اخر الروايات

رواية واحترق العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامة

بـ ڤيلا الفيومي
بغرفة خاصة للأجهزة الرياضية، كانت تقف على مزلاج الجري تشعر بغضب مازال قول عماد يطن برأسها “أنه متزوج ولديه طفلة”
رأت لمعت عينيه من خلف تلك النظارة الشفافه وهو يخبرها بذلك رغم قوله أنه زواج عقل لكن يبدوا أنه يحمل لها مشاعر قوية، كذالك تذكرت سؤالها:
وليه المدام محضرتش معاك حفل الإفتتاح.
جوابهُ أكد ظنها:
المدام فعلًا كانت موجوده فى الحفلة.
رغم ذهولها لكن تعمدت سؤاله:

ومضايقتش لما شافتنا بنرقص سوا.
أجابها بهدوء بارد:
مراتي عندها ثقة فى نفسها، كمان الرقصه كانت قدامها ومكنش فيها شئ يخليها تضايق مجرد رقصه عاديه.
-رقصة عاديه
بهذه البساطة تقبل رقصها معه
والسؤال الذى يلح على عقلها هل ثقة زوجته به يقينها أنه يحبها، أم لشئ آخر.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
مازال فكرها مشغولًا بذاك المركز التجميلي وكلمات عِفت تطن برأسها
“الصالون ده خسارة، لومعايا تمنه كنت إشتريته فورًا ده كنز مشهور وله زباين راقية”
أجابتها:
مشهور عشان مدام چانيت
وضحت عِفت:
هى مدام چانيت اللى بتشتغل فيه، لاء طبعًا إحنا اللى عاملين له سُمعه، مدام چانيت مجرد واجهه مش أكتر، اللى بيشتغلوا هنا بروفيشنال ده فى منهم بقوا ماكيرات لفنانات مخصوص، بس هو الحظ بقى، ربنا يبارك للى هيشتريها ويارب يكون شخص محترم ولطيف وذوق،يتعامل معانا بذوق كده زى مدام چانيت.
تنهدت تزداد الفكرة لمعان برأسها،لديها خلفيه عن ثمن المركز التجميلي،حقًا مشكله لكن قد تستطيع حلها.
إنتبهت حين رأت عماد يدلف الى غرفة المعيشه يحمل يمنى،كذالك يجُر خلفه حقيبة ملابس،لم تُفكر كثيرًا بالتأكيد تلك الحقيبه،بها هدايا من أجل يمنى،حتى وإن آتى لها بهديه تعلم ذوقه،بالتأكيد ملابس عاريه تكره إرتدئها،لم تنهض وظلت جالسه،حتى أنها لم ترفع وجهها لوجه عماد لا تعلم سببً لذلك،ربما أنها أصبحت تمقت نظرة عيناه لها أو حتى لا ترا السؤال بعينيه لماذا خالفت ما طلبه ولم تذهب مع السائق، كذالك لم تكُن تتوقع مجيئهُ الليله، لكن بالتأكيد سبب مجيئه هو رؤية يمنى.. يمنى هى الشئ الحقيقي الذي مازال يربط بينهم، تنهدت تشعر بآسف على ما وصلت إليه، لابد لهذا من حل، والحل هو أن يُصبح لها كيان خاص، ليس لعلو شآنها بل للشعور بالآمان وقتها تستطيع أخذ أي قرار مهما كان صعبًا، لن تتكرر مآساة الماضي التى تدفع ثمنها حتى الآن… حين لم تستطيع الرفض وإستسلمت لما يشاء غيرها.
رف قلب عماد حين رأى سميرة لم ينتبه الى عدم إهتمامها أو تعمدها عدم النظر له… جلس على الآريكه جوار سميرة يضع يمنى على ساقيه لكن يمنى بفضول طفلة أرادت رؤية ما بالحقيبة، نزلت عن ساقيه وذهبت نحو الحقيبة حاولت فتحها،تبسم عماد نهض قائلًا:

