اخر الروايات

رواية مريض الحب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم إيمي احمد

رواية مريض الحب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم إيمي احمد


بسم الله....

فتح وليد باب سيارته ونزل منها يمشي باقدام متثاقله والدموع تنساب كالشلال علي وجنتيه ...ظل يقترب من حافة تلك الهضبه التي اوقف سيارته عندها..كانت الرياح تعانده تقاومه تمنعه عن ما ينوي فعله..فقد كان اتجاه الرياح ليلتها متبدلا ليصبح عكس اتجاه سيره..حاول مقاومتها ولكنه تعثر و وقع علي ركبتيه في ضعف.تاركا ذلك الماضي الحزين يغتاله ويتسلل بسهولة الي اعماقه..
تذكر امه او التي يقولون عنها امه...تلك التي لا تستحق ان تكون اما ابدا..تذكر ما فعلته معه..وكيف صنعت منه وحشا كارها لجميع نساء العالم..جعلته يمتلك قلب قاس لا يعرف الرحمه...واعين تري جميع النساء خائنات وعاهرات...اذي الكثير من النساء..بسبب مأساته التي تسببت عي فيها..

تذكر ايضا ذلك البيت الريفي الذي اشتراه منذ زمن ..والذي كان ملاذه لتنفيذ حكمه . انتقامه..تذكر تلك الفتيات التي اوقعهن في حبه واحضرهم الي ذلك البيت ليفتك بهم..ليعذبهم ويلقي بهم..
تذكر اخر فتاة واجهته بحقيقته واخبرته بانه مريض..فهو حقا مريض..
تذكر وجوههم جميعا وهم يرجونه بان يرحمهم..تذكري كيف تركهم بلا ملاذ يأون اليه..القي بهم كما يلقي باوراقه الممزقه في القمامه..لم يعاود النظر لهم مره اخري...ظل في قساوته تلك حتي راي رفيف وقتها شعر بان ذلك الوحش الذي بداخله يجب ان يدخل في فترة كمون..وسبات عميق..وانتبه علي دراسته ..وعمله حتي اصبح ناجحا..الهاه العمل عن تذكر الالم والماضي..
حتي مر العمر ولا يدرك متي رخلت رفيق عنه ومتي اعجب بنادين..ولا يعلم لما ثار غضبه غيرة عليها عندما راها بذلك الفستان القصير..
استسلم لذلك الصوت النابع من قلبه الذي ظن بانه قد مات..وصرخ بصوت عالي:بحبك..
ثم بكي بهسترية:انا لازم ابعد عنك انا مش زي ما انتي شيفاني..انا وحش..معرفش غير الاذيه.. مش هقدر اسعدك..انا مش هقدر اقدم لك غير العذاب ثم صرخ باسمها عاليا..نااااااادين ...اااااااه ......اااااااااه.
ثم اخذ يبكي..ويصرخ متاوها ليخرج كل اوجاعه في صرخاته تلك..ليريح تلك الروح المعذبه التي تقطن داخله.
...........
في فيلا الالفي...
خرج مازن من الفيلا واصطدم بامجد ..ولكنه لم يتوقف بل اكمل طريقه..
اندهش امجد عند رايته فقد كان من المفترض ان يكون في الحفل
اوقفه وساله:مازن..مازن..استني يا ابني.
دفعه مازن ليبتعد عنه ولكنه لم يبتعد بل فتح باب سيارنه وجلس بجواره..
لم يأبي مازن له بل انطلق بسيارته بسرعة جنونيه.
امجد:مازن في ايه؟
طب هدي السرعه شويه
هنعمل حدثه كدا
نظر امجد امامه ليجد ضوء قوي في وجهه جعله يغمض عينيه ويرفع يده امام عينه يحميها من قوة ذلك الضوء.. ثم صرخ بفزع.:حااااااسب.
ادار مازن عجلة القياده سريعا في اتجاه معاكس يلاشي الاصطدام بتلك الشاحنه..لتنحرف السياره عن مسارها وتصطدم بشجرة..لتضرب راس مازن ضربة قوي في تابلو السياره ويتدفق الدم من راسه علي عكس امجد الذي منعه حزام الامان من الاذي..فقد ضرب راسه ضربة خفيفة علي عكس مازن..
