اخر الروايات

رواية اغلال الروح الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء الجندي

رواية اغلال الروح الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء الجندي


لفصل الثامن عشر " شعور ! "

إلى الآن تجلس فوق الأرضية الباردة و عينيها ترتكز فوق السيارة التي يحاول رجال الإطفاء إخماد نيرانيها لكن هناك نيران أشد إشتعالًا لن يتمكن أحد من إخمادها يومًا ما نيران قلبها المكلوم الذي يشهد على خسارتها الفادحة اليوم و في تلك اللحظة تحديدًا اختفت والدتها من الحياة ، فقدتها بعد أن صارحتها بما كان يؤرقها لأعوام ، حين رغبت في إنقاذها قتلتــها !!!!!!

حركت عينيها لتقع على "سليم" الذي جلس أمامها ينظر إليها بتعاطف شديد ثم نظرت إلى الخال الذي مال عليها بجزعه العلوي و يحدثها عن حق ما أو شئ من هذا القبيل ملامحه ثائرة و شفتيه تهدر بغضب و إحدى يديه تحمل سلاحه الخاص و الأخرى فوق كتفها و انتقلت في هذه اللحظة تحديدًا أسفل ذقنها يقبض عليه بخفة و يكمل حديثه الساخط الذي لاتبالي به تحركت عينيها إلى النيران التي أوشكت على الخمود تمامًا بدأ جسدها يستجيب إلى أوامر عقلها و بدأت تتحرك و تقف معاونًا إياها "آسر" الذي ينظر إليها برعب واضح و قد قبض بيده على يدها و تحرك معها بصمت و عينيه المتألمة لأجلها تتحرك بلهفة فوق ملامحها الجامدة !

المسافة بعيدة و منعهم رجل الإطفاء من التقدم يقول برفض قاطع :

- حاسبوا ياجمااعة ، ممنوع أي حد يقرب !

وكأنها تنتظر أن يمنعها أحدهم من الاقتراب لتشن حملة هجومها الشرس عليه صرخت به بغضب بعدما جذبته بعنف من تلابيب قميصه :

- هو إيه داااا اللي ممنوع !!!!!

هرع "سليم" يعاون ابن عمه بالفصل بينهما أو بالأحرى إنقاذ الرجل من براثنها و اتسعت عيني "سامح" بهلع واضح من حالتها الجنونية و آثر الفرار إلى الداخل و الابتعاد عنها تاركًا مهمة تهدئتها إلى أبناء عائلة "الجندي" غافلًا أنها سقطت مغشيًا عليها بين ذراعي "آسر" !!!!

بعد مرور ثلاث ساعات .. داخل المشفى الذي تم نقل جميع المصابين إليه و بعد أن انتشر الخبر بسرعة البرق عبر الإنترنت و رغم قوة علاقات "سامح" و "أبناء" الجندي عجز الجميع عن إيقاف وسائل الإعلام و الصحافة التي ارتصت أسفل المشفى بتلك اللحظة تتربص لأحدهم بانتظار على أمل إشباع فضول الجميع تجاه هذا الحادث المروع و المجهول ضحاياه إلى الآن !!

وقف "سليم" بجانب "آسر" الذي كان يراقبها بحزن و مال بجزعه فوق الفراش هامسًا لها :

- أنا معاكِ ، مش هسيبك !

حمحم "سليم" و أردف بهدوء بعد أن وضع يده فوق كتفه :

- الصحافة كلها تحت و مش هينفع نتحرك دلوقت أنا هقول ليوسف عشان ياخد باله !

خرجت الكلمات من بين شفتيه بجفاء واضح و أجابه هامسًا بخوف خشية إزعاجها بينما عينيه لم تغادر ملامحه الساكنة :

- أميرة خرجت من العمليات ؟

زفر أنفاسه بإرهاق حين أدرك نوايا ابن عمه التي اتضحت من نبرة صوته :

- آسر مش وقته نشوف الأول سديم و هنتصرف معاها إزاي بعد اللي شافته بعينها و بعدها نفوق لأميرة كدا كدا عمك عاصم عرف كل حاجة و اختفى مع نورهان يعني مش هيفيدنا دلوقت أي نقاش وهو مش موجود !

هز رأسه بالإيجاب و نظر إلى ساعة يده قائلًا بلطف :

- المفروض تفوق دلوقت المحلول خلص من بدري !

عقد "سليم" حاجبيه و قال وهو يبحث عن مكان جرس الإنذار الخاص بالمريض و ضغط فوقه ثم استقام :

- هي كانت هتودي أختها فين و مفيش أثر ليهم ليه معقول معرفوش اللي حصل لسديم دي الدنيا اتقلبت ؟!

