رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم منال سالم
ذئاب لا تعرف الحب
الفصل التاسع عشــــر :
في شاليه عائلة الجندي ،،،
دلف ممدوح إلى داخل غرفة نوم ناريمان ، وأسند حقيبته بجوار الباب ، ثم مــد ذراعيه ليحاوطها بهما ، و...
-ممدوح بصوت رخيم وهو يضمها إلى صدره : وحشتني يا حبي
استندت هي برأسها على كتفه ، وأغمضت عينيها ، واستنشقت عبير عطره ، ثم أطلقت تنهيدة مطولة ، و..
-ناريمان بدلال : وإنت أكتر
أبعد هو رأسها عن كتفه ، ثم أمسك بها بكفي يده ، ونظر إليها مطولاً ، و..
-ممدوح بنظرات عابثة ، ونبرة أقرب للؤم : طب مش هـ..آآ..
وضعت هي طرف إصبعها على فمه لتمنعه عن الكلام ، و..
-ناريمان بخفوت : هانعمل كل حاجة بس أطمن الأول إن ليان نايمة ، مش عاوزة البنت تحس بحاجة
-ممدوح بعدم اكتراث : يا حبيبتي تلاقيها الوقتي في سابع نومة ، أنا عارف إنها بتسهر لحد الصبح ، فأكيد هاتكون نايمة
-ناريمان بتوجس : مش عارفة .. هاروح أطمن عليها ، وبعد كده أرجعلك نعمل كل اللي عاوزينه
أرخى هو ذراعيه ، ووضع يده في جيبي بنطاله ، ثم أولاها ظهره ، و...
-ممدوح بنبرة غير مهتمة : خلاص براحتك
-ناريمان بهدوء : إرتاح انت يا حبيبي ، واقفل الباب بالمفتاح لحد ما أرجعلك
لـــوى ممدوح فمه في ضيق ، ثم زفـــر في إرهـــاق ، و...
-ممدوح على مضض : طيب
ثم نزع سترته ، وألقاها على الأريكة ، وجلس على طرف الفراش ، وبدأ في حل رباط حذائه اللامع ، في حين خرجت ناريمان من الغرفة ، وأغلقت الباب بحذر ، ثم اتجهت ناحية الدرج لتتفقد إبنتها ...
..............................
لم تكف ليان عن البكاء بمرارة ، فقد صدمت من بشاعة المنظر المشين الذي رأت والدتها فيه ..
نهضت هي عن الأرضية ، ثم إرتمت على فراشها ، وبدأت تنتحب ، و..
-ليان بصوت مختنق : ليه يا مامي تخوني بابي وتبقي في آآ؟؟ إهيء .. مش قادرة أنطقها .. لييييييه !!!
بحثت ليان عن هاتفها المحمول لتهاتف فـــارس حتى تفضفض معه قليلاً فيهون عليها المسألة ، ولكنه كالعادة لم يجبْ على إتصالاتها المتكررة ، ولا رسائلها التي تتوسل فيها إليه أن يُجيبها ..
سمعت ليان صوت طرقات خافتة على باب غرفتها ، و..
-ناريمان متسائلة من الخـــارج : ليووو .. sweetie ( حبيبتي ) صاحية ؟
انتفضت هي فزعاً في مكانها ، وبسرعة رهيبة كفكفت عبراتها ، وألقت بالوسادة على رأسها ، وتمددت على الفراش ، ثم تدثرت بالملاءة وإدعت أنها نائمة
أعادت والدتها الطرق مجدداً على الباب ، ولكن هذه المرة قامت بفتحه ، و...
-ناريمان متسائلة بخفوت : حبيبتي ، لسه نايمة ؟!
كتمت ليان شهقاتها ، وأغمضت عينيها رغماً عنها ، وحاولت أن تبدو كما لو كانت تغط في نوم عميق ..
سارت ناريمان على أطراف أصابعها ، واقتربت من الفراش ، وحاولت أن ترى ابنتها عن كثب دون أن توقظها ، وارتمست علامات الارتياح على وجهها ، وإنفرجت أساريرها حينما ظنت أنها نائمة .. و..
-ناريمان لنفسها بنبرة سعيدة : واو .. كده أقدر أقضي وقت لطيف مع حبيبي
ثم خطت نحو باب الغرفة بحذر ، وهي تُمني بنفسها بوقت ممتع مع عشيقها ، ولم تدرْ أن ابنتها تتابعها بقهر وهي تخرج من الغرفة ..
-ليان لنفسها بنبرة مكسورة : ليه كده بس يا مامي ، ليه ؟؟!!!!!
...........................................
بالقرب من بوابة قصر عائلة الجندي ،،،،
تنفست تقى الصعداء وهي ترى نفسها على وشـــك النجاة من ذلك القصر الملعون ، و..
-تقى لنفسها بنبرة راجية : يا رب هون وخرجني من هنا على خير ، ابعد عني ولاد الحرام يا رب
لاحظ الحــــارس أحمد أن تقى تسير حافية على قدميها ، ولم تخبر أي أحد بهذا أو حتى تشتكي ، كما لم تنتبه لذلك المدبرة عفاف ، لذا تشدق بـ ...
