رواية جوازة ابريل الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نورهان محسن
لن يستمر قلبك المتمرد في العصيان أمام أفعالي المغموسة في العسل المسموم ، الذى لا أصنعه خصيصًا لك فحسب ، بل سأطمعكِ إياه بمنتهى الحنان حتى تخضعى لي ، محيكاً مؤامرة عليكِ حتى تقعِ في مكيدة حبي بكل إرادتك ، ثم أترككِ عاجزة عن النبض إلا بأمري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل احدى المقاهي الراقية
_ميرسي علي التوصيلة
هكذا تحدثت أبريل مبتسمة بإمتنان ، فرد عليها بالمثل قائلا بصوته الجذاب الأجش : يا نصابة ميرسي واحدة بس دول مش كانو تلت مشاوير؟
ابتسمت بعذوبة ، وهي تميل نحوه بجذعها عبر الطاولة ، وأجابت بهدوء : ميرسي .. ميرسي .. ميرسي .. عشان الحق حق
مال باسم صوبها بالمثل مغمغماً بمكر رجولى : حاف كدا .. مفيش ميرسي بحضن .. ميرسي ببوسة او بوستين انا مش همانع
تدحرجت عينيها الي الجهة الأخرى في اليأس من نهجه الجريء معها ، وهي تعود بظهرها علي مقعدها ، وبتجاهل تداري به ارتباكها ، نادت على النادل الذي كان يقف أمام طاولة أخرى بجانبهم : لو سمحت
التفت بإيماءة قبل أن يأتى إليهم قائلا بإحترام : تحت امرك يا فندم
ابريل بهدوء : ممكن شاي اخضر
أماء الشاب بإبتسامة قبل أن يوجه سؤاله إلى باسم ، الذي أشار بموافقته بإيماءة من عينه : تمام يا فندم والقهوة بتاعت حضرتك
بعد قليل
يجلس باسم يرتشف رشفة أخيرة من قهوته ، وهو يتجاذب معها الأسئلة بهدوء : وانتي حابة تكوني مع انهي شركة فيهم اكتر
ردت ابريل بجدية : المختار جروب من ناحية الجودة والسمعة كويسين ومحترمين جدا واشتغلت معهم فترة بسيطة في تدريبي
سألها بحيرة : وليه مش حابة تبقي في الشركه عندنا؟
هز حاجبيه قبل ان يردف بمشاكسة : ولا مش شايفانا قد المستوي المطلوب لمهاراتك؟
كتمت ابريل ابتسامتها ، ولوحت بكفها بلا مبالاة ، تليها كلماتها الهادئة : بصرف النظر عن انك بتتريق .. بس لعلمك كنت بتمني اشتغل في الشندويلي جروب بعد التخرج ..
واصل باسم أسئلته محاولاً فهم ما يدور برأسها العنيد : طيب ما احنا لسه فيها ايه المانع؟!
هزت رأسها رافضة لما يقوله ، ثم شرحت له بصوتها الرقيق الذي لا يخلو من الجدية : مابقاش ينفع خلاص انا وانت ارتباطنا مؤقت مش عايزة يحصل اي حساسيات قدام و بعدين انا حابة اعتمد علي نفسي اذا اتعينت عندكم هيعاملوني علي اني خطيبة نجل السيد صلاح الشندويلي مش عشان مهندسة شاطرة
قهقه باسم عليها بخفة ، وهو ينظر إليها بعينين لامعتين بالإعجاب لعدة لحظات طويلة في صمت ، قبل أن يمد يده إلى صندوق صغير على الطاولة مرددا بابتسامة مهلكة : طيب يا خطيبة نجل الشندويلي .. اتفضلي
رمشت أبريل عينيها عدة مرات بإستغراب ، وهي تنظر إلى الهاتف الذي أخرجه من الصندوق قبل أن ترد عليه دون أن تفهم : اعمل بيه ايه!! معايا بتاعي؟
باسم ببساطة : اعتبريه هدية
ضيقت عينيها بدهشة ، وسألته مرة أخرى بإستنكار : هدية بأمارة ايه؟ بيني و بينك ايه عشان اقبل منك هدايا؟!
رد عليها ضاحكاً : لسه حالا قايلة انك خطيبتي .. اعمليها رنة لتليفونك .. عشان كل ماتنسي هي تفكرك وتوفري عليا افكرك كل شوية
تمتمت أبريل بصوت منخفض ، وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة : بس خطيبة مؤقتة
تجاهل باسم الرد على جملتها الأخيرة ، متنهداً بصوت مسموع قبل أن يقول بحزم : قصروه اللي معاكي دا ترميه .. وماتستعمليش غير دا وبس
عضت شفتيها بغيظ من لهجته المتسلطة قبل أن تستفسر بإمتعاض : افندم .. و دا ليه ان شاء الله؟
باسم ببرود : ياريت تنفذي اللي بقوله من غير سين وجيم..
إحتدت نظراتها الغاضبة معارضه اياه بنبرة عنيدة : لا بقااا مش منفذة غير لما افهم .. ايه هو دا انت شايفني بقرة قدامك عشان اهز دماغي وخلاص من ما افهم
رمقها بنظرات لامبالية مخاطباً اياها بهدوء خطير : مجاش في بالي تبقي بقرة .. كنتي في عيني قطة وديعة امبارح بس قلبتي قطة شرسة تاني .. خلينا حلوين و بلاش تنرفزيني بكلمة لا بتاعتك دي ولا اسمعك بتنطقيها تاني
ابريل بتحدى : ولو سمعتها واتنرفزت هتعمل ايه يعني .. ها!!
تأفف باسم بسأم : اخ علي العناد اللي مالوش اي مبرر
دنت بظهرها عاقدة ذراعيها علي الطاولة ، وقالت بمشاغبة مندفعة : لا بجد عندي فضول اعرف .. ايه هتسكتني ببوسة زي ما عملت قبل كدا لحد ما نفسي يتقطع وتوديني علي المستشفي
كتم باسم ضحكته بصعوبة ، متعجباً من تصريحها الجريء ، لكن الأمر لم يفلت منه وهو يهمس بلؤم ماكر : ماتتحدنيش وافتكري كويس .. انتي اغم عليكي من بوسة واحنا مداريين تخيلي لو بوستك وسط العالم دي كلها هيجري فيكي ايه؟ا
تلونت وجنتاها باللون الأحمر القانى من جرأته الصارخة ، وتسارعت نبضات قلبها من توترها الشديد ، بمجرد أن نظر إليها بعزم ، فنظرت إليه شرزاً وزمجرت بحدة : انا قولتهالك قبل كدا انت ماشوفتش بربع جنيه تربية .. واسمع كدا دي .. لا .. لا .. لا .. لا .. لا
زوى حاجبيه بانزعاج من تعمدها إثارة جلبة حولهما ، فاتسعت البسمة على شفتيها بعد أن نجحت في استفزازه ، فيما نطق باسمها بتحذير لم تبالي به ، مرددة بوتيرة بطيئة قاصدة مشابغته : لا و لا .. ولاااا...
باسم بإنزعاج : افصلي .. خلاص .. عرفت في يوم خطوبة اختي ان تليفوني متهكر .. وفي نفس اليوم غيرته .. وعشان كدا مش مستبعد ان تليفونك كمان يبقي متهكر
كادت عينيها أن تقفزا من محجريهم ، شاهقة بصدمة : يا خبر اسود .. ومين اللي ممكن يكون عمل كدا؟!