كاد يتحدث لكنه تراجع و أشار بعينيه إليها حيث بدأت ترمش بإنزعاج من الإضاءة عاقدة حاجبيها حين وجدت حالها نائمة فوق فراش و يطل عليها هو و ابن عمه بنظرات مترقبة ثم مال عليها و وضع يده الدافئة فوق يدها يسألها بهمس لطيف :

- أنتِ بخير ؟ حاسة بألم ؟

عبس وجهها حين وجدته يتراجع إلى الخلف و الطبيب يتحدث معه وهو ينزع الإبرة عن يدها و غادر بعدها على الفور انتقلت عينيها إلى "سليم" الذي كانت نظراته لها تحمل أسف ممزوج بالخجل مما دفعها إلى التساؤل وهي تعتدل فوق الفراش و تراقب ملامح الغرفة حولها بهدوء وقد بدأ إتزانها يعود شيئًا فشيئ و ذاكرتها أيضًا !

زارتها ومضات سريعة من الأحداث السابقة والدتها و خالـها و الرصاص و الإنفجار المروع و الخراب من حولها و كأن الصور تتجسد سريعًا أمام عينيها التي بدأت تتسع بهلع و حدقت بهم و هي تنتفض خارج الفراش هاتفة بصوت متحشرج يتراقص به الرعب على شقيقتها :

- نيـرة !!!!

نظر كلًا منهما إلى الآخر بتوتر و راقبت صمتهم بذهول قبل أن تنظر إلى "آسر" و تهمس بخوف : حصلها حاجة !!!!!

عقد حاجبيه و هز رأسه بالسلب نافيًا ظنونها بسرعة ثم أردف بلطف :

- إحنا اتشغلنا معاكِ ياسديم وآآ ..

قاطعه اندفاع "كريم" من باب الغرفة بملابس غير مهندمة وملامح يظهر عليها بضعة كدمات متفرقة و كأنها كان داخل مشاجرة عنيفة !!! كاد قلبها أن يغادر ضلوعها حين حركت عينيها فوقه و شعرت باختناق شديد يكاد يفتك بقفصها الصدري حين بدأت تُترجم حالته و تربطها بشقيقتها التي كانت مرافقة له بغرض إنقاذها من براثن الخال !!! لكنها لم تشتت حالها و صمتت تنتظر تفسيره لهذا التوتر المرسوم فوق ملامحه يينما وقف هو ينظر إليها بأسف وقد سيطرت حالة من التوتر على الجميع خاصة حين قاطعت "سديم" الصمت و سألت بنبرة مهتزة :

- نـيرة فين ؟

تحرك تجاهها و نظر إلى "آسر" الذي مد يده يقبض على كتفها بخفة خشية أن تفقد توازنها مرة ثانية ثم تحركت عينيه نحو "سليم" الذي حدق به ينتظر تفسيره و حين وجد أنه لا مفر من الحديث أجاب بتوتر متجنبًا النظر إليها بل نكس رأسه بخجل :

- مع سـامح !

اتسعت عينيها و أزاحت يد "آسر" عنها فجأة و كأنها كانت تنتظر تأكيده ظنها لتنقض عليه قابضة على تلابيب قميصه صارخة به بعنف وغضب :

- أنتتتتت بتستعبط !!!!!! أختييي فين ياكريمممم !!!! أنااا حذرتك كااام مرة ؟!!! رد عليااااا !!!

قبض على يدها بخفة و اجتمعت الدموع داخل عينيه هامسًا لها محاولًا تهدئتها :

- اقسم بالله ياسديم أنا حاولت بس عددهم كان كبير و وقفونا على الطريق قبل مانوصل صفوا الحراسة اللي كانت معايا و حاولت ألحقها منهم معرفتش قومت لقيت نفسي في الأرض بالمنظر دا و مفيش أي أثر حوليا و الورقة دي في جيبي !

أخرج من جيب البنطال ورقة مطوية فأمسكتها على الفور بيدها المرتعشة و تركته تنظر إلى فحواها لتجده رقم هاتفي فقط !!!! إنها أساليب "سامح" الحقيرة تحفظها عن ظهر قلب !!!!!

وضعت يدها فوق رأسها و نظرت إليهم بأعين يتراقص داخلها الفزع قبل أن تصرخ بهم ضاغطة بيديها فوق رأسها بقوة : عايزة فون أي حد منكممم !!!!

أسرع "سليم" يخرج هاتفه و توجه إليها يردف موجهًا سؤاله إلى "كريم" :

- ومبلغتش ليه بالكلام دا ؟

اتسعت عينيها و أردفت بخوف مقاطعة إياه : لأ محدش يبلغ ، أنا هتصرف !!!

