اخر الروايات

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم مروة البطراوي

تذكرت ابتسامة نورا المشجعة لها بعد استعراضها قائلة : عيشي اللحظة يا ريحانة ولازم تنسي وارمي ورا ضهرك. لا أخوكي اللي عامل نفسه قلقان عليكي هينفعك ولا أمك ولا حتى باباكي رغم انه قلقان عليكي، علشان خاطري لو ليا خاطر عندك اثبتي للكل انك أقوى منهم. عايزاكي تيجي المصنع بعد شهر العسل وأنتِ رافعة رأسك لفوق ومحدش قدك.
مدت يدها إلى وجهه وتحسست ذقنه بأناملها وارتفعت بهما حتى وصلت إلى عينيه نظرت إلى جفونه المغمضة وتذكرت بقيه كلمات نورا : قولي له كل اللي نفسك فيه قولي له إنك عايزاه معاكي ووراكي وفي ضهرك لأخر العمر.
على الجانب الأخر رحل قصي وشذى متوجهين إلى منزلهم واعترض طريقه سيارة اخرى ليهبط قصي من سيارته وتلمع عينيه عندما شاهد من أمامه ليبتسم بسخرية قائلًا : كنت عارف إنك هتعمل البدع وتحاول تتواصل معايا بس اللي استغربت منه انك محاولتش تتواصل معايا ليه من قبل فرحهم.


واستطرد وهو يجز على أسنانه قائلًا :..ولا بتردهالي يا ابن نجم الدين؟
ربع حاتم ذراعيه ونظر إلى قصي بشماتة قائلًا : وأنا لما أتواصل معاك قبل فرحهم نستفيد ايه..ولا حاجة طبعًا.
واستطرد باستهزاء قائلًا :..بالعكس هي مش عبيطة ..وترضى ترجع لك برضه ومش ساذجة وترضى ترتبط بيا.
نظر إليه بضيق قائلًا : مسيرها ترجع..أصلها مش هتقدر تعيش كتير في دور الضحية وأنا واثق ان عمتي مش هتسكت وهتفضل تسود عيشتها.
واستكمل بخبث قائلًا : أنت كمان تساعدني إننا نقتله ده الحل الوحيد اللي أرجعها بيه.
سمعته شذى التي كانت غافية فأنتفضت ونهضت من مكانها وخرجت إليهما وهي تمسك بطنها بذعر قائلة : قتل..لا..محدش يقتله..وديني لأبلغ عنكم..اعقل يا قصي عمتك شكران لو قربنا منه هتقتلنا أو تخليه هو يقتلنا.

ثم أشارت إلى حاتم باستهزاء قائلة : وأنت ياللي ما تتسمى أخوك ده أنا عارفاه كويس ساعتها هينسى ان أنت أخوه وهيتم ليك عيالك.
فور نطقها لتلك الكلمات انطفأت جميع الأنوار في عينيها اثر صفعة واحدة من يد قصي حتى لم يشفع له وضعها وثقل حملها بات كالصقر الجارح يريد الفتك بها فور تهديدها يتوعدها بالليالي السوداء ويفرغ بها سواد قلبه وحقده.
على الجانب الأخر فتح زيدان عينيه فجأة بعد ما تركها تفعل به ما تشاء ولا ينكر أنه كان في قمة سعادته من لمساتها..وما أن توقفت لمساتها حتى أنتبه وفتح عينيه ليجدها شاردة ولكن شرودها ليس بحزن إنما كان شرود بابتسامة لطيفة تداعب وجنتها أخذ يتأملها ويتسائل في داخله هل هي طفلة صغيرة لتخشى منه إلى هذ الحد؟ أتناست أنها متزوجة من قبل؟ أم هي تختبر صبره؟ بالنهاية لا يوجد إجابة لكل الأسئلة لا إجابات القلب تشفع ولا إجابات العقل هي فقط لديها إجابة لكل هذه الأفعال.
نظر إليها جيدًا لعلها تنتبه فوجدها ما زالت على حالتها شاردة لا يعلم أنها شاردة في حديث نورا بل للأسف كان على يقين أنها شاردة في إعادة ذكرى ليلتها الحميمية مع قصي خاصة عندما رأى تلك الابتسامة على ثغرها الذي يود الفتك به فتحدث بجمود قائلًا : أنا عارف أنتِ سرحانة في ايه وده اللي خلاكي تمنعي نفسك عني بس شوفة عينك هيبقي أب قريب.
وجدها ما زالت شاردة ولكنه كان لديه حدس أنها تسمعه جيدًا فأراد إثارة ضغينتها قائلًا :..أه ممكن يكون عنده الرغبة كراجل يرجعك.
فاقت من شرودها سريعًا ووضعت يدها على فمه لتقاطعه وتفاجئه قائلة وهي تغمض عينيها : أنا سرحانة في اللي أنت عملته النهارده في الفرح..وتغيرك المفاجئ يعني أنا اتجوزتك بس مكنتش أعرف إنك بتعرف ترقص.
ثم فتحت عينيها قائلة : حاجة تانية..هددتني بنورا وشوفة عينك أنت قربوا من بعض من غير ما نحس.
ثبت يدها على شفتيه وقبل باطن كفها ثم مررها على شعيرات ذقنه ليستشعر مدى نعومة يدها ويستمتع بلمساتها التي أجبرها على الصعود والهبوط على كافة أنحاء وجهه من جديد قائلًا والابتسامة تعلو ثغره : وده نفس اللي فكرت فيه لما شفتهم فرحت لما منعت مقابلتهم قبل فرحنا كان فاتهم انجذبوا لبعض من غير تخطيط.

