اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم سعاد محمد سلامة


بمحل المصوغات
تغاضت سميرة قول الصائغ وتنحنحت قائله:
بصراحة فى مصلحة قدامي ومحتاجه أبيع الصيغة دي.
نظر لها الصائغ قائلًا:
خسارة تبيعها، شايف فيها قطع تمنها غالي.
تنحنحت قائله:
عارفة بس قدامى مصلحة تنفعني أكتر من الصيغة دي.

أستسلم قائلًا:
ممكن ترهنيها بمبلغ كويس.
سألته قائله:
طيب لو رهنتها قيمة الرهن ممكن تساوي كام.
رد الصائغ وقال لها ثمن الرهن ثم أكمل بتوضيح:
لو مش زبوبنتي مكنتش هنصحك، بس خسارة تبيعها.
فكرت سميرة قائله:
تمام بكره هرجعلك وأكون قررت بيعها أو رهنها.
تبسم الصائغ، كذلك سميرة التى فكرت بمعرفة قيمة مركز التجميل أولًا.
❈-❈-❈
فرنسا
تفاجئ هانى بإغلاق الإتصال مباشرةً بعد سماع صُراخ إيڤون، حاول معاودة الإتصال أكثر من مره لكن لا فائده الهاتف يُعطي أنه مُغلق رفع يديه فوق رأسه وجذب شعره بقوة للخلف وتنهد بحِيرة وقلق وظل واقفًا جوار باب سيارته حتى إقتربت منه إحد سيارات شركات الصيانه،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نظر الى الشاشه كان رقمً غير مُسجل لديه،قام بالرد آتاه صوت إيڤون سريعًا سألها:
إيڤون إنتِ بخير.
ردت بنهجان:
لا هاني لست بخير لقد تعرضت لبعض المجرمين على الطريق ولولا دورية الشرطه ربما كانوا نجحوا وقاموا بقتلي او خطفى،أحدثك من هاتف الشرطي وانا ذاهبه الآن معه الى مركز الشرطه لتقديم بلاغ.
تنهد هاني براحه سائلًا:
قولى لى مكان قسم الشرطه وسآتى لكِ.
أخبرته عن مركز الشرطه،أغلق هانى الهاتف وزفر نفسه وتوجه ناحية ذاك العامل الذى يفحص السيارة وتحدث معه ثم، أعطي للعامل المفاتيح الخاصه بها من ثم أشار إحد سيارات الآجرة ذهبًا الى إيڤون، أثناء جلوسه بالسيارة عادت له الذكريات
لقبل سنوات طويلة مرت عادت تقتحتم تلك الذكري المؤسفة التى قيدت حياته بزواج من هيلدا

