التحاليل المجاور..فعلوا هذا ..واخبروا بأن النتيجه سوف تكون غدا ..دعونا ندعو لهم بأن يرزقهم الله الذريه الصالحه...
*******************************
وصـــل حسن الى المنزل ..استقبلته ببرود..كانت كارما تحبو حتى وصلت الى قدم ابيها ..ابتسم لها وحملها بين يديه ..وقال لها وهو يداعبها:-انتى يا بت بتحلوى كده كل يوم عن اللى قبله ...
ما ان وجدتها كنزى على يد ابيها حتى ظلت تحبو هى ايضا وتبكى لكى يحملها هى الاخرى ...حملها ايضا ..واخيرا جاء دور معز ..فضحك حسن وهو ينظر لمها :-لاء كده انا هاخدهم واقع ...لاحظ انها لا تضحك ولا تشاركه اى شئ ..
انزل كارما وكنزى و وضعهم بجانب معز ...
وضعت لهم طعام الغداء..والصغار يلعبون من حولهم ...
مها بصعوبه وحزن:-حسن..مقولتليش يعنى ان علياء ديه كانت خطيبتك ...
اندهش وارتبك فى نفس الوقت وقال لها:-مين قالك؟!
مها بحزن:-طنط فتحيه ..كنت بكلمها وبحكيلها نك شوفت زميلتك قالتلى انك كنت هتموت وتجوزها بس هيا اللى موافقتش
حسن بانفعال:--هيا قالتلك كده
مها ببرود:-لاء مش كده بس قالتلى انك تقريبا اتجوزتنى عشان كنت عارف انى بالعربى مدلوقه عليك من زمان ....دمعت عيناها وتابعت:-وكمان ان اهل البنت مكانوش جاهزين عشان يجوزوها وكده
شعر بالحرج امامها ...تألم كثيرا وهو يراها تبكى وتسرد له ما قالته فتحيه ...اقترب منها وضمها وقال لها برقه:-يا عبيطه انا بحبك ..علياء كانت اه قصه فى حياتى بس انتهت ومن فتره كبيره كمان ..اعذرينى انى اتبدلت لما شوفتها بس ده كان طبيعى ....
قاطعته قائله وهى مازالت تبكى:-يعنى ..يعنى ..انت مش ندمان انك اتجوزتنى ؟!
ضحك حسن وقبلها وقال لها:-وانا اقدر يا سعادة البيه ...
ضمته بقوه ...و وكزته برقه وهى تهمس له فى اذنه"انا مقدرش اعيش من غيرك يا حسن"...
******************************************
أمــا عليـــاء عادت الى منزلها ..فى ذلك الشارع الضيق ..كانت تسير مبتسمه رغم علمــها بأنه تزوج ...تذكرت ابتسامته ..وشكله الجذاب بعد اللحيه..استغفرت ربها على انها دققت به النظر الى ذلك الحـــد...
دخـــلت الى المنزل استقبلتها والدتها ..امرأه فى اواخر الاربعينات ..."نـــاديه"
ناديه لابنتها بتعجب:-مالك مبتسمه كده ليه
علياء بفرحه:-مش هتصدقى شوفت مين النهارده يا ماما
ناديه بفضول :-مين؟
علياء :-حسن .
ناديه بغضب:-بتاع الجامعه؟
علياء موضحه:-اه ..قابلته فى شارع-----------ثم تابعت بحزن:-كان ماشى هوا ومراته وولاده
ناديه بعصبيه:-هوا ده اللى انتى عايشه على ذكراه ياختى لحد دلوقتى ..عندك 27 سنه وبترفضى اى حد يتقدملك عشانه ..هوا بقى شاف حياته وعاش واتجوز وخلف ..وكمان ولاده ليه هوا اجوز من قد ايه ده
علياء موضحه :-تلاته توأم
ناديه باقتضاب:-انسى الموضوع ده يا علياء ده واحد متجوز
علياء بصدق:-لا يمكن طبعا الموضوع يتطور معايا لاكتر من تفكير..وهينتهى
ناديه :-الشركه اتصلت بيكى
علياء بفرحه:-بجد؟!
ناديه بفرحه:-اه والله ..واونى العنوان ده اعطتها ورقه ..:-فرع الشركه اللى هتقابلى فيه المدير بتاعك ...
تمتمت علياء"الحمــــد لله"
**********************************************
أما ســـاره واحمد ...وضعت ساره مولودتها "ليـــلى"..وسط فرحه من المحيطين بها كلهم حتــى نبيله فرحت لها ...لم تخلوا حياتهم من تدخلات نبيله بالطبع ..ولكنها قلت عن الاول ولكن ليس بكثير...
كانت تجلس ساره فى غرفة المعيشه ونبيله امامها تحمل ليلى..يشاهدوا احدى المسرحيات..واحمد فى عمـــله...
