رواية قلوب صماء الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة الألفي
بعد فحصها الطبيب والتأكد من عدم وجود اى مضاعفات آذن لها بالخروج والراحه التامه بسبب جرح رأسها ..
وانهي أسر إجراء الخروج من المشفي واوصلهم إلى الفيلا .
ونظر لجميله باهتمام وهو ينظر لها باسف . جميله انتى خلاص داخله المسابقه وانا هقدم استمارتك من بكرة وماريا ومحمود معاكى وهيساعدوكى .
محمود . أسر تعالي نقعد شويا
أسر . لا يا حودة ورايا مشوار مهم سلام
محمود . سلام .
.................
قاد أسر سيارته وحاول الاتصال بصديقه .
جاء الرد بعد ثواني .
مالك . فى ايه يا أسر تاني نسيت تقولهولي
أسر بضيق . فى ان مراتك دلوقتي فى بيتك وروح اقعد مع ماريا اختك هتفهمك جميله كانت بتكلم مين
مالك باستغراب . وهى ماريا كانت عارفه
أسر . مش هينفع اقولك على الفون وتسمع من اختك احسن سلام اشوفك بكرة فى الشركه ، وأغلق الهاتف ...
كان يجلس بشرود فى مصنعه ويتابع خط سير الانتاج فى صمت ..
وبعد اتصال صديقه قرر العودة إلى الفيلا ليعلم من شقيقته ما تعلمه عن جميله ...
وقاد سيارته على وجه السرعه وخلال نصف ساعه كان يترجل من سيارته ودلف إلى الفيلا ..
وجد والدته واشقائه ينتظرون قدومه ..
مالك . سلام عليكم
مها . عليكم السلام ،ممكن تفهمنا حصل ايه ، انت اكيد اتجننت
مالك بضيق . انتو كلكم صاحين بقي مستنين تحاسبونى
ماريا بحزن . انا مش هقول أكتر من حاجه واحدة انت ظالم
مالك بصدمة . ظالم يا ماريا انا ظالم ليه عملت ايه
ماريا . عشان حكمت على جميله من غير ماتعرف الحقيقه
مالك ببرود . وايه هى بقي الحقيقه .
محمود . الحقيقه إللى غايبه عنك من يوم مااتجوزت جميله ، انت السبب فيها ، انت سطحي يا مالك بتحكم على الامور بسطحيه ، وانت السبب عشان لم وافقت على طلب جدك مافكرتش تعرف عن الانسانه إللى هتتجوزها حاجه وافقت وبس ، ولعلمك جدك مش غصبك على الجواز ولا خدك من ايدك غصب عنك وقالك اتجوز دى ،انت فكرت بعد ماحسبتها صح ان من مصلحتك انك تخلي جدك راضي عنك عشان تفضل ماسك الشركه والمصنع ، يعنى فكرت فى حياتك واهتماماتك واخترت انت عايز ايه ، وخدت القرار المناسب ليك ، يعنى من الاخر حسبت حسبتك وعرفت انك فايز ، هتجوز واحدة مش مهم اى كانت مين ، بس هتكسب ايه حياتك هى هى ماتغيرتش ، فكرت بانانيه وفى نفسك وبس ، لكن جميله لم وافقت تتجوزك فكرت فى اهلها قبل نفسها ، فكرت فى الدم إللى بين العيلتين عشان يقف ، حبت تضحى عشان غيرها يعيش بسلام من غير خوف من التار وتنفذ كلام جدها ، مافكرتش فى مصلحطتها ولا فى حياتها إللى هتتغير ، هى حياتها اتغيرت وبعدت عن اهلها واختار تكمل وتنفذ فى التضحيه دى ، على عكسك تماما فضلت مصلحطك ومستقبلك فى شغلك ،
مش بلومك ولا بقولك انت صح ولا غلط ، بس بلومك عشان ماحاولتش تعرف حاجه عن جميله ، خدتها زى مناقصه داخلها وقولت ابق اخلص منها فى اول فرصه تجيلك ، ولعلكم انت ظالمتها لتانى مرة او لعاشر مرة من يوم مااتجوزتها وانت كل يوم بتظلمها معاك ، للاسف المرة دى حكمت عليها من غير ماتسمع مبررها ولا الدفاع عن نفسها ودى حقها
ماريا بقي تقولك مين يزيد اللي تهمت جميله فيه
ماريا بحزن . يزيد اخو جميله يا مالك ، عارف يعنى ايه اخوها ، هو بيحضر الدكتوراة فى لندن وقرب يوصل وطبعا جميله بتراسله دايما
+
مالك بصدمه . اخوها
محمود . أيوة اخوها بس للاسف هو مايعرفش بجوازها منك ، بسبب جدها هو عايز كدة وهى نفذت .
