اخر الروايات

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم حورية

رواية تزوجته رغما عنه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم حورية 

البــــارت الرابع والعشرون

فـــرحت كثيرا عندما رأت اجنتها بعينها..دخـــل عليــها شكرى وهو يتأفف ...قال لها بملل:-تليفونك عمال يرن ..زن زن زن ...
مها بفرحه:-مين رن يا بابا
شكرى :-واحده اسمها سهى والتانيه اسمها ساره وحماتك وجوزها وحاجه تقرف
مها بفرحه وهى تنظر لاولادها:-ايه رئيك فيهم يابابا..زى العسل مش كده
شكرى وقد بدأت الابتسامه ترتسم على شفتاه:-حلوين اوى اوى وخصوصا مايسه
مها بتعجب:-مايسه مين
شكرى:-نفس اسئلة جوزك الذكيه..هسميها كده ثم اشار ناحية الذكر وناداه بشكرى والاخرى بابتسام
مها وهى تضحك بشده:-ايه الاسامى ديه ...انا اسمى ولادى كده
شكرى بجديه:-مالهم الاسامى ديه يعنى
مها وهى تحاول التوقف عن الضحك :-حلوين يا بابا بس انا عايزه اسامى تانيه محدداها انا وحسن ..تذكرت انه ليس معها ..فتابعت بحزن:-كان نفسى يكون معايا دلوقتى ..
هنا دفع باب الغرفه ...ارتسمت الابتسامه على شفتيها عندما وجدت حسن يدخل اليها ويضمها بشده الى ان شعرت بالوجع اثر ضمته تلك ..فضحكت وقالت له بفرحه:-يابنى وجعتنى ...الحمد لله انك جيت كنت محتاجاك جمبى اوى
حسن بفرحه مماثله :-الف مبروك يا احلى ماما فى الدنيا فى كلها ..ثم اتجه الى ذلك السرير المقسم الى ثلاثة اقسام كل رضيع فى قسم..نظر اليهم بتأمل ..
بادرته مها :-مش هتشيلهم ولا ايه
حسن :-اشيل ايه يا حاجه انا مابشيلش غير وهما اربع شهور كده ولا حاجه
مها وهى تتظاهر بالحزن:-وانا مين هيساعدنى كده ان شاء الله بقى
اتجه اليها وقبلها قبله رقيقه وتابع:-انا اساعدك فى اى حاجه يا سعادة البيه الا انى اشيلهم
مها وهى تضحك:-طيب يا اخويا
طرق الباب مره اخرى ...اذن شكرى بالدخول...كانت سهى...
دخلت سهى بفرحه واتجهت الى مها واحتضنتها هى الاخرى وقالت:-الف مبروك يا حبيبتى ربنا يباركلك فيهم يارب
مها بفرحه :-الله يخليكى يا سهى
سهى بمرح:-الولاده سهله ولا صعبه يا مها
مها وهى تضحك:-صعبه جدا يا ساره..
هنا لاحظت سهى انها لم تلقى السلام على احد سوى مها..فنظرت الى حسن ..تفاجأت بلحيته وعلامة الصلاه فى جبينه ...غضت بصرها مسرعه ومن ثم القت الســلام على شكـــرى ايضــا.....
رن هاتف مها ...اجابته كانت ساره...
مها :-السلام عليكم
ساره بفرحه:-عليكم السلام يا مامى مها
مها :-بقيت مامايا ساره اخيرا عقبالك يارب ما تقومى بالسلامه
ساره معتذره:-معلش يا مها مش هعرف اجى المستشفى والله بس اكيد هجيلك فى البيت ان شاء الله لما ارجع من السفر
مها:-بطلى هبل ياساره انتى زى اميره بالظبط والله ...ثم تذكرت انهم لم يخبروا اميره بعد...
