رواية واحترق العشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامة
لشرارةالخامسه والعشرون «العشق لعنه»
#وإحترق_العشق
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاث أيام
بأحد مشافى مدينة المحلة الخاصه
رد شعبان على من يسأله عن حالة صحته:
الحمد لله بقيت كويس المستشفى هنا الرعايه فيها أفضل من مستشفى الحكومه، بشكرك أكيد تعبت فى تجميع المبلغ الكبير اللى إندفع للمستشفى هنا وده دين عليا ليك.
رد عليه الآخر:
إنت مش مديون لا ليا ولا لغيري، لآنى متعبتش فى تجميع المبلغ بالعكس أنا وصلني قيمة علاجك وزيادة كمان، ومن شخص قريب منك.
إستغرب شعبان سائلًا:
مش فاهم قصدك ومين الشخص القريب منى ده اللى دفع المبلغ ده كله.
رد عليه:
عماد
عماد إبنك، خاله جالى الدار وقالى عماد هيتكفل بعلاجك.
إندهش شعبان قائلًا بخفوت وغصة قلب وندم:
عماد!
دمعه سالت من عينيه يشعر بقسوة الايام بالأمس كان عماد يحتاج إليه والآن هو من يتصدق عليه بماله…كم هو عسير تدابير الزمن
صمت حل على المكان قبل أن تدلف هانم وتتسمع على حديثهم شعرت بحقد وتفوهت بسخط:
لاء كتر خيره،
ولما هو عارف إن شعبان يبقى أبوه ومريض ،باعت شوية فلوس يتزكي عليه،عشان يتفشخر،الأولى كان جه ليه يزوره فى المستشفى ويطمن عليه ولا خايف يعفر رِجليه بتراب السكه، ولا يمكن مش معاه تمن بنزين عربيته الغاليه.
أجابها الرجل يعلم حقيقة ما حدث بالماضي لو شخص آخر غير عماد.. ربما ما كان إهتم وتركه للحوجه والأخذ من أيادي الناس :
الدنيا مشاغل يا سِت،زيارة المريض بتبقى قصيرة، أنا أديت الأمانه وإطمنت عالحج شعبان، وربنا يتمم شفاها ويقوم بالسلامه.
غادر الرجل بينما ظلت هانم تنظر لـ شعبان بمقت من نظرة عيناه النادمة وقالت بطمع:
بدل ما كان عماد بعت الفلوس مع الراجل ده وهو الللى يحاسب المستشفى كان حولهم مباشر علينا.
نظر شعبان لها يسأل عقلهُ… هل كان مغفلًا أم ناقمًا على نعمة كانت بيده وأضاعها وبسبب ذلك عوقب بتلك المرأة… أم كان متواكلًا لا يريد الإنفاق على زوجة وبيت وكانت تلك هى المرأة المناسبه كانت تُنفق والدتهت عليهما الى أن رحلت… الطمع أغري عينيه وعينيها من أجل المال هي زوجته بعقد عُرفي وبالاوراق الرسميه هي طليقتهُ.
❈-❈-❈
قبل أن تصل ذاك المحل التى تعمل به هند تأففت من إتصال أختها عليها تطلب منها مالًا من أجل دفع أحد دروسها قائله:
تمام هتصرفلك فى حق المذكرة لما أرجع.
أغلقت الهاتف تزفر أنفاسها تشعر بضيق من تلك المسؤوليه المُلقاه على عاتقها،توجهت نحو المحل لكن قبل أن تخطي بداخله تفاجئت بالشرطه مُنتشرة بالمكان إستغربت ذلك وذهبت نحو المحل تفاجئت بالشرطه،لكن المفاجأة الأكبر كانت حين إتهمها صاحب المحل:
أهي جت،دي هى اللى كانت بتتفق مع الزباين اللى كانوا بيشتروا بفلوس مزوره،أكيد هما الحراميه اللى سرقوا المحلات وكمان دكان الصاغه اللى كان فى الشارع.
ذُهلت من الإتهام،وتصنمت بمكانها ترتجف.
❈-❈-❈
بمنزل هانى
وضعت إنصاف طبق الطعام، نظرت نحو حامد الذى مد يده على الطعام قائله:
إستني لما فداء وبسنت يجوا إيه الجوع قطع بطنك مش قادر تستني فداء وبسنت على ما يجوا.