ثم اقترب منها بخبث قائلًا : وأنا اللي كنت خسرت.
أحكم يده وامتلكها جيدا بيده اليسرى ثم امتدت يده اليمنى إلى خصرها يقربها إليه ليهمس بعذوبة في أذنها قائلًا : وأنا كنت مستعد أخسر كل حاجة إلا أني أخسرك أنتِ متفهميش ليه كنت عايز أوصلك بأي طريقة.
واستطرد وهو يقبل عنقها قائلًا : الموضوع وسع معايا أوي وعدى حدوده.
ارتفعت ببصرها نحو عينيه مصدقة له ولديها يقين جاد أنها وجدت ما تبحث عنه وهو الأمان والحب الحقيقي ليملس بأنفه على خديها ويقربها أكثر إليها يحتويها بين ضلوعه ليأكد لها بكل ثقة قائلًا : أنتِ هتفضلي مراتي لآخر العمر في الأول كنت عايز أثبت للكل إنك مش يعيبك حاجة بس بجد أنا بثبت لنفسي إنك ملكيش مثيل.
حاوطته هي الأخرى مثل العاشقة وتمرمغت في صدره مثل القطة التي تألف صديقها ليتنهد بكل عشق قائلًا : أه لو تعطيني ربع الحب اللي في قلبك هعرفك اني..
ثم أوقف حديثه فجأة لتقطب جبنيها وتخرج من بين أحضانه بسرعة لتجده عاد مثل ما كان الرجل المتجمد لتحدثه بتوجس قائلة : كمل هتعرفني انك ايه يا حبيبي ؟


صمت وظل ينظر إليها نظرات مريبة يحاول استجماع ما سوف يحدثها به خاصة بعد انطلاق كلمة حبيبي من بين شفتيها وطال صمته إلى أن وجد أنه يبرر لها ويقول عن أنه معهم ولكن كيف له أن يكون معهم وهو يحاول بشتى الطرق اعلائها عليهم لتتأكد في هذه اللحظة أن صمته المطول يؤكد لها اعتقادها أنه لديه سر وغيبيات تبتلع ريقها وتحاول الهدوء وتقول : ايه مالك يا زيدان؟ احنا كنا كويسين من شويه بص مش مهم أعرف اللي كنت هتقوله. انسى تعالى نرجع زي ما كنا.

و أمسكت يده من جديد بارتعاش ولكنه تركها ونهض ببرود من أمامها وتوجه إلى شرفة الجناح ينظر إلى أسفل الفندق بعبوس قائلًا وهو مولي ظهره لها : لما رفضتيني من شوية شهدت بذكائك إن أنا تبعهم. بس دلوقتي عرفت ان كل الستات أغبية وأنتِ أولهم.
ثم تحامل على نفسه قائلًا : ما هو لازم أكون تبعهم. أنتِ ليه مستغربتيش إن الفرح عدي بسلام وإذ فجأة محاولات الدكتورة شكران خلصت.
شهقت ووضعت يدها على صدرها من هول ما قاله غير مصدقة لما يقوله و تحشرج صوتها وقالت بأنفاس متقطعة : كذب اللي أنا سمعته منك دلوقتي وقولي إنك مش معاهم وإنك مش زيهم أنت عارف ده معناه ايه ؟
واستطردت وهي تصرخ قائلة :..ان أنت بضيعني علشانهم..صدقني يا زيدان أنا مش أستحق كل ده.
وقف مثل الصخر وما زال مواليًا لها ظهره لا يقدر على الالتفات إليها حتى لا يلين أمامها وتجمد قائلًا : ده اللي أنتِ شايفاه. أنتِ شايفه نفسك أحسن واحدة فيهم تمام احسبيها زي ما تحسبيها أنا معنديش أي مانع لخيالك المريض.
و ليزيد من حسرتها أضاف قائلًا : أنتِ ولا حاجة يا ريحانة.
ثم التفتت إليها لينتظر ضعفها نظير إهانته وجدها تتجمد وتشخص ببصرها في الفراغ ليهتف بغضب قائلًا : أنتِ اتجوزتيني مش إجبار مني ولا حاجة أنتِ بس حاولتي تعززي نفسك قدامي وتحسسيني إنك صعبة المنال.
و أزاد إهانتها قائلًا وهو يشير إلى قدميه : ..مع إن واحدة غيرك كان فاتها مرمية تحت رجليا.
كادت أن تقاطعه بحديثها ليوقفها بصوته الجهورى قائلًا : أنتِ لعبتي اللعبه صح. رجعتلك أخوكي وخرجتلك أبوكي من السجن و داريت على فضيحة الست شمس.
وعاد إلى غروره قائلًا : وطبعًا ده غير الامتيازات الكتيرة من جوازي.

تضايقت من حديثه والتفت لتغادر إلى المرحاض ليجذبها من ذراعيها ويضغط عليهما لتتأوه من خشونة يديه قائلًا من بين أسنانه : ريحانة أنتِ هتكوني مراتي غصبن عنك وافقتي ولا رفضتي مش أنا اللي أخد على قفايا من واحدة زيك.


ثم اقترب أكثر منها ودارت المشاعر المتناقضة في دربه لا يريد إهانتها أكثر ولكن ما باليد حيلة..يراها بالفعل مثل ما قالت لا تستحق ذلك ولكنه تماسك قائلًا :..ولعلمك الكل معايا و لصالحي.
حدقت في عينيه إلى أن شعرت بنفسها وهي ملقاة على أرضية الجناح وتركها ودلف إلى حجرة الملابس لتحاول هي استيعاب ما قاله وهي شاردة في أرضية الجناح لتجد نعل حذائه عابرًا من أمامها لترفع بصرها وتجده يخرج من الجناح زافرًا بحنق لتزداد حيرة على حيرتها كيف له التحول ولماذا تتمنى منه الجانب الذي أثر مشاعرها منذ قليل.
كان هدوئه ومثابرته ومحاولاته معها بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة كاد ينفجر ويبوح لها بما يخفيه عنها أيضا التزم الهدوء بعد واتهم نفسه أنه يلاعبها من أجلهم ولكن لم يستطع السيطرة على هدوئها أكثر فاندلعت العاصفة من بين شفتيه مؤكدًا لها ظنونها لتحظى بالكثير من الألم من جراء اصراره على أن تكون له بأي شكل من الأشكال.
بعد تركه لها أخذ سيارته والتي قادته إلى الملهى الليلي الذي يخص أمير لتنفرج شفتي أمير من لحظة ما شاهده يدلف إليه ليلتزم أمير الصمت حتى وجده بدأ بالشرب لينحي عنه الكأس قائلًا بقلق : ممكن أعرف أنت ايه اللي جابك دلوقتي مش أنت قلت إن الجواز ده هيكون بجد مش تمثيل.
واستطرد بسخرية قائلًا : ولا أنا كان بيضحك عليا زي الكل ولا ايه.
تجاهله زيدان وقام بتفريغ كأس أخر له ليغضب أمير ويزيح الكأس وقارورة المشروب من فوق الطاولة ليتهشموا أرضًا قائلًا بعصبية : مش بترد عليا ليه، ولما أنت مش حابب تتكلم جيت هنا ليه أنت غريب يا أخي.

