رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم منال سالم
ذئاب لا تعرف الحب
الفصل الثامن عشر :
في قصر عائلة الجندي ،،،،،
في المطبخ ،،،،
أجلست المدبرة عفاف تقى على المقعد الخشبي في المطبخ ، وقدمت لها مشروباً بارداً ، و...
-عفاف بصوت دافيء : اشربي ده يا بنتي
-تقى بنظرات مذعورة ، وصوت ضعيف : أنا مش عاوزة أكل ولا أشرب ، أنا عاوزة أسيب المكان ده وأمشي
ثم مــدت كلتا يديها لتمسك بكفي عفاف ، وحاولت أن تقبله في توسل ، و...
-تقى بنبرة راجية : أبوس ايديكي مشيني من هنا ، وحياة أغلى حاجة عندك مشيني
سحبت عفاف يدها سريعاً للخلف ، ونظرت إلى تقى بإشفاق ، و...
-عفاف بقلق : استغفر الله يا بنتي ، حاضر ، أنا هاتصرف وهاخرجك من هنا
-تقى بصوت ضعيف : الله يكرمك شوفيلي أي حاجة أغطي بيها شعري ، أنا ماينفعش أطلع كده ، كفاية أوي اللي حصلي وآآآ..
-عفاف مقاطعة بهدوء : حاضر .. حاضر ، ولو إن ده صعب في القصر هنا ألاقي حجاب ..!!
-تقى بنبرة متلعثمة : أنا .. أنا كنت جاية ومعايا محفظتي ، وآآ.. وشنطة بلاستيك فيها عباية بتاعة أمي وآآ..
-عفاف مقاطعة بنبرة مهتمة : استني اسأل كده عند الـ security ( الحراسة ) إن كانت حاجتك لسه موجودة عندهم ، ولا لأ ...!
تحركت عفاف في اتجاه الهاتف الأرضي المعلق على أحد الجدران ، فتابعتها تقى بعينين راجيتين ، و...
-تقى بنبرة متعشمة : يا رب تكون عندهم
أمسكت عفاف بسماعة الهاتف ، وضغطت على أحد الأزرار ثم وضعت السماعة على أذنها ، و...
-عفاف هاتفياً بجدية : ايوه يا أحمد ، بقولك كان البنت الجديدة اللي اسمها تقى جاية ومعاها شنطة كده فيها حاجتها وآآ..
صمتت عفاف عن الحديث لتستمع إلى ما يقوله الحارس أحمد على الجانب الأخــر ، و..
-عفاف متابعة بهدوء وهي تمط شفتيها : مممم... أها .. تمام ، خلاص هات الحاجة عند الباب بتاع المطبخ ، منتظراك
أنهت هي المكالمة معه ، ثم أعادت سماعة الهاتف لمكانها ، والتفتت للخلف ، و...
-عفاف بإبتسامة هادئة : الحمدلله ، حاجاتك ليه موجودة ومع الأمن برا ، وهايجبوهالك لحد هنا
-تقى بتنهيدة إرتياح : الحمدلله .. يا ما انت كريم يا رب
..........................................
ترجلت فردوس من الحافلة على الطريق الرئيسي ، ثم مسحت بمقدمة حجابها جبينها الذي كان يتصبب عرقاً ، وسارت بخطوات متثاقلة في اتجاه طريق جانبي ، ومنه عرجت إلى زقـــاق ضيق حتى وصلت إلى أول الحارة التي تقطن بها ..
راقبت هي نظرات المـــارة – من تعرفهم ، ومن لا تعرفهم – وهي تسير ، و...
-سيدة ما بنبرة عالية : ست فردوس ، حمدلله على السلامة ، طلعتي امتى يا حبيبتي
-فردوس بإمتعاض : من شوية
-سيدة ما متسائلة بفضول : وهما سابوكي كده من غير ما آآ..
-فردوس مقاطعة بحدة : أه سابوني على طول ، لا تكوني مفكرة إني حرامية ولا حاجة ، ده أنا أشرف من الشرف ، وآآ..
-سيدة ما مقاطعة بتوجس : لالالا مقصدش يا فردوس يا أختي ، ده أنا بس بأطمن عليكي يا غالية
-فردوس وهي تلوي شفتيها في تأفف : لأ اطمني ، أنا زي الجينة الدهب ، نضيفة وشريفة ، ومعمريش مديت إيدي للحرام
-سيدة ما بعدم اقتناع : اه طبعاً .. انتي هاتقوليلي !!!
لم تعبأ بها فردوس وأكملت سيرها في اتجاه البناية القديمة المتواجد بها منزلها المتواضع ..
-فردوس لنفسها بضيق : محدش بيسيب حد في حاله ، الكل هايموت ويشمت في غيره ، أعوذو بالله على الناس !!
تنهدت فردوس في إرهـــاق ، ورفعت عينيها للأعلى لتنظر إلى شرفة منزلها ، و...
-فردوس بنبرة متعشمة : يا رب تكونوا كلكم كويسين ، أنا مش عارفة قلبي مقبوض كده بقاله كام يوم ، استر يا رب ....!!!!!!!
...........................................
في شاليه عائلة الجندي بالساحل ،،،،
لم تكف ليان عن إرســـال الرسائل النصية لفارس ولا عن الاتصال به ، ولكن دون جدوى ، فقد تعمد تجاهلها ، وكادت هي أن تجن من تصرفه الغامض هذا ، و...
-ليان بتوتر شديد : يا ربي ، طب أعمل ايه الوقتي ؟؟ أكلمه ازاي وهو مش عاوز يرد عليا ، أووووف ، أنا بجد هاتخنق
ثم وضعت كلتا يديها على رأسها ، وعبثت بخصلات شعرها المجعد و..
-ليان لنفسها بنبرة عازمة : ممم.. أنا أخرج دلوقتي من الشاليه قبل ما مامي تصحى ، وأحــاول أكلمه وأقوله إني مستنياه عند الكافيه اللي جمب الـ beach ، يمكن يجي !
