رواية ذئاب لا تعرف الحب الفصل السابع عشر 17 بقلم منال سالم
ذئاب لا تعرف الحب
الفصل السابع عشــــر :
بداخـــل مخفر الشرطة ،،،
فتح صــول ما يعمل بالمخفر باب الحجز المظلم والمخصص للنســـاء ، ثم صدح عالياً بـ ....
-الصول بلهجة آمــرة : فردوس اسماعيل شحاته ، حكمت عطا الله
-فردوس بصوت شبه عالي ومبحوح : أيوه أنا
-حكمت بتلهف : إيوه أني اهوو
-الصول بنبرة قوية : تعالوا انتو الاتنين أوام ، الباشا وكيل النيابة عاوزكم
-فردوس بقلق : ليه ؟
-حكمت بتوجس : يا ساتر ..!!!
-الصول بحدة : وأنا هاعرف منين ياختي منك ليها ، انجروا في يومكم مش هافضل أستنى جنابكم كتير
-فردوس بتوجس : حاضر يا شويش ، أنا جاية أهو
-حكمت بنبرة عالية : ماشي يا شويش
إتكأت فردوس على مرفقها لكي تنهض عن الأرضية الصلبة التي ظلت ماكثة عليها لليالٍ طوال ..
شعرت هي بتيبس في عضلات جسدها المنهك ، ورغم هذا تحاملت على نفسها وســارت في اتجاه الصــول الذي دفعها من كتفها لخـــارج الحجز ، لحقت بها حكمت ، فدفعها هي الأخرى للخــارج ، ثم أوصـــد الباب الحديدي بالمفتاح على بقية المسجونات المحتجزات ..
ســــارت كلاً من فردوس وحكمت بصحبة الصول في رواق ما طويل – والقيود الحديدية موضوعة في معصميهما - حتى توقف بهما أمام باب غرفة وكيل النيابة .. فحدج العسكري الجالس على المقعد الملاصق للباب بنظرات حادة قبل أن يردف بـ ....
-الصول بصوت آمـــر : خش يا عسكري بلغ الباشا إن المسجونة فردوس شحاته والمسجونة حكمت عطا الله معايا
نهض العسكري فزعاً من مكانه ، وانتصب في وقفته ، ثم ...
-العسكري وهو يؤدي التحية العسكرية : حاضر
ثم أولاه ظهره ، وطرق الباب طرقتين خفيفتين ، ثم دلف للداخل ، وأغلق الباب من خلفه ، وغـــاب لثوانٍ معدودة قبل أن يفتح الباب مجدداً ، و..
-العسكري بصوت آجش : خشي يا فردوس إنتي الأول الباشا وكيل النيابة مستنيكي
-فردوس بصوت ضعيف : حاضر
حـــل الصول القيود من معصمي فردوس التي فركتهما وهي تدلف إلى الداخل .. بينما وقفت حكمت وهي تزم شفتيها للأمـــام و..
-حكمت بصوت خافت يحمل التهكم : حتى في دي فيها كوسة !
-الصول بلهجة صارمة : اخرسي يا مسجونة
-حكمت بتذمر : وهو أنا قولت حاجة يا شويش
......................
توقفت فردوس أمـــام مكتب ذلك الرجل المهيب ذو الحلة البنية الداكنة ، و..
-وكيل النيابة بنبرة هادئة : تعالي يا ست فردوس اقعدي
-فردوس بصوت مرتبك : كـ.. كتر خيرك يا بيه
تحركت فردوس في اتجاه المقعد المقابل للمكتب ، وجلست عليه وهي تحاول كتم صوتها المتآلم الذي يصدر عن أنين عضلاتها المرهقة ..
عبث وكيل النيابة بالقلم الخاص به بأصابعه ، ثم سلط بصره على فردوس ، و...
-وكيل النيابة بهدوء : شوفي يا ست فردوس حصل تنازل عن المحضر
-فردوس بعدم تصديق وهي فاغرة شفتيها : هــــاه !!
