اخر الروايات

رواية اغلال الروح الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء الجندي

رواية اغلال الروح الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء الجندي


لفصل الثاني عشر "رفيق ! "

جلست "سديم" بجانب "عاصم" داخل غؤفة المكتب الخاصةبمنزل "آسر" الذي جلس فوق المقعد المجاور إلى أريكة جلوسهم وعينيه ترتكز فوقها هي تحديدًا حيث كان يتضح على ملامحها الحيرة والتوتر وأردفت بدهشة بعد أن استمعت إلى مطلب "عاصم" و هي تنظر إليه بعد أن ألقت نظرة خاطفة على هذا المراقب الصامت :

- طيب و ليه عايزني أمسك مكانك أنا شايفة إني لسه تحت التدريب ومقدرش أخد دورك في الإدارة !

تنهد "عاصم" مبتسمًا يربت فوق ظهرها و يردف بلطف :

- حبييتي أنا هبقا معاكِ لحد ما تتعلمي كل حاجة ، يعني مش همشي على طول !

نظرت إلى "آسر " الذي نقل جلسته من المقعد إلى طرف مكتبه يعبث بهاتفه بهدوء و يراقب حديثهم دون تدخل منه إلى أن قال "عاصم" بجدية :

- إيه رأيك يا آسر مش أنت اللي بتدربها ؟

عقدت حاجبيها حين تشدق بلامبالاة ينظر إلى ملامحها المنتظرة إنقاذه خاصة أن حديثه موثوق لدى عمه :

- والله أنا رأيي مش مهم أبدًا هي أدري بنفسها وبقدرتها !

أدركت أنه لن يعصمها من هذا المأزق زفرت أنفاسها بهدوء ثم وقفت تقول لإنهاء الحديث : لأ أنا مش حابة القصة دي ولا هقدر عليها حاليًا و ياريت بلاش تحول أي حاجه ليا بشكل رسمي أنا حقيقي مش هاخد مسؤلية زي دي دلوقت !

وقف "عاصم" بدوره وهو يتنهد قائلًا بحزن :

- تمام يابنتي زي ما تحبي !

شعرت بالشفقة تجاهه خاصة حين تذكرت أمر الطفلة الصغيرة و نظرًا إلى وصف "آسر" كانت زيجته الأولى سيئة أيضًا ! هو وحيد للغاية و هي لا تريد أن يتسلل له هذا الشعور لذلك ربتت فوق كتفه و قالت وهي تتجه إلى الخارج معه :

- طيب أنا في كل الأحوال بتدرب وأول ماابقى مستعدة هكون معاك متقلقش !

ابتسم لها واحتضنها بمحبة خالصة يربت فوق ظهرها قائلًا :

- أنا مش قلقان غير عليكِ حاسس إنك مرهقة من الصبح أو تعبانة ، لو في حاجه ياحبيبتي قوليلي وأنا هتصرف ولو آسر ضاغط عليكِ في التدريب قوليلي ماتتكسفيش !

وكأن أحدهم يطعنها الآن بخنجر مسموم ، هذا الرجل يكاد يُغرقها بالمحبة و الرفق و يتفانى بتذكيرها بـابيها الراحل ، وهي هنا لأجل خداعه ، كيف يقابل شعور أنه أفنى سنين عمره في سراب ، و أن فتاياته المدللات ما هن إلا خدعة من نسج زوجته و ابن أخيه !!!!

أفاقت من شرودها وابتسمت له تردف : أنا تمام منمتش حلو و نورهان أصرت على النزول فمحبتش ازعلها بس كدا !

كور وجهها و ابتسم يقول بمحبة و بهجة :

- نور اتعلقت بيكِ جدًا طالعة في بيت كله رجالة بقا و فرحت أوي بيكِ ، بس بعد كدا لو مرهقة متجيش على نفسك قوليلي وأنا هتصرف تمام ؟

هزت رأسها بالإيجاب واحتضنته مرة أخرى ثم بدأ يسير معها باتجاه المنزل الكبير لكن أوقفهم صوته المعتدل يقول :

- سديم في شوية ورق محتاجين يتظبطوا عشان بكرة لو تقدري نرتبهم و ترتاحي بكرة ياريت !

