رواية قلوب صماء الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمة الألفي
بعد انهاء الملف الذى تركه صديقه ،حمله وتوجه إلى مكتب أسر ليتحدث معه عن أمر الملف .
طرق الباب ودلف ، وجد أسر يعمل على الحاسوب .
مالك . أسر انا خلصت الملف
نظر إليه أسر باهتمام . واستقرت علي ايه .
مالك بتفكير . انا شايف عرض المنياوى كويس ولا ايه رائيك .
أسر . انت عارف طبعا شركه المنياوي مافيش عليها أي غبار
مالك . خلاص اتفق معاها وبلغهم بالخامه اللي بنشتغل فيها وبلاش إعلان و دعايه انت عارف مابحبش كدة
أسر . اطمن كل حاجه هتمشي زى ما احنا عاوزين
مالك . تمام عاوزك تفضي مكتب لتاليا
أسر بصدمه . نعم ليه ان شاء الله هى تاليا ناوى تيجي الشركه كمان
مالك بغمزة . أيوة هههه
أسر . لا كدة كتير بجد
مالك . أسر نفذ الكلام وبلاش تحط تاليا فى دماغك ماشي
أسر . ليها حق طبعا ما هى شيفاك بتثق فيها بتحبها ، تعرفي انا بدعي ربنا يخيب ظنونى وشكى فيها مش عشانها عشان خايف على جرحك منها
مالك بضيق . بقولك ايه انا جعان ومافطرتش انا هروح تيجى تتغدا من ايد ست الكل
أسر بغمزة . وأخبار مراتك ايه
مالك . جديد الكلمه دى عليه بس تصدق ليها طعم بردو هههه
أسر . طب ايه الامور بينكم وصلت لحد فين
مالك . حيلك حيلك هو في بينا حاجه اصلا
أسر بضيق . ربنا يهديك
مالك .طب جاي ولا
أسر . لا عندى شغل لازم اخلصه
مالك . سلام .
............
غادر الشركه وتوجه إلى المصنع ليطمئن على خط الإنتاج وبعد ذلك عاد إلى الفيلا ..
كانت تجلس برفقه ماريا ومحمود يقص عليهم بعض المواقف المضحكه التى تحدث مع اللاعيبه .
وهى تفهمه جيدا وتبتسم برقه .
وقف مصدوم يتطلع إلى جمال بسمتها التى تنير وجهها الملائكى الجميل ، وقف يتأمل حركتها وهى تدون فى الدفتر وتعطى ماريا تقرا واخري محمود يقرأ ويجلس فى جو ألفه ومحبه بينهم ، كان يستغرب سبب هذا القرب والتفهم بينهم فى ايام بسيطه .
لم يستوعب انها تراسلهم لتتفاعل معهم وتتقرب منهم ..
وظن انها تسمعهم لانه تكتب وهم يتحدثو وتنظر لهم باهتمام اذا هى تسمعهم ..
تفاحئت مها بوجود ولدها وينظر لزوجته باعجاب فاطمن قلبها انه سوف ينجذب إلى زوجته ودعت الله فى نفسها ان يزرع المحبه والحنيه فى قلب ولدها لذلك الجميله ..
مجرد نظرتها تسحر العيون ..
مها بجديه . الله انت جيت يا مالك
مالك . أيوة يا ماما انا جعان جدا ممكن الغدا
مها بفرحه . بس كدة حالا يا حبيبى ثواني والأكل يكون جاهز
مالك . طيب هغير هدومى .
توجهت مها إلى المطبخ لاعداد الطعام ، ودلف مالك ليلقي التحيه على اشقائه .
مالك . مساء الخير
نظر له الجميع وعم الصمت وتلاشت ابتسامتها .
محمود . مساء الفل يا بوص
مالك برفعه حاجب . ميرو زعلانه مني ولا ايه
ماريا بحزن . أيوة مخصماك
مالك . ياخبر لا انا وحش بجد ان مزعلك قمرى بس انا عملت ايه ، قرب من شقيقته يقبل رأسها بحنان . القمر زعلان منى فى ايه بس
كانت تتابع حركته وهو يقبل شقيقته وتذكرت حب شقيقها وعلاقتها القويه به .
ماريا تهمس له باذنه ، عندما استمع لها ضيق مابين حاجبيه . امممم بقي كدة
ماريا . اممم كدة
محمود . هو انا ايه ماليش وجود ولا ايه لا انا فيها لاخفيها انا بقولكم اهو .
مالك . لا انتو عالم مجانين وانا مش فاضي هطلع اغير هدومى احسن
تركهم وصعد إلى غرفته واخرج ثيابه وجد ملابس جميله بدولابه نظر لهم بابتسامه فملابسها ذات الوان رقيقه وهادئه وزوق رفيع ، تختار الالوان والتصميم بعنايه ، نظر إلى ملابسها بإعجاب ، فهو يعشق الالوان الهادئه .ليس الصاخبه ، أغلق مكان ملابسها واخرج ثيابه .