نظر لها وهو يضع اللقمه بفمه يستسيغ طعمها قائلًا:
وهما إيه اللى أخرهم كده،وكمان مش المفروض السنيورة مرات إبنك تريحي وهى اللى كانت تحضر الفطور، هدلعيها من أولها، عشان تركب عليكِ.
نظرت له قائله:
كُل وبلاش كلام فاضي عالصبح، وبلاش طريقتك دي فى الكلام والتلقيح قدام فداء،متنساش إنها بنت ناس وكمان المفروض عروسه،مش عارفه هانى عقله زى ما يكون أتجن فجأة بعد ما كان مبسوط وقولت هيمد أجازته،فجأة سافر مع هيلدا،زي ما يكون سحرته.
تهكم حامد وإزداد فى الحديث حين رأي إقتراب فداء قائلًا:
هاني عارف مصلحته فين وهيلدا هى صاحبة الخير اللى فيه ده كله،وكمان مراته الاولانيه وحياته كلها هناك،وأكيد مبسوط أكتر.
نظرت له إنصاف وكادت ترد لولا نظرة عين فداء الحارقه له…لكن نظرت إنصاف له بتحذير أن يصمت ،ثم نظرت لـ فداء قائله:
صباح الخير،يلا تعالى نفطر.
اومأت فداء بقبول مُبتسمه قائله:
صباح النور يا طنط.
تهكم حامد بإستهزاء:
دي حماتك يعنى المفروض تقولى لها يا ماما.
نظرت له إنصاف بتحذير ثم قالت بلطافه:.
طنط طالعه منها حلوة اوي زيها.
تهكم حامد بإستهزاء وضع لقمه بفمه، بينما قالت فداء بغيظ:
طنط فعلا فى مقام مامتي، وبحبها زي مامتي من زمان.
ربتت إنصاف على كتفها بمحبه، بينما تعمد حامد سؤال إنصاف:
سمعتك من شويه كنتِ بتكلميهانى عالموبايل هو كان متعود كل يوم يكلمك الصبح قبل ما ينزل شغله فى فرنسا، قولت بعد ما إتجوز يمكن يغير عادته ويكلم مراته.
فهمت فداء تلقيح حامد وقالت:
هو فعلا كلمني وأنا كنت نايمه، وأكيد شويه وهيرجع يكلمني تاني، إنت عارف إن فى فرق ساعه بينا، هو طبعًا زمانه فى شغله دلوقتي، راجل بيشتغل مش عايش عاله على غيره.
أخفت إنصاف وبسنت التى جاءت ضحكتهن من إفحام فداء لـ حامد،
حامد الذى شعر بالكُره لها وتبادل الإثنين نظرات البُغض لبعضهما.
❈-❈-❈
مساءً
بـ شقة سميرة
دلفت تبتسم لتلك التى قابلتها بالأحضان
رغم إرهاقها إنحنت تحملها ثم توجهت نحو المطبخ تبسمت لـ عايدة التى نظرت لـ يمنى ومدت يديها تاخذها من سميرة ثم وضعتها على أحد المقاعد قائله:
إنزلى من على صدر مامي زمانها هلكانه من الشغل طول اليوم، ويلا أقعدي أكملك أكلك
، يادوب سمعت صوت فتح الباب هربت وجريت تستقبلك… يلا أقعدي ناكل إحنا كمان، وشك أصفر من أكل المحلات مفيهوش غذا
طابخه الاكل اللى بتحبيه.
تبسمت سميرة بقبول، وضعت حقيبة يدها على أحد المقاعد، تنظر الى تلك الأطباق التى تضعها عايدة أمامها الى أن إنتهت ثم جلست
تُكمل إطعام يمنى وتأكل هى الأخري الى ان شبعت يمنى ورفضت الطعام وتركت المقعد والمطبخ، تبسمن لها، بينما نظرت عايدة لـ سميرة قائله:
مالك يا سميرة وشك بقاله يومين أصفر كده، خاسه… طول الوقت سرحانه.
كادت سميره أن تراوغ لكن نظرة عايدة جعلتها تقول:
أنا طلبت الطلاق من عماد.
إنصدمت عايدة ونظرت لها بذهول سائله:
ورده كان إيه؟!.
تنهدت سميرة بآسف:
رفض، بس أنا متمسكه بقراري.
غص قلب عايدة وتدمعت عينيها بآسى قائله:
أنا لما روحت له وقولت إنك حامل ولقيته زي اللى مصدق لقى فرصه يرجعلك بها قلبي إنشرح، بس مع الوقت ندمت وقولت ياريتني سمعت لرغبتك وقتها أنه ميعرفش.
