رواية واحترق العشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم سعاد محمد سلامة
بـ مرسى علم
بـ ڤيلا مُطلة على البحر
فتح عماد عينيه نظر الى جواره تنهد بهدوء وإتكئ برأسه على يديه ينظر الى هاتان اللتان تنمان جوارة على الفراش يمنى بالمنتصف وسميرة على الطرف الآخر تُعطيه ظهرها شعر بسعادة وتبسم وهو يرا تلك المشاغبة الصغيرة ترمش بعينيها كآنها تستيقظ، الى ان فتحت عينيها نظرت الى عماد الذى يبتسم لها تبسمت له هى الأخري وإتجهت نحوه تتدلل عليه، تبسم بحنو وإستقبل دلعها بمحبه وترحيب، نظر نحو سميرة كانت ناعسة كادت يمنى ان تذهب نحوها جذبها عماد عليه ونهض من فوق الفراش أخذ هاتفه وغادر الغرفه يستمتع بمرح ودلال يمنى الى أن دخل الى المطبخ وضعها على أحد المقاعد قائلًا:
وردتي الجميله لازم تفطر عشان تكبر وتزيد جمال.
رغم عدم فهمها غير أنها لابد أن تأكل لكن تبسمت وهى تومئ برأسها بدلال.
تبسم عماد وبدأ تحضير طعام خاص له هو ويمنى من ثم جلس جوارها وبدأ فى إطعامها الى أن شبعا حملها وخرج من المطبخ ذهب الى حديقة الڤيلا جلس أرضًا يلهوان قليلًا بطابه بلاستيكية، وهي تدور حوله بينما هو فتح هاتفه الذي صدح برنين وسمع حديث من يهاتفه الى إنتهى قائلًا:
تمام أنا هتصرف..
أغلق الاتصال زفر نفسه وقام بإتصال آخر،ثم قام بإتصال ثالث وضع الهاتف على أذنهُ ينتظر رد الآخر
بينما بالبلدة نظرات الأعين بين فداء وهانى مُتباينة، هو تقدح عيناة ضجرًا من تلك السخيفه وحركة طرقعة العلكه المُقززه بالنسبه له، بينما فداء لا تهتم لذلك تنظر له بلا مبالاة، مدت يدها له قائله:.
إتفضل علبة السجائر حاول تقلع عنها عشان صحتك.
أخذ هانى منها علبة السجائر بشبه بخطف قائلًا بتعسُف:
وفري نصيحتك إتفضلي الحساب.
أخذت منه النقود، وذهبت نحو موضع النقود، تهمس لنفسها:
الحق عليا بنصحك انت حر ان شاله تلسع لسانك.
بينما لم يستطع هاني الإنتظار وغادر حين إستدارت قبل أن تعود له الباقي كان قد إبتعد، تسرعت بخطواتها، لكن كان صعد للسيارة ولم يُبالي بإشارتها له، حتى بقولها:
يا أخ نسيت الباقي…
مشي يلا هو حر أهو بدل حق الصاروخ اللى فرقعته.
بينما هاني قاد السيارة سريعًا يشعر بضجر وإشمئزاز من تلك من العلكة ومن صاحبتها، حتى أنه رأى إشارتها له ولم يهتم، بل اشعل إحد السجائر ونفث دخانها عله ينسى تلك المعتوهة وحديثها الأحمق فى نظرهُ، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، جذبه من موضع الشاحن بالسيارة،ونظر الى الشاشة وقام بالرد يسمع.عماد يقول له:
ناموسيتك كحلي طلعت من البلد ولا لسه.
نفث هاني دخان السيجارة وقال:
لاء لسه طالع من البلد.
تهكم عماد قائلًا:
وأيه اللى أخرك ما صدقت نزلت المحله وهتأنتخ.
إستهزأ هانى قائلًا:
لاء كنت بخلص فى صفقةصواريخ العيد.
إستغرب عماد سائلًا:
أية صفقة صواريخ العيد دى.