_ماعرفش .. و دا مش موضوعنا التليفون دا عليه نظام حماية كويس يعني امان خليه معاكي و في شريحة
تدحرجت فيروزيتها إلى الهاتف ، وعيناها تلمعان بالحماس ، ثم أجابت بأسف : بس دا احدث موديل و غالي جدا .. وانا مش معايا تمنه دلوقتي
هتف باسم مستنكراً : انتي عبيطة يا بنتي و هو حد كان طلب منك تمنه
أماءت برأسها في إستياء معلقة على حديثه بإغتياظ : نعم يا استاذ .. انت هتبدأ من دلوقتي في التنطيط عليا عشان جايبلي تليفون ولا ايه .. قولتلك ماقدرش اخده .. لو كان ضروري يعني شوفلي واحد تمنه في الحنين
_دا الموجود .. وكويس و مضمون وهتاخديه كفاية فرهدة انتي بتحرقي كتير في المناهدة بتاعتك دي
_طيب ما دام مصمم خلاص .. بس لما نخلص من الحكاية السوده دي هرجعهولك
أومأ باسم لها بالموافقة ، وصمت لعدة ثوان وهو يفكر في شيء ما ، قبل أن يميل نحوها فجأة ، وهمس من بين شفتيه المضغوطتين : ماشي .. بس عارفة لو كان مصيره زي الفستان ورجعتيه محروق ولا مدشدش .. مش عارف ممكن اعمل فيكي ايه؟
قضمت ابريل شفتيها بتوتر ، إذ اقترب وجهه من وجهها وامتلأ رئتيها برائحة عطره المميزة اربكها بشدة ، بينما لمعت عيناه بنظرة غريبة متابعاً حركة شفتيها الممتلئتان بإغراء ، فيما ابتسمت مستفسرة بصوت مختنق : انت هبيت فجأة كدا ليه الناس بتبص علينا
استوى في جلسته وتحدث أخيرا بعد صمت طويل نوعا ما ، ليخرج صوته متشققا بمشاعر متضاربة : انا بس بعرفك
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
بعد عدة أيام
سارت هالة في طرقات المستشفى بخطوات متوازنة ، فأقبلت عليها طبيبة زميلة مبتسمة بلطف : صباح الخير يا هالة
بادلها هالة التحية ، وهي تبتسم بعذوبة : صباح الورد
_مكنتيش بتيجي ليه انشغلنا عليكي؟!
_كنت واخدة في اجازة كام يوم و...
قاطعها صوت رجولي من خلفها : صباح الفل
التفت كلاهما نحو مصدر الصوت ، وأجابت الطبيبة الآخري : صباح النور يا دكتور ياسر
ابتسم لها بود قبل ان يوجه سؤاله إلي هالة بلطف : ازيك يا هالة .. عاملة ايه؟
ردت هالة عليه مبتسمة بإيجاز : الله يسلمك
استئذنت الطبيبة بهدوء ، لتترك لهم مجالًا للتحدث بينما تنحنح ياسر يجلي حلقه قبل أن يقول بلباقة : مش عايزك تكوني لسه واخدة علي خاطرك مني بعد اخر حديث ما بينا
أومأت برأسها متفهمة ولم ترد ، فزفز الهواء من فمه بتوتر ، مواصلاً حديثه : انا مقدر ان اعصابك كانت مشدودة وانا كمان يا هالة بس انا فعلا مش حابب يطول سوء التفاهم بينا .. احنا مهما كان زملاه في مكان واحد يا هالة .. ولا انتي خلاص مش حابة تتعاملي معايا بعد كدا
نظرت هالة حول المكان قبل أن تعيد نظرها إليه ، ليخرج صوتها من عباءة الصمت ، تنتقى حروفها بجدية : مش هكذب عليك واقولك ان الموضوع بالنسبالي عادي وعدي ببساطة .. لكن بفضل الله قدرت اتقبلت اللي حصل ومش حابة تكون في حساسية بينا لمجرد ان مفيش بينا نصيب .. إحنا هنفضل زملاه عمل زي ما انت قولت يعني هنشوف بعض كتير .. وضروري نحافظ علي الاحترام في التعامل مع بعض
حك ياسر طرف أنفه دليلاً على حرجه من هدوءها وكلماتها الرقيقة معه ، ليؤكد بضيق : طبعا يا هالة ربنا وحده العالم انا قد ايه بحترمك ومكنتش حابب اني اخسرك
هالة بإبتسامة هادئة تنهى بها هذا النقاش : ربنا يوفقك ويسعدك .. معلش هستئذنك عايزني في الطوارئ
ياسر بهدوء : بالتوفيق وهشوفك عن قريب تاني
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في فيلا صلاح الشندويلي
داخل غرفة باسم
_باسم .. باسم .. فوقلي بسرعة
هكذا صرخ عز بصوت صاخب ، فغمس باسم رأسه في الوسادة اكثر ، وهو يهمهم خلال نومه : سيبني وهقوم بعد شوية
رفض عز بتصميم : لا انجز محتاجك حالا
قطب باسم حاجبيه منزعجاً من صوته العالي ، ليهتف بتذمر ممزوج بالنعاس ، وهو يلوح بيده في ضيق : يا اخي ما تسيبني انا مش فايقلك
لكزه عز بقوة على كتفه ، قائلا بلهجة مستهجنة : في حاجة ضروري ما تصحي يخربيت برودك
_خلاص اتزفت..
صاح بهذه الكلمات بحنق ، متكئًا على ظهر السرير وجفونه شبه مغمضتين ، وهو يرفع يده ويعيد شعره إلى الخلف بعيداً عن عينيه : ها عايز ايه من اهلي علي الصبح
ضيق عز عينيه في دهشة تنضح في سؤاله ، وهو يتفحص الكدمة الزرقاء الداكنة التي تزين جبين باسم : مين عامل فيك كدا؟
تأوه باسم بضجر ، وهو يحك مؤخرة رأسه بنفاذ صبر ، ليقول بوقاحته المعتادة : مايخصكش .. ها انجز ايه المستعجل بتااا...
توقف باسم فجأة عن الكلام ، وكادت عيناه أن تخرجا من محجرهما بمجرد أن قاطعه عز بهدوء ، عاكساً الحمم البركانية التي كانت تثور بداخله وهي على وشك الانفجار ، وحرق الأرض الخضراء واليابسة : حازم لسه قافل معايا.. مني طالبة نطلق رسمي
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في غضون ذلك الوقت داخل المستشفي
_شئ صعب لما تحسي بقلة اهتمام وانانية من حد المفروض يهمه ادق تفاصيلك
تحفزت حواس هالة عندما سمعت تلك الكلمات الغامضة منه بنبرته الرخيمة التى بادت تميزها ، فالتفتت إلى مصدر الصوت بنظرة دهشة منه فإذ رأته يقف خلفها مباشرة ، ينظر إليها بنظرات ثابتة لا تستطيع أن تفك طلاسمها المعقدة ، وهذا الأمر أحدث ارتباكًا في خلاياها ، فسألته بتعجب : مش فاهمة تقصد ايه؟
أوضح فريد لها بلهجة تدل على عدم رضاه : اقصد من الشفقة علي نفسك تفضلي متمسكة بوهم ولا عادي تسمحي لأنانية اللي بتحبيه انها تأذيكي وتأثر عليكي وتصممي تتجاهل وتصبري نفسك بأمل كداب
ضاقت عيناها حنقاً قبل أن تهدر بنبرة خفيضة ، وهي تلوح بيدها في الهواء احتجاجا وتحذيرا : انا مقدرة اللي حضرتك عملته معايا يا دكتور .. بس مالكش اي حق تدخل في شؤوني .. دي حياتي وخصوصياتي وماسمحلكش تتجاوز حدودك احنا مش صحاب ع..
_عارف كويس حدودي ..