بأحد الليالي،بعد وفاة صاحب تلك الورشه الذى كان يعمل بها،وتركها بعد وفاته وذهب للعمل فى إحد محلات العصائر كذالك ترك السكن وذهب الى سكن آخر،لكن رغم ذلك لم يسلم من مراقبة هيلدا،بعد منتصف الليل إقتحم السكن الذى يعيش فيه هو ومجموعة من المُغتربين منهم ما هو مُقنن وضعه بحق إقامة فرنسيه او اى دولة أوربية،لكن هو والقليل معه كانوا مثلهُ بلا إقامة منهم من جازف وإستطاع الهرب لكن لسوء حظه هو من كان قريبً من رجال الشرطة وقت الإقتحام وتم القبض عليه بملابس منزله عباره عن سروال داخلى قصير وكنزه بنصف كُم…وضع بأحد مراكز الشرطة يكاد يشعر بانخفاض فى ضربات قلبه،حياته تتحطم،أخته مريضه وتحتاج الى المال للإنفاق على علاجها كذالك مُستقبلهُ بلا ملامح،كل شئ يضيع خلف ذاك القضبان لو خرج منه بالتأكيد يعرف النتيجه هى الترحيل الى بلده بأسوء طريقه،مستقبل يتدمر أمام عيناه،غُربه جازف من أجلها وباع حتى عُمره وهو يعبر من بحر مُظلم يفتك ويحتوى جوفه على أحلام ضاعت بل غرقت بجوف أحد أسماكه الضاريه،لشباب واطفال بحثًا عن مستقبل أفضل حِلم يراه فى غيرة يريد أن يصبح مثله،رحله قضاها أيام فى بحر الظُلمات بقاع مركب مُتهتك أقل سُرعه للـ الرياح كفيلة بتدميرة،حقًا وصل الى شاطئ يستطيع البدايه مره أخري،لكن هذا يتلاشى الآن خلف تلك القُضبان لا أمل ولا مستقبل،أو مستقبل مُعتم فى مصر ينتظره حين يعود خالي الوفاض.
أغمض عينيه ود لو يبكي عل ذلك يجعلة يشعر براحه قليلًا، ها هو ليل مُعتم ينتهى ولم تغمض عيناه ولا قلبه الاثنين بهما آلم حارق.
بلحظه تدمرت حياته التى ظن أنها بدأت تزدهر قليلًا بوفرة المال، لكن كان هذا مؤقتًا.
.. فتحت الزنزانه الذى كان بها وقام أحد رجال الشرطة بجذبه دون الحديث معه،ذهب معه بقلب يلتاع نارًا،الى أن دخل الى غرفة خاصه…تحدث له أحد الأشخاص فهم منه:
من أين أنت.
صمت لم يُجيبه.
وجه له عِدة أسئلة كان الصمت هو الرد كما حذروه أثناء السفر لو تم القبض عليك لا تبيح بهوايتك، إدعي البلاهه أو الصمت، هو صمت، لكن بدأ يتعصب ذاك الشرطي الذى يسأله نهض وكاد يصفعهُ، بلاد تدعى الحريات وفى الاساس هى أساس القمع والتسلُط والآستبداد
لحسن حظه كان هنالك تفتيشًا للصليب الأحمر
نظر نحو هاني ذاك الشخص ولمعت عينيه هو ذو جسد مثالي بالتاكيد له منفعة، ذهب نحوه وقام بسؤالة، فهم هاني أسئلته لكن لم يرد وفهم أن من يدعي المساعدة فى الاساس جزار يود بيع أعضاء جسده وهو فريسه لهم بلا هاويه وليس يفهم حديثه لقمة سائغة، لكن ربما القدر أحيانًا يفرض عليك اللجوء الى ما كنت ترفضة ويرسله لك
دلفت هيلدا بغرور وكبرياء الى تلك الغرفه بالمخفر،نظرت نحو هاني الذي لم يتعجب وفهم من الذى وشى به،هى تلك الحقيرة ظن أنه تخلص منها حين ترك الورشه وإبتعد لكن كانت مثل الحية التى تُراقب فريستها الى أن تستطيع إفتراسها بسهوله…وها هى اللحظه،تبسمت عيناها وهى ترا ذاك الهوان بعين هاني،وتحدثت الى الضابط برجاء:

هل أستطيع البقاء مع هذا الشاب لخمس دقائق فقط.
بسبب تلك الرشوه الماليه التى وضعتها له بإحد الزهرات،تبسم وأومأ لها بموافقة،خرج مع ذاك الشخص الذى كان تابعًا للصليب الاحمر…
جلست بشموخ وكبرياء وغرور قاتل لآدمية هاني وظلت لحظات صامته قبل أن تقول:
ليس أمامك سوا فرصة واحده هانى،وإختيار واحد،حتى تخرج من هنا على قدميك،بل ستُفتح لك أبوابً من الهناء،عكس ذاك الشقاء.
بالتأكيد يعلم ما هى تلك الفرصه،أكيد مرافقة تلك الحقيرة وإعطائها ما كانت تريده من قبل،لحظات غرام،والإختيار صعب،لكن صعُب أكثر حين قالت له:
لكي تُقنن وضعك هنا هاني لابد أن نتزوج.
-نتزوج!
قالها بتعجب،ظن أنها فقط تريد اللهو قليلًا وبعدها ستمل منه،لكن الزواج رابط قوي صعب الخروج منه هنا بسبب قوانين تلك البلدة الصارمه عكس تلك القوانين المصريه التى تُعطي الزوج كافة الحقوق،هنا الزواج له شروط وقوانين صارمه… ماذا لو رفض الآن ويحدث ما يحدث، هل سيُرحل الى بلده…
الجواب بالتأكيد لا سيُدفن بلا هاويه ويُسرق جسدهُ تباع أعضاؤه… نظر لبسمتها المُتيقنه أنه سيوافق فقط يحاول إستجماع ما بقى من آدميته وإرادة البقاء هى من تتحكم، أومأ برأسه موافقًا.
تبسمت هيلدا بظفر لكن ضغطت عليه قائله:
أود سماع قرارك هاني، أمامك فرصة بكلمة واحده إما أن تقتنصها أو…
قاطعها غصبً:
موافق على إننا نتجوز يا مدام هيلدا.
إنفرجت شفتاها وملامحها ببسمه ونهضت واقفه وذهبت نحوه تسير بدلال وغنج أنثوي وضمت جسدها له بإغواء قائله:
لا تقول لـ مدام مره أخري بل قول”هيلدا “زوجتي.
-زوجتي!
أى زوجة هذه إمرأة تُجبر رجلًا أن يتزوجها غصبً وتظن أنه زوجته، هى عاملته مثلما العبيد الذى تؤمر وليس عليها سوا الطلعه والتنفيذ والا سيُجلد، لا بل سيُقتل بلا رحمة.
بهوان قالها:
موافق على الزواج.
لتنفرج ملامحها ليس فقط ملامحها بل شفتاها اللتان طوقتا شفتاه بقُبلة ساخنه تصهر الجليد لكن ليس قلب بآس.