-وكيل النيابة متابعاً بنفس الهدوء : أيوه ، وصاحب الشكوى سحب البلاغ وده جه في مصلحتك بدل ما كنتي هاتتبهدلي وإنتي في السن ده
-فردوس بعدم استيعاب : طب .. طب إزاي ؟
-وكيل النيابة بنبرة عادية : زي أي حاجة ما بتحصل في الزمن ده ، المهم خدي بالك بعد كده ، ومافيش داعي إنك تحطي نفسك في موضع شبهات ، إنتي ست كبيرة والبهدلة في السن دي مش حلوة عشانك
-فردوس بتلعثم : حـ.. حاضر يا بيه
-وكيل النيابة وهو يشير بيده : وقعي هنا عشان نكمل إجراءات خروجك من القسم
-فردوس بصوت خافت : حاضر
لم تستوعب فردوس كيف حدث هذا ، ولكنها حمدت الله في نفسها أنها خرجت من هذا المــأزق ..
انتهت هي من التوقيع فآمرها وكيل النيابة بالإنتظار في الخــارج ، وطلب حضور حكمت للداخل لكي ينتهي من اكمــال المحضر معها ..
.......................................
في قصر عائلة الجندي ،،،،
تسمرت عفاف في مكانها ، وجحظت بعينيها في اتجاه أوس القابض على تقى من ذراعيها ، و...
-أوس بصوت عالي يحمل الصرامة : هاتفضلي واقفة هنا كتير ، انزلي نادي لعدي
-عفاف بنبرة مرتبكة : حـ... حاضر
ابتلعت هي ريقها في خـــوف وهي تسير في اتجاه الدرج ، و...
-عفاف بتوجس شديد : استرها يا رب ، قلبي حاسس إن في كارثة هاتحصل ..!!!!
نزلت عفاف على الدرج سريعاً ، واتجهت إلى ردهة القصر حيث يقف عدي ، و...
-عفاف بنبرة شبه عالية رغم إرتجافها : عُدي باشا
انتبه لها عدي ، ونظر إليها بجمود ، و..
-عدي بتأفف : ايه الباشا مش عاوز يصحى ؟
-عفاف وهي تهز رأسها بالنفي : لأ ..
ثم استدارت برأسها للجانب ، ورفعت إصبعها للأعلى ، و...
-عفاف بتوتر : هو .. هو منتظر حضرتك فوق !
-عدي باستغراب : في ايه ؟ مالك مش على بعضك كده ليه يا عفاف ؟
-عفاف بقلق : هــه .. آآ.. لالا ... مافيش .. اتفضل حضرتك
رمقها عــدي بنظرات استغراب ، ثم ســـار في اتجاه الدرج ، وصعد عليه بتمهل ، واتجه للأعلى ...
........................................
أمـــــام مخفر الشرطة ،،،،
دلفت فردوس إلى خــــارج المخفر وهي تضع كف يدها على جبينها لتحجب أشعة الشمس القوية التي تؤلم عينيها ، و..
-فردوس بنبرة راضية : ألف حمد وشكر ليك يا رب .. الحمدلله اللي نجاني من النصيبة دي
خرجت حكمت هي الأخـــرى خلفها ، ووقفت على الدرج الرخامي ، و...
-حكمت بسخط : الله يحرقها أيام بنت كلب
-فردوس بنظرات إشمئزاز ، ونبرة جادة : بقولك ايه يا حكمت ، احنا لحد كده وقطعنا مع بعض ، لا سلام ولا كلام ، ولا أعرفك ولا تعرفيني
-حكمت بتذمر : جرى ايه يا فردوس ، ما احنا طلعنا منها أهو
-فردوس بحنق : بقى يا ولية يا اللي معندكيش دم ولا أخلاق تلبسيني في نصيبة تودي في داهية ، وعاوزاني أكلمك عادي
-حكمت بتلعثم : يـ.. يعني كنت أعمل ايه ، ما .. ما أنا خوفت وآآ..