سيطر علي فريد الغضب مع سماعه ردها ، فقاطعها بنبرة صارمة جعلتها تبتلع لعابها بتوتر ، وهو ينظر عن كثب إلى ملامحها الغاضبة التي كشفت عن سخطها التام ، لكنها أضافت لها رونق جميلاً ، وهذا لا ارادياً زاد من إعجابه بها أضعافاً مضاعفة ، ثم استطرد بصوت رجولي بارد : بس اظاهر محتاج افكرك انك جراحة .. عشان شكل تاه عنك قد ايه شغلتنا حساسة و في ارواح مسؤولين عنها مالهاش اي ذنب في مشاكلنا الشخصية اللي وسطيها نسيتي ان في مصاب مسؤلة عن حالته معايا وماكلفتيش نفسك حتي تعرفي ايه كان مصيره
تباطأت نبضاتها وهي تشعر بقلق غريب من الجملة الأخيرة التي قالها ، فأعدت كلماته بتوجس : تقصد بإيه تعرفي ايه كان مصيره؟!
فريد بقسوة باردة نابعة من شعور غريب ، غزا أعماق قلبه حالما رأها واقفة تبتسم إلى ياسر : المصاب حصلتله مضاعفات واتوفي امبارح بليل يا دكتورة
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في تلك الأثناء
عند باسم
_انت هتفضل رايح جاي كدا كتير ..
إنطلقت كلمات باسم موجهة لذلك الثائر الذي يطوف الغرفة ذهابا وإيابا كأسد محاصر وسط أعمدة قفص حديدي ، يحاول أن يجد منفذا يستطيع من خلاله المرور إلى العالم الخارجي دون جدوى ، لينطق بصوت مختنق بما يراود عقله : حاسس نفسي متكتف وعقلي عطلان
حثه باسم على الجلوس بجواره ، وهو يشير إليه : طيب تعالي اقعد خلينا نعرف نفكر ..
نفخ عز بضيق ، وهو يتجه نحوه ، ويجلس على مضض بجواره علي السرير ، ليهتف بتعبير عابس : اترزعت .. اقسم بدين الله هاين عليا اخطفها وواخدها في اي حتة ومحدش يعرف لينا سكة ونبعد عن اي مشاكل
علق باسم علي حشو ابن عمه بتهكم ازدري : تصدق بالله انت تستاهل انها تسيبك متلسوع كدا عشان تتربي .. فكك من التفكير المريض بتاعك دا؟!
هز عز رأسه بالسلب ، وهو يرد بنبرة خفيضة معذبة : انت ماجربتش تحب بحق وحقيقي يا باسم يعني صعب تفهم اللي حاسس بيه
أخرج من فمه زفيراً بمثابة نفحة من نسيم الجحيم الذي فتح بابه مرحبًا به في أحضانها الحارقة ، مواصلًا بلوعة نابعة من قلب العاشق : جوا صدري نار قايدة من كتر مابتجيلي افكار مجنونة عايزة تتطلق وتبقي حرة وتبعد عني ومش بعيد بعد فترة تحب تاني وتتجوز وتعيش مع راجل غيري ويكون له نفس الحقوق بتاعتي عليها الفكرة دي لوحدها بتموتني والله ما هتردد لحظة ساعتها وممكن ارتكب جريمة فيه وفيها واقتل نفسي بعديها
_انت ماتفكرش نهائي بنزفزتك دي مش هتوصل لحاجة .. وموضوعك ليك عندي حله ..
_الحقني بيه .. اروحلها واكلم معاها جايز..
قالها عز باندفاع ، مما جعل الآخر يرمقه من زاويه عينه
باستياء بدا واضحا في صوته ، عندما قاطعه بجدية : مش هتسمعلك ومش بعيد تصمم علي اللي في دماغها اكتر والدنيا هتتعقد اكتر ماهي .. مني جابت اخرها منك وانت متأكد من كدا
أقر له بألم مشوب بالعذاب يتصاعد بقلبه : دا اللي مخوفني وانا مش ضامن نفسي قدامها ممكن اعمل ايه؟! خايف اغلط واعك الدنيا بزيادة..
هز باسم رأسه مؤكداً ثم بابتسامةٌ خبيثة ارتسمت على مَبْسمِه تشابهت مع نبرة صوته قائلا
هز باسم رأسه تأكيداً ، ثم ظهرت على وجهه ابتسامة خبيثة تشبه نبرة صوته حالما قال : يبقي تاخدها علي الهادي وبالطبطبة .. ومفيش مانع لو لاعبتها بشوية حركات لئيمة بس هتيجي في صالحك
سارع عز بالقول : طيب ما تلحقني بشوية من أفكارك يا عم الداهية!!
عض باسم على طرف شفته بابتسامة شيطانية لا تليق إلا بدهائه ، بينما الأفكار الخبيثة تدغدغ عقله : اتصل بيهم وبلغهم انك موافق علي طلبها .. بس هتأجل شوية عشان مشغول ووراك سفرية تبع شغلك مهمة .. هتقعد فيها مش اقل من اسبوعين تلاتة علي حسب ..
حرك عز رأسه بإيماء يوزن هذا الحديث في عقله ، مستفهماً بهمهمة : وبعدين؟
استكمل باسم بإيضاح نافذ الصبر : ولا قبلين تاخد بعضك و تسافرلك كام يوم في اي حته .. انت لو فضلت هنا مش هتبطل زن عليك .. خليك ذكي واكسب وقت بتثبيتك ليها لحد ماتلاقي الوقت المناسب عشان تتصالحو .. وانتهزها فرصة غير جو وروق علس نفسك عشان تقدر تفكر بتكتيك
نظر عز إلى الأمام ، وهو يفكر فيما سمعه ، وخيم الصمت على الأجواء لعدة ثواني قبل أن يمزقه باسم ضارباً الآخر بكوعه فى جنبه ، وهو يزمجر بانزعاج : انت لسه قاعد قوم فز من هنا خليني اكمل نومي
_ماشي يا ابو الافكار الجهنمية
تمتم عز بهذه الكلمات بهدوء ، وأشرقت ملامحه بابتسامة عريضة أظهرت أسنانه ، مما جعله وسيماً اكثر ، منحنياً عليه ، ممسكاً بوجهه ، ليطبع قبلة قوية على خده الشائك.
دفعه بقوة فى صدره ، صارخاُ في اشمئزاز غاضب ، وهو يفرك خده بطرف الغطاء بقوة : الله يقرفك .. هفضل اقولك لحد امتي مابحبش الحركة دي يا ابن ال**** ..
ضحك عز بصوت صاخب ، متناقضًا مع حالته البائسة قبل دقائق قليلة ، ثم اتجه نحو الباب ينوي الخروج ، لكنه التفت إليه ، وهو يغمز مازحا على غرار أسلوب باسم ، ليقول بتسلية : معلش اعذرنا ماحناش في مستوي مززك يا فالنتينو زمانك
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في مساء نفس اليوم
_مش فاهمة ليه العناد دا كله .. هو انتي لسه واخدة موقف مني يا حبيبتي؟
أنهت ريهام جملتها بسؤال هادئ لا يخلو من الضيق ، حيث جلست مع إبريل في بهو المنزل ، وتتجاذب معها اطراف الحديث منذ دقائق.