وضعت الهاتف على أذنها بعد أن كتبت الرقم و ضغطت على الإتصال تنتظر رد الطرف الثاني و بينما كان الجمود يسيطر على ملامحها فضح روحها المرتعبة تلك الرعشة و الإنتفاضات الخافتة الواضحة على يديها و فكها وقد اجتمعت الدموع بعينيها تهمس بنبرة مختنقة حين حصلت على إجابة الطرف الآخر :

- أختي فين ؟

كانت نبرته هادئة و ثابتة و كأنها تتمكن من رؤية بسمته الخبيثة الآن ترتسم فوق شفتيه حيث أجاب متنهدًا :

- آآه الله يرحمها نبيلة أختي طول عمري أقولها بنتك نيرة دي ملاك ياحبيبتي ! بس سيبك الباب الخلفي للقصر طلع ليه فايدة جامدة أوي ياسديم الواحد مش عارف منغيره كان هيلحق بنت أخته الرقيقة أبدًا كدا برضه تسيبي البسكوتة بتاعتنا تسافر لوحدها مع صاحبك الفاشل اللي مش عارف يدافع عن نفسه ؟!!!

هبطت دمعات خفيفة فوق خديها و تأكدت أن أفعاله متعمدة و أنها لن تظفر بشقيقتها إلا برغبته بللت شفتيها تحاول السيطرة على اختناق نبرتها و كررت السؤال بينما اقترب منها "آسر" و وقف جوارها ينظر إليها بألم شديد و قد أدرك أن روحها في تلك اللحظة الحاسمة تكاد تتهشم أسفل مطرقة "سامح" : أختي فين !

حصلت على إجابة صغيرة ومباشرة و بعدها أغلق الهاتف بوجهها :

- متقلقيش ياروحي نخلص بس دوشة ماما الله يرحمها و هنتواصل مع بعض مش هوصيكِ ياسديم مش عايز جنان هااا !

أغمضت عينيها و تحركت يدها الممسكة بالهاتف تجاه "سليم" تسأل بألم :

- هما هيبدأوا التحقيقات امتى ؟

عقد كلًا من "آسر" و "سليم" حاجبيهما و ظهرت الدهشة على وجوه الجميع عدا "كريم" الذي أدرك ما حدث و تحرك يجلس القرفصاء أمامها و يقبض على يديها هامسًا بإعتذار : حقك عليا ! والله ما قدرت اعمل حاجة !

لم تتحدث بل تركته ضائعًا بين نظرات عينيها اللوامة والمتألمة ليقرر "سليم" كسر حاجز الصمت والنظرات المتبادلة بينهم متسائلًا بغضب :

- إيه دا ياسديم ؟! مش هتبلغي عنه !!!

هزت رأسها بالسلب مسرعة و استندت بيديها إلى الفراش تردف بسخرية لاذعة و قد بدأت دموع الهزيمة و الألم تهطل من عينيها دون توقف :

- سامح مش بيتبلغ عنه ، و مش هقدر أقرب منه إلا لما يقفل القضية وراه بطريقته المعروفة !

رغم دهشتهم من استسلامها الغير معهود لاذ الجميع بالصمت و خيمت حالة من الألم على الوجوه و قد أشار "آسر" إلى ابن عمه وكاد يتحرك إلى الخارج حتى لا يفتك بهذا الرفيق الذي يكاد يلتصق بها أمام عينيه !!!! لكنه توقف محله حين همست له و قد امتدت يدها تقبض على يده المجاورة لها :

- استنى ، متمشيش !

ازدرد رمقه استقرت يدها الناعمة فوق يده و قد استقام "كريم" بهدوء و أردف بنبرته اللطيفة المثيرة لغضب "آسر" : أنا برا هشوف الإجراءات لو احتاجتي حاجة قولي !!

غادر الغرفة يتبعه "سليم" ليتنهد بحزن و يدور حولها محتفظًا بيدها داخل يده و جاورها فوق الفراش يراقب إلى عينيها المتألمة و ملامحها الشاحبة بقلب منفطر لكنه تمالك حاله وهمس بصوت بالغ التعاطف مليئ بالأسى :

- محدش معانا دلوقت !

كانت إشارة واضحة منه أن هذا هو التوقيت المناسب لإنهيارها الذي أعلنت عنه أمامه هو فقط و تختصه هو وحده دون غيره لرؤية تلك اللحظات العصيبة ، لم تكلف حالها عناء التفكير بأفعالها بل انفجرت باكية تخفي وجهها بيديها و تتركه يدسها داخل أحضانه الدافئة دون حديث ، تركت جسدها الخائن يستجيب إلى أحضانه الحانية بل رغبت بها تلك المرة استقر وجهها فوق صدره وواصلت بكائها دون خجل هكذا علمها منذ مرتها الأولى و وفى وعوده بعدم الإفصاح عن إنهيارها الثاني بين ذراعيه وقد أدرك رغبتها رغم صمتها و رغم ألمها و رغم مشاعرها المختلطة و التي لم تقل عن مشاعره تجاهها و تجاه بعض الحقائق التي علمها عنها اليوم فقط !!!!