-أحمد بقلق وهو يشير بعينيه : إنتي مش لابسة حاجة في رجلك يا آنسة تقى ؟
نظرت تقى إلى قدميها ، ثم عاودت النظر إليه ، و..
-تقى بنبرة تحمل القليل من الكبرياء : مش مهم ، أخرج حافية من هنا ، أحسن من إني ماخرجش خالص
-أحمد بجدية : طب لحظة واحدة أجيبلك حاجة تلبسيها
-تقى بإقتضاب وصرامة : شكراً مش عاوزة حاجة ، كتر خيرك
توقف الحارس أحمد قبالتها ، وحدق في عينيها ، ثم أشــــار لها بيديه ، و..
-أحمد بإصرار : لأ مش هاينفع ، كده رجلك السليمة هتتعور ، والمتعورة هتتبهدل ، وأنا مش عاوز أشيل ذنبك ، طالما في إيدي إني أساعدك .. ثواني بس
ثم تركها وركض سريعاً في اتجاه غرفة الحرس المتواجدة على مقربة من البوابة الرئيسية للقصر ، فتلفتت تقى حولها ، و...
-تقى لنفسها بإمتعاض : والله ما عاوزة أي حاجة من هنا ، كفاية أوي اللي جرالي
...............................................
في منزل تقى عوض الله ،،،،
بدلت فردوس ثيابها ، وارتدت عباءة منزلية ، ثم دلفت ناحية الشرفة ووقفت تتابع المـــارة ولكن عقلها كان مشغولاً بإبنتها وزوجها وأختها الضائعة ، و...
-فردوس لنفسها بنبرة حائرة : يعني محدش ظهر خالص ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا حكمت ، كدبة قوليتها بوظت الدنيا عندي وخربت البيت ، مابقتش عارفة أي حاجة عن البت ولا الراجل ولا حتى عن اختي الغلبانة ، أعمل ايه الوقتي ، خايفة أنزل الشغل البت تيجي ومتعرفش إني خرجت ، طب اتصرف إزاي
ثم رفعت بصرها إلى السمــــاء ، و...
-فردوس بنبرة راجية : دبرها من عندك يا رب
ثم انتبهت إلى صوت جارتها المألوف ، واستدارت برأسها ناحيتها حينما تحدثت بـ ...
-أم بطة بنبرة عالية وهي تستند بمرفقيها على حافة الشرفة : ايه ده ، فردوس !! انتي خرجتي يا حبيبتي من الحجز ، كفارة يا دوسة ، ده أنا لازم أزغرط ، لوووولووولي
ابتسمت فردوس ابتسامة زائفة ، ثم ..
-فردوس بنبرة تحمل العزة : كتر خيرك ، بس هو أنا كنت عملت حاجة غلط ولا حرام لا سمح الله عشان أفضل محبوسة ، الحمدلله ربنا ظهر الحقيقة ، وطلعت منه ..
تغنجت أم بطة بجسدها ، ثم لوحت في الهواء بأحد ذراعيها ، و...
-أم بطة بعدم اقتناع : اه وماله .. ياما في الحجز مظاليم
-فردوس بإقتضاب : ايوه
-أم بطة بنبرة متحمسة : يبقى كده مالكيش حجة بقى تحضري فرح البت بطة بنتي ، إحنا خلاص عملنا الحنة ، وبكرة الدخلة إن شــاء الله ، تنورينا بقى
-فردوس بجدية : ربنا يهنيها ويسعدها ، بس معلش اعذريني أنا مش هاحضر
-أم بطة باستغراب : ليه بس ؟
-فردوس بنفس النبرة الجادة : أحضر إزاي وأنا معرفش حاجة عن أختي ولا جوزي ، ده حتى عيبة في حقهم
-أم بطة وهي تمط شفتيها : اه يا حبيبتي .. ربنا يردهوملك بالسلامة
ثم صمتت للحظة قبل أن تبادر بـ ...
-أم بطة متسائلة بفضول وهي ترفع أحد حاجبيها : أومـــال البت تقى فين ؟ أنا مش شيفاها بقالي كام يوم !!!
-فردوس بضيق : معلش ما انتي عارفها متعلقة بيا وزعلانة عشاني
ثم تنهدت في إنزعــــاج ، و...
-فردوس بجدية شديدة : هستأذنك يا أم بطة أدخل أشوف اللي ورايا ، وربنا يتمم لبنتك على خير ، وباركيلها بالنيابة عني
-أم بطة بإندهاش : هو احنا لحقنا نرغي يا دوسة ، استني بس
-فردوس بإيجاز : وقت تاني ، أما تكون الدنيا رايقة وبالي مش مشغول ، عن اذنك ...!
ثم أولتها ظهرها ، وعادت إلى الغرفة ، وأغلقت الشرفة وهي تتمتم بـ ...
-فردوس بضيق جلي : روحتي فين بس يا بت ، ومخلية اللي يسوى ومايسواش يتكلم عنك ...!!!!!!!
................................