أجابتها ابريل نافية بإبتسامة صغيرة : ماتفهمنيش غلط يا ريهام انا عارفة انك حابة تساعديني .. بس انا وباسم هنكون كدا مرتاحين اكتر
ريهام مستنكرة غيظ : وهو ايه دخلو دا فستان خطوبتك ماله بيه؟ ماتفهميني فيها ايه لما تاخدي الفستان من الاتيليه بتاعي؟
أستوضحت ابريل بتنهيدة يتخللها اللامبالاة الخفية بالأمر برمته : الموضوع مالوش علاقة بيكي .. الاتيليه اللي هو هيدويني ليه صاحبته عايزة تجامله عشان شغل بينهم هو دا كل الموضوع
زفرت ريهام في استشاطة من خروج ابريل معه يوميا ، والبقاء معه لفترات طويلة ، وهذا يعني أن هناك تقاربا حقيقيا بينهما ، لتتمتم بلامبالاة زائفة ممزوجة بالحقد : طيب يا ابريل علي راحتك .. بس مخبيش عليكي انا قلقانة عليكي
لفت كلام الأخرى انتباه ابريل ، لتعقد حاجبيها الرفيعين بإستفهام بزغ في سؤالها : قلقانة من ايه؟
_من موضوع ارتباطك بباسم .. انا عارفة انك بتحبي الانسان الصادق والواضح .. و باسم مش كدا خالص هو مش مناسب ليكي .. يعني واحد زيه علاقاته بالبنات الكتير اللي بيعرفهم مش هيريحك .. وكل كام يوم والتاني بيطلع عليه اشاعة انقح من اللي قبلها .. دا غير انه لعبي اوي ومستهتر
ابتسمت ريهام بمكر خفي ، وهي ترى الوجوم الساطع على ملامح أختها التي كانت تنظر إليها بتركيز منتظرة أن تكمل حديثها ، وهذا ما فعلته متظاهرة بعدم الاهتمام بالأمر واضافت بنعومة : انا اعرفه من وهو عيل صغير .. طول عمره مدلع جدا لو كان يطلب اي حاجة او يشاور عليها علي طول بيجيبهالو .. وبعد كام يوم يرميها او يركنها ويقول مش عجباني وزهقت منها
ربتت على كتفها بلطف مبالغ فيه ، وبتخابث أنثوي ينضح في ثنايا كلماتها المسمومة تابعت : عشان كدا خايفة وقلقانة لا يكون منبهر بيكي عشان لسه علاقتكم في اولها و بعدها يتغير معاكي وترجعي تزعلي
جاء رد أبريل الواثق ، محطماً سقف آمالها في تخريب علاقتها به فوق رأسها : لا ماتقلقيش عليا يا حبيبتي .. انا وهو لسه بنعرف بعض .. وكمان حاسة ان في بينا تفاهم .. واللي عجبني فيه انه كان واضح وصارحني بكل حاجة لسه قايلها من البداية
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
حوالي الساعة الحادية عشر مساءا
عند باسم
داخل الفناء الخارجي لمقهى في حي يعج بالحشود والتجمعات.
_اخيرا يا اخي نزلت وشوفت ناس من عشر ايام .. انا كنت قربت انتحر من قعده البيت دي لوحدي .. والله لميس هي اللي كانت مصبراني علي اللي انا فيه
خرجت هذه العبارة من فم خالد ، أعقبها نفس عميق من صدره ، وعلى وجهه ابتسامة رائعة مليئة بالحب ، فضحك باسم عليه قائلاً بسخرية : ما انت اللي عامل فيها روميو بقى وعايش الدور قوي
ساله خالد بخبث مماثل : وانت مش عايشه يعني؟!
ارتفعت ضحكاته عندما تبادر إلى ذهنه تلك القزمة المتمردة ، قبل أن يخبره بنبرة شفقة عن حاله الذي لم يخلو من المرح : عايش ايه!! دي مطلعه عيني .. بس والله جنونها كده ليه لذة ومسلي...
_ماشي يا عمنا .. ها ايه بقى الحاجه اللي قولتلي في التليفون انها مهمة اوي كأنها سر قومي دي؟!
_مش سر ولا حاجة .. بس مابقتش برتاح للكلام في التليفون في حاجات مهمه بعد حركة ريهام معايا ومع ابريل كمان
قهقه خالد بتعجب : والله دماغها سم حتى اختها ما سلمتش منها .. وماقلتلهاش طبعا
هكذا استفهم خالد في نهاية عبارته ، فأجابه باسم بالنفى : اكيد لا ما جبتش سيره ليها بحاجة
_طيب ما علينا خلينا في المهم ايه الموضوع؟
دنى باسم بيده ليمسك كوبًا من مشروبه الغازي ، ورفعه إلى فمه ، متجرعاً منه ليروي حلقه الجاف من العطش ، قبل أن يقول له ببرود مبحوح : في احتمال كبير ان ابريل ترجع لمصطفى تاني
اندهش خالد من حديثه بحاجب مرفوع : ترجع له ازاي يعني قالتلك حاجة
_لا سمعت
أجاب باسم بإيجاز ، وهو يطوي ذراعيه على صدره ، موزعاً نظره في المكان فتمتم خالد بسؤال مهتم : سمعت ايه؟
صمت قليلا يعود بذاكرته إلى ذلك اليوم الذي كان فيه مع أبريل في غرفتها قبل أن تتركه لتذهب حتى تأتى له بالثلج ، فتبعها إلى الخارج ، ليسمع الحديث الذي دار بين مصطفى وريهام دون أن يشعرا بوجوده ، قبل أن ينفض هذه الأفكار من عقله ، وهو يجيب بشرح جدي : مصطفى له فلوس عندهم .. لما دورت ورا الموضوع فهمت انه كان داخل شريك بالبناء مع سلمى في الاوتيل بتاعها دا غير ديون على فهمي وشيكات بتمن توريدات من شركة مصطفس للاوتيل وطبعا كله متقيد على النوته ما بيدفعوش .. و بعد حركه ابريل بدأ بيساومهم يا يدفعوا او يتجوزها .. مش حبا فيها طبعا .. بس عشان ياخد حقه من اللي عملته فيه .. وتخيل بقى كل ده بمساعده مين !! اختها حبيبتها .. ريهام
اتسعت عينان خالد من الصدمة ، وهتف مستنكراً : يخربيت ابو جحودها .. الست دي ايه .. ملهاش اخر خالص!!!