رد هاني:
سيبك قولى بتتصل عليا دلوقتي ليه إنت مش واخد أسبوع إستجمام مع يمنى والمدام.
زفر عماد نفسه قائلًا:
فعلًا، بس طبعًا موبايلي مش مقفول عشان الشغل فى مشكله فى مصنع السجاد، وأنا إتصلت على المهندس المسؤول عن الصيانة، وعاوزك تبقى معاه.
زفر هاني نفسه قائلًا:
إنت مفكرني خبير زيك ولا إيه.
تهكم عماد قائلًا:
الأمر مش محتاح لخبير، ده شغل إدارة، وطالما مطول فى مصر يبقى لازم تشيل شويه، يلا هبقى أكلمك مره تانيه.
تنهد هاني بإستسلام قائلًا:
قال وانا اللي نازل مصر عشان أستريح، عالعموم بوسلى يمنى اللى صوت ضحكها واصل لعندي.
تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى التى تدور حوله تُدندن أحد أغاني الاطفال التى تسمعها بالتلفاز، أنهي الإتصال مع هانى وحملها بمباغته ومرح قائلًا:
تعالي نشوف مامي صحيت ولا لسه نايمة.
ضحكت يمنى.
بغرفة النوم
تمطئت سميرة بتكاسل وفتحت عينيها بإنزعاج بسبب رنين الهاتف المتواصل نظرت جوارها لم تجد يمنى ولا عماد، للحظة خفق قلبها ونهضت من فوق الفراش، لكن سمعت صوت ضحكات يمنى، ذهبت نحو شُرفة الغرفه أزاحت الستائر ونظرت من خلفها كانت يمنى تمرح وعماد يتحدث بالهاتف تنفست بهدوء، لكن إنتبهت الى صوت رنين هاتفها، ذهبت نحوه نظرت الى الشاشه، زفرت نفسها بضيق لكن قامت بالرد وتحملت سخافة الآخر قامت بالرد عليه بتعسُف:
قولتلك ده اللى عندي مفيش فِصال، ولو إنت مش قابل غيرك يتمنى يشتري ، وعاوزه الفلوس كاش مرة واحدة،فى زبون غيرك ممكن يشتري بسعر أعلى،وده آخر كلام عندي هتشتري بالسعر اللى قولت عليه غير كده غيرك موجود ويشتري هو.
قالت هذا وأغلقت الهاتف تشعر بضيق وشبة إختناق، القت الهاتف فوق الفراش وعادت تنظر نحو الحديقه رأت عماد يحمل يمنى ويتجه الى داخل الڤيلا، إنتظرت قليلًا حتى دخلا الى الغرفه إشرأب عماد برأسه ونظر ببسمه لـ يمنى الجالسه فوق كتفيه قائلًا:
مامي صحيت، قولى لها صباح الخير، إحنا صحينا قبلها وفطرنا وإنتِ نايمة.
رغم شعورها بالضيق لكن تبسمت لـ يمنى التى اعادت كلماته لها… لاحظ عماد عبوس وجه سميرة،إقترب منها كاد يضع يدهُ على خصرها إبتعدت وتهربت قائله:
هروح أستحمي عشان أفوق وأشوف هحضر أيه للغدا.
لهو يمنى بالعبث فى شعره جعله ينفض عن رأسه،لكن لاحظ صوت هاتف يمنى الذى ضوى،ثم إنطفأ،ربما إنذار برساله،لم يهتم وأخذ يمنى وعادوا للهو مره أخرى…
بينما جلست سميرة على حرف حوض الإستحمام تُدلك جبينها تشعر بصداع ليس مرضي بل صداع من كثرة التفكير، والحِيرة فى تدبير ثمن ذاك المركز التجميلي… فرصة تخشي ضياعها.
❈-❈-❈
على أحد مقاهي البلده
كان شعبان يجلس بإفتخار، يضع بفمه خرطوم تلك الآرجيلة، ثم يُنفث الدخان من فمه وأنفه، حتى وضع أمامه نادل المقهى تلك الصنيه قائلًا:
شايك يا عم شعبان، الحاج عبد الحميد وصل هو كمان أهو.