عند البوابة الرئيسية لقصر عائلة الجندي ،،،،،
عــــاد الحارس أحمد سريعاً وهو يحمل في يده ( شبشبه ) الخاص ، ثم انحنى بجذعه للأسفل ، وأسنده بجوار قدمي تقى ، و..
-أحمد بصوت هاديء : متأخرتش عليكي ، البسيه ، هو كبير شوية بس كده أحسن لرجليك
انتظرت تقى في مكانها للحظة حتى اعتدل الحارس أحمد في وقفته ، ثم مدت قدميها للأمـــام ، وارتدته على استحياء ، وأطرقت رأسها للأسفل ، و...
-تقى بنبرة خافتة : شكراً
اعتلى ثغره ابتسامة راضية ، ونظر إليها بسعادة ، ثم ...
-أحمد بنبرة متحمسة : بتشكريني على ايه بس ، هي دي حاجة تستاهل ، يا ريت لو بإيدي كنت آآ......
لم تردْ هي أن يطيل الحارس أحمد في حديثه هذا ، لذا ...
-تقى مقاطعة بجدية : ممكن أمشي بقى من هنا
-أحمد وهو يتنحنح في حرج : احم .. ماشي ..!
تابع أوس ما يحدث بينهما من شرفة غرفته ، فكور قبضته في غضب ، ثم طرق بها بعنف على الحافة ، و...
-أوس بنظرات قاتمة ، ونبرة منزعجة : ده انتي طلعتي بنت *** أهوو وبتظبطي حالك مع اللي زيك ! كده اللعب هايبقى بقلب أوي معاكي .. ورحمة الغاليين بتوعك ، ماهتتهني أبداً ..!
دلف عدي هو الأخـــر إلى داخل الشرفة ، و...
-عدي بنبرة مندهشة : في ايه تاني ؟!
ثم نظر إلى أوس فرأه مسلطاً عينيه في مكان ما ، فوجه بصره إلى حيثما ينظر ، فوجد تلك البائسة ومعها حارس الأمن وهما يسيران رويداً رويداً في اتجاه البوابة ، و...
-عدي وهو يلوي فمه في تأفف : مش كنا خلصنا
-أوس بنبرة متصلبة : لأ مش هانخلص ، أنا بس اللي أحدد إمتى أخلص أي حاجة
-عدي وهو يتنهد في إرهاق : طب تعالى نشوف ورانا ايه ، الشغل مش هايستنى حد
-أوس بنبرة غليظة : يولع الشغل ، أنا لسه ورايا حاجة هاعملها ، وبعد كده هافوق للشغل التقيل براحتي
-عدي بتوجس : والله أنا خايف عليك تطب مع البت دي
ضحك أوس عالياً بطريقة هيسترية غريبة ، ونظر إلى عدي بنظرات مستهزأة ، و..
-أوس بتهكم : اطب .!! يبقى أنت مش عارفني كويس يا صاحبي
-عدي بجدية : أصل اللي بتعمله ده مع البت الزبالة دي مالوش أي معنى
-أوس بنظرات حادة ، ونبرة تحمل القوة : لأ ليه عندي ، وانت مش هاتفهم ده
-عدي بعدم اكتراث : أنا عارف من الأول إن كلامي زي قلته معاك ، ومهما قولت وعدت ، فبرضوه انت هاتعمل اللي في دماغك وبس
-أوس بهدوء مستفز : بقولك ايه تعالى نفطر قبل ما أروح أخربها
-عدي بعدم فهم : تخرب ايه ؟
-أوس مبتسماً ابتسامة عابثة : هاتعرف بعدين ، يالا بس ...!!!
............................................
أوقف الحارس أحمد سيارة أجرة ، ثم استقلها مع تقى التي أخبرت السائق بالمكان الذي تريد التوجه إليه ..
وفي منتصف الطريق ، مــال أحمد على السائق ، و..
-أحمد بخفوت : بقولك يا اسطى اطلع على أي محل بيبيع عبايات حريمي
رمق السائق أحمد بنظرات ضيقة ، ثم هز كتفيه في عدم اهتمام ، و...
-السائق باستغراب : ماشي يا باشا
كانت تقى شـــاردة في معالم الطريق ولم تنتبه للحوار الدائر بين كلاهما ، و..
-تقى لنفسها بآسى : يا ربي أنا راضية بقضائك ، بس اللي بيحصلنا ده كتير ، أنا معنتش قادرة استحمل كل ده لوحدي ، أنا خايفة من الراجل المجنون ده ، يا رب ابعده عني وخده
وبالفعل قــــاد السائق السيارة في اتجاه أقرب محل لبيع عباءات السيدات ، ثم صف السيارة بجوار الرصيف ، فاستدار أحمد برأسه للخلف ، و...
-أحمد بنبرة هادئة : آنسة تقى أنا هانزل اجيب حاجة من هنا ، فمعلش ممكن تيجي معايا
-تقى وهي فاغرة شفتيها في بلاهة : هـــاه
-أحمد بجدية : مش هاينفع تستني في التاكسي لوحدك ، فتعالي لحظة معايا
-تقى متسائلة بتوتر : هو احنا رايحين فين ؟
-أحمد وهو يشير بعينيه : رايحين المحل ده
-تقى بإندهاش : ده ! طب ليه ؟
-أحمد بتلعثم : آآ.. يعني حاجة بالمرة كنت عاوزها ، فـ.. آآ...