[عودة]
كانت من تلك الذكرى البائسه على وقوف سائق سيارة الآجرة أمام المخفر…
ترجل من السيارة ودلف الى المخفر بخطوات سريعه نحو إحد الغرف،طرق الباب ودخل بعدها،تنهد براحه حين رأى أيفون التى وقفت وتوجهت نحوه قائله:
لدي يقين هانى أن هيلدا هى من خلف هؤلاء الاوغاد اللذين حاولوا خطفي عليك أن تحذر منها أكثر.
بعقل هاني يوافق إيڤون لكن صمت وإتخذ القرار، بالتأكيد رحلته القادمه لـ مصر سيكون لها مفعولًا خاص، فهو لن يعود قبل ثلاث أشهُر قد تكون هدأت اعصاب هيلدا فى تلك الفترة.
❈-❈-❈
بعد إنتهاء لقاء غرفة الصناعه، تحججت چالا أن سائقها تأخر، وبإستحياء مُبطن طلبت من عماد ان يوصلها الى مصنع والدها بطريقه، بمجاملة وافق عماد، أثناء حلوسهم بالسيارة ظلا يتنقاشان حول صناعة النسيج والعمل على تطويرها كان مُتحفظً كثيرًا فى أرائه عكس ما تحاول أن تظهر به وهو أنها بارعة كونها سيدة أعمال،لم يهتم ولا يلفت نظر عماد هذا،لكن فى أثناء ذلك،صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه سُرعان ما تبسم،وقام بالرد بإيجاز،حتى إنتهي،بفضول منها نظرت الى شاشة هاتف عماد لاحظت تلك الصورة،لطفلة صغيرة تبتسم،لم تهتم لحديثه المختصر على الهاتف وسألت بفضول مُبطن:
الصورة اللى على الموبايل دى صورة بنتك.
لمعت عينيه أسفل نظارته الطبيه :
أيوه.
إعتذرت برياء قائله:
متآسفه انا مكنش قصد من النظر لشاشة الموبايل جت صدفه، بس لمحت صورة الطفله وهى حلوة أوي وتشبهك كتير.
تبسم قائلًا:
فعلًا يمنى ملامحها فيها شبه كبير مني.
تبسمت برياء قائله:
أكيد مامتها بتحبك أوي.
غص قلبه للحظات وهمس لنفسه:
بتحبني لدرجة إتجوزت من راجل تاني غيري، لكن رسم بسمه وأومأ برأسه قائلًا:
الشبة مالوش علاقة بالحب، مجرد أشباه وخلينا نكمل كلامنا عن صناعة النسيج.