كادت ترفض لأنها على يقين أن الأمر لا يتعلق بالعمل لكن قال "عاصم" مؤيدًا له :

- أيوا ياحبيبتي روحي وخدي بكرة أجازة و نقضي اليوم سوا مع بعض .

زفرت أنفاسها بإجهاد و نظرت إليه وهو يقبل جبهتها ثم يرحل تاركًا إياها معه بينما لم ينتظر الآخر ثانية واحدة بل جذبها من معصم يدها إلى الداخل و أغلق باب منزله بهدوء تـام !

عقدت ذراعيها أسفل صدرها و وقفت تنظر إليه بغضب واضح ولكنه تجاهل نظراتها و خطى تجاهها يجذبها من ذراعها ويقول بشراسة :

- مين دااا ؟!! أنتِ كل شوية تطلعيلي بمصيبة جديدة ؟!!! يعني إيه تجيبي الزفت دا منغير ماتقوليلي ؟!!!

اتسعت عينيها من طريقة حديثه عن رفيق عمرها و حاولت الفكاك من يده و هي تردف بنبرة متحدية وقد اشتعلت نظراتها أثناء تحديقها بعينيه :

- لولا الزفت ده كنت هتروح فيها !!!! اسمه كريم و لما تتكلم عنه ياتتكلم بأدب ياتسكت أحسن ، دا بدل ماتعتذر على معاملتك ليه !!!!

عقد حاجبيه واستشاط غضبًا من طريقتها المتحدية و دفاعها المثير لحنقه عن رجل يرافقها و هو مطالب الآن باحترام رغبتها بصحبة رجل آخر صاح بغضب و قد تركها و طرق فوق الحائط بجانبها بقوة اخافتها من تهوره معها :

- هو مين دا اللي يعتذر !!!! أناااا !!! أنا اللي قعدت اضحك طول الليل مع واحد لازق فيا و سيبت الناس اللي طالع معاهممم ؟!! جيبالي صاااحبك ياسديم أنتِ اتجننتي !!! ولا يمكن أنا اللي غريب و قبلت هدية زي دي من واحد معرفوش !!!

أشار إلى العقد الذي يزين نحرها بينما عقدت هي حاجبيها تقول بدهشة واستنكار وقد ظهر الامتعاض على ملامحها بوضوح تام :

- وأنت مالك أنت اتكلم مع مين و اقبل هدية مين ؟!!

ثم واصلت بملل حين وجدت حالها تتصرف بغرابة و تتجاذب أطراف الحديث معه بل و تفكر الآن بتقلباته المزاجية معها !!! ارعبها هذا الوضع و قررت تجنبه و الفرار منه براثنه قائلة بحدة :

- أنا واقفة اتناقش معاك ليه أصلًا ، أنت مش هتغير فكرة إني نصابة مأجرها بالفلوس من دماغك مهما حصل بينا ! مش كدا ؟

صاح بغضب شديد :

- لأ مش كدااا ، و تصرفي معاه طبيعي النهاردة المرة الجاية سيبني اموتتت و متخليش واحد زي دااا يبقا ليه جمايل عندي ؟!! و متخرجيش من الموضوع أنا بتكلم عن تصرفاتك الغريية من وقت ماخلصنا الرقصة !!!

اتسعت عينيها وصاحت به بدهشة :

- أنا مش قادرة افهم كريم عملك إيه غير كل خير ليه بتتكلم عنه كدا !!!!!

كان صدره يرتفع ويهبط بقوة و كأنه داخل سباق من فرط كظم غيظه و انفجاره الآن بها ، وكأنها تتعمد أن تقوده إلى درب الجنون بدفاعها عن رجل آخر !!! صرخ بها بصدق :

- معرفششش ، تمام كداااا ! معرفش مش طايقه ليه ومش قادر اشوف فيه غير أنه عيل ملزق ساب قعدة الرجالة و ماسك في البنت اللي قاعدة يتوشوش معاهااا ، كأن بينهم أسرار !!!!!

صاحت به غاضبة حين شعرت أنه يبالغ و يحاول فرض سيطرته على تصرفاتها :

- مااحنا فعلًا بينا أسرار ، وبعدين هو ميعرفش غيري طبيعي يكلمني أنا فين مشكلتك مش شايف إنك عايز تتحكم في اللي حواليك وبس منغير أي مبرر مقنع ؟!!!!!