-السائق مقاطعاً بتذمر : الله يكرمك يا باشا حاول تنجز أوام لأحسن أنا واقف في المخالف ، وانت عارف المرور مابيرحمش
التفت هو له ، ورمقه بنظرات ضيقة ومنزعجة ، ثم ....
-أحمد بضيق : طيب يا أسطى ، هو انت يعني واقف ببلاش ، ما أنا هحاسبك على كل ده
-السائق بنبرة شبه منزعجة : وماله يا باشا ، أنا مقولتش حاجة ، بس انت عارف المخالفة بالشيء الفلاني وآآ..
-أحمد مقاطعاً بجدية : طيب خلاص
ترجل أحمد من سيارة الأجرة ، ثم وقف إلى جوار الباب الخلفي و..
-أحمد بهدوء : يالا يا آنسة تقى
زمت تقى شفتيها في حيرة ، ثم نظرت إلى السائق ، وشعرت بعدم الارتياح من نظراته الحادة لها ، فاضطرت أن تلبي طلب الحارس ، وترجلت هي الأخرى من السيارة ، فإنفرجت أسارير أحمد ، و...
-أحمد مبتسماً بسعادة : أوعدك مش هنتأخر
-تقى بهدوء خافت : طيب
دلف كلاهما إلى داخل محل العباءات ، فجلست تقى على أقرب مقعد شاغر ، في حين توجه أحمد ناحية البائعة المتواجدة بالمحل ، و...
-أحمد بصوت خافت: بعد اذنك يا آنسة
-البائعة بإبتسامة مجاملة : أؤمر يا حضرت
-أحمد بصوت خافت وهو يشير بعينيه : شايفة الآنسة اللي أعدة على الكرسي ده
نظرت البائعة إلى حيث أشـــار هو ، وعاودت النظر إليه ، و...
-البائعة بنبرة عادية : ايوه
-أحمد بجدية : عاوزك تجيبلها عباية على مقاسها يكون سعرها كده مناسب
-البائعة بابتسامة مجاملة : حاضر
ثم ســــارت في اتجاه تقى ، ووقفت قبالتها ، و...
-البائعة بنبرة عادية : ممكن تيجي معايا
رفعت تقى رأسها ، ونظرت للبائعة في استغراب ، و..
-تقى بعدم فهم : أجي معاكي فين ؟
-البائعة بهدوء : عشان تشوفي اللون والمقاس
-تقى متسائلة بحيرة : لون ايه ومقاس ايه ؟؟ أنا مش فاهمة حاجة ، وبعدين أنا مش آآ...
-أحمد مقاطعاً بهدوء وهو يشير بيديه : استني بس يا آنسة تقى ، أنا كنت عاوز أشتري عباية لأختي عشان آآ.. عشان آآ.. عيد ميلادها ، وهي حجمها قريب منك ، فآ..آآ.. فقولت يعني لو مكانش يضايقك إنك تقسيها وآآ.. ، وأنا أجيبهالها
تبدلت ملامح وجه تقى إلى الانزعاج ، وزفرت في ضيق ، ولم تجبْ عليه ، فشعر هو بالحرج ، و..
-أحمد بإصرار : أنا عارف إنه طلب سخيف ومش وقته ، بس والله أنا محرج منك وآآ.. ويعني مش عارف أقول ايه ، بس ممكن تعملي ده ؟
-تقى بإنزعاج : أنا .. آآ.. يعني انت مش شايف اللي أنا فيه
-أحمد بهدوء حذر : والله عارف ومقدر ، بس أنا بأستسمحك إنك توافقي
-تقى بضيق : أنا لو أعرف أنك آآ..
-أحمد مقاطعاً بنبرة راجية : عشان خاطري ده طلب بسيط ، والله ماهيحصل حاجة ومش هياخد وقت
-البائعة بنبرة جادة :يا آنسة متقلقيش أنا موجودة معاكي ، هانشوف بس المقاس ، وبعد كده أنا هاتصرف في اللون والحاجة
-تقى على مضض : بس آآ..
-أحمد برجاء : اعتبريها حاجة لله ، بثوابه يعني
هزت تقى رأسها موافقة بعد إلحاح ، ثم ســارت بخطوات بطيئة مع البائعة ، وانتقت معها عباءة مناسبة ، وعاونتها البائعة في اختيار المقاس المناسب ، ثم أشــارت لها بيدها نحو غرفة تبديل الملابس لكي تقيسها ، وبالفعل ارتدت تقى العباءة ، وخرجت من الغرفة لتريها إلى البائعة ، و..
-البائعة مبتسمة ابتسامة راضية : تمام .. المقاس مظبوط ، مبروكة عليكي
-تقى بعدم فهم : نعم ؟
-البائعة بجدية وهي تشير بيدها نحو أحمد : الاستاذ جايبها لحضرتك !
-تقى بذهول : ايييه ............................................ ؟؟؟!!!!!