نظر شعبان نحوه كان عابس الوجه الى أن جلس الى جوارة صامتًا لبعض الوقت،نظر له شعبان بتساؤل:
مالك شكلك مضايق أوي.
زفر عبد الحميد نفسه بآسى قائلًا:
وعايزيني اعمل ايه اقوم ارقص.
تهكم شعبان سائلّا:
أيه اللى مضايقك أوي كده.
زفر عبد الحميد نفسه بضيق قائلًا:
البت بنتي اللى متجوزه مبقلهاش شهر غضبانه عندي فى الدار وعاوزنى أفرح وأغني.
تهكم شعبان ببساطة قائلًا:
وفيها أيه لما تغضب، شوية زعل مع الوقت بكره ترجع تانى لجوزها، هو كده الجواز فى أوله بيبقى فى صعوبة فى الفهم والقبول بين الراجل ومراته.
نظر له عبدالحميد قائلًا:
فهم وقبول… ده ضاربها ومبهدلها بدون سبب، وكمان طردها أنا هاين عليا أخد سكينه وأروح اشرحه، بس اللى مقيدنى عايدة مرات أخويا، قالت لى بلاش عشان المشاكل متزدش.
إستغرب شعبان سائلّا:
هى مرات أخوك هنا، مش عايشه مع بنتها فى مصر.
رد عبد الحميد بتأكيد:
ايوه بس هي هنا هتقعد كام يوم، بتقول إن عماد وسميرة فى المصيف.
تنهد شعبان بآسف، بينما نظر له عبد الحميد بمغزى قائلًا:
أهو عماد اللى مكنتش راضي عنه معيش سميرة فى نعيم، عكس الحيوان اللى جوزته لبنتي، شكل حظها أسود من أوله.
تهكم شعبان قائلًا:
أهو إتعظ من سميرة بعد ما كان حظها خاب، رجع إتعدل من تاني،إبني إتجوزها بعد بقت أرمله، رغم ان كان قدامة بنات بنوت، روق كده وخد لك نفس، هتفوق.
نظر له عبد الحميد يشعر بآسف وهو يتذكر ان سبب رفضه لـ عماد من البداية كانت صداقته مع شعبان الذى أخبرهُ وقتها أن عماد لن يستطيع الزواج بـ سميرة وإن تزوجها لن يستطيع الإنفاق عليها من مرتب ذاك المصنع الذى كان يعمل به، حتى بعد سنوات من الخطوبه كان تجبُره سببًا للتفريق بين عماد وسميرة،لولا الحظ او القدر الذى جمعهما،يتمنى بقلبه أن يحدث هذا مع إبنته ويهتدي لها الحال ويعود زوجها نافعًا مثلما عاد عماد لـ سميرة ولم يهتم أنها كانت زوجة لآخر غيرهُ ذات يوم.
❈-❈-❈
فرنسا
بشقة فاخرة بحي راقى، وروائح باريسيه تفوح من المكان، مخلوطة بروائح أخري نفاذة مثل البخور، لم تستهوي تلك الرائحه لكن رغم ذلك تحملتها ووهي تضع تلك المحرمه على أنفها، دخلت بعد ان فتحت لها إحد النساء ذلك الباب، شعرت كآن مغص ببطنها وكذالك شبة إختناق من ذاك الدخان، إقتربت حين سمعت إحداهن تُحدثها بأن تتقدم، ذهبت نحوها وجلست، كانت إمرأة سوداء البشره بشفاة غليظه، نظرت لها وتحدثت بالفرنسيه:
هنالك ما يؤرقك، بالتأكيد هو رجلُ شرقي.
إستغربت هيلدا ذلك ونظرت لها تومئ برأسها، سألتها المرأة:
وماذا تريدين أن أفعل له.