واستطرد بغضب قائلًا :..عملت فرح وعملت حاجات حسست الكل إنها ملكة على عرش قلبك.
تنهد زيدان وتحدث بصوت مختنق قائلًا : ومش كده وبس ده أكتر كمان لأول مرة أحس بالضعف قدام واحدة ضعف يوصلني لدرجة اني كنت هقول على كل حاجة.
واستطرد بضياع قائلًا :..وهضيع الدنيا.
شهق أمير مما قاله زيدان ليشيح زيدان وجهه إلى الجانب الأخر قائلًا : أنا نفسي مش عارف كنت هضعف ليه بس لما لحقت نفسي فكرت اني أقولها اني متأمر معاهم..
ثم أغمض عينيه قائلًا : وطبعًا اضطريت أتقل العيار وبكده أكدت ليها ظنونها ما هو مفيش حل.
ولأول مرة يهتز الجبل ويفقد حصونه وتتأرجح الدموع في مقلتيه معلنة التحرر ليمسح بطرف أصبعه عينيه ويتحدث بصوت متحشرج قائلًا : أنا هقول ليها كل الحقيقه وهي براحتها تختار أصل أنا نفذت المخطط اللي في دماغي وذليت أمي قدام الكل..
واستطرد بحسرة قائلًا : بس كان نفسي تكمل معايا.
هز أمير رأسه رافضًا لما ينوى زيدان أن يفعله ليبتسم بسخرية قائلًا : أنا فاهم إنك خايف على نفسك بس اطمن يوم ما هتعرف هكون خلصت اللي ما بيني وما بينهم وهقولهم انك لسه على العهد.
واستطرد بابتسامة باهتة وقال :..مع ان اللي حصل منك في الفرح النهارده محسسني أنك هتسيبهم قبلي.
أشاح أمير وجهه إلى الجانب الأخر قائلًا : قصدك يعني على نورا لا طبعًا..هي بس البت كوميدية شويه خرجتني من مود المؤامرات.
ثم هز رأسه بتأكيد قائلًا : أنا مش هعمل زيك يا زيدان وأضيع نفسي.

ابتسم زيدان بسخرية قائلًا : زمان كنت بتكلم على ريحانة إنها واحدة عادية زي ما أنت بتتكلم عن نورا بالظبط.
واستطرد بخبث قائلًا : بس في فرق نورا لو حطتك في دماغها هتوصل ليك.
عند ريحانة غفت على الفراش ليتعالى رنين هاتفها لتقطب جبينها من اسم نورا الظاهر على شاشة الهاتف لترد بقلق قائلة : أيوه يا نورا في ايه أنت كويسه؟
لوت نورا شفتيها بامتعاض قائلة : أنا كويسه يا ختي بس أنتِ اللي مش هتجبيها لبر في حد عاقل يعمل كده.
واستطردت بشماتة قائلة : طب قابلي بقا أهو راح يسهر عند أمير ويعيد الليالي السودا.
اندهشت ريحانة مما تقوله نورا لتسألها قائلة : طب وأنتِ عرفتي منين ؟
ردت عليها نورا بكل مصداقية قائلة : أنا وأمير النهارده أخدنا أرقام بعض وبعتلي رسالة.
تعجبت ريحانة من جرأة نورا لتهتف قائلة : بالسهولة دي يا نورا أخد رقمك أنتِ تعرفي أمير ده مين؟
زفرت نورا بحنق قائلة : عارفة يا ريحانة ومتخافيش عليا..أنا برضه نورا.
هزت ريحانة رأسها بغيظ حيث ترائى لها من تدافع عنها تستطيع الدفاع عن نفسها وبقوة.
عوده لزيدان وأمير
قطب أمير جبينه عن حديث زيدان عن نورا بكل ثقة ليؤكد له زيدان قائلًا : صدقني أنا عارف نورا كويس وأكتر من ريحانة كمان ريحانة خاضت تجربة حب علمت عليها..
واستطرد وهو يرفع حاجبيه قائلًا : أما نورا رفضت أي حب اعترض طريقها.
لوى أمير شفتيه بسخرية ليرد زيدان على سخريته قائلًا : بصرف النظر عن سخريتك بس لازم فعلًا تفهم الدنيا دي هتلاقي فيها أنواع كتير ومش أنت بس اللي بتكسر يا أمير.

