رواية مريض الحب الفصل الرابع عشر14 بقلم إيمي احمد
تاوه مراد اثر وقوعها عليه فقد وقع علي ظهره ولكنه ظل قابضا عليها ناظرا الي عينيها بقوه..هو حقا لا يعلم لما اتي بها الي هنا..لم يستطع ان يحدد ما بداخله احقا اتي بها لينتقم من اهانتها له..اما ماذا..
فاق من تفكيره علي صرختها في وجهه :انت؟....سبني..سبني
ظل مراد قابضا عليها مانعا اياها من النهوض ناظرا اليها بوقاحة:ولو ماسبتكيش هتعملي ايه؟
زمت ليلي شفتيها بغضب من وقاحته:لا بقا ..ما بدهاش...انت الي جبته لنفسك.
ضربت راسها براسه..ليفك حصارها وتنهض مسرعة هاربة الي الغرفه اما مراد فوضع يده علي جبهته متالما:اااااه...يا بنت الذين..
نهض يلحق بها ليجدها ممسكة بمزهرية باحدي يديها والاخري رافعه اصبعها في وجهه مهددة اياه:احسنلك ماتقربش ..
لم يسمع مراد لتهديداتها..وظل يقترب منها ببطئ فالقته بالمزهريه ليتفادها مراد وتاتي في المراه خلفه وتكسرها...ابتسم مراد وظل يقترب منها اما ليلي فظلت تبحث عن مهرب منه..فوجدت سكين فتحركت لتلتقطها..ولكن مراد لم يسمح لها فقد راي ان نظرها منصبا علي تلك السكين..فقرا افكاره وعرف ما تنوي فعله..فانقض عليها سريعا مثبتا اياها علي الحائط ..:بصراحه..انا مشفتش بنت زبك..في عندك وحبروتك...البنات كلها بتتمني نظره مني..بس انتي.
تململت ليلي بين يديه قائلة:وانا ماشفتش في وقاحتك وغرورك يا اخي..انت عاوز ايه؟
غمز لها مراد مبتسما قائلا:عاوزك؟
جحظت ليلي عيناها:انت قليل الادب..وحقير..و انا هصوت وهلم عليك الناس يا....
لم تكمل فقد مسك مراد راسها و قبلها ليسكتها..وظلت تضربه بيدها محاولة ابعاده عنها ولكن مراد لم يبتعد احس داخله برغبة في عدم الابتعاد عنها...وما ان احس بذلك الشعر الذي هجره من زمن حتي ابتعد عنها هاربا الي خارج الغرفه..ظلت ليلي مصدومة من فعلته..وشعرت بقدماها لا تحملانها فتحاملت علي نفسها واخذت تستند علي الحائط حتي وصلت الي طرف السرير وجلست تبكي علي حالها..وبعد فترة استجمعت قواها ونهضت ملتقطة حقيبتها وخرجت من الغرفه لتجده جالسا شاردا يزفر في غضب..انتبه عليها و راها تتجه ناحية باب الشقه.. فاستوقفه قائلا:استني عندك.
وقفت دون ان تنظر له..اقترب هو منها قائلا:انا اسف..انتي الي اجبرتيني اعمل كدا..من فضلك تعالي اعدي وهفهمك كل حاجه..
ليلي:انا عاوزه امشي..
مراد: خمس دقايق..انا مش خطفك..انا عاوزك فعلا..بس مش زي ما انتي فاهمه..انا عاوزك في شغل.
ليلي:شغل ايه يا دكتور.
مراد:خلاص واضح انك تعبانه دلوقتي..
التقط هاتفه ومفاتيحه من علي الطاوله قائلا:انا هوصلك البيت.
ليلي:لا..انا همشي لوحدي.
خرجت ليلي وجرت علي السلم سريعا..اراد مراد ان يلحقها ولكن خشي من ان يره احد السكان في الطوابق الاخري فاستقل المصعد ونزل الي الطابق الرابع وسمع صوت خطوات نزولها فترك المصعد مفتوحا واختبأ حتي اقتربت فامسكها وادخلها الي المصعد عنوة..ثم ابتعد عنها وتركها تصرخ فلن يسمعها احد..وما ان اقترب من الجراج..حتي قال لها مهددا:احسن انك تهدي وتمشي معايا بهدوء ومتصرخش بدل ما انتي عارفه انا هسكتك ازاي.
ليلي بعند:ومين قالك ان انا همشي معاك اصلا.