نبيله وهى تتحس شعر ليلى:-بت يا ساره قومى هاتيلى مكنة الحلاقه بتاعت جوزك
ساره بتساؤل:-ليه
نبيله:-بنتك شعرها خفيف اوى وناحل نحلقه من دلوقتى عشان يتقل شويه
ساره بقلق:-لاء احمد ممكن يزعق بقى وانا مش ناقصه
نبيله بعصبيه:-انتى هتفضلى طول عمرك خايبه كده ..البت هتطلع قرعه ..قرب السنه وشعرها خفيف اوى ..قومى قومى
نهضت ساره على مضض ..واعطتها المكنه بخوف قائله:-بس براحه يا نبيله عليها انا خايفه شعرها يطلع خشن
نبيله وهى تضحك :-بس يا هبله خشن ايه وبتاع ايه ده انا عملاها فى ولاد بنتى كلهم
بدأت بالفعل تحرك المكينه على رأس الصغيره ..واثناء ذلك بكت ليلى وحركت رأسها ببلاهه فأخذت الماكينه جزءا صغيرا من شعر حاجبها الايمن....
ساره بخوف وهى تفصل الكهرباء عن الماكينه .:-يا نبيله البت حاجبها كان هيطير
نبيله باطمئنان:-متقلقيش ..هيطلع تانى هيروح فين يعنى
هنـــا طرق الباب..ومن ثم دخــل احمد ..ليتفاجئ بمـــنظر ابنته .
البعض منا لا يقدر ما بيده من نعم ...حتى تزول منه وتختفى..وحينها يندم فى وقت لا ينفع النـــدم...ليت ســاره تعلم هذا...
وتتيقن من انها تعرض نفســها لخســارة زوج تتمناه كثير من النــساء ...
دخـــل عليهم ..قال بنبره عاديه:-سلام عليكم
ارتبكت ساره..وردت:-وعليكم الســلام نظر الى نبيله وجدها تحمــل ليلى ...تفاجئ بمنظر ابنته ..
اسكتته الصدمه برهه من الزمن. حتــى هرول يمسك بها ...نظر الى ساره بانفعال وصريخ:-مين اللى عمل كده فى البنت يا هانم
نبيله ببرود:-انا يا استاذ احمد ..
ساره بارتباك:-حبيبى اصل نبيله قالتلى ان ..ما كادت تكمل كلامها ..
قاطعها ونهرها بشده :-نبيله قالتلى ونبيله عدتلى ..انتى مفكيش مخ يا هانم ولا دماغ
ساره بعصبيه:-انت بتكلمينى كده ..البنت فعلا شعرها كان خفيف
نبيله ببرود وهى تنهض من مكانها :-انا نازله بقى يا جماعه..ديه مسائل عائليه
اوقفها احمد بصوته الجهورى الصارخ وهى امام الباب:-انتى يا ست انتى ..مراتى وبنتى مالكيش دعوه بيهم تانى ..انا خلاص قرفت
ساره وهى تصرخ به:-انا اللى سمحتلها انها تعمل كده ..
احمد بعصبيه وقد احتقن الدم فى وجهه:-عشان غبيه ...شايفه البنت وشها اتشوه ازاى بحجبها اللى اتشال منه حته
نبيله بمنتهى الهدوء:-يا استاذ احمد انا نازله عشان ورايا حجات تحت كتير ..ومتزعلش اوى كده يعنى ..هيطلع تانى وتابعت بابتسامه:-وهتدعيلى
احمد بغضب وعصبيه:-يا شيخه ادعيلك ايه..ده انا هدعى عليكى
نبيله بغضب لساره:-عجبك اللى جوزك بيعمله ده يا ساره ..انا مش داخلالك بيت تانى ساره وقد هرولت ورائها عندما وجدتها تفتح البــاب:-يا نبيله تعالى متزعليش لم ترد عليها وتركتها وذهبت ...
أما ساره دخلت الى احمد الذى اخذ يهدئ روع ابنته التى كانت تصرخ من سماع تلك الاصوات ...
وقالت له بغضب:-انت ازاى تحرجينى قدامها بالشكل ده كان يتمتم بما تيسر له من القران ..حتى يهدء ...
رأته يفعل ذلـــك .. انتظرته بعينين غاضبتين ..انتهى اخيرا انفجرت فيه قائله :-انت ازاى تحرجينى بالشكل ده قدامها..شايف زعلت ازاى ...يعنى كان كل هم الست انها تفيدنا..انا مش فاهمه انت ليه حططها فى دماغك بالشكل ده ..سيطر عليها الشيطان اكثر فقالت له :-امال فين احترام الغير والمثل اللى انت بتعد تكلم بيها ...بلا خيبه
صرخ بها وهو يتجه الى غرفة النوم:-لاء انتى خلاص كده فوتى على الاخر ..انا بجد مبقتش مستحمل العيشه بالطريقه ديه..مره ادخل الاقيها بتبوس البنت من بوقها وانبه عليكى مره واتنين وتلاته ..يا ساره انتى معاكى بنت ..لازم تحافظى عليها ..لكن مين يسمع بتسمعى الكلام من هنا واشار الى اذنه ..وتابع:-وتخرجيه من الناحيه التانيه .