اشتعلت عينيه بغضب يكاد يحرقها ووقود نيران غضبه هو جدالها ودفاعها عن هذا الرفيق و قد شعر أن مبالغته الغير مبررة سوف تتحول إلى كارثة إن لم يسيطر على حاله في التو والحال و بالفعل هدر بإنفعال :

- مشكلتي إنك بتتصرفي من دماغك و معرفتنيش أنه جاي !!! كان لازم تقوليلي ودا مش تحكم المفروض إني أعرف هعقد مع مين و أظن دا من باب الذوقيات مش من حقك تفرضي عليا واحد بالشكل دا !

ضيقت عينيها لحظات ثم تنهدت بضيق و قالت بإنهاك :

- تمام ياآسر المرة الجاية هبقا ابلغك ، ينفع أروح أنام بقاا ؟

تعلقت عينيه بالعُقد الذي يلتف حول رقبتها و مشهد "سليم" و هو يكاد يلتصق بها و يضعه فوق عنقها يتكرر أمام عينيه دون توقف و لكن كيف يتحدث عن العقد مرة أخرى وكأنه يحقد على فعلة ابن العم الراقية و المبالغ بها من وجهة نظره ؟!! لكن هو على يقين الآن أن بريق عينيها الذي تسبب بإطفائه أناره ابن عمه بتصرفه اللطيف البسيط !!!

طال صمته و لم تحاول الانتظار و إدراك السبب بل أفلتت جسدها و تحركت بجانبه تسير إلى الخارج فأمسك ذراعها وقال بنظرات تائهة :

- أنا مكنش قصدي اللي قولته ، أنا حقيقي نظرتي ليكِ مبقتش زي الأول ، بس مفيش حاجه حواليا مساعداني أوصل دا ليكِ !!!

تعمدت تجنب النظر إليه حين لانت نبرته بتلك الطريقة وكادت تلامس الجزء المضيئ بقلبها ما كان منها سوى الرد الجاف و الفرار و إلا سقطت بين براثن هذا الرجل خاصة أنها شبه تميل إلى رؤية حالها كاملة الأوصاف بعينيه وذلك من محظورات قاموس الاحتيال الخاص بها !!!! :

- محدش بيعمل حاجه مش قاصدها وأنا مش متضايقة من كلامك أنت وصفتني ودا مش غلط أنا نصابة و اللي زيك بيأجرني ! تصبح على خير !

تركته و خرجت مسرعة و داخلها يلعن هذا الاختناق الذي يكاد يقتل روحها ، و كأنها مكبلة بالأغلال وكلما حاولت الفرار تجذبها القيود وتخبرها أنها لن تتحرر إلى الأبد ، وكأن لهذا الرجل تأثير خاص به ، أو يحدث لها كل هذا من فرط ألمها و تشتتها بتلك الفترة !!!!

أما هو وقف بمحله يتابع انصرافها بضيق واضح ورفع يده يسير بها فوق خصلاته و هو يزفر أنفاسه الغاضبة و دهشته تزداد داخله من تصرفاته الغير مدروسة معها و بالرغم من أنها كان يمكنها انتهاز الفرصة و نهب عمه منذ قليل رفضت بل أنه استطاع رؤية الانزعاج داخل عينيها حالة من التخبط تسيطر عليه و على أفكاره يزعجه تواجد هذا الرجل معها و لا يجد مبرر مقنع لأفعاله يقدمه لها أو لحاله !

أغلق باب المنزل و اتجه إلى الأريكة يجلس فوقها ويهمس لحاله ساخرًا :

- بعد ما كنت بتعمد افكرها بحقيقتها بقيت بحاول انسيها !!!

دفع رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه بإجهاد و لازالت صورتها تتجسد في مخيلته وهي تستمع باهتمام إلى حديث هذا الكريم اللئيم ، لها رفيق بل و كادت تحرقه بنظراتها لأجل معاملته مع كريمها السيئ ، لأول مرة يبغض أحدهم دون محاولة التعامل معه وكلماتها تتكرر داخل عقله "مااحنا فعلًا بينا أسرار " ، تُرى ماهي أسرارهم ، يعلم عنها مالم يعلمه أحد أما هو قد أدرك أن لديها شقيقه منذ ساعات فقط وأطلعها على سره الأعظم دون مجهود منها بل برغبته الكاملة وكأنها ساحرة !!!

