رواية ما وراء الشمس الفصل السادس عشر16 بقلم ياسمينا
البارت السادس عشر
فى مدينه رجوادو
زرعان ...برعب وهو يشير نحو سيدار ...خذوه لا اريده انى عطفت عليه ولا اريد منه شئ كنت سأتى به فور اتمام شفاؤه لا اريده
كان زرعان يتحدث للمجموعه الحراس التى التفت حوله داخل منزله و سيدار يقف لا يحرك ساكننا فى ذهول تام
قال الحارس الاكبر ..انت تعلم القوانين ومع ذلك اردت خرقها والعبث بها
زرعان برعب ..سيدى انى رجل كاعن فى السن طببت هذا الرجل على حسابى الخاص وكنت ساتى به فورا شفؤه حتى لا ارهقكم بطتبيبه فانا خادمكم المخلص
الحارس الاكبر ..بصوت اجش وماذا كان معه ايضا
زرعان ..بتعلثم... لا شئ ولاذهب سوى خرقته الباليه الذى يرتديها
الحارس الاكبر ..نظر لسيدار ..نظرة متفحصه ..وقال بصوت اجش ..من اين انت
سيدار..كان اخير ..فقد الامل فى النطق ...اجابه ..بعدما بلل فمه بريقه ...من مدينة ميكا ...اسمى...
قاطعه الحارس بصوت جاف ...لا يهم ،.بنيته قويه .ارسلوه لاعمال البناء فى الصرح الكبير ..واستدار
سيدار ..سيدى.....استدار الحارس بتهكم ...لم يبالى سيدار واسترسل ...انى ذاهب للمهمة بامر الملك جنجار
الحارس ..عقد حاجبيه ..فى عجب ..ما هى
سيدار ..اخفض رأسه بخجل فهو يعرف ان بين شفتاه المستحيل بعينه..الى #ماوراء الشمس#..
صمت الحارس برهه وانفجر ضاحكا هههاهههاهههاهها ووكز الحارس البسيط فى كتفه واجتاح المكان نوبه من الضحك لا يستطيع احد ايقافها
فاذداد خجل سيدار
وبصعوبه تغلب الحارس الاكبر على نوبته ...وقال بتهكم شديد ..هنا هو ماوراء الشمس يا احمق ..انت هنا ملك الحاكم ولا تنفك من عملك الا بالموت
احضرووه ..احاط بها حارسان اخرون ذوا بنيه ضخمه وامسكه ذراعيه وقيد حركاته
سيدار ..صرخ صراخا متوالى ومدوى ..ولم يعيره احد اهتمام
..........افاق سيدار من ذكراه على سوط يهوى على ظهره وهو يسحب حجر ضخم بالاحبال .... ننننننننعم سيدار استعبد فى مدينة. رجوادو. الظالمه طوال هذا العام والى مالا نهاية ...فقد رأى هنا ابشع انواع الظلم وذاق ويلات العذاب برزت عضلاته من سحب الحجار واصبح اقوى عشرات المرات ولكن قلبه ضعيف يشتاق الى مدينته والى صديقه والى اميرته فقلبه منقاض اليها رغما عنه والى حصانه وهج الذى سرقه منه زرعان وصار يثقله بالحمول فيرهه يوميا يغدوا ويروح بحمولا زائده فاصبحت حياتهم متطابقه تماما فبرغم الآمه من سحب الاحجارمسافات طويله واالاسواط المتتاليه التى تهوى على ظهره وتترك ندوبا عميقه الا نه غير مهتم سوى بالعوده الى وطنه
أحرقـي في غُربتي سفـني
ا لاَ نّـني
أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَـنِ
وتناهبَـتْ قلـبي الشجـونُ
فذُبتُ من شجَـني
ا لا نني
أبحَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ
أبحثُ في ديارِ السّحـرِ عن زَمَـني
وأردُّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري
وعَـنْ فَـنَني
عطّلتِ أحلامـي
وأحرقتِ اللقـاءَ بموقِـدِ المِنَنِ ؟!