تبسمت وإزداد لديها هاجس أن تكون تلك الزيجة فُرضت عليه لماذا لمل يُجبها ويتحدث عن زوجته مثلما تحدث عن إبنته.
إنتهى الطريق، ترجلت چالا من السياره، نظرت نحو عماد مُتسمه تقول:
عارفه إنك أكيد وقتك مشغول ومش هتقدر تنزل وتدخل معايا المصنع، بس
هستني زيارتك للمصنع فى أقرب وقت.
تبسم لها قائلًا:
أكيد طبعًا.
تبسمت له وهى تدخل الى المصنع أمر السائق بالإنطلاق فورًا.
بينما قبل ان تدخل چالا الى مبني المصنع نظرت خلفها تضايقت حين رأت إنطلاق سيارة عماد… زفرت نفسها بغضب.
بينما عماد لم يُبالى بعد نزولها من السياره نظر الى شاشة هاتفه لكن الى صوره أخري، صورة سميرة وهى تضحك وهى تحمل يُمنى الصغيرة وليدة الأيام وقتها، كانت يمنى بها ملامح من سميرة وقتها لكن مع الوقت تبدلت ملامحها وإتخذت من ملامحه هو الآخر… فكر قليلًا ثم إتخذ القرار.
❈-❈-❈
بـ المركز التجميلي.
دلفت سميرة الى غرفة چانيت التى تبسمت لها بترحيب، تنحنحت سميرة قائله:
فى موضوع مهم كنت عاوزه أتكلم مع حضرتك فيه.
تبسمت چانيت لها قائله:
خير، تعالي إقعدي يا سميرة.
تبسمت سميرة وجلست، ثم تنحنحت قائله:
أنا عرفت إن حضرتك ناويه تبيعي الصالون ده.
تبسمت چانيت بموافقه قائله:
ايوا بس متقلقيش انا قبل ما هبيع الصالون هتفق مع اللى هيشتريه إنه ميفصلش أى ست بتشتغل هنا، إنت كلكم ممتازين.
تبسمت سميرة قائله:
مش ده الموضوع اللى كنت جايه لحضرتك فيه، أنا جايه بخصوص أمر بيع الصالون أنا عندي شخص ممكن يشتريه.
إستغربت چانيت قائله:

إنتِ تعرفي الصالون ده يساوي كام يا سميرة.
-كام.
سالتها سميرة واجابتها چانيت بذاك المبلغ الضخم، وإنصدمت لكن سُرعان ما تبسمت قائله:
المبلغ موجود، او بمعني أصح يعتبر موجود.
تبسمت چانيت بعفويه سأله:
ومين بقى اللى هيشتري الصالون ده.
تبسمت سميرة بتلقائيه قائله ثم سرعان ما قالت بتوضيح
أنا… قصدي فى شخص قريبي كلمته عالصالون وهو كان مسافر ومعاه مبلغ وعاوز يستثمره أحسن ما يركنه فى البنك والفايده تبقى قليلة.
تبسمت چانيت قائله:
فعلًا البنوك فوايدها قليله، كلمي قريبك ده وخليه يتواصل معايا.
إرتبكت سميرة قائله:.
أنا هبقى الوسيط كمان هو مسافر وفوض ليا إنى أشتري الصالون ده وأكتبة بإسمى لحد ما هو يرجع من السفر.
تبسمت چانيت قائله:
تمام يا سميرة،أكيد ليك عمولة وانا هراعيك،بس مش هكدب عليكِ فى كذا حد كلمني عالصالون وانه عاوز يشتريه،بس إنتِ…
قاطعتها سميرة بتلهف:
لاء من فضلك يامدام چانيت الصالون ده مهم اوي بالنسبه لى،قصدى لقريبي،يحفظ فلوسه فيه،وانا مستعده أكلمه وهو موافق وممكن نخلص الإجراءات فورًا وهقوله يحولى المبلغ فى ظرف يومين اسبوع بالكتير.
تبسمت چانيت قائله:
تمام يا سميره قدامك أسبوع تكلمي قريبك،وإنتِ أولى بالصالون لانك عارفه معظم زباينه.
تبسمت سميرةولمعت عينيها لكن إحتارت بكيفية جمع ذاك المبلغ بأسبوع.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بـ ڤيلا عماد