************************************
أما اميره كانت قد خرجت من غرفتها عندما سمعت باب المنزل قد اغلق ...توقف عقلها عن التفكير..كيف يجرؤ ويتطاول عليها بهذا الشــكل ؟!...ولكن اين تذهب؟..لا تعرف احد فى هذا البــلد قــط...رأت ان افضل حل ان تتصل به وتأمره بأن ينزلها الى مصر كما قال لـــها...فهذا افضل حل من وجهة نظرها للحفـــاظ على ما تبقى من كـــرامتها...
قبل ان تتجه الى الهاتف نظرت الى وجهها فى المراه ...تحسست وجنتها..دمعت عيناها مره اخرى...ولكن استجمعت قواها واتصـــلت به...
اجابها هو بسرعه وقال بلهفه:-اميره
اميره بحزم:-تعالى دلوقتى ...
مرت نصف ساعه تقريبا حتى دق الباب..فتحت له ..دون ان تنظر اليه...
دخل واغلق الباب وراءه...
اميره بحزم:-انا عايزه انزل مصر زى ما انت قولت الصبح
ايمن معتذرا:-اميره انا فعلا مكنش قصدى اضربك ..بس انتى اللى ..
قاطعته بقسوه لم تعرف من اين اوتيت بها:-انا ايه ؟انا ايه ما تكلم انا اللى روحت عرفت عليك واحد وبفكر فيه لحد دلوقتى؟!انا اللى مديت ايديا عليك ؟انفجرت الدموع من عيناها وتابعت وهى تشير باصبع يدها المرتجف فى حزم:-انت هطلقنى ..فاهم يعنى ايه..وهتحجزلى وهنزل مصر يا ايمن..مش لوحدى انا وعلى ..وابقى روحلها ..روحلها يا اخى ..انا حاولت معاك بس من الواضح انى فشلت
ايمن بتعجب:-واحدة مين؟!ثم تابع بارتباك:-انتى بتألفى قصص وتصدقيها...
اميره وقد استدارات حتى لا تنظر اليه:-وكمان بتكدب..يا برودك يا اخى ..
تحرك و وقف امامها:-اميره الكلام اللى فى دماغ ده والله اوهام ..
اميره بقوه وحزم:-ماشى انا موافقه ان ديه اوهام ثم التقطت هاتفها من على المنضده ونظرت له فى ام عينه:-شايف النمره ديه ..شايفاها كويس مش بتفكرك بحد؟!تحب اقولك مين ..ديه نمره لواحده اسمها سمر مش متجوزه ..هيا ديه اللى خليتك متحضرش ولاد ابنك لانك كنت عندها.. تابعت وقد تحركت الدموع فى عيناها:-كنت فى شقتها ..طب تحب اقولك العنوان ...
ايمن بارتباك وهو ينظر ارضا:-انتى عرفتى الكلام ده منين؟
اميره بقوه :-مش مشكلتك عرفته منين ..ولا عايزه منك تبرير ..عارف ليه ..عشان خيانتك ليا ديه ملهاش اى مبرر
قاطعها فى قوه واكمل:-لاء ليها..وانتى لما كان شعرك مبيتسرحش باليومين والتلاته وهدومك اللى مبتتغيرش والشقه اللى الشارع كان انضف منها وابننا اللى مكنتيش مهتمه بيه ..طب والنت والكمبيوتر ..كل ده كان لازم يخلينى اضعف
اميره فى غضب:-وانا كمان كانت قدامى حجات كتير اوى ممكن تخلينى اضعف بس مضعفتش يا ايمن لانى اولا بخاف من ربنا ثانيا كنت بحبك..حاولت كتير انسى اللى عملته وانا فى مصر بس لما عرفت انك بتحاول تتصل بيها تانى ..حسيت ان كل حاجه ضاعت منى تانى تابعت وهى تبكى:-حاولت اتغير تانى ونضفت الشقه ونيمت على وكنت عايزه احتفل معاك بعيد جوازنا بس فوجئت انك مع كل ده بتمد ايدك عليــا
هنا اتجه اليها وقبلها ..ابعدته عنها ..قال لها بتوسل:-يا اميره افتكرى اى حاجه حلوه بينا ..بالله عليكى بقى خلاص..والله ما هعمل حاجه تزعلك تانى
قاطعته فى قوه:-طب جرب كده ترمى الفاظه اللى جمبك ديه ...هتلاقيها اكسرت ..صح؟!..حاول كده تلمها تانى ؟!مش هترجع زى الاول يا ايمن..تابعت بهدوء:-انا محتاجه اخد فتره واهدى
ايمن :-طب خلاص اعدى هنا وانا هعد فى اى فندق بس متنزليش يا اميره
اميره بحزم:-انا هنزل يا ايمن متحاولش بقى كفايه انا تعبانه بجد ...