هز مراد كتفيه واضعا يده في خصره والاخري اسفل ذقنه مدعيا التفكير:مش عاوزه تمشي معايا...خلاص..علي راحتك.
خطف مراد ذلك الاشارب الصغير التي تضعه دائما علي راسها..و ربطه علي فمها مانعا اياها من فكه..وحملها بين ذراعيه واتجه الي سيارته وضعها بجواره..واغلق السياره حتي لا تستطع ان تخرج...ثم دار وفتح السياره سريعا ممسكا يدها جاذبا اياها اتجاهه..ثم اغلق بابه وبابها واوصد السياره وانطلق..
ليلي:انت مجنون؟
لم يرد مراد عليها وعلي صراخها..و الفاظها البذيئه التي تنعته بها..استشاطت ليلي غضبا من بروده...فضربته واخذت تدير عجلة القياده عكسه مما جعله يوشك علي فقد السيطره علي السياره...فشد فرامل اليد وتوقفت السياره فجاة..مما جعل ليلي تصدم بالطابلو.. صرخ بها مراد:انتي مجنونه..عاوزه تموتينا..انا صبرت عليكي..واعتذرت منك مع اني عمري ماعتذرت من حد..بس انتي....
لم يكمل كلامه فقد لاحظ انها لا تتحرك..ابعد خصلات شعره للخلف وارجع راسها ليجدها تنزف من جرح في راسها..فك حزام الامان علي الفور واقترب منها اكثر ليتاكد من انه جرح سطحي..
واستغرب من عدم خروج والوسائد الهوائيه لتحميهما من الاصطدام..بعد لحظات استعادت ليلي وعيها..متاوهة..:اااه...ااه..
مراد:ما تعندنيش..انا عمري ما صبرت علي حد كدا..وانا صبري له حدود..فبلاش تستفزيني..واهدي ودليني علي بيتك..
بالفعل هدات ليلي وقالت باستسلام منافي لطبيعتها العنيده والصارخه:حاضر.
واغمضت عيناها من الالم فاقترب مراد منها حتي احست بانفاس حاره تلفح وجهها ففتحت عيناها لتجده قريبا جدا منها..فتوترت ولكنها هدات عندما وجدته يطهر جرحها..ويضع لها حزام الامان:كدا احسن علشان يحميكي..
ليلي:شكرا.
نظر لها مراد ثم قال:قول لي ساكنه فين؟
وصفت ليلي له الطريق..حتي اوصلها ورحل..متجها الي فيلته...
اما مازن فانهي سهرته مع ميس التي احس بانجذاب لها..وانها لم تكن كما ظنها..وجدها رقيقه وهادئه كميسون...
ميس:اشوفك بكره؟
مازن:لا مش فاضي بكره
ميس:بس بكره اجازه
مازن:بكره هقضي اليوم مع عيلتي ...بصي هكلمك ونتقابل..
ميس بابتسامه رقيقه :اوك..باي.
مازن:باي.
انطلق مازن عائدا الي فيلته يفكر في ميس التي تشبه ميسون..فهو لا ينكر انه معجبا حقا بها..ولكنها ليست من طبقته..ومحال ان يجمعهم اي رابط..اما ميس فهي كامله تجمع بين النسب والجمال والصفات التي يبحث عنها في شريكته..
لم يفكر كثيرا واستسلم للنوم تاركا القدر يدبر له ما يناسبه..
في صباح اليوم التالي..
استيقظ الجميع واستعدوا للذهاب الي النادي وهناك تناولوا الفطور وجلس مراد بجوار والدته واعتذر منها..واخبره بانه لم يري ميار الفيديو ولم يطردها بعد من المشفي منتظرا وقوعها ليسلمها الي الشرطه...فالفيديو ليس كاف كما اخبره مازن..فمن الممكن ان ياتي اي محام يقول بانه اعتراف بالاكراه تحت تاثير الخمور..
فتفهمت والدته و اخبرته بان يعين حراسة له وللجميع وحراسة علي الفيلا فماكد من ان تلك العصابة لن ترحمه بعد كشفه لهم..فتذكر مراد ما حدث امس في سيارته..وانه ايقن بان احدهم عبث بها..ليمنع خروج تلك الوسائد..
مرفت:سرحت في ايه؟
مراد: لا ما فيش...من اول الاسبوع الجاي هعين حراسه علي الفيلا..ولكل واحد..
مرفت:وانت كمان.
مراد:انا هعرف احمي نفسي كويس..ما تقلقيش عليا يا ماما
مرفت:لا..انت اول واحد محتاج للحراسه دي.
