رواية واحترق العشق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سعاد محمد سلامة
الشرارة الرابعه والعشرون«بداية نسيان الماضي»
#وإحترق_العشق
❈-❈-❈
نظرت سميرة نحو والدتها وتفاجئت بما قالته لـ عماد، ليس هى فقط من تفاجئت عماد نفسه تلجم من المفاجأة، گادت عايدة أن تُكمل حديثها الصريح، لكن صوت جرس الشقه جعلها تصمت قليلًا حين تهربت سميرة قائله:
هروح أشوف مين عالباب.
اومأت عايدة لها بينما عادت تنظر لـ عماد قائله بتوضيح جاف:
تفتكر يا عماد أنا مكنتش عارفه يمنى جرالها إيه فى الحضانه، أنا متصلتش على سميرة أساسًا غير وأنا قدام الحضانة،تعرف ايه عن الليالي اللى سميرة كانت بتسهر جنب يمنى وهى مريضة تراعاها،حتى سميرة كانت بتبقى مريضه وإنت متعرفش ، ياريت تفوق وترحم نفسك وترحم قلب بنتي معاك، اوقات بقيت بندم أن جيت لك وعرفتك بحمل سميرة رغم أنها مكنتش عاوزاك تعرف، مع ذلك ضعيفه معاك، ضعفها من قلبها اللى بيحبك بس صدقني فى شعره بين الشخص اللى محتاج للحب زي سميرة ، الشخص اللى بيحب بس أناني زيك يا عماد، ياريت تفهم كلامي، سميرة عمرها ما قالتلى على أى حاجه بينك وبينها بس المثل بيقول “إن ما شكى العيان حاله يبان”
وسميرة عيانه بحبك والشفا منه مش صعب يا عماد.
صمتت عايده حين رأت دخول حسنية بلهفه تسأل:
يمنى فين إيه اللى جرالها.
بدلت سميرة نظراتها بين عماد وعايدة وجوههم كان كل منهم واضح عليها التباين، والدتها ملامحها هادئه، عماد يبدوا عليه الإنزعاج بوضوح… حاولت تلطيف ذلك وتبسمت لـ حسنية قائله:
والله أنا لسه واصله يا طنط، بس ماما قالتلي إنتِ عارفه يمنى هواله.
تبسمت حسنية ونظرت نحو عماد قائله بعتاب:
لو مش صدفه بكلمك مكنتش عرفت، فين يمنى.
تبسمت حسنية حين سمعت صوت يمنى الآتى من إحد الغرف قائله:
أنا هنا يا ناناه.
تبسموا جميعهُن ،الإ عماد بلا رد فعل،أو بمعنى أصح حديث عايدة الجاف مازال يطن برأسه،تبسمت حسنية قائله:
روح قلب ناناه.
ذهبن الثلاث الى تلك الغرفه،بينما عماد توجه الى شُرفة بالشقه قام بإشعال سيجارة يُنفث دخانها مازال حديث عايدة يدور برأسه،يشعر هل بإنزعاج وغضب،أم ببُغض من نفسه يُفكر، هل هو حقًا هكذا مجرد زائر بحياتهن…
بينما بالغرفه الموجوده بها يمنى دخلن خلف بعضهن جلست حسنيه على طرف الفراش جوار يمنى،كذالك سميره على الطرف الآخر وعايده جوار حسنيه تبسمن لـ يمنى التى ذهبت نحو سميرة تشكو وتسرد لها ما حصل وعن آلم ذاك الخدش الذى شبه إنتهى حضنتها سميرة بأمومة،كذالك إستمتعت بدلالهن لها كطفله الى أن عاد إليهن عماد،نظر نحو يمنى التى تجلس بحُضن سميرة،سميرة التى حايدت النظر له…لاحظت حسنيه نظرات عماد،تنهدت بآسف،عماد مازال يترك الماضي يتحكم بعقله، يُطمس مشاعرهُ الحقيقية خلف برود مُصطنع منه،وقلبه مُشتعل بالعشق.