واستطرد شاردًا في الفراغ قائلًا : فيه اللي كسرنا.
زفر أمير بحنق لا يستلطف تلك الكلمات التي قالها زيدان ليكشف زيدان عن شئ لا تعلمه ريحانة وأمير ذاته : طب أقولك على حاجة علشان لو حبيت تتواصل معاها أنت بتتعامل مع واحدة مش سهلة.
واستكمل وهو يبتسم بتسلية قائلًا : الواحد لازم يشكرها على صعوبتها وهي بتقدم لي الحل.
عقد أمير ما بين حاجبيه لا يفهم شيئًا ليبتسم زيدان بخبث قائلًا : نورا هي اللي اقترحت عليا أساوم عليها في مقابل جوازة ريحانة.
واستطرد وضحكته تتعالى قائلًا : وبكده ريحانة بحكم اللي ما بينها وبين نورا وافقت..
واستكمل بسخرية قائلًا : بس يا عيني اندهشت النهارده لما لقت اللي حمتها رايحة تسرح مع أس البلاء.
نظر إليه أمير باندهاش وانزعاج بذات الوقت قائلًا : ايه اللي أنت بتقوله ده وهي مش على أساس انها صحبتها وعارفة إنها رفضاك.
ثم استطرد بإنزعاج قائلًا : وأنا علشان كنت عايز مصلحتك وببعدها عنك لومتني.
نظر إليه زيدان بجمود قائلًا : هي دورت على سعادة صاحبتها أما أنت كنت خايف على نفسك من ريحانة وخايف حوار المافيا ينكشف.
واستطرد ينظر إليه بضيق قائلًا : وخايف على فضيحتنا في السوق.
لما لا تعطيه حقوقه الشرعية إنها لمتجمدة القلب أيعقل أنها تأخذ على عاتقها أن جسدها لن يكون لغيره هنا تضاربت خطوط عقلها قبل لينها معه ينظر لها يجدها بريئه من كل الأفعال التي نسبت لها قدرها الوحيد أن الرجل الذي عشقته وملكته أمرها تركها وتناسى كل شيء في سبيل إرضاء ذاته كذكر ينجب وهذا يجعلها تدرك أنها لم تكن في اهتماماته يومًا لكن هي اهتمت بكل شئ يخصه عمله ومركزه وأرضته بكافة الطرق فيما عدا الشيء الوحيد الذي لم تقدر عليه ألا وهو الإنجاب ولكن لما أرادت الإنفصال لطالما الشئ يعيبها أم خيانته لها قبل الارتباط هي التي دفعتها إلى طلب الانفصال.

نهضت بعد محادثه نورا وارتدت ملابسها قبل أن يأتي ولحسن حظها أنها وجدت الملابس التي كانت ترتديها في الصباح وهبطت إلى الاسفل وطلبت سيارة أجرة وذهبت إلى مكان تريد إفراغ شحنة الغضب لديها عنده فتح لها الباب وإذا بها رأت زوجين من الأعين المتفاجئة والمحدقة بغير تصديق على وجودها في مثل هذه الليلة لتنظر ريحانة إلى تلك العينين وتتحدث بفظاظة قائلة : ايه يا نورا هتوقفيني على الباب كتير وأنا عروسة وجايلك يوم فرحي ده أنتِ معملتيهاش يوم طلاقي.
ثم نظرت حولها بقلق مصطنع قائلة : طب خافي عليا لحد يشوفني واتفضح.
ارتعشت نورا من جرأة ريحانة وسرعان ما أدخلتها وأغلقت الباب تعاتب نفسها قائلة : أنا اللي غلطانة أنا ايه خلاني أتصل بيكي أقولك انه عند أمير..
ثم زفرت قائلة : طب كنتي روحيله عند أمير على الأقل كان هيحس انك مهتمة بيه مش جايالي.
لوت ريحانة شفتيها بسخرية وهزت رأسها بلا مبالاة لتنظر إليها نورا بصدمة من تغيرها وتهتف قائلة : أه ده أنتِ معنتيش باقية على حاجة بس خلي بالك هو لو رجع الفندق وملاقكيش هيهد الدنيا أنتِ كده بتفضحيه.
ثم لوت شفتيها قائلة :..والباقي هيشمت.
تنهدت ريحانة وهتفت بحنق قائلة : للدرجة دي كلكم بتخافوا منه ..وبعدين ما اللي يشمت يشمت أنا لازم أعرفه إن مش ريحانة اللي يضحك عليها.
ثم أنتفضت غاضبة وهي تقول : وفضيحة بفضيحة.
مسكت نورا يد ريحانة وسيطرت على حالة الغضب التي اجتاحتها لتبتسم بهدوء مصطنع قائلة : لا يا ريحانة هو مش هيتفضح..
واستطردت بحزن قائلة : أنتِ اللي هتتفضحي وساعتها قصي هيقول عليكي انك مكنتيش زوجة مثالية وإن أي راجل له الحق ينفر منك.


زفرت ريحانة بحنق قائلة : أكيد هيقول كده لذلك أنا مش بأمن لزيدان..

واستطردت بحسرة قائلة : إذا كان أكتر راجل حبيته عيب فيا والتاني بيطالب باللي كان بيشوفه مني مع قصي قدام الناس.
جحظت نورا بعينيها قائلة : أنتِ لسه بتحبي قصي يا ريحانة ؟.اوعي تكوني كده فعلًا قصي ميستحقش حتى نظرتك له النهارده في الفرح.
ثم سألتها قائلة : ليه متعطيش زيدان فرصة ؟
حاولت أن تهرب من الإجابة ولكن ما باليد حيلة فهذه نورا لا يمر الأمر من بين يديها كمرور الكرام فتنهدت قائلة : النهارده كان هيكون أول فرصة له وكنت هعطيهاله بكل حب أنا نفسي استغربت من استسلامي.
كانت تسرد الأمر وهي تسترجع ما حدث مبتسمه إلى أن وصلت إلى النقطة التي أدمت قلبها فاستكملت بمرارة قائلة : بس في وسط ده كله كان عايز يقول حاجة ورجع في كلامه، ولما قلت ليه مالك وعلى فكرة أنا رجعت في لحظة وقلتله مش عايز أعرف.
وتعالت شهقاتها قائلة : بس هو رد ببساطة وأكد ليا انه معاهم.
جحظت نورا بعينيها غير مصدقة وقالت : أنتِ متأكده انه قالك انه معاهم ؟ بس ده مستحيل يا ريحانة هيستفاد ايه لما يكون معاهم .
ثم زاد اندهاشها قائلة : شذى كده ولا كده معدتش هتنفعه وسمر هو مش بيطيقها.
تنهدت ريحانة بتعب قائلة : هو واطي زيهم يا نورا وعلى فكرة أمير أوطى منه كمان خلي بالك منه.
وصارحتها قائلة : أنا وافقت أتجوز زيدان تحت ضغط منه لأنه هددني بيكي.
توترت نورا وارتبكت قائلة : ضغط عليكي بيا طب وأنا مالي وماله وبعدين خلي أمير على جمب لو سمحتى أه هو بتاع قمار.