ثم قفزت في مكانها عدة مرات ودارت حول نفسها وهي ترقص طرباً ، و...
-ليان بنبرة فرحة : واو .. يا دماغك يا ليووو !!
ثم اتجهت ناحية خزانة الملابس ، وقامت بفتح ضلفته ، ووضعت طرف إصبعها على شفتيها ، و...
-ليان وهي تمط شفتيها في حيرة : ممممم.. طب ألبس ايه بقى
مدت هي يدها لتنتقي شيئاً مختلفاً لترتديه ، وبالفعل أخرجت بادي حمالات ذي لون أزرق سماوي زاهي ، ومن الأسفل شورتاً قصيراً من اللون الأصفر الليموني ، ووضعت في كاحل قدمها ( خلخالاً فضياً ) لامعاً ، ولفت حول عنقها إيشارباً ذي ألوان متعددة ، كما قامت بربط شريطة من اللون الـ ( فوشيا ) حول مقدمة شعرها المجعد الذي تركته ينسدل خلف ظهرها ، ثم وقفت أمـــام المرآة ، و...
-ليان بنبرة مغترة : واو ، برينسيس ( أميرة ) طبعاً ...!
سارت هي ناحية الشرفة لتفتحها بعد أن إطمأنت على هيئتها ، ولكنها لمحت سيارة أجرة تقف أمـــام مدخل الشاليه ، ويترجل منها أحد ما يرتدي حلة رمادية داكنة ، ومعه حقيبة سفر ، فدققت النظر جيداً ، و...
-ليان مبتسمة بفرح : الله ! ده أنكل ممدوح رجع أهوو ، واو .. فرصة يكون مع مامي ويشغلها شوية عني عقبال ما أظبط أموري مع فارس ..!
ثم أخذت هاتفها المحمول ، ودست بعض النقود في جيب شورتها ، ثم قفزت فرحاً ناحية باب الغرفة ، ومن ثم اتجهت ناحية الدرج ، ولكنها تسمرت في مكانها حينما رأت والدتها متواجدة أمـــام باب الشاليه ، وعلى وشك فتحه
-ليان بنبرة مصدومة للغاية : مامي .. هي صاحية !!!
تابعت ليان بنظرات متربصة ما يحدث من أعلى الدرج بعد أن إنحنت بجسدها للأمــام قليلاً ، و..
-ليان وهي تمط شفتيها بإستغراب : بس هي عرفت منين إن أنكل ممدوح جاي الوقتي !!
...................................
بداخـــل البناية المتواجد بها منزل تقى ،،،،
صعدت فردوس على الدرج ووصلت إلى الطابق المتواجد به منزلها ، أمسكت هي بحافظة نقودها لتخرج المفتاح ، ولكنها تفاجئت بأن قفل المنزل مسكور ، و..
-فردوس بإندهاش : ايه ده ! مين اللي كسر الطبلة بتاعة الباب ، وده ايه ده كمان !!
دققت هي النظر أمامها فوجدت قفلاً كبيراً موضوعاً على الباب ، فإنتابها القلق ، و..
-فردوس بتوجس : يا ساتر يا رب ، هما .. هما مشيوا ولا ايه ؟ أنا كده اتوغوشت عليهم
طرقت هي على الباب عدة مرات بكف يدها ، وأخذت تصيح بـ ...
-فردوس بنبرة عالية : بت يا تقى ( طق ... طق ) ، افتحي يا بت ، أنا أمك ، ( طق ... طق ) !
زفـــرت هي في ضيق ، ونظرت حولها ، ثم ...
-فردوس بنبرة أعلى : يا بت مش سمعاني ، أنا خرجت من السجن ، بت يا تقى افتحي !!
فتحت الجـــارة إجلال باب منزلها على إثر صوت الطرقات العالي ، وحاولت أن ترى من الطارق وهي تفرك عينيها ، و.....
-إجلال بنبرة شبه ناعسة : انت مين يا اللي بتخبط ؟!
استدارت فردوس بجسدها لتواجهها ، و...
-فردوس بنبرة عادية : دي أنا يا ست إجلال
-إجلال متسائلة بحيرة : إنتي مين ؟
-فرودس بجدية : انا فردوس ، أم تقى !
-إجلال بنبرة شبه سعيدة : فردوس ، ازيك يا حبيبتي ، حمدلله على السلامة ، رجعتي امتى ؟
-فردوس بخفوت : أنا لسه خارجة من شوية ، الحمدلله ملاقوش حاجة عليا ، فطلعوني
-إجلال بنبرة فرحة : ربنا كريم
-فردوس متسائلة بقلق : بقولك إيه يا ست إجلال ، أومــال ماشوفتيش البت تقى وأبوها ولا حتى اختي تهاني ؟
-إجلال بنبرة متأسفة : سي عوض الله يمسيه بالخير خرج يدور على تهاني أختك بعد ما خدت في وشها وطفشت
لطمت فردوس على صدرها في ذعــــر ، و...
-فردوس بخوف : تهاني طفشت
-إجلال بنبرة تحمل الحزن : اه يا حبة عيني ، بس الشهادة لله سي عوض طلع يدور عليها ، وحلف ماهو راجع إلا لما يجيبها تاني
-فردوس وهي تهز رأسها في حزن : كتر خيره ، طول عمره شهم
أطرقت فردوس رأسها للأسفل ، وحاولت أن تجاهد عبرة تكافح للسقوط على وجنتها حزناً على أختها الوحيدة ، ثم تذكرت إبنتها ، فرفعت رأسها عالياً ، وحدقت مباشرة في عيني إجلال ، و...
-فردوس متسائلة بتوتر : طب والبت تقى ؟ فينها ؟ وايه اللي كسر طبلة الباب بالشكل ده ؟؟ وآآ..