ايمن بحزم:-وانا مش هنزلك
اميره :-يعنى ايه؟!
ايمن بحزم:-يعنى مش هحجزلك يا اميره ومش هتنزلى
اميره بقوه وقد التقطت هاتفها:-لاء وفر فلوسك انت انا هكلم ماما وهخليها تحجزلى هيا وهنزل ان شاء الله
شعر بالارتباك قليلا وهو يراها تتصل فعلا بوالدتها...
اميره:-ازيك يا ماما
مايسه بفرحه:-باركى لاختك يا اميره ولدت النهارده العصر
اميره بدهشه:-معقوله؟!ده انا كنت بكلمها بعد الضهر كده ..بس الف مبروك يا ماما
مايسه:-وانتى يا حبيبتى عامله ايه؟مش محتاجه حاجه
اميره بارتباك:-انا..انا ..لاء كنت بتصل اطن عليكوا بس يا ماما هتصل بمها وهباركلها ان شاء الله
اغلقت معها الهاتف...نظر لها بانتصار والابتسامه العريضه مرتسمه على شفتاه...
اما هى كانت شتعل غيظا..لم تريد ان تعكر فرحة والدتها ..ومع ذلك فهى مضطره ان تبقى معه وتعطيه حقوقه كامله حتى تستطيع ان تعود مره اخـــرى الى مصــر...
*************************************************
فى اليـــوم التالى سافرت ساره واحمد الى الغـــردقه...وقررت سهى ان تأخذ سيف وحمزه لقضاء نزهه ايضا الى نفس المدينه ...
***************************************
مر يومان ..كانت تجلس نهال بمفردها ..تتحدث مع ثريا فى الهاتف...علمت بولادة مها ..فرحت كثيرا...حددت موعد مع كــريم لزيارتهم فى المساء مع ثريا وفتحيه ومحمود...بدأت تشعر بالروتين فى حياتها الزوجيه بعد استئناف كريم عمله مره اخرى..كانت تستيقظ فى الصباح ترتب شقتها وتطهو طعام الغداء ...الخ..اصبحت حياتها ممله ...بدأت فكرة النزول والعمل تراودها كثيرا ...
فى المســـاء ..انتظرت حضور كريم ...سلمت عليه واثناء تناولهم الغداء ..
قالت له بدلال:-حبيبى انا وانا بقلب كده النهارده فى النت لقيت شركه محتاجه محاسبين جداد ..عايزه اقدم..ايه رئيك؟!
كريم بحزم:-لاء طبعا
نهال بتعجب:-ليه يعنى
كريم بهدوء:-عشان انا مراتى متنزلش وتحتك برجاله وموصلات وقرف انتى مش عارفه الشارع فيه ايه
نهال بغضب:-ما تحبسنى فى قفص احسن
كريم موضحا:-مش قصدى يا نهال كده لكن انا خايف عليكى ومش راضيلك البهدله ثم تابع بمرح:-غلطان انا كده يا باشا يعنى عشان محبلكش البهدله
نهال:-انا مبهزرش يا كريم انا ملانه جدا وانت مش حاسس بيا
رن هاتف نهال..كانت ثريا تستعجلها بالاستعداد للنزول للذهاب لمها وحسن...
كريم بمرح:-الحمد لله انقذتنى ..