تبسم هانى بود ومحبه الى تلك التى تفتح له ذراعيها واقترب منها بلهفه يحتضنها، تبسمت وهى تحتضنه قائله:
حمدالله على سلامتك يا حبيبي، نورت مصر.
تبسم لها بود قائلًا بمزح:
الله يسلمك يا عمتي،مصر منوره بأهلها،أوعي يكون العمده مغلبك فى غيابي
تبسمت له قائله:
العمده فعلا مغلبني يا إتش.
تبسم عماد بينما سأل هانى قائلًا:
قوليلي بسرعه مغلبك فى أيه وأنا اقرصلك ودانه،كُله الا عمتي حُسنيه دى هى اللى فى العيله كلها.
تبسمت له بود وقالت بإيحاء:
هو عارف السبب بلا بلاش رغي وأحنا واقفين أكيد جعان.
تبسم لها بود قائلًا:
جعان جدًا بقالى يومين صايم عشان لما أنزل مصر أكل على معدة نضيفة.
تبسمت له قائله:
طب يلا الغدا جاهز.
بعد قليل بغرفة المعيشه جلس هانى يتنهد قائلًا:
يااااه أنا أكلت كتير اوى.
تبسمت حُسنيه له،بينما قال عماد:
طول عمرك مفجوع أيه الجديد يعنى،فاكر لما كنا صغيرين كنت تجي تاكل عندنا.
ضحك قائلًا:
انا فاكر كلمتك لما كان الاكل يخلص كنت تقول…انا مشبعتش هاني مسماش قبل ما ياكل عشان كده الشيطان أكل معانا.
ضحكت حسنيه وهما يتنقران مثل الأخوه الى أن جاء سيرة يمنى….سأل هاني:
صحيح يمنى نفسى أشوفها المره اللى فاتت كانت الاحازة قصيره،المره دى مطول.
تبسمت حُسنيه ونظرت الى عماد قائله:


والله دى حتة سكره ميتشبعش منها.
لاحظ عماد تلميح حسنيه،نهض قائلًا:
إنت مش وراك سفر للمحله.
نهض هاني قائلًا:
فعلًا،يادوب الحق محدش منهم يعرف إنى جاي،قولت اعمل لهم كبسه.
ضحكت حسنيه،كذالك عماد الذى قال:
دول هيتخضوا ومش بعيد جوز أمك يقطع الخلف.
ضحك هاني قائلًا:
هو لسه فيه حيل،ده سلم نمر من بدري.
نظرت لهم حسنيه قائله:
إتأدبوا وبلاش الكلام القبيح ده.
ضحك الإثنين وهما يغادران،لكن إلتفت لها هاني قائلًا:
يومين يا عمتي وراجعلك إعملي حسابك أكلك ميتشبعش منه.. وانا عامل غسيل معدة قبل ما أجي.
تبسمت له قائله:
حبيبى تجى بالسلامه،سلم لى على إنصاف وبسنت.
بعد قليل بالسياره…
تبسم عماد قائلًا:
كويس إنك جاي أجازة طويلة،أهو تشيل معايا الشغل شويه،بفكر أخد سميرة ويمني ونتفسح كم يوم،أنا حاسس من كُتر الشغل دماغي هتتفرتك…محتاج أجازة.
غمز هاني بعينيه قائلًا:
محتاج أجازة ولا بتتلكك عشان تاخد سميرة ويمني وتفصل بعيد عن هنا،خد بالك انا فاهم تلميح عمتي،وطنشت.
تبسم عماد قائلًا:
طب كمل تطنيش بقى،وأنا هاخد سميرة ويمنى واسافر مرسى علم كم يوم نغير جو وأستجم.
❈-❈-❈

مساءً
بشقة سميرة
جلس عماد يحمل يُمنى على ساقيه مُبتسمًا لمشاغبتها، الى أن آتت سميرة وجلست قائله:
ماما خدت علاجها وهتنام.
تبسم عماد لها قائلًا:
فى موضوع عاوز اتكلم معاكِ فيه يا سميرة.
إزدردت حلقها وسألت بخفوت قلب وملامح:
أيه هو الموضوع ده.
لم يُلاحظ عماد خفوت ملامحها بسبب إنشغاله مع يمنى، وأجابها:
إحنا هنسافر بكره أجازه كم يوم فى مرسى علم.
شبه هدأ خفوت قلبها وقالت بإعتراض:
بكره، إزاي، أنا مأخدتش إذن من صاحبة الصالون.
نظر عماد لها قائلًا:
وفيها أيه يعنى عادي… لما متروحيش كام يوم هتخصمهم من مرتبك.
إرتبكت سميره قائله:
أيوا لازم أخد إذن منها بالغياب، بكره أبقى أخد منها الإذن ونسافر بعد بكره.
نظر لها عماد بغضب قائلًا بتصميم:
لاء هنسافر بكره، وإنت عارفه رأيي فى مسألة شغلك ده ومتحمله غصب عني، إنتِ مش محتاجه لشُغل.
نظرت له قائله:
لاء محتاجه وسبق وقولتلك السبب، أنا مقبلش حد يصرف على أمي.
زفر نفسه بغضب وكاد يتعصب لكن ضبط نفسه حين نزلت يمني من على ساقيه وتركتهم قليلًا، نظر لها عماد قائلًا بإستهجان:
بسيطه خدي من صاحبة الصالون إذن بالموبايل.
حاولت سميره الإعتراض لكن فى ذاك الوقت عادت يمنى وهى تضحك، إقتربت من عماد تقول له:

بابي سلسة حلوه يمنى عاوزه زيها.
أخذ عماد ذاك السلسال ونظر له قائلًا لـ يمنى:
حلو أوي جبتيها منين دى.
ردت يمنى:
بتاع مامى كانت عالتسريحه.
نظر عماد الى سميرة التى توترت لاحظ ذلك بوضوح حين شبه تعصبت على يمنى قائله:
قولتلك إيدك متلعبش فى حاجه.
نظر عماد نحو سميرة سائلًا:
فعلًا،السلسله دى حلوه.
توترت سميرة قائله:
عجبتني من فتره إشتريتها.
تغاضى عماد عن توتر سميرة،وجذب يمنى يحملها،لكن قالت له بطفوله:
طنط اللى فوق جابت بيبي صغير،يمنى عاوزه واحد زيه إلعب بيه.
نظر عماد نحو سميرة التى قالت:
قولتلك ده مش لعبه ده طفل وإنتِ كنتِ زيه.
نظرت يمنى الى عماد بعدم إقتناع قائله:.
بابي أنا عاوزه مامي تجيب لى بيبي زى طنط.
نظرت سنيرة وإنتظرت رد عماد الذى راوغ قائلًا:
يمنى الوقت إتأخر ولازم تنامى بقى عشان لما نصحي الصبح تبقى مفرفشه.
تبسمت يمنى قائله:
هنام جنبك يا بابي.
تبسم لها عماد وحملها وإتجه الى غرفته…
بعد قليل دخلت يمنى الى الغرفه تبسمت حين رأت يمنى نائمه…لكن رأت عماد مازال بملابسه لم تحتاج لسؤال،حين نهض وإقترب منها وجذبها يحتضنها سائلًا:

أيه حكاية السلسله يا سميرة.
توترت قائله:
سلسلة أيه،آه قصدك اللى كانت مع يمنى،قولتلك عادي عجبتني إشتريتها.
رغم أن شعوره هذا ليس صحيحًا لكن تغاضى عن ذلك قائلًا:.
تمام جهزي نفسك إنتِ ويمنى هنسافر بكرة بعد الضهر أنا حجزت تذاكر الطيران فى طيارة المسا.
كادت تعترض لكن جذبها عماد يُقبلها بشوق ولهفه ثم ترك شفاها ومازال يحتضنها هامسًا بشوق.
فهمت سميرة همسه، كذالك لمساته على جسدها، تململت بين يديه قائله:.
عماد مش هينفع أنا لسه مأخدتش حُقنة منع الحمل…ميعادها بكرة.
-منع الحمل.
فاق من ذاك الشوق وإبتعد قائلًا:
تمام…همشى أنا دلوقتي وبكره هفوت بعد الضهر تكونوا جاهزين.
بشوق يحاول ان يُلجمه هو لا يحتاجها جسدًا كما فهمت،كان يود فقط قُبلة وعناق،لكن فسرتهم هى على هواها،أو كما أوصل لها همسه،بينما شعرت سميرة بآسي حين إبتعد عنها وتأكد ظنها،أنها ليست سوا رغبة عابرة… وأصبح لازمًا أن يكون لها كيانً خاص بها يجعلها تستطيع الرفض وقتما تشاء.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بالمحله،أثناء سيره بالسياره بحث عن علبة سجائره، لم يجدها تنهد بضجر قائلًا:.
مش هرجع الدار تانى عشانها نظر حوله لمح ذاك المحل القريب منه، لديه شك أنه سيجد نوع سجائره به، لكن حتى إن لم يجد ذاك النوع بستطيع تدبير نفسه بنوع آخر.
بمحل البقالة
ضغطت فداء على أذن ذاك الطفل بزهق قائله:
ركز يا حمار وإفهم انا شرحتلك الدرس عشر مرات وإنت تور الله فى برسيمه، تصدق إنت مش ابن خالتي وإبن عمي فى نفس الوقت، بس غبائك ده حلال فى خالتي تخلص ذنبي منها.
ضحك قائلًا:
ذنب إيه يا فتااااء، إنتِ اللى مُدرسه فاشلة أساسًا.