مراد:ماشي..
وما ان انهوا حديثهم حتي وجدوا وليد مقبل عليهم....
وليد:بقا كدا سايبني لايص في المستشفي وحضرتك اعد لي هنا...
مراد:اهدي..واثبت بدل ماتسمع كلمتين من مدام مرفت علي كلامك اللوكل دا.
اتجه ولبد الي مرفت ليجلس جوارها قائلا برقه:Bonjourيا اجمل ورده في النادي.
مرفت:لا والله..تفتكر رقتك دي مش هتخليني احاسبك علي اللفظ الي قلته من شويه.
وليد:قلبك ابيض يا فوفه..
مسكته من اذنه:هههههه...بكاش طول عمرك.
وليد:اي اي اي..ودني ودني..كدا يا فوفه هبقي بودن و ودن والبنات تهرب مني بعد ما كانوا بيترموا عليا..
مرفت:يعني البنات بتترمي عليك انت والبيه وما فيش واحده قدرت تعجبكم..وتكسر غروركم...انا زهقت منكم...هتفضلوا اعدين جنبي كدا كتير..
تاه مراد متذكرا قبلته لليلي وهروبه من ذلك الشعور الذي اوشك ان يغزوه..ثم نهض فحاة هاربا قبل ان تعد الذكريات وتهاجمه.
مرفت:ايه يا مراد رايح فين؟
مراد: رايح اجري شويه.
مرفت:وانت كمان مش ناوي تهرب زيه.
مسك وليد هاتفه:يا خبر..الغدا اتاخر لما اروح اتصل عليه.
وقام مسرعا باحثا عن مراد ليتحدث معه..واثناء بحثه وجد يدا تخبط علي كتفه برقه وصوت ناعم ياتي من خلفه:د.وليد صالح؟
اما مازن فكان يلعب التنس مع نادين التي تركته وذهبت لانه هزمها..فظل مازن يسخر منها ومن هروبها:مش بتعرفي تلعبي اصلا..و انا فزت عليكي..وخسرتي..انتي خسرانه.
توقف عن السخرية منها عندما وجد صوتا ناعما ياتي من خلفه..:تسمح لي العب ضدك؟
دار مازن ليجدها ميس..فابتسم معجبا بزيها الرياضي.:ميس..ازيك؟
ميس:اهلا يا كابتن..
مازن:بتعرفي تلعبي تنس.؟
ميس:ايوا.
مازن:طيب..يلا خلينا نشوف.. مهارتك.
ميس بتحدي ضربة مضربها بمضربه:العب وشوف.
اتجهت الي مكانها وابتدا اللعب بينهم ووجدها مازن حقا منافسا قويا له..فالقي الكره لاعلي ليجدها تتبعها وتقفز عاليا جدا وتصدها...وتهبط بثقلها علي قدمها..فتلتوي وتسقط متاوهة..جري مازن نحوها سريعا..بقلق:ميس انت كويسه؟
ميس ممسكة قدمها:ااااه..اااه..مش..مش.عارفه..رجلي يا مازن..
نظر مازن الي قدمها..فوجدها متورمة :ما تتحركيش استني هساعدك...انتي لازم تحطي عليها تلج..
سندها مازن ليوقفها وسارت معه خطوتين ثم تعثرت فاضطر مازن الي حملها..واتجه بها الي مكان عائلته وما ان راته مرفت حتي فزعت وقالت له:في ايه..مين دي؟
مازن:مش وقته يا ماما..
وضع ميس علي اقرب كرسي وطلب ثلج...وما ان احضر النادل الثلج حتي وضعه مازن علي قدمها برقه..فقد يخاف عليها ان تتالم..رفعت ميس نظرها فوجدت ان والدته بدات تستنكر فعلته فكيف له ان يركع امام فتاة ويضع الثلج علي قدمها..فلكي تريها بانها فتاه رائعه..ابعدت قدمها عن مازن:ماينفش الي بتعمله دا يا مازن..هات.
التقطت منه الثلج واخذت تضعه هي بنفسها..نهض مازن فجذبته والدته علي جنب:مين دي؟
مازن:دي ميس محمود شرف..بنت رجل الاعمال...كنا بنلعب مع بعض و وقعت واحنا بنلعب ورجليها اتلوت..مش هسيبها يعني وامشي..ساعدتها...وجبتها علي هنا.
مرفت:ااااها..ساعدتها.
اتجهت مرفت اليها :سلامتك يا حبيبتي.
ميس:الله يسلمك يا مدام..اسفه ازعجتكم..اسفه بجد.