-فردوس بنبرة مغلولة : حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ، اوعي بقى خليني أشوف بيتي وجوزي والبت عاملين ايه
-حكمت وهي تمط شفتيها في تهكم : إن ياختي ماحد فيهم سأل عليكي ولا جابلك حتى عيش وحلاوة ، عيلة تشرف بصحيح
-فردوس بنبرة غليظة : مالكيش دعوة ، وابعدي عني بقى ، أعوذو بالله منك ولية ..!!!
ثم أسرعت فردوس في خطواتها المتثاقلة لتبتعد عن حكمت ، في حين رمقتها الأخيرة بنظرات متعالية ، ثم وضعت يدها في منتصف خصرها ، و...
-حكمت بإمتعاض : ياختي بتتنططي على ايه ، وعلى رأي المثل أبوكي البصل وأمك التوم ، هاتجيلك الريحة الطيبة منين يا مشؤوم .. !!!
................................
في قصـــر عائلة الجندي ،،،،
توجـــه عــدي إلى غرفة أوس فتفاجيء به ممسكاً لتقى ويهزا بعنف من ذراعيها ، وهو يصدح بــ ....
-أوس بنبرة مغلولة : هاتتمني الموت ألف مرة ، ومش هاتطوليه أبداً
-تقى بصوت مختنق : انت شيطان والله ، شيطان ، استحالة تكون طبيعي ..!!!
-عدي بصدمة : أوس ..!!!!
ركض عدي سريعاً في اتجاههما ، ثم وضع قبضتي يده على ذراعي أوس وحـــاول إبعادهما عن تقى ، ولكن ظل أوس متشبثاً بها ، و...
-عدي بضيق : سيبها يا أوس ، البت هاتموت في ايدك
-أوس بنظرات شيطانية وهو يصر على أسنانه في شراسة : مش هاسمحلها تموت حتى إلا بأوامري
-عدي بحدة : يا بني فوق ، اللي انت بتعمله ده غلط
نجح عـــدي بالفعل في استخدام قوته الجسمانية في ابعاد قبضتي أوس عن تقى التي شهقت في خوف ، و...
-أوس بغلظة ونظرات بها شرر متطاير : ابعد عني يا عدي ..!
-عدي بإصرار : لأ مش هابعد
أحكم عدي قبضتيه على أوس ، وتحرك به في اتجاه الجانب ليفسح المجــال أمام تقى لكي تمر دون أن يعترضها أوس أو أن تطالها يديه .. ثم رمقها بنظرات جادة قبل أن يتشدق بـ ...
-عدي بصرامة : وانتي يا بت ، غوري من هنا يالا ، اطلعي برا القصر ده ، وإياكي تفكري تيجي هنا تاني ، سامعة .. !!!
هزت تقى رأسها موافقة عدة مرات في خوف ، وضمت ذراعيها حول صدرها ، حيث وضعت كفي يدها على موضع الآلم الذي أحدثه أوس في ذراعيها ، وسارت وهي تعرج نحو الخـــارج ...
حــــاول أوس أن يتحرر من عدي الذي ظل ممسكاً له ، و....
-أوس بنبرة متهورة وهـــــادرة : حتى لو مشيتي الوقتي غصب عني ، بكرة هاترجعي هنا بمزاجك ، سمعاني ، هترجعي بمزاجك عندي ......!!!!
انتفضت كل ذرة من كيان تقى فزعاً على إثر صوته ، ولم تحاول حتى أن تلتفت للخلف بل على العكس خطت على قدمها اليمنى – رغم تآلمها – حتى تسرع في خطواتها أكثر ، واتجهت ناحية الدرج حيث وجدت عفاف تقف منتظرة إياها عليه وهي تشير لها بيدها ، و...