بدأ بكائها يهدأ شيئًا فشيئ و لكن ذكرياتها لم تهدأ بعد لازالت تتذكر أيام والدتها اللطيفة معها ، لازالت تذكر أن حياتها كانت مستقرة ، العائلة الحضن الدافئ لها و الذي فارقها بين ليلة وضحاها و قد باءت جميع محاولاتها بالفشل في الحفاظ على هذا الحضن همست بصوت خافت :

- دخلتني عيلتك ليه ؟ عشان بتحبهم !

عقد حاجبيه من سؤالها الغريب في هذه اللحظة لكنه أجابها بصدق و هو يربت على ظهرها : أكيد بحبهم !

لم تتوقف دموعها بل ازدادت حين همست له بألم :

- أنا كمان كنت بحب عيلتي !

تنهد بحزن و تركها تواصل حديثها وهو يجمع خصلاتها التي بدأت تلتصق بخدها المبتل بالدموع :

- بس هي محبتناش ، اللي بيحب حد مش بيغير فيه ، وهي غيرت فيا كتير ، كل ما أحاول ارجع لسديم ، سديم بترفضني كأن ذنوبي مش هتتغفر أبدًا !!

أغمضت عينيها حين حرك إصبعه فوق خدها بلطف و استقرت باقي أنامله داخل خصلاتها و كفه فوق عنقها ثم همس وهو يميل بشفتيه فوق جبهتها و كأن عبيرها الآخاذ يجذبه تجاهها كالمغناطيس :

- مفيش ذنوب مش بتتغفر ياسديم ، بس فيه ذنوب بتسيب أثر عشان منكررهاش !

بدأت الدموع تهطل من مقلتيها مرة أخرى و أردفت بألم :

- بس أنا أثري عبارة عن ضحايا ، اللي بيموت مش بيرجع و أنا حاولت ارجع لسديم اللي ماتت ياآسر !!!

تنهد بهدوء و رفع يدها إلى فمه يضع قبلة صغيرة داخل راحة يدها و هو يهمس لها متأملًا ملامحها الباكية :

- سديم عايشة و بتحاول ، سديم اللي أول ما فاقت سألت عن أختها موجودة في حضني دلوقت ، متجبريهاش على الموت عشان خاطري سيبيها تحاول تاني وتالت و أنا معاها مش هسيبها لو وقعت أوعدك هسندها !!!

طال تبادل النظرات بين عينيها المتألمة ببكاء مرير و عينيه المتوسلة بتعاطف بالغ لكنها قاطعت التواصل و نكست رأسها تدسها داخل أحضانه بصمت تــام بينما عقلها لم يصمت لحظة واحدة !!!!


________________ *** _________________

بعد مرور ثلاث أسابيـع على الحادث الأليم !! ..

وقفت تصنع قهوتها بشرود و داخل عقلها يتكرر مشهد الإنفجار وكأنه يحدث الآن أمامها و يليه مشهد استسلامها لرغبة الخال أمام الضابط حين سألها عما حدث في تلك الليلة ؟!!!!

Flash back ..

وقف "آسر" بالخارج يؤكد عليها أنه لن يتركها و ابتسمت له بشحوب حين وجدته يظن أنها خائفة من التحقيق لكنها في حقيقة الأمر لا تهتم سوى إلى ضبط نفسها و تركيز أفكارها على الإنكار كما اتفقت مع "سامح" !!!

و بالفعل حين دلفت إلى الداخل أردفت أنها لم تتمكن من رؤية ما يدور حولها حيث كان تركيزها على سيارة والدتها فقط و التي بين ثانية و الأخرى حدث الإنفجار أمام عينيها !! وحين أخبرها سألها المحقق أنه يرى الحادث مدبر وأن "أميرة" لازالت على قيد الحياة و من الممكن أن تختلف شهادتها لكنها لم تحاول التأكيد على شكوكه بل أردفت بثبات أدهشه :

- والله ياريت حضرتك تقدر تثبت شكوكك و تحقق العدالة بس أنا مشوفتش أكتر من اللي قولته !

عقد حاجبيه حين شعر أنها تسخر من ظنونه و نظر إليها بدهشة ثم سألها باستنكار :

- والدتك كانت قعيدة و عايشة مع خالك فجأة كدا حضرتك قررتي تاخديها و تمشي و بالصدفة يحصل كل دا و تتقتل و دا عادي !!!!!

رمشت عدة مرات حين استمعت إلى كلماته اللاذعة و كأن أحدهم يقبض على قلبها المتألم و يتعمد هتك جروحها النازفة !! تنهدت و أجابت بوهن وهي تنظر إلى محامي "سامح" المنصت إلى الحوار و يتدخل أحيانًا إذا لزم الأمر :

- أيوة صدفة ..