ما ساءني أن أقطَـعَ ا لفلَوَا ت
مَحمولاً على كَفَني
مستوحِشـاً في حومَـةِ الإمـلاقِ والشّجَنِ
ما ساءنـي لثْمُ الرّدى
ويسوؤني
أنْ أشتري شَهْـدَ الحيـاةِ
بعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِ ..احمد مطر
*********
فى الاسطبل
اتسعت عيناى روهان بعد سماع كلمات صفي وادمعت ثم قالت ...كل هذه اليالى التى كنت اتى فيها الى هنا كنت على امل ان تنقذنى لا لتحبنى كنت اتسامر معك لحل مشكلتى لا لتحبنى ...ثم صرخت عاليا انا وثقت بك ..وانت خذلتنى
صفي ..رفع رأسه وقد ترقرقت بعينه الدموع ..ونظر الى عيناها التى سحرته من الوهلة الاولى .. وقال ليتى اقوى على مساعدتك فإنى عاجز لا استطيع حتى مساعدت نفسى
روهان ..بصوت مبحوح انت خدعتنى
صفي..عزيزتى اذا كنت استطيع مساعدتك لما لم اهرب انا بعيدا
روهان ..بالم ربما لان ليست لك عائلة تحتاجك فى الخارج
صفي ..طأطأء رأسة فى الم ..فالتغفرى لى عدم مقدرتى اذا
روهان .. نظرت له بجمود ..لا ...
رفع راسه للكلماتها باندهاش تام ...واسترسلت هى..بترديد .لا ..لانك اعطيتنى امل والان بكل بساطة سحبته منى كنت انت القشة التى تعلقت بها واليد الوحيدة التى امسكت بها وافلتتنى ...
والتفت عازمه العودة من حيث اتت ....
امسك صفي بمرفقها فاستدارت على اثر سحبته القويه نحوها التصق صدره بصدرها حتى صارت دقات قلوبهم المتسارعه فى التحرك معا ونظر مباشرا لعينها بعيناه الدامعه
صفي ..بحزن وكلمات متقطعه ...لا تتركينى ...اخاف الوحده
روهان ..نزلت دموعها من جديد ..وانتبهت لوضعها فانسحبت فى هدوء وعادت من حيث تسللت تلك اللصه سرقت معها قلبه وافكاره
وضغط صفي على قلبه لعله يهدء من الآمه
وكذالك هى ايضا فكأن قلوبهم انشطرت بالفراق
**********
فى القصر
اميرتنا توالين كانت تتوجه نحو جناح ابيها تجر ثوبها الطويل المزركش بالورود حتى وصلت الى وجتها اخير بعد قطع مسافة كبيرة وحتى ان توقفت فى وجه الباب حتى خرج شركان فى نفس اللحظه .. شركان ..ابتسم ابتسامه ماكرة ..وواسعه ..سوف انجز عملى سريعا وستسرين من اشعارى ..وسطلبى منى المزيد
توالين ..رفعت حاجبها ..باستنكار ..سوف نرى
خرج الحارس سريعا واشار اشارة بيدة مع انحناء قليلا للامام تعنى ان تتفضل
انسحبت توالين على اثرها للداخل دون ان تنظر له
وابتسم شركان ابتسامه واسع فاستطاع اخيرا ان يشغل عقلها
*********
دخلت توالين على والدها والذى كان مرهق من كثرة العمل ففتح ذراعيه
جنجار ..تعالى يا حبيبتى لقد اشتقت اليكى
توالين ..خطت نحوه بسعادة على وجهها واندثرت باحضانه ..انا ايضا اشتقت اليك
جنجار ...وهو يحتضنها ويربت على ظهرها بحنان .اعلم انكى تتوسعى فى اعمال الخير ..ولكن هل ذلك يشغلك عن ابيكى يا فلذة كبدى
توالين ..ارتفعت قليلا من حضنه ..ونظرت له ..لا احد يستطيع ان ياخذنى منك يا ابى
جنجار ..زفر فى الم ..اااه ولكن سوف يقام حفل زفاف فى الشهر المقبل وسترحلين مع الامير الناسب يا عزيزتى
انتفضت توالين من حضن ابيها وخطت للوراء ووتشنجت قسماتها بهلع
توالين ..ولكن ..يا ابى لا اريد
جنجار ..بهدوء ..لا يجوز يا عزيزتى ..كان لابد ان يحدث هذا العام المنصرم
توالين .بحماسه .لا يا ابى ليس لابد ..استطيع ان اعيش معكم وان استمر فى مساعدة الناس وان نفرح ونمرح سويا ونكمل حياتنا معنا ولا نبتعد و...
