اخر الروايات

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم مروة البطراوي

ألقت بنفسها في براثن والدها عندما وجهت زيدان ليطلبها مثل باقي الفتيات عندما لفظ والدها بعبارة أنه سيفرض متطلباته وزيدان سيوافق عليها شهقت في خزي مستنكرة ما يقوله والدها ألا يدين لزيدان بالفضل أن لولاه لبات متعفنًا بالسجن ضغطت على أصابع يديها بعصبية وتجمدت نظراتها تتأكل من الغيظ بسبب المواقف التي يضعها فيها والديها ولكن قررت الخروج عن صمتها وهتفت باعتراض قائلة : أنا معنديش طلبات وبعدين زيدان من غير ما نطلب منه حاجة هو من نفسه جاي يعرض عليكم عروض.
ثم هتفت بضيق قائلة :..فبلاش النبرة دي يا بابا لو سمحت
ابتسم سامر بسخرية قائلًا : أنتِ جايه تعلمي أبوكي يتكلم ازاي ولا ايه ما عادي أي واحد بيتقدم لواحدة لازم أهلها يقعدوا ويشرطوا شروطهم.


ثم أستطرد باستهزاء قائلًا : ولا أنتِ أخدتي تبقي مدافعة دايمًا.
استشعر زيدان التهاب حواسها بسبب تلك الكلمات المسمومة التي انطلقت من فم سامر لينظر إليه بغضب قائلًا : على فكرة لو هي اتهاونت في متطلباتها فده لأنها على ثقة ان مطالبها مجابة أساسًا أنا مخلتش ليها أي مطالب.
وانفجر ثغره بابتسامة غرورقائلًا :..حتى أنت أمنت ليك شغل.
تشنج وجه سامر من عجرفة زيدان خاصة عندما أضاف زيدان قائلًا : أنا هكتبلها بيت باسمها غير اللي هنسكن فيه لأننا هنسكن في القصر وعربية وحساب في البنك.
ثم وجه أنظاره لها قائلًا بحنان :..ده غير المصنع اللي هي بتحلم بيه.
أشار وجدي بوجهه ليعلم زيدان أن كل هذا غير كافي ليضيف زيدان قائلًا : عارف بتفكر في ايه أنا عملت ده كله علشان لو اختلفنا أو أطلقنا أنا عن نفسي عمرى ما أطلقةا إلا لو هي عايزة..

ثم استطرد قائلًا : في حاجة كمان؟
قاطعه وجدي قائلًا : طبعًا دي جوازة متحلمش بيها أي بنت وأنت عريس متترفضش وكل عروضك دي ولا تفرق عندي.
ثم أنتصب أمامه بقوه ينظر إليها ويفاجئها قائلًا : ..أنا عايز الأمان لبنتي علشان ظروفها.
هنا قطبت ريحانة جبينها لظنها السيء بوالدها ثم تذكرت كلمة الظروف التي قالها والدها لتحترق من داخلها تود الصراخ بأعلى صوتها ولكنها كتمت صراخها بداخلها وأنتباه منها لسامر ونظرت إليه لتجده يثني عليها في حديثه ويدافع عنها بكل استماتة وحب نحوها قائلًا : وهي مالها ريحانة ؟ريحانة مفيش حاجة تعيبها..ده قدر ومش يمكن هو كمان يطلع مبيخلفش.
واستطرد بغل وحقد قائلًا :..أو يمكن عارف وبيداري على نفسه.
هنا تطايرت من السعادة لتلك المدافعة البسيطة عنها تود تطويقه بذراعيها ..نعم لم تراه والتعود عليه منذ فترة وهو لا يعلم عنها شئ ولكنه لم يستهين مثلهم بظروفها.
نظر وجدي إلى سامر بلوم وعتاب قائلًا : ده كلام يتقال يا بارد يخربيت اللي سرقك يا ريتك كنت فضلت هنا على الأقل كان هيبقى عندك دم وأنت بتتكلم.
ثم أشار نحو زيدان قائلًا :..بقا الراجل راضي بينا وأنت تتهمه.
زفر زيدان بحنق لينظر إليه وجدي برجاء قائلًا : متاخدش على كلامه المهم عندي راحة ريحانة أنا عمري ما اعترضت على رغبة ليها.
وأتبع حديثه وهو ينظر إليها باهتمام قائلًا :..جايز زمان كنت بكبر دماغي لكن دلوقتي اتغيرت.
هز زيدان رأسه قائلًا : حيث كده نطلب المأذون يجي يشهد وأخوها موجود أهو مين تاني يشهد.
عقد وجدي ما بين حاجبيه قائلًا : ازاي فين الترتيبات والاوراق ؟

ابتسم زيدان بخبث قائلًا : مع زيدان كل شئ جاهز.
بمرور الوقت قرع جرس الباب وقد صدق حدسها فهو المأذون وشاهد معه جحظت بعينيها عندما رأت الشاهد لم تتوقع يوم أن يكون هو حاتم صديقها الجامعي الذي كان يعشقها والذي مرارًا كانت نورا تريده لها ولكن كانت ترفضه باستمرار رغم وضعه المادي والاجتماعي بالإضافة لكل هذا كان شاهدًا على عقد زواجها الأول ترى ما علاقته يزيدان وهل أتيت اليوم يا حاتم لتشمت بها أم يستكمل باقي محاولاته لترضى به ؟ تفاجئت به يحتضن زيدان بحرارة ويمد يده إليها وهو يبتسم قائلًا : عارف إنك مستغربة وجودي بس أنا هفسرلك الموضوع والدتك اتصلت بيا أنا ونورا على اعتبار اننا أصدقائك عارفة نورا نفضت ليها.
واستطرد بخبث قائلًا :..أنا بقا أول ما ذكرت اسم زيدان صديق أخويا أمير قلت ليها حاضر يا طنط تؤمري بس نفذت كلامها بالعكس..لسببين أولًا أنامقدرش أعمل كده في صاحب أخويا.
واستكمل حديثه رافعًا رأسه بشماتة قائلًا :..ثانيًا أنا متجوز وعندي حور وأمير.
نظرت إليه ريحانة بذهول غير مستوعبة خطط والدتها والرابط الذي يربط حاتم وزيدان تبتسم بخفوت قائلة : يعني يا زيدان بدل ما تجيب أمير يشهد جايب حاتم أخوه علشان تأكد لي مدى شر وحقد الست والدتي عليا..عمومًا ماشي.
واستطردت وهي تنظر لحاتم بخبث قائلة : شرفتني بامضائك شاهد على عقد جوازي يا حاتم للمرة التانية.
زفر وجدي مستنكرًا ما تقوم به شمس قائلًا : أيوه يا ريحانة أنا لو مكان زيدان هعمل كده اسمعي مني أمك السبب في كل اللي حصل لينا حتى لأخوكِ.
واستطرد بلهجة أمرة : فبلاش تقعدي تعاتبيني وتعاتبي زيدان.
تنهدت ريحانة لينظر إليها زيدان بضيق قائلًا : ماشي يا ريحانة طالما أنتِ حسبتيها كده..بس بصراحة حاتم هو اللي صمم.
واستطرد باستهزاء قائلًا : ثانيًا أنا مكنتش أعرف انه كان شاهد على عقد جوازك السابق لأني محضرتوش.


