اخر الروايات

رواية وله في ظلامها حياة الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا احمد

رواية وله في ظلامها حياة الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا احمد



الفصل السادس عشر
( اختطافها ولكن)

وقف السائق بالسيارة وتقدم نحو باب مراد ليفتحه ثم أمسك بيده يساعده على الخروج بينما هرولت هى تساعده هي الأخرى واضعة يده على كتفها قائلة بخفوت:
- خلاص سيبه يا سامح انا هساعده اتفضل أنت.

سامح بإعتراض:
- لا طبعاً يا فندم دي شغلتي...حمد لله على سلامتك يا مراد بيه.

مراد بإرهاق:
- الله يسلمك يا سامح، روح أنت زي ما نورا قالتلك.

أماء له سامح باحترام فصاحت نورا متألمة بعد أن ألقي مراد بثقل جسده عليها وهو يبتسم بخبث فتمتمت قائلة:
- هو تقيل كدا ليه؟! انا فردة شبشب عشان قولت لسامح يمشي.

قهقه مراد بمرح وهو يضع يده على جرحه من الألم وباليد الأخري يحتضن حبيبته بتملك ثم همس بمرح:
- استري كرامتك يا حبيبتي اللي نزلت في الأرض وبلاش تقولى كلام انتي مش أده.

زمت شفتيها تهتف بغيظ:
- بارد و غلس و قليل الأدب.

دلفا إلي الداخل ليتفاجأ رأفت قائلاً:
- مش المفروض كنتم هتيجوا بكرة.

هزت نورا رأسها قائلاً:
- شوف حل في ابنك هو اللي مُصر يجي من دلوقتي.

هتفت فاتن بسعادة ومرح:
- مراد حبيب قلبي هنا! يا أهلاً و سهلاً نورك غطى على اللمبات.

أبتسم لها بحنو فهي دائماً ما تعتبره ابنها و تغدقه بحنانها الأموي .... اقتربت أسما سريعاً بعينان ممتلئة بالدموع فابتسم لها برفق ثم طبع قبلة على جبينها قائلاً بحنان:
- ليه الدموع دى بس؟ انا كويس اهو.

أجابته أسما بحزن:
- كنت هموت من خوفى عليك، ربنا يخليك لينا وتفضل سندي في الحياة.

ربت على وجهها ثم حول بصره نحو تلك التى تهبط من الدرج تبتسم ابتسامة متصتنعة فشعر بنورا تمسك قميصه بقوة، اعتصر قبضة يده بقوة حتي لا يقتل ديما في هذه اللحظة يعلم بأنها تبذل قصارى جهدها حتي تتخلص منها و تلقي عليها كلمات لاذعة ولكنه يعلم كيف سيوقفها عند حدها، صاحت ديما بحزن مصتنع:
- سلامتك يا حبيبي.

نظر لها جزء من الثانية ثم اشاح بنظره بعيداً عنها ينظر إلى والده بغيظ لانه السبب في دخول تلك العقربة حياته، ثم تحدث بتهكم:
- انا هطلع أرتاح شوية.

صعد مستند على نورا حتي دلفا إلي جناحه فجلس على الأريكة لتقول نورا سريعاً:
- خليك قاعد ثواني و هجبلك الأكل.

أطلقت تنهيدة خارجة من قلبه ثم مدد جسده على الأريكة بتعب ليصدح صوت رنين هاتفه فأجاب بإقتضاب:
- عملت ايه يا فتحي؟.

فتحي بتوجس:
- مراد باشا احنا مسكنا اللي ضرب النار وبعد مدة أعترف أنه من طرف ابن عمك علي وهو اللي أتفق معاه.

وصد مراد عيناه بألم ليكمل فتحي قائلاً:
- بالنسبة لعلي بيه مكالمته هبعتهم ليك زي ما طلبت.

همهم مراد بغضب:
- لسه ايه تاني يا سي زفت؟.