ردت هيلدا بشر:
أريدهُ الا يتزوج بأخري، وإن تزوج لا يستطيع العيش معها ويعود راكعًا لى، ذاك الناكر للجميل.
نظرت له المرأه قائله:
هل هو هنا بفرنسا الآن.
هزت رأسها بـ لا وقالت بآسف:
لا هو بأجازة يقيضها بموطنه.
أومات المرأة رأسها بتفهم قائله:
حسنًا لا تقلقي لدي ما جيد يستطيع التأثير به ولو على بُعد خمس قارات، أريدك فقط أن تفعلي ما أقوله لكِ، أول شئ حاولى الا تضعطي عليه بالعودة الى هنا هو يستغل ضعفك الواضح، كذالك أريد إسمه وإسم والدته.
تحدثت هيلدا بشرر: هنالك من أخبرتني إنك تستطيعين ربطه
أريده الا يرا نساء غيري، وإن تزوج يفتضح أمره أنه عاجز.
تبسمت المرأة قائله:
يبدوا أنك عاشقه بجنون، ربما هذا ما يجعله يضغط عليكِ، لكن لا تبتأسي لن يحدث ولن يتزوج بأخري بل سيعود الى هنا بأقرب وقت طالبًا الوصال والغرام.
تنحنحت هيلدا قائله:
هذا أيضّا ما جئت من أجله، هو شاب وأنا اكبر منه بعدة سنوات أحيانّا كثيرة لا أستطيع مُجابهة عنفوانه وجموحه،، هل هنالك حل لهذا…أريده أن ينسي التفكير بإمرأة أخرى حتى لو أذى ذلك لموته أهون علي.
تهكمت المرأة قائله بثقه:.
لكل شئ أكثر من حل، أستطيع تقييد جموحه ايضًا وهذا بالتأكيد سيجعله ينسي التفكير بإمرأة أخرى.
❈-❈-❈
بـ مرسى علم
منتصف النهار، بعد ان تناولا الغداء، بسبب اللهو واللعب مالت يُمنى الى النوم، لكن كطفلة تقاوم ذلك، لكن حملتها سميرة قائله:
يمنى شكلها عاوزه تنام بس بتقاوح،لو منمتش هتبدأ تزن، هاخدها وأطلع للأوضة يمكن تنام شوية… وتصحى فايقه.
تبسم لها عماد قائلًا:
تمام، كويس أنا فى كان فى مشكله هكلم هاني أشوفها إتحلت ولا لسه.
اومأت سميرة وصعدت بـ يمنى التى بدا النُعاس يُسيطر عليها، وضعتها على الفراش وتسطحت جوارها سُرعان ما سحبها النوم هى الأخري، بينما عماد انهي إتصاله مع هاني، وتبسم وهو يُفكر بـ سميرة، بالتأكيد يمنى قد نامت، وسيجد الفرصه له مع سميرة يروى إشتياقهُ لها، صعد الى الغرفه، دخل مباشرةً نظر نحو الفراش، تفاجئ بـ سميرة نائمة جوار يمنى تحتضنها بين يديها غافية هى الأخرى، همس بخفوت بإسمها لكن لم ياتيه رد منها، تنهد بؤد ذاك الإشتياق.
❈-❈-❈
ليلًا
بـ ڤيلا عماد
تبسم هانى لـ حسنيه بعد أن إنتهى من تناول الطعام قائلًا بمديح:
بطني إتنفخت من حلاوة الاكل مش قادر أقاوم.
تبسمت له قائله:
كُل وإتغذى،هو أكل بره ده يشبع.
تبسم لها قائلًا:
خلاص معدتي إتعودت عليه.
تبسمت حسنيه قائله:
قولى يا هاني إنت مش ناوى تتجوز هنا وتنهي جوزاتك مع الوليه العقربة الفرنساويه دى،يا ابني خلاص كفايه عليك غُربة اللى عندك إنت وعماد يعيشكم ويعيش ولادكم مستورين وزيادة.