بعد لحظات ارجع امجد راسه ونظر ممسكا راسه محاولا تخفيف المه وتذكر ما حدث..
نظر الي مازن..فوجد الدماء تسيل علي وجهه..فزع عند رؤيته هكذا..اخذ يهز ليقظه ولكنه لم يستفق..نظر امامه فوجد دخان كثيفا يتصاعد من مقدمة السياره..علم بان السياره احتمال ان تنغجر ففك حزام امانه ونزل من السياره واتجه ال ي ناحية السياره المتواجد فيها مازن..وفتح بابه.ومد راسه ومنتصف جسده وجعل مازن يميل عليه ليتمكن من حمله علي كتفه سريعا..ولكنه وجد قدمه اليمني لاتتحرك..فقد نزل التابلو عليها وثبته ولم يتمكن من اخراجها..اخرج نفسه مرة اخري واخذ يمسح علي راسه بعنف..ثم التقط هاتفه سريعا واتصل بمراد..
كان مراد بمكتبه يجلس علي الارض والهاتف جانبه راته ليبي يرن باسم امجد..فايقظته..واعطته الهاتف..
مراد:الوو..ايوه يا امجد.
امجد بتوتر:مراد ..مازن عمل حادثه.
انتفض مراد فزعا:ايه بتقول ايه؟
امجد:العربيه هتنفجر بعد شويه..ورجليه محشوره..ومش عارف اخرجها..
مراد:طيب اهدي اهدي بس شويه..انتم فين؟
احنا علي الطريق الصحراوي القريب من الفيلا..عند....
مراد:انتم قريبين من المستشفي هبعت لكم..عربيه اسعاف وانا جاي حالا.
اغلق معه وانطلق مسرعا وليلي خلفه..فقد فهمت بان اخيه قد عمل حادثا..فركبت معه السياره وانطلقا...لم يستطع امجد ان ينتظر مجئ الاسعاف..بل حاول ان يخلص قدم صديقه ليخرجه..وبل فعل تمكن من تخليصه بالرغم من تلك الجروح والدماء التي بدات تسيل من قدمه حمله والتقط هاتفه وانطلق سريعا بعيدا عن السياره..ووضع مازن علي الارض ومال فوقه يحميه من تلك النيران التي اشتعلت..فور ابتعادهما عن السياره..
كان مراد في ذلك الوقت علي مقربة منهم فراي النيران وفي تنير في السماء علي بعد اميال..فانتفض قلبه رعبا علي اخيه..وزاد من سرعة سيارته.
ووصل ليري سيارة اخيه تشتعل..فاحس بضيقة في صدره وركن علي مقدمة السياره في صدمة غير مصدق لما يري..شهقت ليلي من منظر النيران وهي تندلع في تلك السياره..ولانه رقيقة المشاعر تركت لدموعها العنان لتنساب علي ذلك الشاب الذي اعتقدا بانه قد رحل في ذلك الانفجار...
نزلت ليلي لتواسيه..فسمعت صوت سيارة الاسعاف تقف علي بعد اميالا تقريبا..فهما لم يتمكنا من رؤيتها..فاحست بانه لابد ان تخبره لعل اخيه بها..
ليلي:ممكن اخوك في عربية الاسعاف الي هناك دي..تعالي خلينا نشوف.
نظر لها مراد.. وكانه كان غريقا وكلماتها انقذته من غرقه..
ركب سيارته و قادها حتي وقف امام سيلرة الاسعاف يعوقها عن التحرك..اخذ السائق يخبره بان يبتعد من امامه فمعه حالة حرجه..ولكنه لم يبتعد بل نزل يجري سريعا وفتح باب سيلرة الاسعاف ليجد اخيه ممددا علي ذلك السرير الابيض..راه المسعفون وعلموا علي الفور بانه مديرهم..ولكنهم...
احد المسعفين:دكتور حضرتك لازم تبعد علشان نلحق نوديه المستشفي..