مها بحزن . مالك لو لسه هتكمل علاقتك مع تاليا يبق لا انت ابنى ولا اعرفك ، وكفاية الغلبانه إللى لا حول بيها ولا قوة بسبب عملتك السودة ، البنت كانت ممكن تموت ، هقول ايه بس ياربي ربنا يهديك
انت فى نعمه ومش هتحس بالنعمه دى غير لم تضيع من بين ايدك ..
وقف مصدوم من كثرة الاتهام له ورحل الجميع وتوجه كل منهم إلى غرفته ..
وظل هو مكانه شارد لا يعلم ماذا يفعل ، وقرر الصعود إلى غرفته ليطمئن على حالها ...
دلف الغرفه بهدوء وجدها نائمه ووجهها شاحب بسبب التعب وراسها محاطه بشاش ابيض يغطى جرح رأسها .
نظر لها بحزن دفين وشعر بالشفقه على حالها ، ظل يتامل ملامح وجهها المرهق ، وابدل ملابسه وقرر النوم على الأريكة لكى تاخذ راحتها بالفراش ..
تذكر أمر الرسمه وتوجه إلى الكومود وفتحه وتفاجئ بوجود الرسمه ، اخذها وطوها واحتفظ بها فى جيب سترته مع الورقه الأخرى التى خطتها قبل ذلك وهى تتعامل معه ببرود ، فتح الورق وقرا كلماتها وهو يبتسم نصف ابتسامه .
الأكل جاهز يا ...
ابتسم مالك . قاصدة تنساني وتعاملنى ببرود .
قبل ان يذهب ليستريح قرب من الفراش وهو ينطق بكلمات من الأسف والاعتذار عن ما صدر منه ....
مالك بحزن وهو ينظر إليها بألم يعتصر قلبه على ما فعله بها ، .
انا عارف ان مهم اقول اى كلمه اسف مش كفايه على إللى عملته فيكى ،انا اتسرعت فى الحكم عليكى ، بس انا معذور كنت هتجنن لم بشوفك بتبتسمى لغيرى ومعايا تبصيلى بنظرة غريبه ، غصب عنى اتجننت وانفعلت عليكى ، انا بجد اسف ، بس انا مش عارف مالي ولا عايز ايه ولا جوايا ايه من ناحيتك ، بس كل إللى اعرفه انك ليكى مكانه خاصه فى قلبي ، مش عارف افسرها بايه ، مش عارف حب ولا إعجاب ولا اهتمام ولا مسئوليه ، بس كل إللى متأكد منه انك مهمه بالنسبه ليه، وأنك تخصينى انا وبس ، يمكن غيرت واتجننت لم شوفت الرسايل بس دى غصب عني ،ياريتك كنتى حاسه بوجودى وتسمعى كلامى عشان تعرفي ان بجد اسف ان زعلتك وجرحتك وأن ندمان على إللى عملته ، انا عمرى ماحسيت بالندم غير دلوقتى ، ياريت اقدر اقدر ابص فى عنيكى واقولك سامحينى انا غلطت فى حقك ، ياريت اقدر بس انا مش هقدر ابص فى عنيكى تانى بعد إللى حصل ، جوايا حاجه بتشدنى ليكى مش فاهم ايه هى ، وفى نفس الوقت بتبعدنى عنك ، مش فاهم يعنى ايه بس احساس غريب وشعور جديد عليه مش قادر القاله اى تفسير .
اقترب من الفراش وامسك بيدها وطبع قبله رقيقه باسف وندم على ما اقترفه فى حقها ، وعاد إلى الاريكه يحاول أن يغمض عينيه ولكن جفاه النوم ..
ترك الغرفه وهو يشعر بالأسى والحزن على ما جرا معه ..
هبط الدرج وتوجه إلى غرفه المكتب .
جلس بمقعده وحاول أن يشغل نفسه ، وبدأ فى العمل على الحاسوب الشخصي له ، ولا يعلم ما مر عليه من الوقت وهو منكب على الحاسوب ويعمل باهتمام ..
........
اشرقت شمس يوم جديد ..
استيقظت من نومها بتعب يثري فى انحاء جسدها ، توجهت بارهاق شديد إلى المرحاض لكى تتوضأ وتصلي مافاتها من فروض ..