وابدله وهم بالخروج من الغرفه .
.......
فى الاسفل أحضرت مها والدادة الطعام ووضعته على المائدة وطلبت مها من جميله ان تبلغ مالك بتجهيز الطعام .
كانت تشعر بالتوتر ولكن لن ترفض لها أى طلب انصاغت لاوامرها وصعدت لتبلغه بالقدوم إلى الطعام ..
مها بابتسامة . كدة احسن عشان يقربو من بعض ومالك يتعود على وجودها وهى كمان مش تخاف منه
محمود . عين العقل يا ماما
ماريا . الخوف من مالك
مها . لا انا مطمنه مش خايفه ، ولسه لم يدوق اكل جميله
محمود بصدمه . جميله إللى طابخه .
مها . هههه دى ست بيت شاطرة وهى اصرت تساعد فطلبت منها تعمل الاكله المفضله لمالك بس
محمود . نعم اكل مالك بس واحنا
ماريا . هههه ماتزعلش اتجوز واحدة تعملك اكلك انت كمان
محمود . ياريت بس هى فين
مها . مستعجل على ايه اتلهي شوف دراستك ولا الكرة بتاعتك الأول
محمود . ايه الام دى ميرو انتي واثقه ان الست دى امي
ماريا بهزار . فى الواقع انا مش متاكدة هههه
مها . بس اسكتو شويا ، مافيش خناق صح
محمود ينظر إلى توامه . هو ايه النظام
ماريا . ماما بتطمن ان جميله لسه سليمه ههههه
... .........
كان يهم بالخروج تفاجئ بوجودها امامه .
تلاقت النظرات ، كانت تشعر بالخجل والتوتر امامه .
وهو ينظر لها باستغراب يحاول فهمها ،فهى مازالت غامضه بالنسبه إليه .
مالك بجديه . هتفضلي واقفه كدة كتير فى حاجه
رسمت الجمود على ملامح وجهها ورفعت الورقه المدون بها بعض الكلمات .
نظر مالك إلى الورقه باهتمام واخذها منها ، ابتسم داخله على فعلتها هذا ولكن رسم الجديه امامها .
مالك .انا كنت نازل يلا اتفضلي ، ووضع الورقه داخل جيب البنطال وأسرع فى خطواته وهى تسير خلفه بضيق ..
جلس بمقعدة المفضل فى منتصف المائدة وعلى جانبيه شقيقته وشقيقه والجانب الآخر والدته ، ولكن تفاجى بوجود ماريا جانب والدته ومقعدها فارغ ، نظرت جميله حولها .
مها . اقعدى جنب جوزك يا حبيبتى دى مكانك من هنا وطالع فاهمه .
لم يعطى مالك أى اهتمام فهو يعلم والدته جيدا فضل السكوت .
وجلست جميله بتوتر وبدات فى تناول طعامها على استحياء .
مالك يتذوق الطعام بشهيه .اممم تسلم ايدك يا ست الكل بجد الاكله دى نفسي فيها من زمان
مها بابتسامة . بالهنا والشفا يا حبيبى يعني عجبتك
مالك وهو يلوك الطعام فى فمه . جدا
مها بخبث . اشكر مراتك بقي هى إللى عملتها مش انا
نظر مالك لجميله بصدمه وجدها تنظر فى صحنها ، ترك مالك الطعام .
مالك . الحمد لله ، انا عندى شغل هخلصه فى اوضتي ومش عايز إزعاج عن اذنكم .
وصعد غرفته على عجاله وهو يشعر بالاختناق ويحدث نفسه . دى ماما مصرة بقي ، طب البنت ذنبها ايه بس هخلص منها ازاى لازم اعملها ببرود وقسوة عشان هى إللى تطلب الطلاق وبعدين دى هتفضل فى وشي كل ثانيه ياربي دبرني ..
احضر دفتر الرسم خاصته وبدأ فى رسم تصميم جديد يريد أن ينزل به العرض القادم ..
وشغل كل تفكيرة فى ذلك التصميم وفجأة تذكر لون عيناها الخضراء الساحرة ذات البريق اللامع ، يا الله سبحان الخالق اذا ابدع ، صورة جماليه مكتمله ولكن .
فجاة وجد نفسه يخط ملامحها ولكن بنظرتها التى لم يفهمها الي الان .