حاول وجدي إنهاء الوضع ناظرًا إلى المأذون الذي يكتب في الأوراق ويستمع إليهم ليتنحنح وجدي وهو يشير بعينيه إلى المأذون لينتبه وهو يقول : والله ما هو وقته أنت تقول وهي تقول خلونا نخلص وأنت يا سامر روح هات بطاقتك.
ثم أنتبه لشئ ما قائلًا : ..بس استنى أنت لسه بطاقتك الجديدة مطلعتش.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا : ودي تفوتني برضه..البطاقة مع المأذون..أنا كل حاجة عامل حسابها مبحبش أضيع وقتي اتفضلوا نبدأ.
واستطرد يأمرها قائلًا : روحي هاتي حاجة نشربها يا ريحانة.
نظر إليه وجدي بتدقيق وهو يصرف ريحانة لينتبه إلى زيدان الذي أشار إليه للدلوف إلى الشرفة ليعقد ما بين حاجبيه قائلًا : ايه أنت وزعتها ليه في حاجة؟..لو على ورقه الطلاق احنا منعرفش مكانها هي اطلقت وأنا في السجن.
ثم أشار بوجهه قائلًا :..اسألها أكيد معاها.
زفر زيدان بحنق قائلًا : دي كمان جبتها وعملت حسابها. أنا حبيت أتكلم معاك لو حابب ضمانات أكثر..
واستطرد بكبرياء قائلًا : في حاجة نسيت أقولك عليها أنا هكتبلها شيك بنص مليون غير المؤخر.
استشعر وجدي مدى قوة زيدان وسطوته ليرد عليه قائلًا : بصرف النظر أنت هدفك ايه من الجواز من واحدو مبتخلفش بس أنا عايزك تعاملها على إنك أول بختها.
واستطرد بكل ثقة قائلًا : لازم تصدقني مش هترجع وتندم لأنها أنضف مننا.
رفع زيدان حاجبيه باندهاش من مدح وجدي في ابنته رغم قذارته ليرد قائلًا : هيحصل من غير ما تقول أكبر فرح، فستان فرح معتقدش انها لبسته في جوازتها الأولانية، شهر عسل في بيروت.

واستطرد بابتسامة قائلًا :..أظن كده حلو أوي.
هي الآن تريد معرفه ما دار بينه وبين والدها حاولت قراءة ما دار من بين عينيهم ولكنها فشلت ترى ما السبب الذي جعله يرسلها إلى المطبخ في ظل شرودها وتفكيرها تم عقد القرآن وأصبحت زوجته ليناديها لكي تقوم بالتوقيع وقعت على عقد قرآنها كالتي توقع على ورقة في مصلحة حكومية لم تستوعب ما حدث إلا عندما أنتبهت له وهو يقبلها في خديها ويبارك لها حتى أصبحت كالجمرة الملتهبة كأنها لم تُقبل من قبل. احمرت وجنتيها بلون كالدماء قبلة بسيطة جعلت كل كيانها يهتز تنحى عنها وهو يبتسم لها بكل خبث ليعلمها أنه عاود ليقبلها من جديد ودت لو تصرخ في وجهه ولكنها نظرت إلى الموجودين وكتمت غيظها إلى أن رحل حاتم والمأذون، وبعد رحيلهم تركها والدها و دلف مع ابنه إلى الغرفة ليستكملا حوارهما عن زيدان لتجده يحك بطرف أصبعه على ذقنه وعينيه تلمع بخبث قائلًا : مش كنتي تقوليلي إن حاتم كان شاهد على عقد الجواز الأول ؟..كنت على الأقل غيرته كده هتبقا جوازة شؤم للمرة التانية.
ثم هز رأسه بمكر قائلًا :..علشان كده أصر.
تعالت ضحكاتها حتى أدمعت عينيها قائلة : بقا عايز تقنعني يا زيدان إن كل ده مكنتش تعرفه لا، لا يا راجل قول كلام غير ده. ده أنت بتعرف دبة النملة.
ثم اقتربت منه تهمس بخبث قائلة :..ده أنا قلت هتعرف حاجات تانية.
ابتسم بخبث حيث وصل إلى مبتغاه فقال لها : مش عارف ليه يا حبيبتي بتظن فيا سوء هو مفيش مرة كده هتفرحي قلبي وتصدقيني زي ما بصدقك.
ثم ضمها إليه بقوة يعاقبها على اقترابها الخبيث قائلًا : ولا تحبي تشوفي الوش التاني ليا.
ابتسمت ريحانة بسخرية ولم تخشى منه أو من معانقته قائلة : لا اطمن مصدقاك. مصدقة إنك هتتجوزني لمصلحتي وعلشان أخد حقي.
واستطردت وهي تدور بأصبعها بحركات دائرية على ظهره ليرتجف من لمساتها وهي تستهزأ وتقول :..وشويه السلطات والبابا غنوج اللي أغريت بابا بيهم.
زاد من ضمه لها لدرجة أنها هذه المرة توترت من قربه وكادت أن تنادي والدها فأنتبه لها وهو مغيب في ظلمات عشقها ليضع يده على شفتيه ويقترب من يده قائلًا : ريحانة باباكي كان عايز يطمن عليكي..مش بالفلوس لا كان عايزني أخليكي معايا العمر كله وأنا وافقت.