إستني مش هتعرفي تفتحيها تعالى معايا نفتحها جوه.
بالفعل واقفت يمنى لكن ذهبت نحو سميرة وجذبتها من يدها قائله:
تعالي معانا يا مامي، ناناه بتصلِ.
تبسمت سميرة ونهضت معها ربما لا تود معرفة ما بالحقيبة، لكن رجاء يمنى هو ما أخضعها لذلك… ذهبت خلف عماد الى تلك الغرفة،تبسم وهو يضع الحقيبه على الفراش ثم قام بفتحها،لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه نظر الى الشاشه،ثم الى يمنى وسميرة قائلًا:
دقيقة وراجع.
خرج من الغرفة وتركهن،جذبت يمنى تلك العلبه الورقيه وفتحتها لمعت عينيها على ذاك الفستان الأزرق الذى كان بداخلها وجذبته قائله:
بابي جاب فستان فروزن يامامى،هروح لناناه تشوفه.
تبسمت سميرة لها بحنان،لم تنظر الى بقية ما بالحقيبة،نظرت نحو دولاب الملابس،ذهبت نخوه وفتحت إحد الضُلف وقفت تنظر الى تلك العلب المُخمليه،فكرت قليلًا،لما لا تستفيد منها الآن بدلً من ركنتها بالدولاب دون منفعه،بل تبغض منها كثيرًا…ظل عقلها شارد لم تشعر بـ عماد الذى عاد للغرفه ونظر بها لم يجد يمنى ونظر نحو ذاك الصندوق،تيقن أن يمنى أخذت الفستان وذهبت الى غرفة عايدة،كذالك رأى سميرة الواقفه أمام الدولاب،سار بخطوات الى أن أصبح خلفها سلل يديه حول خصرها وضمها له من الخلف
له هامسًا بصوت أجش ونبرة إشتياق وعشق:
سميرة.
بسبب شرودها لم تنتبه، شهقت بخضة حين شعرت بيدية كذالك أربكها همسه..
إستغرب من شهقتها وضع يده فوق موضع قلبها يشعر بصخب دقاتهُ، سألها :
كنتِ شاردة فى إيه.
إلتقطت نفسها وحاولت الإبتعاد عنه وتقدمت خطوة للأمام، جذبها مره أخرى وضمها له بشوق قبل عُنقها قائلًا بهدوء غير متوقع منه:
ليه مجتيش مع السواق.
إستدارت تنظر له عقلها مُشتت فيما تُفكر فيه صمتت للحظات، لكن حين إقترب عماد أن يُقبلها عادت برأسها للخلف قليلًا وضعت يديها فوق يديه تُزيحما عن خصرها قائله بحِده قليلًا:
قولتلك مش هنفعك، هروح أشوف يمنى بتعمل أيه.
قبل أن تبتعد جذبها يُعانقها بإشتياق قلب لرؤيتها عكس ما تُفكر فيه… للحظه كاد يعترف ويقول لها:

وحشتيني.
لكن دخول يمنى وهي سعيدة تتباهى بالدوران حول نفسها، بالفستان جعله يترك عِناقها ونظرا الإثنين الى يمنى يبتسمان على فرحتها وهي تقول بطفوله وهما يفهمان منها:
ناناة لبستني الفستان، وقالت لى إنى أحلى من سندريلا.
تبسمت سميرة وإنحنت تُقبلها قائله:
فعلًا أحلى من سندريلا.
نظرت لها يمنى وقبلتها قائله:
خلاص يا مامي انا مش زعلانه منك.
تبسم عماد هو الآخر وشعر بإنشراح من فرحة يمنى وجلس على ساقيه يُقبل وجنتها سائلًا:
ويمنى كانت زعلانه من مامي ليه.
نظرت يمنى نحو سميرة، وقالت بعفوية طفله:
عشان مش إلعب بموبايلها، وشوفت صورتك يا بابي عالفون.
نظر عماد نحو سميرة نظرة لوم وعتاب، تجاهلت سميرة تلك النظرات وقالت:
إحنا أتعشينا تحب أحضرلك العشا.
تضايق من تجاهلها نظرته قائلًا:
لاء مش جعان متغدي متأخر.
تبسمت يمنى وعانقته قائله:
بابي تعالى نشوف بقية الهدايا اللى فى الشنطة.
تبسم وحملها واقفًا وذهب نحو الحقيبه، بينما تحججت سميرة كى تتهرب من أمامه قائله:
هروح أفكر ماما بميعاد العلاج.
غص قلب عماد، وفهم أن سميرة تتهرب منه، لكن إنشغل باللهو مع يمنى بأحد الألعاب الذى آتى لها بها حتى أنها نعست بين يديه، وضعها على الفراش وقام بتبديل ثيابه الى أخرى مُلائمة للنوم، وتمدد جوارها على الفراش وترك باب الغرفه مفتوح، بينما سميرة كانت تجلس بالغرفه الخاصه بها مع يمنى، مازالت شاردة بفكرة شراء ذاك المركز التجميلي لكن إنتبهت للوقت، ونهضت بالتأكيد يمنى قد تكون غفت لتذهب وتأتى بها للنوم جوارها، بالفعل كما توقعت حين وجدت باب الغرفة مفتوح دخلت مباشرةً ونظرت نحو الفراش، كان عماد مُستيقظًا يبدوا أنه يتابع شئ على هاتفه، تنحنحت وذهبت نحو الجهه الأخرى من الفراش وكادت تأخذ يمنى، لكن عماد أغلق الهاتف ووضعه فوق طاوله جوار الفراش قائلًا:

هتعملي إيه.
ردت سميرة بصوت شبه خافت:
هاخد يمنى ونروح ننام فى أوضتنا.
تمنع عماد قائلًا:
سيبيها تنام جنبي بلاش تقلقيها.
تحججت سميرة:
بتبقى تصحي بالليل هتقلق منامك.
تنهد قائلًا:
تمام، السرير كبير ويسعنا إحنا التلاتة.
إستغربت ذلك ونظرت له قائله بفحوى:
إنت مش بتحب حد ينام جنبك عالسرير، قولت لى كده فى أول جوازنا.
زفر نفسه بإرهاق ونهض من فوق الفراش توجه نحو باب الغرفه واغلقه كذالك أطفئ ضوء الغرفه الا من ضوء خافت قائلًا:
سميرة بلاش مناهدة أنا راجع من السفر الفجر ومنمتش ساعة كامله ومُرهق، إتفضلي نامي عالسرير جنب يمنى وبلاش مناهدة عالفاضي.
كادت سميرة أن تعترض لكن نظر لها عماد بتحذير ألا تُعارض، رغم عنها إستسلمت، وصعدت على الناحية الأخري للفراش جوار يمنى حركتها قليلًا، وقامت بخلع ذاك الفستان عنها… قامت بوضعه بمكان قريب، قائله:
أول ما هتصحي الصبح هتسأل عنه،عندها ذاكرة حديديه مش بتنسي حاجه.
تبسم عماد وهو يتمدد على الفراش نائمًا على جانبه ينظر لـ سميرة التى حايدت النظر له ونظرت نحو يمنى ثم أغمضت عينيها،لتفاجئ
بيد عماد على وجنتها كذالك تلك القُبلة الناعمه،ثم قوله تصبحي على خير يا سميرة.
فتحت عينيها ونظرت له متفاجئه من ذلك،شعرت بتشتُت،لكن سُرعان ما غفت،بينما عماد، بينما عماد رغم إرهاقه، لكن نظر نحو سميرة وجالت برأسه تلك الأغنيه التى كان يسمع صداها قبل قليل
كلموني ثاني عنك … فكروني
صحوا نار الشوق الشوق في قلبي . وف عيوني .
رجعولي الماضي بنعيمه وغلاوته و بحلاوته وبعذابه وبأساوته …