مرفت:لا ما فيش ازعاج..اهم حاجه نكوني كويسه.
نظرت الي مازن :اتصل علي مراد او وليد حد فيهم يجي يشوفها..لو محتاجه ننقلها المستشفي.
بالفعل اتصل مازن بهم..فلم يرد مراد علي هاتفه...فاتصل بوليد..الذي رد عليه واخبره بانه ات في الحال.
اقبل وليد علي الفور ومعه فتاه جميله ذات ملامح هادئه..وشعر بندقين طويل..وبشرة بيضاء وعيون خضراء..وجسم ممشوق..
عرفتها مرفت علي الفور..رحبت بها:رفيف حبيبتي..اخبارك ايه؟
رفيف بابتسامة رقيقه:اهلا مدام مرفت..الحمد لله..حضرتك الي اخبارك ايه؟.. لسه جميله زي ما انتي.
مرفت:مرسي يا روحي..بس انا زعلانه منك..كدا تسافري وتقطعي اخبارك عننا.
رفيف:غصب عني...حضرتك عارفه ان وفاة بابا اثرت في وكان لازم ابعد علشان اقدر اعيش.
مرفت باسي:الله يرحمه..انت اتجوزتي؟
كان وليد يفحص قدم ميس وما ان سمع سؤال مرفت لرفيف عن الزواج حتي ركز ليسمع جوابها..
فلاحظت رفيف وقالت:اتخطبت فتره..وانفصلت عنه..
مرفت:يا روحي..ربنا يعوضك بالاحسن...هم الولاد الاجانب اخلاقهم وحشه..
رفيف:لا هو كان لبناني وبيدرس معايا في نفس الكورس..بس لظروف خاصه اضطريت ابعد عنه..
تحدث وليد فجأة مقاطعا اياهم:انا جعان..انتم جيبيني هنا تجوعوني؟
ضحك الجميع عليه باستثناء نادين التي ابتسمت و ظلت تنظر لرفيف نظرات متفحصه تشعر بان هناك شيئ بينها وبين وليد..
مرفت:بطل شقاوه وقول لنا اخبار رجل ميس ايه؟
وليد:لا بسيطه..ما فيش كسر..كمدات التلج هتخفف الورم..
مازن:طيب..ماما انا هروح اوصلها...وراجع.
مرفت:ماشي يا حبيبي..وماتتاخرش..
ثم نظرت لميس:فرصه سعيده يا ميس..والف سلامه علي رجلك.
ميس بابتسامه رقيقه:انا اسعد..الله يسلمك يا فندم..بعد اذنكم.
اما مراد فبعد ان انهي دورته انطلق الي سيارته ركبها..واتصل باحدهم..وتنطلق يعلم وجهته..
اما في احدي شقق الموجوده في المعادي..
فكان حسام يتحدث بصوت عالي بغضب يصرخ..
حسام:والله لو لمستي شعره منها لاكون موديكي ورا الشمس يا دكتوره.
ميار:انت بتهددني..معاك لحد بكره يا حسام..يا تجيب البنت يا تجهز كفن لاختك الي هتستلمها نص جثه..هههه..ومش انا الي اتهدد يا حلو..
حسام:الو..الو..الو...اه يا ولاد الكلب ان ماوريتكم...بس اخد اختي منكم...لاحت في ذهنه فكره..التقط مفاتيحه وخرج علي الفور..
اما في بيت الست فاطمه في الحي الشعبي..
فكانت الاجواء فيه مختلفة قليلا..فقد كانت الست فاطمه تعمل بالمطبخ..وميسون في غرفتها..حكمة عليها ليلي بالا تخرج منها قبل ان تنهي مذاكرتها..اما ليلي فكانت في غرفة منزويه في البيت تخيط الفستان الذي طلب منها..فهي ايضا تعمل في خياطة..حتي تستطع ان تنفق علي امها واختها..
شردت في كل ما حدث لها امس مع مراد..وكم هو حقا جميل ووسيم..بجانب انه وقح ولئيم..وتذكرت قبلته لها..وضربة راسها فتاوهت بقوه فقد تذكرت ان جبهتها مجروحة بسببه فاغمضت عيناها بوعيد واقسمت انها اذا التقت به مره اخري سوف تكسر راسه..
واثناء حديثها مع نفسها..سمعت صوت الجرس..فخرجت تفتح ..دون ان تعدل من هيأتها..وما ان فتحت الباب ورات الطارق حتي فتحت فمها واغلقت الباب في وجهه مره اخري..وزاغة عيناها بتوتر فهي لا تعرف ماذا تفعل فحتما قدوم ذلك الشخص اليهم سيجلب الكثير من المشاكل...
