رواية وله في ظلامها حياة الفصل الخامس عشر 15 بقلم دينا احمد
الفصل الخامس عشر
(مصدر الأمان!)
ترك تلك التي تعالت شهقاتها ونحيبها ليخرج من الغرفة يطوي الأرض بقدميه حتى وصل إلى خارج الشركة لتنطلق رصاصة أستقرت في خصره جعلته يسقط أرضاً....
برودة قارصة تسري في جسدها، تشعر بإنقباض قلبها الذي بدأ يقرع كالطبول ... أخرجت نفساً كانت تحبسه منذ الكثير واضعة يدها على موضع قلبها تحاول أن تهدئ من روعها ... خوف من رد فعله، قلق لا تعرف سببه، ألم داخل صدرها يشعرها بإنهيار العالم حولها! تقدمت خارج مكتب السكرتيرة بخطوات مرتجفة متثاقلة ثم دلفت إلى داخل المصعد وعقلها يكاد ينفجر من كثرة الأسئلة التي تطرحها على نفسها، ماذا تفعل؟ علامات الغضب التي ارتسمت على تقاسيم وجهه و هي تخبره بحقيقة جاسر وما فعله معها تجعلها تشعر بالريبة! وماذا يقصد ذلك المجنون جاسر وهو ينظر لها بتوعد و تحذير؟! هل من الممكن أنه يُخطط لأذيتها هي أو مراد؟!! يالله ماذا تفعل الآن؟ فكرت لتجد أن أسلم حل حتي تتخلص من جاسر و تتخلص من هذه المشاكل التي لا تنتهي أو ترأف بها أن تهرب بأبنها إلى مكان بعيد...!
حدثت نفسها بأسي:
- طب واعمل إيه؟! انا مش هعرف اهرب من مراد وحتي لو هربت ياما يوصلي هو الأول ياما جاسر الكلب هو اللي يوصلى وساعتها مش هيرحمني ... للدرجادى بقيت ضعيفة و هزيلة أوي كدا ! انا بخاف من خيالى وطبعاً الفضل لحازم بيه.
وصدت جفينها بقوة تحاول عدم الأستسلام لدموعها التي تهددها بالأنهمار ... رفعت يدها المرتجفة تفرك عيناها محاولة أن تبدو قوية حتي لا تنهار أمام الجميع، أزدادت وتيرة تنفسها من شدة القلق الذي انتابها ... فُتح المصعد دليلاً على وصولها للطابق الأرضي سارت بخطوات بطيئة غير مبالية إلى تلك الضوضاء والهمهمات التى تعج المكان، قلبها يصرخ خوفاً كلما أقتربت! ثوانٍ وتجمدت الدماء في عروقها وانسحبت أنفاسها عندما وجدت حراس مراد و الكثير من الموظفين الذين يصرخون بهلع، أقتربت أكثر إلى أن أصبحت أمام مراد المُلقي ارضاً والدماء تغرق قميصه نطق بصوت ضعيف متقطع:
- نوري ... متخـافيش أنا... معك.
أنهى جملته ليوصد عيناه فاقداً للوعي وأصبح وجهه شاحب كالموتى!! هزت رأسها بعنف لا تصدق ما تراه عيناها، قدمها لم تعد تحملها ... بينما الحراس كانوا يصرخوا في الجميع حتى يبتعدوا، ثواني و نقلوه إلي السيارة سريعاً ! جاء إليها الحارس الشخصي قائلاً بقلق:
- لو سمحتي يا مدام نورا اركبي معانا بسرعة مينفعش نسيبك هنا لوحدك.
فرت إلى السيارة بسرعة البرق لتجلس بجانبه في المقعد الخلفي ثم وضعت رأسه على كتفها تصرخ في السائق:
- بسرعة الله يخليك دمه هيتصفي.
طوال الطريق دموعها لم تتوقف عن النزول قلبها يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف!
وصلوا إلى أحدي المستشفيات القريبة بعد عدة دقائق ثم أخذوه إلى غرفة الطوارئ، اتبعهم سامر و خالد بعد عدة لحظات، تهاوت نورا على الأرض تضع يدها على وجهها تبكي بعنف .... خرج الطبيب يهتف سريعاً:
- احنا طلعنا الرصاصة بس المريض نزف كتير و محتاج نقل دم في أسرع وقت وللأسف فصيلة الدم بتاعته مش متوفرة هنا.
اتسعت عيناها بذُعر ليصيح سامر سريعاً:
- حضرتك انا وهو نفس الفصيلة.
الطبيب برسمية:
- طب اتفضل معانا حضرتك.
بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب و الممرضين ينقلون فراش مراد إلى غرفة أخرى بعد نجاح العملية وقد وصل الخبر إلي العائلة بأكملها وجاء الجميع فطلب منهم الطبيب عدم الدخول إليه الليلة حتي يستيقظ صباحاً بسبب مفعول ذلك المخدر.
الجميع في حالة لا يُرثي لها، جلس رأفت بجانب نورا وعلى الجانب الآخر جلست فاتن ليقول رأفت بصوت متحشرج وهو يربت على شعر تلك المنهارة في البكاء:
- اهدي يا بنتي الحمد لله هو بخير دلوقتي وقومي روحي البيت ارتاحي شوية.
هزت رأسها وهي تجفف دموعها بأناملها المرتعشة:
- لأ يا عمي انا مش هتحرك من هنا غير لما يطلع من المستشفي دي.
تنهد رأفت بضيق وهو يقارنها بتلك الواقفة لا تكترث بما يحدث حولها بالرغم من أنه زوجته منذ حوالى سنة ولكنها دائماً ما تثبت له بسوء اختياره زوجة لأبنه بينما نورا الذي تزوجها منذ أيام قليلة بهذا الإنهيار! ليقول بنبرة جادة:
- اسمعي يا الكلام يا بنت عزت عشان ابنك.
أخبرته بتحفز و إصرار:
- عمي انا عند رأيي وهقعد معاه واتفضلوا انتوا لو عايزين.
هز رأسه بيأس من تلك الفتاة العنيدة، انسحب الجميع واحداً يلي الآخر حتي ظلت هي بمفردها مستندة برأسها على الكرسي أمام غرفته .... خائفة، ضائعة، شعور من نوع آخر اجتاحها، تحتاج إليه كثيراً لا تعلم رد فعله كيف سيكون عندما يفيق ولكنها تريد أن تراه و ترى نظرة عيناه الدفيئة حتي لو لآخر مرة في حياتها!
وصدت عيناها بقهر ليغلبها النوم لدقائق عدة حتي جاءها صوت الطبيب العالى بعض الشئ قائلاً:
- يا مدام مينفعش تنامي هنا كدا اللي رايح و اللي جاى شايفك انا ممكن اسمحلك تدخلى أوضة الاستاذ مراد أو فى أوضة فاضية لممرضة في اجازة ممكن تنامي فيها.
هزت رأسها قائلة بلهفة:
- لو سمحت انا عايزة ادخل عنده وهفضل جمبه مش هعمل إزعاج.