الفصل التاسع عشــــر :
في شاليه عائلة الجندي ،،،
دلف ممدوح إلى داخل غرفة نوم ناريمان ، وأسند حقيبته بجوار الباب ، ثم مــد ذراعيه ليحاوطها بهما ، و...
-ممدوح بصوت رخيم وهو يضمها إلى صدره : وحشتني يا حبي
استندت هي برأسها على كتفه ، وأغمضت عينيها ، واستنشقت عبير عطره ، ثم أطلقت تنهيدة مطولة ، و..
-ناريمان بدلال : وإنت أكتر
أبعد هو رأسها عن كتفه ، ثم أمسك بها بكفي يده ، ونظر إليها مطولاً ، و..
-ممدوح بنظرات عابثة ، ونبرة أقرب للؤم : طب مش هـ..آآ..
وضعت هي طرف إصبعها على فمه لتمنعه عن الكلام ، و..
-ناريمان بخفوت : هانعمل كل حاجة بس أطمن الأول إن ليان نايمة ، مش عاوزة البنت تحس بحاجة
-ممدوح بعدم اكتراث : يا حبيبتي تلاقيها الوقتي في سابع نومة ، أنا عارف إنها بتسهر لحد الصبح ، فأكيد هاتكون نايمة
-ناريمان بتوجس : مش عارفة .. هاروح أطمن عليها ، وبعد كده أرجعلك نعمل كل اللي عاوزينه
أرخى هو ذراعيه ، ووضع يده في جيبي بنطاله ، ثم أولاها ظهره ، و...
-ممدوح بنبرة غير مهتمة : خلاص براحتك
-ناريمان بهدوء : إرتاح انت يا حبيبي ، واقفل الباب بالمفتاح لحد ما أرجعلك
لـــوى ممدوح فمه في ضيق ، ثم زفـــر في إرهـــاق ، و...
-ممدوح على مضض : طيب
ثم نزع سترته ، وألقاها على الأريكة ، وجلس على طرف الفراش ، وبدأ في حل رباط حذائه اللامع ، في حين خرجت ناريمان من الغرفة ، وأغلقت الباب بحذر ، ثم اتجهت ناحية الدرج لتتفقد إبنتها ...
..............................
لم تكف ليان عن البكاء بمرارة ، فقد صدمت من بشاعة المنظر المشين الذي رأت والدتها فيه ..
نهضت هي عن الأرضية ، ثم إرتمت على فراشها ، وبدأت تنتحب ، و..
-ليان بصوت مختنق : ليه يا مامي تخوني بابي وتبقي في آآ؟؟ إهيء .. مش قادرة أنطقها .. لييييييه !!!
بحثت ليان عن هاتفها المحمول لتهاتف فـــارس حتى تفضفض معه قليلاً فيهون عليها المسألة ، ولكنه كالعادة لم يجبْ على إتصالاتها المتكررة ، ولا رسائلها التي تتوسل فيها إليه أن يُجيبها ..
سمعت ليان صوت طرقات خافتة على باب غرفتها ، و..
-ناريمان متسائلة من الخـــارج : ليووو .. sweetie ( حبيبتي ) صاحية ؟
انتفضت هي فزعاً في مكانها ، وبسرعة رهيبة كفكفت عبراتها ، وألقت بالوسادة على رأسها ، وتمددت على الفراش ، ثم تدثرت بالملاءة وإدعت أنها نائمة
أعادت والدتها الطرق مجدداً على الباب ، ولكن هذه المرة قامت بفتحه ، و...
-ناريمان متسائلة بخفوت : حبيبتي ، لسه نايمة ؟!
كتمت ليان شهقاتها ، وأغمضت عينيها رغماً عنها ، وحاولت أن تبدو كما لو كانت تغط في نوم عميق ..
سارت ناريمان على أطراف أصابعها ، واقتربت من الفراش ، وحاولت أن ترى ابنتها عن كثب دون أن توقظها ، وارتمست علامات الارتياح على وجهها ، وإنفرجت أساريرها حينما ظنت أنها نائمة .. و..
-ناريمان لنفسها بنبرة سعيدة : واو .. كده أقدر أقضي وقت لطيف مع حبيبي
ثم خطت نحو باب الغرفة بحذر ، وهي تُمني بنفسها بوقت ممتع مع عشيقها ، ولم تدرْ أن ابنتها تتابعها بقهر وهي تخرج من الغرفة ..
-ليان لنفسها بنبرة مكسورة : ليه كده بس يا مامي ، ليه ؟؟!!!!!
...........................................
بالقرب من بوابة قصر عائلة الجندي ،،،،
تنفست تقى الصعداء وهي ترى نفسها على وشـــك النجاة من ذلك القصر الملعون ، و..
-تقى لنفسها بنبرة راجية : يا رب هون وخرجني من هنا على خير ، ابعد عني ولاد الحرام يا رب
لاحظ الحــــارس أحمد أن تقى تسير حافية على قدميها ، ولم تخبر أي أحد بهذا أو حتى تشتكي ، كما لم تنتبه لذلك المدبرة عفاف ، لذا تشدق بـ ...