.ثم توجه اليها واقترب منها كثيرا حتى اصبحت عينه امام عينها وامسك ذراعيها وقال لها بحزم :-انتى لو متعدلتيش هيبقى ليا تصرف تانى خالص ..انتى متعرفيهوش يا ساره ساره وقد ارتعدت لما تراه منه ...قالت وهى تحاول الا تفقد قوتها :-انتى بتهددنى
احمد بلا مبالاه وهو يتجه الى الحمام:-احسبيها زى ما تحسبيها مش فارق معايا ...
*************************************
فى اليـــوم التالى...
كانت امــيره تجلس فى الغرفه مع على ...تلاعبه وتغنى له تاره بعض اغانى الاطفال..وتاره اخرى تقرأ له بعض السور القصيره ...
دخــل ايمن عليهم ... قالت له مبتسمه:-ازيك يا حبيبى
ايمن بابتسامه ايضا..ولكن بدا عليه الارهاق الشــديد:-الحمد لله ..كان يوم متعب جدا
اميره بتأثر:-معلش يا حبيبى ..هوا اول يوم فى الجرد عندكوا ديما بيبقى كده
ايمن :-انا عندى خبر حلو
اميره بفضول :-خيــر..
ايمن:-هخدك انتى وعلى ونروح ______ النهارده بليل ان شاء الله
اميره بتعجب:-ديه بعيده اوى
ايمن وهو يضحك:-بعيده ايه يا اميره ..ديه عالحدود ...بالعربيه يعنى زى اسكندريه فى مصر كده من عندنا فى القاهره
اميره وهى تضحك:-لا بجد...ثم تابعت بفرحه:-انا كنت زهقانه جدا
ايمن بزهو:-عشان تعرفى بس انتى مش مجوزه اى حد وخلاصــ... *******************************************
استيقظـــت نهال تلك الليله مبكرا ...كان متلهفه على نتيجة التحاليل ..اخبرها كريم انه سيذهب هو وهى الى الدكتور مساءا بالتحاليل لكى يخبرهم بالنتـــيجه ...تمنت لو ان الساعات اصبحت ثوانى حتى تطمئن ...لم تكن تتخيل يوما ما ان تشتاق الى الامومه الى ذلك الحد ..ولكنها الفـــطره...
وكـــريم ايضا كان يجلس فى الصيــدليه ..يكلم الزبائن بأعين تائهه ...وفـــكر مشغول للغــايـــه...
***********************************************
استيقظت مها فى ذلك اليوم على بكاء كــارما ..ومن ثم معز فكنــزى ..حملت البنتين وامســكت بيد معز الذى كان يتعلم المشى حديــثا .. اجلستهم على الارض ..وافترشت لهم لعبهم ...وذهبت هى الى الحمام تغتسل وتصلى ..لتبدأ مهام يــوم جديد...
اول ما فعلته اتصلت بأميره ومايسه..اطمئنت عليهم ..ثم اتصلت بســاره..
مها بمرح :-سلام عليكم يا حماة ابنى
ساره بهدوء:-وعليكم السلام ..ازيك يا مها
مها بتساؤل:-فيه ايه تانى ..اتخانقتوا تانى ؟.
ساره بحزن:-مش فارقه ..خلاص انا زهقت اصلا ..كل يوم خناقه شكل ..امبارح اتخانق معايا خناقه قد كده وكل ده عشان نبيله حلقت لليلى شعرها
مها بتعجب :-نعم !!!
ساره بانفعال:-مالك انتى كمان ..ما كل الستات الكبيره بتعمل كده للعيال الصغيره ..والب
ت شعرها خفيف اوى ..مش يمكن يتقل
مها بانفعال:-كله كلام فاضى حماتى كانت عايزه تعمل كده فى كارما وكنزى ورفضت تماما وخليت حسن يقولها لاء ..اولا ممكن يطلع الشعر خشن ولو مطلعش بردوا مش هيطلع تقيل ..والله اعلم طبعا بس انتى حتى المفروض كنتى تستأذنى منه ..هيا مش بنتك لوحدك
ساره بانفعال:-وانا يعنى كنت حرقتها بالنار انا عايزه مصلحتها
مها وقد استعادت هدوءها :-طب روقى خلاص ..انتوا كنتوا وصلتوا لايه امبارح
ساره:-مفيش..انا غلط معاه بالكلام ..راح سابنى ونام فى اوضه تانيه ولما صحيت كان راح الشغل
مها :-طب مش هتصالحيه ؟
ساره بحيره:-مش عارفه ..انا اتصلت وصالحت نبيله اللى هزقها ديه
مها بانفعال:-انتى بتستهبلى بتصالحيها قبل جوزك ..الست ديه مش هترتاح الا لما تخرب عليكى وترجعى تقولى ياريت اللى جرى ما كان ..