تنهد ببؤس قائلًا:
هقولك الصراحة يا عمتى،إنتِ الوحيده اللى تعرفي إنى شريك عماد فى المصانع،بصراحه بتمني يكون عندي بيت مُستقر وأعيش مع ست مناسبه ليا،أنا ميفرقش معايا حتى لو كانت أكبر مني فى السن،هيلدا إستغلت إحتياجي وغصبتني أتحوزها ومكنش قدامي حل تانى انقذ به مستقبلي،لاء حياتي كلها،كمان مرض أختى خلانى إستسلمت والسنين سحبت بعضها عِشت من غير روح كل هدفي بقى تجميع ثروة أتسند عليها ومحدش يغصبني مره تانيه على حاجه مش عاوزها، هيلدا أسوء قدر انا وقعت فيه.
وضعت حسنيه يدها على كتف هانى بمواساة قائله:
على قد الصبر عالمحن ربنا بيعوض ويدى المنح،وقلبي حاسس إن السعادة قريبه منك،بس إنت قول يارب.
تبسم لها بود قائلًا بتمني:.يارب يا عمتي،هقوم انا أخد دُش وأنام من الصبح جيت من المحله ومن مصنع للتاني،إبنك خد مراته وبنته وراح يستجم،وانا مفحوت مكانه.
تبسمت له قائله:
ربنا يهديكم لبعض وتفضلوا سند بعض ويسعد قلوبكم.
تبسم لها قائلًا:
آمين،تصبحي على خير.
صعد هاني،بينما تنهدت حسنيه تشعر بآسى الحياة كثيرًا ما تظلم بدون حدود.
بينما صعد هانى الى إحد الغرف،ذهب الى الحمام أنعش جسده بحمامً باردًا ثم خرج من الحمام توجه الى الفراش مباشرةً،صدفة وقع بصره على علبة السجائر ولا يعلم لما تذكر تلك السخيفة فى نظرهُ،صاحبة العلكه المُقززه،زفر نفسه بإشمئزاز،ثم تمدد على الفراش،لكن رغم إرهاقه،تلك السخيفه تُسيطر على عقله وهو يستعيد تفجيرها لذاك الصاروخ لكن للغرابه تبسم وشعر بنشوه غريبه غير مقته وقتها،لمعت عينيه ببسمه غريبه،وهو يضحك قبل أن يعود ويسمع صوت رنين هاتفه،ربما لديه خلفيه عمن تتصل عليه،جذب الهاتف وصدق توقعه،بنفور منه رد عليها،يسمع شوقها له،يتهكم هو يتمني لو تُمحي ذاكرته وأول شئ ينساه انه قابل إمرأة سوداء القلب ومُستغلة لابعد حد.
❈-❈-❈
بـ مرسى علم
بعد أن تناولوا العشاء، دلفت سميرة الى غرفة النوم لم تنتبه لـ عماد الذى ترك يمنى تلعب بالبهو وذهب خلفها، أثناء إستدارتها لم تتفاحئ به، ربما توقعت أن يفعل ذلك حين إقترب منها وضم خسرها بين يديه، وضمها يُقبلها بشوق، لم تندمج معه، تشعر كآن عقلها يتحكم فى كُل مشاعرها، كذالك شعر عماد عدم استجابتها لقُبلاته،لكن إزدادت لمساته لها،همست بخفوت:
عماد يمنى ممكن تدخل علينا فى أي وقت،كمان فى حاجه أنا نسيتها.
قطع سيل قُبلاته لوجنتيها ونظر لعينيها سائلًا:!
أيه اللى نسيتيه.
أجابته ببساطة:
نسيت أخد حقنة منع الحمل، إنشعلت ونسيتها.
نظر لها وكاد يقول لها لا يهم ذلك، لكن صمت للحظات وحين حسم القرار وكاد يقوله لها، صدح رنين هاتفه، ترك خصرها، أخرج الهاتف من جيبه ونظر الى الشاشه، ثم الى سميرة، كاد يتخذ القرار، بعدم الرد وترك الهاتف يرن، اللى أن سألت سميرة:.