-إجلال مقاطعة بنبرة هادئة وهي تشير بيدها : تقى بنتك خرجت من إمبارح تدور على شغل ، وكانت سايبة معايا مفتاح القفل ده لأحسن الطبلة اتكسر لما نسيت مفتاحها ، وكانت قايلة إنها هتعدي عليا أما تخلص عشان أديها المفتاح ده لو مكانش أبوها سي عوض رجع ومعاه خالتها
ثم أخرجت الجارة إجلال المفتاح من جيبها الصدري ، وأعطته إلى فردوس ، و..
-فردوس بنبرة ممتنة : كتر خيرك يا ست إجلال
-إجلال بنبرة عادية : خير ايه بس ، ده الجيران لبعضيها يا فردوس ياختي
-فردوس بإيجاز : تعيشي
-إجلال متسائلة بهدوء : مش عاوزة حاجة أعملهالك ؟
-فردوس مبتسمة ابتسامة مجاملة : لا تشكري يا ست إجلال ، كلك ذوق والله
-إجلال بنبرة عادية : طب يا فردوس ، عن إذنك ، هاخش أنا أشوف ورايا إيه جوا
-فردوس بتلهف : أه طبعاً ، براحتك !
وبالفعل أغلقت إجلال الباب ، بينما أمسكت فردوس بالقفل بيدها ، وأدخلت المفتاح في المكان المخصص له باليد الأخــرى ، ثم قامت بنزع القفل ، وفتحت باب منزلها ، ودلفت إلى الداخل ..
كان بالها مشغولاً على عائلتها بالكامل ، و...
-فردوس بتوجس استر يا اللي بتستر ، يا رب ماتورنيش حاجة وحشة في عيلتي
ثم تنهدت في إرهــــاق ، وجلست على أقرب أريكة ، ثم انحنت للأمــام قليلاً ، وأمسكت بساقيها ، وظلت تفرك فيهما ، و...
-فردوس وهي تتأوه من الآلم : آآآه .. جسمي كله واجعني من نومة الأرض ، منك لله يا حكمت ، ربنا يوريني فيكي يوم يا ظالمة يا مفترية ..!!
أرجعت هي ظهرها للخلف ، وأغمضت عينيها ، وحاولت أن تسترخي قليلاً ، ولكن مازال عقلها مشغولاً على ابنتها ، ففتحت عينيها ، وانتصبت في جلستها ، وحدقت في الفراغ أمامها ، و..
-فردوس لنفسها بتوجس : طب البت المزغودة دي راحت فين من امبارح ، وشغل ايه ده اللي اشتغلته بالسرعة دي ، أنا مش مرتاحة للموضوع ده ، وبعدين هي ليه مجتش لحد الوقتي ، عديها على خير يا رب ؟؟!!
............................................
في شاليه عائلة الجندي ،،،،
فتحت ناريمان باب الشاليه بحذر شديد كي لا يُصدر صريراً عالياً فتوقظ ابنتها ليان – أو هكذا ظنت – ثم نظرت حولها بتوجس ، و...
-ناريمان بخفوت : ممدوح ، حمدلله على سلامتك
دلف ممدوح إلى الداخل وهو يحمل حقيبة سفره ، ثم أسندها على الأرضية بجوار الباب ، وفتح ذراعيه ، فارتمت ناريمان في أحضانه سريعاً ، فضمها إلى صدره ، و...
-ناريمان بنبرة خافتة : حبيبي ، وحشتني أوي
-ممدوح بصوت آجش : وانتي اكتر
اتسعت عيني ليان في ذهـــــول ، وفغرت شفتيها في صدمة شديدة وهي ترى وتسمع بأذنيها ما يحدث بين والدتها ، وصديق العائلة الطبيب ممدوح ..
-ناريمان بنبرة رقيقة : ياه يا ممدوح ، لو تعرف أنا أد ايه كنت مشتاقة لحضنك ده ، كنت جيت من بدري
-ممدوح بصوت رجولي هاديء : ما أنا جيت من أخــر الدنيا عشانك
-ناريمان بهدوء حذر : طب وطي صوتك شوية ، ليان لسه نايمة وماصحتش
-ممدوح بعدم اكتراث : طب وفيها ايه ؟ ما هي عارفة إن أنا جاي
-ناريمان بنبرة شبه متوجسة : أه هي عارفة إنك جاي هنا ، بس مش بالشكل ده
-ممدوح وهو يهز رأسه : مم.. أها ..
-ناريمان بنظرات تحتوي على الإغراء ، وصوت أنثوي عذب : مش ناوي تيجي نرجع أشواق زمان
-ممدوح مبتسماً في لؤم : طبعاً ، ده أنا عاوز أعيش كل لحظة فاتتني وأنا بعيد عن حضنك
ثم وضع كف يده على طرف ذقنها ، ومـــد إصبعه على شفتيها ، وظل يمسح به عليهما و...
-ممدوح بصوت خافت : وحشتيني يا عمري كله ، بحــ...
ثم مـــال برأسه على رأسها ، فأغمضت ناريمان عينيها ، فابتسم في خبث ، واقترب من شفتيها ، وأوشك على تقبيلها منهما ، فشهقت ليان – وهي في مكانها - في فزع وهي ترى بعينيها ذلك المنظر المشين ، وكتمت شهقاتها بكفي يدها ، وتراجعت للخلف بجسدها وهي غير مصدقة ما رأته عيناها للتو ..
ثم ركضت سريعاً إلى داخل غرفتها ، وأغلقت الباب خلفها ، وإستندت عليه بظهرها ، وهي تذرف الدموع عفوياً ، وظل صدرها يعلو ويهبط في خوف شديد ، و...
-ليان بصدمة رهيبة : مش ممكن ، لالالا .. مـ..مامي وآآ.. وآآ.. وأنكل ممدوح .. لألألألأ ....!
..................................................
في قصر عائلة الجندي ،،،،
في المطبخ ،،،،
طرق حــــارس الأمن – أحمد – الباب الخلفي حيث يقع المطبخ ، ففتحت له المدبرة عفاف الباب ، وتناولت من يده الحقيبة البلاستيكية التي يمسكها ، و..