أومأ لها الطبيب بتفهم فقد أشفق على حالتها تلك ليسمح لها بالدخول، تسارعت دقات قلبها كأنها في سباق لا نهاية له، شوق و خوف يتغلغل في داخلها ... نظرت إلى ملامحه المستكينة بابتسامة شاحبة تتذكر ليلة الأمس! أمسكت بيده تستمد منه القوة تهتف بخفوت وتتساقط حبات اللؤلؤ من عيناها بلا توقف:
- مش تسيبني ارجوك، تعرف انا مش خايفة منك قد ما أنا خايفة عليك ... طول ما أنت كنت غايب و مسافر بعيد كنت برسم شكلك وأي حاجة تحصل معايا أو تزعلني كنت بجري على الرسمة بتاعتك اشكي و اطلع كل اللي في قلبي عشان أنت اللي قولتلي كدا في آخر مرة شفتك قبل ما تسافر، نفس الشعور اللى حسيته وأنت هتسافر هو شعوري انهارده بس الشعور بتاع انهارده اتضاعف! عايزة أشوفك وأنت فايق وعينك فيها الحنين اللى عمرى ما حسيته مع حد غيرك.
شعرت بيده تضغط على يدها، لمعت عيناها ببريق السعادة تتنهد بارتياح ثم أراحت بجسدها على الكرسي الذي يعتبر كبيراً نوعاً ما ممسكة بيده كأنه طوق النجاة.
~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا جاسر رشاد...
جلس على حافة المسبح يبتسم برضاء بما فعله، كان يعلم بأنها سوف تخبر زوجها بالحقيقة ولكنه وضع إحدى الأجهزة الصغيرة جداً حتى يستمع إلي كل شيء يحدث في مكتبه، مستعد للمواجهة يعلم بأن خصمه ذكي ولكنه لن يصل إلى مستوى ذكائه أو يستطيع أن يثبت أنه أخطأ بشئ، هذه العائلة بأكملها هى لعبته التى لم ولن يمل منها إلا عندما يدمرهم جميعاً، ليس لديه ما يخسره أو يجعله يخاف فهو قد خسر والده و والدته أولاً في حادثة السير الشنيعة ثم انتحار أخته.
تعالت صوت ضحكاته المجنونة بهستيريا التي بدأت تمتزج مع دموعه المريرة المتعلقة بعيناه، ثوانٍ و تحولت هذه الضحكات إلى هستيريا من البكاء و الصراخ حتي أتته نوبة التشنجات وما أن لاحظت إحدى الخادمات ما حدث معه فهي كانت تتابعه منذ اللحظة الأولى التي جلس أمام المسبح حتي هرولت إلى الحمام تأخذ الدواء الخاص بهذه التشنجات ثم ركضت بسرعة كبيرة نحوه وبعد عدة دقائق من محاولاتها حتي هدأ شيئاً فشيئاً وفتح عيناه التى تحولت إلى اللون الاحمر القاتم من كثرة البكاء ليقول بحدة وهو ينهض سريعاً:
- اتفضلى شوفي شغلك يا هانم.
أنتفضت من نبرته تلك لتركض إلى الداخل بعينان ممتلئة بالدموع من هذا القاسي الذي لا يعرف كلمة شكراً!.
بينما دلف هو إلى الداخل بثقل وتوجه إلى أقرب أريكة ليتهاوي بجسده عليها مغمضاً عيناه يستسلم إلى النوم ولا تزال دموعه تنهمر رغماً عنه....!
وما أن تأكدت تلك الخادمة (رحمة) من ذهابه في سبات النوم العميق حتي توجهت نحوه واضعة وسادة مريحة خلف رأسه تنظر إليه بشفقة فهذه ليست المرة الأولى التى تراه بهذه الحالة.
~رحمة حسيني: خادمة في فيلا جاسر رشاد تبلغ من العمر 20 عام كانت تعيش في ملجأ إلى أن أخذها رجلاً يدعى حسيني وهي في الخامسة عشر من عمرها و جعلها خادمة ... ذات قوام رشيق و بشرة خمرية ناعمة و عينان عسليتان واسعة و وجه مكتنزه وشفتان وردية~
~~~~~~~~~~~~~~
"قُل لي بربكَ
أيُّ عدلٍ أن ترى شوقي
ومنكَ البُعدُ قد أعياني
و هجرتَ قلباً غارقاً في عشقهِ
وتركتَني في التيه والأشجانِ
وتظلُّ تمضي لا تُبالى بالهوى
آهٍ فيا للهجرِ كم أضناني
خُذ ما تشا مني
ولكن أعطني حباً
و بعض العطفِ والتحنانِ"وفي صباح يوم جديد...
فتح مراد عيناه ببطئ فوجد الرؤية مشوشة أمامه مرت دقيقة حتى نظر إلى سقف هذه الغرفة البيضاء، أين هو؟! نظر إلى جانبه ليجد ملاذه نائمة بعمق محتضنة كف يده، شعرها أشعث و تساقط حول وجهها بشكل ملائكي! أبتسم بحنو سرعان ما تحولت ابتسامته إلى لهيب مستعر عندما تذكر المأساة التي عاشتها على يد أخاه و ذلك الأحمق الآخر...! يريد الآن أن يضمها إلى صدره يخبئها من العالم حولها، يحبها! لا بل يعشقها حد الجنون ... كان أحمق بحق بأن أضاعها مرة بأنه لم يعترف بعشقه لها ولكنه لن يكرر خطئه.
بدأت ترمش بزرقاوتاها عدة مرات حتي تستيقظ، نظرت إليه بنعاس لا تزال لا تستوعب ما يحدث حولها سرعان ما اتسعت عيناها بدهشة عندما وجدته يبتسم إليها بدفئ ويشد قبضته على يدها ... فرحة عارمة و اشتياق كأنها لم تراه لسنوات عدة و دقات قلبها و قلبه التي تتسارع بجنون، التقت أعينهم لتقول هي سريعاً بنبرة مختنقة تدافع عن نفسها:
- والله العظيم انا مليش ذنب هو اللي غصبني و ضربني كتير أوي أوي ومقدرتش استحمل وصدقني عمر مش ابنه انا كنت حامل بعدها بشهر ... أرجوك بلاش تعمل فيا زي اللي حازم عمله انا مش هقدر والله.
كلامها كالسهام التي تندفع داخل صدره بلا هوادة، أصبحت تخاف منه!! وصل بها الأمر لتصبح على هذه الحالة! صاح بنبرة حاول أن يجعلها هادئة:
- هششش متعيطيش.
اكمل بحدة:
- نورا انتي اتجننتي! ازاى بقيتي بالضعف و الشخصية دي؟! مش عايزك في يوم تخافي مني أو من حد تاني ... انا عايز نورا اللي تقف في وش الكل وتبقي قوية، عمرك ما تترجى حد حتى أنا لو في يوم قسيت عليكي اقفي في وشي و عاقبيني كمان، انا ظلك و وأنتي روحى وانا مش عايز روحى تكون هزيلة وأي حد يقدر يستغلك و يعذبك اللي يضربك مرة اضربيه عشرة، دافعي عن نفسك عشانك انتي مش عشان حد تاني الموت ممكن يسرقني من جمبك ساعتها هتعملى ايه؟!.
هتفت نورا سريعاً بقلق:
- بعد الشر عليك ... أوعى تجيب سيرة الموت دا تاني.
اعتدل في جلسته ببطئ ليطلق آنة متألمة و ظهر على وجهه الألم فصرخت هي بخوف:
- أنت كويس!! يالهوي انا هنادى الدكتور.
همت بالنهوض ليمسك يدها غامزاً بمكر:
- ايه خايفة عليا.
أبتسامة خجلة داعبت شفتاها لتقول بغيظ محاولة اخفاء خجلها:
- حتى وأنت تعبان قليل الأدب عمرك ما هتتغير.