ليه مش بترد عالموبايل.
نظر لها قائلًا:.
هطلع أرد من برة الشبكه أفضل.
شعرت سميرة بنغزة قويه فى قلبها لا تعلم لها سببً هى لا تعرف من الذي يهاتفه…
بينما ذهب عماد نحو إحد شُرف الڤيلا المُطله على البحر، وتنهد بعدم رغبه فى الرد، لكن قام بالرد.. بعد الترحيب بينهم، تسائلت چالا:
بتصل عليك فى وقت غير مناسب.
رغم صجر عماد لكن رد بذوق:
لاء طبعًا.
تبسمت قائله:
بصراحه كنت عاوزه أخد رأيك فى فكرة جت فى دماغي، وبقول لو نتقابل هقدر أوصلها لك أفضل.
تنهد قائلًا:
للآسف أنا خارج القاهرة.
سألته بإستفسار:
طب وهترجع إمتى.
رد ببساطة:
مش عارف، بس ممكن تقوليلي عالفكرة اللى فى دماغك.
كادت چالا ان تتحدث، لكن شقاوة يمنى التى ذهبت خلف عماد تتوارى من سميرة جعلت عماد ينتبة لها ويضحك على افعالها وضحكاتها
المُجلحلة التى وصلت الى مسمع چالا، كذالك صوت سميرة وهى تُنادى على يمنى وتذهب نحو وقوف عماد بالشُرفه وهى ترا ظل يمنى الواقفه تختبئ خلف عماد، ظنًا أنها لا تراها، بينما إقتربت سميره وفجأتها، ضحكت يمنى، وسميرة تحملها، وتضحك هى الاخري، وذهبن بينما عاود عماد الانتباة الى الحديث مع چالا، سائلًا بإعتذار:
مُتآسف مكنتش مركز.
شعرت چالا بغضب من تلك الضحكات وعلمت انه بالتأكيد بأجازة مع زوجته وإبنته، شعرت بنار تحرق قلبها غيظًا، خاولت الهدوء قائله:
مش هينفع نتكلم عالموبايل، قولى هترجع أمتى ونحدد ميعاد نتقابل فيه.
رد بهدوء:
تمام لما أحدد ميعاد رجوعي للقاهرة هتصل عليكِ نحدد ميعاد، تصبحي على خير.
اغلق الهاتف وتنهد براحه، وذهب نحو غرفة النوم، راي سميرة تحتضن يمنى التى تنعس، تبسم وذهب نحو حمام الغرفة، بينما سميرة
تنهدت تضرب عقلها الافكار، بين أمنيتها بشراء ذاك المركز التجميلي، وحياتها المُصطربه ليس فقط مع عماد، بل طوال الوقت تستسلم وترضخ لما لا تريده غصبً خوفًا من المستقبل، والإحتياج، ذاك المركز بالنسبه لها مثل وثيقة تأمين، تود العثور عليها… ظل فكرها مشغولًا، الى ان شعرت بيد عماد فوق وجنتها سائلًا:.
مالك يا سميرة طول الوقت شبة نايمة… إنتِ تعبانه.
أومأت سميرة براسها قائله:
لاء، بس حاسه بشوية صداع يمكن سببهم الإجهاد.
تبسم عماد بحنان قائلًا:.
بسيطة خدي إجازة من البيوتى، أو حتى متشتغليش خالص إنتِ مش محتاجه.
نظرت له قائله:
عماد الموضوع ده سبق وإتكلمنا فيه.
تبسم عماد قائلًا:
تمام سميرة أنا مش عاوز نكد.
تبسمت وأغمضت عينيها، كذالك عماد الذى قبل،رأسها ووجنتها وأغمض عينيه….
لكن هى لم تنعس وهى تشعر بتوهان، حين أخبرت عماد أنها قد تحمل مره أخرى من وقتها تقبل الأمر، ولم يقترب منها.