ساره بحزن:-طب اعمل ايه ؟
مها ببساطه :-اتصلى صالحيه...وابعدى الست ديه عن حياتكوا بأى طريقه بقى ************************************
ارتدت تنوره طويله سوادء..وبـــلوزه مزرقشه باللون البنفسجى والاسود..وطرحه طويله ..كانت رقيقه ..وهى تمسك باوراقها وتسير فى تـــلك الشركه ..تائهه لا تعلم الى اين تذهب بالظبط...اصطدمت بشخص ما فوقع ما بيدها ارضا ...
الشاب بانفعال:-مش تفتحى
علياء معتذره:-انا اسفه ..معلش مخدتش بالى
لاحظ ارتباكها فابتسم وقال لها :-انتى ..انتى
قاطعته وهى تقول:-المفروض انى جايه اشتغل ..بس لما بعتولى قالولى روحى لمحاسب اسمه فارس احمد محمد ..وعماله ادور عليه
قال لها متسائلا:-انتى علياء عبد الرحمن ؟!
عليــاء بابتسامه:-حضرتك استاذ فارس فارس :-اه انا ..معلش اول تعارفنا خناق كده مد يده يسلم عليـــها ...
نظرت ارضا وقالت بهدوء:-معلش مش بسلم ...
فارس بحرج:-ولا يهمك ..طب تعالى نروح المكتب وانا هفهمك شغلك هيبقى ايه هنا بالظبط ... ذهبـــوا سويــا ..وابتدت تخطو اولى خطواتها...
********************************************
خـــرجت اليوم مبكرا من عملهــا فى المستشفى ..لم تكن تريد ان تلتقى به ..قررت ان تتصل بوالدة ارملها ..ربمـــا تنجح تلك المحــاوله...
اتصلت بها ...
سهى:السلام عليكم
اجابها صوت رجولى كان وليــد:-عليكم السلام ورحمة الله وبركاته...ازيك يا سهى
سهى باقتضاب:-الحمد لله ..طنط موجوده
وليد :-اه موجوده ..نفسها تشوف العيال اللى متشفهمش خالص
سهى ببرود:-على فكره كانوا لسه عندكوا اول امبارح ومكنتش حضرتك موجود
..عموما انا هتصل بيهم دلوقتى يروحوا يشوفوا طنط ويسلموا عليها
وليد بفضول:ولسه مصممه عالجواز؟
سهى ببرود:-ميخصكش فى حاجه على فكره ثم تابعت :-ولو سمحت اقفل دلوقتى عشان الحق اتصل بالولاد يجوا لطنط ..
وليد:-مش كنتى عايزاها
سهى :-لما تبقى لوحدها ابقى اكلمها ...
اغلقــــت واتصـــلت بأولادها و اخبرتهم بأن جدتهم تريد ان تراهم ... أما هى فذهبت الى مكان طالما ارتاحت به وشعرت فيه بالسكينه والهدوء ..الا وهو ذلك المسجد الذى كانت تحــفظ به القران منذ نعومة اظافـــرها.... ************************************************** *
اخبرهـــا بمهامها الوظيفيه ومواعيد الحضور والانصراف والمرتبات ...الخ..
كان لها مكتب من احد عشر مكتب موجودين فى غرفه تكتظ بالنساء فى مثل عمــرها... تعرفت على بعض منهم ..حتـــى اقترب موعد اذان العصر واقترب موعد انصرافها ... خـــرجت وقفـــت تنتظر مكروباصا تستقله الى منزلهـــا...
كان هو خارج من الشـــركه الى سيــــارته ..نظر ..وجدهـــا هــى ...
مره اخرى يجمع القـــدر بينهم ..التفتت هى ايضا له..
قال لها بصوت مبحوح من الصــدمه:-علياء ..
علياء بتعجب:-انت تانى ! ..انت كنت فى الشركه ديه ! واشارت خلفها الى ذلك المبنى الضخم...
حسن :-انا بشتغل هنا..
عليــاء بتعجب:-انا لسه مستلمه النهارده اول يوم
صمـــت من هول صدمته ..وهى ايضــا كانت بنفس الحــاله... جاء المكروباص الذى كانت تنتظره ..قالت بهدوء:-عن اذنك ...
مره اخرى انقلب كيــانك يا حســـن ....وانشغل فؤادك يا عليــاء... ********************************************
حــل المساء اخيــرا..الذى كانت تنتظره نهال بفارغ الصبـر.. دخــلت هى وكــريم الى عيــادة الدكتــور..