صاح قائلاً بنبرة جادة:
- قربي ساعديني.
وبدون مقدمات أقتربت منه سريعاً ليبتسم في خبث فقالت هي بتوتر:
- اساعدك ازاي؟!.
تحدث بهدوء:
- قولتلك قربي انا مش هأكلك يعني.
وما أن أقتربت حتى أصبحت أنفاسه الساخنة تلفح وجهها هامساً ببحة جذابة:
- يعني انتي شايفاني قليل الأدب؟!.
أومأت برأسها في أضطراب ليمسك رأسها بيداه يرتوي من رحيق تلك الكرزيتان....!
(اه يا سافل يا منحرف )
فتح رأفت الباب بلهفة بعد أن أتى هو والعائلة لتتسع أعين الجميع بذهول من هذا المشهد !!!
كانت نورا في موقف لا تُحسد عليه تتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعها من فرط خجلها فذلك المنحل لا يكف عن أفعاله الطائشة، بينما نظر إليهم مراد بحدة فحمحم رأفت قائلاً:
- جرا ايه يا أستاذ مراد ما تلم نفسك.
زفر مراد بضيق لتقول فاتن بنبرة ضاحكة:
- يوووه جاتك ايه يا واد مكنتش عايز نيجي ولا إيه؟.
نظر إلى نورا ليجد وجهها ينافس حبة الفراوله في الاحمرار تخفض وجهها أرضاً، دبت ديما الأرض بقدمها بغل و غضب لتخرج من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة.
وضع مراد يده بجانب الإصابة متأوهاً بخفوت لتصرخ نورا بإنفعال:
- حاسب الجرح حرام عليك.
نظر إليها الجميع لتقول بخجل:
- ثواني وجاية.
خرجت من الغرفة تتنفس الصعداء ثم توجهت نحو المرحاض لتتفاجأ بديما تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها ثم تحدثت بنبرة متعجرفة:
- نصيحة منى أبعدي عنه انتى في الأول عشان انتى متعرفيش مراد، مراد حاسس بالشفقة تجاهك و في نفس الوقت عايز يتسلي بيكي وتبقي في الأخر مراته بس عايزة افهمك حاجة ... انتي عمرك ما هتكونى زيي انا هفضل مراته وام ابنه طول العمر بس انتى مسيره هيزهق منك بعد ما ياخد منك اللى هو عايزه و يرجعلى انا.
اعتصرت نورا قبضة يدها تحاول السيطرة على دموعها بمقدر المستطاع لتكمل ديما قائلة بخبث وهى تتلمس بطنها:
- مش تباركيلي انا طلعت حامل ياااه تخيلي شعوره لما يعرف أنى حامل اكيد هيفرح أوي.
أزاحتها نورا بيدها بعيداً لتدلف إلي داخل المرحاض صافعة الباب في وجه تلك العقربة التي أبتسمت بإنتصار قائلة بحقد:
- ولسه يا نورا بس صبرك عليا اتصرف في المصيبة اللي في بطني دي.
أما هى فما أن دلفت حتي اجهشت في البكاء وهى تهز رأسها قائلة باستنكار:
- انا ايه اللي زعلني يعني دي في الأخر مراته قدام الناس و حامل عادي يعني انا هعمل ايه.
تواصلت في بكائها قائلة:
- معقول يكون عايز يتسلي بيا فعلاً بس هو ميرضاش يعمل معايا كدا انا واثقة فيه بس خايفة اوي.
غسلت وجهها تنظر إلى نفسها في المرآة بمرارة:
- هو معاه حق انا اللي ضعيفة و خايبة أي كلمة تأثر فيا أي حد يقدر يقهرني و يدوس عليا.
جففت دموعها ترسم على وجهها ملامح جامدة خالية من الحياة ثم خرجت من المرحاض لتجد سامر و خالد متوجهين نحو غرفة مراد، أجبرت نفسها على ابتسامة متصتنعة ليقول خالد بابتسامة واسعة:
- صباح الخير يا نورا طمنينا مراد عامل ايه.
نورا: هو تمام الحمد لله اتفضلوا ادخلوا.
دلفا كلاً من خالد و سامر و تبعتهم نورا تبتسم بمجاملة سرعان ما أتت غادة و جدتها ومعهم مايا فكانت الغرفة مليئة فخرج البعض منهم وظل الباقي لتقول دولت هانم بحزن:
- حمد لله على السلامة يا بني مين اللي اتجرأ وعمل العملة السودا دي؟.
اسودت عيناه إلى السواد القاتم وهو يتذكر جاسر اللعين ليقول بغموض:
- متقلقيش انا هعرف أوصله.
نظر خالد إلي غادة بابتسامة بلهاء لنظر له شرزا قائلة بخفوت:
- أنت مبحلق كدا ليه انت كمان.
خالدة ببرائة:
- أبداً بس اصل لما بشوفك بحس بوخزة في قلبي.
نظرت له قائلة بغيظ:
- جاك وجع في قلبك يا بعيد ... بقولك ايه يا عم روميو أبعد عن وشي الساعادى.
ابتسم خالد بثقة:
- روميو اللي مش عاجبك بنات اوربا كلهم كانوا بيحبوه.
اطلقت ضحكة ساخرة ولم تهتم بوجود الآخرين ليهتف خالد بغيظ:
- يخربيتك انتي داهية.
خرج من في الغرفة جميعاً ولم يتبقي سواهم ليقول مراد بتوجس:
- مالك يا نورا ايه اللي مضايقك؟!
نظرت إليه قائلة بجمود:
- انا كويسة اهو مفيش حاجـ....
قاطعها زاجراً إياها بحدة:
- اسكتي خالص ... برضوا غبية كلمة تقدر تنزلك سابع أرض فكرك أنى معرفش أن اكيد ديما شافتك برا و قالتلك انى بتسلي بيكي مش اكتر....وانتي عشان غبية صدقتى و فضلتي تعيطي على بختك.
ثم أكمل بقسوة وجمود:
- كفاية بقا انتى مش طفلة صغيرة انتى واعية و تقدري تواجهي الكل و تعمليلهم حد.
صرخت هى ببكاء:
- هو أنا عشان مليش حد يبقا سندي كلكم عايزين تكسروا فيا!! حرام بقا أنا تعبت والله....تعبت من حياتي وكنت فكراك أنك الوحيد اللي حاسس بيا بس طلعت شفقة مش اكتر و هتزهق مني.
صك أسنانه بغيظ من تلك الغبية التي أمامه دائماً ما تقتنع بأي كلام يُقال لها حتى من ألد أعدائها ، لا تستطيع فهم أنه يريدها قوية ليست ريشة تهوى بها الرياح....ابتسم لها برفق وهو يفتح لها ذراعيه قائلاً بحنو:
- تعالى لحضن بابي.
جففت دموعها بكف يدها وهى تنظر إليه حتى بدت طفلة، ركضت نحوه ترتمي في أحضانه تستمد منه القوة لتقول بضعف:
- بابا متسبنيش.
مسد على شعرها قائلاً بعشق:
- حبيبة قلب بابا عمري ما هسيبك .... أنتي بنتي و حبيبتي و بتاعتي انا.
عانقته بقوة مع ترك مسافة بين جرحه حتى لا ينزف مرة ثانية ليستمعوا إلى طرق الباب فسمح مراد بالدخول بعد أن أبتعد عنها ليدخل الطبيب قائلاً برسمية:
- حمد لله على السلامه يا مراد بيه.
