رواية ما وراء الشمس الفصل العشرون 20 بقلم ياسمينا
البارت العشرون
فى المطبخ
كانت خضرا منهمكه تماما فى عملها ولم تغب عن ناظرها روهان الراقده فى زوية المطبخ البعيده على فراش ارضى ردئ كانت خضرا طيبة القلب الى ابعد حدود فا برغم انهماكها
فى العمل الشاق اليوم للحفل الاميرة الا انها لم تنساها بل ظلت تراقبها من بعيد وكلما
سمحت لها الفرصه ذهبت لها لتتحسس وجهتها وتطمئن على حالتها بحنو تام وبدون كلل انهت عملها سريعا الان واغترفت طبق من الشوربه الساخنه واتجهت نحوها مباشرة حنت ظهرها وضعته امامه ومن ثم جلست على ركبتيها بجوارها وراحت تناديها بصوت عذب مألوف ما رأتت منه روهان اى سوء
خضرا...ررروهان ...روهان ...لطمتها لطمات خفيفه لتضمن استيقاظها
روهان ...فتحت عينها بطء شديد بإعياء تام اجابت ..اااها
خضر..بحنوا ...افيقى يا حبيبتى ..لكى تتناولى دوائك
روهان ..بصعوبه ..لا اريد
خضرا..مدت يدها اسفل ظهر روهان وراحت ترفعها بهدوء ...لتجلسها
فتحركت معها بأدب مراعات الى سن هذه المرأه الطيبه الحنونه
خضرا ..ابتسمت ابتسامه صافيه ..ابنتى ..تناولى اولا هذا وقدمت لها الطبق قبل ان تتناوالى دوائك
ظلت روهان تحدق للفراغ بأعينها التى داهمها المرض وافقدتها بريقها وشعرهاالطويل البنى الملقى على كتفيها بإهمال
خضر احاطت ظهرها بوشاح رماديا يخص روهان وضمنت تدفئتها وثم اعدت يدها مرة اخرى بصحن الشوربا ودست به المعلقة وراحت تناولها واحدة تلو الاخرى وهى تتناول بهدوء شديد جعل خضرا متعجبه
******
خرجت توالين بصحبة امها مينمار الى ساحة العرض ومينمار تحاول ان تشدد عضض توالين سواء بالثناء على مظهرها او بتمسيد ظهرها بيدها ..اما توالين مضت وكأنها غائبة عن الوعى لا تعلم ايهما ارجح اهو رهبة تركها قصر والدها ام فقد التشؤم ...حاولت التغلب على هذا الشئ وتبدوا طبيعيه الى ان وصلت الساحه فعلى صوت الابواااق معلنا وصول الاميرة خطت خطواتها داخل الساحه وصوبت عينها الى مقاعد الامراء المنشودين فلم تجد سوي ذلك الذى رمقته بنظرات الشفقه من قبل اختفى شعورها السئ وحل مكانه شعور الدهشة الممزوجه بالاستياء توقفت لبرهه ولكن مينمار تتداركت المواقف سريعا وحستها على التقدم برغم دهشتها هى ايضا ...
*****
بدء العرض وتقدم الامير فراد يتسابق وحده ولكن هذة المرة ليس هناك ما يدعوا الى السرعه لان لا احد غيره ومضى بخطوات مناسبه لحجمه الضئيل فى هدوء من الحشد الحاشد فى المدرجات الذين كانوا فى انتظار هذا العرض لترفيه واليوم هم اشد دهشه وملل من قبول اميرا واحد فقط للعرض فليس هناك اى اثارة ...
اما شركان فكان فى ذروة غضبه واستياءه حاقدا على ذلك الذى سنحت له الفرصه ان يقتنى اميرته الغاليه ويتمتع بها دون وجه حظ سوى انه جبان ولا يحظى بالشرف واستغلاله للامور كادشركان ان يصل للانفجار وهو يرى اميرته بعيدة عن يداه ..