واستكملت وهي تدافع عنه قائلة : بس مفيش حد بيفضل على حاله.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : للدرجة دي قدر يضحك عليكي بكلمتين في ساعة زمن واحدة لا وايه أخدتوا أرقام بعض ووصلك أنتِ ومامتك.

واستطردت بخبث قائلة : وكمان قالك ان زيدان غضبان عنده.
ضحكت نورا بتكبر قائلة : أه هو بصراحة يقدر يضحك على بلد بس مش على نورا الغريب يا ريحانة وأنتِ عارفة كده كويس .
ثم غمزتها قائلة : وهتتأكدي من كلامي قريب.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : يمكن كلامك يطلع صح في يوم من الأيام عن أمير..لكن عن زيدان ما أظنش.
واستطردت بشرود قائلة : ..زيدان ده في دماغه حاجات ومحدش يقدر يتوقعه بس هي ايه الله أعلم.
رفعت نورا كتفيها بلا مبالاة قائلة : وأنتِ مالك ومال اللي في دماغه طالما أخد عهد على نفسه انه مش هيأذيكي.
ثم استطردت بلا مبالاة قائلة : وبصراحة كده تلاقي حوار انه معاهم اضطر يقوله ليكي علشان يضايقك مش أكتر.
قطبت ريحانة جبينها قائلة : أنتِ مالك بدافعي عنه كده ليه ؟ زي ما يكون متفقة معاه أنتِ نسيتي أول مرة لمحتيه في المصنع عملتي ايه.
وذكرتها أكثر قائلة : نسيتي لما كنت بتقوليلي ارفضيه؟
ارتبكت نورا قائلة : فاكرة كل حاجة يا ريحانة كأنه امبارح..بس هو أثبت حسن نيته معاكي، وعرفك مين المقصود من ده كله.
واستطردت تحاول تليين قلبها قائلة : وجايز يا ريحانة نفسه يقولك على حاجات تانية.
جحظت ريحانة بعينيها قائلة : حاجات تانية ! نورا أنتِ تعرفي حاجة عنه ؟ لو تعرفي قوليلي على الأقل أخرج من الحيرة اللي أنا فيها.
واستطردت بحيرة قائلة : بس برضه ..ليه أكد ليا انه معاهم؟
عضت نورا على شفتيها بخوف قائلة : بصراحة كده أنا سمعت انه له شغل تبع المافيا هو وأمير، ويمكن كان عايز يصارحك بالحقيقة بحكم إنك مراته.
واستطردت وهي خائفة من ردة فعل ريحانة وقالت : بس أكيد خايف لتهربي منه.

انفجرت ريحانة من الضحك الهستيرى الغير معهود لها وقالت من بين ضحكاتها : هههههه أيوة بقا. هو ده اللي كان ناقص، يا خبتي السودة التقيلة من قصي المنيل لزيدان التعبان.
ثم علت ضحكاتها قائلة : المافيا ويخطفوني بقا ويهددوه بيا عاااااا.
ضربت نورا على جبهتها غير قادرة على كتم ضحكاتها هي الأخرى قائلة : أيوة بقا أموت في حرب العصابات وخطف الفتيات الحسناوات أتخطف معاكي والنبي.
واستطردت بلهفة وشغف قائلة : قوليلهم اني عشيقة أميرالأمراء، وربنا احنا بركة.
توقفت فجأة نوبة الهيستريا التي اجتاحت ريحانة وتحول لون جسدها إلى اللون الازرق خوفًا وهلعًا من حقيقة ما تقوله نورا التي توقفت هي الأخرى عن الضحك.
تتظاهر النساء بالقوة ولكن من يقترب منهن وخاصة وهو يستخدم دروب العشق يجعلهم مثل الأكياس البلاستيكية اللينة تفسد بالعشق بمجرد الضغط عليها بأول كلمة من عاشق ولكن هذا لا يعطي الحق لأي شخص أن يعبث بهن وبمشاعرهن ويقوم باستغلالهن، وهذا ما بدأت تستخدمه ريحانة ولكن مع الشخص الخطأ الذي أجازته لغيره الذي لا يستحق توقفت عنده وقالت لا يجوز لك أن تملكني أو تطرق باب قلبي تعاملت معه بحرص لا يستحقه بل هو يستحق الإفراط والمزايدة منها ولكن جاء لها بعد فرضها لقوانين العشق وما أن أطاحت بقوانين عشقها وعادت من جديد حتى صدمت من الوحش الضاري الذي تفوق موجته الموجات القديمة.
بعد مواجهة زيدان لأمير كان مثل الثور الهائج فهو لا يريد أن يراه زيدان صغيرًا لهذا القدر وهو كل اهتماماته في المرتبة الأولى فاندفع بعنف قائلًا : كفايه بقا يا زيدان مش في كل مرة بتفكرني بقذارتي معاها ومعاك أنا مكنتش أعرف إنها مش زي أهلها.