-أحمد بقلق وهو يشير بعينيه : إنتي مش لابسة حاجة في رجلك يا آنسة تقى ؟
نظرت تقى إلى قدميها ، ثم عاودت النظر إليه ، و..
-تقى بنبرة تحمل القليل من الكبرياء : مش مهم ، أخرج حافية من هنا ، أحسن من إني ماخرجش خالص
-أحمد بجدية : طب لحظة واحدة أجيبلك حاجة تلبسيها
-تقى بإقتضاب وصرامة : شكراً مش عاوزة حاجة ، كتر خيرك
توقف الحارس أحمد قبالتها ، وحدق في عينيها ، ثم أشــــار لها بيديه ، و..
-أحمد بإصرار : لأ مش هاينفع ، كده رجلك السليمة هتتعور ، والمتعورة هتتبهدل ، وأنا مش عاوز أشيل ذنبك ، طالما في إيدي إني أساعدك .. ثواني بس
ثم تركها وركض سريعاً في اتجاه غرفة الحرس المتواجدة على مقربة من البوابة الرئيسية للقصر ، فتلفتت تقى حولها ، و...
-تقى لنفسها بإمتعاض : والله ما عاوزة أي حاجة من هنا ، كفاية أوي اللي جرالي
...............................................
في منزل تقى عوض الله ،،،،
بدلت فردوس ثيابها ، وارتدت عباءة منزلية ، ثم دلفت ناحية الشرفة ووقفت تتابع المـــارة ولكن عقلها كان مشغولاً بإبنتها وزوجها وأختها الضائعة ، و...
-فردوس لنفسها بنبرة حائرة : يعني محدش ظهر خالص ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا حكمت ، كدبة قوليتها بوظت الدنيا عندي وخربت البيت ، مابقتش عارفة أي حاجة عن البت ولا الراجل ولا حتى عن اختي الغلبانة ، أعمل ايه الوقتي ، خايفة أنزل الشغل البت تيجي ومتعرفش إني خرجت ، طب اتصرف إزاي
ثم رفعت بصرها إلى السمــــاء ، و...
-فردوس بنبرة راجية : دبرها من عندك يا رب
ثم انتبهت إلى صوت جارتها المألوف ، واستدارت برأسها ناحيتها حينما تحدثت بـ ...
-أم بطة بنبرة عالية وهي تستند بمرفقيها على حافة الشرفة : ايه ده ، فردوس !! انتي خرجتي يا حبيبتي من الحجز ، كفارة يا دوسة ، ده أنا لازم أزغرط ، لوووولووولي
ابتسمت فردوس ابتسامة زائفة ، ثم ..
-فردوس بنبرة تحمل العزة : كتر خيرك ، بس هو أنا كنت عملت حاجة غلط ولا حرام لا سمح الله عشان أفضل محبوسة ، الحمدلله ربنا ظهر الحقيقة ، وطلعت منه ..
تغنجت أم بطة بجسدها ، ثم لوحت في الهواء بأحد ذراعيها ، و...
-أم بطة بعدم اقتناع : اه وماله .. ياما في الحجز مظاليم
-فردوس بإقتضاب : ايوه
-أم بطة بنبرة متحمسة : يبقى كده مالكيش حجة بقى تحضري فرح البت بطة بنتي ، إحنا خلاص عملنا الحنة ، وبكرة الدخلة إن شــاء الله ، تنورينا بقى
-فردوس بجدية : ربنا يهنيها ويسعدها ، بس معلش اعذريني أنا مش هاحضر
-أم بطة باستغراب : ليه بس ؟
-فردوس بنفس النبرة الجادة : أحضر إزاي وأنا معرفش حاجة عن أختي ولا جوزي ، ده حتى عيبة في حقهم
-أم بطة وهي تمط شفتيها : اه يا حبيبتي .. ربنا يردهوملك بالسلامة
ثم صمتت للحظة قبل أن تبادر بـ ...
-أم بطة متسائلة بفضول وهي ترفع أحد حاجبيها : أومـــال البت تقى فين ؟ أنا مش شيفاها بقالي كام يوم !!!
-فردوس بضيق : معلش ما انتي عارفها متعلقة بيا وزعلانة عشاني
ثم تنهدت في إنزعــــاج ، و...
-فردوس بجدية شديدة : هستأذنك يا أم بطة أدخل أشوف اللي ورايا ، وربنا يتمم لبنتك على خير ، وباركيلها بالنيابة عني
-أم بطة بإندهاش : هو احنا لحقنا نرغي يا دوسة ، استني بس
-فردوس بإيجاز : وقت تاني ، أما تكون الدنيا رايقة وبالي مش مشغول ، عن اذنك ...!
ثم أولتها ظهرها ، وعادت إلى الغرفة ، وأغلقت الشرفة وهي تتمتم بـ ...
-فردوس بضيق جلي : روحتي فين بس يا بت ، ومخلية اللي يسوى ومايسواش يتكلم عنك ...!!!!!!!
................................