-عفاف بنبرة خافتة ، ونظرات متوجسة : تعالي يا بنتي معايا ، تعالي !
ثم مــدت يدها نحو تقى لتساعدها في النزول على الدرج ، و..
-تقى بنبرة مرتعدة : الله يخليكي طلعيني من هنا
-عفاف بنبرة جادة : حاضر ، حاضر !
اصطحبت المدبرة عفاف تقى واتجهت بها ناحية المطبخ .....
...............
كانت حالة تقى مزرية للغاية ، فأشفقت عليها عفاف ، وخافت أن يكون الأسوأ قد صـــار لها ، و...
-عفاف متسائلة بتوجس : إنتي .. إنتي كويسة يا بنتي ؟ حـ.. حد عـ.. آآ.. عملك حاجة
-تقى بذعر ، ونظرات راجية : أنا عاوزة أمشي من هنا ، خليني أسيب المكان المقرف ده الله يكرمك
-عفاف بهدوء : ماشي ، بس مش هاينفع تخرجي كده
ثم أشــــارت بعينيها نحو عباءة تقى شبه الممزقة ، والمكسوة بالتراب ..
كما وضعت تقى هي الأخــرى يدها على شعرها ، و...
-تقى بصوت مختنق وعلى وشك البكاء : أنا محجبة .. وآآ.. وشعري اتكشف وآآ..
-عفاف مقاطعة بنبرة هادئة : خلاص اهدي يا بنتي ، محصلش حاجة إن شاء الله
ثم وضعت ذراعها حول كتفي تقى وضمتها إلى صدرها ، و..
-عفاف بنبرة بها حنو : ربنا يسترها عليكي وعلى اللي زيك ، تعالي معايا يا بنتي على المطبخ ، وأنا هحاول أتصرف
................................
أرخــــى عُدي قبضته عن أوس ، واتجه ناحية باب الغرفة ، ثم أغلقه على كلاهما ، واستدار ناحية أوس ، ولكنه ظل ملاصقاً بظهره للباب و...
-عدي بحنق : إنت اتجننت ، عاوز تودي نفسك في داهية عشان خاطر واحدة بيئة زي دي
لوح أوس بكلا يديه في الهواء في غضب ، و...
-أوس بنبرة مغلولة : كنت تسيبني أوريها هي مين وأنا مين
-عدي بجدية : اهدى بس الأول ، هي خلاص غارت من هنا
اقترب أوس من عدي ، ثم وجه إصبعه نحوه ، و...
-أوس بغضب هادر يحمل التوعد : هترجع تاني ، قسماً بالله لهترجع ، ماهو أنا مش هاسيبها تفلت مني بالبساطة دي
ثم قـــام بالطرق بقوة بقبضة يده على باب الغرفة ، فانحنى عدي بجذعه للجانب قليلاً ، و...
-عدي بهدوء حذر : ماشي هترجع ، بس مش الوقتي خالص
-أوس وهو يصر على أسنانه في توعد : مش هاسيبها تتهنى يوم ، مش هاخليها تنام مرتاحة أبداً
-عدي لنفسه باستغراب : هي البت دي عملاله وسواس ولا ايه !! هو ماله حاططها أوي في دماغه !!
ظل أوس يتوعد لتقى بالانتقــــام الشرس ، ثم ســـار في اتجاه الشرفة الملحقة بغرفته ، وقام بفتح ضلفتي النافذة ، و...
-أوس بضيق : عملت اللي قولتلك عليه ؟
-عدي بصوت هاديء : ايوه
-أوس متسائلاً بنبرة شبه منزعجة : يعني أمها خرجت ؟
-عدي وهو يوميء برأسه : اها .. تلاقيها في بيتها الوقتي
دلف أوس إلى داخل الشرفة ، ونظر امامه بنظرات يتطاير منها الغضب ، و...
-أوس بنبرة تحمل الوعيد : كويس أوي ، كده أنا متأكد إنها هاتيجي بمزاجها لحد عندي تسترجاني ............................. !!!