واستطرد بحب قائلًا : وكنت خايف عليك منها.
أمسكه زيدان من تلابيبه بعنف قائلًا : وأنت مالك أنت فاكرني صغير وبحسبها غلط أنت عارف أنت عامل زي مين..
واستطرد وهو يختنق لأبعد حدوده قائلًا : زي الدكتورة شكران مفيش فايدة ريحانة اتجوزتني وهي عمالة تبعتلي رسايل من أرقام فيك علشان توضح لي قد ايه ريحانة زي الست شمس.
أنزل أمير يد زيدان من على ملابسه وزفر بحنق قائلًا : احنا في مركب واحدة يا زيدان وأنا اللي عليا عملته..بس أنت مقتنع تشارك حياتك مع ريحانة وأقنعت الكل إنها مختلفة ومظلومة في عيشتها.
ثم ضرب يده على ثغره بعنف قائلًا : وأنا من ساعتها ساكت.
نظر له زيدان بشك قائلًا : أنت ساكت فعلًا يا أمير؟ مش عارف ليه حاسس إن أنت اللي بتبعت الرسايل دي ولو ده حصل هصفيك.
ثم أشار بطرف إصبعه قائلًا بقوة : كارت صغير من المافيا ابقى أنهيت حياتك بيه.
ظلت ساعات على وضعها فاقدة للوعي منذ هبوط صفعة قصي على وجهها ظل هو قابعا أمامها بالفراش يفكر كيف يتخلص منها قبل أن تبوح بتخطيطه لزيدان راقب حركاتها في الفراش وصراعاتها وإنفاعلاتها بدأت بفتح عينيها ولكن الرؤية عبارة عن غيمات وصداع يعصف برأسها بدأت تصدر أنين ويليه شهقت شهقات متقطعة وبعد فترة أنتفضت من فراشها تنظر حولها لتجده قابعًا أمامها مثل الذئب الذي يريد أن ينقض على فريسته ليهلكها ارتعشت شفتيها وهي تحاول إخراج حروف كلماتها الممزقة من جراء أفعاله لينظر لها باستكار قائلًا : عايزة تبعيني يا قطه وتروحي تحكي لحبيب القلب إننا عايزين تقتله طب وهتستفادي ايه يا حلوة
واستطرد وهو يقوم بلوي شفتيه بسخرية قائلًا : ايه هيطلق ريحانة ويرجعلك؟..لا طبعا.

هزت رأسها بخوف نافية لقرارها ليبتسم بخبث قائلًا : ما أنتِ عارفة اللي فيها يا شذى. أنتِ عليكي قذارة ولولا أنا مكنتيش حصلتي على لقب متزوجة.
واستكمل يهددها قائلًا : ولا نسيتي كلامك المسجل ليا ويا بخت ريحانة بيك.
علمت أنها أخطأت عندما هددته هو وحاتم لتضع يدها على صدرها قائلة برجاء : أنا مكنش قصدي علشان أحميه أنا كمان خايفه منه زيك وأكثر كمان أنا بس مكنتش عايزة دم.
وتابعت وهي تحاول إقناعه قائلة : وعمتك لو عرفت إن أنت اللي قتلته هتقتلك زيه.
انقض عليها حتى أنها سرعان ما وضعت يدها على بطنها تخشى أن يصيب جنينها مكروه من هذا المعتوه لتجده يتجه نحو أذنها يقرضها بأسنانه لتتوجع وهو يقوم بصك أسنانه عليها قائلًا : أنتِ بتلفي وبدورى عليا يا شذى فاكراني زيدان؟ لا فوقي هو يبان ليكي انه أقوى بس أنا أقوى منه بجناني..
ثم أمسك كتفيها بقوة قائلًا : أنا ماسك نفسي عنك وعنه.
حاولت التملص منه ولكن كان مطبقًا عليها يريد الفتك بها لتترجاه قائلة : خلاص يا قصي حقك عليا أنا بس من المفاجأة هددتك ان أقوله هو أنا يعني هقدر أوريه وشي بعد اللي عملته معاه.
ثم تابعت وهي تهز رأسها بضعف قائلة : أنا بصعوبة روحت الفرح النهارده.
ارتفع عن جسدها ووقف أمامها قائلًا : كنتِ مبسوطة أوي النهارده وأنتِ شمتانة في الدكتورة شكران صح ؟ بس أنا مش يخلصني دي عمتي برضه.
واستكمل بخبث قائلًا : لازم أخليها تشمت فيكي وبزيادة كمان .
قطبت جبينها تفكر فيما ينوي فعله هذا المجنون بها نظير شماتة شكران بها ولكنها استنتجت شيئًا أنه يشغلها بأمرها أثناء رحلته في محاولة قتل زيدان، وعليها هنا بدلًا من أن تعلم زيدان تعلم شكران.

مؤكد أنه سيعلم حتمًا أنها الآن بمنزل نورا أمرًا كهذا لن يمر مرور الكرام لديه وقت ما يعرفه ستكون جريمة في حقه كرجل أتى أمير اتصالًا ليرتبك ويترك زيدان على حالته وبعد لحظات تفاجئ بيد ناعمة تربت على كتفيه وتتحدث بكل إغراء بجوار أذنه وبداخلها فرحة شامتة وهي تقول : لما شفتك وأنت داخل قولت مش معقول لأني عارفة إنها ليلة دخلتك وقلت دي يمكن تكون أثار الشرب عليا.
ثم غمرته بشفتيها قائلة : شفت وصلتني لفين يا زيزو؟
كان شبه مغيبا من أثار الشرب لنطق اسمها بعفوية قائلًا : ريحانة.
أدارته إليها بكل خبث ومكر ورفعت ذقنه إليها لينظر داخل عينيها الخبيثة ويركز جيدًا ثم يعود لينفض يدها من على وجهه بعنف جعله يصاب بحدة أظافرها ويتحدث قائلًا : أوووه غفران هانم ملكة القمار والشرب فعلًا أنتِ لازم تستغربي اني هنا النهارده.
واستطرد باستهزاء قائلًا : بس أنا مش مستغرب إن أشكالك هنا يا ترى بقا مضيتي شيك بكام على نفسك النهارده؟
تعالت ضحكتها بصخب قائلة : قليل والله يا زيزو بس بعد ما شفتك هحاول أعلى الرينج علشان وجودك هنا خبر جميل لشكران هانم وتدفع فيه كتير.
واستطردت بوقاحة قائلة : بس ايه هي ريحانة طلعت باردة زي ما بيقولوا؟
أراد ألا يريحها ولكن وافقها الرأي في تعلية قيمة الشيك واقترح عليها قائلًا : طب حلو أوي العبي النهارده ونخلي أمير يكسبك واعتبري عملك شيك وهمي بس مش هتقولي إنك شوفتي زيدان.
ثم اقترب منها وهددها قائلًا : لأن ساعتها الشيك مش هيبقى وهمي.
واستطرد حديثه وهو يستدير حولها قائلًا : حاجة كمان علشان تحسي بالمتعة..أنا هلعب معاكي للصبح..بصراحة مليش مزاج أروح الليله دي.
وتلمس ظهرها بوقاحة قائلًا : واهو تعويض ليكي علشان اتجوزت غيرك.