أجاب فتحي بتوتر:
- اكتشفنا أنه عنده شقة في التجمع الخامس و بيروح فيها في أوقات معينة و بيكون معااااه .... احم ديما هانم مراتك.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على ثغره ثم قال ببرود:
- تمام كدا يا فتحي فلوسك هتوصلك أنت و رجالتك و استني الجديد.
أغلق الهاتف دون أنتظار رد ليقول بقسوة و جمود:
- بقا كدا يا علي يا أبن عمي بس صدقني أنت و الـ**** اللي مفكرة نفسها بتستغفلي هتشوفوا النجوم في عز الظهر.

لمعت عيناه ببريق من الغضب والشر الآن أصبحت اللعبة مكشوفة أمامه، زوجته و أبن عمه و جاسر رشاد يتعاونون سوياً .... تندلع النيران داخله بلا تريث نيران سوف يشعلها في كل من أذاه أو أذي أخته و حبيبته، علي ذلك الوغد الأحمق يخون زوجته حسناً على أنت من جنيت على نفسك وتلك العاهرة الأخرى.
~~~~~~~~~~~~~
أطلت مليكة قلبه بابتسامتها العذبة التي اذابت قلبه و اسكنت روحه لتتسارع دقات قلبه ترفع راية عشقه و شغفه بها ، نظر إليها بهيام و عشق ينهال من عيناه لتبتسم بخجل ثم وضعت الطعام أمامه توجهت جالسة على الفراش، نظر لها عاقداً ما بين حاجبيه لتقول بهدوء:
- انت مبتأكلش ليه؟.

ضيق عيناه قائلاً بضيق:
- مش عايز أكل و سيبيني في حالى.

أقتربت منه واضعة يدها على جبهته تتحسس حرارته فتنهدت براحة قائلة بتوجس:
- هو أنت لسه مضايق مني؟! أنت ليه مش عايز تفهم إني مليش ذنب، الذنب ذنـ....

اخرسها عندما جذبها بين أحضانه دافناً وجهها في عنقه يهتف برفق:
- تعبتي قلبي معاكى والله....أنسي يا نوري، أنسي عشان نبدأ حياة جديدة...حياة بعيدة عن ذكرياتك دي، اياكي تتوسلي تاني عايز راسك تكون مرفوعة و وعد مني هجبلك حقك منهم كلهم وحق كل دمعة نزلت من عينك حتي لو أنا.

أبتسمت برقة بعد أن أبتعدت عنه لتبدأ هي في إطعامه، كان يتصنع الابتسامة كلما نظرت إليه بينما في داخله ود لو بكي كالطفل الصغير في أحضانها يبث لها عن مدي حزنه و ألمه الذي يعصف بداخله.

بعد مرور بعض الوقت نهض متوجهاً نحو الفراش ثم جلس عليه بأريحية فوجدها تخرج من الحمام ترتدي منامة وردية بنصف أكمام وبنطال من نفس اللون، تجفف شعرها المبتل بالمنشفة الصغيرة...نظر إليها مبتسماً بهيام لتقول هي باستنكار:
- أنت مش كنت هتنام؟.

تحدث بهدوء وهو يتفحص وجهها الذي بات يحفظه عن ظهر قلب ببطئ، أشار لها بالقدوم لتتوجه نحوه تفرك يدها بتوتر....ضغطت على شفتاها بأسنانها فتثاقلت أنفاسه و ابتلع ريقه ناسياً ما كان يريد قوله...لم يشعر بنفسه وهو يمرر يده على صفحة وجهها الناعم و يزيح تلك الخصلات المتمردة التي سقطت على عيناها لتحجب عنه رؤية تلك الزرقاوتان!

تحدثت بتعثلم وتعالت خفقات قلبها في صخب:
- مـراد أنا ... أنت عايز إيه؟!

أمسك رأسها يقرب وجهها أكثر وأصبح كالمغيب تماماً أمام هالة البراءة و الجمال التي أمامه ليمرر شفاهه يلثم وجهها بنعومة بينما وصدت هي عيناها تضغط على يدها بارتباك.

توقف عما كان يفعله ينظر باستمتاع إلى وجهها الذي كُسي بحمرة الخجل فنظرت إليه بغيظ:
- لا بقا أنت زودتها أوي عيب اللي أنت بتعمـ...

التهم شفتاها يغرس أسنانه بقسوة سرعان يكتشف معالم ثغرها سرعان ما عصف به الشغف أكثر عندما شعر بيدها تحاول دفعه....فرق قبلتهم أخيراً وأخذ يبعثر بأنفاسه على وجهها وهى يستند جبينه على جبينها هامساً بصوته الأجش:
- يالا تعالي نامي عشان انتي تعبتي و منمتيش كويس.هزت رأسها باضطراب فذهبت سريعاً نحو الأريكة تنام عليها، صاح هو بحدة:
- نورا كفاية شغل العيال بتاعك ده وتعالى نامي على السرير متخافيش مش هأكلك.

قطبت حاجبيها بغضب:
- لو سمحت مش تزعق وبعدين انا لو نمت جمبك ممكن تنزف تاني....خليك في حالك بقا انا مرتاحة هنا.

زفر بضيق قائلاً:
- مش هكرر كلامي تاني اخلصي....آآآه.

صاح متألماً وهو يضغط على حرجه الذي بدأ ينزف بغزارة لتتسع عيناها بفزع و نهضت سريعاً حتي سقطت أرضاً من خوفها و نهضت مرة ثانية تهرول نحوه قائلاً بذعر:
- دم دم يا نهار ابيض دم!!!

ركضت خارج الغرفة دون أن تستمع إلى نداءه وفي غضون دقيقتين أتت مُمسكة الشاش الطبي والقطن و المعقمات والكثير من الأدوات الاخرة.

التوي جانب فمه بابتسامة سعيدة بسبب اهتمامها به سرعان ما هتف بغضب:
- انتي ازاي تطلعي من الاوضة باللبس ده؟!

صرخت بغضب وهي تقص الشاشة البيضاء سريعاً:
- أنت تسكت خالص...كنت عايزني أعمل إيه وأنا بشوف دمك بيتصفي.

اتسعت حدقتيه بصدمة من انفعالها هذا لتبدأ هي في تطهير جرحه بعد أن سحبت ذلك القميص الذي كان يرتديه، زفرت في راحـة بعد أن انتهت بسرعة و مهارة عالية، ليقول هو بعينان مثقلة من الإرهاق:
- مش هتكلم كتير اخلصي تعالي نامي.

ثم أشار لها بتحذير:
- تاني مرة صوتك ميعلاش والا متلوميش غير نفسك...اخلصي يااالا.

أنتفضت من نبرته تلك لتذهب باتجاه الفراش بعيداً عنه و أولته ظهرها تكبت دموعها... شعرت بمن يجذبها بحذر يعانقها من الخلف دافناً وجهه في عنقها المرمري وهو يقول بهدوء:
- نامي يا نوري، أنا مبحبش حد يعاندني.

سقط كلاهما بالنوم بعد مدة قصيرة.
~~~~~~~~~~~~~~~~
وفي اليوم الثاني...