وبعد ساعات من مشاهدة الملل التام فى خطوات ذلك الهزيل اخيراااا وصل الى باقة الورود المنشودة والتى سيعود بها على جواد نحو توالين ليحصل على موافقتها بقبول هذة الباقه
******
فى الاسطبل
استجمع صفي شجاعته وتوجه نحو المنفذ الذى تعبر من خلاله لصته الصغيره مستغلا انشغال الجميع فى العمل وبالفعل عبر المنفذ ولكنه لا يعرف اين يذهب وصار يمشى على اطراف اصابعه دون احداث اى ضجه تلفت يمينا ويسارا وحاول تفقد المكان بدقه حتى وقع عينه على المطبخ والذى عرفه من الوهله الاولى بسبب الابخره المتصاعده من المدخنه التى تعتليه ومن رائحة الطعام الذكيه فنقاض اليه دون ان يدرى ما خطته التاليه
*****
نادت احدهنا على خضرا لمباشرة الاعمال فما كان منها الا الاستجابه السريعه فامسكت خضرا يدان روهان ودست بينهم طبق الشوربا الدافئ اخرفحركت روهان بصرها نحوها بهدوء ..فإبتسمت خضرا قائله احتسيه يا عزيزتى ..وسأتى على الفور
******
اقترب صفي من نافذة صغيرة تكشف ما بداخل المطبخ فمارأه جعله عيناه فى حيرة فقد خيال له انه سيرها بسهوله ولكن ماوجده هو خلية نحل لا تهدء الكثير من الحركه والخادمات متشابهات الزى ويعملن بإجتهاد بحركات سريعه ومتواليه .....مازالت روهان تحدق فى فراغ ..ولكنها لفحتها نسمات هواء عليله هادئه وكأنها اشتمت رائحة صفي فى المكان ..فأسبلت عينها فى تمنى ..وكأنها تمنت رؤيته من اعماق قلبها فقد كان كل اهلها هنا ومصدر الامان
******
وصل الامير المزعوم اخيرا باقة الورد ونزل عن جواده بحركه خاليه من الخفه
خالت السعادة من وجوه الجميع الا وجه والديه الملك كشمار والملكه عيداء ومن ثم بدء فبالتحرك نحو درجات الدرج العاليه المؤديه لتوالين ..بخطوات خاليه من الرشاقه بل بدء عليه التعرق فى المنتصف ....
اما توالين فكانت
تعلم ان هناك شئ سيئ سيحدث وهذه المرة ليس عليها انتظره ..عليها تحقيقه حتى لا تأتى المصائب فرادا ...
اااخيرا وصل الامير ..يلهث من التعب وگأنه يمضى فى صحراء قاحله بلا ماء
باقى البارت العشرون
صوبت الانضار نحوهم من الملك جنجار كانت نظراته محمله بالكثير من الضيق والملكه عيداء التى كانت سعيده للغايه ومتهلله وكذالك زوجها كشمار اما امها مينمار فقد اطالت النظر لجنجار فى محاولات بائسه لفهم المأذق الذى حشرن فيه ..ولكنها لم تجد ما تهتدى به ...
اما شركان فقد وصل الغضب لديه الى ذروته واصبح كالجمره المشتعله فستضيع اميرته نصب عينيه وهو غير قادر على فعل اى شئ ...
للحظات استطاع الامير البائس السيطره على انفاسه اللهثه...ووقف امام
توالين والتى كانت هادئه للغايه ولم تبدى اى مشاعر سوى الجمود الذى اعترى قسماتها وجعلها كالصنم ...بداء الامير كالمسحور ...واخذ يحدق بها بهيااام وانعقد لسنه عن الترحيب بها او حتى الافصاح عن آيات الغزل الذى طرحها داخله ...قدم بيدا مرتعشه باقة الورد ..نحوها ..عاجزا عن الابتسامه فكان فى ذهول..فهى من قريب اجمل بكثير ..من بعيد ..حوالها هالة من الشموخ ..يصعب التطلع لوجها حتى ..
نظرت له توالين نظرات ازدراء ..ممزوجه بشى من الاشمزاز ..ولطمت يده الممدوده ....بغضب ..فسقطت باقة الزهور ارضا ..من فرض وهنه التام ..
وقد بدءت الامور اكثرا تعقيدا الان ...فقد صدح الحشد بتهليل وكأنهم كانوا يرغبون فى نفس الشئ التى فعلته توالين
ضيقت ..عيداء نظرات عينها وجذت اسنانها ..وغمغمت ...ايتها الملعونه
اما شركان ..فقد انفرجت اسريره ..فاليوم يوم سعده وهناء..وصار قلبه يرقص فرحا ..وينشد اعذب الالحان ...
اما مينمار التى كانت تقف من ورائها فقد ارتسمت الدهشه على عيناها واشرفت على الانهيار من هذا التوتر والارتباك ..