أمسك الدكتــور ورق التحاليل ..تفحصه بدقه ..وسط عيون كريم ونهال القلقه
... انتهى الكشـــف ..خرجت تبكى بشده ..وهو يضمها ودموعه تتساقط ايضا فى هدوء وحزن...
علموا ان احتمالية انجاب نهال تكاد تكون منعـــدمه .. استقلوا السياره ..لم يتحرك بها وقال لها وهو يواسيها:-نهال مفيش حاجه بعيده عن ربنا يا حبيبتى
قالت بصوت متقطع وهى تبكى :-انا كان نفسى اكون ام اوى ..ثم نظرت اليه واكملت:-ا انا ..ب..حب..ك وك..ان نفس..ى يبقى عنــدى اولاد منك
تألم لها وامسك يدها بحنو وقبلها وتابع:-انا بحبك انتى بس ..مش عايز ولاد انتى كفايه علــيا...
رن هاتفه المحمول ..نظر وجدها والدته ..هى ايضا متلهفه على نتيجة التحاليل ... لم يجيبها ..
نظرت نهال بحزن دفين وقالت له بيأس:-ديه ممتك صح؟!
هز رأسه فى أسى وقال:-اه...
******************************************
أما اميره فكانت تستعد للذهاب الى تلك المدينه الموجوده فى البلد المقيمه بها هى وايمن..تركوا ايمن عند جارتها يلهو مع ابنائها ...
وقرروا ان يقضوا تلك الليله بمفردهما ..ويعودوا فى الصباح الى منزلهم مره اخرى ...
استقلوا سيارتهم ..مرت ساعه ونصف تقريبا ..بقى ساعه واحده للوصول الى تلك البــلد..
كان الطريق تحيط به الصحراء الخاليه من الجانــبين...
قال ايمن بتعب:-اميره عايز انام اوى
اميره وهى تبتسم وتنظر فى الجهه الاخرى:-وقت هزارك يا اخويا ..وعمال تقولى قريبه قريبه
ايمن وهو يتثائب:-انا مبهزرش ثم فرك عيناه وقال:-بصى انا هركن على اى جمب انام نصايه بس ونكمل
اميره بتعجب وهى تنظر اليه:-نعم!!
ايمن :-مش قادر هما نص ساعه بس..ريحى انتى كمان معايا
اميره بعصبيه:-يا ايمن الطريق كله صحرا ..لاء متنامش حد يطلع علينا بقى
ايمن وقد بدأ يركــن سيارته جانبا ..حتى غاصت عجلات الســياره فى الرمال الموجوده فى جانب الطــريــق....
****************************************
عاد حسن الى المنزل ...استقبلته مها بقبله رقيقه على وجنته ..ضمها هو ايــضا ...
كان الصغار نائمين ...والشــقه مرتبه تماما والاضاءه خافته ...
قالت له باسمه:-ازيك يا حبيبى
حسن بابتسامه :-الحمـــد لله ..العيال نايمين
مها وهى تغمز له :-اه نايمين ..
ارتبك لانها فهمت كــلامه بشكل خاطئ تماما..قال لها بمرح :-لاء انتى فهمتينى غلط خالص ..ده انا ميت مالتعب وعاوز انام ....
وتتيقن من انها تعرض نفســها لخســارة زوج تتمناه كثير من النــساء ...
دخـــل عليهم ..قال بنبره عاديه:-سلام عليكم
ارتبكت ساره..وردت:-وعليكم الســلام نظر الى نبيله وجدها تحمــل ليلى ...تفاجئ بمنظر ابنته ..
اسكتته الصدمه برهه من الزمن. حتــى هرول يمسك بها ...نظر الى ساره بانفعال وصريخ:-مين اللى عمل كده فى البنت يا هانم
نبيله ببرود:-انا يا استاذ احمد ..
ساره بارتباك:-حبيبى اصل نبيله قالتلى ان ..ما كادت تكمل كلامها ..
قاطعها ونهرها بشده :-نبيله قالتلى ونبيله عدتلى ..انتى مفكيش مخ يا هانم ولا دماغ
ساره بعصبيه:-انت بتكلمينى كده ..البنت فعلا شعرها كان خفيف
نبيله ببرود وهى تنهض من مكانها :-انا نازله بقى يا جماعه..ديه مسائل عائليه
اوقفها احمد بصوته الجهورى الصارخ وهى امام الباب:-انتى يا ست انتى ..مراتى وبنتى مالكيش دعوه بيهم تانى ..انا خلاص قرفت
ساره وهى تصرخ به:-انا اللى سمحتلها انها تعمل كده ..