تذكرت الماضى بآسى فى قلبها
[بالعودة للزمن قبل حوالي سنوات]
تفاجئت بزيارة والدة عماد لهم بالمنزل، كانت ساقها مُجبرة، وهى تستقبلها، لكن تركتهن معًا وذهبت مع إبنة عمها التى آتت تطمئن عليها، بعد وقت، جلست سميرة مع والدتها قائله:
هى مامت عماد كانت جايه ليه.
تبسمت عايدة ولمعت عينيها قائله:
كانت جايه علشانك.
إستفهمت سميره قائله:
كانت جاية علشاني ليه.
وضحت عايدة:
جاية طالبه إنك تتجوزي عماد.
إنتفضت سميرة واقفه وشعرت بألم فى ساقها وآلم أقوى بقلبها وقالت برفض:
لاء،انا خلاص مش بفكر فى الجواز،كل اللى بفكر فيه هو إنى أبني مستقبلي،الحمد لله،الكوافير اللى فتحته فر منطقة كويسه على سكة البلد وبدأ يتشهر ومع الوقت زباينه هتزيد.
نظرت لها عايده بآسف قائله:
وهتفضلي بقية عمرك من غير جواز،إقعدي يا سميرة، وبلاش تتسرعي، عماد لو مكنش عاوزك مكنش بعت أمه تطلبك له، بلاش ترفضى بدون سبب انا عارفه إن عماد لسه فى قلبك، وربنا له حكم، خدي وقتك وفكري، وصلِ إستخارة وربنا يقدم اللى فيه الخير.
مرت عدة أيام، كانا سميرة مازالت رافضه، لكن والدتها تضغط عليها، الى أن وافقت، كانا المفاجأة من عماد، أراد عقد قران، بالفعل
بعد أيام، كان يجلس بالمقابل لـ سميرة حتى وضع يدهُ بيدها يعقد القران، شعور ليس مُفسر من الإثنين، سميرة يدها باردة وترتجف، بينما عماد يده ساخنه بسبب ذاك الاشتعال بقلبه، ضغط على يد سميرة بقوه جعلها غصبً تنظر له،لكن سرعان ما شعرت بالحياء الذى إستهزأ منه عماد….
مرت أيام أخرى،كانت الحياة تعود لقلب سميرة،تظن أن فرصة السعادة أصبحت بين يديها،هاتفها عماد أنهما سيذهبان الى القاهرة لمُعاينة تلك الشقه التى سيمكثون بها بعد فترة قصيرة،بقلب مُشتعل بالحب والأمل فى السعادة ذهبت معه سميره الى أن دخلا الى تلك الشقه تقفد الإثنين كل ركن بالشقه، الى أن أصبحا أمام غرفة النوم، وقفت أمام باب الغرفه،عيناها تجول بين زوايا الغرفه
دفعها عماد لتدخل الى العرفه،قائلًا:
أيه هتشوفي الاوضه من بره كده،لازم تتفرجى عليها كويس،دى أهم أوضه فى الشقه كلها،ها أيه رأيك فيها.
خجلت قائله:
حلوه أوى وذوقها رقيق وشيك.
تبسم عماد بمكر قائلًا:
أنا اللى إختارتها لما المهندس عرضها عليا، تخيلتك فيها مستنيانى.
تخصب وجهها بإحمرار قائله بخجل:
طب كفايه كده النهار قرب يخلص علشان نلحق نرجع للمحله قبل الدنيا ما تضلم.
قالت هذا وتوجهت الى ناحية الباب لكن
جذبها من يدها إختل توازنها وقعت بحضنه
نظر الى عيناها البنيه التى تشبه القهوة الداكنة شعر بتوق تذوقها
بينما هى نظرت الى عيناه الثعلبية، إرتجفت بين يديه.
ربما ما كان عليها أن ترتجف، فتلك الرجفه شعر بها، إبتعد بنظره عن عيناها، ليستقر نظره على شفاها التى ترتجف أثارت بداخله رغبة تذوقها ،لم يشعر بنفسه عندما أحنى رأسه يقُبلها بهيام.