وافتكرت فرحت وياك قد ايه . وافتكرت كمان يا روحي بعدنا ليه
بعد ما صدقت إني قدرت انسى … بعد ما قلبي قدر يسلاك ويأسى
جم بهمسة وغيروني . كانوا ليه بيفكروني …
بعد ما اتعودت بعدك غصب عني
بعد ما نسيت الأماني والتمني
كلمتين اتقالوا شالوا الصبر مني.
تذكر لقاؤة مع سميرة قبل أكثر من ثلاث سنوات
بليلة صيفيه
تأخرت سميرة بالعمل فى ذاك الصالون التجميلي الذى يقع بالطريق الرئيسي للبلدة، بسبب إنشغالها مع إحد العرائس من ثم إحد النساء الاتى أرادت أن تتزين لزوجها العائد من الغُربه، حتى إنتهت من ذلك أوصدت المحل وخرجت منه كان فى حوالى الحادية عشر مساءً، ليس متأخرًا، لكن الطريق أصبح شبة شاغرًا الا من بعض المحلات الأخري التى تستعد للإغلاق، سارت نحو ذاك المنزل الذى تعيش فيه مع والدتها بعد أن تركت منزل والدي نسيم، إنتبهت الى تلك الحُفرة على الطريق وكادت تتفادى السير من جوارها،لكن تلك السيارة التى تقطع الطريق أربكتها بسبب عدم إنتباة السائق الذى لم يرا تلك الحُفرة وكادت سيارته تنغرس فيها لولا مقاومتها كآنها مطب،إنتفضت السيارة سُرعان ما تحكم السائق بالسيارة لم ينتبه الى تلك التى كادت تعبر الطريق،لكن أوقف السيارة فجأة قبل أن يصدمها،فى ذاك الوقت بسبب الخضه كذالك مُحايدة سميرة للحفره إختل توازنها وسقطت أرضًا،كذالك شعرت بتمزُق فى إحد ساقيها تآلمت منه وظلت جاثية على الأرض للحظات،إنخض السائق أيضًا وترجل سريعًا من السيارة بعد ان رأي تلك الجاثيه ظنًا أنه أصابها مكروهًا،ذهب نحوها حين إقترب منها سأل بهدوء:
إنتِ بخير؟.
حتى وإن مر قرن من الزمان كيف تنسى ذاك الصوت الذى كان يآسر قلبها،تعرفت على صوته،همست بدمعه سالت دون إرادة:
عماد.
ظلت تُخفض وجهها، تتمني الا يقترب، أو تنشق الارض وتبتلعها، لا تُريد النظر له، رغم إشتياق قلبها، لكن هى حاولت النسيان ووئد قلبها فقط أرادت أن تعيش مع والدتها بسلام لم تعُد تود شئ آخر، لكن حتى هذا السلام كان ظاهريًا فقط، قلبها مازال يحترق بلهيب ساكن تحت الرماد من صدا صوته عاد يشتعل مرة أخري، مازالت تُخفض وجهها حتى أصبح أمامها مباشرةُ هو واقف بشموخ وهى جاثية بآلم بل آلمين، آلم ساقها التى تشعر بتمزُق بها، والاصعب آلم قلبها، لكن إنحنى عماد قائلًا:
أنا آسف مخدتش بالي إن فى حُفرة هنا، خليني أساعدك.
بسبب إضاءة أحد عِمدان الإنارة القريب إنعكس على الأرض خيال يدي عماد اللذان مدهما لها، إنحشر صوتها للحظات، لكن إنحني عماد أكثر ونظر الى وجهها سُرعان ما خفق قلبه يآن بآلم وهو يقول بمفاجأة:

سميرة!.
هنا رفعت رأسها، نظر الى وجهها والى تلك الدمعة التى سالت من عينيها شعر هو الآخر بلهيب سكين حاد ينغرس فى قلبهُ، ولوهله أخفض يديه جواره، لكن سُرعان ما مدهما مره أخرى حين حاولت سميرة النهوص وآنت بآلم من ساقها، لكن تحملته، ولم تنظر الى يديه اللتان كادتا أن يلمسن يديها، وسارت من أمامه بخطوات مُتعرجه، ظل واقفًا تتبعها عينيه بآلم لكن بسبب صوت تنبيه سياره على الطريق عاد الى سيارته، وحايد الطريق سائرًا ينظر الى مرآة السيارة الجانبيه وإختفاء سميرة من أمامه.
بعد قليل
بمنزل سميرة
_على نغمات تلك الاغنيه التى يتردد صداها الى مسمعها سالت دموع عينيها تشعر بآلام ليست فقط جسديه، هنالك آلم أشد فتكً، آلم القلب الذى لم يُشفى من دائه المُضني، رغم مرور أكثر من عام ونصف على آخر لقاء لهم، آخر لقاء الذى ذبح قلب الأثنين، وضاعت أمنيات السعاده.
دخلت والدتها الى الغرفة بيدها أحد المراهم، سُرعان ما جففت سميرة دموع عينيها، لكن ظل آثر تلك الدموع ظنت والدتها أنها من آلم ساقها وقالت لها:
لقيت عند كريم إبن عمك مرهم لتمزُق الآربطة هاتي رِجلك أدهنها لك يسكن الآلم لحد الصبح نروح المستشفى نعمل على رِجلك إشاعة،ربنا يستر ومتكنش مكسورة.
-مكسورة
ليست قدمها هى المكسورة بل قلبها هو الذى تفتت بنيران مُلتهبه تحرق فؤادها حرق لا ينطفئ.
على الجهه الأخرى بمنزل والدة عماد، كان مُمدًا على الفراش يُغمض عينيه يُعيد رؤيته لـ سميرة وتلك الدموع التى كانت فوق وجنتيها، ورفضها مساعدته وسيرها تعرج يبدوا أن أصابها مكروهًا، يؤنب نفسه، لما تركها تسير هكذا، لما لم يجذبها إليه عنوة، لما ولما، والعقل والقلب بين النيران يشتعلان ببعض، هل مازال قلبك يخفق لها، الم تحترق بنيران الغدر منها، لما تخفق الآن الم تكُن نائمًا تحت الرماد، رويتها مره واحده نفضت ذاك الرماد وعاد قلبك يشتعل مره أخري… فتح عينيه ونهض من الفراش جذب علبة السجائر والقداحة يشعر بسخونه فى جسده، ذهب نحو شباك الغرفه قام بفتحه كان نسمة هواء صيفيه معتدلة أصابت جسده، لكن مازال يحترق جسده، أو بالاصح ما يثير السخونه هو قلبة المُلتهب، أشعل إحد السجائر، نفث دخانها ينظر الى تلك السحابة الرماديه، خيال سميرة يسكُنها أيضًا، بنفس الوقت دلف الى الغرفة حُسنيه نظرت الى وقوفه خلف الشباك وتلك السيجارة بيده تنهدت بآسف قائله:
مش عارفه إيه اللى خلاك تشرب المحروقه دى، بطلها عشان بلاش عشان توفر فلوسك حتى عشان صحتك.
ألقى بقايا السيجارة من الشباك، ونظر نحو والدته التى قالت له:
فى موضوع كنت عاوزه أتكلم معاك فيه.
نظر لها سائلًا:
وأيه هو الموضوع المهم اللى مسهرك لحد دلوقتي… بقينا نص الليل.