عند البوابة الرئيسية لقصر عائلة الجندي ،،،،،
عــــاد الحارس أحمد سريعاً وهو يحمل في يده ( شبشبه ) الخاص ، ثم انحنى بجذعه للأسفل ، وأسنده بجوار قدمي تقى ، و..
-أحمد بصوت هاديء : متأخرتش عليكي ، البسيه ، هو كبير شوية بس كده أحسن لرجليك
انتظرت تقى في مكانها للحظة حتى اعتدل الحارس أحمد في وقفته ، ثم مدت قدميها للأمـــام ، وارتدته على استحياء ، وأطرقت رأسها للأسفل ، و...
-تقى بنبرة خافتة : شكراً
اعتلى ثغره ابتسامة راضية ، ونظر إليها بسعادة ، ثم ...
-أحمد بنبرة متحمسة : بتشكريني على ايه بس ، هي دي حاجة تستاهل ، يا ريت لو بإيدي كنت آآ......
لم تردْ هي أن يطيل الحارس أحمد في حديثه هذا ، لذا ...
-تقى مقاطعة بجدية : ممكن أمشي بقى من هنا
-أحمد وهو يتنحنح في حرج : احم .. ماشي ..!
تابع أوس ما يحدث بينهما من شرفة غرفته ، فكور قبضته في غضب ، ثم طرق بها بعنف على الحافة ، و...
-أوس بنظرات قاتمة ، ونبرة منزعجة : ده انتي طلعتي بنت *** أهوو وبتظبطي حالك مع اللي زيك ! كده اللعب هايبقى بقلب أوي معاكي .. ورحمة الغاليين بتوعك ، ماهتتهني أبداً ..!
دلف عدي هو الأخـــر إلى داخل الشرفة ، و...
-عدي بنبرة مندهشة : في ايه تاني ؟!
ثم نظر إلى أوس فرأه مسلطاً عينيه في مكان ما ، فوجه بصره إلى حيثما ينظر ، فوجد تلك البائسة ومعها حارس الأمن وهما يسيران رويداً رويداً في اتجاه البوابة ، و...
-عدي وهو يلوي فمه في تأفف : مش كنا خلصنا
-أوس بنبرة متصلبة : لأ مش هانخلص ، أنا بس اللي أحدد إمتى أخلص أي حاجة
-عدي وهو يتنهد في إرهاق : طب تعالى نشوف ورانا ايه ، الشغل مش هايستنى حد
-أوس بنبرة غليظة : يولع الشغل ، أنا لسه ورايا حاجة هاعملها ، وبعد كده هافوق للشغل التقيل براحتي
-عدي بتوجس : والله أنا خايف عليك تطب مع البت دي
ضحك أوس عالياً بطريقة هيسترية غريبة ، ونظر إلى عدي بنظرات مستهزأة ، و..
-أوس بتهكم : اطب .!! يبقى أنت مش عارفني كويس يا صاحبي
-عدي بجدية : أصل اللي بتعمله ده مع البت الزبالة دي مالوش أي معنى
-أوس بنظرات حادة ، ونبرة تحمل القوة : لأ ليه عندي ، وانت مش هاتفهم ده
-عدي بعدم اكتراث : أنا عارف من الأول إن كلامي زي قلته معاك ، ومهما قولت وعدت ، فبرضوه انت هاتعمل اللي في دماغك وبس
-أوس بهدوء مستفز : بقولك ايه تعالى نفطر قبل ما أروح أخربها
-عدي بعدم فهم : تخرب ايه ؟
-أوس مبتسماً ابتسامة عابثة : هاتعرف بعدين ، يالا بس ...!!!
............................................
أوقف الحارس أحمد سيارة أجرة ، ثم استقلها مع تقى التي أخبرت السائق بالمكان الذي تريد التوجه إليه ..
وفي منتصف الطريق ، مــال أحمد على السائق ، و..
-أحمد بخفوت : بقولك يا اسطى اطلع على أي محل بيبيع عبايات حريمي
رمق السائق أحمد بنظرات ضيقة ، ثم هز كتفيه في عدم اهتمام ، و...
-السائق باستغراب : ماشي يا باشا
كانت تقى شـــاردة في معالم الطريق ولم تنتبه للحوار الدائر بين كلاهما ، و..
-تقى لنفسها بآسى : يا ربي أنا راضية بقضائك ، بس اللي بيحصلنا ده كتير ، أنا معنتش قادرة استحمل كل ده لوحدي ، أنا خايفة من الراجل المجنون ده ، يا رب ابعده عني وخده
وبالفعل قــــاد السائق السيارة في اتجاه أقرب محل لبيع عباءات السيدات ، ثم صف السيارة بجوار الرصيف ، فاستدار أحمد برأسه للخلف ، و...
-أحمد بنبرة هادئة : آنسة تقى أنا هانزل اجيب حاجة من هنا ، فمعلش ممكن تيجي معايا
-تقى وهي فاغرة شفتيها في بلاهة : هـــاه
-أحمد بجدية : مش هاينفع تستني في التاكسي لوحدك ، فتعالي لحظة معايا
-تقى متسائلة بتوتر : هو احنا رايحين فين ؟
-أحمد وهو يشير بعينيه : رايحين المحل ده
-تقى بإندهاش : ده ! طب ليه ؟
-أحمد بتلعثم : آآ.. يعني حاجة بالمرة كنت عاوزها ، فـ.. آآ...