نزل مراد للأسفل وسط تذمر نورا حتي لا يُتعب نفسه و اجتمع الجميع على طاولة الطعام حتي إنضم إليهم علي وهو يهتف بين أسنانه بابتسامة صفراء:
- عامل إيه يا مراد؟ يارب تكون بخير.

بادله الابتسامة بابتسامة مريبة متوعدة ثم حول نظره إلى ديما الجالسة بتعالي وتأكل ببرود، أرسل إليها نظرة شرزا فابتلعت لعابها بصعوبة قائلة بابتسامة متوترة:
- مراد حبيبي كنت عايزة أتكلم معاك بخصوص موضوع مهم.

أبتسم بسخرية ها هي لا تزال تقول حبيبي بلسانها القذر! تحدث بهدوء وهو يضغط على أسنانه:
- طبعاً يا حبيبتي أنا كمان كنت عايز أتكلم معاكي.

ترك نورا طعامها وهي تشعر بغضب وغيرة داخل صدرها لا تعلم سببها فحاولت النهوض إلى أن شعرت بيده تقبض على يدها بقوة من اسفل الطاولة يهمس قائلاً:
- كملي اكلك رايحة فين؟.

نظرت إليه بإقتضاب وهي تفك ضغط يده عنها:
- لو سمحت سيب أيدي انا مش جعانة.