وكتب أعلي الصورة"؛ الصمت القاتل ،،
لا اعلم لما جمعنا القدر ، وما الحكمه فى ذلك.ولكن كل ما اعلمه ، أن ليس بيدي شئ فقلبي أصبح ملك لاخري ، حقا لا اريد ايذائك فالجميع يظن أن بلا قلب ، ولكن كلهم مخطئين ، فالقلب يهوي من هواه ،،(أو كما يظن انها تهواه ،مثل ما يهواها)
لو كان بإمكاني أن اضعك داخل قلبي فلا أتأخر ، ولكن وجودك الآن عقبه أمامي فى تحقيق هدفي ، فأنا عاشق الآن وقلبي ينبض لاخرى ، لا اريد ان اجرحك حقا ،فقط اريد ابعادك عن حياتي لأكمل طريقي مع محبوبتى ،،
دلفت الغرفه بعد ان طرقت الباب ثلاث مرات ولدفت لداخل، وجدته يجلس بالفراش ويضع خطوطه علي الاوراق التى امامه ..
الوقت قد تاخر وذهب كل منهم إلى غرفته ، وهى الآن تريد أن تتحدث مع شقيقها مثل ما وعدته ، ولكن وجوده بالغرفه يمنعها من مكالمه شقيقها ..
جلست بتوتر على الاريكه وشعر هو بوجودها نظر إلى ساعه يده وجدها الثانيه عشر علم انها تريد النوم فترك لها الغرفه ...
توجه إلى الحديقه يفكر فى امرها وماذا يفعل معها ..
عندما غادر الغرفه تنهدت بارتياح وارسلت لشقيقها ان يتصل .
.............
فى لندن
قبل ان يذهب إلى الجامعه جاءته الرساله المتتظرة من شقيقته .
اجرا اتصال فديو .
وبعد ثواني معدودة كانت تنظر له بفرحه .
يزيد بصوته المرتفع وكلمات واضحه لكي تفهمه شقيقته .
يزيد . ايه الجمال دى واحشتين يا بت
جميله تبتسم وتراسله بالكتابه .
يزيد . بصي لحظه كدة عملك مفاجاه غمضي عيونك الحلوة دى الأول
واخرج ثوب زفاف من حقيبته ووضعه أمام كاميرا الهاتف .
يزيد . فتحي يا حبيبتى
عندما فتحت عيناها شعرت بالصدمه .
يزيد بفرحه . جبتلك فستان الفرح يا قلبي واكيد هيعجبك ذوق اخوكي .
جميله بابتسامه بسيطه لا تعلم ماذا ترد وماذا تكتب
يزيد . قوليلي بقي نفسك فى ايه اجبهولك انا كلي تحت امرك
جميله . ربنا يخليك ليا مش عايزة غير وجودك جنبي ترجعلي بالسلامه .
يزيد . هانت يا قلبي المهم الفستان عجبك
جميله . اوووى
يزيد . الحمد لله ، طب هقفل عشان عندى جامعه ابقي طمنينى عليكى وسلمى على ماما وجدى وكل اللي عندك
جميله . حاضر
يزيد . فى أمان الله
جميله . فى أمان الله .
...........
بعد طول تفكيره عاد إلى غرفته كان يظن بانها الآن نائمه ولكن تفاجئ بوجودها تجلس على الأريكة وبيدها هاتفها الخاص وعندما شعرت بوجوده شعرت بالتوتر والقت الهاتف جانبها .
نظر لها بشك وكان يقترب منها وجاء اتصال له .
مالك . أيوة يا حبيبتىى لا صاحي يا قلبي
طبعا مستنيكي بكرة
هتوحشنى جدا
باي بقي اشوفك فى الشركه
وأغلق الهاتف .
كانت تنظر إلى طريفه حديثه وشردت فى نطقه لكلمه حبيبتي اذا هو لديه حبيبه ولا يخجل من كونه متجوز مازال على علاقه بها
انهى المكالمة ونظر لها بلامبلاه ودثر نفسه بالفراش ..
وهى مازالت شاردة فى هذا القاسي وتتذكر عقدة حاجبيه وجمود ملامحه إلى أن غلبها النعاس وغفلت مكانها على الاريكه ..
كان يتملل بالفراش ونظر جانبه فلم يجدها نظر إلى الاريكه وجدها غافله مكانها مثل الطفله الصغيرة ومتقوقعه على نفسها ،ابتسم على مظهرها وتوجه إليها ليحملها لتنام بالفراش .
قرب إليها وحملها برفق وهى تشبثت بقميصه تقبض عليه بقبضتها الصغيرة ، وضعها بالفراش بهدوء ولم تتركه .
مالك لنفسه . هم جوزوني طفله خوافه ولا ايه ، لا بنات الصعيد اكيد رجاله ههههه مابيخفوش واصل ، رجاله مين دى قمر سامحني يا رب
حاول أن يخلص نفسه من قبضتها لكى ينام فلم ينجح فى افلات يدها ونام جانبها واحتضنها مثل طفلته ودون وعي ارتسمت الابتسامه علي ثغره واغمض عيناه ..
....... ............