مينمار ... نادت بصوت اشبه بالهمس ...توالين ..ماذا فعلتى
توالين ..وبثقه ..ذائده ..ارفض يا مولاتى العرض ...استأذنك
وانحنت فى ادب ...وغادرت المكان من المكان المخصص لهما ..
عند اذن انتفض جنجار بخفه من عرشه وتحرك للداخل ..وبدء كأنه راضا تماما عن ما حدث فكان على ثغره ابتسامه بسيطه ...استشفها كشمار..وضيق بصره حاقدا ..
*****
على الطرف الاخر ..
ظل صفي يغدوا بمقلتيه المكان ولكنه لم يعثر عليها وما بين وهلة واخرى يقع بصره على امرأة تبدو له من جانبها قابعه بعيد عن العمل بوشاح رمادى وخيل له انها مسنه من انحنائها للامام ..فلم يهتم لامرها ..ولم يخطر بباله انها ررروهان وبعد قليل قد دب فى اوصاله اليأس واخفض اطراف قدمه التى رفعته لنظر من النافذه وعاد يجر اذيال الحزن وقفز لمخيلته شك انها قد استطاعت الهرب بوسيلة اخرى وما عادت تحتاج وسائله ...فأغرق عينه الدموع ..وعاد من حيث اتى بكم هائل من الحزن ...وقلبا منشطر وشطره مع روهان ...
******
بلا شك فقد انقلب العرض وانتهى مبكرا عن موعده واحتقن وجه الامير المزعون ومعه وجة والديه فقد رفضته توالين بكل استعلاء وبكل كبرياء حط
من شأنه اكثر واكثر وجعله يتعرق كثيرا واصبح واقفا بلا حراك من فرط دهشته
*******
مما لا شك فيه ان ما حدث سوف يخلف متاعب جما قد لا يستطيع احد ايقافها الا ان جنجار وقف فى غرفته مسرورا بعض الشئ من تصرفها ..دخلت مينمار دون سابق اذن وهى قمة الهلع وعلى فمها العديد من التساؤلات
مينمار .وهتفت بصوت ملئ بالضيق ...ماذا يحدث ..اخبرنى ؟
لما اتى تلك الامير الهزيل الى هنا واين باقى الامراء المتقدمون للعرض وماذا حدث لتو
اجاب جنجار ...بهدوء وحكمه ..وكانه غير مبالى ..من اين ابدء
مينمار ..بغضب .. ما شئت ..المهم انى اكون على درايه على كل شئ
جنجار ..ومازل متمسكا ..بهدؤه..اولا باقى الامراء اعتزروا عن الخروج لزواج هذا الموسم ثانيا استغل كشمار الموقف واتى ليكون العرض خال من المنافسه ثالثا ..ما رأيتيه بأم عينك ..قد حدث ..رفضت ابنتك العرض وانتهى امره
بدء كانه سعيد فى قرارت نفسه
*********
ومن جانب اخر
وبعدما عاد جنجار للداخل خرج شركان للملكين ..ليودعهم بعدما امتنع جنجار عن توديعهم ...توجه اليهم شركان بخطوات بطيئه وهو يخفى فى اغواره ابتسامه عميقه بداخله وحك انفه للسيطره على وضعه ...ووصل اليهم ...ادى التحيه بكل هدوء ... وتحدث بنبره هادئه ...لا تخلو من الخبث
شركان ..الملك جنجار ..يبلغكم فالتصحبكم السلامه
واجهه...كشمار كلماته التى اشبه بالطرد ..بصلابه متهجمه.. سوف ترى مملكتك نهايتها وسوف احرقها واتلذذ بذالك ..
لم يهتز ..شركان لكلماته بل اجفل عينه فى استخفاف .فهو مدرك صعوبه الموقف الذى واجهه اليوم وانه سبب له الكثير من الاحراج ..
كشمار ..بغضب ..اكبر ..وسوف ترون توالين هذه التى جرؤت على رفض ولدى ..كيف سأفتك بها..
هنا واشتعلت شرارات الغضب من ذلك الاحمق الذى يعتلى عرشا بالحظ ولم يتحلى باى من الرجاحه او الكياسه ..ورد عليه
شركان بغضب ملجم ..مشهرا اصبعه فى وجهه ...انتبه الى كلماتك جيدا ...ولا تهدر حرفا اخر ..قديكلفك حياتك..
كشمار ..بنبره عنيفه...سوف ترى انت وملكك،.
وغادر سريعا دون الاستماع لااى ردود