رفع حاجبه و اقترب يستند إلى مكتبه و يقول ساخرًا :

- و اختفاء خالك سامح صدفة برضه ؟

تركت المحامي يقول بنبرة معتدلة و هو ينظر إليه باهتمام واضح :

- موكلتي متعرفش أي معلومات عن سفريات خالها يافندم خصوصًا أن التواصل بينهم قليل في الفترة دي !

عقد حاجبيه و تجاهله يسألها بدهشة :

- ليه هو أنتِ مش عايشة مع والدتك وخالك ؟

هزت رأسها بالسلب وقد استعادت نبرتها المتزنة وأردفت بنفى :

- لأ عايشة لوحدي و سفرياتي كتير .

أدهشه الوضع و سألها مباشرة حين شعر أن هناك عدة تناقضات بالأمر !! : ليه هو أنتِ بتشتغلي إيه ؟!

تدخل المحامي مرو أخرى و أجاب نيابة عنها :

- موكلتي مديرة مجموعات خالها سامح ، و سفريات شغلها بتكون كتير عشان كدا بتستقر في شقة قريبة من مقر الشركة الرئيسي !

كانت عينيه ترتكز عليها حيث كانت تحدق بالفراغ و تنتظر السؤال ببرود غريب و كأنها مُبرمجة على عدة أحاديث و هناك زر تحكم تترك المحامي يتحدث دون أدنى إهتمام أو تدخل منها وكأنها تحفظ دورها جيدًا !!! سألها بصوت مرتفع قليلًا بهدف استدعاء انتباهها : و آنسة سديم إيه علاقتها بالضحية التانية بقا ، روزاليا !!!

ورغم أن تظاهرها بالثبات على وشك النفاذ لكن صوت شقيقتها منذ أمس يتراقص داخل أذنيها وهو أكبر حافز على تواجدها هنا لذلك قالت بهدوء ظاهري : معرفش عنها حاجة هي مكنتش في بيتي كانت في بيت سامح !

عقد المحقق حاجبيه و ردد باستنكار : سامح !!!!

بهتت ملامحها حين وجدته يدقق النظر بكل كلمة تتفوه بها و لكن أنقذها المحامي و أردف ضاحكًا بمجاملة على استنكار الضابط :

- موكلتي و خالها علاقتهم العائلية متقاربة مظنش فيه مشكلها تقول الاسم خالي من الألقاب !

هز الآخر رأسه بالإيجاب و عينيه ترتكز فوق ملامحها بعدم تصديق لكنه أجاب بلامبالاة :

- أكيد دي حاجة تخصهم ، يعني حضرتك بتنفي معرفتك بروزاليا نهائي ؟ خدي بالك لأن أميرة هيتم التحقيق معاها برضه و لو كلامها عكس كلامك هتتورطي !!

عقدت حاجبيها و رددت بجهل مصطنع وهي تنظر إلى المحامي : مين أميرة ؟!

كاد يتحدث لكن أردف الضابط بحدة طفيفة :

- حضرتك متعرفيش إن اللي اتضرب عليها نار ولسه عايشة اسمها أميرة ؟ و تبقا مرات عم آسر و سليم الجندي ؟! اللي كانوا برضه متواجدين في الحادث و اللي دفعوا حسابك في المستشفى !!!!

عادت إلى الخلف و أجابت بثبات و قد ظهر الألم داخل مقلتيها التي استقرت فوق ملامحه الغاضبة :

- أنا الضحية الوحيدة اللي اعرفها في كل دول هي أمي !!!

خجل من أسلوبه المنتهج معها حين وجد ألم فقدانها والدتها يتراقص داخل عينيها و أن صدمتها قد تكون هي السبب الرئيسي بطريقتها المثيرة لـظنونه ، تنهد و استند بمرفقيه إلى المكتب يقول بهدوء متعاطفًا معها :

- آنسة سديم أنا مقدر إن موقفك صعب بس ثقي فيا أي كلمة هتقوليها دلوقت هتفرق معايا جدًا و هتساعدنا نجيب إلى عمل كدا في والدتك !

سيطرت على بسمتها الساخرة التي كادت تظهر فوق شفتيها من ثقته المثيرة لشفقتها ، و همست لحالها الأبله يظن أنه قادر على الإقتراب من "سامح" صاحب النفوذ !!!

عقد حاجبيه حين صمتت و نكست رأسها تقول بهدوء تام لإنهاء الحديث : ياريت كنت أعرف أكتر من اللي قولته !

وبالفعل انتهت التحقيقات و تم إغلاق القضية حيث تطابقت أقول جميع الشهود و منهم "آسر" و "سليم" و لكن لم تغلق قضيتها هي مع خالها المحتال !!!!

Back ....

ظهرت بسمة شاحبة فوق وجهها و هي ترسم صور الأحداث القادمة بمخيلتها و همست بسخرية لاذعة أثناء تحركها تجاه غرفة الملابس الخاصة بها بمنزلها الجديد :

- أنا حذرتك يا سامح كله إلا نيرة و مسمعتش مني بس كلها ساعات و أكدلك إني مش نبيلة !