-عفاف بنبرة ممتنة : شكراً يا أحمد
-أحمد متسائلاً بنبرة هادئة : في اي حاجة تانية عاوزاها مني ؟
-عفاف بنبرة شبه قلقة : بص أنا عاوزاك تكون قريب من هنا ، شوية وتقى ، البنت اللي جت تشتغل هنا عارفها ؟
-أحمد وهو يوميء برأسه موافقاً : ايوه
-عفاف متابعة بنبرة سريعة : المهم يعني هي هاتخرج كمان شوية ، عاوزاك تفضل معاها لحد ما تتأكد إنها طلعت برا القصر خالص ، وتركبها تاكسي تروح بيه
-أحمد متسائلاً بفضول : هي بقت كويسة ؟
-عفاف وهي تزم شفتيها في حيرة : والله ما أنا عارفة أقولك إيه ، بس اللي يهمني الوقتي انك تخليك معاها لحد ما تبعد عن القصر ، فاهمني
-أحمد بجدية : حاضر
-عفاف وهي تشير بعينيها ، وبنبرة خافتة : خليك قريب من هنا
-أحمد بصوت عادي وهو يشير بيده : أنا واقف هنا ، أما تخرج هتلاقيني
-عفاف بتنهيدة إرتياح : تمام ..
ابتعد الحـــارس أحمد عن الباب ، فأغلقته عفاف بهدوء ، ثم عادت إلى تقى وهي تحمل الحقيبة البلاستيكية في يدها ، و...
-عفاف بنبرة داقئة : دول حاجتك يا بنتي
دققت تقى النظر في تلك الحقيبة البلاستيكية ، ونهضت عن مقعدها الخشبي ، و....
-تقى بتلهف : اه هما ..!
جذبت هي الحقيبة البلاستيكية من يدها ، وفتحتها لترى محتوياتها .. ثم تنفست الصعداء حينما وجدت حجابها بالداخل ، فأخرجته على الفور ، و..
-تقى بنبرة راضية : الحمدلله يا رب ، الحمدلله
عاونتها عفاف في وضع الحجاب على رأسها وتغطيته ، ثم ربتت على ظهرها في حنو ، و...
-عفاف بصوت رقيق : متقلقيش يا بنتي ، في حد من الحراسة برا هيوصلك لحد الباب بدون ما حد يجي جمبك ، وأنا وصيته يركبك تاكسي عشان توصلي بيتك في أمان
-تقى بنبرة ممتنة : كتر خيرك
-عفاف بجدية وهي تشير بعينيها : تعالي معايا يالا ..!
استندت تقى على كف يد عفاف وسارت معها بخطوات بطيئة نحو الخـــارج ، وبالفعل وجدت كلتاهما الحارس أحمد في انتظارهما ، وحينما لمح هو تقى أسرع ناحيتها ، ثم مـــد يده ناحيتها ليمسك بها ، و...
-أحمد بنبرة متحمسة : تعالي يا آنسة تقى
انكمشت تقى على نفسها حينما رأت ذراعه الممدودة نحوها ، ونظرت إلى عفاف بنظرات زائغة ، فربتت الأخيرة على كف يدها ، و..
-عفاف بهدوء : متخافيش يا بنتي ، هو عاوز يساعدك
-أحمد بنبرة شبه متعجبة : انا مش هاعملك حاجة على فكرة ، أنا هاسندك بس لحد ما توصلي للبوابة
-تقى بحزم : لألأ .. أنا .. أنا أقدر أمشي لوحدي ، مش محتاجة مساعدة من حد
-عفاف بنبرة هادئة : اللي يريحك يا بنتي ، خد بالك منها
-أحمد بنبرة مهتمة : اطمني ، أنا هافضل معاها لحد ما أوصلها للبيت بتاعها بنفسي
-عفاف متسائلة بإستغراب : انت هاتسيب شغلك بدون إذن ؟
-أحمد بجدية : لألألأ .. أنا ظبطت الدنيا مع جمال ، وهو هيغطي الساعة دي مكاني لحد ما أطمن على الآنسة تقى
-عفاف مبتسمة في ارتياح : طب كويس أوي ، لأحسن هي حالتها مش مريحاني
-أحمد بنبرة واثقة : متخافيش عليها ، أنا معاها
ودعت عفاف تقى ، وعــادت هي إلى القصر من باب المطبخ الخلفي ، في حين ســــارت تقى إلى جوار حارس الأمن أحمد بخطوات بطيئة للغاية .. ورفضت رفضاً قاطعاً أن تستند عليه ..
أراد أحمد أن يخفف من حدة التوتر السائدة ، لذا بادر بـ ..
-أحمد بصوت رخيم : فكراني يا آنسة تقى ؟ أنا الـ security ( حارس الأمن ) أحمد
-تقى بعدم اهتمام : اها ..
-أحمد بنبرة مهتمة : على فكرة أنا اللي لاقيت حاجتك بعد ما أغمى عليكي و.. آآآ..
صمت أحمد لثوانٍ قليلة قبل أن يتابع بــ ..
-أحمد مكملاً وهو يتنحنح في صوت خشن : احم .. آآ.. يعني الباشا أوس خدك لجوا .. أنا خوفت على الحاجة لأحسن تضيع ، فعنتهم معايا ، المهم انتي كويسة
لم تجبه تقى ، بل ظلت مطرقة لرأسها في الأسفل ، وســـارت بقدمها التي تعرج نحو البوابة ، ومع كل خطوة كانت تخطوها ، كانت تشعر بالارتياح و..
-تقى لنفسها بنبرة راجية : الحمدلله يا رب ، أخيراً هاخرج من الجحيم اللي كنت فيه ، أنا مش مصدقة نفسي ، الحمدلله ..!!!!
تابع الحـــارس أحمد الإيماءات والحركات التي تصدر عنها بترقب شديد ، وظل بين الحين والأخــــر يختلس النظرات إليها ، و...
-أحمد لنفسه بإهتمام : يا سبحان الله ، هو في براءة بالشكل ده ، أنا مشوفتش بنت بالأخلاق دي أبداً في الزمن الإسود اللي احنا فيه ده
................................... !!!!!