جاب المكان بنظرات هادئة تعكس الغضب الذي يدور بداخله ، قبل أن يعلق على كلامه بسأم : لا ملهاش .. ولا دا اللي بفكر فيه .. انا دلوقتي اللي شاغلني اني مش ضامن رد فعل ابريل لما تعرف
_دي مش محتاجه تخمين .. لو عرفت هتكون بين اختيارين يا تكمل في لعبتك .. يا تنقذ ابوها من السجن .. وماعتقدش انها تختار الخيار الاول مهما كان ده ابوها
رد عليه بهدوء يغلفه البرود : عشان كده مش عايزها تعرف اي حاجه عن اللي بيحصل حواليها .. عشان لو عرفت من حد منهم ساعتها هيقدرو يأثروا عليها .. ووقتها مش هعرف اخلص من ريهام .. وكمان انا مش هدي لمصطفى فرصة انه يكسبني في التحدي ده .. خصوصا ان بدات خيوطها تتلف حاولين صوابعي وتطمنلي يعني قريب هعرف ارقصها لمصلحتي زي ما انا عاوز
أضاف بجحود يلائم الابتسامة الجانبية التى ارتفعت من زاوية فمه ، مليئة بدهاء الذئب الذي قرر الانتقام بطريقته الخاصة ، وهو على ثقة كبيرة من نجاح خطته الماكرة : كل اللي محتاجو بس شويه وقت .. على الاقل ليوم خطوبتنا .. بعد كدا هتلاقي نفسها قصاد امر واقع بعد ماتنصدم بالمفاجاه اللي محضرهلها
رمقه خالد بعينين ضيقتين بعدم ارتياح صدح في نبرة صوته الخشنة ، وهو يقول محذراً : الغازك كترت و شكلك هتعك جامد اوي يا باسم الفترة الجاية .. بس افتكر انا حذرتك لو اللعبة اللي بتلعبها قلبت بجد .. انت اول واحد هتطلع منها بخسارة كبيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل احدى المقاهي الراقية
_ميرسي علي التوصيلة
هكذا تحدثت أبريل مبتسمة بإمتنان ، فرد عليها بالمثل قائلا بصوته الجذاب الأجش : يا نصابة ميرسي واحدة بس دول مش كانو تلت مشاوير؟
ابتسمت بعذوبة ، وهي تميل نحوه بجذعها عبر الطاولة ، وأجابت بهدوء : ميرسي .. ميرسي .. ميرسي .. عشان الحق حق
مال باسم صوبها بالمثل مغمغماً بمكر رجولى : حاف كدا .. مفيش ميرسي بحضن .. ميرسي ببوسة او بوستين انا مش همانع
تدحرجت عينيها الي الجهة الأخرى في اليأس من نهجه الجريء معها ، وهي تعود بظهرها علي مقعدها ، وبتجاهل تداري به ارتباكها ، نادت على النادل الذي كان يقف أمام طاولة أخرى بجانبهم : لو سمحت
التفت بإيماءة قبل أن يأتى إليهم قائلا بإحترام : تحت امرك يا فندم
ابريل بهدوء : ممكن شاي اخضر
أماء الشاب بإبتسامة قبل أن يوجه سؤاله إلى باسم ، الذي أشار بموافقته بإيماءة من عينه : تمام يا فندم والقهوة بتاعت حضرتك
بعد قليل
يجلس باسم يرتشف رشفة أخيرة من قهوته ، وهو يتجاذب معها الأسئلة بهدوء : وانتي حابة تكوني مع انهي شركة فيهم اكتر
ردت ابريل بجدية : المختار جروب من ناحية الجودة والسمعة كويسين ومحترمين جدا واشتغلت معهم فترة بسيطة في تدريبي
سألها بحيرة : وليه مش حابة تبقي في الشركه عندنا؟
هز حاجبيه قبل ان يردف بمشاكسة : ولا مش شايفانا قد المستوي المطلوب لمهاراتك؟
كتمت ابريل ابتسامتها ، ولوحت بكفها بلا مبالاة ، تليها كلماتها الهادئة : بصرف النظر عن انك بتتريق .. بس لعلمك كنت بتمني اشتغل في الشندويلي جروب بعد التخرج ..
واصل باسم أسئلته محاولاً فهم ما يدور برأسها العنيد : طيب ما احنا لسه فيها ايه المانع؟!
هزت رأسها رافضة لما يقوله ، ثم شرحت له بصوتها الرقيق الذي لا يخلو من الجدية : مابقاش ينفع خلاص انا وانت ارتباطنا مؤقت مش عايزة يحصل اي حساسيات قدام و بعدين انا حابة اعتمد علي نفسي اذا اتعينت عندكم هيعاملوني علي اني خطيبة نجل السيد صلاح الشندويلي مش عشان مهندسة شاطرة
قهقه باسم عليها بخفة ، وهو ينظر إليها بعينين لامعتين بالإعجاب لعدة لحظات طويلة في صمت ، قبل أن يمد يده إلى صندوق صغير على الطاولة مرددا بابتسامة مهلكة : طيب يا خطيبة نجل الشندويلي .. اتفضلي
رمشت أبريل عينيها عدة مرات بإستغراب ، وهي تنظر إلى الهاتف الذي أخرجه من الصندوق قبل أن ترد عليه دون أن تفهم : اعمل بيه ايه!! معايا بتاعي؟
باسم ببساطة : اعتبريه هدية
ضيقت عينيها بدهشة ، وسألته مرة أخرى بإستنكار : هدية بأمارة ايه؟ بيني و بينك ايه عشان اقبل منك هدايا؟!
رد عليها ضاحكاً : لسه حالا قايلة انك خطيبتي .. اعمليها رنة لتليفونك .. عشان كل ماتنسي هي تفكرك وتوفري عليا افكرك كل شوية
تمتمت أبريل بصوت منخفض ، وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة : بس خطيبة مؤقتة
تجاهل باسم الرد على جملتها الأخيرة ، متنهداً بصوت مسموع قبل أن يقول بحزم : قصروه اللي معاكي دا ترميه .. وماتستعمليش غير دا وبس
عضت شفتيها بغيظ من لهجته المتسلطة قبل أن تستفسر بإمتعاض : افندم .. و دا ليه ان شاء الله؟
باسم ببرود : ياريت تنفذي اللي بقوله من غير سين وجيم..
إحتدت نظراتها الغاضبة معارضه اياه بنبرة عنيدة : لا بقااا مش منفذة غير لما افهم .. ايه هو دا انت شايفني بقرة قدامك عشان اهز دماغي وخلاص من ما افهم
رمقها بنظرات لامبالية مخاطباً اياها بهدوء خطير : مجاش في بالي تبقي بقرة .. كنتي في عيني قطة وديعة امبارح بس قلبتي قطة شرسة تاني .. خلينا حلوين و بلاش تنرفزيني بكلمة لا بتاعتك دي ولا اسمعك بتنطقيها تاني
ابريل بتحدى : ولو سمعتها واتنرفزت هتعمل ايه يعني .. ها!!
تأفف باسم بسأم : اخ علي العناد اللي مالوش اي مبرر
دنت بظهرها عاقدة ذراعيها علي الطاولة ، وقالت بمشاغبة مندفعة : لا بجد عندي فضول اعرف .. ايه هتسكتني ببوسة زي ما عملت قبل كدا لحد ما نفسي يتقطع وتوديني علي المستشفي
كتم باسم ضحكته بصعوبة ، متعجباً من تصريحها الجريء ، لكن الأمر لم يفلت منه وهو يهمس بلؤم ماكر : ماتتحدنيش وافتكري كويس .. انتي اغم عليكي من بوسة واحنا مداريين تخيلي لو بوستك وسط العالم دي كلها هيجري فيكي ايه؟ا
تلونت وجنتاها باللون الأحمر القانى من جرأته الصارخة ، وتسارعت نبضات قلبها من توترها الشديد ، بمجرد أن نظر إليها بعزم ، فنظرت إليه شرزاً وزمجرت بحدة : انا قولتهالك قبل كدا انت ماشوفتش بربع جنيه تربية .. واسمع كدا دي .. لا .. لا .. لا .. لا .. لا
زوى حاجبيه بانزعاج من تعمدها إثارة جلبة حولهما ، فاتسعت البسمة على شفتيها بعد أن نجحت في استفزازه ، فيما نطق باسمها بتحذير لم تبالي به ، مرددة بوتيرة بطيئة قاصدة مشابغته : لا و لا .. ولاااا...
باسم بإنزعاج : افصلي .. خلاص .. عرفت في يوم خطوبة اختي ان تليفوني متهكر .. وفي نفس اليوم غيرته .. وعشان كدا مش مستبعد ان تليفونك كمان يبقي متهكر
كادت عينيها أن تقفزا من محجريهم ، شاهقة بصدمة : يا خبر اسود .. ومين اللي ممكن يكون عمل كدا؟!