احمد بعصبيه وقد احتقن الدم فى وجهه:-عشان غبيه ...شايفه البنت وشها اتشوه ازاى بحجبها اللى اتشال منه حته
نبيله بمنتهى الهدوء:-يا استاذ احمد انا نازله عشان ورايا حجات تحت كتير ..ومتزعلش اوى كده يعنى ..هيطلع تانى وتابعت بابتسامه:-وهتدعيلى
احمد بغضب وعصبيه:-يا شيخه ادعيلك ايه..ده انا هدعى عليكى
نبيله بغضب لساره:-عجبك اللى جوزك بيعمله ده يا ساره ..انا مش داخلالك بيت تانى ساره وقد هرولت ورائها عندما وجدتها تفتح البــاب:-يا نبيله تعالى متزعليش لم ترد عليها وتركتها وذهبت ...
أما ساره دخلت الى احمد الذى اخذ يهدئ روع ابنته التى كانت تصرخ من سماع تلك الاصوات ...
وقالت له بغضب:-انت ازاى تحرجينى قدامها بالشكل ده كان يتمتم بما تيسر له من القران ..حتى يهدء ...
رأته يفعل ذلـــك .. انتظرته بعينين غاضبتين ..انتهى اخيرا انفجرت فيه قائله :-انت ازاى تحرجينى بالشكل ده قدامها..شايف زعلت ازاى ...يعنى كان كل هم الست انها تفيدنا..انا مش فاهمه انت ليه حططها فى دماغك بالشكل ده ..سيطر عليها الشيطان اكثر فقالت له :-امال فين احترام الغير والمثل اللى انت بتعد تكلم بيها ...بلا خيبه
صرخ بها وهو يتجه الى غرفة النوم:-لاء انتى خلاص كده فوتى على الاخر ..انا بجد مبقتش مستحمل العيشه بالطريقه ديه..مره ادخل الاقيها بتبوس البنت من بوقها وانبه عليكى مره واتنين وتلاته ..يا ساره انتى معاكى بنت ..لازم تحافظى عليها ..لكن مين يسمع بتسمعى الكلام من هنا واشار الى اذنه ..وتابع:-وتخرجيه من الناحيه التانيه .
.ثم توجه اليها واقترب منها كثيرا حتى اصبحت عينه امام عينها وامسك ذراعيها وقال لها بحزم :-انتى لو متعدلتيش هيبقى ليا تصرف تانى خالص ..انتى متعرفيهوش يا ساره ساره وقد ارتعدت لما تراه منه ...قالت وهى تحاول الا تفقد قوتها :-انتى بتهددنى
احمد بلا مبالاه وهو يتجه الى الحمام:-احسبيها زى ما تحسبيها مش فارق معايا ...
*************************************
فى اليـــوم التالى...
كانت امــيره تجلس فى الغرفه مع على ...تلاعبه وتغنى له تاره بعض اغانى الاطفال..وتاره اخرى تقرأ له بعض السور القصيره ...
دخــل ايمن عليهم ... قالت له مبتسمه:-ازيك يا حبيبى
ايمن بابتسامه ايضا..ولكن بدا عليه الارهاق الشــديد:-الحمد لله ..كان يوم متعب جدا
اميره بتأثر:-معلش يا حبيبى ..هوا اول يوم فى الجرد عندكوا ديما بيبقى كده
ايمن :-انا عندى خبر حلو
اميره بفضول :-خيــر..
ايمن:-هخدك انتى وعلى ونروح ______ النهارده بليل ان شاء الله
اميره بتعجب:-ديه بعيده اوى
ايمن وهو يضحك:-بعيده ايه يا اميره ..ديه عالحدود ...بالعربيه يعنى زى اسكندريه فى مصر كده من عندنا فى القاهره
اميره وهى تضحك:-لا بجد...ثم تابعت بفرحه:-انا كنت زهقانه جدا
ايمن بزهو:-عشان تعرفى بس انتى مش مجوزه اى حد وخلاصــ... *******************************************
استيقظـــت نهال تلك الليله مبكرا ...كان متلهفه على نتيجة التحاليل ..اخبرها كريم انه سيذهب هو وهى الى الدكتور مساءا بالتحاليل لكى يخبرهم بالنتـــيجه ...تمنت لو ان الساعات اصبحت ثوانى حتى تطمئن ...لم تكن تتخيل يوما ما ان تشتاق الى الامومه الى ذلك الحد ..ولكنها الفـــطره...
وكـــريم ايضا كان يجلس فى الصيــدليه ..يكلم الزبائن بأعين تائهه ...وفـــكر مشغول للغــايـــه...
***********************************************
استيقظت مها فى ذلك اليوم على بكاء كــارما ..ومن ثم معز فكنــزى ..حملت البنتين وامســكت بيد معز الذى كان يتعلم المشى حديــثا .. اجلستهم على الارض ..وافترشت لهم لعبهم ...وذهبت هى الى الحمام تغتسل وتصلى ..لتبدأ مهام يــوم جديد...