❈-❈-❈
بمنزل هانى
وضعت فداء طعام العشاء،أخبرت هاني فقط،حين نظر الى طاولة الطعام شعر بجوع،لكن سأل ببساطه:
فين هيلدا.
ردت بإستهزاء:
معرفش تلاقيها فى اوضتها.
قبل أن يتحدث جائت هيلدا ترسم بسمه صفراء،همست فداء:
أهى جت شغاله خلو فى تلميع الأوكر،ودانها سماعات والله بشك إنها بتفهم عربي وبستغبي علينا.
لم يسمع هانى همس فداء،جلس الثلاث يتناولون طعام العشاء،رغم تأفف هيلدا من نوعية الطعام،لكن أكلت القليل.
بعد وقت تركهن هاني،للرد على هاتفه،نظرت هيلدت لـ فداء بإزدراء قائله:
ساحره مُشعثه.
تهكمت فداء قائله بالعربي قصدًا:
حيزبون متصابيه.
لم تفهم هيلدا ذلك عكس اعتقاد فداء،لكن سمعها هاني الذى عاد وأخفي ضحكته خلف بسمه…إقتربت منه هيلدا بوقاحه تضمه تُقبل وجنتيه،نظر نحو فداء التى لم تتحمل ذلك وذهبت نحو غرفتها تكبت دموعها… حاول فك أسرها له،لكن هيلدا جذبته من يديه قائله:
سأرحل بالغد هاني أود أن تبقي معي الليله.
فكر بالرفض هو ينفُر منها،لكنها كانت مثل العَلَقَه،تمسكت به وجذبته معها الى غرفتها تقوم بإغواؤه لكنه لم يسقط فى ذلك،إزدادت إغواء رغم أنها تعلم أنها لن تستطيع مجابهة جموحه مثل تلك المُشعثه، لكن لن تستسلم الليله ستقهرها…حتى لو ظل هانى معها بالغرفه دون أي علاقه يكفي ذلك،بالفعل نفر هانى منها لكنها ألحت:
اريد النوم بين يديك هاني…أرجوك انا أشعر بالريبه ليلًا،أشعر أن تلك المُشعثه تأتى لغرفتي تحاول خنقي.
تهكم هاني من قولها، إستسلم وذهب معها الى الفراش، لم يحدث بينهما أي علاقه فقط يحتضنها وهى نائمه عقله سارح بـ فداء…
بينما فداء دلفت الى غرفتها تشعر بالغيظ من أفعال هيلدا الوقحه، جلست على الفراش تقول:
قبيحه ومعندهاش حيا، وهو كمان راح معاها أوضتها.
سُرعان ما لامت نفسها:
مالك يا فداء إنتِ متجوزه وعارفه إن له زوجه تانيه وطبيعي لها حق عليه.
نهرت نفسها:
كنت عارفه بكده فعلًا، بس هى كانت هتبقي بعيد عن هنا.
-ويفرق إيه بعيد عن هنا أو هنا، مكانتك زوجه تانيه.
زفرت نفسها بغضب والقت بجسدها على الفراش أغمضت عيناها تعتصرهما، لكن فتحتهما بسرعه حين ظنت انها سمعت صوت مقبض الباب، نظرت نحوه، لكن يآس قلبها فهذا وهمًا… تنفست واغمضت عيناها تحاول النوم.
❈-❈-
صباح اليوم التالي
بمنزل هاني، نظرت هيلدا الى فداء التى تقف جوار إنصاف تضع يدها على كتفها، بينما نظرت نحوها بفتور، شعرت بكُره للإثتين، وإقتربت تتمحك بـ هاني… إستهزات إنصاف تنظر لـ فداء قائله:
شايفه قلة الحيا، عاوزاكى تتعلمى منها، يلا نكسر وراها قُله يااارب يبعدها عن طريق هانى.
تبسمت لها فداء قائله:
آمين.
بعد وقت بالمطار،حين دخلت هيلدا الى صالة المسافرون،تركها هانى للرد على هاتفه،كان إتصال من حسنيه ارادت رؤيته وافق وقال لها:
هفوت على عماد وهجيلك نتغدا سوا.