الفصل الثامن عشر :
في قصر عائلة الجندي ،،،،،
في المطبخ ،،،،
أجلست المدبرة عفاف تقى على المقعد الخشبي في المطبخ ، وقدمت لها مشروباً بارداً ، و...
-عفاف بصوت دافيء : اشربي ده يا بنتي
-تقى بنظرات مذعورة ، وصوت ضعيف : أنا مش عاوزة أكل ولا أشرب ، أنا عاوزة أسيب المكان ده وأمشي
ثم مــدت كلتا يديها لتمسك بكفي عفاف ، وحاولت أن تقبله في توسل ، و...
-تقى بنبرة راجية : أبوس ايديكي مشيني من هنا ، وحياة أغلى حاجة عندك مشيني
سحبت عفاف يدها سريعاً للخلف ، ونظرت إلى تقى بإشفاق ، و...
-عفاف بقلق : استغفر الله يا بنتي ، حاضر ، أنا هاتصرف وهاخرجك من هنا
-تقى بصوت ضعيف : الله يكرمك شوفيلي أي حاجة أغطي بيها شعري ، أنا ماينفعش أطلع كده ، كفاية أوي اللي حصلي وآآآ..
-عفاف مقاطعة بهدوء : حاضر .. حاضر ، ولو إن ده صعب في القصر هنا ألاقي حجاب ..!!
-تقى بنبرة متلعثمة : أنا .. أنا كنت جاية ومعايا محفظتي ، وآآ.. وشنطة بلاستيك فيها عباية بتاعة أمي وآآ..
-عفاف مقاطعة بنبرة مهتمة : استني اسأل كده عند الـ security ( الحراسة ) إن كانت حاجتك لسه موجودة عندهم ، ولا لأ ...!
تحركت عفاف في اتجاه الهاتف الأرضي المعلق على أحد الجدران ، فتابعتها تقى بعينين راجيتين ، و...
-تقى بنبرة متعشمة : يا رب تكون عندهم
أمسكت عفاف بسماعة الهاتف ، وضغطت على أحد الأزرار ثم وضعت السماعة على أذنها ، و...
-عفاف هاتفياً بجدية : ايوه يا أحمد ، بقولك كان البنت الجديدة اللي اسمها تقى جاية ومعاها شنطة كده فيها حاجتها وآآ..
صمتت عفاف عن الحديث لتستمع إلى ما يقوله الحارس أحمد على الجانب الأخــر ، و..
-عفاف متابعة بهدوء وهي تمط شفتيها : مممم... أها .. تمام ، خلاص هات الحاجة عند الباب بتاع المطبخ ، منتظراك
أنهت هي المكالمة معه ، ثم أعادت سماعة الهاتف لمكانها ، والتفتت للخلف ، و...
-عفاف بإبتسامة هادئة : الحمدلله ، حاجاتك ليه موجودة ومع الأمن برا ، وهايجبوهالك لحد هنا
-تقى بتنهيدة إرتياح : الحمدلله .. يا ما انت كريم يا رب
..........................................
ترجلت فردوس من الحافلة على الطريق الرئيسي ، ثم مسحت بمقدمة حجابها جبينها الذي كان يتصبب عرقاً ، وسارت بخطوات متثاقلة في اتجاه طريق جانبي ، ومنه عرجت إلى زقـــاق ضيق حتى وصلت إلى أول الحارة التي تقطن بها ..
راقبت هي نظرات المـــارة – من تعرفهم ، ومن لا تعرفهم – وهي تسير ، و...
-سيدة ما بنبرة عالية : ست فردوس ، حمدلله على السلامة ، طلعتي امتى يا حبيبتي
-فردوس بإمتعاض : من شوية
-سيدة ما متسائلة بفضول : وهما سابوكي كده من غير ما آآ..
-فردوس مقاطعة بحدة : أه سابوني على طول ، لا تكوني مفكرة إني حرامية ولا حاجة ، ده أنا أشرف من الشرف ، وآآ..
-سيدة ما مقاطعة بتوجس : لالالا مقصدش يا فردوس يا أختي ، ده أنا بس بأطمن عليكي يا غالية
-فردوس وهي تلوي شفتيها في تأفف : لأ اطمني ، أنا زي الجينة الدهب ، نضيفة وشريفة ، ومعمريش مديت إيدي للحرام
-سيدة ما بعدم اقتناع : اه طبعاً .. انتي هاتقوليلي !!!
لم تعبأ بها فردوس وأكملت سيرها في اتجاه البناية القديمة المتواجد بها منزلها المتواضع ..
-فردوس لنفسها بضيق : محدش بيسيب حد في حاله ، الكل هايموت ويشمت في غيره ، أعوذو بالله على الناس !!
تنهدت فردوس في إرهـــاق ، ورفعت عينيها للأعلى لتنظر إلى شرفة منزلها ، و...
-فردوس بنبرة متعشمة : يا رب تكونوا كلكم كويسين ، أنا مش عارفة قلبي مقبوض كده بقاله كام يوم ، استر يا رب ....!!!!!!!
...........................................
في شاليه عائلة الجندي بالساحل ،،،،
لم تكف ليان عن إرســـال الرسائل النصية لفارس ولا عن الاتصال به ، ولكن دون جدوى ، فقد تعمد تجاهلها ، وكادت هي أن تجن من تصرفه الغامض هذا ، و...
-ليان بتوتر شديد : يا ربي ، طب أعمل ايه الوقتي ؟؟ أكلمه ازاي وهو مش عاوز يرد عليا ، أووووف ، أنا بجد هاتخنق
ثم وضعت كلتا يديها على رأسها ، وعبثت بخصلات شعرها المجعد و..
-ليان لنفسها بنبرة عازمة : ممم.. أنا أخرج دلوقتي من الشاليه قبل ما مامي تصحى ، وأحــاول أكلمه وأقوله إني مستنياه عند الكافيه اللي جمب الـ beach ، يمكن يجي !