ابتسمت بنشوة الانتصار ولكن اقتصرت ابتسامتها فور دلوف أمير الذي تبغضه لإقصائها كثيرًا عن زيدان لينظر إليها أمير بتدقيق وقد علم أنها تحيك أمرًا ثم عاود النظر إلى زيدان قائلًا بحنق : ما تيجي أوصلك يا زيدان شكلك طولت في الشرب وفات ريحانة قلقانة عليك.
ثم استطرد وهو ينظر إلى غفران باشمئزاز قائلًا : أنت برضه سبتها في الفندق لوحدها علشان تيجي تحل لي مشكلتي وده ميصحش، أنت حتى ما لحقتش تغير هدومك.
قطب زيدان جبينه منذ متى وأمير يهمه أمر ريحانة لهذه الدرجة ترى ما ماهية الهاتف الذي هاتفه منذ قليل وجعله يتركه ولكن حافظ زيدان على قلقه في وجود غفران وحاول تغيير الموضوع بطريقة تجعل غفران تغرب عن وجههم قائلًا : والله يا أمير كان نفسي بس غفران مصرة تلاعبني وتكسب علشان تاخد مكسبها من الدكتوره شكران.
ثم غمز بطرف عينيه إلى أمير ليجعلها تقع بفخ زاهر الذي لا تعلم عنه شيئا واعتقد أنه من الأثرياء مثلهم : لو عايز راحتي خلي زاهر يلعبها.
ابتسم أمير بخبث قائلًا : أوامرك يا زيدان..اتفضلي يا مدام غفران أنا هبعتلك حد يوصلك لزاهر.
تحمست غفران وغادرت على الفور لينظر زيدان إلى أمير بتوجس ينتظر أن يعلم ما سر حديثه عن ريحانة ليزفر أمير بحنق قائلًا : مش عارف هلاقيها منك ولا من ريحانة اللي راحت تبات عند نورا في يوم زي ده.
ثم شدد على شعر رأسه بغيظ قائلًا : نورا اللي ما صدقت تعرف انك هنا راحت قايلة لها.
دب الغضب ذروته في صدر زيدان وانطلق مسرعًا يفتح باب المكتب ليشعر أمير أنه ينفث مثل النيران الملتهبة ليسرع من خلفه قبل أن يرتكب جريمة لتقطب غفران جبينها من مظهرهم ولكن استطاع زاهر أن يعيدها لمثلما كانت عليه.
ذهب بسرعة الريح إلى منزل نورا وقرع على الباب بكل عنف يكاد أن يكسره ارتعشت نورا من الصوت أما عنها كانت كتلة من البرود دلفت إلى الحجرة بكل جمود وأوصدت بابها مما أثار اندهاش نورا كيف تتركها تتعامل معه لتلعن نورا حظها أنها أخبرت أمير بما حدث. فتحت له نورا وهي ترتعش وينتابها التوجس خيفة أن يعصف بها عوضًا عن ريحانة التي اختبأت بالداخل لتجده يغلق الباب من خلفه حتى لا يثير لهم فضيحة قائلًا : أنا اسف يا نورا بس اللي عملته صاحبتك ميتسكتش عليه وكان لازم أجي في الوقت ده علشان أوقفها عند حدها.

ثم استطرد بوحشية قائلًا : أصلها فاكراها سايبه.
أشارت له نورا بالجلوس قائلة بهدوء يعكس خوفها : أنا اللي أسفه لأني السبب في وجودها هنا بس صدقني غصب عني.
ثم بررت نورا أكثر فقالت : أناكنت بتصل أوبخها انها ازاي سابتك تنزل من الجناح وأنت مغلطتش كمان.
كادت أن تستكمل حديثها ليضرب على سطح الطاولة بعنف لترتعد أوصالها وهو يتحدث من بين أسنانه بغضب قائلًا : لاااا مش أنتِ السبب..السبب هي..إنسانة مريضة..زي المريض النفسي اللي كانت متجوزاه مفكرة اني كده هسيبها.
ثم سخر قائلًا : دي تبقى عبيطة أوي.
نظرت نورا إلى الغرفة التي تجلس بها ريحانة بلا مبالاة وتمنت أن تخرج لتوضح له الأمر وهو مازال على حنقه وغضبه لتنظر نورا إليه برجاء قائلة : لا هي مش بطفشك ولا عايزاك تزهق منها هي بس عندها إحساس انك بتعمل معاها كل ده علشان ترجعها لقصي.
ثم أكدت له قائلة : وهي تموت ولا ترجع ليه.
نظر إليها بعدم تصديق لتفهمه قائلة : أنا عارفة أنت لا يمكن تبقى عبيط وتصدق حاجة زي دي بس دي الحقيقة على قد الحب اللي حبته ريحانة ليه.
توقفت ثم زفرت بحنق قائلة : على قد ما كرهته وأنت لازم تخليها تحبك.
مسح على وجهه بغيظ قائلًا : أخليها تحبني ازاي وهي شيفاني وحش قدامها.
خرجت ريحانة عن صمتها واندلعت الحرب لتخرج من الحجرة التي كانت تجلس بها بكل برود تستمع إلى غضبه لترد عليه بغضب أضعاف غضبه قائلة : لما هو مش كده يا زيدان ايه اللي كنت ناوي تقوله النهارده ومسكت نفسك ولما سألتك.. لا استنى ده أنا يا شيخ قلتلك مش عايزة أعرف.
ثم أنتفضت بغضب قائلة : أكدت ليا انك معاهم ليه بعد اللي حصل بينا جاي تدافع عن نفسك أكيد في حاجة تانية..ده أنت يا راجل قلت ليا هاخدك غصبن عنك.