بينما بالمطار، أثناء سير حقيبة هيلدا على جهاز الإنذار قام بالتصفير أكثر من مره، مما جعل أمن المطار يأخذها الى غرفة التفتيش الخاصه، قاما بفتح الحقيبه وتفتيشها، الى ان وجدا علبتين مرسوم عليهما مفرقعات، تحفظوا على هيلدا وفتحوا تلك العلب، تفاجئوا انها مفرقعات تُشبه صواريخ الاعياد…
كانت منهارة جدًا، تنفي ذلك الهوان لكن فجأه تأسفوا منها، بسبب خطأهم ضحكوا، وهى ترتعش رعبًا عقلها يسأل من أين آتت تلك المفرقعات، فكر عقلها لابد أنها المُشعثه، حاولوا تهدىتها، وتركوها تهاتف هانى، حين أثبتت لهم انها زوجة مواطن مصري.
ظهرًا بـ ڤيلا عماد
جلس هانى يمازح حسنيه ويتحدث معها بود، وهى تمدح له انه منذ ان تزوج أصبح أفضل، كذالك تمدح بـ فداء،
فداء الذى أصبح متشوقًا لقُربها، حتى تلك العلكه التى كان يبغضها أصبح أحيانًا يتقبلها
فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه ونظر للشاشه كان رقم غير معروف له
إستأذن منها وخرج للرد، لكن تفاجئ بصوت هيلدا المُرتعب تُحدثه تسرد له انهم إحتجزوها بالمطار، إستغرب ذلك وقال لها:
تمام ساعه بالكتير هكون فى المطار.
دخل الى حسنيه مستأذنًا ومُعتذرًا:
للآسف مش هقدر اتغدا معاكِ، هيلدا بتتصل وبتقول إنهم إحتجزوها فى المطار.
تبسمت سائله:
وحجزوها ليه، ياريتهم كانوا سابوها تغور.
تبسم قائلًا:
مش عارف، هروح أشوف فى إيه.
تبسمت له قائله:
متقلقش، وإبقى إتصل عليا قولى حجزنها ليه، يمكن شكوا إنها وباء عالبشريه.
تبسم لها قائلًا:
تمام هبقى أتصل عليكِ، سلام.
غادر هاني، بينما تنهدت حسنيه قائله:
يارب تغور عشان تفوق لـ فداء ويتوب عليك ربنا من الغُربه، يا إبن إنصاف.
❈-❈-❈
بمركز التجميل
كانت سميرة تجلس بغرفة الإدارة
تُتابع سير العمل عبر ذاك الحاسوب
لكن فجأة راودتها ذكري لا تعلم سبب لما تذكرتها الآن
[بالعودة أثناء فترة زواجها بـ نسيم]
كانت ممده فوق الفراش تعبث بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز تتنقل بين القنوات تبحث عن شئ تُشاهده، لكن فجاة فُتح باب الغرفه ودخل نسيم عليها مُتهجمًا ومتجهمًا يسير بترنُح
تكورت على نفسها رُعبًا من منظره المُشعث، وثوبه المفتوح من على صدره، بالتاكيد هو تحت تأثير تلك المخدرات التى يُعاقرها بجنون، خشيت ان يؤذيها فعل ذلك سابقًا وقام بصفعها أكثر من مره، لكن يبدوا هذه المره بحاله مُزريه للغايه وهو يقترب منها وهى تتكور على نفسها بالفراش تنظر حولها بهلع، تود أن تصرخ حتى ينقذها منه احدًا، كانت عيناه مُتجمرة بالشر حمراء، إقترب من الفراش، لكن فجاة سقط رأسه أسفل قدمها على الفراش، إرتعبت، بخوف وترقُب منها مدت يدها نحو راسه، تخشى بطشهُ بها او يكون اصابه مكروه، وضعت يدها فوق راسها، رفع رأسه فجأه إرتعبت وعادت للخلف… سند بيديه على الفراش ونهض يقترب منها وهى تتكور على نفسها، حتى انه جذب قدميها على الفراش إرتعبت لكن سرعان ما تبدل ذلك الرعب الى ذهول، حين شعرت بدموعه على ساقيها يقول بتوسل:
سامحيني يا سميرة، أنا عارف إنك مكنتيش موافقه تتجوزيني، انا بحبك والله من أول مره شوفتك فيها هنا، عارف أنك لسه بتحبي اللى كان خطيبك، سامحيني انا هتعالج واعوضك، وهخليكِ تنسيه وتحبيني، بس إنتِ ساعديني، أنا عاوز أتعالج، بس معنديش إرادة، خليكِ جنبي وساعديني.