_ماعرفش .. و دا مش موضوعنا التليفون دا عليه نظام حماية كويس يعني امان خليه معاكي و في شريحة
تدحرجت فيروزيتها إلى الهاتف ، وعيناها تلمعان بالحماس ، ثم أجابت بأسف : بس دا احدث موديل و غالي جدا .. وانا مش معايا تمنه دلوقتي
هتف باسم مستنكراً : انتي عبيطة يا بنتي و هو حد كان طلب منك تمنه
أماءت برأسها في إستياء معلقة على حديثه بإغتياظ : نعم يا استاذ .. انت هتبدأ من دلوقتي في التنطيط عليا عشان جايبلي تليفون ولا ايه .. قولتلك ماقدرش اخده .. لو كان ضروري يعني شوفلي واحد تمنه في الحنين
_دا الموجود .. وكويس و مضمون وهتاخديه كفاية فرهدة انتي بتحرقي كتير في المناهدة بتاعتك دي
_طيب ما دام مصمم خلاص .. بس لما نخلص من الحكاية السوده دي هرجعهولك
أومأ باسم لها بالموافقة ، وصمت لعدة ثوان وهو يفكر في شيء ما ، قبل أن يميل نحوها فجأة ، وهمس من بين شفتيه المضغوطتين : ماشي .. بس عارفة لو كان مصيره زي الفستان ورجعتيه محروق ولا مدشدش .. مش عارف ممكن اعمل فيكي ايه؟
قضمت ابريل شفتيها بتوتر ، إذ اقترب وجهه من وجهها وامتلأ رئتيها برائحة عطره المميزة اربكها بشدة ، بينما لمعت عيناه بنظرة غريبة متابعاً حركة شفتيها الممتلئتان بإغراء ، فيما ابتسمت مستفسرة بصوت مختنق : انت هبيت فجأة كدا ليه الناس بتبص علينا
استوى في جلسته وتحدث أخيرا بعد صمت طويل نوعا ما ، ليخرج صوته متشققا بمشاعر متضاربة : انا بس بعرفك
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
بعد عدة أيام
سارت هالة في طرقات المستشفى بخطوات متوازنة ، فأقبلت عليها طبيبة زميلة مبتسمة بلطف : صباح الخير يا هالة
بادلها هالة التحية ، وهي تبتسم بعذوبة : صباح الورد
_مكنتيش بتيجي ليه انشغلنا عليكي؟!
_كنت واخدة في اجازة كام يوم و...
قاطعها صوت رجولي من خلفها : صباح الفل
التفت كلاهما نحو مصدر الصوت ، وأجابت الطبيبة الآخري : صباح النور يا دكتور ياسر
ابتسم لها بود قبل ان يوجه سؤاله إلي هالة بلطف : ازيك يا هالة .. عاملة ايه؟
ردت هالة عليه مبتسمة بإيجاز : الله يسلمك
استئذنت الطبيبة بهدوء ، لتترك لهم مجالًا للتحدث بينما تنحنح ياسر يجلي حلقه قبل أن يقول بلباقة : مش عايزك تكوني لسه واخدة علي خاطرك مني بعد اخر حديث ما بينا
أومأت برأسها متفهمة ولم ترد ، فزفز الهواء من فمه بتوتر ، مواصلاً حديثه : انا مقدر ان اعصابك كانت مشدودة وانا كمان يا هالة بس انا فعلا مش حابب يطول سوء التفاهم بينا .. احنا مهما كان زملاه في مكان واحد يا هالة .. ولا انتي خلاص مش حابة تتعاملي معايا بعد كدا
نظرت هالة حول المكان قبل أن تعيد نظرها إليه ، ليخرج صوتها من عباءة الصمت ، تنتقى حروفها بجدية : مش هكذب عليك واقولك ان الموضوع بالنسبالي عادي وعدي ببساطة .. لكن بفضل الله قدرت اتقبلت اللي حصل ومش حابة تكون في حساسية بينا لمجرد ان مفيش بينا نصيب .. إحنا هنفضل زملاه عمل زي ما انت قولت يعني هنشوف بعض كتير .. وضروري نحافظ علي الاحترام في التعامل مع بعض
حك ياسر طرف أنفه دليلاً على حرجه من هدوءها وكلماتها الرقيقة معه ، ليؤكد بضيق : طبعا يا هالة ربنا وحده العالم انا قد ايه بحترمك ومكنتش حابب اني اخسرك
هالة بإبتسامة هادئة تنهى بها هذا النقاش : ربنا يوفقك ويسعدك .. معلش هستئذنك عايزني في الطوارئ
ياسر بهدوء : بالتوفيق وهشوفك عن قريب تاني
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في فيلا صلاح الشندويلي
داخل غرفة باسم
_باسم .. باسم .. فوقلي بسرعة
هكذا صرخ عز بصوت صاخب ، فغمس باسم رأسه في الوسادة اكثر ، وهو يهمهم خلال نومه : سيبني وهقوم بعد شوية
رفض عز بتصميم : لا انجز محتاجك حالا
قطب باسم حاجبيه منزعجاً من صوته العالي ، ليهتف بتذمر ممزوج بالنعاس ، وهو يلوح بيده في ضيق : يا اخي ما تسيبني انا مش فايقلك
لكزه عز بقوة على كتفه ، قائلا بلهجة مستهجنة : في حاجة ضروري ما تصحي يخربيت برودك
_خلاص اتزفت..
صاح بهذه الكلمات بحنق ، متكئًا على ظهر السرير وجفونه شبه مغمضتين ، وهو يرفع يده ويعيد شعره إلى الخلف بعيداً عن عينيه : ها عايز ايه من اهلي علي الصبح
ضيق عز عينيه في دهشة تنضح في سؤاله ، وهو يتفحص الكدمة الزرقاء الداكنة التي تزين جبين باسم : مين عامل فيك كدا؟
تأوه باسم بضجر ، وهو يحك مؤخرة رأسه بنفاذ صبر ، ليقول بوقاحته المعتادة : مايخصكش .. ها انجز ايه المستعجل بتااا...
توقف باسم فجأة عن الكلام ، وكادت عيناه أن تخرجا من محجرهما بمجرد أن قاطعه عز بهدوء ، عاكساً الحمم البركانية التي كانت تثور بداخله وهي على وشك الانفجار ، وحرق الأرض الخضراء واليابسة : حازم لسه قافل معايا.. مني طالبة نطلق رسمي
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في غضون ذلك الوقت داخل المستشفي
_شئ صعب لما تحسي بقلة اهتمام وانانية من حد المفروض يهمه ادق تفاصيلك
تحفزت حواس هالة عندما سمعت تلك الكلمات الغامضة منه بنبرته الرخيمة التى بادت تميزها ، فالتفتت إلى مصدر الصوت بنظرة دهشة منه فإذ رأته يقف خلفها مباشرة ، ينظر إليها بنظرات ثابتة لا تستطيع أن تفك طلاسمها المعقدة ، وهذا الأمر أحدث ارتباكًا في خلاياها ، فسألته بتعجب : مش فاهمة تقصد ايه؟
أوضح فريد لها بلهجة تدل على عدم رضاه : اقصد من الشفقة علي نفسك تفضلي متمسكة بوهم ولا عادي تسمحي لأنانية اللي بتحبيه انها تأذيكي وتأثر عليكي وتصممي تتجاهل وتصبري نفسك بأمل كداب
ضاقت عيناها حنقاً قبل أن تهدر بنبرة خفيضة ، وهي تلوح بيدها في الهواء احتجاجا وتحذيرا : انا مقدرة اللي حضرتك عملته معايا يا دكتور .. بس مالكش اي حق تدخل في شؤوني .. دي حياتي وخصوصياتي وماسمحلكش تتجاوز حدودك احنا مش صحاب ع..
_عارف كويس حدودي ..