ثم قبل وجنتها بحرارة بالغة قائلًا : لأنك بصراحة دخلتي دماغي.
جحظت بعينيها من كلماته وقراره ليمرر اصبعه على شفتيها بخبث قائلًا : أناعطيته كلمة واعتبريه عهد عليا ومش زيدان اللي يرجع في كلمته. هو من غير ما يطلب الطلب ده كنت هعمله.
واستطرد بكل تملك وعشق قائلًا :..أنتِ متتسابيش.ولو أنتِ فكرتي تسيبيني هقتلك.
أنتفضت من مكانها ورجعت بظهرها للخلف غير مستوعبة حديثه تهتف بذهول قائلة : هتقتلني طب يا ريت على الأقل أخلص وارتاح أناكان مالي ومال الهم ده مكتوب عليا وجع القلب طول عمري.
ثم أشارت بسبابتها وهي تتنهد قائلة :..مش برتاح أبدًا.
هز رأسه بيأس مصطنع قائلًا : يا عيني للدرجة دي ده احنا هنريحوكي يا شابة. بصراحة أنا كل عيلتي تتمنى تخلص منك زي ما يكون في ما بينا تار بايت.
وأراد أن يريحها منه فاستطرد وهو يذهب نحو باب الشقة ملوحًا لها وهو يقول :..بس أنا لا المهم حوار الفستان بقا متعب بالنسبة لي انزلي مع نورا. سلام يا قطة هتوحشيني.
عاد ليقبلها قبل أن يرحل فابتعدت عنه بحزم فطأطأ برأسه بكل خفة ورحل.
في اليوم التالي جائت نورا وأقلتها حيث دار الأزياء. هبطت إليها وهي تعبس بوجهها مرتدية نظارتها السوداء لتنتبه نورا فتمتعض قائلة : ما تفرديها بقا وبعدين خلاص يا ريحانة كتب الكتاب وانكتب. افرحي واتبسطي وكيدي الأعادي.
ثم نظرت إلى الحارس بضيق قائلة :..مش كفاية البودي جارد اللي هيجي ورانا.
زفرت ريحانة وذهبتا سويًا إلى دار أزياء يبدو أنه افتتح قريبا لتدلف هي ونورا وتندهش عندما تجد والدة نورا وهي تحتضنها قائلة : وحشتيني يا ريحانة ايه الجمال ده لا وكمان الفستان اللي أنا اختارته ليكي يليق عليكي وعلى قوامك الحلو.

وأضافت بكل حب قائلة :..أنا كنت هفتح كمان شهر بس علشانك فتحت بدري.
استشعرت ريحانة الفرق بين شمس وياسمين والدة نورا لتدمع عينيها لتتفهمها ياسمين لتهتف قائلة : مين اللي زعل القمر بقا لا لا لا أنا مقدرش على كده أنتِ زعلتي مني مكنش قصدي أنتِ عارفة أنا بحبك قد ايه.
ثم نظرت إلى نورا بحزن قائلة :..كفايه إنك بتسلي نورا.
هزت ريحانة رأسها قائلة : عارفة يا طنط انه مش قصدك بس الصراحة كان نفسي ماما هي اللي تعمل كده بس مع الأسف في الجوازتين ولا كأني بنتها.
ثم تنهدت بتعب قائلة :..الحمد لله.
تنهدت ياسمين بحزن على حال ريحانة قائلة : أنا حاسة بيكي يا ريحانة بس عايزاكي تعملي زي نورا أنا وأبوها تقريبًا مش عايشين معاها بس هي بتخلق لنفسها حياة.
واستطردت بأسف قائلة : أنتِ بتربطي حياتك باللي حواليكي.
نظرت ريحانة حولها لتجد نورا غير مبالية تعبث بالفساتين تبتسم ياسمين قائلة : شايفة بتعمل ايه..دي حتى مسلمتش عليا تقريبًا من يوم ما نزلت مصر مش شفتها ولا شافتني مش عارفة احنا كده صح ولا غلط.
و أضافت لتحفز ريحانة قائلة :..بس هي قوية.
نظرت إليها ريحانة بضعف لتستطرد ياسمين حديثها قائلة : هي قوية..ولذلك أنا مطمنة عمر ما حد هيقدر يضحك عليها.
ثم ابتسمت قائلة : والدليل أهو لغاية الآن مش عاجبها أي حد اتقدملها رغم إن كلهم مستويات.
هزت ريحانة رأسها وذهبت إلى نورا لتلوي نورا شفتيها بضيق قائلة : طبعًا كانت بتشتكي ليكي مني مش مهم ..المهم اني لقيت الفستان ومش هتشوفيه غير يوم الفرح سو كيوت اياكي تعترضي.