ودلفت للمرحاض والألم يحتاجها برأسها وهى تشعر بالدوار ، نظرت إلى نفسها بالمرآه وتحسست الشاش الموضوغ أعلي جبينها بألم ظاهر على ملامح وجهها ولكن الألم الاكبر كانت تشعر به فى قلبها ..
وهى تنظر للمرآه وتحدث نفسها .ليه انا بيحصل معايا كدة ، ليه مش من حقي ادافع عن نفسى من اتهام قاسي زى دى ، كل دى ليه عشان مش بسمع ولا بتكلم زيهم ، سهل اتجرح منهم عادى صح .
وانثابت دموعها بحزن وألم تشعر بمراره الظلم ..
......
بعد ان راء شعاع الشمس يضئ غرفه مكتبه ، نظر إلى ساعه يده ، وجدها تجاوزت السابعه ، فقرر أن يصعد غرفته ليرتدي ملابسه ويذهب إلى عمله ، هروب من رؤيه عيناها الساحرة فلا يقدر على مواجه أحد وبالاخص سحر عيناها الخضرويتان لا يقدر على النظر اليهم ..
اسرع فى خطواته وتوجه إلى غرفته ولكن تفاجئ بأن الفراش فارغ ، نظر فى جميع أنحاء الغرفه فلم يجدها ، وجدها تخرج من المرحاض وهى تستند بيدها الحائط ، فقد شعرت بدوار راسها يزيد ، اسرع مالك اليها وامسك بيدها ولكن هى لا تبالي به ودفعت يده بعيدا عنها .
وقف حائرا ولكن لن يستطيع ابعاد اعينه عنها ، وجدها غير متزنه فى خطوتها .
حملها اجبارا عنها ووضعها بالفراش ودثرها بالغطاء وهو ينظر لها باسف ولكن هى ابعدت عيناها عنه ..
بحث عن الدفتر خاصتها واعطاها اياه فلم تاخذة منه وظل صامدة وتلاشت النظر إليه .
وضع الدفتر جانبها وهو يتنهد تنهيدة حارقه ، وتركها وذهب إلى المرحاض وهو يلوم نفسه .
مالك . امال مستني منها ايه بعد إللى انا هببته امبارح ، اكيد مش طايقه تبص فى وشي ودي حقها .
اغتسل وارتدى ملابسه وغادر الغرفه والفيلا باكملها وهو يشعر بالضيق ، لا يريد مواجه أحد بعد حديثهم ليله أمس التى افاقته من غيبوبته ...
وقرر الذهاب إلى شركته ليشغل نفسه بعمله ...
....................
فى القاهرة .
كان يتسطح الفراش فى الشقه التى يقطن بها مع اصدقائه وفجأة سمع رنين جرس الباب ، توجه ليفتح الباب ، وتفاجئ بوجود عمه ..
عز . عمى فى حاجه حصلت
شريف . عمك دبب ، قولي ادخل الأول ولا هفضل واقف على الباب
عز . اسف اتفضل ادخل
جلس شريف بالصالون وهو ينظر له بعتاب . وبعدين معاك يا عز هتفضل كدة ، مش وراك شغل ولا ايه ، عجبك قعدة البيت وسايب شغلك
عز . حضرتك عارف ان واخد اجازة أسبوعين
شريف بضيق . بس كدة كتير بقي لازم تقطع اجازتك وتنزل شغلك وتكمل حياتك ، انت مجنون يابني ولا ايه هنفضل حابس نفسك ومكتئب كدة كتير
عز بحزن . محدش حاسس بيه ولا بقلبي فيه ايه وحاسس بايه والكلام سهل اوى عليكم
شريف بحزن . انا حاسس بيك وعشان كدة لازم تكمل حياتك وتنزل شغلك وتحقق مستقبلك ، وبعدين جدك طالب يشوفك ومدايق جدا انك مابتروحش البلد ، دى غير والدتك بقي هتتتجنن عليك انت مابتحسش يا ض انت
عز . ماهم إللى عملو فيه كدة ولا نسيت بدل مااتجوز جميله جوزها لغيرى بحجج فارغه
شريف . انت ابن اخويا وجميله بنت اخويا ومعزتكم عندى واحده وربنا يعلم ، بس لازم تكمل حياتك وتشوف سعادتك فين وتسعي وراها وارمي إللى فات ورا ضهرك وادعي لجميله تكون حياتها احسن ومستقره ادعيلها ربنا يسعدها
عز بحزن . يسعدها مع غيرى
شريف . إللى بيحب بيتمني السعادة لحبيبه سوا معاه او مع غيره وجميله تستاهل ربنا يعوضها وتعيش سعيد فى حياتها ، هتستكتر عليها تشوفها سعيدة يا عز .