.........انتهي الفصل...
فاق من تفكيره علي صرختها في وجهه :انت؟....سبني..سبني
ظل مراد قابضا عليها مانعا اياها من النهوض ناظرا اليها بوقاحة:ولو ماسبتكيش هتعملي ايه؟
زمت ليلي شفتيها بغضب من وقاحته:لا بقا ..ما بدهاش...انت الي جبته لنفسك.
ضربت راسها براسه..ليفك حصارها وتنهض مسرعة هاربة الي الغرفه اما مراد فوضع يده علي جبهته متالما:اااااه...يا بنت الذين..
نهض يلحق بها ليجدها ممسكة بمزهرية باحدي يديها والاخري رافعه اصبعها في وجهه مهددة اياه:احسنلك ماتقربش ..
لم يسمع مراد لتهديداتها..وظل يقترب منها ببطئ فالقته بالمزهريه ليتفادها مراد وتاتي في المراه خلفه وتكسرها...ابتسم مراد وظل يقترب منها اما ليلي فظلت تبحث عن مهرب منه..فوجدت سكين فتحركت لتلتقطها..ولكن مراد لم يسمح لها فقد راي ان نظرها منصبا علي تلك السكين..فقرا افكاره وعرف ما تنوي فعله..فانقض عليها سريعا مثبتا اياها علي الحائط ..:بصراحه..انا مشفتش بنت زبك..في عندك وحبروتك...البنات كلها بتتمني نظره مني..بس انتي.
تململت ليلي بين يديه قائلة:وانا ماشفتش في وقاحتك وغرورك يا اخي..انت عاوز ايه؟
غمز لها مراد مبتسما قائلا:عاوزك؟
جحظت ليلي عيناها:انت قليل الادب..وحقير..و انا هصوت وهلم عليك الناس يا....
لم تكمل فقد مسك مراد راسها و قبلها ليسكتها..وظلت تضربه بيدها محاولة ابعاده عنها ولكن مراد لم يبتعد احس داخله برغبة في عدم الابتعاد عنها...وما ان احس بذلك الشعر الذي هجره من زمن حتي ابتعد عنها هاربا الي خارج الغرفه..ظلت ليلي مصدومة من فعلته..وشعرت بقدماها لا تحملانها فتحاملت علي نفسها واخذت تستند علي الحائط حتي وصلت الي طرف السرير وجلست تبكي علي حالها..وبعد فترة استجمعت قواها ونهضت ملتقطة حقيبتها وخرجت من الغرفه لتجده جالسا شاردا يزفر في غضب..انتبه عليها و راها تتجه ناحية باب الشقه.. فاستوقفه قائلا:استني عندك.
وقفت دون ان تنظر له..اقترب هو منها قائلا:انا اسف..انتي الي اجبرتيني اعمل كدا..من فضلك تعالي اعدي وهفهمك كل حاجه..
ليلي:انا عاوزه امشي..
مراد: خمس دقايق..انا مش خطفك..انا عاوزك فعلا..بس مش زي ما انتي فاهمه..انا عاوزك في شغل.
ليلي:شغل ايه يا دكتور.
مراد:خلاص واضح انك تعبانه دلوقتي..
التقط هاتفه ومفاتيحه من علي الطاوله قائلا:انا هوصلك البيت.
ليلي:لا..انا همشي لوحدي.
خرجت ليلي وجرت علي السلم سريعا..اراد مراد ان يلحقها ولكن خشي من ان يره احد السكان في الطوابق الاخري فاستقل المصعد ونزل الي الطابق الرابع وسمع صوت خطوات نزولها فترك المصعد مفتوحا واختبأ حتي اقتربت فامسكها وادخلها الي المصعد عنوة..ثم ابتعد عنها وتركها تصرخ فلن يسمعها احد..وما ان اقترب من الجراج..حتي قال لها مهددا:احسن انك تهدي وتمشي معايا بهدوء ومتصرخش بدل ما انتي عارفه انا هسكتك ازاي.
ليلي بعند:ومين قالك ان انا همشي معاك اصلا.
هز مراد كتفيه واضعا يده في خصره والاخري اسفل ذقنه مدعيا التفكير:مش عاوزه تمشي معايا...خلاص..علي راحتك.