ثم استطردت بتحذير قائلة :..أنا بقول أهو.
لوت ريحانة شفتيها بعدم اهتمام وأخذت تشاهد باقي الفساتين لتعض نورا على شفتيها قائلة في نفسها بخبث : كده الخطة تمت بنجاح وأيوة بقا وخمسة اموااه عليكي يا نورا يا حلوة يا أمورة عقبالي كده لما يتعمل عليا مؤمرات.
واستطردت بخفة قائلة : وأنا أعمل نفسي عبيطة.
اقتربت منها ريحانة عندما وجدتها تحدث نفسها لتضربها في رأسها قائلة : ايه اتجننتي بقالك أسبوع قاعدة لوحدك اتعلمتي تكلمي نفسك ما تلمي نفسك وتيجي تقعدي هنا في المحل على الأقل تونسي طنط.
واستطردت وهي تنظر إلى ياسمين بحزن قائلة : بدل ما هي لوحدها.
أشاحت نورا وجهها إلى الجانب الأخر حيث تقف ياسمين لتهتف بانزعاج قائلة : مش حابة أجي هنا أنا جيت بس علشانك بصي يا ريحانة كل واحد فينا شايف في أهله الغلط الفرق اللي بيني وبينك انك بتقولي.
واستطردت بضيق قائلة : أنا مش حابة.
اندهشت ريحانة بفعل كلمة الخطأ الموجود عند أهل نورا واحتارت ترى ما هو الخطأ أتكون خائنة مثل والدتها أم خطئها الوحيد هو البعد عن ابنتها؟
هي مذهولة ألم يكفها العناء في حالتها أتفكر في حالة صديقتها أيضًا. ليست مجبرة على مداوة الجميع ولكنها فطرة بداخلها حاولت التعمق في كلمات نورا وهي تحدق بعينيها في وجه ياسمين التي لا يبدو عليها أي مظهر من مظاهر القسوة حيث أنها امراءة في داخلها كمية من العاطفة والحنان إذا وزعوا على كثير من الفتيات سيوفي ويكفي.
ذهبت نورا مع ريحانة بعد إنتقاء الفستان إلى المطعم لتناول الغذاء وعلمت نورا من عيني ريحانة أنها تريد معرفة كل شئ فسردت لها كل شئ لتشهق ريحانة جاحظة وقالت : لا، أكيد أنتِ غلطانة مش ممكن مامتك تكون بالشكل اللي حكيتي عنه ده. وإلا كان زمانها واحدة زي أمي.

وهزت رأسها ترفض استيعاب كل شئ قائلة :..لكن دي ست ناجحة ايه اللي يخليها تعمل كده.
شردت نورا في تفاصيل الماضي ثم أنتبهت إلى إصرار ريحانة على الرد لترد عليها قائلة : كل ده بسبب بابا يعني تقدري تقولي إهمال العلاقة ما بينهم بابا تعب وخبى على ماما تعبه وفضل يسافر ويتهرب منها.
واستطردت وهي تتنهد قائلة : لغاية ما عرفت.
حدقت ريحانة بعينيها قائلة : عرفت عرفت ايه عايزة تفهميني انه بسبب **** لا لا لا مستحيل في ست ممكن تلجأ لكده.
ثم استطردت بقوة قائلة : لا يا نورا أكيد باباكي صور ليكي الموضوع غلط.
أغمضت نورا عينيها بمرارة قائلة : ريحانة كفايه بقا..لأن شفت كل حاجة بعيني جايز مشوفتش مصيبه كبيرة.
واستطردت بوجع قائلة :..بس أنا شفتها في لبنان مع المصمم بتاع الأزياء وفي مكتبه.
حاولت ريحانة الدفاع عن ياسمين ولكن منعتها نورا بيديها وتحشرج صوتها من البكاء قائلة : اللي يعمل الصغيرة يعمل الكبيرة يا ريحانة هي لو كانت مغلطتش كان فاتها وقفت قصادي وواجهتني.
ثم سألتها بإستهجان قائلة :..تفتكري ليه مش بتحاسبني زي أي أم؟
ربتت ريحانة على يدها بحنان قائلة : نورا أنتِ أكيد لما شافتك وبختيها وده رد فعل طبيعي على اللي حصل ومش يمكن كان موضوع تحرش وخلاص.
ثم سألتها بتوجس قائلة :..وبعدين أنتِ عرفتي منين موضوع باباكي.
زفرت نورا وتنهدت بتعب لتوقفها ريحانة قائلة : خلاص يا نورا بلاش تتكلمي أنتِ عارفة أنا موجودة في أي وقت علشان أسمعك أنتِ يا ما سمعتيني.
واستطردت برجاء قائلة :..بس سامحيها يا نورا واعطيها فرصة.

هزت نورا رأسها بطاعة لريحانة وموافقة على اقتراحها ستحاول من جديد التحدث مع والدتها ومعرفه الحقيقه الكامله أما عن ريحانة فقد شردت في تفاصيل اليوم ومفاجأة ياسمين لها وياسمين نفسها ووضعها لتترسخ حقيقة واحدة في عقلها أن كل شخص يعيش معاناة ولكن يختلف قدرها من شخص لأخر ولا يوجد شخص يمتلك الراحة الكاملة، ثم سخرت من نفسها على حزنها على حالتها، ولكن ترسخت كلمات ياسمين عن نورا أنها تتغلب على كل الصعاب في حياتها وتحاول تغيير الواقع ليتها مثلها ولما لا تكون مثلها، وتكسر القيود والحواجز التي وضعت بها وتطير محلقة وتفتك بكل شئ يواجهها لأن الاستسلام يحطم أكثر. ..استسلمت قديمًا وها هي النتيجة الضياع فقط.


جاء اليوم المنتظر كانت الساعات تمر ثقال على قلبها ليس هذا اليوم فقط بل من يوم عقد القرآن أي امرأة في وضعها لا بد وأن تشعر بسعادة وفرحة ولكن هي على النقيض كان يروادها إحساس الحزن والألم قام بتوصيلها في صمت إلى الفندق الذي سيقام فيه العرس إلى أن وصل نظر لها نظرة غامضة وهو يقول : وصلنا أتمنى اليوم يعدي بسلام وتفرحي وتتبسطي وتفكي التكشيرة اللي على وشك دي.
كادت أن ترد عليه لولا نورا التي كانت تنتظرهم على باب الفندق والتي ركضت إليهما مسرعة وفتحت الباب لريحانة قائلة : ريحانة..أنا مستنياكي من بدري يلا بسرعة احنا اتأخرنا.
بالفعل هبطت ريحانة معها وتوجهت نحو باب الفندق دون النطق بنبت شفة ودون النظر إليه من الخلف.
صعدت ريحانة إلى الجناح الذي يتم تجهيزها فيه لتصعق عندما رأت فستانها المعلق بداخله.
ثم نظرت خلفها بصدمة إلى نورا التي رفعت أكتافها بلا مبالاه لتنزعج ريحانة من ردة فعلها قائلة : ايه اللي أنت هببتيه ده يا نورا؟
ردت نورا بقلة حيلة قائلة : ده الموديل اللي هو وصفه لمامي وبعتت جابته بعد ما لغي تعامله مع غفران وبهدلها بسببك وأنا عرضت عليه يتعامل مع مامي.
هزت ريحانة رأسها برفض لاستيعاب الموقف قائلة : لا مستحيل ألبسه.