أقترب متفحصاً إياه ليقول بعملية:
- أنت تقدر تمشي بكرة بس أبعد عن أي مجهود و لازم تكون معاك ممرضة.
زمت نورا شفتيها بإمتعاض وغضب مكتوم ليومأ له مراد بتفهم ثم خرج الطبيب بعد أن انتهي.
ليقول مراد:
- اجهزي عشان سامح السواق هيجي ياخدك تروحي القصر عشان ترتاحي.
ضيقت عيناها قائلة بضيق:
- ملكش دعوة لو سمحت انا مرتاحة هنا و مش تعترض عشان مش همشي غير معاك.
تنهد بسأم ليبعث برسالة في هاتفه إلى إحدى حراسه وبعد مرور بعض الوقت جاء هذا الحارس حاملاً أكياس من الطعام و ملابس أخرى.
كانت رائحة الطعام شهية للغاية ذكرتها بأنها لم تأكل من الأمس لتمسك معدتها قائلة في نفسها:
- أهدى يا مفضوحة.
خرج الحارس سريعاً بعد أن وضع الأكياس ليقول مراد بابتسامة:
- يالا كُلى دلوقتي انتى جعانة.
وما كانت كلماته تلك سوا إشارة حتي بدأت تأكل بنهم غير مهتمة بما حولها وبعد أن امتلئت معدتها تنهدت براحة ليقهقه هو على وجهها الملطخ بالصوص قائلاً:
- لو خلصتي في هدوم تانية ليكي ادخلى غيري في الحمام.
ثم غمز بمشاكسة:
- أو هنا مفيش مشكلة.
اشتعلت وجنتها خجلاً لتقول بغيظ:
- سافل قليل الأدب.
اتجهت نحو الحمام الخاص بغرفته وبعد مرور عدة دقائق خرجت بعد أن بدلت ملابسها لتجد الممرضة تغير على جرحه بالشاش و القطن وتتعمد الالتصاق به بدلال، حمحمت نورا بصوت عالى ولكن تلك الممرضة لم تكترث لها ليبتسم مراد قائلاً بخبث:
- دي الممرضة اللي هتبقي مسؤولة عني.
نورا بغضب بعد أن خرجت:
- لا كدا كتير بقا بقولك ايه يا مراد البت السهتانة دي لو شفتها تاني هقطع شعرها انا مش ناقصة سهوكة و قلة أدب وإياك تشوف واحدة تانية، انا أعرف اعملك اللي أحسن منهم.
بمراد بخبث:
- انتي متأكدة انك هتعرفي.
أجابت سريعاً:
- ايوا انا مش مشلولة.
هز كتفه ثم أشار لها قائلة:
- تعالي قربي.
أرتبكت لتقول بتعثلم:
- لا واحترم نفسك شوية.
أجابها ببرائة وهو يشير إلى مكان في الفراش:
- انا عايزك تنامى جمبي.
رفعت حاجبيها بسخرية:
- أنام فين أن شاء الله بقولك ايه نام أنت بس وانا هنام براحتى.
رفع حاجبه بتحدى:
- يعني دا اخر كلام عندك؟.
أومأت له فصدح رنين هاتفها لتجيب سريعاً:
- لسه فاكرة تتصلى.
اجابتها يارا بلهفة:
- انتي كويسة حصلك حاجة؟ انا سمعت باللي حصل لمراد معلشي والله انا كنت مسافرة مع عاصم في تركيا ما انتي عارفة بقا.
أبتسمت نورا قائلة:
- عادي يا بنتي ولا يهمك بس قوليلي ....في نونو ولا لسه.
تآففت يارا قائلة:
- كنت عايزة أعملها مفاجأة.
همهمت نورا قائلة:
- لو بنت هتبقي عروسة عمر فاهمة.
بدأت في الإندماج مع يارا في الكلام حتى أغلقت بعد مرور دقائق طويلة ليقول مراد بغيرة:
- انا همشي من المستشفي انهارده يالا اجهزي.
تحامل على نفسه حتي ينهض من الفراش لكنه شعر بالألم لتركض نورا نحوه واضعة يده على كتفها تساعده ثم أخرجت له من تلك الأكياس التي أحضرها الحارس ملابس مكونة من بنطال من خامة الجينز لونه أسود و قميص قطني من اللون الرصاصي وبعد مدة خرج من الحمام مرتدي إياهم.
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت الخادمة تنظف غرفة ديما بسرعة كبيرة قبل أن تأتي و تظل تلقي عليها الكلمات المهينة استمعت إلى صوت كعب انوثى اختبئت وراء ستائر الغرفة الثقيلة لتستمع إلى صوت علي الهادئ:
- ايه يا دودو طلبتي اجى دلوقتي ليه انا لحقت اوحشك؟!.
ديما بغيظ:
- علي بلاش برود دلوقتي الله يخليك و ركز معايا....انا روحت للدكتور انهارده واكتشفت إني حامل في 3 أسابيع يعني معنى كدا إني حامل منك أنت....مراد مش قرب مني بقاله اكتر من شهر وأصلا مش طايق يبص في وشي.
علي بحقد:
- عشان انتي غبية المفروض كنتي تجذبيه لصفك أنتي بس غرورك و حركاتك دي دلوقتي بيجري ورا ست نورا .... اتصرفي انتي بقا ياما تنزليه و تخلصينا ياما تعملى اي حاجة عشان تقنعيه أنه ابنه وانتي فاهمة قصدي كويس.
ديما سريعاً:
- طب خلصني من البت زفتة دي وانا هعرف اتصرف معاه.....انا مش فاهمة أنت مش موتتها ليه بعد المدة دي كلها.
علي بغضب:
- مقدرش عشان جاسر حذرني لو اذيتها هيمحينا من على وش الأرض بس متقلقيش هو خلاص خطط هياخدها ازاى واللي انا هقولك عليه يتنفذ بس اخد منه الأوامر وبعدين نشوف الباقي.
ديما بتوتر بعد أن استمعت إلى زئير مكابح سيارة مراد:
- طب أخرج يالا عشان واضح أن مراد وصل بس أرجوك فكر بأي خطة ترمي زفتة دي برا القصر وبرا حياتنا كلها.
علي بضيق:
- ما قولتلك خلاص انا هتصرف وبطلى غباء وقربي منه.
خرج من الغرفة وتبعته ديما بعد ثواني، لطمت تلك الخادمة خدها تقول بصدمة:
- يا ليلتك السودة يا فاطمة بقا كل دا بيحصل من ورا مراد بيه انا لازم أتصرف.
~~~~~~~~~~~~~~~
اقتباس من الفصل القادم....
وما أن دفعها و سقطت على الأريكة حتي غرست أسنانها في يده فصرخ متألماً من تلك الفتاة ليصرخ قائلة:
- انا كنت هاخد اللي انا عايزه حتى لو عملتي ايه بس مكنتش اعرف انك هتكوني شرسة اوي كدا المرادى....على العموم جوزك على وصول وهيشوفك وانتي في حضني يا نورا.
قبض على شعرها و هو يصفعها بقسوة ثم نهض بها و أمسك مؤخرة عنقها و ضرب رأسها في الحائط ببوة حتي سالت الدماء من رأسها بغزارة وسقطت أرضاً.
~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
- معلشي يا جماعة والله على التأخير بس كنت مشغولة أوي امبارح ولما كتبت كنت هنزله قصير.
- مفيش أحداث جديدة في الفصل سامحوني بس افكاري كانت مشتتة تماماً.
(مصدر الأمان!)