سيطر علي فريد الغضب مع سماعه ردها ، فقاطعها بنبرة صارمة جعلتها تبتلع لعابها بتوتر ، وهو ينظر عن كثب إلى ملامحها الغاضبة التي كشفت عن سخطها التام ، لكنها أضافت لها رونق جميلاً ، وهذا لا ارادياً زاد من إعجابه بها أضعافاً مضاعفة ، ثم استطرد بصوت رجولي بارد : بس اظاهر محتاج افكرك انك جراحة .. عشان شكل تاه عنك قد ايه شغلتنا حساسة و في ارواح مسؤولين عنها مالهاش اي ذنب في مشاكلنا الشخصية اللي وسطيها نسيتي ان في مصاب مسؤلة عن حالته معايا وماكلفتيش نفسك حتي تعرفي ايه كان مصيره
تباطأت نبضاتها وهي تشعر بقلق غريب من الجملة الأخيرة التي قالها ، فأعدت كلماته بتوجس : تقصد بإيه تعرفي ايه كان مصيره؟!
فريد بقسوة باردة نابعة من شعور غريب ، غزا أعماق قلبه حالما رأها واقفة تبتسم إلى ياسر : المصاب حصلتله مضاعفات واتوفي امبارح بليل يا دكتورة
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في تلك الأثناء
عند باسم
_انت هتفضل رايح جاي كدا كتير ..
إنطلقت كلمات باسم موجهة لذلك الثائر الذي يطوف الغرفة ذهابا وإيابا كأسد محاصر وسط أعمدة قفص حديدي ، يحاول أن يجد منفذا يستطيع من خلاله المرور إلى العالم الخارجي دون جدوى ، لينطق بصوت مختنق بما يراود عقله : حاسس نفسي متكتف وعقلي عطلان
حثه باسم على الجلوس بجواره ، وهو يشير إليه : طيب تعالي اقعد خلينا نعرف نفكر ..
نفخ عز بضيق ، وهو يتجه نحوه ، ويجلس على مضض بجواره علي السرير ، ليهتف بتعبير عابس : اترزعت .. اقسم بدين الله هاين عليا اخطفها وواخدها في اي حتة ومحدش يعرف لينا سكة ونبعد عن اي مشاكل
علق باسم علي حشو ابن عمه بتهكم ازدري : تصدق بالله انت تستاهل انها تسيبك متلسوع كدا عشان تتربي .. فكك من التفكير المريض بتاعك دا؟!
هز عز رأسه بالسلب ، وهو يرد بنبرة خفيضة معذبة : انت ماجربتش تحب بحق وحقيقي يا باسم يعني صعب تفهم اللي حاسس بيه
أخرج من فمه زفيراً بمثابة نفحة من نسيم الجحيم الذي فتح بابه مرحبًا به في أحضانها الحارقة ، مواصلًا بلوعة نابعة من قلب العاشق : جوا صدري نار قايدة من كتر مابتجيلي افكار مجنونة عايزة تتطلق وتبقي حرة وتبعد عني ومش بعيد بعد فترة تحب تاني وتتجوز وتعيش مع راجل غيري ويكون له نفس الحقوق بتاعتي عليها الفكرة دي لوحدها بتموتني والله ما هتردد لحظة ساعتها وممكن ارتكب جريمة فيه وفيها واقتل نفسي بعديها
_انت ماتفكرش نهائي بنزفزتك دي مش هتوصل لحاجة .. وموضوعك ليك عندي حله ..
_الحقني بيه .. اروحلها واكلم معاها جايز..
قالها عز باندفاع ، مما جعل الآخر يرمقه من زاويه عينه
باستياء بدا واضحا في صوته ، عندما قاطعه بجدية : مش هتسمعلك ومش بعيد تصمم علي اللي في دماغها اكتر والدنيا هتتعقد اكتر ماهي .. مني جابت اخرها منك وانت متأكد من كدا
أقر له بألم مشوب بالعذاب يتصاعد بقلبه : دا اللي مخوفني وانا مش ضامن نفسي قدامها ممكن اعمل ايه؟! خايف اغلط واعك الدنيا بزيادة..
هز باسم رأسه مؤكداً ثم بابتسامةٌ خبيثة ارتسمت على مَبْسمِه تشابهت مع نبرة صوته قائلا
هز باسم رأسه تأكيداً ، ثم ظهرت على وجهه ابتسامة خبيثة تشبه نبرة صوته حالما قال : يبقي تاخدها علي الهادي وبالطبطبة .. ومفيش مانع لو لاعبتها بشوية حركات لئيمة بس هتيجي في صالحك
سارع عز بالقول : طيب ما تلحقني بشوية من أفكارك يا عم الداهية!!
عض باسم على طرف شفته بابتسامة شيطانية لا تليق إلا بدهائه ، بينما الأفكار الخبيثة تدغدغ عقله : اتصل بيهم وبلغهم انك موافق علي طلبها .. بس هتأجل شوية عشان مشغول ووراك سفرية تبع شغلك مهمة .. هتقعد فيها مش اقل من اسبوعين تلاتة علي حسب ..
حرك عز رأسه بإيماء يوزن هذا الحديث في عقله ، مستفهماً بهمهمة : وبعدين؟
استكمل باسم بإيضاح نافذ الصبر : ولا قبلين تاخد بعضك و تسافرلك كام يوم في اي حته .. انت لو فضلت هنا مش هتبطل زن عليك .. خليك ذكي واكسب وقت بتثبيتك ليها لحد ماتلاقي الوقت المناسب عشان تتصالحو .. وانتهزها فرصة غير جو وروق علس نفسك عشان تقدر تفكر بتكتيك
نظر عز إلى الأمام ، وهو يفكر فيما سمعه ، وخيم الصمت على الأجواء لعدة ثواني قبل أن يمزقه باسم ضارباً الآخر بكوعه فى جنبه ، وهو يزمجر بانزعاج : انت لسه قاعد قوم فز من هنا خليني اكمل نومي
_ماشي يا ابو الافكار الجهنمية
تمتم عز بهذه الكلمات بهدوء ، وأشرقت ملامحه بابتسامة عريضة أظهرت أسنانه ، مما جعله وسيماً اكثر ، منحنياً عليه ، ممسكاً بوجهه ، ليطبع قبلة قوية على خده الشائك.
دفعه بقوة فى صدره ، صارخاُ في اشمئزاز غاضب ، وهو يفرك خده بطرف الغطاء بقوة : الله يقرفك .. هفضل اقولك لحد امتي مابحبش الحركة دي يا ابن ال**** ..
ضحك عز بصوت صاخب ، متناقضًا مع حالته البائسة قبل دقائق قليلة ، ثم اتجه نحو الباب ينوي الخروج ، لكنه التفت إليه ، وهو يغمز مازحا على غرار أسلوب باسم ، ليقول بتسلية : معلش اعذرنا ماحناش في مستوي مززك يا فالنتينو زمانك
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في مساء نفس اليوم
_مش فاهمة ليه العناد دا كله .. هو انتي لسه واخدة موقف مني يا حبيبتي؟
أنهت ريهام جملتها بسؤال هادئ لا يخلو من الضيق ، حيث جلست مع إبريل في بهو المنزل ، وتتجاذب معها اطراف الحديث منذ دقائق.