زفرت نورا بحنق قائلة : يعني هتبوظي الليلة علشان فستان ويرجع يقول انك بتتلككي؟
ردت ريحانة بعصبية قائلة : تبوظ تولع يبعت يغيره.
وضعت نورا يدها في خصرها بتذمر كالأطفال قائلة : لا مش هيتغير يا ريحانة وأعلى ما في خيلك اركبيه واسمعي الكلام ما أنتِ كنتي بتسمعيه زمان ولا زيدان ملوش نفس.
اندهشت ريحانة من مدافعة نورا عن زيدان وباتت أمام سر كبير. اتصلت به مرارًا وتكرارًا ليبعث بأحد يبدل لها الفستان ولكن الوقت ضاق عليها خاصه عندما دلفت إليها خبيرة التجميل والتي كانت مرتبطة بمواعيد أخرى. تخلت ريحانة عن عنادها و استسلمت لأمرها وقامت بارتداء الفستان وبعد الإنتهاء وأصبحت ريحانة في أبهى جمالها ابتسمت لها نورا واحتضنتها وبعثت له برسالة على خطه الأخر بأنه تم الأمر، رد عليها برسالة تتضمن خروج الكل من الجناح ليدلف هو قامت نورا بتجميع الجميع والخروج معهم ووعدتها أن تعود لها مرة أخرى.
نظرت ريحانة إلى وجهها في المرأة لتلاحظ تغييرها الكامل لم تكن يومًا بهذه الوضعية
شردت فيما حدث وفيما سوف يحدث حتى أنها لم تشعر به عندما دلف حيث أغمضت عينيها وشردت بخيالها بعيدًا حيث كانت وفيما سوف تكون هو الآخر منذ لحظه وضعه على مقبض الجناح ورؤيته لها وانبهاره ليس لما ترتديه وما تضعه ولكن انبهار بشخصها يعلم جيدًا أن جمالها لا يكمن في هذه الأشياء بل جمالها هو الذي يضفي حلاوة على كل ما تمتلكه يدها أخذ يغمض عينيه ويفتحهم لعله يكون بحلم وليس حقيقه ولكنه سعد أن هذه الحقيقة أمامه وملكه وحده هو لا يريد سواها فقط توجه إليها واندهش لحالتها المتغيرة التي زادتها حلاوة أنتفضت على لمسات تدغدغ عرقها النابض كأنه يريد أن يعزف موسيقى على رقبتها فتحت عينيها سريعًا وشاهدته من خلفها يطوق عنقها بعقد ماسي ينير رقبتها ويقوم بوضع خده بجوار خدها ويلامسه بنعومة أرجفتها قائلًا : مبروك يا رورو مش هقولك لا ريحانة قلبي ولا رير زي ما بيقولولك. أنتِ من النهارده رورو وبس وأنا بس اللي أقوله.

ثم أدارها قائلًا وهو يقبلها قائلًا : ومحرم على غيري .
نظرت إليه وتصاعدت أنفاسها حيث ذكرها بقصي عندما طلب نفس الطلب مع تغيير اللقب ليفهم زيدان مدى انزعاجها ليبتسم قائلًا : احنا لسه قايلين ايه الصبح نعدي الليلة على خير وأنتِ شطورة معترضتيش على الفستان ولبستيه هتعترضي بقا على اللقب.
ثم زم شفتيه قائلًا :..معتقدش.
كادت أن تفهمه الوضع ولكن قبض على يدها سريعًا وسار بها نحو الباب ليهبطا الدرج سويًا أمام كل المدعوين. البعض منهم تفاجئ لأنها معروفه أنها زوجه قصي السابقة والبعض يتمنى لهم السعادة والبعض يتمنى لهم الانهيار وخاصة لريحانة..أيضًا كان هناك صنف رابع ينظر إليهم بإشمئزاز.
جلسا بالمكان المخصص لهما وأول من توجه نحوهم للمباركة كان أمير وحاتم. حاتم الذي عندما رأه قصي وشمس دب الغضب في جسديهما صافح أمير صديقه زيدان واحتضنه هامسًا في أذنه قائلًا : هي مدام ريحانة مضايقة من وجودي ولا حاجة؟
كان زيدان في عالم أخر يتتبع نظرات حاتم لريحانة ويده التي توجهت إليها لكي يصافحها ويبارك لها قائلًا : مبروك يا ريحانة فرحتلك كتير.
توقع زيدان أن تمده يدها له ولكنها فاقت توقعاته عندما ردت عليه بحدة قائلة : الله لا يبارك فيك.
جحظ حاتم بعينيه ونظر إلى زيدان الذي ابتسم له بسخرية قائلًا : وهو يصح برضه تبارك للعروسة قبل العريس.
هز حاتم رأسه بحرج قائلًا : لا أنا أسف ألف مبروك..عن اذنكم.
انصرف حاتم ليعلم أمير أن سؤاله لا إجابة له فقد كانت الإجابة الكاملة أمامه جاء من بعدهما سامر يحتضن ريحانة بشدة قائلًا : حقك عليا أنا بحبك أوي وكنت خايف تضيعي مني من بعد ما لقيتك مبروك يا حبيبتي.
ثم نظر إلى زيدان باقتضاب قائلًا : مبروك خلي بالك منها..أنا في ضهرها على فكرة.