نظرت له وصفعته أسفل رأسه قائله بضجر:
قوم يالا غور من وشي، صحيح إنت خِلفه سو،إنت مش نافع فى التعليم آخرك هتبقى سمكري عربيات.
رفع يديه بدعاء قائلًا:
يارب يسمع منك،عارفة دول بيكسبوا قد أيه فى اليوم،فى أجازة نص السنه هروح أشتغل فى الورشه اللى عالمحطة،وأخد بقشيش.
نظرت له بسخط قائله:
ونعم الطموح،قوم غور من وشي روح لأمك إحرق فى دمها.
نهض ضاحكًا يقول:
هاخد كيسين شيبسى وبيبسي وباكو لبان أطرقع فيه زيك.
نهضت خلفه وأمسكت يده قائله:
فين تمن الحاجات دى حلو.
نظر لها ببراءة قائلًا:
أنا ابن عمك هتاخدي مني تمنهم.
هزت راسها بموافقه:
طبعًا،إنت مش واخد مصروف من أمك اللى مفكره إبنها نابغة وهو حمار، هات يالا تمن اللى هتاخده.
غصبً إمتثل وأعطاها ثمن ما أخذه، وخرج يتهكم عليها، تبسمت بظفر غير منتبهه لذلك الذى رأي ذاك الحوار بعد أن
ترجل من السيارة وذهب نحو محل البقالة، إنزعج منها ليس فقط لطريقة حديثها المستقوية مع ذاك الطفل كذالك بسبب طرقعة تلك البالونة التي تفعلها من العلكة التى تمضغها، نظرت له قائله:
أهلًا وسهلًا.
رغم إشمئزازه منها لكن قال لها على أحد أنواع السجائر الأجنبية، ثم سألها:
موجودة هنا.
نظرت نحو مكان بالمحل وأجابته:
أيوه موجوده، السوبر ماركت هنا فيه من الإبرة للصاروخ.
-صاروخ!.

قالها بتعجب وعينيه تتفحص المكان رغم إتساعه لكن لا يتسع لصاروخ، سألها بإستخبار بنبرة إستهزاء:
فين الصاروخ ده؟.
شعرت أنه يستهزأ بسؤاله، لكن
تبسمت ببرود وجذبت إحد العلب الصغيرة وقامت بجذب علبة ثقاب(كبريت)، وفتحت تلك العلبه أخرجت شئ بحجم أقل من صباع اليد وأشعلت الثقاب به وألقته على طول يدها أمام المحل فإنفجر، إنفزع منه، وإشتطاط غضبً وإشمئزاز من فرقعتها لتلك العلكه بنفس الوقت، كذالك من بسمتها وهى تقول بلا مبالاة:.
فرقعت لك صاروخ أهو عشان تصدق… إحنا بنبيع جُملة وقطاعي… العلبة كامله فيها عشرين صاروخ بخمسين جنيه، قطاعى الصاروخ بتلاته جنيه بس ارخص من السجاير…كمان مش هيضر بصحتك زى السجاير اللى بتحرق بها صدرك وممكن تجيب لك ذبحه صدريه،وتموت وإنت شاب صغير .
نظر له بغضب قائلًا:
وإنت اللبانه اللى عامله تطرقعى بيها بالونات دى بره شفايفك ممكن تلم ميكروبات وتجيب لك مرض ياخد أجلك.
لوت شفتاها ثم تعمدت طرقعة العلكه قائله:
كله بآمر الله محدش له فى نفسه حاجه، هتاخد سجاير ولا صواريخ.
-سجاير طبعًا.
حدثته بنُصح:.
براحتك بس خد بالك مكتوب عليها ضار جدًا بالصحه.
رد عليها بضجر:
وطرقعة اللبانة قلة أدب.
إمتعضت من قوله وإستهزأت به كذالك هو نفس الشعور، وصل له بعد ان رد كل منهما على الآخر كلمة بكلمة.

يتبع….


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close