ترك تلك التي تعالت شهقاتها ونحيبها ليخرج من الغرفة يطوي الأرض بقدميه حتى وصل إلى خارج الشركة لتنطلق رصاصة أستقرت في خصره جعلته يسقط أرضاً....
برودة قارصة تسري في جسدها، تشعر بإنقباض قلبها الذي بدأ يقرع كالطبول ... أخرجت نفساً كانت تحبسه منذ الكثير واضعة يدها على موضع قلبها تحاول أن تهدئ من روعها ... خوف من رد فعله، قلق لا تعرف سببه، ألم داخل صدرها يشعرها بإنهيار العالم حولها! تقدمت خارج مكتب السكرتيرة بخطوات مرتجفة متثاقلة ثم دلفت إلى داخل المصعد وعقلها يكاد ينفجر من كثرة الأسئلة التي تطرحها على نفسها، ماذا تفعل؟ علامات الغضب التي ارتسمت على تقاسيم وجهه و هي تخبره بحقيقة جاسر وما فعله معها تجعلها تشعر بالريبة! وماذا يقصد ذلك المجنون جاسر وهو ينظر لها بتوعد و تحذير؟! هل من الممكن أنه يُخطط لأذيتها هي أو مراد؟!! يالله ماذا تفعل الآن؟ فكرت لتجد أن أسلم حل حتي تتخلص من جاسر و تتخلص من هذه المشاكل التي لا تنتهي أو ترأف بها أن تهرب بأبنها إلى مكان بعيد...!
حدثت نفسها بأسي:
- طب واعمل إيه؟! انا مش هعرف اهرب من مراد وحتي لو هربت ياما يوصلي هو الأول ياما جاسر الكلب هو اللي يوصلى وساعتها مش هيرحمني ... للدرجادى بقيت ضعيفة و هزيلة أوي كدا ! انا بخاف من خيالى وطبعاً الفضل لحازم بيه.
وصدت جفينها بقوة تحاول عدم الأستسلام لدموعها التي تهددها بالأنهمار ... رفعت يدها المرتجفة تفرك عيناها محاولة أن تبدو قوية حتي لا تنهار أمام الجميع، أزدادت وتيرة تنفسها من شدة القلق الذي انتابها ... فُتح المصعد دليلاً على وصولها للطابق الأرضي سارت بخطوات بطيئة غير مبالية إلى تلك الضوضاء والهمهمات التى تعج المكان، قلبها يصرخ خوفاً كلما أقتربت! ثوانٍ وتجمدت الدماء في عروقها وانسحبت أنفاسها عندما وجدت حراس مراد و الكثير من الموظفين الذين يصرخون بهلع، أقتربت أكثر إلى أن أصبحت أمام مراد المُلقي ارضاً والدماء تغرق قميصه نطق بصوت ضعيف متقطع:
- نوري ... متخـافيش أنا... معك.
أنهى جملته ليوصد عيناه فاقداً للوعي وأصبح وجهه شاحب كالموتى!! هزت رأسها بعنف لا تصدق ما تراه عيناها، قدمها لم تعد تحملها ... بينما الحراس كانوا يصرخوا في الجميع حتى يبتعدوا، ثواني و نقلوه إلي السيارة سريعاً ! جاء إليها الحارس الشخصي قائلاً بقلق:
- لو سمحتي يا مدام نورا اركبي معانا بسرعة مينفعش نسيبك هنا لوحدك.
فرت إلى السيارة بسرعة البرق لتجلس بجانبه في المقعد الخلفي ثم وضعت رأسه على كتفها تصرخ في السائق:
- بسرعة الله يخليك دمه هيتصفي.
طوال الطريق دموعها لم تتوقف عن النزول قلبها يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف!
وصلوا إلى أحدي المستشفيات القريبة بعد عدة دقائق ثم أخذوه إلى غرفة الطوارئ، اتبعهم سامر و خالد بعد عدة لحظات، تهاوت نورا على الأرض تضع يدها على وجهها تبكي بعنف .... خرج الطبيب يهتف سريعاً:
- احنا طلعنا الرصاصة بس المريض نزف كتير و محتاج نقل دم في أسرع وقت وللأسف فصيلة الدم بتاعته مش متوفرة هنا.
اتسعت عيناها بذُعر ليصيح سامر سريعاً:
- حضرتك انا وهو نفس الفصيلة.
الطبيب برسمية:
- طب اتفضل معانا حضرتك.
بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب و الممرضين ينقلون فراش مراد إلى غرفة أخرى بعد نجاح العملية وقد وصل الخبر إلي العائلة بأكملها وجاء الجميع فطلب منهم الطبيب عدم الدخول إليه الليلة حتي يستيقظ صباحاً بسبب مفعول ذلك المخدر.
الجميع في حالة لا يُرثي لها، جلس رأفت بجانب نورا وعلى الجانب الآخر جلست فاتن ليقول رأفت بصوت متحشرج وهو يربت على شعر تلك المنهارة في البكاء:
- اهدي يا بنتي الحمد لله هو بخير دلوقتي وقومي روحي البيت ارتاحي شوية.
هزت رأسها وهي تجفف دموعها بأناملها المرتعشة:
- لأ يا عمي انا مش هتحرك من هنا غير لما يطلع من المستشفي دي.
تنهد رأفت بضيق وهو يقارنها بتلك الواقفة لا تكترث بما يحدث حولها بالرغم من أنه زوجته منذ حوالى سنة ولكنها دائماً ما تثبت له بسوء اختياره زوجة لأبنه بينما نورا الذي تزوجها منذ أيام قليلة بهذا الإنهيار! ليقول بنبرة جادة:
- اسمعي يا الكلام يا بنت عزت عشان ابنك.
أخبرته بتحفز و إصرار:
- عمي انا عند رأيي وهقعد معاه واتفضلوا انتوا لو عايزين.
هز رأسه بيأس من تلك الفتاة العنيدة، انسحب الجميع واحداً يلي الآخر حتي ظلت هي بمفردها مستندة برأسها على الكرسي أمام غرفته .... خائفة، ضائعة، شعور من نوع آخر اجتاحها، تحتاج إليه كثيراً لا تعلم رد فعله كيف سيكون عندما يفيق ولكنها تريد أن تراه و ترى نظرة عيناه الدفيئة حتي لو لآخر مرة في حياتها!
وصدت عيناها بقهر ليغلبها النوم لدقائق عدة حتي جاءها صوت الطبيب العالى بعض الشئ قائلاً:
- يا مدام مينفعش تنامي هنا كدا اللي رايح و اللي جاى شايفك انا ممكن اسمحلك تدخلى أوضة الاستاذ مراد أو فى أوضة فاضية لممرضة في اجازة ممكن تنامي فيها.
هزت رأسها قائلة بلهفة:
- لو سمحت انا عايزة ادخل عنده وهفضل جمبه مش هعمل إزعاج.
أومأ لها الطبيب بتفهم فقد أشفق على حالتها تلك ليسمح لها بالدخول، تسارعت دقات قلبها كأنها في سباق لا نهاية له، شوق و خوف يتغلغل في داخلها ... نظرت إلى ملامحه المستكينة بابتسامة شاحبة تتذكر ليلة الأمس! أمسكت بيده تستمد منه القوة تهتف بخفوت وتتساقط حبات اللؤلؤ من عيناها بلا توقف:
- مش تسيبني ارجوك، تعرف انا مش خايفة منك قد ما أنا خايفة عليك ... طول ما أنت كنت غايب و مسافر بعيد كنت برسم شكلك وأي حاجة تحصل معايا أو تزعلني كنت بجري على الرسمة بتاعتك اشكي و اطلع كل اللي في قلبي عشان أنت اللي قولتلي كدا في آخر مرة شفتك قبل ما تسافر، نفس الشعور اللى حسيته وأنت هتسافر هو شعوري انهارده بس الشعور بتاع انهارده اتضاعف! عايزة أشوفك وأنت فايق وعينك فيها الحنين اللى عمرى ما حسيته مع حد غيرك.