“ساعديني”
على تلك الكلمه غامت عين سميرة بالدموع ماذا تقول له، ان قلبها يآس من الحب تعلم انها تكسب حُرمانية التفكير برجل اصبح بعيدًا عنها وليس من حقها مجرد ذكر إسمه المحفور بعقلها وانها أحيانًا يخونها عقلها وتتخيل أنها مازالت تنتظر عودته إليها… صعب هذا الشعور
التى تعيشه حياه بائسه
مع زوج سقيم
وحب أصبح عقيم وبعيد لكن قريب من الوتين
شعرت برأس نسيم على ساقها، حاولت جذب ساقها لكن هو تمسك بها ونام براسه عليها، شفق قلبها عليه صامته لم تستطيع ان تقول له إبتعد، او حتى تجذبه لها وتقول انها ستسانده ويتعالج قد تُصبح حياتهم طبيعيه، لكن صعب اى إختيار إستسلمت لواقع سار بحياتها دون ان تستطيع تلوين أيامه.
[عودة]
نفضت تلك الذكري حين دخلت الى الغرفه عِفت تقول:
إحنا فى وقت الراحه ما تجي نروح الكافيه بقالنا زمان مروحناش اهو نتهوا من خنقة البيوتى شويه.
حاولت نسيان تلك الذكريات ونهضت مُبتسمه تقول:
تمام خلينا نخرج نشم هوا شويه.
❈-❈-❈
بعد لحظات
بذاك المقهى
جلسن سميرة وعِفت
لكن فجأه تفاجئن بذاك الذى يجلس على طاولتهن يفرض نفسه قائلًا:
للآسف كل طرابيزات الكافيه مشغوله ومعرفش حد ممكن أقعد معاه.
تهكمت عِفت:
وعلى إعتبار إننا نعرفك، إتفضل….
قاطعها:
للآسف مفيش بينا معرفه قريبه بس عالاقل جمع بينا مواقف تخليني أقعد هنا عالاقل عشان اقدم إعتذاري.
كادت عِفت ان تستهجن عليه لكن إحتوت سميرة الموقف قائله:
عادي تقعد من غير ما تعتذر، كان فى سوء تفاهم، وخلاص إنتهي.
نظر لـ عِفت عيناه تلمع بإعجاب ثم نظر نحو للغرابه ليست نفس النظره القديمه نظره عاديه
تبسم قائلًا:
حازم الفيومي.
رن إسم الفيومى برأسه سميرة، وخفق قلبها، بينما عِفت تحدثت بفتور:
ده مش لقاء تعارف
وعاوز تقعد عالطرابيزه يبقى تقعد ساكت إعتبرنا مش موجودين، أغراب يعنى.
اخفت سميرة بسمتها مقابل برود حازم الذى كان يتجاذب الحديث معهن كانت سميرة ترد عليه بينما عِفت تود صفعه على صفاقته.
بعد وقت نهضن سميرة وعفت
عرض حازم دفع الحساب للغرابه لم تعترض عِفت على ذلك وتبسمت بتغريمهن له… ثم غادورا
تنهد حازم شعور جديد ليس إعجاب، بل قلبه يخفق بسعاده حين تتحدث.
اثناء عودة سميرة وعِفت الى مركز التجميل عاتبها قائله:
مكنش لازم تسمحي للغبي ده يقعد معانا.
تبسمت سميرة بمكر:
ليه ده شخص لطيف… وذوق كمان.
-لطيف وذوق
سميره بلاش تنخدعي فى المظاهر، ده شخص واضخ إنه استغلالي وعاوز يتسلي وبيضيع وقت.