أفلت يدها يبتسم ببرود ففرت هي الأعلى تكبح دموعها حتي دلفت إلي حجرتها وجلست تبكي بجانب صغيرها بصمت.
~~~~~~~~~~~~~~
جلس جاسر على كرسيه بأريحية وهو يعبث بالمفتاح الذي بيده وعلى ثغره ابتسامة شيطانية.

صاح بأعلى صوته:
- رحمة ... أنتي ياللي اسمك رحمة.

اتت رحمة مهرولة على اثر صوته وهي تقول بخوف:
- أوامر حضرتك.

نهض من على الكرسي ينظر لثوانٍ ثم أولاها ظهره وهو يغمض عيناه يسب نفسه في سره وهو يشعر بالاضطراب يتغلغل داخل صدره كلما نظر إلى تلك الفتاة البريئة! لا لن يفعل ما يدور في خلده هذه الفتاة ليس لها ذنب بأن يأذيها.

تنفس بخشونة وهو يقول بصرامة بعد أن طال صمته وجد فكرة سريعة:
- لو سمعتي صوت صريخ أو أي صوت وجيتي عملتي فيها البت الشجاعة المنقذة ساعتها قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم .... تدخلى أوضتك متطلعيش منها إلا لما انادي عليكي وانا بحذرك، فااااهمة.

ارتعبت رحمة وهي تهز رأسها بالإيماء بقوة ليلتفت إليها قائلاً بضيق:
- ايه انتي متعرفيش تتكلمي ولا ايه؟ يالا اتفضلي روحي على أوضتك وحسك عينك كلامي ميتنفذش.

ركضت إلى الخارج بسرعة البرق ليزفر هو في أنزعاج قائلاً بعين مشتعلة غضباً:
- البت دي خطر عليا لازم تخرج من هنا في أسرع وقت.

أخرج هاتفه وهو يهز رأسه بعنف من الأفكار المتداولة في عقله فأجابه علي سريعاً:
= ها عملت ايه؟.

تحدث جاسر ببرود:
- نفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد بس بقولك ايه لو الغبية اللي اسمها ديما دي غلطت نص غلطة مش هعمل فيها حاجة ساعتها هموتك أنت و ابقي خلصت الناس من غبائك أنت و الزفتة بتاعتك.

أطلق علي ضحكة ساخرة قائلاً:
- ويرضيك دراعك اليمين تعمل فيه كدا يا سي جاسر دنا حتـ..

قاطعه جاسر بقسوة:
- أنت هترغي ولا ايه، نفذ اللي هقولك عليه...........

وبعد أن قص عليه جاسر ما يجب أن يفعل ابتسم بخبث قائلاً:
- تمام انا هروح أعمل اللي أنت قولت عليه...سلام.

أغلق جاسر الهاتف مقرراً المغادرة لتنفيذ خطته.
~~~~~~~~~~~~
جلست ديما في داخل المكتب وهي تهز ساقيها منتظرة إياه وما أن دلف مراد وهو يبتسم بوعيد، وقف أمام الكرسي الذي تجلس عليه لتنهض هي مبتسمة باغراء محاولة أن تجذبه ثم طوقت عنقه بذراعيها تنظر إليه قائلة وهي تسبل عيناها بدلال:
- كنت عايز تقول ايه يا حبيبي.

أبعدها عنه وهو يضغط على يدها بقسوة ثم توجه نحو كرسيه يجلس واضعاً قدماً فوق الأخري وينظر إليها بتعالي:
- الموضوع اللي عايزك فيه بخصوص الحمل...كنت عايز نروح أنا وانتي نعمل فحص اطمن عليكي وأشوف لو هتقدري على الحمل ولا لا طالما جوازي أنا ونورا على الورق وانا عايز طفل يشيل أسمي.

شحب وجه ديما قائلة بتعثلم:
- أنت ... أنا، آآآ قصدي مينفعش عشان أنت لسه تعبان مش هتقدر تروح للدكتور.

هز مراد كتفه بلامبالاة:
- ملكيش دعوة بيا أنا عايز كدا يبقي كلامي يتنفذ ... و يالا اجهزي عشان أنا كمان أجهز.

أومأت له برأسها وهي تكاد تبكي من شدة الخوف الذي انتابها وخرجت لتفعل ما أمر به، بينما نظر هو إلى طيفها وقد اسودت عيناه ببريق لامع.