امتثل مراد وتركهم يغلقون الباب وانطلق الي سيارته وافسح لهم المجال ليمروا..ثم انطلق خلفهم ..
وبعد حوال ربع ساعة..وصل سيارة الاسعاف الي المشفي وخلفها سيارة مراد..
انزل المسعفون مازن وادخلوه علي الناقله سريعا لعمل اللازم له..
اما مراد فاخذ امجد الذي كان مع مازن في سيارة الاسعاف..وضمد له جروحه السطحيه..وساله عم حدث..فحكي له عن كل ما حدث..شعرت ليلي بان ملامح ذلك الشاب الذي مع مراد تعلمها جيدا.
دلفت الي الغرفه تنظر اليه..فتبينت ملامحه..
ليلي:رائد امجد؟
نظر لها امجد:ايوا..حضرتك مي...(صمت يتفرس ملامح وجهها المؤلفين لديه)..ليلي.
ليلي بتوجس:هو الي عمل حادثه وفي العمليات دا رائد مازن؟
امجد:ايوا.
شهقت ليلي وارتدت الي الخلف غير مصدقة فهل يعقل ذلك..اذا مازن هو الاخ الاصغر لمديرها.
خرجت وتركت مراد يكمل ما يفعله معه ونا ان انتهي حتي خرج يجلس جوارها والضعف والتعب ظاهرين علي وجهه..
ليلي:انت مش هتدخل العمليات لاخوك؟
نظر لها مراد بتعب:لا.
ليلي:لا ليه؟
مراد:مينفعش ادخل عملية لحد قريبي..ممنوع.
ليلي:بس دا اخوك.
مراد:افهمي..بقول لك ممنوع.
ليلي:يعني هتفضل اعد علي نار كدا.
لم يرد عليها فهي تزيد تلم النار باسئلتها الغبيه تلك..
............
في المستشفي الحكومي..
ادخلوا الست فاطمه الي احد العنابر التي يتواجد بها عشرات المرضي غيرها..ووضعت علي سرير متهالك بعض الشئ..ثم اتي طبيب وفحصها..وعمل اللازم لها..حتي بدات بعد فترة تستفق..
الدكتور:مين قريبها فيكم؟
ميسون بخوف عليها:انا بنتها يا دكتور.
الدكتور اتضفلي معايا
ذهبت ميسون معه الي مكتبه..فاخبرها بحالة امها..
دكتور:والدتم معاها ربو؟
ميسون:ايوا.
دكتور:اممم...دي مشكله.
ميسون:طمني يا دكتور ماما مالها..؟
دكتور: والدتك احتمال يكون عندها جلطه في القلب..ولازم يتعمل لها عمليه فورا..
شهقت ميسون عند سماع كلمة جلطه..
نظرت له برجاء:انا مش لي غيرها في الدنيا..ارجوك انقذها..
دكتور:انا هحاول اخليكي تقابلي المدير علشان يساعدك انك تعمليها له علي حساب التامين الصحي.
ميسون:طيب هقابله امتي؟
دكتور:بكره الصبح.
ميسون:كتر خيرك يا دكتور.
نهضت و مشت بارجل ثقيلة حتي وصلت الي مكان امها..وطلبت من ام محمد وزوجها ان يرحلوا..وانها هي ستبقي معها..وشكرتهم علي مساعدتهم...فاخبرتها ام محمد بانها ستاتي اليه في الصباح..ثم رحلت.
...........
في صباح اليوم التالي..

في غرفة مازن..كانت امه بجواره تبكي علي حالته..وعلي ما اصاب ابنها..
مازن بضعف:ماما ان..ا..كو..يس.
مرفت:بس..ماتتكلمش..ارتاح يا حبيبي..
مازن:مراد فين؟
مرفت:مراد بره.
مازن:طيب انا عاوزه.
خرجت مرفت ونادت عليه..فدخل اليه وهو مدعيا القوي وعدم الخوف عليه..
مازن:سبينا لوحدنا يا ماما.
نظرت له مرفت والي مراد ثم خرجت..وتركتهم وحدهما.
مازن:بلاش تظهر انك قوي وتداري دموعك..سيبها.