تبسمت سميرة قائله:
عالعموم هى مره وخلاص إنتهت اهو دفع لينا الحساب.
ردت عِفت:
لو كنت أعرف كنت دبسته فى فاتورة كبيره زي بتاع المستشفى قبل كده.
ضحكت سميرة قائله:
قلبك أبيض،المره الجايه لو سخف إبقى اعمليها،يلا خلاص وصلنا البيوتى بلاش عصبيتك دى تطلع عالزباين.
ضحكت عفت قائله:
لاء المُتصابيات بحب أحاديثهم الفارغه،لذيذة.
❈-❈-❈
مساءً
فتح عماد هاتفه ينظر الى صورة سميرة بإشتياق منذ الأمس لم يراها مجرد مكالمه هاتفية إطمئن بها عليها هى ويمنى، تنفس بشوق لها، للحظه فكر أن يُهاتفها ويطلب منها أن يلتقيا، لكن تراجع بالتأكيد ستتحجج بأى شئ لعدم اللقاء، زفر نفسه قويًا، يعبث بالهاتف بيدهُ الى أن حسم قراره سيسير خلف قلبه، نهض يجذب معطفه ومفاتيحه وغادر من المكتب يسير خلف شوق قلبه.
بمركز التجميل
نهضت سميرة تقول لـ عِفت:
خلاص مبقتش قادره حاسه بإرهاق شديد.
تنهدت عِفت هى الأخري بآرهاق قائله:
أنا كمان، مُرهقه جدًا، الشغل فى البيوتى ما شاء الله الايام دى زاد الضعف،هقولك سر أنا كنت خايفه من زباين البيوتى معظمهم كانوا من معارف مدام چانيت.
توافقت سميرة معها قائله:
كان نفس الهاجس عندي،بس الحمد لله،الزباين عندهم ثقة في اللى شغالين فى البيوتى واللى كانوا بيتعاملوا معاهم وقت مدام چانيت هما هما.
أومات عِفت بتوافق:
إنتِ بنت حلال يا سميرة وتستاهلى كل خير،كمان كانت شجاعه منك إنك تزودي المرتبات خلت اللى شغالين إنبسطوا،رغم إنى عارفه إن الزيادات دى هتقلل من أرباحك،بس أهو الحمد لله،فى تعويض زيادة فى الزباين والشغل كمان.
تبسمت سميرة قائله:
الحمد لله، يلا إطلبي لينا تاكسي يوصلنا، يا بختك إنتِ هتروحي تنامي، أنا لسه الهوم ورك مع برينسيس يمنى.
تبسمت عِفت قائله:
والله وحشاني بغمازاتها، ربنا يخليهالك وتخاويها قريب عشان تبطل دلع زايد.
لوهله سئم قلب سميرة لكن تبسمت قائله:
إخلصي إطلبي تاكسي لو فضلنا نرغي هنبات هنا.
تبسمت عِفت موافقه، ثم قامت بطلب إحد سيارات الآجرة
بعد قليل خرجن من مركز التجميل سويًا كُن تمزحن معًا بمرح،لكن سئم وجه سميرة حين رأت سيارة عماد ظنت فى أنه السائق، لكن
عماد الذى وصل للتو أخفض زجاج السيارة وظهر أنه هو من يقودها، لوهله خفق قلبها لرؤيتها له بعد أيام، لكن عاتبت نفسها بسبب ذاك الضعف الا يكفي، تنفست بسخونه، وكادت تتغاضي عن النظر نحوه وتدعى عدم رؤيتها له، لكن عماد ضغط على ذر التنبيه لفت إنتباة عِفت كذالك سميرة، نظرت نحو عِفت قائله:
التاكسي وصل، بس للآسف أنا مش هروح معاكِ.
نظرت عفت نحو تلك السيارة وتبسمت قائله بغمز:
آه أبو غمازات جاي ياخدك، تمام أشوفك بكره.