عز بدمعه الم . جميله دى قلبي يا عمى ازاى هستكتر عليها السعادة ، انا مستعد أديها حياتى كلها واشوفها سعيدة ومبسوطه ، بس انا حاسس بيها هى اكيد مش مبسوطه مع غيرى
شريف . وبعدين معاك بقي انت مش ناوى تجبها لبر ، انزل البلد شوف اهلك فاهم ولا لا ولم ترجع لينا كلام تاني
عز . كلام ايه دى
شريف . منى بتبحثلك عن عروسه هههه بس ايه بمواصفات خاصه تليق بعز باشا هههه
عز . والله انت و مراتك عايزين تجننونى
شريف . هههه مني مٌصرة تستغل خاطبه عشان خاطرك ، ولم ترجع من البلد هترتبلك مقابله مع المزه
عز بصدمه . انت بتتكلم جد
شريف . طبعا امال بهزر لازم تدق على الحديد وهو سخن ، وانت جرحك لسه صاحي كدة محتاجين طبيب يداويه ههههه بس يارب هى ترضي بيك
عز . لا حضرتك فايق وجاى تفوق عليه وشاكرين افضالك وخلى منى تشلنى من دماغها خالص ماشي
شريف . وربنا انت ماتستهالها ومالكش فى الطيب نصيب ، اسمع كلامى بس وانت تكسب...
..............
ظل مالك يتابع عمله باهتمام ، وطلب من سكرتريه اذا حضر أسر ياتى الى مكتبه ..
بعد لحظات دق أسر الباب ودلف .
أسر ببرود . افندم ايه المطلوب منى
مالك . اقعد يا أسر عاوز اتكلم معاك
أسر بضيق . ورايا شغل متعطل وصاحب الشركه مابيرحمش
مالك بحزن . انا عارف ان زودتها بس حط نفسك مكانى
أسر بانفعال . لو مكانك عمرى مااتصرف بتسرع ولا طيش ولا احكم على الامور من وجه نظرى لوحدى ، أو مكانك هتكلم واوجه واناقش الموضوع مش هتسرع فى حكمي ابدا من الظاهر يا مالك ، لو مكانك هيكون فى بينى انا ومراتى حوار متبادل ووجه نظر تحترم وهسمعلها أكتر ماتسمعلي ، لو مكانك هقرب من مراتي واخلص لها ومش هخلي قلبي جواه حد غيرها ، مش هحلل الخيانه لنفسي وحرمها عليها ، مش هسمح لحد يدخل بينا ، هكون عارف عن مراتي كل حاجه ، مش هيكون فى بينا اسرار ، لو مكانك كنت اتصرفت تصرفات كتير غير أن اضرب واتهم واجرح
ساعات الجرح بيكون صعب يداوى بسهوله يا صاحبي .
وبيفضل محفور فى القلب والذاكرة العمر كله .
مالك بحزن . ليه كلكم شايفين ان من غير قلب ولا بحس زيكم ولا عندى رحمه ، انا بنى ادم وسهل اغلط احنا مش معصومين من الخطأ بس انا انجبرت لحاجات كتير وانت عارف ان مابحبش الأمر والنهي والاجبار ، مابحبش أكون قدام أمر واقع ، يمكن عشان كدة لسه متمسك بتاليا عشان الكل رافضها وانا بس إللى شايف غيركم ، عايز اثبت ان صح
أسر . انت بتعاند نفسك للاسف ، لو مش عايز تكمل جوازك من جميله يبق انفصل بهدوء وسبهالي انا هتجوزها وهراعي ربنا فيها وأنا راضي باعاقتها وهعرف اتعامل معها كويس ، وافتكر انها ملهاش عدة لانها لسه بنت مش كدة يبق مالهاش عدة، وأول ما طلقها انا هتقدملها واتجوزها واعملها فرح ماحصلش وهعوضها عن اى تعب وجرح شفته منك ، فكر فى كلامى ومستنى قرارك النهائي ، وخليك انت مع تاليا .
وغادر أسر مكتب صديقه وتركه فى صدمته بعد حديثه الذى زلزل كيانه واشعل نيران الغيرة والغضب داخل صدره ...
........