هز زيدان رأسه بغيظ وانصرف سامر حيث الحديقة ينفث عن غضبه ليرتطم جسده بجسد ضعيف نظر إلى عينيها شاهد فيهما ملامح عميقة من الحزن ولكن معه كبرياء لا يقاوم فاعتذر منها قائلًا : أنا أسف معلش كنت متأثر بجواز أختي فخرجت مش شايف قدامي.
سخرت سمر منه قائلة : لا والله مش تقولي انك شرفت يا بيه. عاش من شافك مبسوطة اني شفتك رغم إنها قالت لنا إنك مت. أنا أخت جوزها السابق.
تذكر حديثهم عنها فابتسم بخبث قائلًا : أنتِ سمر؟
ابتسمت بفظاظة وهزت رأسها بايجاب.
على الجانب الأخر توجهت شذى ببطنها المنتفخة نحو شكران التي تجلس أمام الجميع تحاول رسم البسمة على وجهها من جراء ما فعله ولدها لتهبط شذى وهي تمسك بطنها قائلة لشكران في أذنها بشماتة : مبسوطة دلوقتي يا دكتور..كنتي خايفة انه يتجوزني ومش خايفة من ريحانة؟
نظرت إليها شكران بغيظ قائلة : زي ما خلصت منك هعرف أخلص منها يا شذى.
ابتسمت شذى بسخرية ومطت شفتيها ورحلت عنها وهي تثق أن كل خطط شكران انهارت بالكامل.
أنتهزت شمس فرصة عدم وجود شذى في محيط قصي الذي كان ينظر إلى ريحانة بتحسر فذهبت إليه قائلة بإشمئزاز : ما شفتش في بجاحتك كانت بتموت في التراب اللي بتمشي عليه وروحت اتجوزت عليها السنكوحة بتاعتك راحت منك يا غبي.
ابتسم قصي لها بسخرية قائلًا : هو أنتِ يعني كنتي بلعاني يا ست شمس؟ وبعدين أنتِ مضايقة ليه ما هو أكيد هينغنغكم كلكم ولا خايفة السر القديم يتفضح؟
اقتضب وجه شمس ونظرت تتلفت حولها تخشى أن يسمعهم أحد ليأتيها صوت ناجي والد قصي من خلفه قائلًا بخبث : هتتفضحي يا شموسة شكران ناوية ليكي على نيه سوده ابقي خلي زيدان ينفعك.

أنتبهت إلى هذا الحوار نورا من بعيد لتذهب على الفور إلى وجدي والد ريحانة والذي كان يبحث عن شمس لتلهيه قائلة : لا لا لا يا عمو وجدي مقدرش أناعلى كده كل ما تكبر تحلى وتبقى أحلى وأحلى.
نورا مصدر للبهجة جعلته يصدح بضحكاته متناسيًا أنه قام للبحث عن شمس ليقول من بين ضحكاته : أنتِ بتقولي ايه يا نورا يا بنتي يلا حسن الختام.
ذهبت إليهم ياسمين حيث تبحث عن أي فرصة لتكون بجانب ابنتها تبتسم إلى وجدي قائلة : ربنا يعطيك طولة العمر يا وجدي وتفرح بسامر وبأولاده.
هز وجدي رأسه ممتنًا لها لتفهم نورا أنها جائت لاصطيادها لتتركهم بحجة الذهاب إلى دورة المياه أثناء ذهابها لمحت شخص يتحدث إلى حاتم ويوبخه قائلًا : مكنش يصح اللي عملته ده يا حاتم أنا مش ناقص مشاكل مع زيدان.
كاد حاتم أن يرد عليه ليجد نورا تنظر إليه ببلاهة ليتوجس قائلًا : بتعملي ايه يا نورا.
ابتسمت نورا بخبث وهي تنظر إلى أمير باعجاب قائلة : بلمع أوكر وأنت بتلمع ايه جديد اليومين دول.
نظر إليها نظرات إغراء ورفع حاجبه قائلًا : مش معقولة تكوني أنت نورا.
نظرت إليه نورا ببلاهة مصطنعة قائلة : ومش معقولة ليه مشبهش وبعدين مين الأمير؟
تعالت ضحكات أمير قائلًا : أنا فعلًا أمير صاحب زيدان.
لوت نورا شفتيها بامتعاض قائلة : يعععع مش بحب بتوع القمار.
استمر أمير في الضحك قائلًا : وأنتِ بقا تعرفيهم منين يا حلوة ؟
أشارت له ليهبط إلى مستواها وهي تكتم ضحكاتها قائلة : من طنط شمس أصلها قمارجيه.
لم يقدر أمير على كتم ضحكاته لينزعج حاتم من مرحهم سويًا ويقول : لا والله كده كتير أنا ماشي.

ارتفعت نورا ولوحت بيدها ثم لفت أنتباهها ربطة عنق امير وهو يعدلها فعدلتها له قائلة : مش ممكن كمان البيبيون بتاعك نفس لون فستاني
حيث كانت ترتدي فستانًا أحمرًا ناريًا.
أنتبه إليها وسألها بخبث قائلًا : بتحبي الاحمر زيي؟
اتسعت ابتسامتها قائلة : جدااااا.
ثم نظرت حولها وجدت أنهما الثنائي الوحيد المبهج فلوت شفتيها بسأم وملل قائلة : هو الفرح ده مدي على ميتم ولا أنا بيتهيألي.
هز أمير رأسه باستمتاع قائلًا : والله عندك حق ميتم فعلًا.
غمزت له بشقاوة قائلة : أنت مش بتحب الحزن زيي.
لمعت في رأسه فكرة خبيثة فرد قائلًا : ايه رأيك أخليه فرح زي اللي في دماغك بالظبط.
ضربت على كفيه قائلة : هو ده الكلام.
ذهب أمير إلى مقدم الدي جي وطلب منه أغنية معينة وطال الوقت في البحث عنها حيث أنها فريدة من نوعها ولكنها فاجئت نورا مفاجأة عظيمة حيث كانت أغنية
يا نورا يا نورا يا حلوة يا امورة كل حته فيكى بتغنى فزوة.