أنهت ارتداء الملابس ثم وقفت أمام المرآة تنظر إلى نقطة محددة من انعكاس صورتها عليها لطالما شغلت بالها تلك القلادة التي عادت تزين عنقها منذ وفاة والدتها أيضًا ، فرت الدموع من عينيها حين شردت بماضيها و همست بمرارة بينما امتدت أناملها تتحسن خاتم أبيها :

- استفدتي إيه يانبيلة غير الفراق و حفر ذكريات كلها وجع جوايا ، لا وجودك كان فيه راحة ولا فراقك حتى ؟!!!

زفرت أنفاسها بهدوء ثم عادت إلى المرحاض تغسل وجهها جيدًا قبل أن تجمع متعلقاتها و تغادر المنزل فور إعلان هاتفها عن مكالمة منتظرة من الخال المحتال !!!

تحركت بسيارتها إلى المكان الذي حددته هي حين حادثته بالهاتف و أخبرها أن تتوقف وتهبط من السيارة و طاقم الحراسة سوف يتولى أمر إيصالها إلى مكانه المجهول سالمــة !!

أمسكت الهاتف و بدأت تكتب رسالة نصية قصيرة بينما واصلت القيادة بيدها الأخرى و ها هى تتوقف على جانب الطريق بحذر ثم أغلقت الهاتف و سقط من يدها عمدًا داخل السيارة حين انتبهت إلى تحرك أحد أهم الحراس تجاهها ارتفع جانب فمها ببسمة ملتوية صغيرة وهمست بعبث :

-مش بتخيب ظني ياسامح و أنا مش هخيب ظنك برضه !!

انتظرت إلى أن وقف الحارس يجانب نافذتها و قال بوقار :

- حضرتك مش هتنزلي وتيجي معانا زي ما سامح باشا قال ؟

صمتت لحظات تراقبه بهدوء ثم أردفت باستنكار و حدة متعمدة إثارة غضبه :

- هو سامح مش هيعرف يستنضف و هو بينقي حراسته أبدًا مين قالك إني هنزل من العربية و أجي معاك أصلًا ؟!!

عقد حاجبيه كاظمًا غيظه و لم يتحدث إليها بل رفع هاتفه إلى أذنه يقول بهدوء :

- آنسة سديم مش حابة تنزل من عربيتها ياباشاا !

تلقى الأوامر ثم أغلق الهاتف مشيرًا بيده إلى رجل آخر عريض المنكبين ، قويّ البِنْية ، قاسي الملامح نظرت إليه "سديم" و هو يفتح بابها و يمد يده تجاه ذراعها قائلًا بلهجة حادة :

- حضرتك هتسيبي عربيتك و تتفضلي معانا سامح باشا مش عايز العربية دي و هيتخلص منها و يسلمك واحدة أول ما توصلي هناك !

أدهشته حين تحركت معه بصمت تام و لم تحاول المجادلة أو التعبير عن رفضها لفعلته وهو على يقين أن تلك المتمردة لن تترك أمر إجبارها على السير معه تمر مرور الكرام لكنها إلى الآن صامتة و صعدت السيارة دون مقاومة تذكر ، بل نظرت من النافذة تتأمل الطريق بصمت تام !!!!

وصلت السيارة إلى القصر الجديد و هبطت معهم تتحرك إلى الداخل و فور أن وطأت قدماها القصر من الداخل اندفعت شقيقتها "نيرة" تجاهها و ارتمت بأحضانها باكية تحيط خصرها بقوة و تواصل الشقهات بصوت مسموع اخترق قلب "سديم" قبل أذنيها !!

أحاطت جسد شقيقتها بلطف و رفعت يدها تسير فوق خصلاتها الناعمة و تهمس لها بكلمات مطمئنة مشتاقة إلى تلك الرقيقة الجميلة القطعة الباقية من عائلتها المحطمة و صغيرتها المدللة تنتفض الآن برعب داخل أحضانها و قد عجزت عن تحديد سبب بكائها أهو بكاء الفراق أم خوفها من المحتال الماثل الآن أمامها يراقب المشهد بملامح جامدة و حين حاول إظهار تعاطفه مع الموقف ، أزاحت "سديم" يده التي كادت تمتد إلى خصلات شقيقتها و أردفت بعنف و هي ترفع إصبعها بوجهه محذرة إياه :

- إياك تحاول تقرب منها !!!!

ضحك ببرود و قال ساخرًا و هو يرفع يديه باستسلام :

- بس كدا وأنا أقدر اقرب من نيرة برضه ؟! دي الغالية بنت الغاليين !!!!

ثم اقترب خطوتين مكملًا بنبرة يشوبها الإستهزاء :

- و بعدين عندها أخت ياسااتر منها ممكن تقطع إيدي لو قربت منهاا !