نظر إلى نورا التي تتنقل عينيها بينهم واندلعت الحرب بداخله وهو ينطلق يدفعها أمامه ويدلفها بداخل الغرفة التي كانت بها من جديد قائلًا بعنف كأنه يروضها وهي تتقهر للوراء : أنا أخر حاجة توقعتها فيكي انك تتكلمي عن أول موقف يحصل بيني وبينك بس أنا اللي غلطان ولعلمك في سر في حياتي.
واستطرد وهو ينظر إليها بجحود قائلًا : بس أنتِ متستحقيش تعرفيه عني.
نظرت إليه بسخط دلالة منها أنها لا يهمها شئ يخصه ليسخر منها قائلًا : أنتِ خسارة فيكي كل حاجة بتتعمل. على فكرة أنا مش زعلان انك هنا بالعكس أنت كده فرحتيني ومسيرك ترجعي بنفسك.
ثم هددها قائلًا :..يا اما هعمل اللي يرجعك ليه.
شهقت بخوف ليتأكد من حديث نورا أنها لا تريد العودة إلى قصي ليبتسم بخبث قائلًا : القرار ليكي لو عايزة ترجعي له معنديش مانع بس بعد ما أتمتع بيكي زي ما هو اتمتع وأكتر.
وزاد من جبروته قائلًا : ولو هتكملي معايا تكملي باحترام وثقة فيا.
ثم خرج وتركها في حيرة من أمرها ونظر إلى نورا التي دلفت باندفاع إلى الحجرة تجدها شاردة لتربت على يدها قائلة بحنو : أنا غلطانة يا ريحانة حقك عليا بس أنتِ برضه مكنش لازم تيجي هنا المشكلة انك مبينة له إنه مش فارق معاكي.
ثم صمتت وهي متأكدة أنها تظلمها هي الأخرى باتهاماتها ولكن ما باليد حيلة. نورا تنظر إلى نقطة متقدمة من حياة ريحانة وقد وعدها بها زيدان ..سألتها بتوجس قائلة :..هتعملي ايه يا ريحانة هتكملي معاه؟
هزت ريحانة رأسها باستسلام قائلة : هكمل معاه يا نورا مفيش بديل وأنتِ عارفة كويس اني لا ممكن أرجع لقصي بس يا ريت زيدان يقدر.
ثم أضافت بحزن قائلة : لأن مش هو لوحده اللي بيقدم تضحيات.

احتضنتها نورا قائلة : أنا مقدرة أنتِ شايلة هم كتير بس صدقيني يا ريحانة زيدان شكله عمره ما هيغدر بيكي.
ثم هتفت بحقد قائلة : بالعكس هو اللي هيقدر يجيبلك حقك وزيادة.
هزت ريحانة رأسها بعدم تصديق لكلمات نورا لتهتف نورا بثقة قائلة : أنتِ يا ريحانة مش بتأذي حد ومحدش منهم ليه حق عندك حتى لو زيدان طلع زيهم..ربنا هيجبلك حقك من الكل.
وأضافت بثقة قائلة : وبكره تقولي نورا قالت.
خرجت ريحانة من الغرفة وجدته ينظر إلى الأرضية بشرود منتظر ردها لتهتف بصوت مبحوح قائلة : أنا جاهزة يا زيدان يلا بينا نروح الليلة كانت طويلة أوي على نورا وهي بصراحة ملهاش ذنب وكمان أنا عايزة أنام.
ثم تنهدت بتعب قائلة : أنا تعبانة أوي .
وكادت أن تسقط على الأرض ليلتقطها ويسقط قلبه في عينيها ليسألها بقلق قائلًا : أنتِ كويسة تحبي أجبلك دكتور هنا ولا نعدي على أي مستشفي نشوف مالك ؟ عمومًا الفجر قرب يأذن.
وحاول حملها قائلًا : تعالي معايا هشيلك.
كادت أن ترفض ولكنه أصر على حملها ليخرجا من الشقه لتنظر نورا في أثرهما بشرود متمنية أن يحملها عشيقها ويمتلكها بنفس الامتلاك هذا.
دلف بها إلى المصعد وأوقفها وأسندها أمامه وهمس إليها بعذوبة قائلًا : عارفة يا ريحانة..لو كنتي عاندتي وركبتي دماغك برضه مكنتش هسيبك لأنك ملكي.
ثم داعبها وانقض على شفتيها يلتهمها وهو يتحسس بيده قائلًا بتيه وعنفوان : وأنا مش بسيب حاجة أملكها وخصوصًا أنتِ.
ارتعشت من تملكه واحتارت من تحوله المفاجئ وسألت نفسها لما يخصها الآن بالتملك بعد ما قام بإهانتها في الفندق كان يتملك شذى من قبل ولكن تركها ويا ليته ما تركها.

على الجانب الأخر بعد ما تركها قصي ظنًا منه أنها غفت من تعبها وخرج من المنزل بأكمله لتقوم سريعًا بمهاتفة والدها المعلم خاطر والذي تتبرأ منه نظرًا لفقره ليلوي شفتيه عندما شاهد اسمها بصعوبة على شاشة هاتفه الردئ نظرًا لضعف نظره وارتداءه نظارة من النوع الرديء أيضًا ليحتد عليها قائلًا : ياااه ايه يا بنت أبوكي طلبتي الرقم غلط ولا هتعزميني على سبوع المولود ولا عايزاني أعمل مله سرير النونو.
واستطرد بسخرية قائلًا : بس اوعي تعرفيه اني جده.
أنتحبت شذى وعضت أناملها ندمًا على أنها لم تستمع له يومًا لتترجاه قائلة : حقك عليا يا أبا والله كان نفسي أعيش وأقب على وش الدنيا..مشيت في طريق كله غلط في غلط بس محتاجاك.
وتعالت شهقاتها قائلة : أنا عايزة أرجعلك تاني يا أبا.
أوجعت قلبه بتلك الكلمات التي كانت تترفع عن قولها يوماً ليتأكد أنها سقطت في الوحل. الوحل هو أكد لها أنه وحلًا منذ بداية ارتباطها بزيدان ولكنها كعادتها ترفعت عن سماع كلماته.

يتبع…



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close