وبعد مرور بعض الوقت صعد إلي غرفته ليبدل ثيابه ولكنه لم يجدها ليتنهد بضيق ثم توجه إلى الأسفل ذاهباً هو و زوجته المصونة ديما.
~~~~~~~~~~~~~
أبتسم علي براحة عندما ذهب كلاً من مراد و ديما، محدث نفسه بابتسامة جنونية:
- ياااه ايه السهولة دي طب والله انا بدأت احب مراد ده...صبرك عليا يا مراد.

رسم على ملامحه الجدية وهو يطرق على باب غرفة نورا عدة طرقات فخرجت هي تنظر إليه قائلة باستغراب:
- في حاجة يا علي؟!

تحدث علي بلهفة مصتنعة:
- الحقيني في مشكلة في الشركة ومراد لو عرف هيطربق الدنيا فوق دماغنا انا وكل اللي في الشركة.

اتسعت عيناها قائلة:
- مشكلة ايه بس اللي بتتكلم عنها؟.

تحدث علي بقلق:
- البسي و تعالي معايا نروح نحل المشكلة دي وانا هقولك ايه اللي حصل بس بسرعة قبل ما مراد يجي.

قطبت حاجبيها قائلة:
- ليه هو مراد فين؟.

علي بضيق:
- مراد لسه ماشي هو و ديما مراته....اخلصي بقا يا نورا انا هستناكي.

رفرفت بأهدابها قائلة باقتضاب:
- طب وأنا مالي انا معرفش حاجة في الشغل اتفضل كلم سامر ولا خالد وهما هيتصرفوا

تحدث علي بإنفعال:
- لو سامر أو خالد عرفوا هيقولوا لمراد يبقا انا عملت ايه؟!.

صفعت الباب في وجهه بغضب ثم تنفست قائلة في نفسها:
- اهدي كدا يا نورا انتي مضايقة ليه ... دي مراته و حبيبته وبلاش الأوهام اللي في مخك دي!

أرتدت ملابسها المكونة من بنطال من اللون الكحلي و قميص قطني مزيج من اللون الكحلي و الوردي وفوقه جاكت من نفس لون البنطال ثم عقدت شعرها إلي الأعلى، توجهت إلي الأسفل حتي وصلت أمام بوابة القصر فوجدت سيارة بسائق يشير إليها بالقدوم فتوجهت نحوه ليقول السائق بعملية:
- اتفضلي يا مدام نورا الأستاذ علي قال استناكي هنا و سبقك على هناك.

أومأت له ثم دلفت إلي السيارة وجلست في المقعد الخلفي تحاول الإتصال بعلي ولكنه لم يكن يجيب على أي من اتصالاتها حتي اغلق الهاتف تماماً...هزت رأسها بضيق لتنظر حولها فوجدت السائق يسير بالسيارة من مكان غريب فهتفت بخوف:
- أنت رايح على فين؟ أنت ماشي غلط.

ابتلعت لعابها بخوف عندما وقف السائق و وجدت سيارة كبيرة تعترض طريقهم و ورائها سيارتين أيضاً.

شعرت ببرودة في أطرافها عندما وجدت جاسر يهبط من سيارته بطالته المخيفة حتي وقف أمام باب السيارة التي تجلس بها وفتحها قائلاً بخبث:
- أخيراً وصلتي عرين جاسر رشاد اللي مش هتقدري تطلعي منه أبداً.

صرخت ببكاء:
- أنت عايز مني ايه تاني حرام عليك انا ايه ذنبي.

استند جاسر بجذعه على السيارة وهو ينظر لها و يزم شفتيه بضيق:
- ذنبك أنك كنتي مراته و دلوقتي مرات أخوه وانا لحد دلوقتي لسه مش حاسس براحة أو اني انتقمت لأختي.... سامحيني على اللي هعمله فيكي يا لولو.

حملها على كتفه لتبدأ هي تركله وتشد خصلاته بقوة ليقرص يدها الممسكة بشعره قائلاً بمرح:
- كدا برضوا يا لولو دانا حتي ابو ابنك عيب اللي انتي بتعمليه ده.

دفعها في داخل سيارته بقوة ثم قبض على شعرها قائلاً من بين أسنانه وهو يضع حولها حزام الأمان:
- أنتي فعلاً طلعتي مجنونة زي ما بيقولوا...بس مش عليا يا **** لمي بقا نفسك عشان مش اقتلك قبل ما نوصل.

صرخت متألمة فغرست أسنانها في يدها بشراسة حتي نزفت يده ! صفعها صفعة مدوية أخرجت الدماء من فمها وبعد أن اجلسها بعنف سار بالسيارة بسرعة جنونية حتي توقف أمام فيلته حملها مرة ثانية ولكن هذه المرة كانت مقاومتها عنيفة ظلت تغرس أظافرها في عنقه و ركلته عدة مرات في بطنه لم يكترث إلى ما تفعله به ولا يعلم ماذا يفعل تلك الفتاة التي يحملها الان هو السبب في تدمير حياتها بأكملها والآن نيران انتقامه و ظلمه تطالبه بإكمال ما يود فعله ولكن استيقاظ ضميره بسبب صراخ و توسلات تلك الفتاة يهوي به إلى سابع أرض... أدخلها إلي الداخل وهو لا يستطيع السيطرة على هستيريا الجنون التي بداخله

وما أن دفعها و سقطت على الأريكة حتي غرست أسنانها في يده فصرخ متألماً من تلك الفتاة ليصرخ قائلة:
- انا كنت هاخد اللي انا عايزه حتى لو عملتي ايه بس مكنتش اعرف انك هتكوني شرسة اوي كدا المرادى....على العموم جوزك على وصول وهيشوفك وانتي في حضني يا نورا.

قبض على شعرها و هو يصفعها بقسوة ثم نهض بها و أمسك مؤخرة عنقها و ضرب رأسها في الحائط ببوة حتي سالت الدماء من رأسها بغزارة وسقطت أرضاً.... أستمع إلى صوت شهقة فزعة من خلفه فالتفت ليجد رحمة واقفة تنظر إلى تلك المُلقاة ارضاً بذعر ثم نظرت إليه صارخة:
- قتلتها يا زبالة يا واطي منك لله.

أخذت عصا ثقيلة كانت تحملها منذ أن استمعت إلى صوت الصراخ...توجهت نحوه بخطوات سريعاً وهي ترمقه بأحتقار ليقول بصرامة:
- أبعدي انتي يا رحمة عن الموضوع عشان مش أذيكي.

استدار مرة ثانية ثم جلس على ركبته يجس نبض تلك الراقدة...حتي ضربته رحمة بقوة بتلك العصا على رأسه فسقط هو فاقداً للوعي فوق نورا....
~~~~~~~~~~~~~
على صعيد آخر....