رسمت سميرة بسمه لها، ثم توجهت نحو سيارة عماد، قبل أن تصل فتح عماد لها الباب وهو مازال جالس بالسيارة إشارة واضحة أن تصعد الى السيارة، بالفعل إمتثلت وصعدت الى السيارة،ثم أغلقت خلفها الباب،تنحنحت حين قاد عماد السيارة قائله:
زمان يمنى مستنياني أرجع عشان أساعدها فى الهوم ورك.
تنفس عماد قائلًا:
مش هيحصل حاجه لو إستنت كمان ساعه ولا إتنين.
نظرت له سميرة بإستفسار رغم أنها تعلم الجواب،لو كان أراد رؤية يمنى لكان جاء الى الشقه،لكن هو منذ إحتداد الحديث بينه وبين والدتها وهو لم يذهب الى الشقه،حتى إتصالاته الهاتفه أصبحت أقل،كذالك حديثه أقل:
ساعه ولا إتنين إيه إنت مش هتوصلني للشقه.
تنفس قائلًا بإختصار:
لاء هنروح الڤيلا الجديده،رغم إننا إتقابلنا فيها قبل كده،بس متفرجتيش عليها.
تنحنحت قائله:
خليها يوم تانى….
قاطعها بآمر:
لاء،خلاص قربنا نوصل،متأكد هتعجبك.
صمتت سميرة بإستسلام،الى أن وصلا الى تلك الڤيلا،ترجل عماد من السيارة وذهب نحو الباب الآخر قام بفتحه ينظر لها من أسفل تلك النظارة التى يضعها حول عينيه،لا تعلم سميرة لما شعرت خفقان زائد بقلبها،كآن تشعر أن هنالك شيء سئ سيحدث،لكن ترجلت من السيارة،أغلق عماد باب السيارة،أشار لها بيده أن تتقدم أمامه الى أن وصلت امام باب الڤيلا الداخلي،توقفت تنتظر الى أن فتح الباب وشارو لها بالدخول،دخلت وهو خلفها أغلق الباب بهدوء،لكن رغم ذلك شعر بصخب فى قلبها،خلع نظارته قائلًا:
تحبي نبدأ من فوق ولا من تحت،عاوز رأيك فى الڤيلا.
إزدرت ريقها قائله:
ينفع يوم تانى عشان أنا مُرهقه.
لم يهتم،وجذب يدها لتسير خلفه قائلًا:
مش هناخد وقت.
غصبًا بخفقان قلب،سارت خلفه وهو يفتح باب خلف آخر،تشاهد حجره خلف أخري،الى أن وصلا الى إحد الغرف دلف عماد أولًا وجذبها خلفه قائلًا:
ودي أوضة النوم الرئيسيه،إيه رأيك فيها.
ردت ببساطه:
كويسه،كفاية كده أنا شوفت الڤيلا…
قاطعها وهو يجذبها من عضدي يديها يضمها إليه،قائلًا:
لسه مجربناش العفش.
فهمت مغزي حديثه كادت تتوجه ناحية باب الغرفه بإدعاء عدم الفهم لكن جذبها أكثر عليه حاصرها بين يديه وقبلها فى البداية كانت قُبلة غضب،تحولت الى قُبلة عشق وإشتياق،قاومت سميرة ذلك ودفعته بيدها على صدره،لكن هو ضمها أقوي بين يديه وظل يُقبلها الى أن إمتثلت له ولذلك الطوفان الساخن، يجذبها معه الى الفراش وقت عشق مُميز،حتى شبع أو شعر بالإرهاق تركها وإضجع بظهرهُ على الفراش…
ينظر نحوها،للحظه ظنت أنه سيجذبها على صدره،بالفعل كاد يفعل ذلك لكن تذكر حديث عايدة معه قبل أيام وجملتها
“سميرة عيانه بحبك،والشفا منه مش صعب”
حقًا هى قادره على ذلك سبق وخذلته وتزوجت بآخر،تنهد بقوة يشعر بآلم حرقان بعينيه أغمضهما يكاد يعتصرهما، بنفس الوقت نظرت سميرة نحوه ظنت أنه كالعادة القديمة سينهض من جوارها،جذبت الدثار عليها وحتى جذبت إحد قطع ملابسها إرتدتها ثم تركت الدثار وهبطب من فوق الفراش،تجذب بقايا ثيابها،وبدأت ترتدي فيها،فتح عماد عينيه،حين شعر بإنسحاب الدثار،شعر بها تهبط من فوق الفراش تجذب ثيابها رغم آلم عيناه لكن رأها وسألها:
إيه رايك فى الڤيلا.