ابتعدت عنه محتفظة بشقيقتها داخل أحضانها و تحركت تجاه أقرب أريكة حين شعرت أن شقيقتها تنتفض برعب كلما اقترب منها أو استمعت إلى صوته المُثير لنفورها لكنها أردفت باستنكار واضح :

- كويس إنك عارف إن عندها أخت زي دي لا يمكن تفرط فيها مهما حصل !!!

صدحت ضحكاته بقوة و اتجه إلى المقعد يجلس فوق بأريحية تامة قائلًا بنبرة ذات مغزى :

- تصدقي أنا أوقات كتير أوي بحسد نيرة ، آه بجد عندها حد يدافع عنها و يحميها و يلحقها من خال زيي ، إييييه دنيا تشوف فيها العجب ، ألف رحمة عليكِ يانبيلة !!!!

رغم أن نصال كلماته السامة أصابت قلبها بمقتل و لكنها نجحت برسم بسمة عابثة فوق شفتيها و أردفت بإشمئزاز ونبرة يشوبها الإستهزاء :

- صحيح دنيا تشوف فيها العجب ، الرجالة دلوقت بقيت بترمي كلام و مبتعرفش تتكلم دوغري !!

احتدت نظراته و اعتدل بجلسته يقول بغضب واضح محذرًا إياها :

- سديييم خدي بالك من كلااامك !!! قصدك إني مش راجل ؟!!!

تجاهلت سؤال و أردفت بطريقة شديدة اللهجة :

- هات آخر ما عندك ياسامح و قولي عايز مني إيه ؟!

عاد إلى الخلف مرة أخرى و أردف بنبرة ماكرة :

- ومستعجلة ليه ياسديم إحنا مع بعض أهو اطلعي غيري و نتغدى و نتفاهم وبعدين بقالك قد إيه مش بتنامي في بيت خالك ، دا أنا حتى بكرم الضيوف مش هكرم بنت أختي ؟ قوليلها يانيرة أنا بعمل إيه مع ضيوفي ؟

اشتدت يد شقيقتها فوق خصرها حين وجه حديثه إليها و أثارت فضول "سديم" عن الأيام السابقة كيف تعاملت شقيقتها الرقيقة معه بمفردها إن كانت هكذا وهي معها ؟! هزت رأسها بالإيجاب ثم استقامت واقفة تحتضن شقيقتها و أردفت متسائلة :

- صحيح ياسامح هو أنت خلاص كدا خرجت من القضية ؟!

ابتسم و استقام يتجه إليها موضحًا امتنانه لها :

- طبعًا بنت أختي حبيبتي أقوالها متطابقة مع كل الشهود و اقنعت بنفسها كمان سليم و آسر يقولوا زيها وأنا راجل كنت بدافع عن أختي وأهل بيتي و رصاصة طايشة جت في أميرة من سلاحي المرخص و أميرة نفسها قالت إنه كان بالغلط يبقا هيقعدوني ليه بقاا ؟ ، خالك مسيطر برضه ياسديم أنا لو مليش ضهر في الشغلانة دي كنت اتفرمت !!

وأكمل هامسًا لها بانتصار : مهما عملتي مش فارق معاكِ أنا متأكد من النار اللي بتحرقك دلوقت ياسديم بس هي الحياة كدا ياقلبي و أنا هعتبرك اتعلمتي درسك المرة دي و مش هتتصرفي من ورايا تاني ! عارفة إيه اللي زعلني في كل دا إنك طلعتي متعرفنيش و لأول مرة تصرفك يبقا طايش !!!

ارتعش بدن "نيرة" و روادها شعور أنها تستمع إلى فحيح ثعبان يلتف الآن حول روح شقيقتها التي وقفت بصلابة غريبة تراقبه ببرود و كأنه يتحدث إلى الهواء أو يخبرها عن حالة الطقس ، لقد اعترف للتو أنه أفلت من الشروع بمقتل "أميرة" بطرق ملتوية بل و يتفاخر بنفوذه و سلطانه و وصل به الأمر إلى مطالبة شقيقتها بالخضوع له و إكمال مسيرته الشيطانية !!!!

كانت ملامح "سديم" ساكنة بشكل مريب و تعمدت التبسم له باستفزاز واضح رغم صدق ظنونه وأنها الآن تحترق من صمتها الإجباري و صبرها على أفعاله الخبيثة و خضوعها الآن له لأجل شقيقتها ليس بالأمر الهين البسيط ، تنهدت و أردفت بملل حين طال الصمت والتواصل البصري بينهما :

- مش يمكن بتصرف كدا عشان عرفاك كويس ياسامح ؟!

عقد حاجبيه و كاد يسألها عن تلك الكلمات لكنها استدارت تصعد إلى الأعلى و هي تقول بهدوء واضح :

- أنا هطلع أحسن منك ياسامح و مش هحاول أخرج من المكان دا لحد بكرة كمان مش بس النهاردة !!