شعرت بيده تضغط على يدها، لمعت عيناها ببريق السعادة تتنهد بارتياح ثم أراحت بجسدها على الكرسي الذي يعتبر كبيراً نوعاً ما ممسكة بيده كأنه طوق النجاة.
~~~~~~~~~~~~~~~
في فيلا جاسر رشاد...
جلس على حافة المسبح يبتسم برضاء بما فعله، كان يعلم بأنها سوف تخبر زوجها بالحقيقة ولكنه وضع إحدى الأجهزة الصغيرة جداً حتى يستمع إلي كل شيء يحدث في مكتبه، مستعد للمواجهة يعلم بأن خصمه ذكي ولكنه لن يصل إلى مستوى ذكائه أو يستطيع أن يثبت أنه أخطأ بشئ، هذه العائلة بأكملها هى لعبته التى لم ولن يمل منها إلا عندما يدمرهم جميعاً، ليس لديه ما يخسره أو يجعله يخاف فهو قد خسر والده و والدته أولاً في حادثة السير الشنيعة ثم انتحار أخته.
تعالت صوت ضحكاته المجنونة بهستيريا التي بدأت تمتزج مع دموعه المريرة المتعلقة بعيناه، ثوانٍ و تحولت هذه الضحكات إلى هستيريا من البكاء و الصراخ حتي أتته نوبة التشنجات وما أن لاحظت إحدى الخادمات ما حدث معه فهي كانت تتابعه منذ اللحظة الأولى التي جلس أمام المسبح حتي هرولت إلى الحمام تأخذ الدواء الخاص بهذه التشنجات ثم ركضت بسرعة كبيرة نحوه وبعد عدة دقائق من محاولاتها حتي هدأ شيئاً فشيئاً وفتح عيناه التى تحولت إلى اللون الاحمر القاتم من كثرة البكاء ليقول بحدة وهو ينهض سريعاً:
- اتفضلى شوفي شغلك يا هانم.
أنتفضت من نبرته تلك لتركض إلى الداخل بعينان ممتلئة بالدموع من هذا القاسي الذي لا يعرف كلمة شكراً!.
بينما دلف هو إلى الداخل بثقل وتوجه إلى أقرب أريكة ليتهاوي بجسده عليها مغمضاً عيناه يستسلم إلى النوم ولا تزال دموعه تنهمر رغماً عنه....!
وما أن تأكدت تلك الخادمة (رحمة) من ذهابه في سبات النوم العميق حتي توجهت نحوه واضعة وسادة مريحة خلف رأسه تنظر إليه بشفقة فهذه ليست المرة الأولى التى تراه بهذه الحالة.
~رحمة حسيني: خادمة في فيلا جاسر رشاد تبلغ من العمر 20 عام كانت تعيش في ملجأ إلى أن أخذها رجلاً يدعى حسيني وهي في الخامسة عشر من عمرها و جعلها خادمة ... ذات قوام رشيق و بشرة خمرية ناعمة و عينان عسليتان واسعة و وجه مكتنزه وشفتان وردية~
~~~~~~~~~~~~~~
"قُل لي بربكَ
أيُّ عدلٍ أن ترى شوقي
ومنكَ البُعدُ قد أعياني
و هجرتَ قلباً غارقاً في عشقهِ
وتركتَني في التيه والأشجانِ
وتظلُّ تمضي لا تُبالى بالهوى
آهٍ فيا للهجرِ كم أضناني
خُذ ما تشا مني
ولكن أعطني حباً
و بعض العطفِ والتحنانِ"وفي صباح يوم جديد...
فتح مراد عيناه ببطئ فوجد الرؤية مشوشة أمامه مرت دقيقة حتى نظر إلى سقف هذه الغرفة البيضاء، أين هو؟! نظر إلى جانبه ليجد ملاذه نائمة بعمق محتضنة كف يده، شعرها أشعث و تساقط حول وجهها بشكل ملائكي! أبتسم بحنو سرعان ما تحولت ابتسامته إلى لهيب مستعر عندما تذكر المأساة التي عاشتها على يد أخاه و ذلك الأحمق الآخر...! يريد الآن أن يضمها إلى صدره يخبئها من العالم حولها، يحبها! لا بل يعشقها حد الجنون ... كان أحمق بحق بأن أضاعها مرة بأنه لم يعترف بعشقه لها ولكنه لن يكرر خطئه.
بدأت ترمش بزرقاوتاها عدة مرات حتي تستيقظ، نظرت إليه بنعاس لا تزال لا تستوعب ما يحدث حولها سرعان ما اتسعت عيناها بدهشة عندما وجدته يبتسم إليها بدفئ ويشد قبضته على يدها ... فرحة عارمة و اشتياق كأنها لم تراه لسنوات عدة و دقات قلبها و قلبه التي تتسارع بجنون، التقت أعينهم لتقول هي سريعاً بنبرة مختنقة تدافع عن نفسها:
- والله العظيم انا مليش ذنب هو اللي غصبني و ضربني كتير أوي أوي ومقدرتش استحمل وصدقني عمر مش ابنه انا كنت حامل بعدها بشهر ... أرجوك بلاش تعمل فيا زي اللي حازم عمله انا مش هقدر والله.
كلامها كالسهام التي تندفع داخل صدره بلا هوادة، أصبحت تخاف منه!! وصل بها الأمر لتصبح على هذه الحالة! صاح بنبرة حاول أن يجعلها هادئة:
- هششش متعيطيش.
اكمل بحدة:
- نورا انتي اتجننتي! ازاى بقيتي بالضعف و الشخصية دي؟! مش عايزك في يوم تخافي مني أو من حد تاني ... انا عايز نورا اللي تقف في وش الكل وتبقي قوية، عمرك ما تترجى حد حتى أنا لو في يوم قسيت عليكي اقفي في وشي و عاقبيني كمان، انا ظلك و وأنتي روحى وانا مش عايز روحى تكون هزيلة وأي حد يقدر يستغلك و يعذبك اللي يضربك مرة اضربيه عشرة، دافعي عن نفسك عشانك انتي مش عشان حد تاني الموت ممكن يسرقني من جمبك ساعتها هتعملى ايه؟!.
هتفت نورا سريعاً بقلق:
- بعد الشر عليك ... أوعى تجيب سيرة الموت دا تاني.
اعتدل في جلسته ببطئ ليطلق آنة متألمة و ظهر على وجهه الألم فصرخت هي بخوف:
- أنت كويس!! يالهوي انا هنادى الدكتور.
همت بالنهوض ليمسك يدها غامزاً بمكر:
- ايه خايفة عليا.
أبتسامة خجلة داعبت شفتاها لتقول بغيظ محاولة اخفاء خجلها:
- حتى وأنت تعبان قليل الأدب عمرك ما هتتغير.
صاح قائلاً بنبرة جادة:
- قربي ساعديني.