ثم قفزت في مكانها عدة مرات ودارت حول نفسها وهي ترقص طرباً ، و...
-ليان بنبرة فرحة : واو .. يا دماغك يا ليووو !!
ثم اتجهت ناحية خزانة الملابس ، وقامت بفتح ضلفته ، ووضعت طرف إصبعها على شفتيها ، و...
-ليان وهي تمط شفتيها في حيرة : ممممم.. طب ألبس ايه بقى
مدت هي يدها لتنتقي شيئاً مختلفاً لترتديه ، وبالفعل أخرجت بادي حمالات ذي لون أزرق سماوي زاهي ، ومن الأسفل شورتاً قصيراً من اللون الأصفر الليموني ، ووضعت في كاحل قدمها ( خلخالاً فضياً ) لامعاً ، ولفت حول عنقها إيشارباً ذي ألوان متعددة ، كما قامت بربط شريطة من اللون الـ ( فوشيا ) حول مقدمة شعرها المجعد الذي تركته ينسدل خلف ظهرها ، ثم وقفت أمـــام المرآة ، و...
-ليان بنبرة مغترة : واو ، برينسيس ( أميرة ) طبعاً ...!
سارت هي ناحية الشرفة لتفتحها بعد أن إطمأنت على هيئتها ، ولكنها لمحت سيارة أجرة تقف أمـــام مدخل الشاليه ، ويترجل منها أحد ما يرتدي حلة رمادية داكنة ، ومعه حقيبة سفر ، فدققت النظر جيداً ، و...
-ليان مبتسمة بفرح : الله ! ده أنكل ممدوح رجع أهوو ، واو .. فرصة يكون مع مامي ويشغلها شوية عني عقبال ما أظبط أموري مع فارس ..!
ثم أخذت هاتفها المحمول ، ودست بعض النقود في جيب شورتها ، ثم قفزت فرحاً ناحية باب الغرفة ، ومن ثم اتجهت ناحية الدرج ، ولكنها تسمرت في مكانها حينما رأت والدتها متواجدة أمـــام باب الشاليه ، وعلى وشك فتحه
-ليان بنبرة مصدومة للغاية : مامي .. هي صاحية !!!
تابعت ليان بنظرات متربصة ما يحدث من أعلى الدرج بعد أن إنحنت بجسدها للأمــام قليلاً ، و..
-ليان وهي تمط شفتيها بإستغراب : بس هي عرفت منين إن أنكل ممدوح جاي الوقتي !!
...................................
بداخـــل البناية المتواجد بها منزل تقى ،،،،
صعدت فردوس على الدرج ووصلت إلى الطابق المتواجد به منزلها ، أمسكت هي بحافظة نقودها لتخرج المفتاح ، ولكنها تفاجئت بأن قفل المنزل مسكور ، و..
-فردوس بإندهاش : ايه ده ! مين اللي كسر الطبلة بتاعة الباب ، وده ايه ده كمان !!
دققت هي النظر أمامها فوجدت قفلاً كبيراً موضوعاً على الباب ، فإنتابها القلق ، و..
-فردوس بتوجس : يا ساتر يا رب ، هما .. هما مشيوا ولا ايه ؟ أنا كده اتوغوشت عليهم
طرقت هي على الباب عدة مرات بكف يدها ، وأخذت تصيح بـ ...
-فردوس بنبرة عالية : بت يا تقى ( طق ... طق ) ، افتحي يا بت ، أنا أمك ، ( طق ... طق ) !
زفـــرت هي في ضيق ، ونظرت حولها ، ثم ...
-فردوس بنبرة أعلى : يا بت مش سمعاني ، أنا خرجت من السجن ، بت يا تقى افتحي !!
فتحت الجـــارة إجلال باب منزلها على إثر صوت الطرقات العالي ، وحاولت أن ترى من الطارق وهي تفرك عينيها ، و.....
-إجلال بنبرة شبه ناعسة : انت مين يا اللي بتخبط ؟!
استدارت فردوس بجسدها لتواجهها ، و...
-فردوس بنبرة عادية : دي أنا يا ست إجلال
-إجلال متسائلة بحيرة : إنتي مين ؟
-فرودس بجدية : انا فردوس ، أم تقى !
-إجلال بنبرة شبه سعيدة : فردوس ، ازيك يا حبيبتي ، حمدلله على السلامة ، رجعتي امتى ؟
-فردوس بخفوت : أنا لسه خارجة من شوية ، الحمدلله ملاقوش حاجة عليا ، فطلعوني
-إجلال بنبرة فرحة : ربنا كريم
-فردوس متسائلة بقلق : بقولك إيه يا ست إجلال ، أومــال ماشوفتيش البت تقى وأبوها ولا حتى اختي تهاني ؟
-إجلال بنبرة متأسفة : سي عوض الله يمسيه بالخير خرج يدور على تهاني أختك بعد ما خدت في وشها وطفشت
لطمت فردوس على صدرها في ذعــــر ، و...
-فردوس بخوف : تهاني طفشت
-إجلال بنبرة تحمل الحزن : اه يا حبة عيني ، بس الشهادة لله سي عوض طلع يدور عليها ، وحلف ماهو راجع إلا لما يجيبها تاني
-فردوس وهي تهز رأسها في حزن : كتر خيره ، طول عمره شهم
أطرقت فردوس رأسها للأسفل ، وحاولت أن تجاهد عبرة تكافح للسقوط على وجنتها حزناً على أختها الوحيدة ، ثم تذكرت إبنتها ، فرفعت رأسها عالياً ، وحدقت مباشرة في عيني إجلال ، و...
-فردوس متسائلة بتوتر : طب والبت تقى ؟ فينها ؟ وايه اللي كسر طبلة الباب بالشكل ده ؟؟ وآآ..
-إجلال مقاطعة بنبرة هادئة وهي تشير بيدها : تقى بنتك خرجت من إمبارح تدور على شغل ، وكانت سايبة معايا مفتاح القفل ده لأحسن الطبلة اتكسر لما نسيت مفتاحها ، وكانت قايلة إنها هتعدي عليا أما تخلص عشان أديها المفتاح ده لو مكانش أبوها سي عوض رجع ومعاه خالتها
ثم أخرجت الجارة إجلال المفتاح من جيبها الصدري ، وأعطته إلى فردوس ، و..