قاطعها نظرات جنجار الثابته والمدهوشه .ادركت انها تجاوزت الحدود.فسكتت جنجار ...بنبرة شبيهه بالصرامه ..هذا لا يجوز ولا يجوز وجودك بالقصرالى هذا السن فسيحصرنى العار ان لم تتزوجى وهذه هى القوانين ولا يجب خرقها فقد نشأتى عليها ولن تخالفيها ....وعنف قليلا ..سمعتى يا توالين
وما كان من توالين الا ان هزت راسها بالموافقه ..بحزن ..جلى
وتمنت لو تسطتيع ان تخرق كل القواعد ولا تعيش نفس الشعور الذى عاشته من قبل مع الامير ماجار
*********
فى ذلك الظلام الدامس
صفي مستلقى على ظهرة وساندا رأسه بيديه يحدق فى السماء ودموعه تتساقط .ويدور فى خلده بالم بكلمات دون نطق .
.ااااه يا انا لما تظلمينى
كنتى الوحيدة التى تؤنس وحدتى
وتضيء ظلمتى
وتهون عليا محبسى
كنت اريد مساعدتك
وان كانت المساعدة ستشقينى
فإن رأيت منكى بسمة رضا كانت تكفينى
واذا اردتى النجوم اهديكى
ولكنى عاجز الا عن حبك ونسيانك
ثم زفر عاليا وفتمتم بفمه ...هاااااااا.. اين انت يا صديقى افتقدك ...سيدار ..واغمص عينه واستسلم الى نومه
********
كان سيدار يبتلع مرارة الالم الذى لحق بة من العمل الشاق الذى كان لولا الطعام والمأكل كاد ان يقضى عليه فبرزت عضلاته اكثر واصبح قويا لذلك سخر لاعمال الجر والرفع ولكن ليس هذا فقط ما اوجعه بل حياته المتعبه كليا وارهقه التفكير فى عوتته ومشواره الصعب واسئلته المتحيره بلا اجابه وايضا وهج جياده الاصيل الذى لم يفعل زرعان به شئ اعظم من تأخبته لديه ويعلم انه لمنفعه تخصه ولكن سدد له معروفا دوان ان يدرى ..ثم تذكر اللفافة التى مازالت عالقه بيده قطعة القماش الخاصة بتوالين والتى لم تفارقه ...فاسبل عينيه واخذا يتذكر ملا محها بشغف ذكراها كانت تمحى عنه الالم دون معرفة السبب حاول نطق اسمها...بصوت عاليا ..ولكن خانته الكلمات .. فهو حتى الى الان لم يذكر اسمها بين شفاتيه وانحاول ينعقد لسانه ويتوقف على الكلام فكيف لقلبه هذةالحرية المطلقه ...تنهد سيدار من افكاره المتحيره ونادى فى نفسه صفي صديقه فقد اشتاق اليه والى دياره ...ولكن هنا ليسمع احد احد ولا يهتم الظلم والقهر والاستعباد اقل ما يمكن وصفه فقد رأى هنا بأم عينه مالا يطيقه بشر من سلب ونهب فرجوادوا فعلا مدينه ما وراء الشمس
ما تربطوش مصير توالين بسيدار لسه فى كمان فى ما وراء الشمس