وبدون مقدمات أقتربت منه سريعاً ليبتسم في خبث فقالت هي بتوتر:
- اساعدك ازاي؟!.
تحدث بهدوء:
- قولتلك قربي انا مش هأكلك يعني.
وما أن أقتربت حتى أصبحت أنفاسه الساخنة تلفح وجهها هامساً ببحة جذابة:
- يعني انتي شايفاني قليل الأدب؟!.
أومأت برأسها في أضطراب ليمسك رأسها بيداه يرتوي من رحيق تلك الكرزيتان....!
(اه يا سافل يا منحرف )
فتح رأفت الباب بلهفة بعد أن أتى هو والعائلة لتتسع أعين الجميع بذهول من هذا المشهد !!!
كانت نورا في موقف لا تُحسد عليه تتمنى لو تنشق الأرض و تبتلعها من فرط خجلها فذلك المنحل لا يكف عن أفعاله الطائشة، بينما نظر إليهم مراد بحدة فحمحم رأفت قائلاً:
- جرا ايه يا أستاذ مراد ما تلم نفسك.
زفر مراد بضيق لتقول فاتن بنبرة ضاحكة:
- يوووه جاتك ايه يا واد مكنتش عايز نيجي ولا إيه؟.
نظر إلى نورا ليجد وجهها ينافس حبة الفراوله في الاحمرار تخفض وجهها أرضاً، دبت ديما الأرض بقدمها بغل و غضب لتخرج من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة.
وضع مراد يده بجانب الإصابة متأوهاً بخفوت لتصرخ نورا بإنفعال:
- حاسب الجرح حرام عليك.
نظر إليها الجميع لتقول بخجل:
- ثواني وجاية.
خرجت من الغرفة تتنفس الصعداء ثم توجهت نحو المرحاض لتتفاجأ بديما تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها ثم تحدثت بنبرة متعجرفة:
- نصيحة منى أبعدي عنه انتى في الأول عشان انتى متعرفيش مراد، مراد حاسس بالشفقة تجاهك و في نفس الوقت عايز يتسلي بيكي وتبقي في الأخر مراته بس عايزة افهمك حاجة ... انتي عمرك ما هتكونى زيي انا هفضل مراته وام ابنه طول العمر بس انتى مسيره هيزهق منك بعد ما ياخد منك اللى هو عايزه و يرجعلى انا.
اعتصرت نورا قبضة يدها تحاول السيطرة على دموعها بمقدر المستطاع لتكمل ديما قائلة بخبث وهى تتلمس بطنها:
- مش تباركيلي انا طلعت حامل ياااه تخيلي شعوره لما يعرف أنى حامل اكيد هيفرح أوي.
أزاحتها نورا بيدها بعيداً لتدلف إلي داخل المرحاض صافعة الباب في وجه تلك العقربة التي أبتسمت بإنتصار قائلة بحقد:
- ولسه يا نورا بس صبرك عليا اتصرف في المصيبة اللي في بطني دي.
أما هى فما أن دلفت حتي اجهشت في البكاء وهى تهز رأسها قائلة باستنكار:
- انا ايه اللي زعلني يعني دي في الأخر مراته قدام الناس و حامل عادي يعني انا هعمل ايه.
تواصلت في بكائها قائلة:
- معقول يكون عايز يتسلي بيا فعلاً بس هو ميرضاش يعمل معايا كدا انا واثقة فيه بس خايفة اوي.
غسلت وجهها تنظر إلى نفسها في المرآة بمرارة:
- هو معاه حق انا اللي ضعيفة و خايبة أي كلمة تأثر فيا أي حد يقدر يقهرني و يدوس عليا.
جففت دموعها ترسم على وجهها ملامح جامدة خالية من الحياة ثم خرجت من المرحاض لتجد سامر و خالد متوجهين نحو غرفة مراد، أجبرت نفسها على ابتسامة متصتنعة ليقول خالد بابتسامة واسعة:
- صباح الخير يا نورا طمنينا مراد عامل ايه.
نورا: هو تمام الحمد لله اتفضلوا ادخلوا.
دلفا كلاً من خالد و سامر و تبعتهم نورا تبتسم بمجاملة سرعان ما أتت غادة و جدتها ومعهم مايا فكانت الغرفة مليئة فخرج البعض منهم وظل الباقي لتقول دولت هانم بحزن:
- حمد لله على السلامة يا بني مين اللي اتجرأ وعمل العملة السودا دي؟.
اسودت عيناه إلى السواد القاتم وهو يتذكر جاسر اللعين ليقول بغموض:
- متقلقيش انا هعرف أوصله.
نظر خالد إلي غادة بابتسامة بلهاء لنظر له شرزا قائلة بخفوت:
- أنت مبحلق كدا ليه انت كمان.
خالدة ببرائة:
- أبداً بس اصل لما بشوفك بحس بوخزة في قلبي.
نظرت له قائلة بغيظ:
- جاك وجع في قلبك يا بعيد ... بقولك ايه يا عم روميو أبعد عن وشي الساعادى.
ابتسم خالد بثقة:
- روميو اللي مش عاجبك بنات اوربا كلهم كانوا بيحبوه.
اطلقت ضحكة ساخرة ولم تهتم بوجود الآخرين ليهتف خالد بغيظ:
- يخربيتك انتي داهية.
خرج من في الغرفة جميعاً ولم يتبقي سواهم ليقول مراد بتوجس:
- مالك يا نورا ايه اللي مضايقك؟!
نظرت إليه قائلة بجمود:
- انا كويسة اهو مفيش حاجـ....
قاطعها زاجراً إياها بحدة:
- اسكتي خالص ... برضوا غبية كلمة تقدر تنزلك سابع أرض فكرك أنى معرفش أن اكيد ديما شافتك برا و قالتلك انى بتسلي بيكي مش اكتر....وانتي عشان غبية صدقتى و فضلتي تعيطي على بختك.
ثم أكمل بقسوة وجمود:
- كفاية بقا انتى مش طفلة صغيرة انتى واعية و تقدري تواجهي الكل و تعمليلهم حد.
صرخت هى ببكاء:
- هو أنا عشان مليش حد يبقا سندي كلكم عايزين تكسروا فيا!! حرام بقا أنا تعبت والله....تعبت من حياتي وكنت فكراك أنك الوحيد اللي حاسس بيا بس طلعت شفقة مش اكتر و هتزهق مني.
صك أسنانه بغيظ من تلك الغبية التي أمامه دائماً ما تقتنع بأي كلام يُقال لها حتى من ألد أعدائها ، لا تستطيع فهم أنه يريدها قوية ليست ريشة تهوى بها الرياح....ابتسم لها برفق وهو يفتح لها ذراعيه قائلاً بحنو:
- تعالى لحضن بابي.
جففت دموعها بكف يدها وهى تنظر إليه حتى بدت طفلة، ركضت نحوه ترتمي في أحضانه تستمد منه القوة لتقول بضعف:
- بابا متسبنيش.
مسد على شعرها قائلاً بعشق:
- حبيبة قلب بابا عمري ما هسيبك .... أنتي بنتي و حبيبتي و بتاعتي انا.
عانقته بقوة مع ترك مسافة بين جرحه حتى لا ينزف مرة ثانية ليستمعوا إلى طرق الباب فسمح مراد بالدخول بعد أن أبتعد عنها ليدخل الطبيب قائلاً برسمية:
- حمد لله على السلامه يا مراد بيه.
أقترب متفحصاً إياه ليقول بعملية:
- أنت تقدر تمشي بكرة بس أبعد عن أي مجهود و لازم تكون معاك ممرضة.