تنهدت قائله:
أنا كنت مستنياك لما إتصلت قولت إنك جاي، ومعرفش أيه اللى أخرك مش كنت بتقول قبل المغرب هتكون هنا فى البلد.
رد عماد بتوضيح:
فعلًا بس ظهر مشكله فى مصنع القاهرة أخرتني، خير إيه هو الموضوع المهم.
تبسمت حُسنيه قائله:
مفيش موضوع أهم من إنك تتجوز، هتفضل كده لحد إمتى، الحمد لله ربنا فتحها عليك ورزقك من وسع، والمفروض تتجوز عشان يبقى ليك بيت وعيال، كمان مراتك هتكون معاك فى مصر، قلبي هيطمن عليك.
تبسم قائلًا بمراوغة:
أنا خلاص إشتريت ڤيلا فى منطقة كويسه، بس تنتهى التشطبيات فيها وإن شاء هتجي تعيشي معايا فيها، لو مش إنتِ مكنتش هاجي هنا البلد.
تبسمت له قائله:
أهو عشان كده كمان، لازم تتجوز.
نظر لها بإستفسار قائلًا:
إنتِ فى قدامك عروسه ولا أيه.
تبسمت حُسنيه قائله:
فى كتير، بنات الحلال كتير، بس إنت إنوي الخير، وربنا يآتيك باللى تسعد قلبك.
-تسعد قلبك.
كلمتان طن صداهم بعقله، هل هناك إمرإة أخرى غير سميرة ستسعد قلبه…
الجواب صعب الإعتراف به، لا هى فقط من مازال قلبك يتمناها رؤيتها نفضت الرماد وعاد لهيب العشق يحرقك،فكر عماد وهو ينظر لوالدته ثم قال:
وأنا موافق إتجوز عشان خاطرك.
تبسمت له بإنشراح قائله:
فى بنات هنا….
قاطعها قائلًا:
بس أنا فى دماغي واحدة معينه.