اول ما فعلته اتصلت بأميره ومايسه..اطمئنت عليهم ..ثم اتصلت بســاره..
مها بمرح :-سلام عليكم يا حماة ابنى
ساره بهدوء:-وعليكم السلام ..ازيك يا مها
مها بتساؤل:-فيه ايه تانى ..اتخانقتوا تانى ؟.
ساره بحزن:-مش فارقه ..خلاص انا زهقت اصلا ..كل يوم خناقه شكل ..امبارح اتخانق معايا خناقه قد كده وكل ده عشان نبيله حلقت لليلى شعرها
مها بتعجب :-نعم !!!
ساره بانفعال:-مالك انتى كمان ..ما كل الستات الكبيره بتعمل كده للعيال الصغيره ..والب
ت شعرها خفيف اوى ..مش يمكن يتقل
مها بانفعال:-كله كلام فاضى حماتى كانت عايزه تعمل كده فى كارما وكنزى ورفضت تماما وخليت حسن يقولها لاء ..اولا ممكن يطلع الشعر خشن ولو مطلعش بردوا مش هيطلع تقيل ..والله اعلم طبعا بس انتى حتى المفروض كنتى تستأذنى منه ..هيا مش بنتك لوحدك
ساره بانفعال:-وانا يعنى كنت حرقتها بالنار انا عايزه مصلحتها
مها وقد استعادت هدوءها :-طب روقى خلاص ..انتوا كنتوا وصلتوا لايه امبارح
ساره:-مفيش..انا غلط معاه بالكلام ..راح سابنى ونام فى اوضه تانيه ولما صحيت كان راح الشغل
مها :-طب مش هتصالحيه ؟
ساره بحيره:-مش عارفه ..انا اتصلت وصالحت نبيله اللى هزقها ديه
مها بانفعال:-انتى بتستهبلى بتصالحيها قبل جوزك ..الست ديه مش هترتاح الا لما تخرب عليكى وترجعى تقولى ياريت اللى جرى ما كان ..
ساره بحزن:-طب اعمل ايه ؟
مها ببساطه :-اتصلى صالحيه...وابعدى الست ديه عن حياتكوا بأى طريقه بقى ************************************
ارتدت تنوره طويله سوادء..وبـــلوزه مزرقشه باللون البنفسجى والاسود..وطرحه طويله ..كانت رقيقه ..وهى تمسك باوراقها وتسير فى تـــلك الشركه ..تائهه لا تعلم الى اين تذهب بالظبط...اصطدمت بشخص ما فوقع ما بيدها ارضا ...
الشاب بانفعال:-مش تفتحى
علياء معتذره:-انا اسفه ..معلش مخدتش بالى
لاحظ ارتباكها فابتسم وقال لها :-انتى ..انتى
قاطعته وهى تقول:-المفروض انى جايه اشتغل ..بس لما بعتولى قالولى روحى لمحاسب اسمه فارس احمد محمد ..وعماله ادور عليه
قال لها متسائلا:-انتى علياء عبد الرحمن ؟!
عليــاء بابتسامه:-حضرتك استاذ فارس فارس :-اه انا ..معلش اول تعارفنا خناق كده مد يده يسلم عليـــها ...
نظرت ارضا وقالت بهدوء:-معلش مش بسلم ...
فارس بحرج:-ولا يهمك ..طب تعالى نروح المكتب وانا هفهمك شغلك هيبقى ايه هنا بالظبط ... ذهبـــوا سويــا ..وابتدت تخطو اولى خطواتها...
********************************************
خـــرجت اليوم مبكرا من عملهــا فى المستشفى ..لم تكن تريد ان تلتقى به ..قررت ان تتصل بوالدة ارملها ..ربمـــا تنجح تلك المحــاوله...
اتصلت بها ...
سهى:السلام عليكم
اجابها صوت رجولى كان وليــد:-عليكم السلام ورحمة الله وبركاته...ازيك يا سهى
سهى باقتضاب:-الحمد لله ..طنط موجوده
وليد :-اه موجوده ..نفسها تشوف العيال اللى متشفهمش خالص
سهى ببرود:-على فكره كانوا لسه عندكوا اول امبارح ومكنتش حضرتك موجود
..عموما انا هتصل بيهم دلوقتى يروحوا يشوفوا طنط ويسلموا عليها
وليد بفضول:ولسه مصممه عالجواز؟
سهى ببرود:-ميخصكش فى حاجه على فكره ثم تابعت :-ولو سمحت اقفل دلوقتى عشان الحق اتصل بالولاد يجوا لطنط ..
وليد:-مش كنتى عايزاها
سهى :-لما تبقى لوحدها ابقى اكلمها ...