قاطعتها سميرة حين وضعت يدها فوق يد عايدة قائله:
أنا عارفه غرضك ياماما، مش ذنبك، أساسًا مكنش لازم أقبل برغبة عماد من البدايه لما أتقدملى بعد موت نسيم،
زفرت نفسها وتوقفت للحظات ثم أستطردت حديثها بآسف:
واضح إن جوازي من عماد كان تكفير لذنب نسيم،يمكن لو كنت فتحت قلبي له وأستسلمت لقدري،كان إتغير و..
قاطعتها عايدة:
ذنب إيه يا سميرة، إنتِ اللى بختك طول عمره قليل.
تبسمت سميرة بغصه وهى تنظر نحو يمنى التى عادت للغرفة قبل لحظات تلهو بحقيبة يدها قائله:
يمنى كانت أحلى بخت يا ماما.
اومأت عايدة بتوافق، وتحدثن دون درايه بمن سمع حديثهن حول نسيم الذى تحملت من بطشه بها،ربما لو كان عاملها أفضل وكان زوجً طبيعيًا كانت إختلفت حياتها معه وتقبلت ذاك الزواج كزوحه طبيعيه،لكنه كان كاذب يخدعها أنه يود العلاج وبالنهاية يستلم للمخدرات التي أضاعته..
تنهدت عايدة بسؤال:
إحنا هنفضل عايشين هنا فى الشقه ولا هنشوف سكن تاني.
إستغربت سميرة من سؤال عايدة وأجابتها:
نشوف سكن تاني ليه
الشقة عماد كاتبها بإسمي، يعني حتى بعد إنفصالي من عماد هنفضل فى الشقة،
توقفت للحظه وفكرت ربما بعد إنفصال عماد يود إسترجاع تلك الشقه نظرت نحو عايدة قائله:
حتى لو عماد قال دي شقتي البيوتى فيه أوضة كبيرة وواسعه كانت مدام چانيت عملاها إستراحه لها لما بتحس بتعب وهى فى البيوتى، ممكن نعيش فيها،دى أوسع من الأوضة والصاله اللي كنا عايشين فيها فى البلد.
اومأت عايدة تُربت علي يد سميرة بمؤازره، رغم وجع قلبها تبسمت سميرة، لكن فجاة نظرن نحو شهقة يمنى التى تعرقلت بيد الحقيبه وسقطت محتوياتها كذالك ذاك الهاتف التى كانت تعبث به فى يدها كذالك سقوطها وبكائها،نهضن نحوها سريعًا حملتها عايدة تُهدهدها كذالك سميرة التى إطمىنت أنها بخير نظرت نحو محتوايات حقيبتها المنثورة أرضًا كذالك الهاتف المنزوع جذبت تلك المحتويات وجمعت اجزاء الهاتف وعاودت تشغيله تبسمت وهى تنظر الى يمنى التى هدأت ثم نظرت الى عايدة قائله:
إيديها مش بتبطل لعب ودعبسه فى كل حاجه.
ضحكت عايدة بموافقه، بينما تدللت يمنى وألقت بنفسها نحو سميرة تحلملها كي تُدللها هى الأخري، ضحكت سميرة بقبول وكآنها نسيت ذاك السقم الذي كان بقلبها فمثلما يقولون
“إن كان كربك كبير ضع أمامك الصغير”
وهى صغيرتها التى ببسمتها إرتسمت السعادة بقلبها من جديد.
تبسمت عايدة قائله:
تعالي يا بكاشه وسيبي مامي تروح تغير هدومها، عشان تساعدك فى واجب الحضانه وتنامى بقى، دماغك دي حديد وغاوية سهر.
عاندت يمنى وأرادت أن تظل مع سميرة… تبسمت عايدة لها بمكر قائله:
سميرة هتستحمي لو فضلتي معاها. هتحميكى.
هرولت يمنى نحو عايدة، ضحكن على فعلتها رغم آنين قلبيهن.
❈-❈-❈
بـ فيلا عماد
قبل قليل
تبسم لـ حسنيه التى قابلته ببسمه هى الأخري
سائله:
جاي بدري الليله.
اجابها بإرهاق:
حسيت إن مُرهق قولت الشغل مش بيخلص.