-فردوس بنبرة ممتنة : كتر خيرك يا ست إجلال
-إجلال بنبرة عادية : خير ايه بس ، ده الجيران لبعضيها يا فردوس ياختي
-فردوس بإيجاز : تعيشي
-إجلال متسائلة بهدوء : مش عاوزة حاجة أعملهالك ؟
-فردوس مبتسمة ابتسامة مجاملة : لا تشكري يا ست إجلال ، كلك ذوق والله
-إجلال بنبرة عادية : طب يا فردوس ، عن إذنك ، هاخش أنا أشوف ورايا إيه جوا
-فردوس بتلهف : أه طبعاً ، براحتك !
وبالفعل أغلقت إجلال الباب ، بينما أمسكت فردوس بالقفل بيدها ، وأدخلت المفتاح في المكان المخصص له باليد الأخــرى ، ثم قامت بنزع القفل ، وفتحت باب منزلها ، ودلفت إلى الداخل ..
كان بالها مشغولاً على عائلتها بالكامل ، و...
-فردوس بتوجس استر يا اللي بتستر ، يا رب ماتورنيش حاجة وحشة في عيلتي
ثم تنهدت في إرهــــاق ، وجلست على أقرب أريكة ، ثم انحنت للأمــام قليلاً ، وأمسكت بساقيها ، وظلت تفرك فيهما ، و...
-فردوس وهي تتأوه من الآلم : آآآه .. جسمي كله واجعني من نومة الأرض ، منك لله يا حكمت ، ربنا يوريني فيكي يوم يا ظالمة يا مفترية ..!!
أرجعت هي ظهرها للخلف ، وأغمضت عينيها ، وحاولت أن تسترخي قليلاً ، ولكن مازال عقلها مشغولاً على ابنتها ، ففتحت عينيها ، وانتصبت في جلستها ، وحدقت في الفراغ أمامها ، و..
-فردوس لنفسها بتوجس : طب البت المزغودة دي راحت فين من امبارح ، وشغل ايه ده اللي اشتغلته بالسرعة دي ، أنا مش مرتاحة للموضوع ده ، وبعدين هي ليه مجتش لحد الوقتي ، عديها على خير يا رب ؟؟!!
............................................
في شاليه عائلة الجندي ،،،،
فتحت ناريمان باب الشاليه بحذر شديد كي لا يُصدر صريراً عالياً فتوقظ ابنتها ليان – أو هكذا ظنت – ثم نظرت حولها بتوجس ، و...
-ناريمان بخفوت : ممدوح ، حمدلله على سلامتك
دلف ممدوح إلى الداخل وهو يحمل حقيبة سفره ، ثم أسندها على الأرضية بجوار الباب ، وفتح ذراعيه ، فارتمت ناريمان في أحضانه سريعاً ، فضمها إلى صدره ، و...
-ناريمان بنبرة خافتة : حبيبي ، وحشتني أوي
-ممدوح بصوت آجش : وانتي اكتر
اتسعت عيني ليان في ذهـــــول ، وفغرت شفتيها في صدمة شديدة وهي ترى وتسمع بأذنيها ما يحدث بين والدتها ، وصديق العائلة الطبيب ممدوح ..
-ناريمان بنبرة رقيقة : ياه يا ممدوح ، لو تعرف أنا أد ايه كنت مشتاقة لحضنك ده ، كنت جيت من بدري
-ممدوح بصوت رجولي هاديء : ما أنا جيت من أخــر الدنيا عشانك
-ناريمان بهدوء حذر : طب وطي صوتك شوية ، ليان لسه نايمة وماصحتش
-ممدوح بعدم اكتراث : طب وفيها ايه ؟ ما هي عارفة إن أنا جاي
-ناريمان بنبرة شبه متوجسة : أه هي عارفة إنك جاي هنا ، بس مش بالشكل ده
-ممدوح وهو يهز رأسه : مم.. أها ..
-ناريمان بنظرات تحتوي على الإغراء ، وصوت أنثوي عذب : مش ناوي تيجي نرجع أشواق زمان
-ممدوح مبتسماً في لؤم : طبعاً ، ده أنا عاوز أعيش كل لحظة فاتتني وأنا بعيد عن حضنك
ثم وضع كف يده على طرف ذقنها ، ومـــد إصبعه على شفتيها ، وظل يمسح به عليهما و...
-ممدوح بصوت خافت : وحشتيني يا عمري كله ، بحــ...
ثم مـــال برأسه على رأسها ، فأغمضت ناريمان عينيها ، فابتسم في خبث ، واقترب من شفتيها ، وأوشك على تقبيلها منهما ، فشهقت ليان – وهي في مكانها - في فزع وهي ترى بعينيها ذلك المنظر المشين ، وكتمت شهقاتها بكفي يدها ، وتراجعت للخلف بجسدها وهي غير مصدقة ما رأته عيناها للتو ..
ثم ركضت سريعاً إلى داخل غرفتها ، وأغلقت الباب خلفها ، وإستندت عليه بظهرها ، وهي تذرف الدموع عفوياً ، وظل صدرها يعلو ويهبط في خوف شديد ، و...
-ليان بصدمة رهيبة : مش ممكن ، لالالا .. مـ..مامي وآآ.. وآآ.. وأنكل ممدوح .. لألألألأ ....!
..................................................
في قصر عائلة الجندي ،،،،
في المطبخ ،،،،
طرق حــــارس الأمن – أحمد – الباب الخلفي حيث يقع المطبخ ، ففتحت له المدبرة عفاف الباب ، وتناولت من يده الحقيبة البلاستيكية التي يمسكها ، و..