اغلقــــت واتصـــلت بأولادها و اخبرتهم بأن جدتهم تريد ان تراهم ... أما هى فذهبت الى مكان طالما ارتاحت به وشعرت فيه بالسكينه والهدوء ..الا وهو ذلك المسجد الذى كانت تحــفظ به القران منذ نعومة اظافـــرها.... ************************************************** *
اخبرهـــا بمهامها الوظيفيه ومواعيد الحضور والانصراف والمرتبات ...الخ..
كان لها مكتب من احد عشر مكتب موجودين فى غرفه تكتظ بالنساء فى مثل عمــرها... تعرفت على بعض منهم ..حتـــى اقترب موعد اذان العصر واقترب موعد انصرافها ... خـــرجت وقفـــت تنتظر مكروباصا تستقله الى منزلهـــا...
كان هو خارج من الشـــركه الى سيــــارته ..نظر ..وجدهـــا هــى ...
مره اخرى يجمع القـــدر بينهم ..التفتت هى ايضا له..
قال لها بصوت مبحوح من الصــدمه:-علياء ..
علياء بتعجب:-انت تانى ! ..انت كنت فى الشركه ديه ! واشارت خلفها الى ذلك المبنى الضخم...
حسن :-انا بشتغل هنا..
عليــاء بتعجب:-انا لسه مستلمه النهارده اول يوم
صمـــت من هول صدمته ..وهى ايضــا كانت بنفس الحــاله... جاء المكروباص الذى كانت تنتظره ..قالت بهدوء:-عن اذنك ...
مره اخرى انقلب كيــانك يا حســـن ....وانشغل فؤادك يا عليــاء... ********************************************
حــل المساء اخيــرا..الذى كانت تنتظره نهال بفارغ الصبـر.. دخــلت هى وكــريم الى عيــادة الدكتــور..
أمسك الدكتــور ورق التحاليل ..تفحصه بدقه ..وسط عيون كريم ونهال القلقه
... انتهى الكشـــف ..خرجت تبكى بشده ..وهو يضمها ودموعه تتساقط ايضا فى هدوء وحزن...
علموا ان احتمالية انجاب نهال تكاد تكون منعـــدمه .. استقلوا السياره ..لم يتحرك بها وقال لها وهو يواسيها:-نهال مفيش حاجه بعيده عن ربنا يا حبيبتى
قالت بصوت متقطع وهى تبكى :-انا كان نفسى اكون ام اوى ..ثم نظرت اليه واكملت:-ا انا ..ب..حب..ك وك..ان نفس..ى يبقى عنــدى اولاد منك
تألم لها وامسك يدها بحنو وقبلها وتابع:-انا بحبك انتى بس ..مش عايز ولاد انتى كفايه علــيا...
رن هاتفه المحمول ..نظر وجدها والدته ..هى ايضا متلهفه على نتيجة التحاليل ... لم يجيبها ..
نظرت نهال بحزن دفين وقالت له بيأس:-ديه ممتك صح؟!
هز رأسه فى أسى وقال:-اه...
******************************************
أما اميره فكانت تستعد للذهاب الى تلك المدينه الموجوده فى البلد المقيمه بها هى وايمن..تركوا ايمن عند جارتها يلهو مع ابنائها ...
وقرروا ان يقضوا تلك الليله بمفردهما ..ويعودوا فى الصباح الى منزلهم مره اخرى ...
استقلوا سيارتهم ..مرت ساعه ونصف تقريبا ..بقى ساعه واحده للوصول الى تلك البــلد..
كان الطريق تحيط به الصحراء الخاليه من الجانــبين...
قال ايمن بتعب:-اميره عايز انام اوى
اميره وهى تبتسم وتنظر فى الجهه الاخرى:-وقت هزارك يا اخويا ..وعمال تقولى قريبه قريبه
ايمن وهو يتثائب:-انا مبهزرش ثم فرك عيناه وقال:-بصى انا هركن على اى جمب انام نصايه بس ونكمل
اميره بتعجب وهى تنظر اليه:-نعم!!
ايمن :-مش قادر هما نص ساعه بس..ريحى انتى كمان معايا
اميره بعصبيه:-يا ايمن الطريق كله صحرا ..لاء متنامش حد يطلع علينا بقى
ايمن وقد بدأ يركــن سيارته جانبا ..حتى غاصت عجلات الســياره فى الرمال الموجوده فى جانب الطــريــق....
****************************************
عاد حسن الى المنزل ...استقبلته مها بقبله رقيقه على وجنته ..ضمها هو ايــضا ...
كان الصغار نائمين ...والشــقه مرتبه تماما والاضاءه خافته ...
قالت له باسمه:-ازيك يا حبيبى
حسن بابتسامه :-الحمـــد لله ..العيال نايمين
مها وهى تغمز له :-اه نايمين ..
ارتبك لانها فهمت كــلامه بشكل خاطئ تماما..قال لها بمرح :-لاء انتى فهمتينى غلط خالص ..ده انا ميت مالتعب وعاوز انام ....