سقطت ديما أرضاً على أثر تلك الصفعة القوية مما جعل رأسها يرتطم بالأرض ليقول مراد بقسوة وهو يقتلع شعرها بين يداه:
- بقا بتخونيني يا زبالة يا قذرة وحامل كمان.

زحفت ديما للخلف وهي تقول بذعر:
- حقك عليا انا آسفة والله...سيبني أمشي وأنت مش هتشوف وشي تاني.

قهقه بسخرية قائلاً بشر:
- آسفة!! آسفة على ايه بالظبط....على أنك كنتي بتستغفلي مراد و تروحي للوسخ بتاعك...حتي لو أنا مش بطيقك بس حتي الموت مش هيشفعلك من اللي هعمله فيكي ألا الخيانة يا ديما ألا الخيانة انا كنت ممكن اسامحك لو غلطتي غلطة صغيرة بس دي مش هعديها.

نظرت إليه ديما بشحوب الموتي:
- أنت هتعمل ايه يا مراد؟.

تصنع التفكير وهو يقترب منها قائلاً بغموض:
- تعمل ايه يا مراد، تعمل ايه يا مراد، ايوا لقيتها انا عرفت هتصرف ازاي مع صنفك الوسخ ده كويس.

ابتلعت ريقها بوجل:
- أنت مش هتقدر تعمل فيا حاجة عشان حياة حبيبة قلبك قصاد حياتي.

زمجر بغضب ليهوي بكف يده على وجهها ثم هزها من ذراعها بعنف:
- انطقي يا قذرة عملتوا ايه فيها؟!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close