تبسمت له قائله:
قولى مين وبنت مين وانا أروح أطلبهالك من الصبح.
نظر لوجهها بترقُب لرد فعلها قائلًا:
سميرة.
لم تنتبة وسألته:
سميرة بنت مين؟.
نظر لها قائلًا بتوضيح:
سميرة اللى كانت خطيبتي.
إنسأمت ملامحها وقالت:
بس….
قاطعها عماد:
اللى أعرفه إن جوزها إتوفي من ست شهور تقريبًا، يعنى زمان عِدتها إنتهت… ولا إنتِ عندك إعتراض عليها.
ردت حُسنيه:
لاء معنديش إعتراض عليها…
قاطعها مره أخري قائلًا:
خلاص زي ما قولتِ من شويه الصبح تروحي تطلبيها من مامتها…والجواز هيكون فى أقرب وقت.
لا تعلم حسنيه لما شعرت أن عماد لديه هدف من زواجه من سميرة لكن لم تعترض ربما تكون مُخطئه ومازال يُحبها،هو كذالك بالفعل لكن يُخفي ذلك، وأنها مجرد زيجة مناسبه.
على همس تلك الصغيره النائمة بالمنتصف عاد عماد من تلك الذكري، كذالك تبسم حين جذبت سميرة يمنى وحاوطتها بين يديها وإختفى تذمر يمنى… تبسم وأغمض عينيه هو الآخر، مُقتنعًا، زواجه من سميرة كان زواج عقل وقلب مازال يخفق لها يجعله يتغاضى عن عنادها أحيانا.
❈-❈-❈
باليوم التالي
بـ مارسيليا

تبسم هانى لـ مصافحة تلك الفتاة التى تحدثه بالفرنسيه:
أشكرك هاني، أنت لك فضل كبير جدًا بالمحافظة على ورشة والدى وجعلها مازالت مستمرة.
تبسم لها قائلًا:
لوالدك أفضال كثيرة علي، منذ أن جئت الى هنا.
تبسمت له قائله:
بفضلك إستطاعت تكملة دراستي وها انا بالجامعة، ادرس هندسة وسأصبح مهندسه، لكني أحذرك هانى من هيلدا زوجة ابي لدي شك أنها لها يد بوفاته بهذه السرعه، هى كانت تعمل بإحد الصيدليات قبل ان تتعرف على والدي ولديا شك قوي ان والدى كان يتعاطي عقارًا هو ما تسبب بموته بهذه السرعه فجأةً.
شرد هانى للحظة وتيقن من ذلك هو تعرض لعقار طبي مُسمم لكن إكتشفه باكرًا قبل ان يقضي عليه…
لكن غفل هانى عن ما رأي ذاك اللقاء وقام بأخذ عِدة صور، كما انه تعقبهُ بعد ان غادر وترك إيڤون، وبأثناء سيره توقفت السيارة فجأة لا يعلم سبب لذلك، ترجل من السيارة وقام بفتح الجزء الأمامي وجد دخانًا كثيفًا يتصاعد منها، إستغرب ذلك كذالك وضع يده فوق البطاريه كانت ساخنه للغايه، عكس طبيعة ذلك النوع من السيارات بها بمبردات…لم يهتم بذلك وقام بالإتصال على إحد ورش الصيانه،بنفس الوقت صدح هاتفه،وإستمع الى صريخ يستنجد،علم هوية صاحبة هذا الصوت إنها إيڤون.
❈-❈-❈
بغرفة الصناعه كان هنالك لقاءًا برجال الاعمال المُختصين بصناعة المنسوجات
بعد إنتهاء الإحتماع كان هنالك حفل تعارف على شرف ذلك، كان فرصة أخري للقاء بين عماد وتلك المُتطفلة التى إقتربت منه بدلال صافحته قائله:
فرصه سعيدة لقائنا يومين ورا بعض.
تبسم لها بمجاملة، لكن هى أضحت تشعر بأن هنالك ما يجذبها له، ربما ذاك الوقار الذى تشعر به نحوه، جذبهم الحديث معًا ومع بعض رجال الاعمال اللذين اشادوا بذكاء قُطبي صناعة النسيج بمصر وإقتراح ماذا لو حدث بينهم إندماجً، بالتأكيد سيحدث طفرة غير مسبوقه للكيانين معًا، لكن هنالك هدف آخر غزا عقل چالا، إندماج من نوع آخر، ستسعي لنيله بتشجيع من مجاملات عماد لها.
❈-❈-❈
بأحد محلات الصاغة
جلست سميرة مع صاحب المحل وقامت بفتح حقيبة وأخرجت تلك المصوغات قائله:
عاوزه أعرف تمن دول قد أيه.
تبسم لها صاحب المحل وأخذ منها الحقيبه وبدأ يُثمن تلك القطع، بإنبهار حتى إنتهى قائلًا:

المصوغات دى حقيقيه حتى فصوص الالماظ اللى فيها عتيقه واضح أن الشخص اللى جابها لك ليكِ معزه خاصه عنده.
تهكمت بين نفسها، عن أى معزة خاصه يتحدث تلك المصوغات ثمن بقائها مهمشه فى حياة عماد.

يتبع….


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close