نظرت الى ملامح وجهه، فهمتها جيدًا، ملامحه حقًا تبدوا مرهقه، لكن الحقيقة هى ليست كذالك بل مسئومه،لديها شعور شبه مؤكد أن السبب فى كذالك حياته مع سميرة، كادت تتحدث بذاك الشآن، لكن صدح رنين هاتفه أخرجه من جيبه، نظر للشاشه بتعجُب، سميرة هي من تتصل عليه، بالتأكيد هذا مستحيل بعد شِجارهم الأخير، لكن رجف قلبه أن يكون هنالك أمرًا سيئًا،
قبل أن يرد نظرت له حسنيه سائله:
مين اللى بيتصل عليك.
أجابها:
سميرة.
نظرت لملامح وجهه ثم قالت بنبرة تلقيح وتلميح جاف:
هروح أحضر العشا على ما تكلم مراتك،يمكن قلقانه عليك وعاوزه تعرف رجعت البيت ولا لسه.
فهم مغزى حديثها لكن فتح الخط يقوم بالرد لكن إستغرب وجود صوت يمنى التى تُهمهم بعبث،يبدوا أنها تلعب،لحظات وسمع حديث سميرة مع والدتها،علم ان تكون يمنى تعبث بهاتف سميرة وإتصلت بالخطأ عليه،ظل يستمع الى حديثهن معًا، سئم قلبه من حديث سميرة وإخبارها بشآن طلاقها وأنها لن تتراجع عن ذلك،كذالك حديثهن عن نسيم الذى أحرق قلبه أكثر وأكثر،فجأة إنقطع الإتصال…زفر نفسه بغضب جم كادت قبضة يداه على الهاتف أن تُحطمه،بنفس الوقت عادت حسنيه له قائله:
خير سميرة كانت عاوزه إيه؟.
أجابها ببرود:
ولا حاجه،انا حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام.
شفقت حسنيه من ذاك السأم الواضح على ملامحه قائله:
تعالى إتعشى الاول وبعدها إبقى إطلع.
وافق وذهب معها جلسا يتناولان الطعام فى صمت، كانت حسنيه تنظر له بترقُب وهو شبه لا يأكل سألته:
ليه مش بتاكل، الأكل مش عاجبك.
أجابها:
بالعكس، بس أنا كنت متغدي متأخر.
سألته:
وإتغديت فين؟.
نظر لها قائلًا:
مال سؤالك كآنه إستجواب.
وضعت تلك المعلقه التى كانت بيدها قائله بتلميح:
ده سؤال عادي مش إستجواب… يمكن تكون إتغديت عند سميرة عايدة طبيخها له نكهه ويغوي فى الأكل، أكلت كتير.
شعر بالضيق من تلميحها ونهض واقفًا يقول:
لاء إتغديت مع عميل، شبعت،حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام، تصبحي على خير.
نظرت الى وقفته هكذا قائله:
هقولك كلمتين يا عماد، يمكن يكونوا علاج لك من الإرهاق، النِسيان نعمة بتريح القلب ياعماد، تصبح على خير.
بسبب شعوره بالارهاق وإنشغال رأسه بما سمعه قبل قليل عبر الهاتف لم يضع حديثها برأسه وتركها وصعد الى غرفته، جلس بإرهاق على إحد المقاعد،يشعر بآلم حرقان بعينيه،ظل يفركهما للحظات،أرجع ذاك الحرقان الى ذاك الصداع الذي يشعر به بالتأكيد بسبب السُهد لايام متتاليه،بعد أن تخلى النوم عنه، نهض توجه الى حمام الغرفة إنتزع ثيابه وفتح صنبور المياة الباردة، علها تهدأ حرارة جسده،وتخفف من ذاك الصداع، بعد قليل، خرج إضجع بظهره على الفراش وجذب علبة السجائر والقداحه والمنفضة، أشعل إحداها ينفث دخانها، مازال ذاك الحديث عالق برأسه
نفث دخان السيجاره وإضجع على خلفية الفراش تنهد يشعر كآن قلبه متوهج مثل بصيص تلك السيجارة، كذالك آلم عيناه الذى عاد وذاك الصداع القديم…
تذكر حديث سميرة الجاف معه
[قبل يومين]
ذُهل من قولها، كآنها تُعلن انها كانت تود إتمام زواجها من ذاك الذى فرق بينهم،
نظر لها بغضب قائلًا:
واضح إنك بتتندمي عليه.