زمت نورا شفتيها بإمتعاض وغضب مكتوم ليومأ له مراد بتفهم ثم خرج الطبيب بعد أن انتهي.
ليقول مراد:
- اجهزي عشان سامح السواق هيجي ياخدك تروحي القصر عشان ترتاحي.
ضيقت عيناها قائلة بضيق:
- ملكش دعوة لو سمحت انا مرتاحة هنا و مش تعترض عشان مش همشي غير معاك.
تنهد بسأم ليبعث برسالة في هاتفه إلى إحدى حراسه وبعد مرور بعض الوقت جاء هذا الحارس حاملاً أكياس من الطعام و ملابس أخرى.
كانت رائحة الطعام شهية للغاية ذكرتها بأنها لم تأكل من الأمس لتمسك معدتها قائلة في نفسها:
- أهدى يا مفضوحة.
خرج الحارس سريعاً بعد أن وضع الأكياس ليقول مراد بابتسامة:
- يالا كُلى دلوقتي انتى جعانة.
وما كانت كلماته تلك سوا إشارة حتي بدأت تأكل بنهم غير مهتمة بما حولها وبعد أن امتلئت معدتها تنهدت براحة ليقهقه هو على وجهها الملطخ بالصوص قائلاً:
- لو خلصتي في هدوم تانية ليكي ادخلى غيري في الحمام.
ثم غمز بمشاكسة:
- أو هنا مفيش مشكلة.
اشتعلت وجنتها خجلاً لتقول بغيظ:
- سافل قليل الأدب.
اتجهت نحو الحمام الخاص بغرفته وبعد مرور عدة دقائق خرجت بعد أن بدلت ملابسها لتجد الممرضة تغير على جرحه بالشاش و القطن وتتعمد الالتصاق به بدلال، حمحمت نورا بصوت عالى ولكن تلك الممرضة لم تكترث لها ليبتسم مراد قائلاً بخبث:
- دي الممرضة اللي هتبقي مسؤولة عني.
نورا بغضب بعد أن خرجت:
- لا كدا كتير بقا بقولك ايه يا مراد البت السهتانة دي لو شفتها تاني هقطع شعرها انا مش ناقصة سهوكة و قلة أدب وإياك تشوف واحدة تانية، انا أعرف اعملك اللي أحسن منهم.
بمراد بخبث:
- انتي متأكدة انك هتعرفي.
أجابت سريعاً:
- ايوا انا مش مشلولة.
هز كتفه ثم أشار لها قائلة:
- تعالي قربي.
أرتبكت لتقول بتعثلم:
- لا واحترم نفسك شوية.
أجابها ببرائة وهو يشير إلى مكان في الفراش:
- انا عايزك تنامى جمبي.
رفعت حاجبيها بسخرية:
- أنام فين أن شاء الله بقولك ايه نام أنت بس وانا هنام براحتى.
رفع حاجبه بتحدى:
- يعني دا اخر كلام عندك؟.
أومأت له فصدح رنين هاتفها لتجيب سريعاً:
- لسه فاكرة تتصلى.
اجابتها يارا بلهفة:
- انتي كويسة حصلك حاجة؟ انا سمعت باللي حصل لمراد معلشي والله انا كنت مسافرة مع عاصم في تركيا ما انتي عارفة بقا.
أبتسمت نورا قائلة:
- عادي يا بنتي ولا يهمك بس قوليلي ....في نونو ولا لسه.
تآففت يارا قائلة:
- كنت عايزة أعملها مفاجأة.
همهمت نورا قائلة:
- لو بنت هتبقي عروسة عمر فاهمة.
بدأت في الإندماج مع يارا في الكلام حتى أغلقت بعد مرور دقائق طويلة ليقول مراد بغيرة:
- انا همشي من المستشفي انهارده يالا اجهزي.
تحامل على نفسه حتي ينهض من الفراش لكنه شعر بالألم لتركض نورا نحوه واضعة يده على كتفها تساعده ثم أخرجت له من تلك الأكياس التي أحضرها الحارس ملابس مكونة من بنطال من خامة الجينز لونه أسود و قميص قطني من اللون الرصاصي وبعد مدة خرج من الحمام مرتدي إياهم.
~~~~~~~~~~~~~~~
كانت الخادمة تنظف غرفة ديما بسرعة كبيرة قبل أن تأتي و تظل تلقي عليها الكلمات المهينة استمعت إلى صوت كعب انوثى اختبئت وراء ستائر الغرفة الثقيلة لتستمع إلى صوت علي الهادئ:
- ايه يا دودو طلبتي اجى دلوقتي ليه انا لحقت اوحشك؟!.
ديما بغيظ:
- علي بلاش برود دلوقتي الله يخليك و ركز معايا....انا روحت للدكتور انهارده واكتشفت إني حامل في 3 أسابيع يعني معنى كدا إني حامل منك أنت....مراد مش قرب مني بقاله اكتر من شهر وأصلا مش طايق يبص في وشي.
علي بحقد:
- عشان انتي غبية المفروض كنتي تجذبيه لصفك أنتي بس غرورك و حركاتك دي دلوقتي بيجري ورا ست نورا .... اتصرفي انتي بقا ياما تنزليه و تخلصينا ياما تعملى اي حاجة عشان تقنعيه أنه ابنه وانتي فاهمة قصدي كويس.
ديما سريعاً:
- طب خلصني من البت زفتة دي وانا هعرف اتصرف معاه.....انا مش فاهمة أنت مش موتتها ليه بعد المدة دي كلها.
علي بغضب:
- مقدرش عشان جاسر حذرني لو اذيتها هيمحينا من على وش الأرض بس متقلقيش هو خلاص خطط هياخدها ازاى واللي انا هقولك عليه يتنفذ بس اخد منه الأوامر وبعدين نشوف الباقي.
ديما بتوتر بعد أن استمعت إلى زئير مكابح سيارة مراد:
- طب أخرج يالا عشان واضح أن مراد وصل بس أرجوك فكر بأي خطة ترمي زفتة دي برا القصر وبرا حياتنا كلها.
علي بضيق:
- ما قولتلك خلاص انا هتصرف وبطلى غباء وقربي منه.
خرج من الغرفة وتبعته ديما بعد ثواني، لطمت تلك الخادمة خدها تقول بصدمة:
- يا ليلتك السودة يا فاطمة بقا كل دا بيحصل من ورا مراد بيه انا لازم أتصرف.
~~~~~~~~~~~~~~~
اقتباس من الفصل القادم....
وما أن دفعها و سقطت على الأريكة حتي غرست أسنانها في يده فصرخ متألماً من تلك الفتاة ليصرخ قائلة:
- انا كنت هاخد اللي انا عايزه حتى لو عملتي ايه بس مكنتش اعرف انك هتكوني شرسة اوي كدا المرادى....على العموم جوزك على وصول وهيشوفك وانتي في حضني يا نورا.
قبض على شعرها و هو يصفعها بقسوة ثم نهض بها و أمسك مؤخرة عنقها و ضرب رأسها في الحائط ببوة حتي سالت الدماء من رأسها بغزارة وسقطت أرضاً.
~~~~~~~~~~
نهاية الفصل
- معلشي يا جماعة والله على التأخير بس كنت مشغولة أوي امبارح ولما كتبت كنت هنزله قصير.
- مفيش أحداث جديدة في الفصل سامحوني بس افكاري كانت مشتتة تماماً.