صاح غاضبًا بنبرة حادة وهو يراقب انصرافها الهادئ مع شقيقتها إلى الأعلى حين شعر أنها تحاول الإمساك بزمام الأمور :

- مش بمزاجك على فكرة دا غضب عنك ياسديم أنا مش هسمحلك أصلًا تطلعي من هنا غير على أول عملية جديدة و وريني هتعرفي تخرجي إزاي من الحراسة اللي براااا !!!

لم تحاول الرد بل واصلت سيرها بهدوء و دلفت مع شقيقتها إلى الغرفة الخاصة بها و مر اليوم بهدوء و سلام حيث لم تحاول الهرب مع شقيقتها كما وعدته بل تركها ليلتين كاملتين حتى تهدأ و قرر التفاهم معها و محاولة عودة العلاقة بينهما في ثالث ليلة لها معه و بالفعل ترك حاسوبه و استقام واقفًا يتجه إلى الأعلى بخطوات تحمل بذور الأمل في تراجعها عن أفعالها الغريية بالأونة الأخيرة لكنه توقف محله عاقدًا حاجبيه حين استمع إلى صوت ضجيج عالي بالخارج و كأن أحدهم يتشاجر و تراجع عن الصعود يتحرك تجاه مصدر الصوت و فتح الباب يسأل باستنكار :

- إيه دا فيه إيه ؟!!!

عقد حاجبيه حين وجد مجموعة من سيارات الشرطة قد اقتحمت المكان و من الواضح أن أحد الحراس قد احتد معهم بالحديث و هو أيضًا الذي ركض تجاهه يقول بغضب مستنكرًا ما يحدث :

- بيقولوا معاهم أمر بالقبض على حضرتك ياباشاا !

اتسعت عينيه بذهول و سيطر الغضب على ملامحه يصيح بتكذيب :

- إيه الكلام الفااارغ دا ؟!!! تقبض على مين هو مش خلصنا من قصة أميرة ؟!

تحرك الضابط تجاهه و هو قال بلهجة حادة و ملامح يرتسم فوقها الغضب :

- أولًا اللي حصل من الحراسة بتاعتك مش هيعدي دي تعتبر مقاومة لينا أثناء تأدية عملنا ثانيًا حضرتك متهم بخطف سديم المغازي و أختها نيرة المغازي و معانا أمر بتفتيش المكان !!

اتسعت عينيه و أردف باعتراض مستنكرًا كلماته وقد وقعت عينيه على "آسر" الذي هبط من سيارته للتو ووقف يتابع ما يحدث بصمت أدهشه :

- إيه الجنان دااا ؟!!! خطف إيه ؟!! سديم و نيرة ولاد أختي !!

صدح صوت الضابط الذي تحرك منذ بداية النقاش بينهما و هو يقول بتأكيد :

- موجودين فعلًا جوا !

صرخ "سامح" باهتياج واضح وهو يتجه إليه بغرض الانقضاض عليه : ماهو طبيعي يكونوا جواا أنت مجنوننن ؟!!!

تحرك رجال الشرطة بسرعة و في لحظات كان "سامح" مكبل بالأغلال و الضابط يقول بلهجة شديدة الغضب :

- فين الطبيعي و جوزها "آسر رأفت الجندي" مبلغ عن اختفائها من امبارح و بيدور عليها و الكاميرات جابت حرسك و هما بيخطفوها من عربيتها من يومين ؟!!!

اتسعت عينيه بذهول و ألجمت الصدمة لسانه خاصة حين وجدها تطل من الداخل و تركض تجاه أحضان "آسر" الذي غلفها بين ذراعيه بحنو رابتًا فوق خصلاتها الناعمة قائلًا بلطف بالغ : أنتِ بخير ياحبيبتي ؟!! عملكوا حاجة ؟!!


انفجرت بالبكاء أسفل نظرات "سامح" المصدومة و عقد حاجبيه صارخًا بها بغضب :

- سديمممم ؟!!! كفاية سخااافة بقااا أنا مش هعدي الجنان دا على خير أبدًاااا ؟!

احتدت نبرة "آسر" و صرخ به غاضبًا : أنت اتجننت بتهدد مرااتي وهي في حضني ؟!!!

لم ينتظر الضابط تفاقم الأمر بينهما حيث أشار إلى رجاله بالقبض عليه بين صرخاته وتهديداته لها و لكنها لم تمنع نفسها من إلقاء كلمات ساخرة على مسامعه بصوت خفيض اخترق أذنه وهو يمر بجانبها :

- الشاطر بيضحك في الآخر أول درس ادتهولي يا خالي !!!!

و أدركت حينها أن الصمت ليس قبول بالأمر الواقع بل هو صبر و انتظار لحظة تبادل الأدوار !!



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close