اعتدل يضع يده فوق جبهته متألمًا حين بدأ الصداع يداهمه و يكاد يفتك برأسه ، و داخله حيرة شديدة من تناقضه و اختلال توازن تفكيره منذ رؤيتها !!

عقد حاجبيه حين استمع إلى صوت مناوشة خفيفة بالخارج و وقف يتجه إلى مصدر الصوت من جهة الزجاج المُطل على الحديقة ، ورفع حاجبه حين وجدها تقف عاقدة ذراعيها أسفل صدرها أمام الحارس و من الواضح أن النقاش يحتد من طرفها ، أزاح الزجاج يتجه إلى الخارج و هو يراقب الحارس يركض تجاهه وكأنه أنقذه من غضبها الساحق يردف برفض واضح لفعلتها :

- ياباشا حضرتك قولتلي مينفعش تخرج منغير ماتعرف ، أنا أول ماجيت اكلم حضرتك دا اللي حصل !

ثم أشار إلى حطام الهاتف أمام قدمها اليمنى و نظر "آسر" حيث أشار ثم رفع عينيه إليها و قال بهدوء وهو يصرفه :

- خلاص روح أنت وأنا هجيبلك غير اللي اتكسر !

لم يصرف عينيه عنها بل بدأت مُقلتيه تجوب ملامحها الساكنة و رأسها التي ترفعها بشموخ و تحدي و تنتظر رد فعله بهدوء كأنها لم تحطم هاتف الرجل منذ دقائق و كان من الممكن أن يتفاقم الأمر إن لم يستمع إلى النقاش من الداخل !!!

وقف أمامها يضع يده داخل جيب بنطالة ويطل عليها مبتسمًا من أسلوبها المنتهج معه حيث أخبرته عينيها أنها تنتظر توبيخه على فعلتها لكنه باغتها و قال بهدوء على غير العادة :

- فداكِ كل دا ، رايحة فين بقا في وقت زي دا !

صمتت لحظات من دهشتها بالفعل حيث كانت تنتظر منه ثورة عارمة على تصرفها الشرس لكنها حين وجدته يتجاوز الأمر ويسلط الضوء على هدفه أشهرت سبابتها بوجهه و أردفت بنبرة تحذيرية واضحة للغاية :

- أنا محدش بيحبسني كدا ، قولهم يخرجوني عشان حقيقي جناني مش هيعجبكم أبدًا !

تجاهل محاولتها الفاشلة بتشتيت انتباهه و بدأ يتحرك تجاهها و هو يضيق عينيه و يسألها بترقب :

- رايحة فين ياسديم ؟

عادت إلى الخلف تحاول الابتعاد عنه إلى أن إلتصق ظهرها بالبوابة خلفها و لعنت داخلها تجز فوق أسنانها بقوة حين وجدت الحاجز المعتاد بظهرها وهو يحاوطها بجسده العريض و هذا الوضع يجعلها بأوج توترها و صارت لديها شكوك أنه يتعمد انتهاج سياسة التلاعب بها عقدت حاجبيها حين لاحظت الطريق الذي تسلكه أفكارها في حضرة هذا الرجل فقط دون غيره !!

حاولت تنظيم أنفاسها و هي تراقب يده التي ارتفعت تستند إلى البوابة بجانب خصرها مباشرة و عينيه ثابتة فوق شفتيها وكأنه ينتظر خروج الكلمات من بينهما ، لكنها أفسدت رؤيته حين نكست رأسها و قالت بنبرة حادة :

- دي حاجة تخصني ، و ياريت تبعد وتنبه عليهم ميحاولوش يوقفوني تاني !

مال برأسه تجاهها و أصبحت المسافة شبه معدومة بين وجهيهما وقد تعمد تجاهل حديثها يقترب بوجهه منها هامسًا لها بهدوء :

- أنا اللي موقفك مش هما ، مش طبيعي اسيب بنت تخرج بعد نص الليل لوحدها !

بللت شفتيها و همست له و هي تحاول دفعه من صدره و قد أبعدت رأسها عنه ونظرت إلى الجهة البعيدة و تركت عنها المزين بعُقد "سليم" أمام عينيه ، وقد تسللت يده بخفة إلى عنقها من الخلف و اقترب منها حد الإلتصاق بها :

- دي حاجه تخصني أنا بخرج في أوقات أسوأ من دي كمان اوعاا بقاا ؟!!