يا نورا يا نورا يا حلوه يا اموره كل حته فيك تتغني في فزوره
وحياتك تقوليلنا مش لازمك عريس روح قلبه وحياته يعلقهم فوانيس
اللي حيتجوزني يقدملي شهادته من غير ما ينرڤزني يحكي تاريخ حياته عايزة اعرف اخلاقه ومن غير سين ولا جيم

بيتشاقى بيتعفرت ولا مستقيم
وتم الرقص وأدت نورا استعراضًا ممتعًا وما ساعدها على ذلك هو اتساع فستانها حيث كان غير معرف لحركتها وكانت تحمله بين طيات يديها كثيرًا وترفعه كثيرًا ويبرز خلالها سيقانها الخمريه مما أثار غيرة أمير عليها ولا يعلم من اين أتته هذه الغيرة أيعقل أن تكون تلك الفتاة هي التي كان يتوق لإغتصابها وتضيعيها لمجرد أنها تساعد زيدان في الوصول لريحانة أنه القدر الذى جعله يعشقها من اول نظرة أمير الذى كان يرهب من حوله بقوته ظهر الآن بشخصية أبهرت الجميع وهو يصفق ويصفر لنورا وهي تتراقص وتتشاغب معه ومع الآخرين كانا ثنائي لم يرى من قبل، ادهش الجميع كيف لهم أن من لحظة تعارفةم يصدر هذا لدرجة انفراج عضلات وجه زيدان وعلت ابتسامته التي لم يتوقعها الجميع يومًا وبعد أدائها للاستعراض ركضت لتحتضن ريحانة التي زادت سعادتها وقالت : بجد يا نورا أنتِ حسستيني ان ده فرح بجد.
تضايق زيدان من جملتها وبعث بعينيه لأمير ليأمر مالك الدي جي أن بظبط ايقاعه على أغنيه رومانسيه لينشلها من بين أحضان نورا وهي مذهولة و يسحبها إلى ساحة الرقص يراقصها على أنغام أغنية
ولا أي كلمة حب اتقالت في يوم ما بين اتنين تسوى حلاوة كلمة منك قولته إلى عيد قولت ايه كده تاني و تالت أناقلبي كله حنين، ولا يطفي ناره حبيبي غير لو عدتهالي
عارف بتعمل فيا ايه كلمة حبيبي زي اللي اول مرة بيحس بامان خليك معايا خليك معايا يا حبيبي مهما كان خليك معايا يا حلم عمري اللي في خي إلى من زمان
أذهل زيدان الجميع برومانسيته وهو يراقصها حتى هي أيضًا ذهلت ليميل عليها قائلًا : ممنوع تحسي انك فرحانة بسبب حد غيري.أنا سبب فرحك وبس.
جاء سمر وسامر من الحديقه ليجدها تنظر إليهم بحقد دفين فيبتسم بشماتة قائلًا : معقولة الرومانسية دي كلها تبقى جواز إنتقام.

نظرت إليه سمر بإستعلاء قائلة : أيوه إنتقام وهتشوف يا سامر.
على الجانب الأخر لم تحتمل شذى رؤيه الرجل الذي كانت تنعته بالبارد بمثل هذه الرومانسية لتنظر إلى قصي قائلة : أنا معنتش قادرة أستحمل.
لتتخابث شكران قائلة : ايه عايزة تروحي قبل ما العرض يكتمل؟
رد عليها قصي قائلًا : أنا كمان يا عمتي مش قادر كفايه سيبينا بقا في حالنا.
نظر إليها ناجي برهبة وخوف قائلًا : شكران أنتِ ناوية على ايه بالظبط؟
نظرت إليهم باستهزاء وتركتهم وعادت تجلس على مقعدها منتظرة العرض التمثيلي مثلما تنعته يكتمل لدي زيدان.
نظرت شمس إلى وجدي قائلة : مسخرة وقلة أدب يلا نروح.
هتف وجدي باستنكار قائلًا : ايه صعبان عليكي تشوفيها مرتاحة ومبسوطة؟
بدون شعور ذهبت نورا نحو ياسمين وقالت : أنا فرحانة أوي يا ماما النهارده.
نظرت إليها ياسمين بفرحة قائلة : مش قد فرحتي يا نورا أخيرًا رجعتي تكلميني تاني.
أنتبهت نورا لما يحدث حيث أن أمير أذهب عقلها وما كادت ترد حتى تعالت الاصوات وصوت التصفيق الحاد بالقاعة عندما رفع زيدان ريحانة وحملها بين يديه أمام أنظار الجميع ومشى بها أمامهم وأنظاره مسلطة على قصي وقصي لا يمنع نظره من التقاء عينيه بعيني ريحانة التي سرعان ما دفنت وجهها في صدر زيدان الذي ابتسم بشماتة للجميع.
صعد بها إلى الجناح المخصص لهما وسار بها إلى الفراش ليضعها وما ان ضعها حتى مال عليها لتتراجع بسرعة إلى أخر الفراش تبتلع ريقها قائلة : أنت هتعمل ايه يا زيدان، التمثلية خلاص خلصت. حققت اللي نفسك فيه وأنا كمان فرحانة جدًا.