الفصل السابع عشــــر :
بداخـــل مخفر الشرطة ،،،
فتح صــول ما يعمل بالمخفر باب الحجز المظلم والمخصص للنســـاء ، ثم صدح عالياً بـ ....
-الصول بلهجة آمــرة : فردوس اسماعيل شحاته ، حكمت عطا الله
-فردوس بصوت شبه عالي ومبحوح : أيوه أنا
-حكمت بتلهف : إيوه أني اهوو
-الصول بنبرة قوية : تعالوا انتو الاتنين أوام ، الباشا وكيل النيابة عاوزكم
-فردوس بقلق : ليه ؟
-حكمت بتوجس : يا ساتر ..!!!
-الصول بحدة : وأنا هاعرف منين ياختي منك ليها ، انجروا في يومكم مش هافضل أستنى جنابكم كتير
-فردوس بتوجس : حاضر يا شويش ، أنا جاية أهو
-حكمت بنبرة عالية : ماشي يا شويش
إتكأت فردوس على مرفقها لكي تنهض عن الأرضية الصلبة التي ظلت ماكثة عليها لليالٍ طوال ..
شعرت هي بتيبس في عضلات جسدها المنهك ، ورغم هذا تحاملت على نفسها وســارت في اتجاه الصــول الذي دفعها من كتفها لخـــارج الحجز ، لحقت بها حكمت ، فدفعها هي الأخرى للخــارج ، ثم أوصـــد الباب الحديدي بالمفتاح على بقية المسجونات المحتجزات ..
ســــارت كلاً من فردوس وحكمت بصحبة الصول في رواق ما طويل – والقيود الحديدية موضوعة في معصميهما - حتى توقف بهما أمام باب غرفة وكيل النيابة .. فحدج العسكري الجالس على المقعد الملاصق للباب بنظرات حادة قبل أن يردف بـ ....
-الصول بصوت آمـــر : خش يا عسكري بلغ الباشا إن المسجونة فردوس شحاته والمسجونة حكمت عطا الله معايا
نهض العسكري فزعاً من مكانه ، وانتصب في وقفته ، ثم ...
-العسكري وهو يؤدي التحية العسكرية : حاضر
ثم أولاه ظهره ، وطرق الباب طرقتين خفيفتين ، ثم دلف للداخل ، وأغلق الباب من خلفه ، وغـــاب لثوانٍ معدودة قبل أن يفتح الباب مجدداً ، و..
-العسكري بصوت آجش : خشي يا فردوس إنتي الأول الباشا وكيل النيابة مستنيكي
-فردوس بصوت ضعيف : حاضر
حـــل الصول القيود من معصمي فردوس التي فركتهما وهي تدلف إلى الداخل .. بينما وقفت حكمت وهي تزم شفتيها للأمـــام و..
-حكمت بصوت خافت يحمل التهكم : حتى في دي فيها كوسة !
-الصول بلهجة صارمة : اخرسي يا مسجونة
-حكمت بتذمر : وهو أنا قولت حاجة يا شويش
......................
توقفت فردوس أمـــام مكتب ذلك الرجل المهيب ذو الحلة البنية الداكنة ، و..
-وكيل النيابة بنبرة هادئة : تعالي يا ست فردوس اقعدي
-فردوس بصوت مرتبك : كـ.. كتر خيرك يا بيه
تحركت فردوس في اتجاه المقعد المقابل للمكتب ، وجلست عليه وهي تحاول كتم صوتها المتآلم الذي يصدر عن أنين عضلاتها المرهقة ..
عبث وكيل النيابة بالقلم الخاص به بأصابعه ، ثم سلط بصره على فردوس ، و...
-وكيل النيابة بهدوء : شوفي يا ست فردوس حصل تنازل عن المحضر
-فردوس بعدم تصديق وهي فاغرة شفتيها : هــــاه !!