-فعلًا
جوازنا من البدايه كان غلط، انا مغصبتش عليه ترجع تتقدملى، إنت كنت عارف إنى كنت متجوزه من غيرك، كان هيفرق إيه لو كان جوازي منه كامل يا عماد، من البدايه صدمتني وقبل ما اتكلم وأوضح لك الحقيقه طلقتني، ليه رجعت لما عرفت إنى حامل، كنت لسه مشبعتش من الإنتقام مني، كفايه يا عماد، أعتقد لما تتجوز هتلاقى اللى تأدي مهمتي فى حياتك.
هكذا ردت سميرة بجفاء، تُعلن أنها أخطأت حين وافقت على الزواج به، بل وتندم على زوجها الاول، لكن ماذا تقصد بآخر حديثها…
شعر بجمرات تحرق عيناه وهو ينظر لها بهن بإحتراق، وسألها:
وإيه هى مهمتك فى حياتي.
نظرت نحو الفراش الذى مازال أثر لقائهم قبل قليل عليه مُبعثرًا قائله:
رغبة… أنا مهمتي رغبة بمجرد ما بتطفيها بتبعد عني، زي اللى كان بيعاشر عاهرة، يمكن أسوء كمان، بس نصيحه مني
بلاش بعد ما رغبتك تنتهي منها تبقى تسيبها فى السرير وتحسسها أنها عاهرة وقت مزاجك،معتقدش هتتحمل زيي،لأنها حياتها غيري يا عماد هى عاشت أنها برينسيسة بتدلع بمزاجها، لكن انا طول عمري عشت أرضي بالفتافيت، حتى فى حياتك، إنت مبسوط بوضعي معاك كده، زوجه بتروح لها أو تجياك مكان ما تختار تطفي رغبتك وتسيبها وتمشى،فندق أو ڤيلا تجيبني فيها تحسر قلبي وإنت بتقول لى هتجوز، او حتى لقاء فى أوتيل مبتفكرش فيا ولا فى مشاعر،بلاش مشاعري مش هتفرق معاك، لكن صورتى وانا نازله بعد ما شبعت ونظرة السواق بتاعك ليا،ولا حتى الموظف فى الأوتيل وأنا باخد منه مفتاح الاوضه وأطلع أستناك،او حتى بتبقى موجود فى الاوضة،كنت بتحرق من نظرة عينيهم،حتى إنت مكنتش بتبتسم فى وشي اول ما تشوفنى،فاكر يوم الحفله بتاع الافتتاح لما سيبتك وانا فى الاسانسير عامل من الفندق ضحك لى،ومد إيده بكارت له وقالى ده رقمي لو إحتاجتي لحاجه،فهمت قصده،طبعًا نازله من أوضة آخر الليل فى عربيه بسواق مستنياني كمان،فى رُخص أكتر من كده،كان نفسي ليلتها تقولى إطلعي غيري هدوم المُضيفه وإنزلى الحفله لأنك مراتي،بس طبعًا أنا مش قد مقام البشمهندس عماد الجيار اللى تليق بإسمك،هتتشرف بمين
سميرة اللى معاها دبلوم، وبتشتغل عشان محدش فى يوم حن عليها هى ومامتها، أنا ماليش مكانه فى حياتك يا عماد،مجرد متعة وقت وبتخلص وبيتحرق معاها ماضي لشاب فقير،بقى له إسم وسطوة كبيرة ولازم كل شئ بيفكرهُ بالماضي ده يحرقه… ويفكر بس إزاي يدخل وسط رجال الأعمال وجانبه زوجه تليق بمقامهُ،مش زوجة كانت لغيرة حتى لو بالأسم فقط،أو بتفكره بأسوء ظروف حياته،أنا أهو بخرج من حياتك وبسيب مكان ميلقش بيا،إختار اللى تليق بمكانتك،كده إنتهت
سميرة من حياتك .