نهال بجديه:-على فكره الموضوع لسه مخلصش يا استاذ ...
************************************************** *
قرر ايمن ان يحجز غرفه له فى فندق مجاور لمنزله هو واميره...بعد مرور اليومان..لم يجد تحسن منها ...
اميره :-متحجزش حاجه
ايمن بحزن:-وانا مش قارد اعد كده وانتى مش عايزه تعدى معايا
اميره ببساطه:-ما تنزلنى احسن طالما مضايق اوى كده
اتجه اليها واقترب منها وتابع:-انا مقدرش ابعد عندك..انتى ليه مش قادره تصدقى ده
قاومته بصعوبه واستدارت وفضلت الصمت ..
انتهز هو الفرصه و وقف امامها مره اخرى واقترب منها اكثر فاكثر ...همس لها برقه:-نسيتى كل حاجه حلوه ما بينا فى لحظه كده ..حرام عليكى يا اميره بقى خـــلاص ..
دمعت عيناها وقالت برقه وهدوء:-توعدنى ان ديه تبقى اخر مره يا ايمن تمد ايدك عليا
ايمن بلطف:-اوعدك انى عمرى ما هزعلك تانى ...
وسكتت شهرزاد عن الكـــلام المباح....
************************************************
كانت مها ترتدى عباءه فضفاضه زهرية اللون وطرحه بنيه طويــله...استقبل حسن الضيوف ...جلسوا فى الصالون ...فتحيه بجانب زوجها محمود ...ونهال وكريم وثريا فى جانب اخر....
مصت فتحيه شفتاها وقالت موجهه كلامها لمها:-هى ديه الاسماء بقى
مها بابتسامه:-مالهم يا طنط ..
فتحيه باقتضاب:-ملهمش ياختى ربنا يخليهملك ..بس لفت نظرى ان البنتين طالعين سمر زيك
مها بحرج وارتباك:-ماما قالتلى ان الاولاد كلهم وهما صغيرين بيبقوا كده
حسن بمرح:-هيا مها سمره يا ماما ...ديه زى القمر ثم طبع قبله على جبينها
فتحيه لمها :-يعنى انا مبفهمش
نهال محاوله معالجة الموقف:-يا خالتو ده العيال زى القمر وخصوصا الواد معز ده ..هخطبه لبنتى ان شاء الله
ضحك الجميع وتابعت ثريا بمرح:-البت كارما وكنزى دول يتاكلوا اكل والله ..ربنا يخليهملكوا يارب
انقضت السهره ..لم تخلوا من سخافات فتحيه..ولكن كل العيون الفرحه الاخرى بالصغار وفرحة حسن بهم ..انست مها كــــل شئ...
*************************************************
مــــر عام كامل ..على ولادة مها ...
كــانت تسير هى وحسن واطفالهم الثـــلاث فى احدى شوارع القاهره المزدحمه بالناس ..ينتقون ملابس والعاب للصغار...
كانت تحمل كارما بيد وتمسك حقيبة الصغار باليد الاخر ..وحسن يحمل معز وكنزى ..
مها بمرح:-احنا ايه اللى خلينا نتلحس فى مخنا وناخدهم يا حسن معانا ...
حسن وهو يضحك:-افكارك يا ام العريف ثم قلد نبرة صوتها:-ناخدهم يا حسن فيها ايه ما كل الناس ماشيه بالعيال ثم تابع وهو يضحك:-مشيتى بالعيال ياختى
مها وهى توكزه بيدها برفق:-طب خلى بالك منهم بقى
سقطت منها الحقيبه ..قال لها:-استنى هجيبها اعطاها كنزى ..ومن ثم التقط الحقيبه واعتدل مره اخرى ليصطدم بشابه ..قال مبادرا:-انا اسف معلش
الشابه :-ولا يهم حضرتك ..وفجأه نظرت اليه وقالت بدهشه:-حســـن
حسن وكأن الزمن قد عاد به للوراء:-علــــياء !!



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close