-السائق مقاطعاً بتذمر : الله يكرمك يا باشا حاول تنجز أوام لأحسن أنا واقف في المخالف ، وانت عارف المرور مابيرحمش
التفت هو له ، ورمقه بنظرات ضيقة ومنزعجة ، ثم ....
-أحمد بضيق : طيب يا أسطى ، هو انت يعني واقف ببلاش ، ما أنا هحاسبك على كل ده
-السائق بنبرة شبه منزعجة : وماله يا باشا ، أنا مقولتش حاجة ، بس انت عارف المخالفة بالشيء الفلاني وآآ..
-أحمد مقاطعاً بجدية : طيب خلاص
ترجل أحمد من سيارة الأجرة ، ثم وقف إلى جوار الباب الخلفي و..
-أحمد بهدوء : يالا يا آنسة تقى
زمت تقى شفتيها في حيرة ، ثم نظرت إلى السائق ، وشعرت بعدم الارتياح من نظراته الحادة لها ، فاضطرت أن تلبي طلب الحارس ، وترجلت هي الأخرى من السيارة ، فإنفرجت أسارير أحمد ، و...
-أحمد مبتسماً بسعادة : أوعدك مش هنتأخر
-تقى بهدوء خافت : طيب
دلف كلاهما إلى داخل محل العباءات ، فجلست تقى على أقرب مقعد شاغر ، في حين توجه أحمد ناحية البائعة المتواجدة بالمحل ، و...
-أحمد بصوت خافت: بعد اذنك يا آنسة
-البائعة بإبتسامة مجاملة : أؤمر يا حضرت
-أحمد بصوت خافت وهو يشير بعينيه : شايفة الآنسة اللي أعدة على الكرسي ده
نظرت البائعة إلى حيث أشـــار هو ، وعاودت النظر إليه ، و...
-البائعة بنبرة عادية : ايوه
-أحمد بجدية : عاوزك تجيبلها عباية على مقاسها يكون سعرها كده مناسب
-البائعة بابتسامة مجاملة : حاضر
ثم ســــارت في اتجاه تقى ، ووقفت قبالتها ، و...
-البائعة بنبرة عادية : ممكن تيجي معايا
رفعت تقى رأسها ، ونظرت للبائعة في استغراب ، و..
-تقى بعدم فهم : أجي معاكي فين ؟
-البائعة بهدوء : عشان تشوفي اللون والمقاس
-تقى متسائلة بحيرة : لون ايه ومقاس ايه ؟؟ أنا مش فاهمة حاجة ، وبعدين أنا مش آآ...
-أحمد مقاطعاً بهدوء وهو يشير بيديه : استني بس يا آنسة تقى ، أنا كنت عاوز أشتري عباية لأختي عشان آآ.. عشان آآ.. عيد ميلادها ، وهي حجمها قريب منك ، فآ..آآ.. فقولت يعني لو مكانش يضايقك إنك تقسيها وآآ.. ، وأنا أجيبهالها
تبدلت ملامح وجه تقى إلى الانزعاج ، وزفرت في ضيق ، ولم تجبْ عليه ، فشعر هو بالحرج ، و..
-أحمد بإصرار : أنا عارف إنه طلب سخيف ومش وقته ، بس والله أنا محرج منك وآآ.. ويعني مش عارف أقول ايه ، بس ممكن تعملي ده ؟
-تقى بإنزعاج : أنا .. آآ.. يعني انت مش شايف اللي أنا فيه
-أحمد بهدوء حذر : والله عارف ومقدر ، بس أنا بأستسمحك إنك توافقي
-تقى بضيق : أنا لو أعرف أنك آآ..
-أحمد مقاطعاً بنبرة راجية : عشان خاطري ده طلب بسيط ، والله ماهيحصل حاجة ومش هياخد وقت
-البائعة بنبرة جادة :يا آنسة متقلقيش أنا موجودة معاكي ، هانشوف بس المقاس ، وبعد كده أنا هاتصرف في اللون والحاجة
-تقى على مضض : بس آآ..
-أحمد برجاء : اعتبريها حاجة لله ، بثوابه يعني
هزت تقى رأسها موافقة بعد إلحاح ، ثم ســارت بخطوات بطيئة مع البائعة ، وانتقت معها عباءة مناسبة ، وعاونتها البائعة في اختيار المقاس المناسب ، ثم أشــارت لها بيدها نحو غرفة تبديل الملابس لكي تقيسها ، وبالفعل ارتدت تقى العباءة ، وخرجت من الغرفة لتريها إلى البائعة ، و..
-البائعة مبتسمة ابتسامة راضية : تمام .. المقاس مظبوط ، مبروكة عليكي
-تقى بعدم فهم : نعم ؟
-البائعة بجدية وهي تشير بيدها نحو أحمد : الاستاذ جايبها لحضرتك !
-تقى بذهول : ايييه ............................................ ؟؟؟!!!!!