-وكيل النيابة متابعاً بنفس الهدوء : أيوه ، وصاحب الشكوى سحب البلاغ وده جه في مصلحتك بدل ما كنتي هاتتبهدلي وإنتي في السن ده
-فردوس بعدم استيعاب : طب .. طب إزاي ؟
-وكيل النيابة بنبرة عادية : زي أي حاجة ما بتحصل في الزمن ده ، المهم خدي بالك بعد كده ، ومافيش داعي إنك تحطي نفسك في موضع شبهات ، إنتي ست كبيرة والبهدلة في السن دي مش حلوة عشانك
-فردوس بتلعثم : حـ.. حاضر يا بيه
-وكيل النيابة وهو يشير بيده : وقعي هنا عشان نكمل إجراءات خروجك من القسم
-فردوس بصوت خافت : حاضر
لم تستوعب فردوس كيف حدث هذا ، ولكنها حمدت الله في نفسها أنها خرجت من هذا المــأزق ..
انتهت هي من التوقيع فآمرها وكيل النيابة بالإنتظار في الخــارج ، وطلب حضور حكمت للداخل لكي ينتهي من اكمــال المحضر معها ..
.......................................
في قصر عائلة الجندي ،،،،
تسمرت عفاف في مكانها ، وجحظت بعينيها في اتجاه أوس القابض على تقى من ذراعيها ، و...
-أوس بصوت عالي يحمل الصرامة : هاتفضلي واقفة هنا كتير ، انزلي نادي لعدي
-عفاف بنبرة مرتبكة : حـ... حاضر
ابتلعت هي ريقها في خـــوف وهي تسير في اتجاه الدرج ، و...
-عفاف بتوجس شديد : استرها يا رب ، قلبي حاسس إن في كارثة هاتحصل ..!!!!
نزلت عفاف على الدرج سريعاً ، واتجهت إلى ردهة القصر حيث يقف عدي ، و...
-عفاف بنبرة شبه عالية رغم إرتجافها : عُدي باشا
انتبه لها عدي ، ونظر إليها بجمود ، و..
-عدي بتأفف : ايه الباشا مش عاوز يصحى ؟
-عفاف وهي تهز رأسها بالنفي : لأ ..
ثم استدارت برأسها للجانب ، ورفعت إصبعها للأعلى ، و...
-عفاف بتوتر : هو .. هو منتظر حضرتك فوق !
-عدي باستغراب : في ايه ؟ مالك مش على بعضك كده ليه يا عفاف ؟
-عفاف بقلق : هــه .. آآ.. لالا ... مافيش .. اتفضل حضرتك
رمقها عــدي بنظرات استغراب ، ثم ســـار في اتجاه الدرج ، وصعد عليه بتمهل ، واتجه للأعلى ...
........................................
أمـــــام مخفر الشرطة ،،،،
دلفت فردوس إلى خــــارج المخفر وهي تضع كف يدها على جبينها لتحجب أشعة الشمس القوية التي تؤلم عينيها ، و..
-فردوس بنبرة راضية : ألف حمد وشكر ليك يا رب .. الحمدلله اللي نجاني من النصيبة دي
خرجت حكمت هي الأخـــرى خلفها ، ووقفت على الدرج الرخامي ، و...
-حكمت بسخط : الله يحرقها أيام بنت كلب
-فردوس بنظرات إشمئزاز ، ونبرة جادة : بقولك ايه يا حكمت ، احنا لحد كده وقطعنا مع بعض ، لا سلام ولا كلام ، ولا أعرفك ولا تعرفيني
-حكمت بتذمر : جرى ايه يا فردوس ، ما احنا طلعنا منها أهو
-فردوس بحنق : بقى يا ولية يا اللي معندكيش دم ولا أخلاق تلبسيني في نصيبة تودي في داهية ، وعاوزاني أكلمك عادي
-حكمت بتلعثم : يـ.. يعني كنت أعمل ايه ، ما .. ما أنا خوفت وآآ..