أجابته وهى تُعطي له ظهرها تكمل إرتداء ثيابها:
حلوة،كمان واسعه ومودرن.
بذلة لسان تفوه:
فعلًا واسعه ومودرن تنفع أتجوز فيها.
توقفت عن إرتداء ثيابها ووجهت نظرها نحوه للحظات تشعر كآن خلاياها تصنمت،لكن خرج صوتها متآلمًا:
ويا ترا مين العروسه اللى تليق بالڤيلا دى،أكيد طبعًا “چالا الفيومي” أكيد الإشاعات مكنتش صُدف.
ندم عماد على ذلة لسانه،إزدرد ريقه وعاند من قسوة وجع عينيه قائلًا:
مفيش دخان من غير نار،سبق وقولتلك دي إشاعه ومش شرط تكون هى العروسه،وأنتِ أكيد عارفه مكانتك هتفضلي الأولي فى كل شئ.
فهمت حديثه وتهكمت بسخريه
الأولى… بس إنت مش الأول يا عماد، بس أكيد إختيارك المره دى لـ بنت تكون إنت الأول فى حياتها.
صمت للحظات يزداد شعور الندم، فهمت من صمته أن فكرة زواج بأخرى تلمع برأسه وبالتأكيد بقلبه أيضًا…
تحجرت الدموع تحرق بعينيها اللتان تنظر له بهن، نظرة تفيض بمشاعر مُتعددة من قسوة ما تشعر،”آلم،هزيمه،آسف،ضياع”مشاعر تفتك بقلبها،لكن تمثلت بقوة واهيه وإعترفت بمكانتها الباقيه فى حياته ليست سوا أم طفلته التى وصلت بينهم بالخطأ وإعترفت بإنهزام قلبها:
وأنا هيبقى محلي أيه من الإعراب هطلقني إمتى يا عماد.
شعر بندم ليته ما قال هذا كان مجرد ذلة لسان لكن سُرعان ما إصتطدم وبرقت عينيه بذهول، ونفض ذاك الدثار من عليه ونهض من فوق الفراش توجه نحوها بغضب قائلًا:
أكيد إتجننتي ومش عارفه بتقولى أيه.
تهكمت بحسره ومرارة قائله بإستقواء واهي:
بالعكس يمكن ده أول طريق العقل بالنسبة ليا.
جذبها من عضدي يديها يضغط عليهما بقوة وغيظ وهو ينظر الى عينيها يشعر بندم، لأول مره يرا تلك النظرة المُتحديه الجافه بعينيها،لكن قال بإستهوان:
وأيه اللى هيتغير فى علاقتنا، من وقت ما إتجوزنا وهى نفس النظام.
نظرت الى تلك النظره الحاميه بعينيه وقالت بقوه:
إتغير حاجات كتير، كانت جوازة غلط من البدايه… كنت غبيه وفكرت إنك لسه بتحبني، بس ده كان عقاب ربنا ليا، نسيم كان ممكن يتعالج بس أنا إستهونت وشاركت فى موتهُ…
قاطعها متهكمًا يقول بقصد إستفزاز:
أيه دلوقتى بتحني له،
ولما أطلقك هتفكري تتجوزي تانى… قصدى تالت.
كان ردها صادمً بل هازمً لغروره:
وارد جدًا.. ليه لاء، وجايز ألاقى معاه سعادتي اللى محستش بيها فى أول جوازتين.
إرتسمت الصدمه، حديث سميرة القاسي بالنسبه له حرق ليس فقط قلبه بل حرق كبرياؤه وإن كان تنازل عن ذلك سابقًا وتركها لغيره لن يتحمل ذلك الآن، لكن لابد أن تشعر بما شعر به سابقًا ومازال يشعر به كلما حاول بداية نسيان الماضي.
يتبع…