ابتسم حين نجحت يده بنزع العقد من حول عنقها و همس لها بعبث :

- لا مفيش الكلام دا ، عايزة تخرجي هخرج معاكِ لو مصممة !

اتسعت عينيها حين أعلن هاتفها عن مكالمة هاتفية و زفرت بغضب تقول بتوتر :

- عاجبك كدا أهو كريم وصل برا لو أميرة شافته هتبقا كارثة !

عقد حاجبيه بغضب حين اخرجته عن طوره فجأة وعلم أن محاولة خروجها لأجل هذا الخبيث بينما ارتفع صوته يردف : هو كريم باشاا اللي برا !!

وضعت يدها أعلى شفتيه و قالت بأعين متسعة :

- يخربيتك !!!! بقولك مش عايزة حد ياخد باله !!!!

أصابتها القشعريرة حين وضعت يدها أعلى شفتيه مباشرة و توترت ترفع يدها على الفور بينما ظهرت بسمة صغيرة فوق شفتيه و استمع إليها تبرر بخجل و أعين زائعة حين وجدت أنه لا مفر منه سوى أن يعلم أسباب مقابلتها مع رفيقها :

- أنا لازم أسيب مع كريم حاجة نسيت اديهاله النهاردة لما شوفته بسبب طريقتك معاه ، حلو كدااا !! عايز تيجي معايا تشوف بنفسك اتفضل تعالى يلا !

ابتعد عنها وقد أعجبه العرض الخاص بها ، ليذهب معها إذًا خير له أن يتركها معه تُكمل سلسلة أسرارها !

خرجا من البوابة و بسمة انتصاره تتلاعب فوق شفتيه و لاحظتها لتقول بغضب واضح :

- على فكرة لولا الموضوع مش هيضرني لوحدي كنت اتخانقت فيك للصبح ومكنتش نفذت اللي أنت عايزه !!!

هز رأسه بالإيجاب و أجابها بثقة و مكر :

- آه طبعًا أكيد !

عقدت حاجبيها و أقبل "كريم" عليهما يقول بهدوء :

- فين ياسديم ؟

أخرجت من جيب بنطالها قطعة حديدية صغيرة و وضعتهت فوق راحة يده تقول بتحذير :

- كريم خد بالك و فيه فايل متقربش منه عليه حرف N وبكرة هحولك المبلغ من جديد تمام كدا !!

عقد "آسر" حاجبيه بينما انصرف "كريم" ركضًا تجاه سيارته بعدما أكد عليها أن تتصرف بحذر ، والآن تفاقم الغضب داخله منهما ، وكأن مايحدث أمامه لغز ، ماذا تحوي تلك القطعة التي اعطتها له ، ولماذا الأمر هام إلى درجة خروجها ليلًا و مقابلة هذا اللعين في الخفاء ؟!! و تزداد الأسرار و علامات الاستفهام داخله تجاهها كلما حاول تزيينها بالبساطة داخل عقله فاجئته بعقدة جديدة و في خلال يوم واحد تُظهر شقيقتها ورفيق عمرها ولكن هذا الرجل المقرب لها إلى تلك الدرجة يخرجه عن طوره و يدفعه إلى شراسة غير معهودة بل هى ذاتها تدفعه إلى ذلك بالرغم أنه لا يؤيد المعاملة الفظة تجاه حواء لكنها تتعمد فك أسر مارده و إشعال فتيل غضبه بطريقتها !!!

أمسك ذراعها و أدارها إليه بغضب و هدر منفعلًا :

- أنا عايز افهم دلوقت حالًا بتعملي إيه ؟ دي عصاابة حتى الدكتور بتاعك شريك معاكم !!!!

و حين تحتاج إلى سكن الروح لا تبحث عبثًا عن سراديب الأسرار ، لن تجدها إلا إن أرشدك صاحبها ، فأرواحنا عامرة و تنتظر الرفيق الأمين و لكنها مليئة بالسراديب !

اتسعت عينيها من أحكامه المسبقة عليها و بللت شفتيها تهمس بنبرة متألمة :

- هو فعلًا شريك ليا ، أوعى بقااا !

أزاحت يده و انصرفت تعود إلى غرفتها غاضبة منه ومن حالها أيضًا ما الذي تنتظره منه ، لتزداد ظنونه تجاهها و يحدث ما يحدث ؟!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close