-فردوس بنبرة مغلولة : حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ، اوعي بقى خليني أشوف بيتي وجوزي والبت عاملين ايه
-حكمت وهي تمط شفتيها في تهكم : إن ياختي ماحد فيهم سأل عليكي ولا جابلك حتى عيش وحلاوة ، عيلة تشرف بصحيح
-فردوس بنبرة غليظة : مالكيش دعوة ، وابعدي عني بقى ، أعوذو بالله منك ولية ..!!!
ثم أسرعت فردوس في خطواتها المتثاقلة لتبتعد عن حكمت ، في حين رمقتها الأخيرة بنظرات متعالية ، ثم وضعت يدها في منتصف خصرها ، و...
-حكمت بإمتعاض : ياختي بتتنططي على ايه ، وعلى رأي المثل أبوكي البصل وأمك التوم ، هاتجيلك الريحة الطيبة منين يا مشؤوم .. !!!
................................
في قصـــر عائلة الجندي ،،،،
توجـــه عــدي إلى غرفة أوس فتفاجيء به ممسكاً لتقى ويهزا بعنف من ذراعيها ، وهو يصدح بــ ....
-أوس بنبرة مغلولة : هاتتمني الموت ألف مرة ، ومش هاتطوليه أبداً
-تقى بصوت مختنق : انت شيطان والله ، شيطان ، استحالة تكون طبيعي ..!!!
-عدي بصدمة : أوس ..!!!!
ركض عدي سريعاً في اتجاههما ، ثم وضع قبضتي يده على ذراعي أوس وحـــاول إبعادهما عن تقى ، ولكن ظل أوس متشبثاً بها ، و...
-عدي بضيق : سيبها يا أوس ، البت هاتموت في ايدك
-أوس بنظرات شيطانية وهو يصر على أسنانه في شراسة : مش هاسمحلها تموت حتى إلا بأوامري
-عدي بحدة : يا بني فوق ، اللي انت بتعمله ده غلط
نجح عـــدي بالفعل في استخدام قوته الجسمانية في ابعاد قبضتي أوس عن تقى التي شهقت في خوف ، و...
-أوس بغلظة ونظرات بها شرر متطاير : ابعد عني يا عدي ..!
-عدي بإصرار : لأ مش هابعد
أحكم عدي قبضتيه على أوس ، وتحرك به في اتجاه الجانب ليفسح المجــال أمام تقى لكي تمر دون أن يعترضها أوس أو أن تطالها يديه .. ثم رمقها بنظرات جادة قبل أن يتشدق بـ ...
-عدي بصرامة : وانتي يا بت ، غوري من هنا يالا ، اطلعي برا القصر ده ، وإياكي تفكري تيجي هنا تاني ، سامعة .. !!!
هزت تقى رأسها موافقة عدة مرات في خوف ، وضمت ذراعيها حول صدرها ، حيث وضعت كفي يدها على موضع الآلم الذي أحدثه أوس في ذراعيها ، وسارت وهي تعرج نحو الخـــارج ...
حــــاول أوس أن يتحرر من عدي الذي ظل ممسكاً له ، و....
-أوس بنبرة متهورة وهـــــادرة : حتى لو مشيتي الوقتي غصب عني ، بكرة هاترجعي هنا بمزاجك ، سمعاني ، هترجعي بمزاجك عندي ......!!!!
انتفضت كل ذرة من كيان تقى فزعاً على إثر صوته ، ولم تحاول حتى أن تلتفت للخلف بل على العكس خطت على قدمها اليمنى – رغم تآلمها – حتى تسرع في خطواتها أكثر ، واتجهت ناحية الدرج حيث وجدت عفاف تقف منتظرة إياها عليه وهي تشير لها بيدها ، و...
-عفاف بنبرة خافتة ، ونظرات متوجسة : تعالي يا بنتي معايا ، تعالي !