واستطردت بنصر قائلة : اللي حصل معايا النهارده موقف أحسد عليه.
ارتمى بأحضانها كالوحش الضاري قائلًا : يحسدوكي على ايه بس المفروض يحسدوني أنا. ريحانة أنا سبق وقلت ليكي أني عايز أكمل اللي بدأناه مش عايز أكتفي بكده.
ثم تابع وهو يضيع في أحضانها قائلًا : لأنه مينفعش.
هزت رأسها برفض قائلة : لا ينفع..على الأقل في الأول أنت السكينة سرقاك وأنا معنديش استعداد أخوض تجربة جديدة خلينا بعاد أحسن.
ثم استطردت وهي تحلق في سواد عينيه الراغبة بها وبشدة وقالت : ويمكن نقرب من بعض.
ابتسم بخبث وهو ينظر إلى مفاتنها التي تراءت له من خلال فستانها قائلًا : امتى بس يا رورو بقي حد يشوف الجمال ده كله ويبعد وبعدين هنستنى ايه غيرنا عاش حياته.
شجعها وحثها قائلًا : …االلي اتجوز واللي هيخلف.
اغمضت عينيها بمرارة ليقترب منها ويتحسس وجهها ويفتح عينيها ويركز فيهما قائلًا : مش قصدي بس أنا عايزك تعطي فرصة جديدة لنفسك وليا ويمكن اللي مش مكتوب زمان ينكتب دلوقتي.
واستطرد يوعدها قائلًا :..وأنا مش هسيبك أبدًا.
ابتلعت مرارة حلقها قائلة : أنت مش هتسيبني تفتكر هما هيسبونا في حالنا لا طبعًا تقدر تقولي أنت مصر ليه عليا بالدرجة دي؟
ثم استجوبته قائلة : أكيد في حاجة خلتك كده
تنهد زيدان بتعب قائلًا : أول واحد مش هيسيبني في ح إلى هو باباكي اللي أنا وعدته انه جواز هيستمر لأخر العمر مهما كان اللي بينا.

ثم استطرد بتأكيد قائلًا :..غير كده محدش يجرؤ يقرب منك.
ثم رفع ذقنها قائلًا : المفروض تكوني مبسوطة انك اتجوزتي راجل محدش يقدر يأثر عليه مش لا مؤاخذة قصي.
ثم استطرد بسخرية قائلًا :..لا ومين اللي أثر عليه؟ عمته يا ريتها أمه.
هزت رأسها بتفهم ليستطرد قائلًا : عمومًا أنا مش مستعجل. قومي غيري هدومك على بال ما الروم سيرفس يبعت العشا.
واستطرد بلا مبالاة قائلًا :..ولو حابة ميبقاش شهر عسل ونرجع على القصر مفيش مشاكل.
نظر في أثرها وهي متوجهة إلى غرفه الملابس ليحدث نفسه قائلًا : كده أنا عملت اللي عليا اما أشوف أخرتها معاكي ايه يا ريحانة هتطلعي عند حسن ظني بعد اللي عملته معاكي؟
ثم ضيق عينيه قائلًا : ولا هتطلعي زي ما بيقولوا؟
خرجت من الغرفة تنظر إليه بعبوس ليتفهم أن عليه أمر فك الأزرار التي بظهر الفستان ليديرها قائلًا : ههههههه كنت بعت التصميم ده بالذات لياسمين هانم علشان أنا عريس والليلة ليلتي وكده بس يلا مليش حظ.
ثم ربت على ظهرها بضيق قائلًا :..زمان كانت فستانين معفنة وأصحابها بيتهنوا.
التفت إليه تنظر إليه بلوم وعتاب ليهتف بحزن مصطنع قائلًا : أنتِ زعلتي مني متزعليش..بس أصل أنا راجل ناقص.
واستطرد بغل قائلًا : حاسس بالنقص انك كنتي لواحد غيري وشاف الحب ألوان وبدون مقابل.
رفعت ريحانة الفستان لتغطي صدرها بعد انكشافه خاصة بعد فك الأزرار التي تعمل على تماسكه لرقة قماشه وهتفت باستهجان قائلة : ماشي يا زيدان قول كمان ما هو دايمًا كده الواحد لو مش بياخد الحاجة اللي هو عايزها بيقعد يرخصها فيها علشان تتدلل عليه..

ثم أمسكت أكثر بالفستان قائلة : صح؟
ابتسم بسخرية قائلًا : عليكي نور لا وايه كمان بعد ما بتدلل عليه بيبقا طعمها دلع زي الشوربة اللي الواحد بياخدها وهو عيان.
ثم ضايقها أكثر قائلًا :..مضطر مش عنده شغف ليها.
تركته وراحت لتبدل ملابسها وظلت راقدة على الارض تنتحب لموقفها ..أنتظرها طويلا ولم تخرج ليطرق على بابها قائلًا : خلصتي يا ريحانة ولا مش عارفة تقلعي الباقي ولا يكونش لسه صغنونة مش عارفة تلبسي.
كل هذا بلا رد فنفخ بضيق قائلًا :..أنا مضطر أفتح عليكي طالما مش بتردي.
وبالفعل فتح الباب عليها ليجدها شاردة تجلس على الأرض لينحني إليها ويحنو عليها قائلًا : قومي يا ريحانة احنا مش صغيرين على الكلام ده قومي علشان طيارة الصبح بدري أنا مش حابب أفضل في مصر الشهر ده.
ثم قام بتقبيل باطن كفيها بكل حنان قائلًا : يلا قومي.
عقدت ما بين حاجبيها على اصراره على السفر ونهضت معه باستسلام لكي تنام من عناء التفكير ترى ستنام هذه الليلة أم سيغزل فكرها مئة سيناريو جديدا لما سيحدث لها غدًا وبعده.
أما عنه فنام نومًا عميقًا لم تتوقع هي أنه يمتلك تلك الراحة نهضت بخفة من جواره ونظرت إليه مطولًا نظرات إعجاب وهيام به لو شاهدها بنفسه لن يصدقها وأخذت نفسًا عميقًا وأغمضت عينيها تستنشق عبيره لتنتبه جيدًا لنفسها أنها بدأت أن تدافع في غيبيات عشقه تتمنى أن تكون تلك الغيبيات إيجابية وليست سلبية مثل قصي الذي كان كافيًا لتكره رجال العالم ما بالكم برجل مقرب منه حتى لو كان يكرهه هذا ليس كافيًا لتطمئن من نحوه هو أيضًا يريد أن تكون بعكس الصورة التي صورت له ترى ستثبت له ريحانة عكس ما سمعه أم تثبت إنهم على حق ؟

يتبع…



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close