نزلت دموع مراد:حمد لله علي سلامتك.
مازن:الله يسلمك...انا عاوز اعرف سبب الي انت طلبته مني امبارح؟
مراد:عاوز تعرف ليه؟
مازن:اظن دا من حقي.
مراد:انت ليه مصمم؟
مازن:انت...مخبي....عني..ايه؟
قلق مراد عليه عندما وجده يسعل بين كل كلمه..فاخذ يهدهده:واخبره بانه سيخبره بالسبب عندما تتحسن حالته ووعده بذلك.
تركه واتجه الي امجد الذي سمعه يقول بحبك..اطمني انا بخير يا حبيبتي ماتقلقيش بقي.
فتح الباب فتحة بسيطه ليري ليلي من ظهرها وهي معه بالغرفه..فاعتقد ان امجد يقول تلك الكلمات لها هي..
فثار كعادته..واقسم داخله بانه لن يرحم فتاة مثلها..تبيع نفسها للجميع من اجل مالهم....هذا ما اعتقده..
ورحل علي الفور الي مكتبه ليبدا عمله ويري ان ذهب وليد..فهو لم يره منذ امس.
اما امجد فانهي حديثه مع والدته ،فقد كان حديثه هذا موجها لوالدته وليس الي ليلي..
فهو طلب رؤيت ليلي ليسالها عن ميسون..فقد قلق عليها..عندما رأها اخر مره..
امجد0انا قلقت او نا شفتها كدا فقلت اسالك؟
ليلي:انا مضطره امشي..علشان الحق شغلي..قبل ما اترفض..حمد لله علي سلامتك.
قالت كلمته تلك وهربت مسرعة من امامه..وقالت لنفسها بانها ستذهب اليهم اليوم لتطمءن عليهم..ولكن بعد ان تاخذ اذن مديرها العصبي.
................
وصل وليد ودخل الي مراد..
وليد0ايه الي حصل لمازن؟
مراد:عمل حادثه امبارح..انت كنت فين..اختفيت امبارح فحاه..وما عرفتش حاجه؟
وليد0كنت تعبان فمشيت..ولسه قارئ خبر رفض مازن الالفي خطبة ابنة رجل...
مراد:مش تكمل مش عاوز اعرف كتبوا ايه..
وليد:طيب انا هروح اطمن عليه..
بالفعل اتجه ليطمئن عليه فاستقل المصعد ليذهب الي الطابق العلوي..وما ان فتح باب المصعد حتي راي نادين تقف فقد كانت هي الاخري تصعد لنفس الطابق المتواجد به اخيها..
دخل معه وصعد المصعد بهما واشار الي وصولهما الي الطابق..ولكن لم يفتح الباب..فاحيانا بسبب عطل فني قد يستفرق باب المصعد خمس دقائق ليفتح..
نظرت له نادين:ممكن اسال حضرتك سؤال؟
وليد بقساوة دون ان يتظر لها:لا.
مسكته من ذراعه تجذبه ليستدر لها..
نادين:لا هتسمعني وهتجاوبني..
ولبد:انا مش مجبر علي كدا..
نادين:لا مجبر..
وليد:عاوزه تعرفي ايه؟
نادين:انا السبب في عذابك فعلا.؟
صرخ فيها:ايوه انتي السبب فيه.
انتفضت نادين من صرخته وشعر بان صرخته تلك اصابة قلبها وجعلته ينزف.
فتح باب المصعد وخرج وليد تاركا اياها في عذابها وحزنها..
.......
في غرفة العنايه استعادت ميرا كامل قوتها واستعادت ايضا وعيها..
ذهبت الممرضه الي مراد..لتخبره لياتي ويفحصها..
مراد:حمد لله علي سلامتك ياميرا.
لم يجد ردا منها:ميرا انتي سمعاني؟
راي اعيونها زائغه..كانها تبحث عن شي.
بدا الشك ينتابه..فاعد سؤاله:انتي سمعاني يا ميرا؟
لم يتلقي منها ردا..فغير سؤاله.وقال:انتي اسمك ايه؟
ميرا:مش عارفه.
..........
.......نهاية الفصل...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close