ثم مــدت يدها نحو تقى لتساعدها في النزول على الدرج ، و..
-تقى بنبرة مرتعدة : الله يخليكي طلعيني من هنا
-عفاف بنبرة جادة : حاضر ، حاضر !
اصطحبت المدبرة عفاف تقى واتجهت بها ناحية المطبخ .....
...............
كانت حالة تقى مزرية للغاية ، فأشفقت عليها عفاف ، وخافت أن يكون الأسوأ قد صـــار لها ، و...
-عفاف متسائلة بتوجس : إنتي .. إنتي كويسة يا بنتي ؟ حـ.. حد عـ.. آآ.. عملك حاجة
-تقى بذعر ، ونظرات راجية : أنا عاوزة أمشي من هنا ، خليني أسيب المكان المقرف ده الله يكرمك
-عفاف بهدوء : ماشي ، بس مش هاينفع تخرجي كده
ثم أشــــارت بعينيها نحو عباءة تقى شبه الممزقة ، والمكسوة بالتراب ..
كما وضعت تقى هي الأخــرى يدها على شعرها ، و...
-تقى بصوت مختنق وعلى وشك البكاء : أنا محجبة .. وآآ.. وشعري اتكشف وآآ..
-عفاف مقاطعة بنبرة هادئة : خلاص اهدي يا بنتي ، محصلش حاجة إن شاء الله
ثم وضعت ذراعها حول كتفي تقى وضمتها إلى صدرها ، و..
-عفاف بنبرة بها حنو : ربنا يسترها عليكي وعلى اللي زيك ، تعالي معايا يا بنتي على المطبخ ، وأنا هحاول أتصرف
................................
أرخــــى عُدي قبضته عن أوس ، واتجه ناحية باب الغرفة ، ثم أغلقه على كلاهما ، واستدار ناحية أوس ، ولكنه ظل ملاصقاً بظهره للباب و...
-عدي بحنق : إنت اتجننت ، عاوز تودي نفسك في داهية عشان خاطر واحدة بيئة زي دي
لوح أوس بكلا يديه في الهواء في غضب ، و...
-أوس بنبرة مغلولة : كنت تسيبني أوريها هي مين وأنا مين
-عدي بجدية : اهدى بس الأول ، هي خلاص غارت من هنا
اقترب أوس من عدي ، ثم وجه إصبعه نحوه ، و...
-أوس بغضب هادر يحمل التوعد : هترجع تاني ، قسماً بالله لهترجع ، ماهو أنا مش هاسيبها تفلت مني بالبساطة دي
ثم قـــام بالطرق بقوة بقبضة يده على باب الغرفة ، فانحنى عدي بجذعه للجانب قليلاً ، و...
-عدي بهدوء حذر : ماشي هترجع ، بس مش الوقتي خالص
-أوس وهو يصر على أسنانه في توعد : مش هاسيبها تتهنى يوم ، مش هاخليها تنام مرتاحة أبداً
-عدي لنفسه باستغراب : هي البت دي عملاله وسواس ولا ايه !! هو ماله حاططها أوي في دماغه !!
ظل أوس يتوعد لتقى بالانتقــــام الشرس ، ثم ســـار في اتجاه الشرفة الملحقة بغرفته ، وقام بفتح ضلفتي النافذة ، و...
-أوس بضيق : عملت اللي قولتلك عليه ؟
-عدي بصوت هاديء : ايوه
-أوس متسائلاً بنبرة شبه منزعجة : يعني أمها خرجت ؟
-عدي وهو يوميء برأسه : اها .. تلاقيها في بيتها الوقتي
دلف أوس إلى داخل الشرفة ، ونظر امامه بنظرات يتطاير منها الغضب ، و...
-أوس بنبرة تحمل الوعيد : كويس أوي ، كده أنا متأكد إنها هاتيجي بمزاجها لحد عندي تسترجاني ............................. !!!