تفاجئت بما فعل وإرتبكت لوهله، لكن حاولت إبعاده عنها بيديها..
تمسك بيديها للحظات ثم تركهما، وضم جسدها إليه يحتضنها بقوه،يريد أن يشعر بها… يتنفس من أنفاسها،ترك شفاها ليتنفسا،لكن أمسك بيدها،وجذبها معه للسير،يسيران الى أن أصبح خلفهما الفراش، جلس على الفراش،قام بجذب يدها، طواعته وجلست جواره على الفراش،
نظرا الإثنين لبعضهم،تحدثت العيون، بعشق قديم، مازال متوهجًا فى قلبيهم
دون إراده منه ضم وجهها بين يديه وعاد يُقبلها بلهفه وهيام، يديه سارت ترسم جسدها
وجد منها إستجابه له، شعر أنه مسلوب أمام تلك الرغبه، التى تسوقه ليتنعم بها بين يديه،إنسجم الإثنين كآنهما بغفوة لذيدة، لكن سُرعان ما آنت بين يديه، كانت تلك الآناة بمثابة صحوة له إنتفض ونهض عنها سريعًا ينظر، لها بذهول غير مستوعب
بينما هى فاقت من سطوته عليها، حين نهض عنها بتلك الطريقة، ضمت غطاء الفراش عليها بخجل.
بينما هو عقله يُعيد آنينها بين يديه، وتلك الصدمه عاد بنظرهُ لها يشعر بإستحقار قائلًا بعدم تصديق:
حلوه أوى الكدبه دى.
إستغربت حديثه ونظرت له بخجل سائله بإستفسار:
كدبة أيه؟.
ضحك ساخرًا :
كدبة إنك عذراء حلوه الكدبة دى، بس تدخل على واحد أهبل مش عليا،عاوزه تفهمينى إنك فضلتي متجوزه لمدة سنه وأكتر ،وإنك حرمتي نفسك عليه.
خجلت سميرة وتدمعت عينيها وكادت تتحدث لكن صدمها عماد حين تسرع بغباء قائلًا:
إنتِ طالق يا سميرة.
إنطلقت الكلمه برأسها كآنها رصاصة توجهت الى قلبها مباشرةً تشعر بإحتراق مُميت… جعلها تصمت، حتي بعد خروجه من الغرفة بالكاد إستطاعت الحركة ونهضت ترتدي ملابسها برثاء لقلبها المحروق
ماذا تفول، بماذا تُخبرهُ عماد وضع النهاية من قبل البداية، هى من كان لديها أمل، إحترق قلبها… وأصبحت كآنها صماء.
[عودة]
دمعة سالت من عين سميرة على تلك الذكري القاسيه على قلبها، إعتصرت عينيها، لم يُلاحظ عماد تلك الدمعه لكن لاحظ إعتصار عينيها، وضع كفه على شفاها ينظر لها بشوق، حتى أنها جنب يمنى بعيد قليلًا، وإقترب من سميرة
وقبلها بشوق، تمنعت سميرة قائله:
عماد قولتلك إنى مخدتش الحُقنه بتاع منع الحمل.
ضمها عماد لجسده قائلًا:
وفيها أيه؟.
نظرت له بغصة قلب قائله بتلميح:
فيها إنى ممكن أحمل زى ما حصل قبل كده.
فهم تلميحها غص قلبه هو الآخر، وتذكر كم عاني وندم على تسرعه القديم، ولولا حمل سميرة ربما كانت تشتت طُرقهم، يمنى كانت بداية أخري بقيود هو وضعها، قيود أصبحت مُلتهبة لكليهما… على أحدهم التحرر منها قبل أن تُنهي ما تبقى من العشق بقلبيهم… أو تُعطيه شكلًا آكثر وضوح، فكرت سميرة ربما آن إتخاذ أول قرار بحياتها وهو لابد وجود سند داعم يجعلها ترفض بقلب غير خائف.
يتبع….