خطف مراد ذلك الاشارب الصغير التي تضعه دائما علي راسها..و ربطه علي فمها مانعا اياها من فكه..وحملها بين ذراعيه واتجه الي سيارته وضعها بجواره..واغلق السياره حتي لا تستطع ان تخرج...ثم دار وفتح السياره سريعا ممسكا يدها جاذبا اياها اتجاهه..ثم اغلق بابه وبابها واوصد السياره وانطلق..
ليلي:انت مجنون؟
لم يرد مراد عليها وعلي صراخها..و الفاظها البذيئه التي تنعته بها..استشاطت ليلي غضبا من بروده...فضربته واخذت تدير عجلة القياده عكسه مما جعله يوشك علي فقد السيطره علي السياره...فشد فرامل اليد وتوقفت السياره فجاة..مما جعل ليلي تصدم بالطابلو.. صرخ بها مراد:انتي مجنونه..عاوزه تموتينا..انا صبرت عليكي..واعتذرت منك مع اني عمري ماعتذرت من حد..بس انتي....
لم يكمل كلامه فقد لاحظ انها لا تتحرك..ابعد خصلات شعره للخلف وارجع راسها ليجدها تنزف من جرح في راسها..فك حزام الامان علي الفور واقترب منها اكثر ليتاكد من انه جرح سطحي..
واستغرب من عدم خروج والوسائد الهوائيه لتحميهما من الاصطدام..بعد لحظات استعادت ليلي وعيها..متاوهة..:اااه...ااه..
مراد:ما تعندنيش..انا عمري ما صبرت علي حد كدا..وانا صبري له حدود..فبلاش تستفزيني..واهدي ودليني علي بيتك..
بالفعل هدات ليلي وقالت باستسلام منافي لطبيعتها العنيده والصارخه:حاضر.
واغمضت عيناها من الالم فاقترب مراد منها حتي احست بانفاس حاره تلفح وجهها ففتحت عيناها لتجده قريبا جدا منها..فتوترت ولكنها هدات عندما وجدته يطهر جرحها..ويضع لها حزام الامان:كدا احسن علشان يحميكي..
ليلي:شكرا.
نظر لها مراد ثم قال:قول لي ساكنه فين؟
وصفت ليلي له الطريق..حتي اوصلها ورحل..متجها الي فيلته...
اما مازن فانهي سهرته مع ميس التي احس بانجذاب لها..وانها لم تكن كما ظنها..وجدها رقيقه وهادئه كميسون...
ميس:اشوفك بكره؟
مازن:لا مش فاضي بكره
ميس:بس بكره اجازه
مازن:بكره هقضي اليوم مع عيلتي ...بصي هكلمك ونتقابل..
ميس بابتسامه رقيقه :اوك..باي.
مازن:باي.
انطلق مازن عائدا الي فيلته يفكر في ميس التي تشبه ميسون..فهو لا ينكر انه معجبا حقا بها..ولكنها ليست من طبقته..ومحال ان يجمعهم اي رابط..اما ميس فهي كامله تجمع بين النسب والجمال والصفات التي يبحث عنها في شريكته..
لم يفكر كثيرا واستسلم للنوم تاركا القدر يدبر له ما يناسبه..
في صباح اليوم التالي..
استيقظ الجميع واستعدوا للذهاب الي النادي وهناك تناولوا الفطور وجلس مراد بجوار والدته واعتذر منها..واخبره بانه لم يري ميار الفيديو ولم يطردها بعد من المشفي منتظرا وقوعها ليسلمها الي الشرطه...فالفيديو ليس كاف كما اخبره مازن..فمن الممكن ان ياتي اي محام يقول بانه اعتراف بالاكراه تحت تاثير الخمور..
فتفهمت والدته و اخبرته بان يعين حراسة له وللجميع وحراسة علي الفيلا فماكد من ان تلك العصابة لن ترحمه بعد كشفه لهم..فتذكر مراد ما حدث امس في سيارته..وانه ايقن بان احدهم عبث بها..ليمنع خروج تلك الوسائد..
مرفت:سرحت في ايه؟
مراد: لا ما فيش...من اول الاسبوع الجاي هعين حراسه علي الفيلا..ولكل واحد..
مرفت:وانت كمان.
مراد:انا هعرف احمي نفسي كويس..ما تقلقيش عليا يا ماما
مرفت:لا..انت اول واحد محتاج للحراسه دي.
مراد:ماشي..
وما ان انهوا حديثهم حتي وجدوا وليد مقبل عليهم....
وليد:بقا كدا سايبني لايص في المستشفي وحضرتك اعد لي هنا...