-عفاف بنبرة ممتنة : شكراً يا أحمد
-أحمد متسائلاً بنبرة هادئة : في اي حاجة تانية عاوزاها مني ؟
-عفاف بنبرة شبه قلقة : بص أنا عاوزاك تكون قريب من هنا ، شوية وتقى ، البنت اللي جت تشتغل هنا عارفها ؟
-أحمد وهو يوميء برأسه موافقاً : ايوه
-عفاف متابعة بنبرة سريعة : المهم يعني هي هاتخرج كمان شوية ، عاوزاك تفضل معاها لحد ما تتأكد إنها طلعت برا القصر خالص ، وتركبها تاكسي تروح بيه
-أحمد متسائلاً بفضول : هي بقت كويسة ؟
-عفاف وهي تزم شفتيها في حيرة : والله ما أنا عارفة أقولك إيه ، بس اللي يهمني الوقتي انك تخليك معاها لحد ما تبعد عن القصر ، فاهمني
-أحمد بجدية : حاضر
-عفاف وهي تشير بعينيها ، وبنبرة خافتة : خليك قريب من هنا
-أحمد بصوت عادي وهو يشير بيده : أنا واقف هنا ، أما تخرج هتلاقيني
-عفاف بتنهيدة إرتياح : تمام ..
ابتعد الحـــارس أحمد عن الباب ، فأغلقته عفاف بهدوء ، ثم عادت إلى تقى وهي تحمل الحقيبة البلاستيكية في يدها ، و...
-عفاف بنبرة داقئة : دول حاجتك يا بنتي
دققت تقى النظر في تلك الحقيبة البلاستيكية ، ونهضت عن مقعدها الخشبي ، و....
-تقى بتلهف : اه هما ..!
جذبت هي الحقيبة البلاستيكية من يدها ، وفتحتها لترى محتوياتها .. ثم تنفست الصعداء حينما وجدت حجابها بالداخل ، فأخرجته على الفور ، و..
-تقى بنبرة راضية : الحمدلله يا رب ، الحمدلله
عاونتها عفاف في وضع الحجاب على رأسها وتغطيته ، ثم ربتت على ظهرها في حنو ، و...
-عفاف بصوت رقيق : متقلقيش يا بنتي ، في حد من الحراسة برا هيوصلك لحد الباب بدون ما حد يجي جمبك ، وأنا وصيته يركبك تاكسي عشان توصلي بيتك في أمان
-تقى بنبرة ممتنة : كتر خيرك
-عفاف بجدية وهي تشير بعينيها : تعالي معايا يالا ..!
استندت تقى على كف يد عفاف وسارت معها بخطوات بطيئة نحو الخـــارج ، وبالفعل وجدت كلتاهما الحارس أحمد في انتظارهما ، وحينما لمح هو تقى أسرع ناحيتها ، ثم مـــد يده ناحيتها ليمسك بها ، و...
-أحمد بنبرة متحمسة : تعالي يا آنسة تقى
انكمشت تقى على نفسها حينما رأت ذراعه الممدودة نحوها ، ونظرت إلى عفاف بنظرات زائغة ، فربتت الأخيرة على كف يدها ، و..
-عفاف بهدوء : متخافيش يا بنتي ، هو عاوز يساعدك
-أحمد بنبرة شبه متعجبة : انا مش هاعملك حاجة على فكرة ، أنا هاسندك بس لحد ما توصلي للبوابة
-تقى بحزم : لألأ .. أنا .. أنا أقدر أمشي لوحدي ، مش محتاجة مساعدة من حد
-عفاف بنبرة هادئة : اللي يريحك يا بنتي ، خد بالك منها
-أحمد بنبرة مهتمة : اطمني ، أنا هافضل معاها لحد ما أوصلها للبيت بتاعها بنفسي
-عفاف متسائلة بإستغراب : انت هاتسيب شغلك بدون إذن ؟
-أحمد بجدية : لألألأ .. أنا ظبطت الدنيا مع جمال ، وهو هيغطي الساعة دي مكاني لحد ما أطمن على الآنسة تقى
-عفاف مبتسمة في ارتياح : طب كويس أوي ، لأحسن هي حالتها مش مريحاني
-أحمد بنبرة واثقة : متخافيش عليها ، أنا معاها
ودعت عفاف تقى ، وعــادت هي إلى القصر من باب المطبخ الخلفي ، في حين ســــارت تقى إلى جوار حارس الأمن أحمد بخطوات بطيئة للغاية .. ورفضت رفضاً قاطعاً أن تستند عليه ..
أراد أحمد أن يخفف من حدة التوتر السائدة ، لذا بادر بـ ..
-أحمد بصوت رخيم : فكراني يا آنسة تقى ؟ أنا الـ security ( حارس الأمن ) أحمد
-تقى بعدم اهتمام : اها ..
-أحمد بنبرة مهتمة : على فكرة أنا اللي لاقيت حاجتك بعد ما أغمى عليكي و.. آآآ..
صمت أحمد لثوانٍ قليلة قبل أن يتابع بــ ..
-أحمد مكملاً وهو يتنحنح في صوت خشن : احم .. آآ.. يعني الباشا أوس خدك لجوا .. أنا خوفت على الحاجة لأحسن تضيع ، فعنتهم معايا ، المهم انتي كويسة
لم تجبه تقى ، بل ظلت مطرقة لرأسها في الأسفل ، وســـارت بقدمها التي تعرج نحو البوابة ، ومع كل خطوة كانت تخطوها ، كانت تشعر بالارتياح و..
-تقى لنفسها بنبرة راجية : الحمدلله يا رب ، أخيراً هاخرج من الجحيم اللي كنت فيه ، أنا مش مصدقة نفسي ، الحمدلله ..!!!!
تابع الحـــارس أحمد الإيماءات والحركات التي تصدر عنها بترقب شديد ، وظل بين الحين والأخــــر يختلس النظرات إليها ، و...
-أحمد لنفسه بإهتمام : يا سبحان الله ، هو في براءة بالشكل ده ، أنا مشوفتش بنت بالأخلاق دي أبداً في الزمن الإسود اللي احنا فيه ده
................................... !!!!!