أجابتها ابريل نافية بإبتسامة صغيرة : ماتفهمنيش غلط يا ريهام انا عارفة انك حابة تساعديني .. بس انا وباسم هنكون كدا مرتاحين اكتر
ريهام مستنكرة غيظ : وهو ايه دخلو دا فستان خطوبتك ماله بيه؟ ماتفهميني فيها ايه لما تاخدي الفستان من الاتيليه بتاعي؟
أستوضحت ابريل بتنهيدة يتخللها اللامبالاة الخفية بالأمر برمته : الموضوع مالوش علاقة بيكي .. الاتيليه اللي هو هيدويني ليه صاحبته عايزة تجامله عشان شغل بينهم هو دا كل الموضوع
زفرت ريهام في استشاطة من خروج ابريل معه يوميا ، والبقاء معه لفترات طويلة ، وهذا يعني أن هناك تقاربا حقيقيا بينهما ، لتتمتم بلامبالاة زائفة ممزوجة بالحقد : طيب يا ابريل علي راحتك .. بس مخبيش عليكي انا قلقانة عليكي
لفت كلام الأخرى انتباه ابريل ، لتعقد حاجبيها الرفيعين بإستفهام بزغ في سؤالها : قلقانة من ايه؟
_من موضوع ارتباطك بباسم .. انا عارفة انك بتحبي الانسان الصادق والواضح .. و باسم مش كدا خالص هو مش مناسب ليكي .. يعني واحد زيه علاقاته بالبنات الكتير اللي بيعرفهم مش هيريحك .. وكل كام يوم والتاني بيطلع عليه اشاعة انقح من اللي قبلها .. دا غير انه لعبي اوي ومستهتر
ابتسمت ريهام بمكر خفي ، وهي ترى الوجوم الساطع على ملامح أختها التي كانت تنظر إليها بتركيز منتظرة أن تكمل حديثها ، وهذا ما فعلته متظاهرة بعدم الاهتمام بالأمر واضافت بنعومة : انا اعرفه من وهو عيل صغير .. طول عمره مدلع جدا لو كان يطلب اي حاجة او يشاور عليها علي طول بيجيبهالو .. وبعد كام يوم يرميها او يركنها ويقول مش عجباني وزهقت منها
ربتت على كتفها بلطف مبالغ فيه ، وبتخابث أنثوي ينضح في ثنايا كلماتها المسمومة تابعت : عشان كدا خايفة وقلقانة لا يكون منبهر بيكي عشان لسه علاقتكم في اولها و بعدها يتغير معاكي وترجعي تزعلي
جاء رد أبريل الواثق ، محطماً سقف آمالها في تخريب علاقتها به فوق رأسها : لا ماتقلقيش عليا يا حبيبتي .. انا وهو لسه بنعرف بعض .. وكمان حاسة ان في بينا تفاهم .. واللي عجبني فيه انه كان واضح وصارحني بكل حاجة لسه قايلها من البداية
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
حوالي الساعة الحادية عشر مساءا
عند باسم
داخل الفناء الخارجي لمقهى في حي يعج بالحشود والتجمعات.
_اخيرا يا اخي نزلت وشوفت ناس من عشر ايام .. انا كنت قربت انتحر من قعده البيت دي لوحدي .. والله لميس هي اللي كانت مصبراني علي اللي انا فيه
خرجت هذه العبارة من فم خالد ، أعقبها نفس عميق من صدره ، وعلى وجهه ابتسامة رائعة مليئة بالحب ، فضحك باسم عليه قائلاً بسخرية : ما انت اللي عامل فيها روميو بقى وعايش الدور قوي
ساله خالد بخبث مماثل : وانت مش عايشه يعني؟!
ارتفعت ضحكاته عندما تبادر إلى ذهنه تلك القزمة المتمردة ، قبل أن يخبره بنبرة شفقة عن حاله الذي لم يخلو من المرح : عايش ايه!! دي مطلعه عيني .. بس والله جنونها كده ليه لذة ومسلي...
_ماشي يا عمنا .. ها ايه بقى الحاجه اللي قولتلي في التليفون انها مهمة اوي كأنها سر قومي دي؟!
_مش سر ولا حاجة .. بس مابقتش برتاح للكلام في التليفون في حاجات مهمه بعد حركة ريهام معايا ومع ابريل كمان
قهقه خالد بتعجب : والله دماغها سم حتى اختها ما سلمتش منها .. وماقلتلهاش طبعا
هكذا استفهم خالد في نهاية عبارته ، فأجابه باسم بالنفى : اكيد لا ما جبتش سيره ليها بحاجة
_طيب ما علينا خلينا في المهم ايه الموضوع؟
دنى باسم بيده ليمسك كوبًا من مشروبه الغازي ، ورفعه إلى فمه ، متجرعاً منه ليروي حلقه الجاف من العطش ، قبل أن يقول له ببرود مبحوح : في احتمال كبير ان ابريل ترجع لمصطفى تاني
اندهش خالد من حديثه بحاجب مرفوع : ترجع له ازاي يعني قالتلك حاجة
_لا سمعت
أجاب باسم بإيجاز ، وهو يطوي ذراعيه على صدره ، موزعاً نظره في المكان فتمتم خالد بسؤال مهتم : سمعت ايه؟
صمت قليلا يعود بذاكرته إلى ذلك اليوم الذي كان فيه مع أبريل في غرفتها قبل أن تتركه لتذهب حتى تأتى له بالثلج ، فتبعها إلى الخارج ، ليسمع الحديث الذي دار بين مصطفى وريهام دون أن يشعرا بوجوده ، قبل أن ينفض هذه الأفكار من عقله ، وهو يجيب بشرح جدي : مصطفى له فلوس عندهم .. لما دورت ورا الموضوع فهمت انه كان داخل شريك بالبناء مع سلمى في الاوتيل بتاعها دا غير ديون على فهمي وشيكات بتمن توريدات من شركة مصطفس للاوتيل وطبعا كله متقيد على النوته ما بيدفعوش .. و بعد حركه ابريل بدأ بيساومهم يا يدفعوا او يتجوزها .. مش حبا فيها طبعا .. بس عشان ياخد حقه من اللي عملته فيه .. وتخيل بقى كل ده بمساعده مين !! اختها حبيبتها .. ريهام
اتسعت عينان خالد من الصدمة ، وهتف مستنكراً : يخربيت ابو جحودها .. الست دي ايه .. ملهاش اخر خالص!!!
جاب المكان بنظرات هادئة تعكس الغضب الذي يدور بداخله ، قبل أن يعلق على كلامه بسأم : لا ملهاش .. ولا دا اللي بفكر فيه .. انا دلوقتي اللي شاغلني اني مش ضامن رد فعل ابريل لما تعرف
_دي مش محتاجه تخمين .. لو عرفت هتكون بين اختيارين يا تكمل في لعبتك .. يا تنقذ ابوها من السجن .. وماعتقدش انها تختار الخيار الاول مهما كان ده ابوها
رد عليه بهدوء يغلفه البرود : عشان كده مش عايزها تعرف اي حاجه عن اللي بيحصل حواليها .. عشان لو عرفت من حد منهم ساعتها هيقدرو يأثروا عليها .. ووقتها مش هعرف اخلص من ريهام .. وكمان انا مش هدي لمصطفى فرصة انه يكسبني في التحدي ده .. خصوصا ان بدات خيوطها تتلف حاولين صوابعي وتطمنلي يعني قريب هعرف ارقصها لمصلحتي زي ما انا عاوز
أضاف بجحود يلائم الابتسامة الجانبية التى ارتفعت من زاوية فمه ، مليئة بدهاء الذئب الذي قرر الانتقام بطريقته الخاصة ، وهو على ثقة كبيرة من نجاح خطته الماكرة : كل اللي محتاجو بس شويه وقت .. على الاقل ليوم خطوبتنا .. بعد كدا هتلاقي نفسها قصاد امر واقع بعد ماتنصدم بالمفاجاه اللي محضرهلها
رمقه خالد بعينين ضيقتين بعدم ارتياح صدح في نبرة صوته الخشنة ، وهو يقول محذراً : الغازك كترت و شكلك هتعك جامد اوي يا باسم الفترة الجاية .. بس افتكر انا حذرتك لو اللعبة اللي بتلعبها قلبت بجد .. انت اول واحد هتطلع منها بخسارة كبيرة