مراد:اهدي..واثبت بدل ماتسمع كلمتين من مدام مرفت علي كلامك اللوكل دا.
اتجه ولبد الي مرفت ليجلس جوارها قائلا برقه:Bonjourيا اجمل ورده في النادي.
مرفت:لا والله..تفتكر رقتك دي مش هتخليني احاسبك علي اللفظ الي قلته من شويه.
وليد:قلبك ابيض يا فوفه..
مسكته من اذنه:هههههه...بكاش طول عمرك.
وليد:اي اي اي..ودني ودني..كدا يا فوفه هبقي بودن و ودن والبنات تهرب مني بعد ما كانوا بيترموا عليا..
مرفت:يعني البنات بتترمي عليك انت والبيه وما فيش واحده قدرت تعجبكم..وتكسر غروركم...انا زهقت منكم...هتفضلوا اعدين جنبي كدا كتير..
تاه مراد متذكرا قبلته لليلي وهروبه من ذلك الشعور الذي اوشك ان يغزوه..ثم نهض فحاة هاربا قبل ان تعد الذكريات وتهاجمه.
مرفت:ايه يا مراد رايح فين؟
مراد: رايح اجري شويه.
مرفت:وانت كمان مش ناوي تهرب زيه.
مسك وليد هاتفه:يا خبر..الغدا اتاخر لما اروح اتصل عليه.
وقام مسرعا باحثا عن مراد ليتحدث معه..واثناء بحثه وجد يدا تخبط علي كتفه برقه وصوت ناعم ياتي من خلفه:د.وليد صالح؟
اما مازن فكان يلعب التنس مع نادين التي تركته وذهبت لانه هزمها..فظل مازن يسخر منها ومن هروبها:مش بتعرفي تلعبي اصلا..و انا فزت عليكي..وخسرتي..انتي خسرانه.
توقف عن السخرية منها عندما وجد صوتا ناعما ياتي من خلفه..:تسمح لي العب ضدك؟
دار مازن ليجدها ميس..فابتسم معجبا بزيها الرياضي.:ميس..ازيك؟
ميس:اهلا يا كابتن..
مازن:بتعرفي تلعبي تنس.؟
ميس:ايوا.
مازن:طيب..يلا خلينا نشوف.. مهارتك.
ميس بتحدي ضربة مضربها بمضربه:العب وشوف.
اتجهت الي مكانها وابتدا اللعب بينهم ووجدها مازن حقا منافسا قويا له..فالقي الكره لاعلي ليجدها تتبعها وتقفز عاليا جدا وتصدها...وتهبط بثقلها علي قدمها..فتلتوي وتسقط متاوهة..جري مازن نحوها سريعا..بقلق:ميس انت كويسه؟
ميس ممسكة قدمها:ااااه..اااه..مش..مش.عارفه..رجلي يا مازن..
نظر مازن الي قدمها..فوجدها متورمة :ما تتحركيش استني هساعدك...انتي لازم تحطي عليها تلج..
سندها مازن ليوقفها وسارت معه خطوتين ثم تعثرت فاضطر مازن الي حملها..واتجه بها الي مكان عائلته وما ان راته مرفت حتي فزعت وقالت له:في ايه..مين دي؟
مازن:مش وقته يا ماما..
وضع ميس علي اقرب كرسي وطلب ثلج...وما ان احضر النادل الثلج حتي وضعه مازن علي قدمها برقه..فقد يخاف عليها ان تتالم..رفعت ميس نظرها فوجدت ان والدته بدات تستنكر فعلته فكيف له ان يركع امام فتاة ويضع الثلج علي قدمها..فلكي تريها بانها فتاه رائعه..ابعدت قدمها عن مازن:ماينفش الي بتعمله دا يا مازن..هات.
التقطت منه الثلج واخذت تضعه هي بنفسها..نهض مازن فجذبته والدته علي جنب:مين دي؟
مازن:دي ميس محمود شرف..بنت رجل الاعمال...كنا بنلعب مع بعض و وقعت واحنا بنلعب ورجليها اتلوت..مش هسيبها يعني وامشي..ساعدتها...وجبتها علي هنا.
مرفت:ااااها..ساعدتها.
اتجهت مرفت اليها :سلامتك يا حبيبتي.
ميس:الله يسلمك يا مدام..اسفه ازعجتكم..اسفه بجد.
مرفت:لا ما فيش ازعاج..اهم حاجه نكوني كويسه.
نظرت الي مازن :اتصل علي مراد او وليد حد فيهم يجي يشوفها..لو محتاجه ننقلها المستشفي.