تعبت من المواجهه،شعرت كآن خلاياها تحترق، توقفت عن الحديث،وجذبت باقى ثيابها،لم تنظر له،وتوجهت الى حمام الغرفه،
شعر هو الآخر بإحتراق،سميرة كانت تُخفي كل ذلك بقلبها،زلة لسان جعلتها تنتفض وتتمرد،لكن هو لم يكُن يُفكر فى ذلك فقط كانت زلة لسان لو كان قادر على الإحساس بغيرها كان فعل ذلك منذ زمن،جلس على الفراش يفرك عيناه يشعر بإحتراق فى عقله،يود النهوض ويجذب سميرة يعترف لها،أن ما سردته قبل قليل كان يؤلمه أكثر منها،بينما خرجت سميرة من الحمام وعادت للغرفة نظرت نحو عماد الذى كان ينحنى بظهره للأمام يضع رأسه بين يديه،لم تُبالي به وجذبت حقيبة يدها وغادرت الغرفه بلا إهتمام…بينما رفع عماد وجهه حين سمع صوت فتح باب الحمام،شعر بغشاوة فى عينيه للحظات كآنه لا يرا أمامه ولم يلاحظ مغادرة سميرة، فرك عينيه بقوة يلوم ذاك الشعور القديم بالعجز حين كاد يفقد بصرهُ وهو صغير،بسبب صفعه قويه من والده على وجهه،صفعه بسبب قوتها إرتطمت رأسه بالحائط ونزف رأسه،شعور ضعف البصر صعب، والأصعب هو إحتراق القلب بالعشق…
نهض يسير نحو باب الغرفه يتحسس الحائط، للحظة فكر بالنداء على سميرة، ربما تعود إليه، لكن رفض عقله أن تراه بهذا الضعف والإحتياج…لحظات حتى عاد يُبصر شبه مقبول،تذكر قولها عن ذاك الموظف الذى حدثها بهذه الطريقه،جذب هاتفه وأجري إتصال هاتفى،إنتظر رد الآخر عليه ثم قال له بأمر:
عاوز سجلات الكاميرات اللى فى الاسانسير ليلة الإفتتاح.
ألقى الهاتف على الفراش وتمدد ينظر الى السقف يرا حياته بغشاوة.
[عودة]
عاد يشعر بآلم بعينيه، نهض وجذب تلك القنينه الصغيرة وضع منها بضع قطرات بعينيه، تدمعت عيناه منها، لا يعرف إن كانت تلك الدموع من القطرات، أم دموع حقيقية كان يودها ربما يشعر براحه، لكن هى لا هذا ولا ذاك، هى دموع مُزيفه، عاود التمدد على الفراش يشعر كآنه منبوذ او ملعون بالخذلان دائمًا منذ طفولته، فى البداية والده وتخليه عنه، وحتى من تتغلغل من قلبه تخلت عن وعدها، والآن واجهته وعرت حقيقة لم يكُن يجهلها، ولم يكُن يستمتع بها، بل كان يشعر بالوحدة دائمًا يصحبه شعور الخوف من أن يتخلى عنه الاقربين له.
❈-❈-❈
فرنسا
رغم أنهما فقط يومان لكن شعر بحنين وإشتياق لـ فداء،تبسم وهو يتذكر إحد حركاتها الحمقاء بالعلكه، شقت بسمه شفتاه،تنهد بإشتياق، وجذب هاتفه، قام بالإتصال عليها ينتظر ردها، لكن
إنتهت مدة الرنين الاول،زفر هانى نفسه بغضب،من عدم رد فداء عليه منذ يومان يهاتفها وهى لا ترد عليه،جذب شعره للخلف وعاود الإتصال،لكن كالعادة رنين دون رد
بنفس اللحظة شعر بيدين تلتفان حول جسده من الخلف وقُبله على ظهره،إشمئز منها،كاد يتقدم خطوه للأمام لكن كانت كالجرادة إلتصقت به، رغم شعورها بنفوره منها تشعر ببُغض كبير نحو تلك المُشعثه تظن أنها تتلاعب به بالكلمات عبر الهاتف، تُثير رجولته بشبابها.
لكن لم تستسلم وحاولت إغواؤه بسفور، وهى تظن أن سِحر تلك الدجاله قد آنى بثمار
فـبدموع تماسيح رسمتها عليه جعلته يُصدقها، ووافق على السفر معها، لكن هى مُخطئه فهو حقّا لو لم يكُن يعرفها جيدا لصدق إستنجادها الكاذب به، لكن هو كان برأسه هدف آخر
يخشى مواجهته، انه أصبح يهوي، لا مُغرمً
بتلك المُتحدية هى من كسبت التحدي وتوغلت لوتين قلبة المُشتاق والمُحتاح للعشق، اخطأ حين ظن ان
الهروب منها الآن قبل ان تتغلغل من مشاعره،لكن كان ألافضل له المواجهه لكن هل فات الوقت وعليه مواجهة عِناد فداء….
… يبدوا ان كما أخبرهُ عماد سابقا أن العشق لعنه تصيب الرجال بعقولهم.
يتبع….