بالفعل اتصل مازن بهم..فلم يرد مراد علي هاتفه...فاتصل بوليد..الذي رد عليه واخبره بانه ات في الحال.
اقبل وليد علي الفور ومعه فتاه جميله ذات ملامح هادئه..وشعر بندقين طويل..وبشرة بيضاء وعيون خضراء..وجسم ممشوق..
عرفتها مرفت علي الفور..رحبت بها:رفيف حبيبتي..اخبارك ايه؟
رفيف بابتسامة رقيقه:اهلا مدام مرفت..الحمد لله..حضرتك الي اخبارك ايه؟.. لسه جميله زي ما انتي.
مرفت:مرسي يا روحي..بس انا زعلانه منك..كدا تسافري وتقطعي اخبارك عننا.
رفيف:غصب عني...حضرتك عارفه ان وفاة بابا اثرت في وكان لازم ابعد علشان اقدر اعيش.
مرفت باسي:الله يرحمه..انت اتجوزتي؟
كان وليد يفحص قدم ميس وما ان سمع سؤال مرفت لرفيف عن الزواج حتي ركز ليسمع جوابها..
فلاحظت رفيف وقالت:اتخطبت فتره..وانفصلت عنه..
مرفت:يا روحي..ربنا يعوضك بالاحسن...هم الولاد الاجانب اخلاقهم وحشه..
رفيف:لا هو كان لبناني وبيدرس معايا في نفس الكورس..بس لظروف خاصه اضطريت ابعد عنه..
تحدث وليد فجأة مقاطعا اياهم:انا جعان..انتم جيبيني هنا تجوعوني؟
ضحك الجميع عليه باستثناء نادين التي ابتسمت و ظلت تنظر لرفيف نظرات متفحصه تشعر بان هناك شيئ بينها وبين وليد..
مرفت:بطل شقاوه وقول لنا اخبار رجل ميس ايه؟
وليد:لا بسيطه..ما فيش كسر..كمدات التلج هتخفف الورم..
مازن:طيب..ماما انا هروح اوصلها...وراجع.
مرفت:ماشي يا حبيبي..وماتتاخرش..
ثم نظرت لميس:فرصه سعيده يا ميس..والف سلامه علي رجلك.
ميس بابتسامه رقيقه:انا اسعد..الله يسلمك يا فندم..بعد اذنكم.
اما مراد فبعد ان انهي دورته انطلق الي سيارته ركبها..واتصل باحدهم..وتنطلق يعلم وجهته..
اما في احدي شقق الموجوده في المعادي..
فكان حسام يتحدث بصوت عالي بغضب يصرخ..
حسام:والله لو لمستي شعره منها لاكون موديكي ورا الشمس يا دكتوره.
ميار:انت بتهددني..معاك لحد بكره يا حسام..يا تجيب البنت يا تجهز كفن لاختك الي هتستلمها نص جثه..هههه..ومش انا الي اتهدد يا حلو..
حسام:الو..الو..الو...اه يا ولاد الكلب ان ماوريتكم...بس اخد اختي منكم...لاحت في ذهنه فكره..التقط مفاتيحه وخرج علي الفور..
اما في بيت الست فاطمه في الحي الشعبي..
فكانت الاجواء فيه مختلفة قليلا..فقد كانت الست فاطمه تعمل بالمطبخ..وميسون في غرفتها..حكمة عليها ليلي بالا تخرج منها قبل ان تنهي مذاكرتها..اما ليلي فكانت في غرفة منزويه في البيت تخيط الفستان الذي طلب منها..فهي ايضا تعمل في خياطة..حتي تستطع ان تنفق علي امها واختها..
شردت في كل ما حدث لها امس مع مراد..وكم هو حقا جميل ووسيم..بجانب انه وقح ولئيم..وتذكرت قبلته لها..وضربة راسها فتاوهت بقوه فقد تذكرت ان جبهتها مجروحة بسببه فاغمضت عيناها بوعيد واقسمت انها اذا التقت به مره اخري سوف تكسر راسه..
واثناء حديثها مع نفسها..سمعت صوت الجرس..فخرجت تفتح ..دون ان تعدل من هيأتها..وما ان فتحت الباب ورات الطارق حتي فتحت فمها واغلقت الباب في وجهه مره اخري..وزاغة عيناها بتوتر فهي لا تعرف ماذا تفعل فحتما قدوم ذلك الشخص اليهم سيجلب الكثير من المشاكل...
.........انتهي الفصل...